الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف – دور المؤسسات الدينية (ملف)

الأزهر الشريف
أغسطس 17, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

بون ـ إعداد :وحدة الدراسات والتقارير  

يتناول الملف بالعرض والتحليل دور الهيئات الاسلامية المختلفة في محاربة التطرف، وبالأخص (مؤسسة آل البيت الملكية في المملكة الأردنية، والرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم)، من حيث التطرق لتأسيسها وأهدافها وجهوودها في مواجهة الخطاب المتطرف، ومجالات التعاون بينها وبين المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

1- محاربة التطرف – الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

2- محاربة التطرف في المملكة الأردنية الهاشمية ـ دور مؤسسة آل البيت الملكية

3- محاربة التطرف – دور الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب

1 ـ محاربة التطرف – الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

منذ أن أعلنت دار الإفتاء المصرية تبنيها للإسهام في تجديد الخطاب الديني ومعالجة فوضى الفتاوى في أرجاء العالم الإسلامي وهي تضع نصب أعينها تنفيذ استراتيجيتها التي وضعتها لتنفيذ ذلك خطوة خطوة على المسارات المتنوعة في الداخل والخارج، وكانت الدار سبَّاقة لإعلان خطة تجديد الخطاب وتنقية الفتاوى. وبعد جهود حثيثة في التخطيط والدراسة أنشئت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في ديسمبر 2015 وومقرها القاهرة. وضمت عضوية الأمانة ممثلين لأكثر من (80) دولة من مختلف قارات العالم.

وجاء إنشاء الأمانة من أجل رسم سياسات متعلقة بمعالجة فوضى الفتاوى والتصدي لفتاوى العنف والتطرف، لتشكل الخيط الناظم لمؤشرات الفتوى وضوابطها ليس في العالم الإسلامي بتنوعاته وتقسيماته وامتداده فحسب بل عند المسلمين أجمعين عبر دول العالم كله، تكمن أهمية الأمانة العامة في وقوفها للتصدي لموجة العنف التي تشنها تيارات تبحث عن فتاوى تبرر لها العنف، ولذا كان على المؤسسات الدينية العريقة ذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة. محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

التأسيس

الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم هيئة عالمية متخصصة مقرها في القاهرة، تقوم بالتنسيق بين دُور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها في مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية.

ولأن استقرار أمر الفتوى من أهم العوامل التي تساعد على استقرار الفرد والمجتمع، عقدت دار الإفتاء المصرية أولى مؤتمراتها العالمية في القاهرة في أغسطس 2015، وأثمر هذا المؤتمر عددًا من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التواصل والتشاور بين دور وهيئات الفتوى في العالم، وكان على رأسها إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الفتوى في العالم. محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف. بقلم بسام عباس

رؤية الأمانة العامة

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لأن تكون المظلة الجامعة لهيئات الإفتاء سواء في الدول الإسلامية أو لدى الجاليات المسلمة في كافة أرجاء العالم. وتؤمن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أيضًا بأن الفتوى الصحيحة هي إحدى اللبنات الرئيسية لبناء فرد ومجتمع ودولة وأمة مستقرين وفاعلين بين الأمم.

أهداف الأمانة العامة

– تدعيم الاستقرار والسلم الوطنيين والعالميين بمحاربة أفكار المتشددين والسعي في إجراءات المواجهة

– ترسيخ منهج الوسطية في الفتوى.

– إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم ترسخت عندهم قيم الوسطية والتعايش.

– تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء من الأعضاء.

– تقديم الاستشارات العلمية والعملية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي.

– بناء شراكات علمية تدعم المنهج الوسطي في بلادها باعتبارها خط الدفاع الأول عن مبادئ الإسلام الصحيح.

– المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني عبر تقديم النماذج الواقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج وترسيخ الأفكار وتقديم البدائل.

– تقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة.

– تدعيم العلماء أصحاب المنهج الوسطي المعتدل.

– التصدي لظاهرتي الفوضى والتطرف في الفتوى.

– نشر قيم الإفتاء الحضارية في العالم للمشاركة في صياغة فلسفة البناء الحضاري العالمي.

– التأكيد على أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات.

– إعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبرتها في مجالات العمل الإفتائي.

جهود الأمانة في التصدي للفكر المتطرف:

سعت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم للتصدي لظاهرة التطرف الفكري والديني، وتصحيح الصورة والمفاهيم المغلوطة المشوهة التي صدرتها الجماعات المتطرفة عن الإسلام، وذلك من خلال العديد من المبادرات والمؤتمرات والمشاريع والإصدارات التي شارك فيها عدد كبير من المفتيين ورجال الدين حول العالم، وذلك لتقديم حلول واقعية فعالة للتحديات الإفتائية للمجتمعات المسلمة من خلال تعزيز التنسيق بين دور وهيئات الإفتاء في العالم. محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية.

أولاً: مؤتمرات الأمانة العامة

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء إلى توظيف آلية المؤتمرات العالمية كأحد أدوات ضبط الفتوى وترسيخ المنهج الوسطي في القول والرأي، وقد نجحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في عقد سبعة مؤتمرات منذ انطلاق مؤتمرها التأسيسي الأول في أغسطس 2015، بعنوان “الفتوى … إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل”.

