الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

مفتي مصر في بريطانيا
أبريل 01, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا  ECCI

بون ـ إعداد : بسام عباس، باحث في قضايا التطرف والإرهاب

محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

تعتبر رؤية  دار الإفتاء المصرية التطرف بشتى صوره هو المظلة الفكرية التي تستند إليها التنظيمات المتطرفة في نشر رسائلها واستقطاب المؤيدين، ومن ثم لا تتوقف رؤية دار الإفتاء فقط على أساس مكافحة التهديد المباشر للمواطنين داخل المجتمع، بل مكافحة مَن يتبنون الفكر المتطرّف ويخططون له ويقدمون له الدعم.

أدركت دار الإفتاء المصرية خطورة الفكر المتطرف مبكرًا، وانتهجت في ذلك أسلوب الرصد والبحث والدراسة للوصول إلى طرق الوقاية والمعالجة الصحية للظاهرة، وفي إطار ذلك استهدفت ضبط الخطاب الإفتائي، وتحديث أدواته مواكبة حالة التطور التكنولوجي، فضلا عن فتح مجموعة من المراكز البحثية التي تعد بمثابة أذرع رصدية وعلمية تساعد المؤسسة على بيان مختلف الظواهر ومعالجتها. محاربة التطرف ـ دور الأزهر الشريف في الرد على فتاوى التطرف

وسارعت دار الإفتاء المصرية إلى المواجهة الفكرية لهذه الجماعات المتطرفة من خلال تفنيد آرائها ودحض معتقداتها المنحرفة، وتمثلت جهود دار الإفتاء في التصدي للفكر المتطرف في إنشاء عدة مراكز بحثية وعقد العديد من المؤتمرات الدولية وورش العمل والندوات التعريفية.

مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة

أنشأت دار الإفتاء المصرية هذا المرصد لمواجهة الفكر المتطرف في عام 2014، أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى. يقدم المرصد الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد لظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، وصولا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة.

ويقديم المرصد برامج عمل وخطوات لتحقيق هذا الهدف، كما يقدم المرصد العون والدعم للمؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية في مواجهة تلك الظاهرة وآثارها، بالإضافة إلى تقديم أنماط التشدد والمتشددين، ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر.

ويقوم المرصد بمتابعة مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إيمانًا من دار الإفتاء بأنه من خلال امتلاك منظومة متكاملة للرصد والمتابعة تستطيع أن تتواصل وتتفاعل وتتعاطى مع الحدث بشكل أفضل وأسرع وأكثر إيجابية.

وتتنوع الموضوعات التي تدخل داخل دائرة اهتمام مرصد الفتاوى، وبشكل عام فإن عملية الرصد تتسم بالشمولية والاتساع بشكل مباشر أو غير مباشر، بأمور الفتاوى والآراء الدينية المرتبطة بها في كافة المجالات والموضوعات، كما يقوم المرصد برصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء والفتاوى المتشددة، والسياق الذي يأتي في إطاره، وعلاقته بالأطراف المختلفة في المجتمع.

لذا يهتم المرصد بكافة الفتاوى الصادرة عن المؤسسة الدينية المصرية (الأزهر والأوقاف والإفتاء والهيئات التابعة لهم) والحركات والتيارات والفرق الإسلامية المختلفة، كما يقوم المرصد بمتابعة الفتاوى الصادرة عن رجال الدين والأفراد من كافة الاتجاهات والتيارات المختلفة.

برنامج “الذاكرة الرصدية” 

تعد الذاكرة الرصدية للتطرف، أرشيفًا تكنولوجيًّا عملاقًا يجمع إصدارات التنظيمات التكفيرية والإرهابية والنتاج الفكري المتطرف لأعلام الفكر التكفيري القديم والحديث، وكذلك تشتمل على كل الدراسات والكتب والأبحاث والإصدارات التي كتبت في مجال مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا؛ ليكون الأكبر والأحدث من نوعه، كما يمثل قيمة مضافة كبيرة لدعم استراتيجية الدولة في مجال مكافحة التطرف وتعزيز الأمن الفكري.

المؤشر العالمي للفتوى

تمثلت جهود المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في رصد وتحليل الخطاب الإفتائي محليًّا وعالميًّا للتصدي لكافة الظواهر السلبية المتعلقة بالخطاب الإفتائي وتفنيدها، حيث تم الاعتماد على محرك البحث الإلكتروني للمؤشر في رصد الفتاوى والقضايا المتعلقة بها، وتقديم المعالجة لتلك القضايا، وتمخضت هذه المعالجة إلى مجموعة من التقارير التحليلية، والدراسات النوعية، وتقديرات الموقف والبيانات والتقارير الإعلامية، والأبحاث المحكمة.

مركز سلام لدراسات التطرف

مركز بحثي وعلمي وفكري، يعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم – دار الإفتاء المصرية. ويرتكز على أسس علمية رصينة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف، وقاية وعلاجًا .

