الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ مخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا على الأمن الدولي (ملف)

مايو 09, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

مكافحة الإرهاب ـ مخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا على الأمن الدولي (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع ومخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا على الأمن الدولي، من حيث خريطة أبرز الجماعات المتطرفة في شمال وشرق وغرب إفريقيا، وتأثير الهجرة غير الشرعية من إفريقيا على أمن أوروبا القومي ومصادر الطاقة وشبكات الجريمة المنظمة، كما يتطرق الملف إلى جهود التحالف الدولي وجهود الاتحاد الإفريقي  ضد داعش في إفريقيا. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1.  محاربة التطرف ـ خريطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا وملامح التطرف
  2. محاربة التطرف ـ كيف تؤثر الهجرة غير الشرعية من إفريقيا على أمن أوروبا القومي؟
  3.  مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش في إفريقيا
  4.  مكافحة الإرهاب ـ جهود الاتحاد الأوروبي في إفريقيا

1- محاربة التطرف ـ خريطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا وملامح التطرف

تزايدت أنشطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا لا سيما في غرب إفريقيا، وسُجّلت العديد من الهجمات لجماعات موالية لـ”داعش والقاعدة”. وأصبح تهديد الجماعات المتطرفة ينتقل تدريجياً من منطقة ً الساحل إلى الدول الساحلية على طول خليج غينيا. وتمكنت الجماعات المتطرفة في إفريقيا من استقطاب وتجنيد العديد من الشباب من خلال الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي لشن هجمات مستقبلية.

تنظيم القاعدة 

ترتكز الجماعات “الجهادية” التابعة لتنظيم القاعدة والتي تعد امتداد للجماعة “السلفية للدعوة والقتال” في منطقتين منطقة الساحل الأفريقي، حيث تتمركز جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” وعلى مستوى القرن الأفريقي حيث تنشط حركة “الشباب الإسلامي”. انشقت الجماعة “السلفية للدعوة والقتال” عن الجماعة “الإسلامية الجزائرية ” عام 1997 بزعامة “حسان حطاب” وأعلنت في يناير 2007 انضمامها إلى تنظيم القاعدة. غيرت اسمها إلى تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب وقاده الجزائري “أبو مصعب عبد الودود”. خلف “أبو عبيدة يوسف العنابي” زعيم القاعدة “عبد المالك دروكدال” في بلاد المغرب الإسلامي” في 2020 بعد مقتله على يد الجيش الفرنسي بشمال مالي خلال عملية عسكرية. مكافحة الإرهاب ـ تدخل أوروبا عسكريا بإفريقيا، أسباب الفشل والمعالجات . جاسم محمد

رصد الدكتور”لورانس فرانكلين” المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في يناير 2023 وجود “حالة من التشابه” بين أهداف “داعش”، و”القاعدة” في أفريقيا. يقول “فرانكلين” إن “كلا من “القاعدة” و”داعش” يسعى إلى تعزيز وجوده في الساحة الأفريقية، إلا أن هناك اختلافاً في طبيعة أدواتهما. وأضاف: “القاعدة يعتمد على التجذر في صلب المجتمعات الأفريقية عبر الترويج لأطروحة مواجهة القوات الأمنية المحلية المدعومة إقليمياً ودولياً، وذلك في إطار استراتيجية الانتشار التنظيمي التي تقوم بشكل أساسي على التوسع جغرافيا بأكبر قدر ممكن، لكن دون السيطرة على الأرض بشكل كامل”.

