الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

رابطة العالم الإسلامي
مايو 22, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

بون ـ إعداد : بسام عباس، باحث في قضايا التطرف والإرهاب

محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

رابطة العالم الإسلامي مؤسسة إسلامية لا ترتبط بأية حكومة بل هي هيئة مستقلة، تعمل على جمع كلمة المسلمين، وتحقيق مبدأ التعاون والتضامن الإسلامي من أجل إعلاء كلمة الله، ورفع شأن الإسلام والمسلمين، والدعوة إلى الإسلام والسلام والخير. وليس للرابطة أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وليس لها ميل أو تفريق بين جنس من الأجناس أو لون.

ورابطة العالم الإسلامي هي منظمة دولية تأسست عام 1962 بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وتضم 57 دولة إسلامية حول العالم. وتهدف الرابطة إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعلوم. محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف. بقلم بسام عباس

نشأة رابطة العالم الإسلامي وأهدافها

نشأتها

نشأت رابطة العالم الإسلامي  عندما قرر قادة الأمة الإسلامية وعلماؤهم و مفكريهم في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بمكة المكرمة في 18 مايو 1962، وقد اتخذوا عدة قرارات من أهمها تأسيس هيئة إسلامية مقرها مكة المكرمة تسمى (رابطة العالم الإٍسلامي) – المادة العشرون –  وتم اختيار أعضاء المجلس التأسيسي للرابطة، كما وضع المؤتمر صيغة مبدأيه لنظام الرابطة وتم إقراره رسمياً في المؤتمر الإسلامي العام الثاني الذي عقد بمكة المكرمة في 17 أبريل 1965.

أهدافها

ينص ميثاق الرابطة على أنها تهدف إلى نشر مبادئ الإسلام في جميع أنحاء العالم، وأنه لا سلام للعالم إلا بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية، والعمل على تحقيق العدل والتسابق في ميدان العمل الخيري ومساندته، وبذل قصارى الجهود في توحيد كلمة المسلمين وإزالة العقبات التي يعاني منها المجتمع المسلم، واستخدام كافة الوسائل لتحقيق ذلك، والعمل على نبذ الخلافات والشعوبية والعنصرية والظلم والإفساد.

وكان الهدف الرئيس لرابطة العالم الإسلامي منذ نشأتها تمكين المسلمين من إقامة الشعائر الدينية وأهمها أداء الصلوات، ثم تطور فأصبح الهدف الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغتربين والدارسين في الخارج والمهاجرين، ثم تطور وصار الحفاظ على الجالية المسلمة كمجتمع يعيش في بلاد كأقليات وتمكينهم من نيل حقوقهم الدينية وإقامة المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية اللازمة لهم، وضمان حقوقهم الاجتماعية ثم تطور الهدف إلى مكافحة العنصرية والعداء ضد المسلمين، وصد الهجمات الإعلامية الشرسة الظالمة ضد الإسلام والمسلمين.

وتشمل أهداف الرابطة العمل على تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية، ودعم حقوق المسلمين في العالم، والعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. كما تسعى الرابطة إلى التصدي للتطرف والإرهاب والتطرف الديني، وتعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم. محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية. بقلم بسام عباس

وسائل تحقيق أهداف الرابطة

اتخذت الرابطة العديد من الوسائل لتنفيذ أهدافها، ومنها: تحكيم الشريعة الإسلامية في البلاد الناطقة بالشهادتين، والأخذ بمبدأ الشورى، وإقامة الندوات والمحاضرات الإسلامية في موسم الحج وغيره، وتشجيع الدعاة الإسلاميين في كافة أنحاء العالم للعمل على نشر الإسلام، وتشجيع توزيع ونشر الكتب الإسلامية باللغات الحية، والتعرف على مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية والعمل على معالجتها.

عضويتها في المنظمات الدولية

انضمت رابطة العالم الإسلامي إلى العديد من المنظمات الدولية، كعضو من الدرجة الأولى فيها، ومنها: هيئة الأمم المتحدة ضمن المنظمات غير الحكومية ذات الطابع الاستشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومنظمة اليونسكو، وصندوق الطفل العالمي بهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

دور رابطة العالم الإسلامي في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا  

كان لرابطة العالم الإسلامي دور مشهود في محاربة الفكر المتطرف وحملات الإسلاموفوبيا، في الرد على من يتهم الإسلام والمسلمين بتبني هذا الفكر ووضعه كشبهة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.