وعقدت الأمانة العامة مؤتمرها الثاني في أكتوبر 2016، تحت عنوان: “التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة”، الذي يعد الأول من نوعه في معالجة قضية بعينها وتخصيص المساحة الكافية لها من حيث الدراسة والنقاش والتباحث.

وتحت عنوان “دور الفتوى في استقرار المجتمعات”، عقدت الأمانة العامة مؤتمرها الثالث، في أكتوبر 2017، وعني من خلال جلساته وأبحاثه بدعم الاستقرار عن طريق الفتوي انطلاقًا بأن الدين أساس الاستقرار، وأكد على أن التطرف بكل مستوياته طريق للفوضى والتخريب، وأن إحدى كبريات وظائف المفتي في الوقت الحاضر هي التصدي للتطرف والمتطرفين.

ومع تصاعد حدة التطرف الفكري، وتعاقب الأحداث الإرهابية العالمية التي أصبحت الأمة الإسلامية تئن من تداعياتها نظرًا لتخفى تلك الجماعات المتطرفة خلف ستار الدين وتحريف النصوص الدينية لتبرير سفك الدماء واستباحة الحرمات، عقدت الأمانة العامة مؤتمرها العالمي الرابع، في أكتوبر 2018، بعنوان:” التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق”.

عقدت الأمانة مؤتمرها الخامس في أكتوبر 2019،  تحت عنوان “الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي”، ثم مؤتمرها السادس تحت عنوان: “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون” وذلك في أغسطس 2021، من أجل تطوير العمل الإفتائي بتطبيق التحول الرقمي؛ والدخول بالعملية الإفتائية في عصر النهضة الرقمية، وإدخال المؤسسات الإفتائية في العصر الرقمي، وتحديات تطبيق الرقمنة داخلها.

وعقدت الأمانة العامة مؤتمرها الدولي السابع، في أكتوبر 2022، بعنوان “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”، وذلك بهدف إبراز دَور الفتوى الشرعية في عمارة الأرض وتحقيق التنمية المستدامة للدول والمجتمعات، بما يحقق رفاهية الإنسان، وسُبل إعادة بناء الوعي البشري تجاه قضايا البيئة والمناخ، والعلاقة بين الفتوى والتنمية المستدامة، وكيفية المساهمة في حماية المناخ. . محاربة التطرف ـ دور الأزهر الشريف في الرد على فتاوى التطرف

ثانيًا: المشاركة في مؤتمرات دولية

شاركت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في العديد من المؤتمرات الدولية التي تعمل على مكافحة التطرف والتصدي للفكر المتطرف.  شارك رئيس الأمانة العامة، الشيخ شوقي علام، مفتي مصر، في منتدى بناء الجسور الذي نظمته الأمم المتحدة خلال شهر يونيو 2023، ، وأوضح، في كلمته، أن انتشار العنف والإرهاب وقع بسبب الانحراف عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والتسامح.

وأكد رئيس الأمانة العامة أن إساءةَ استخدام الاختلافات الدينية والثقافية والعِرقية لا زالت وسيلةَ الجماعات المتطرفة لتبرير العنف والإرهاب وخطاب الكراهية، ولطالما وقف القادة الدينيون في مواجهة تلك الأفكار؛ وذلك إدراكًا منهم لعِظَم الصعوبات والتحديات التي تواجه المجتمع العالمي.  وشدد رئيس الأمانة في كلمته على أهمية اتحاد القادة الدينيين من أجل تصحيح المفاهيم، مشيرًا إلى أن ذلك سوف يحدُّ أو يمنع من انتشار العنف والإرهاب.

وشارك الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور إبراهيم نجم، في اجتماع التحالف الدولي ضد داعش الذي عُقد في واشنطن، يوليو 2023، وأكد في كلمته أن المشاركة في الاجتماع تأتي إيمانًا بأهمية التعاون والتكاتف بين كافة الجهات المعنية في مكافحة الفكر المتطرف، الذي لم يعد قاصرًا على منطقة بعينها، ولكن بات يهدِّد العالم أجمع، مما يحتِّم علينا العمل معًا على كافة الأصعدة لمواجهة خطر الإرهاب ودحره. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف. بقلم بسام عباس

ثالثًا: مركز دراسات التشدد

عملت الأمانة العامة على تأسيس مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية يرتكز على مناهج وسطية إسلامية ليعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، وعلاقته بالإفتاء تأصيلًا وتنظيرًا، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الازدياد، ومحاربتها والقضاء عليها، واضعًا في الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ليكون الذراع البحثية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

ويسعى المركز للمساهمة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية المتعلقة بقضية التشدد بأبعادها المختلفة، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التشدد، بحيث لا تقتصر على جانب المكافحة الأمنية وإنما تهتم أيضًا بالأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية في عملية المكافحة.

ويهتم المركز بمكافحة التشدد بأنواعه المختلفة على مستويين رئيسيين:

المستوى الأول: وهو المعنيُّ بالتعامل مع الفكر المتشدد، من خلال دحض وتفنيد استراتيجيات الجماعات المتطرفة في تجنيد فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب والنشء، والتي تعتمد على استخدام الاستدلالات الفقهية والشرعية من أجل التعبير عن رؤيتها للآخر وللعالم، من خلال الأفكار المتطرفة والمتشددة.