خريطة التطرف ـ شمال إفريقيا

“كتيبة عقبة بن نافع” : تبعت تنظيم “القاعدة” وتحصنت منذ عام 2012 بجبل “الشعانبي” من ولاية القصرين على الحدود بين تونس والجزائر. ترأسها في الغالب قيادات جزائرية وفي فترة وجيزة نجحت في تعزيز صفوفها بمقاتلين من جنسيات مختلفة أغلبهم من الجزائر. ضمت ما يقارب من (175) مقاتل أصبح نشاطها على صعيد العمليات أكبر وأوسع في أوائل عام 2013. زادت وتيرة الانشقاقات الداخلية في عام 2014. انشقت عنها إحدى الوحدات وبايعت “داعش” وأطلقت على نفسها اسم “جند الخلافة” تلتقي “كتيبة عقبة بن نافع” في مسألة استهداف قوات الأمن والجيش بشكل خاص وحادت عنها في مسألة استهداف المدنيين.

جماعة “حماة الدعوة السلفية” فى الجزائر: تأسست في عام 1997 وأطلق عليها “كتيبة الأهوال” أعلنت انضمامها إلى تنظيم “القاعدة” في ديسمبر 2013. تراجع خطرها بعيداً عن المدن والتجمعات السكنية، ومن أبرز القيادات “سليم الأفغاني” تعتمد على الاختطافات مقابل الفدية لتمويل أنشطتها.

جند الخلافة بالجزائر: ظهرت جماعة “جند الخلافة” لأول مرة عام 2014 واتخذت من الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس مجالاً لنشاطها. انشقت قيادة المنطقة الوسطى عن تنظيم “القاعدة” ببلاد المغرب الإسلامي وبايعت “داعش” لا يُعرف العدد الحقيقي لهم لكن التقديرات الأمنية تشير إلى أنهم بين (20 – 35) عنصراُ.

جند الخلافة تونس:  أحد فروع “داعش”، والبداية الفعلية لتنفيذ عملياتها في تونس كان في بداية عام 2015. يتخذ عناصر التنظيم جبال “المغيلة وسمامة والسلوم” غرب تونس مجالاُ للتنقل والتخطيط والتدريب. تعتمد الجماعة التي استفادت من الأسلحة الليبية عبر تهريبها عن طريق مسالك جبلية وصحراوية، ومن أبرز القيادات “أشرف بن فتحي القيزاني” المعروف باسم “أبو عبيدة الكافي”، شغل منصب أمير “جند الخلافة” في تونس، وأصبح أميراُ بعد وفاة الأمير السابق “يونس أبو مسلم “في عام 2019.

“جماعة الاعتصام” السودان : انشقت عن جماعة الإخوان المسلمين في السودان في عام 1991، أعلن تأييدها لـ”داعش” في عام 2014، ومن أبرز القيادات “سليمان أبو نارو”.

خريطة التطرف ـ شرق أفريقيا وجنوب شرق إفريقيا

حركة الشباب الصومالية:  يعود تأسيس حركة الشباب الصومالية إلى عام 2004، ولكن أول ظهور علني لاسم “حركة الشباب المجاهدين” كان في عام 2006، تتبنّى الحركة التوجه “السلفي الجهادي”، ومن أبرز القيادات “آدم حاشي عيرو” المعروف بـ “أبو حسن الأنصاري” و”عمر شفيق همامي” المكنى بـ”أبو منصور الأميركي” و”أحمد عبدي غودان” ويُكنى بـ”مختار أبو الزبير”.

خسرت حركة الشباب حتى نهاية عام 2022 أكثر من (40) مدينة وبلدة وقرية في جنوب البلاد ووسطها، لكنها ما زالت تنشط في مناطق ريفية شاسعة في وسط وجنوب الصومال، وتشكل تهديداً كبيراً للسلطات. تقدم الولايات المتحدة الأمريكية ما يصل إلى ( 10) ملايين دولار، مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى التعرف على “أمير” حركة الشباب “أحمد ديري” ونائبه “مهاد كراتي” و”جهاد مصطفى”. تشرف حركة الشباب ومقاتلوها الذين يتراوح عددهم بين (5000 و7000) مقاتل على جزء كبير من الريف.