وأصدرت الرابطة بياناتها بشأن الإرهاب، وسبل الإسلام في محاربته ومنها بيان الرابطة في إدانة عمليات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك إدانة التفجيرات في كل من الرياض، وينبع، والخبر في المملكة العربية السعودية، وإندونيسيا، والدار البيضاء في المغرب، والاسكندرية في مصر، وقد أصدرت الرابطة كتاب (موقف رابطة العالم الإسلامي من الإرهاب).

ولم تنس رابطة العالم الإسلامي الأقليات الإسلامية، والتي تفيد الإحصائيات أنها تمثل ربع الأمة الإسلامية وهي موزعة في جميع القارات، وأسهمت الرابطة والهيئات التابعة لها على مدى سنين طويلة في دعم الأقليات المسلمة في العالم، ومساعدتها في التغلب على كثير من المشاكل التي تعاني منها.

لقد قدمت الرابطة نموذجاً يحتذى به في جميع بياناتها وإصداراتها وتوصياتها التي اتصفت بالوسطية، ليس فيها إفراط أو تفريط، ونشرت الدراسات والبحوث الداعية إلى ذلك ومنها على سبيل المثال: الالتزام الديني منهج وسط، عبدالرحمن حبنكة الميداني. – نحو أمن فكري للمجتمعات الإسلامية، د. عادل الشدي. – التكفير وضوابطه، د. منقذ بن محمود السقار. – الإسلام في مواجهة التطرف في الداخل والخارج، د. أبو بكر رفيق أحمد.

وقدمت الرابطة العلاج الإسلامي للتطرف والعنف والإرهاب، وبينت أن في دين الإسلام توجيهًا للفرد والجماعة للاعتدال واجتناب نوازع الجنوح والتطرف، وما يؤدي إليهما من غلو في الدين، لأن في ذلك المهالك الأكيدة.

وجهود الرابطة في بيان هذه الخاصية مشهودة، كما أوضح د. مروان عواد الفاعوري، رئيس منتدى الوسطية للفكر والثقافة في الأردن، حين قال: “إن الجهود التي تبذلها رابطة العالم الإسلامي في توجيه شباب الأمة من خلال مؤتمراتها وإصداراتها الثقافية والعلمية والإعلامية، أسهمت في محاصرة التطرف وعلاج الآفات التي نتجت عنه”.

وقد عقدت الرابطة عدة مؤتمرات في هذا المجال، وكان من أبرز هذه المؤتمرات (المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها)، والذي عقده المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة في مكة المكرمة في عام 2009، والذي عالج العديد من المحاور الداعية في مجملها إلى الالتزام بالوسطية في الفتوى وفي الخطاب الديني والابتعاد عن الغلو والتطرف. .محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري. بقلم بسام عباس

رابطة العالم الإسلامي والاتحاد الأوروبي في مواجهة التطرف

تهدف رابطة العالم الإسلامي إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان وتعزيز السلم والأمن في العالم. وتعد الاتفاقية الموقعة بين الرابطة العالمية الإسلامية والاتحاد الأوروبي في عام 2008، والتي تهدف إلى تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات والأديان، أحد الأدوات الهامة لمكافحة التطرف.

وتعمل الرابطة العالمية الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون والتفاهم بين الثقافات والأديان، وذلك من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل المشتركة.

ويعتبر الحوار بين الثقافات والأديان أحد الأدوات الرئيسية لمكافحة التطرف، حيث يساعد على تعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويساعد على تقليل الانحياز والتمييز والعنف.

أقرت توصيات مؤتمر “الإسلام في أوروبا والإسلاموفوبيا”، الذي عُقد في برلمان الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في عام 2017، كلمة رابطة العالم الإسلامي وثيقة مهمة للعمل بها، وألقى الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمة أمام حضور المؤتمر، شدد فيها على أن التسليم الإيجابي بالفروق الطبيعية بين الحضارات يُفضي إلى الإيمان بسنة الخالق في الاختلاف والتنوع والتعددية، وأن الصراع الحضاري حرم الإنسانية من التعاون والتعايش.