المستوى الثاني: ويستهدف تحصين المجتمعات من الأفكار المتطرفة، على نحو يحول دون استمرار انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع وانتقالها بين الأجيال المختلفة، ما يتطلب سلسلة من إجراءات المكافحة تهتم بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، وبمعالجة العوامل المحفزة على تبني ذلك الفكر المنحرف.  محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

ويهدف المركز إلى:

إعداد الدراسات والبحوث وتقديرات الموقف

عقد ندوات وورش عمل للخبراء والباحثين في مجالات التشدد

التشبيك مع مراكز الأبحاث المهتمة بالتطرف حول العالم

إعداد نموذج عام لمواجهة التشدد والتطرف في مختلف المناطق

 رابعًا: المشروع العلمي لتفكيك فتاوى وأفكار التشدد والتكفير

سعت الأمانة العامة إلى تعزيز النهوض بالواجب المنوط بعلماء الأمة ومفتيها. ويهدف المشروع إلى إخراج موسوعة علمية باللغات المختلفة تفكك وتناقش وترد على أفكار التطرف الديني خاصة، وتكتب باللغة العربية أصالة ثم تترجم إلى اللغات العالمية الحية تبدأ منها بالإنجليزية والفرنسية ثم تترجم بعد ذلك إلى غيرها من اللغات.

**

2- محاربة التطرف في المملكة الأردنية الهاشمية ــ دور مؤسسة آل البيت الملكية   

تحمَّلت المملكة الأردنية الهاشمية بحكم موقعها الجغرافي، على مدار العقود الثلاثة الماضية تداعيات حالة الفوضى والصراع التي شهدتها ولا يزال تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ودفعت ثمن تداعيات التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وتعرضت المملكة الأردنية إلى بعض الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمنها واستقرارها مع تغيير النظام في العراق عام 2003  وتصاعد تنظيم القاعدة وظهور تنظيم داعش. ونجح تنظيم داعش وكذلك تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، من استغلال المنابر والإنترنيت لنشر ايدلوجياتها المتطرفة، ولم تكن المملكة بعيدةً عن ذلك، لكن سياسات المملكة الإردنية أتسمت بـ : ألحوكمة، مع وجود استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات استباقية ضد الجماعات المتطرفة. ولتعزيز ذلك نجحت المملكة باعتماد الجهد الإستخباري أكثر من نشر القوات على الأرض في رصد ومتابعة الجماعات الإسلاموية بكل اطيافها ومنها الإسلام السياسي.

سعت مؤسسة آل البيت، في هذا الصدد، إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة الفكر المتطرف، وتوعية الأمة بمخاطر الإرهاب والتطرف، وتحذير الشباب من خطورة الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة، إضافة إلى تفنيدها مزاعم الجماعات الإرهابية ودحض حججهم وأفكارهم. ويأتي إنشاء “مؤسسة آل البيت” استكمالاً لتجربة الأردن الثرية في مجال تصويب فكر التطرف ومواجهة الإرهاب، والذي عبرت عنه من خلال إطلاق المبادرات الرائدة وإنشاء العديد من المراكز والمنتديات الخاصة بمحاربة فكر التشدد وتعميم خطاب التعايش إقليميًّا ودوليًّا. .محاربة التطرف ـ أهمية المعالجات الفكرية والثقافية والمجتمعية (ملف)

التأسيس والمهام والأهداف

هي مؤسسة إسلامية غير حكومية عالمية مستقلة، تتخذ من عَمَّان مقرًا لها، وهي تعمل لخدمة الإسلام والإنسانية جمعاء، ومن مهامها:

ـ التعريف بالدين والفكر الإسلامي، وتصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام، وإبراز العطاء الفكري الإسلامي وأثره في الحضارة الإنسانية، وتعميق الحوار وترسيخ التعاون بين أهل المذاهب الإسلامية، وتوضيح إنجازات آل البيت ودعوتهم إلى الوسطية والاعتدال والتسامح، والتقاء علماء المسلمين وتعارفهم لتقوية الروابط الفكرية وتبادل الآراء بينهم، والتعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات والهيئات العلمية والجامعات فيما يتفق وأهداف المؤسسة.

ـ انطلقت فعاليات هذه المؤسسة من المملكة الأردنية الهاشمية وفقًا لقانونها الذي صدر سنة 2007م وتحظى فاعلياتها برعاية  العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ويتابع أعمالها ونشاطاتها رئيس مجلس أمنائها الأمير غازي بن محمد، المستشار الديني لملك الأردن. وينص قانونها على ان أهدافها ما يلي:

– التعريف بالدين والفكر والثقافة الإسلامية وتجلية جوانبها المضيئة، والمساهمة في تصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام.

– تقديم التصور الإسلامي لقيم المجتمع المعاصر ونظمه مع استشراف المستقبل والتعامل مع قضايا العصر ومشكلاته وتحدياته.

– إبراز مكانة آل البيت في الإسلام وفضائلهم وإنجازاتهم في التاريخ الإسلامي وبناء الحضارة الإسلامية، وإظهار دورهم في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال والتسامح.

– إظهار الإنجاز الحضاري الإسلامي وبيان أثره في التقدّم العالمي والحضارة الإنسانية، والنهوض بالدراسات والبحوث الإسلامية في مختلف فروع المعرفة الإنسانية، وإحياء التراث العربي والإسلامي ونشره.