ويتشكل المركز من وحدات متخصصة لها وظائف محددة تتكامل فيما بينها لتصل إلى هدف واحد ألا وهو كشف تهديدات الجماعات المتطرفة التتي تتخذ من الدين الإسلامي واجهات وغطاء للعمل والتطرف.

يعمل المركز على تحقيق شمولية مواجهة التطرف والإرهاب عبر تناول الأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والنفسية والجغرافية في عملية المكافحة. يسعى المركز إلى تقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة، ومحاربتها والقضاء عليها، ويأخذ بعين الاعتبار إلى الخصوصيات والسياقات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ويكون الذراع البحثية للمؤسسة الإفتائية فيما يتعلق بقضايا التشدد والتطرف التي تضرب العالم أجمع وتهدم الإنسان والعمران .محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية.

وبحكم طبيعة مركز سلام  كمركز فكر فهو يجمع بين البعد الأكاديمي والبعد العملي، من خلال اهتمامه بدعم عملية صنع السياسات الخاصة بمكافحة التطرف. ويحمل مركز سلام رسالة تكامل بين المؤسسات الفاعلة، وشمولية في التعاطي مع التطرف والإرهاب.

المؤتمر الأول لمركز سلام: “التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة”

عقد المركز خلال شهر يونيو 2022، وعلى مدار ثلاث أيام “المؤتمر السنوي الدولي الأول” بحضور أكبر تجمُّع للمتخصصين في مجال مكافحة التطرف؛ إذ حضره ممثلِّون عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، والقيادات التنفيذية، والمفتين، ورجال الفكر والإعلام، إضافة إلى رؤساء المراكز البحثية المعنية من مختلف دول العالم، حيث أثريت جلسات المؤتمر ووِّرَش عمله ومشروعاته بأبحاثهم، وما دار  حولها من مداخلات مفيدة ومناقشات مهمة.

وخرج المؤتمر بعدد من المبادرات والتوصيات المهمة، كما حرص خلال جميع فعالياته على تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمهما مناقشة أطروحات التطرف المبررِّة لجرائمه والرد عليها، وكذلك تفكيك مقولات ومفاهيم التطرف والرد عليها، وأيضًا ترسيخ قيم السلام والتعايش والتفاهم بين الشعوب والحضارات، وتبادل خبرات التجارب الدولية في مكافحة التطرف، فضلا عن فتح آفاق أوسع للتعاون البحثي والأكاديمي في هذا المجال.

دورات تدريبية متنوعة لمواجهة التطرف

  • دورات تدريبية لمحاربة التطرف في الدول الأجنبية :

أضافت الدار مساق “مكافحة الفكر المتطرف” خلال العام التدريبي ( 2022 – 2023)، وذلك في السنوات الدراسية الثلاث للوافدين المتدربين بمركز التدريب بالدار، حيث يتدرب بالمركز (522) متدرب، من (23) دولة أجنبية .

  • تدريب طلاب أجانب على مكافحة الفكر المتطرف

عُقدت دورات تدريبية مكثفة بعنوان: “منهجية بناء الفتوى، ومكافحة الفكر المتطرف”، وذلك لخمس مجموعات متتالية من الطلاب الوافدين ، يتم في هذه الدورة إكسابهم أصول الفكر المعتدل، بالإضافة إلى تفنيد أصول الفكر المتطرف، ومناقشة ما نتج عنها من شذوذ في الآراء وانحراف في السلوك، وكذلك تدريبهم على كيفية صناعة الفتوى على وفق القواعد العلمية المنهجية، وتحديد معايير نقد الفتوى وقبولها أو ردها، الأمر الذي يساهم بفاعلية كبيرة في نشر الأمن والسلام، والحفاظ على المجتمعات من الفتاوى الشاذة والمتطرفة.

إصدارات مرئية (موشن جرافيك) لمواجهة التطرف

أنتجت دار الإفتاء عبر مراكزها المختلفة العديد من الإصدارات المرئية المختلفة لمواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة، فأصدرت ما يقرب من (60) فيديو موشن جرافيك، تستهدف الحض على القيم المجتمعية الرفيعة، والتحذير من الأخلاق الذميمة .

أنتجت أيضاً ما يقارب (20) فيديو موشن جرافيك، تتناول فهم المتطرفين المغلوط لعدد من الآيات والأحاديث، وترد عليه، وتبين وجه الصواب في فهم هذه النصوص الشريفة.