أشاد المنسق الأعلى لشؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، بجهود رابطة العالم الإسلامي في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام حول العالم، في مارس 2019، وناقش الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، مع المنسق الأعلى لشؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي والوفد المرافق له، آليات التعاون المشترك لتشخيص ظاهرة التطرف والتطرف المضاد وسبل علاجها.

‏دشن د. محمد العيسى من مقر الأمم المتحدة في جنيف مؤتمر “مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها”، في فبراير 2020، بمشاركة رؤساء وزراء وبرلمان، وسفراء أمميين، ونخبة من كبار قادة الأديان والفكر، ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين.

عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرًا دوليًّا، في مارس 2023، في العاصمة البريطانية لندن لتعزيز الحوار بين الأديان بما يرسخ قيم التعايش والسلام في العالم، وعُقد المؤتمر ضمن مساعي رابطة العالم الإسلامي لترجمة وثيقة مكة المكرمة التي أعلنت في 30 مايو 2019، على هامش المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وتنص الوثيقة على مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض انتهاك حقوق وكرامة الإنسان، وتأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي.

 تقييم

رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية غير حكومية، نشأت بها مؤسسات وهيئات لها أهداف ومبادرات متميزة تقوم على أسس الدعوة الإسلامية وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المجالات كافة.

للرابطة إسهامات فعالة منذ انطلاق الصحوة الإسلامية نحو الدعوة إلى تطبيق مبادئ وقواعد الإسلام بشكل عام وفي مواجهة التطرف والإرهاب بشكل خاص، من خلال التعرف على مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية والعمل على معالجتها.

كانت إسهامات رابطة العالم الإسلامي متنوعة ومتعددة، من مشاركات علمية في المؤتمرات والندوات العالمية، ونشر أبحاث وكتب في مواجهة الفكر المتطرف والإسلاموفوبيا حول العالم. كما أسهمت الرابطة في قضية الحوار بين الأديان بجانبيه النظري والعملي.

كان للندوات واللقاءات والمؤتمرات العديدة التي أقامتها الرابطة، سواءً في المملكة أو في غيرها من بلدان العالم، أكبر الأثر في إثراء الثقافة الإسلامية، ومعالجة الكثير من قضايا ومشكلات الأمة، والتأصيل الإسلامي في عرض تلك القضايا، وتصحيح صورة الإسلام والدفاع عنه في وجه المنتقصين منه، والإسهام في عملية الإصلاح ونهضة الأمة ووحدتها، والتعامل مع غير المسلمين.

عملت رابطة العالم الإسلامي مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات والمنظمات الدولية في مواجهة التطرف والإرهاب ودحض أفكار التي تسوقها الجماعات المتطرفة في الدول العربية والأوروبية على حد سواء.

لاقت جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف وتحصين الشباب المسلم ضد أفكار التطرف والعنف وتعزيز الحريات الدينية وقيم التسامح ومحاربة الكراهية والتهميش، قبولا لدى المنظمات الدولية، حيث أقر برلمان الاتحاد الأوروبي توصيات مؤتمر “الإسلام في أوروبا والإسلاموفوبيا”، وثيقة مهمة للعمل بها.

رابط مختصر: https://www.europarabct.com/?p=88445

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

تعريف برابطة العالم الإسلامي
https://bit.ly/3MMw3lP

إعلان جنيف لتحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف
https://bit.ly/3MKb9na

د. محمد العيسى يدشن من مقر الأمم المتحدة في جنيف “مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها”
https://bit.ly/3olrmWC

منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي يلتقي د. العيسى ويشيد بالجهود العالمية للرابطة
https://bit.ly/41X7CWS

مؤتمر برلمان الاتحاد الأوروبي يعتمد كلمة رابطة العالم الإسلامي «وثيقة عمل»
https://bit.ly/3MpfieL

الاتحاد الأوروبي يشيد بدور رابطة العالم الإسلامي في نشر السلام
https://bit.ly/3okIKuA

رابطة العالم الإسلامي تقيم مؤتمرا دوليا في لندن لتعزيز الحوار بين الأديان
https://bit.ly/45vpUlk

تأثير خطاب الاسلاموفوبيا على انتشار ظاهرة التطرف ضد الإسلام
https://bit.ly/3Ot373x

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...