– توضيح المنهج العلمي للعلوم والمعارف من منطلق إسلامي؛ دعوة الجامعات ومراكز البحوث الإسلامية والعربية إلى الاهتمام بذلك.

– تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين المذاهب الإسلامية تعزيزًا لجمع كلمتها لتحقيق أقصى مدى للتقريب بين أتباعها وفق قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها الأساسية.

– العمل على جمع والتقاء علماء المسلمين وتعارفهم لتقوية الروابط الفكرية وتبادل الآراء بينهم، وتعريفهم بأحوال المسلمين في مختلف بقاع العالم.

– التعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات والهيئات العلمية والجامعات بما يحقّق أهداف المؤسسة.

ونص قانونها على أن المؤسسة تتبع في تحقيق أهدافها على الوسائل التالية:

– إجراء البحوث والدراسات والترجمة في المجالات المختلفة وفق خطط متكاملة، ودعوة العلماء والباحثين والمترجمين للقيام بذلك والاهتمام بالدراسات والبحوث المقارنة.

– نشر الأفكار والمعلومات من خلال الكتب والصحف والدوريات والبث الإذاعي والتلفزيوني وإعادة البث والمواقع الإلكترونية على الإنترنت.

– عقد المؤتمرات والندوات وتأليف اللجان وتنظيم المحاضرات والمعارض والزيارات والبعثات وتبادل الخبرات.

– تحقيق المخطوطات ونشرها، وطبع المؤلفات والدراسات والبحوث.

– إنشاء مكتبة حديثة خاصة بالمؤسسة، وجمع الوثائق والمستندات وتوفير المصادر والمراجع.

– تقديم المنح والجوائز التشجيعية والتقديرية.

– مراجعة المناهج التربوية في مختلف مراحل التعليم في البلدان الإسلامية، وخطط الإعلام وبرامجه، ومحاولة تطويرها لخدمة المجتمع وفق التصوّر الإسلامي.

 جهود المؤسسة في مواجهة التطرف  

بذلت مؤسسة آل البيت جهودًا حثيثة في مواجهة الفكر المتطرف وحماية الشباب من براثن الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وأطلقت العديد من المبادرات وعقدت المؤتمرات والندوات للتصدي لهذا الفكر المتطرف . محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

رسالة عَمَّان  

وكانت “رسالة عمان”، التي أطلقتها مؤسسة آل البيت، أولى المقاربات الفكرية التي انتهجتها الدولة الأردنية في محاربة الإرهاب، وهي بيان مفصل أصدره الملك عبد الله الثاني في التاسع من نوفمبر عام 2004 بهدف إيضاح جوهر الإسلام الحقيقي وبيان صورته السمحة البعيدة عن الغلو والتطرف.

وقد وجَّه الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى اصدار رسالة عمان، للحاجة الملحة لبيان الصورة الحقيقية للإسلام في المجتمع المعاصر، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تحاول تشويه هذا الدين، مستغلة بعض الممارسات الخاطئة التي ارتكبت وترتكب باسمه، فدعا إلى تقديم رؤية شاملة لهذا الدين بكل أبعاده، وتحاول بدقة وموضوعية أن تقدم ببيان واضح حقائقه الساطعة، ودوره الفاعل المعهود في المجتمع الإنساني، ورده على الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسمه.

ودعت الرسالة إلى مؤتمر إسلامي عالمي دولي في عمان لإعداد أدبيات حول المبادئ والأسس والقضايا الكبرى التي عرضتها هذه الرسالة، رغبةً في تأصيل هذه الرؤية لتكون عملاً إسلاميًّا عامًا، حيث التقى أكثر من 177 عالما من مختلف مذاهب الأمة ومفكريها وأصحاب القرار والمعرفة الشرعية في مؤسسات الفتوى والمجالس والمجامع الفقهية.  التقوا في عمان بدعوة من جلالة ملك الأردن بموجب هذه الرسالة الكريمة (رسالة عمان) وبعنوان جاء من سياق الرسالة هو:  (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر)، وهدف  هذا المؤتمر إلى تعميق البحث والنظر في مختلف القضايا التي عرضتها الرسالة، والدعوة إلى نشرها والتعريف بها على نطاق واسع، مؤكدًا على أن هذا ليس جهدًا أردنيًّا فحسب، إنما هو جهد إسلامي عالمي يحرص على خدمة الإسلام والمسلمين. محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. بقلم بسام عباس

وانبثق عن رسالة عمان حوار إسلامي داخلي بين مختلف علماء المسلمين؛ أنتج اتفاقًا على ثلاث نقاط رئيسة عرفت بمضامين رسالة عمان، وتتعلق بتحديد تعريف للمسلم في إطار المذاهب والمدارس المختلفة التي اتفق العلماء على أن أتباعها مسلمون لا يجوز تكفيرهم، والعناية بالمشتركات بين هذه المذاهب التي تتفق كلها في أصول الدين وينحصر اختلافها في الفروع، مع تأكيد ضرورة عدم جواز التصدي للإفتاء من قبل غير المؤهلين أو ادعاء الاجتهاد واستحداث مذاهب جديدة أو فتاوى تخالف قواعد الشريعة وثوابتها.