مشاركة دار الإفتاء في الجهود الخارجية لمكافحة التطرف والإرهاب

زيارة بريطانيا: بدعوة من رئيس المجموعة البريطانية المصرية بمجلس العموم البريطاني، جوناثان لورد، سافر فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إلى بريطانيا، وذلك في الفترة من 15 إلى 22 مايو 2022 م، حيث ألقى فضيلته كلمته التاريخية أمام مجلسي العموم واللوردات البريطاني، كما التقى وزير الدولة بالخارجية البريطانية، وألقى محاضرة بجامعة أكسفورد العريقة، ومحاضرة أخرى بمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن، كما التقى عددا من السياسيين ورجال الدولة بالمملكة المتحدة، وكذلك رموز الجالية المصرية في بريطانيا .محاربة التطرف ـ أهمية المعالجات الفكرية والثقافية والمجتمعية (ملف)

ويعدُّ إلقاء مفتي الجمهورية خطابًا أمام أعضاء مجلسي اللوردات والعموم البريطاني هو الأول من نوعه، ويأتي بعد نجاح لقاء فضيلة المفتي الافتراضي و200 عضو من أعضاء مجلسي اللوردات والعموم البريطاني قبل عام من خلال تطبيق زووم، الذي حضره أيضًا عدد من وسائل الإعلام العالمية وبعض الرسميين البريطانيين المعنيين.

– بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية.. توجَّه مستشار مفتي الجمهورية إلى واشنطن لعرض تجربة دار الإفتاء في مكافحة الفكر المتطرف، حيث أكد في كلمته أمام مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن أن التحديات تفرض علينا ضرورة المواجهة والتواصل مع العالم والارتفاع إلى مستوى الحدث، وأن مركز سلام أضحى من أهم أدوات مكافحة فتاوى التكفير والتطرف في العالم.

– مشاركة مستشار مفتي الجمهورية في أسبوع التعريف بالإسلام في أمريكا، حيث توجَّه الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، في نوفمبر 2011، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أسبوع التعريف بالإسلام في الجامعات الأمريكية.

تقييم

أدركت دار الإفتاءِ المصرية مِن مَوْقعِها كمؤسسة دينيةِ وطنيةِ أنَّ خطرَ الإرهابِ لا يقتصرُ ضررُه على الصعيدِ المحليِّ، وإنما يمتدُّ تأثيرُه السلبيُّ إلى استقرارِ وأمنِ دُولِ المنطقةِ بأسرِها، وأنَّ هذا الخطرَ ما هو إلا نتيجةٌ طبيعيةٌ للإهمالِ والاستهانةِ لسنواتٍ طويلةٍ بمقاومةِ هذا الفكرِ.

سعتْ دار الإفتاء إلى إعدادِ برامج تدريب للعلماء والمفتين والدعاة على مستوى العالم لكي تؤهل هذه الكوادر لمواجهة هذا الفكر على مستوى العالم، وكان لتخريجِ هذه الكوادر أثره الفعال في مواجهة الفكرِ المتطرف على مستوى العالم.

تعد دار الإفتاءِ المصرية مؤسسة رائدة في مواجهة التطرف والإرهاب، فهي من أهم المؤسسات التي سارعت منذ بداية نشأتها إلى المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب، وواكبت تزايد وتيرة العنف وارتفاعها في المنطقة.

استخدمت دار الإفتاء وسائل التكنولوجيا الحديثة، سواء على نطاق الوقاية أو كوسيلة للعلاجِ، حيث وضعت الدارُ الشبابَ نُصب عينها في هذه المواجهة واهتمت بتوفيرِ وسائلِ الوقاية الفكرية لهم.

لم تنس دار الإفتاء المصرية دورها العالمي في مواجهة الفكرالمتطرف فسعت إلى عقد المؤتمرات الدولية واللقاءات المتعددة مع القيادات العالمية المعنية بمواجهة التطرف والإرهاب. لتوعية العالم بالمخاطر التي ينشرها الفكر المتطرف ومن ثم مواجهته بالطرق الصحيحة علميًّا ومنهجيًّا.

باتت دار الإفتاء قبلة للمؤسسات العالمية المعنية بمحاربة التطرف فكريًّا، وصارت ركيزة من ركائز مواجهة الإرهاب في العالم حيث اختارها الاتحاد الأوروبي مرجعية دينية إسلامية له.

تشكل جهود دار الإفتاء في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة ونبذ العنف والتطرف استثمارًا أفضل وأكثر استدامة على المدى الطويل في مجال مكافحة التطرف العنيف وتفكيك الخطاب المتطرف.

رابط  مختصر  ….https://www.europarabct.com/?p=87439

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية: بدعوة من البرلمان البريطاني مفتي الجمهورية يغادر إلى بريطانيا ويُلقي كلمة رئيسية أمام مجلسي العموم واللوردات ويلتقي كبار رجال الدولة بالمملكة المتحدة
bit.ly/3nzUc4U

المركز الإعلامي لدار الإفتاء المصرية: البيان الثامن لحصاد دار الإفتاء المصرية خلال 2022 يستعرض نشاطات وجهود الدار
bit.ly/3M2pBqI

Senior Advisor to Egypt’s Mufti participates in US Islam Awareness Week
bit.ly/3zhjjft

الاجتهاد الإفتائي ومؤشر رصد فتاوى التنظيمات المتطرفة (1-2) |
bit.ly/3M3L9n1

الإفتاء المصرية تطلق مؤتمرها الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب
bit.ly/3G5yAUp

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...