واهتمت الرسالة بموضوعات عديدة، وكان مما عرضت له موضوع الارهاب والغلو والتطرف وبينت الرسالة أن الأعمال الإرهابية ليس أمرا خاصا بالمنتسبين إلى الإسلام بل وقعت من بعض أتباع المذاهب والديانات الأخرى. وأوضحت أن هذا الدين ما كان يوما إلا حربًا على نزعات الغلو والتطرف والتشدد، ذلك أنها حجب العقل عن تقدير سوء العواقب والاندفاع الأعمى خارج الضوابط البشرية دينا وفكرا وخلقا، وهي ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، والإسلام يرفضها – مثلما ترفضها الديانات السماوية السمحة جميعها – باعتبارها حالات ناشزة وضروبًا من البغي، كما أنها ليست من خواص أمة بعينها وإنما هي ظاهرة عرفتها كل الأمم والأجناس وأصحاب الأديان إذ ا تجمعت لهم أسبابها.

كلمة سواء

أما مبادرة “كلمة سواء” فقد كانت ثاني المقاربات الفكرية التي سعت إلى نشر ثقافة الوئام والسلام بين الشعوب والأديان، وهي مبادرة صادق عليها علماء مسلمون بارزون برعاية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، تهدف إلى تحديد منطلق مشترك للحوار والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وجاءت المبادرة عبر رسالة مفتوحة رد فيها 38 من علماء المسلمين في أكتوبر 2006 على كلمة البابا “بندكتوس السادس عشر”، تحدث فيها العلماء من جميع فئات المسلمين بصوت واحد عن التعاليم الحقيقية للإسلام.

وسع العلماء رسالتهم، بعد مرور عام،  فاجتمع 138 عالمًا من جميع المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية ليعلنوا الوثيقة التي تحمل العنوان “كلمة سواء بيننا وبينكم” تناولت القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام. قدمت الصيغة النهائية للوثيقة في المؤتمر الذي عقدته الأكاديمية الملكية التابعة لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بعنوان “الحب في القرآن الكريم” في سبتمبر 2007، برعاية الملك عبد الله الثاني، واتفق المشاركون في المؤتمر على أن القاسم المشترك بين الدين الإسلامي والدين المسيحي الذي يعد القاعدة المثلى للحوار والتفاهم هو: حب الله وحب الجار وحب الخير. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

**

3 ـ محاربة التطرف –  دور الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب

تواجه المملكة المغربية التطرف الديني والفكري والإرهاب باستراتيجية تسعى إلى تحقيق التكامل والاندماج بين ما هو أمني، واجتماعي، وسياسي واقتصادي، وديني، مبنيةً على ركيزتَين رئيسيتَين، هما الاستباقية والوقائية. وتتجلى الاستراتيجية الاستباقية لمحاربة التطرف والإرهاب في العمليات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الاستخباراتية المغربية لتحييد وتفكيك الخلايا المتطرفة حتى قبل تنفيذ أعمالها الإرهابية. وبموازاة مع الجهود الأمنية الاستباقية لمحاربة التطرف، جاءت الركيزة الوقائية حيث فطن المغرب إلى ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف عبر إرساء ما يطلق عليه البعض “الأمن الروحي”، واستئصال الفكر الديني المتشدد عبر هيكلة المجال الديني.

وهذه الهيكلة الشأن الديني وقضايا الإفتاء من اختصاص مؤسسة “أمير المؤمنين” ولجنة من العلماء بإشراف (المجلس العلمي الأعلى) التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ وذلك لمنع تداول الفتاوى بشكل قد يخلق مشتلاً للأفكار المتطرفة.  محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. بقلم بسام عباس

التأسيس والأهداف

الرابطة المحمدية للعلماء، مؤسسة دينية مغربية غير ربحية، صدر قرار ملكي بتأسيسها في 14 فبراير 2006، ويوجد مقرها بالرباط، عاصمة المملكة المغربية. وتتكون من مجلس أكاديمي يكلف بالشؤون العلمية للرابطة ويتداول في جميع القضايا المتعلقة بمهامها، ويتخذ جميع المقررات التي تمكن من تحقيق أهدافها، ومن مكتب تنفيذي يكلف باتخاذ جميع التدابير الضرورية لإعداد مقررات المجلس الأكاديمي بعد المصادقة عليها. وتدير الرابطة 14 مركز للدراسات والأبحاث و11 منبرًا إعلاميًّا من مجلة وجريدة. وتخضع الرابطة المحمدية للعلماء من حيث مهامها وتكوينها وكيفيات تسييرها، لأحكام القرار الملكي (الظهير الشريف) والذي يعتبر بمثابة نظامها الأساسي.

وتسعى الرابطة المحمدية للعلماء إلى تحقيق الأهداف التالية:

– التعريف بأحكام الشرع الإسلامي الحنيف ومقاصده السامية والعمل على نشر قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية بالحكمة والموعظة الحسنة واحترام مبادئ الوسطية والاعتدال.

– المساهمة في تنشيط الحياة العلمية والثقافية في مجال الدراسات الإسلامية من خلال توثيق أواصر التعاون والشراكة مع المؤسسات والهيئات العلمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وإعداد البرامج والمناهج التربوية في مختلف مجالات التربية والتعليم والتكوين.

– توثيق أواصر التعاون والتواصل بين العلماء والمفكرين والجمعيات والهيئات العلمية والمؤسسات الثقافية الوطنية والأجنبية.

– التصدي للفكر المتطرف ودعم المؤسسات والأفراد في مواجهة الجماعات والتنظيمات المتطرفة وعدم السقوط في براثنها. محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية. بقلم بسام عباس

 جهود الرابطة في مواجهة التطرف  

تنشط الرابطة المحمدية للعلماء في مجال محاربة التطرف الديني، من خلال دورات وندوات فكرية وعلمية، وأيضاً من خلال نشر كتب ومؤلفات ودفاتر أكاديمية ومفاهيمية لتفكيك خطاب التشدد والتطرف، فضلاً على مساهمتها في إرجاع عدد من المعتقلين السلفيين المتشددين داخل السجون إلى جادة الاعتدال والوسطية، من أجل اندماج ناجع في المجتمع بعد الخروج من السجون.

وتتوخى الرابطة المحمدية نشر قيم الوسطية والاعتدال المستمدة من الثوابت الدينية والروحية للمملكة، والتعريف بأحكام الشرع الإسلامي الحنيف ومقاصده السامية. وفي هذا الصدد سلسلة دورات علمية في مجال بناء القدرات للوقاية من خطر التطرف وخطاب الكراهية. وتهدف دورات مكافحة التطرف العنيف إلى بلورة أدوات ووسائل عمل تراعي مختلف فئات المتلقين ومستوياتهم العلمية والفكرية، وتسهم في فهم التوازنات على كافة المستويات، ليتم اعتمادها وتملكها من أجل أداء أحسن في هذه المجالات.

وحرصًا من مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء على النهوض بدورها في الاجتهاد دراسة وبحثًا، وتكوينًا مستمرًا، وبناء للقدرات، بقصد بلورة المضامين الأصيلة المتزنة والوسطية المعتدلة لديننا الحنيف، في إطار الثوابت الدينية للمملكة، أطلقت الرابطة المحمدية، في نهاية يوليو 2022، سلسلة دورات علمية في مجال بناء القدرات للوقاية من خطر التطرف وخطاب الكراهية تحت عنوان “التمنيع من التطرف العنيف: أي وظيفية للحوارات الخلفية والخرائط الذهنية؟”.

وفي سياقٍ آخر يتعلق بمواجهة التطرف، عكفت الرابطة المحمدية للعلماء على نشر “دفاتر تفكيك خطاب التفكيك”، وهي عبارة عن كتب ودراسات علمية تشتغل على “تفكيك عدد من المفاهيم ذات الصبغة الشرعية التي تستند إليها الجماعات المارقة، ويحرفها دعاة التطرف والإرهاب، ويبنون عليها خطابات المفاصلة والكراهية، والعنف.

قدمت الرابطة العديد من الدراسات والمقالات الفكرية والنقدية في تفكيك خطاب التطرف، آخرها دراسة نشرت حديثًا بخصوص توظيف الآليات الاستنطاقية لفهم السياق الداخلي، الذي هو النص القرآني المؤسس والسنة الموضحة له، والسياق الخارجي الذي هو واقع الناس ومحاورة الكون، بآلياتٍ علمية ومنهجية.

وكشفت الرابطة من خلال هذه الدراسات والمقالات أن خطاب الجماعات المتطرفة يخلو من مفاتيح وآليات فهم السياق، متمثلة في عدم الوعي بالسياق النفسي للمخاطب، وبالسياق العقلاني والمعرفي، وبالسياق المادي الاجتماعي، وعدم إدراك السياق الذي أعمل فيه النبي صلى الله عليه وسلم النصوص، وكذلك السياق النفسي والاجتماعي الذي يجري فيه الخطاب بهذه النصوص، مع إغفالها الاجتهاد لاستبانة الفروق بينه وبين السياق النبوي. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف. بقلم بسام عباس 

الجهود الدولية للرابطة في مواجهة التطرف  

سعت الرابطة إلى التعاون مع المؤسسات الدولية المختلفة لمواجهة الفكر المتطرف، وواصلت الرابطة المحمدية جهودها الرامية إلى التصدي للتطرف والتطرف العنيف، على مستوى مختلف الجبهات، لاسيَما جبهة العالم الرقمي، الذي تستغله المنظمات المتطرفة لتجنيد الشباب واستقطابهم. وفي هذا الإطار عقدت الرابطة المحمدية، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسفارة مملكة اليابان بالمغرب، في ديسمبر 2021، بالرباط، المؤتمر الدولي لتبادل ومشاركة الممارسات الفضلى في مجال تمنيع الشباب ضد التطرف والتطرف العنيف عبر الإنترنت. وسعى المؤتمر إلى تبادل الخبرات وتعزيز تبادل التعاون الدولي في مجال محاربة التطرف، حيث قُدم مشروع أعدته الرابطة المحمدية للعلماء، بناء على تشخيص مخاطر الإنترنت على مستوى نشر التطرف العنيف بين الشباب، وسلسلة من التكوينات والاجتماعات. وحصل المشروع على دعم السفارة اليابانية بالمغرب، بعد موافقة البرلمان الياباني، لمعرفة مدى قدرته على المساهمة في تجاوز التحديات التي يطرحها العالم الرقمي على مستوى انتشار التطرف العنيف في أوساط الشباب.

ويتمحور المشروع الذي ترعاه الرابطة المحمدية للعلماء، في اشتباكه مع البيانات الموجودة في العالم الرقمي، حول “دفع الشباب إلى الإقبال على المضامين التي تتوفر فيها ثلاثة محددات؛ وهي أن تكون واضحة، وأن تكون جاذبة، من خلال جماليتها، واستجابتها لتطلعات الشباب، وأن تكون وظيفية، أي نافعة لهم”.

وأطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، في يوليو 2021، الجزء الأول من موسوعة تفكيك خطاب التطرف، تحت عنوان: “تفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف”، والذي تم إنجازه في إطار اتفاقية الشراكة بين الإيسيسكو والرابطة، من أجل التمنيع الفكري للشباب المسلم من مختلف خطابات التطرف والكراهية، في دول العالم الإسلامي وخارجه.

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء بالشراكة مع سفارة المملكة المتحدة بالرباط، في مارس 2023 مؤتمرًا حول موضوع “رؤى متقاطعة حول التطرف عبر الإنترنت… التجربة المغربية”، وتناول بالتحليل والدراسة سبل تمنيع الشباب من السقوط في التطرف العنيف من خلال الإنترنت، وتبادل التجارب الفضلى في التعاطي مع هذه الظاهرة، اعتماداً على مساهمات وأبحاث المشاركين، من باحثين وأساتذة وممثلين لمؤسسات وطنية وفعاليات مدنية. وأكد المشاركون في المؤتمر على أن مواكبة الشباب في الفضاء الافتراضي يجب أن تكون مدعومة ببحث علمي عميق ومتواصل، يتناول الأبعاد الوجودية والفكرية والوجدانية والاجتماعية. وأوضح سفير المملكة المتحدة في الرباط، سيمون مارتن، أن المغرب وبريطانيا يتقاسمان تحديًّا مشتركاً يتمثل في مواجهة مشكل التطرف عبر الإنترنت، مبرزًا أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في هذا المجال.

وناقش باحثون وخبراء شاركوا في المؤتمر تشخيص المخاطر المرتبطة بالتطرف المستهدف للشباب عبر الإنترنت، والمحتوى الديني غير الآمن بالإنترنت، واستراتيجيات المتطرفين في عصر الإنترنت، ومحو الأمية الرقمية للشباب. وأصدر المؤتمر توصيات عملية من أجل تنفيذ نتائج مختلف الدراسات والأبحاث الكفيلة بالمساهمة في تمنيع الشباب من التطرف والتطرف العنيف.

وأشاد الخبير الأمريكي في القضايا المتعلقة بمحاربة الإرهاب، إيدو ليفي، بالدور الذي لعبته الرابطة المحمدية للعلماء على مستوى المراجعات الفكرية الخاصة بالشباب، ما جعل المملكة المغربية في طليعة مكافحة التطرف العنيف، لافتًا إلى أن المملكة المغربية اعتمدت، في مجال مكافحة التطرف العنيف، استراتيجية استباقية لا تقتصر فقط على مقاربة أمنية واستخباراتية قوية، وإنما تشمل أيضًا المجالين التعليمي والديني. محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

**

تقييم

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى معالجة مشكلات التشدد والتطرف في العالم الإسلامي من خلال الارتكاز على مناهج وسطية إسلامية، بإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية التي تعمل على التصدي للتطرف الفكري والديني.

تهدف الأمانة العامة إلى دعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف والإرهاب، بحيث لا تقتصر على جانب المكافحة الأمنية، وإنما تهتم أيضًا بالأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية في عملية المكافحة.

هدفت الأمانة العامة من وراء جهودها الحثيثة إلى تحقيق التكامل بين دور وهيئات الإفتاء في شكل منضبط ومنظم للإسهام في تصحيح الصورة والمفاهيم المغلوطة المشوهة، ومن ثم إماطة ما لحق بالإسلام من تشويه تقوم به الجماعات المتطرفة، أو عداءٍ ناصبته جماعات اليمين المتطرف في الدول الغربية.

ويمكن القول بأن تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم جاء استجابة لمعطيات الواقع ومشكلات المسلمين وأوضاع دولهم وجالياتهم، فالأزمات والمشكلات التي يمر بها المسلمون في مختلف أرجاء العالم، ما يتطلب استجابات نوعية تواكب حجم المشكلات والتحديات الراهنة.

أصبحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أول مؤسسة إسلامية في العالم تُعنى بتجميع المؤسسات والهيئات الإفتائية في العالم لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابي في حياة المجتمعات والشعوب وفي محاربة التطرف.

**

ـ بذلت مؤسسة آل البيت الملكية جهودًا حثيثة لنشر قيم الإسلام السمحة والتسامح والاعتدال في المحافل الدولية والإقليمية في مواجهة العنف والتطرف والكراهية، وذلك من خلال توعية الشباب من مخاطر الإرهاب ودحض مساعي الجماعات المتطرفة لتجنيدهم.

ـ تسعى مؤسسة آل البيت الملكية إلى ابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني معتدل يستمد من الموروث الديني العريق، ويواجه التطرف بأساليب تتوافق مع الواقع المعاصر وتستشرف المستقبل.

ـ سعت مؤسسة آل البيت الملكية إلى تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين المذاهب الإسلامية تعزيزًا لجمع كلمتها لتحقيق أقصى مدى للتقريب بين أتباعها وفق قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها الأساسية.

ـ عقدت المؤسسة العديد من المؤتمرات والندوات، وشكلت اللجان ونظمت المحاضرات والمعارض والزيارات والبعثات وتبادل الخبرات.

ـ شكلت رسالة عَمَّان أولى لبنات المقاربات الفكرية الأردنية في مساعيها لمحاربة الإرهاب بهدف إيضاح جوهر الإسلام الحقيقي وبيان صورته السمحة البعيدة عن الغلو والتطرف، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تحاول تشويه الدين.

ـ كانت رسالة عَمَّان جهدًا إسلاميًّا عالميًّا يحرص على خدمة الإسلام والمسلمين، والتي أكدت ضرورة التصدي لإفتاء غير المؤهلين أو أدعياء الاجتهاد، أو استحداث مذاهب جديدة، أو أي فتاوى تخالف قواعد الشريعة وثوابتها.

ـ جاءت مبادرة “كلمة سواء” لتحديد منطلق مشترك للحوار والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وتناولت القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام، والممثل في حب الله وحب الجار وحب الخير.

إن المملكة الأردنية تمضي بخطى حثيثة في ترسيخ خطاب ديني معتدل يدعم التسامح، كما أنها تشدد إجراءاتها القانونية على الجماعات المتطرفة التي تعتبرها خطرًا على المجتمع واستقراره وتنميته.

**

– عملت الرابطة المحمدية للعلماء على غرس قيم السلام والتسامح والاعتدال في جميع المحافل الدولية والإقليمية من خلال التعاون مع المؤسسات الدولية المختلفة لمواجهة العنف والتطرف والكراهية، لتكون بداية لنهاية ثقافة تبرير العنف والكراهية والإرهاب.

– تسعى الرابطة المحمدية للعلماء إلى تطوير أدواتها للمساهمة في تجاوز التحديات التي يطرحها العالم الرقمي على مستوى انتشار التطرف العنيف في أوساط الشباب ومواجهة المنظمات المتطرفة التي تستقطب شباب الأمة وتحولهم إلى أدوات قتل وتدمير.

– تعمل الرابطة على تفكيك خطاب التطرف، وتفنيد مزاعم الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وكشفت الرابطة أن الجماعات المتطرفة انحرفت عن النهج السليم لأن خطابها يخلو من مفاتيح وآليات فهم السياق الديني للأحداث.

– يمكن القول إن التجربة المغربية في اتخاذها سبل تمنيع الشباب من السقوط في التطرف العنيف، وتبادل التجارب الفضلى في التعاطي مع هذه الظاهرة، قد آتت أكلها من خلال التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف ما يؤكد أهمية تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في هذا المجال.

– تسير المملكة المغربية بخطى ثابتة على طريق ترسيخ خطاب ديني معتدل عبر إرساء “الأمن الروحي”، واستئصال الفكر الديني المتشدد عبر هيكلة المجال الديني، فالمملكة المغربية تعتمد في محاربتها للفكر المتطرف على مقاربة متعددة الأبعاد تولي أهمية كبرى للمكون التربوي، عبر تحليل الخطاب المتطرف للتمكن من تفكيكه ومحاربة الأفكار الهدامة التي تؤدي إلى مثل هذه الأفعال الإرهابية.

**

رابط مختصر: https://www.europarabct.com/?p=89868

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

https://bit.ly/3KkASkv

المؤتمرات العالمية التي عقدتها الأمانة العامة

https://bit.ly/3O8ZEVV

المشروع العلمي لتفكيك فتاوى وأفكار التشدد والتكفير

https://bit.ly/3OvPIqV

تأسيس أول أمانة عامة لدور الإفتاء في العالم

https://ara.tv/wrnw4

**

مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي

https://www.aalalbayt.org/?lang=ar

دور المنظمات الاقليمية والاسلامية والدولية ووزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية في معالجة التطرف وتعزيز قيم التوازن والاعتدال، عبد السلام العبادي

https://bit.ly/3XzLGkj

رسالة عمَّان

https://ammanmessage.com/

كلمة سواء

https://www.acommonword.com/

الأردن في مواجهة الإرهاب مقاربات عسكرية وأخرى ناعمة

https://bit.ly/3OfKdN7

**

رابطة «علماء المغرب» تناقش حماية الشباب من مخاطر التطرف في الفضاء الرقمي
https://aawsat.com/node/4223791

علماء دين مغاربة يتصدون فكريا للخطاب “المتطرف”
https://aja.me/ag4gh

المغرب يطلق منصة رقمية لمواجهة التطرف والغلو الديني
https://ara.tv/2yq5u

رابطة علماء المغرب.. مواجهة الإرهاب بـ”التكوين” و”التنوير”
https://bit.ly/3rKdkz9

الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزء الأول من موسوعة تفكيك خطاب التطرف
https://bit.ly/453iIeW

رابطة علماء المغرب تواجه التطرف العنيف.. حوارات خلفية وخرائط ذهنية
https://bit.ly/3O9PBQe

الرابطة المحمدية للعلماء توصي بإكساب الشباب مناعة داخلية ضد التطرف
https://bit.ly/3rJYpVK

خبير أمريكي: الرابطة المحمدية جعلت المغرب في طليعة مكافحة التطرف العنيف
https://madar21.com/95908.html

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...