جماعة “الشباب” موزمبيق : انبثقت جماعة “الشباب” من مجموعة أخرى تسمى “أنصار السنة” عام 2007، وهي جماعة كانت تبني مساجد تسعى إلى نشر تفسير متشدد للشريعة. بايعت الجماعة “داعش” عام 2019، وتسيطر على جزء كبير من المنطقة الساحلية، بما في ذلك ميناء “موكيمبوا دا برايا” ذو الأهمية البالغة لإيصال المواد اللازمة إلى المنشآت الغازية.

خريطة التطرف ـ غرب إفريقيا

“بوكو حرام” :  جماعة “بوكو حرام” بلغة الهوسا “التعليم الغربي حرام”، تنشط في شمال نيجيريا. تُسمى جماعة “بوكو حرام” أيضا “طالبان نيجيريا”، والجماعة بايعت “داعش” وهي مجموعة مؤلفة بجلها الأعظم من طلبة تخلوا عن الدراسة. تولّى “أبو بكر الشكوي” زعامة “بوكو حرام” بعد مقتل مؤسسها “محمد يوسف”، وقتل “الشكوي” زعيم جماعة “بوكو حرام” عام 2021 . من أبرز قاداتها “أبو بكر قناي”، وتأتي بالمزيد من الاسلحة من معقلها الواقع على جانب النيجر. ارتفعت وتيرة الصراع بين “داعش” و”بوكوحرام” في مارس 2023 في نيجيريا من أجل الهيمنة على حوض بحيرة تشاد ومحيطه.

“جماعة نصرة الإسلام” : تشكلت في العام 2017، وشملت تحالف بين أربع جماعات في المنطقة الإقليمية، وهي جماعة “أنصار الدين” “المرابطون” بقيادة “مختار بلمختار”، وحركة “ماسينان”، وجماعة “كتائب الصحراء” بقيادة “جمال عكاشة” وهي الجماعات التي تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي نحت لواء أمير واحد رجل الطوارق والمعروف باسم “إياد غالي”.

داعش : بدا “داعش” في الصحراء الكبرى ضعيفا بعد خسارة عدد من قادته، بدءا من مؤسسه المغربي “عدنان أبو وليد الصحراوي” الذي قُتل في أغسطس 2021. يتمركز “داعش” أكثر في منطقة الحدود الثلاثة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، لكن نشاطه يميل للانحراف نحو الشرق باتجاه بحيرة تشاد، وزاد من اهتمامه بالتوسع نحو غرب نيجيريا باتجاه خليج غينيا. شهدت (20) دولة على الأقل في أفريقيا نشاطاً مباشرا لداعش. ويتم استخدام أكثر من (20) آخرين للخدمات اللوجستية، وحشد الأموال والموارد الأخرى. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي لمحاربة داعش، تنامي الإرهاب في إفريقيا

جماعة “الثخراوي”: تشكلت في العام 2014 كجماعة “جهادية” بزعامة “عبد المجيد الصحراوي”، وأعلنت ولائها لـ “داعش” في بلاد الشام، وينشط التنظيم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

خريطة التطرف ـ وسط إفريقيا

القوات الديمقراطية المتحالفة: تنشط في منطقة واقعة بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في غابات شرق الكونغو البعيدة عن نفوذ الدولة. تتألّف القوات الديمقراطية المتحالفة في الأصل من أفراد من الأوغنديين، بدأوا عملياتهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ منتصف التسعينيات، وزعيم القوات الديمقراطية المتحالفة “سيكا موسى بالوكو”.

عرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى (5) ملايين دولار مقابل معلومات بشأنه، وربطت وزارة الخارجية الأميركية جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة، بفرع “داعش” وسط إفريقيا وحملت الولايات المتحدة هذا الفصيل مسؤولية مقتل (849) مدنياً عام 2020. زادت الهجمات لـ”لقوات الديمقراطية” بما يقرب من (50%) عام 2021. لا تستخدم الجماعة الأسلحة النارية، وتلجأ لاستخدام الفؤوس والمناجل والسكاكين والسيوف وتستهدف في الغالب القرى النائية.

مخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا

تؤكد وتيرة العمليات الإرهابية مطلع عام 2023 حجم المخاطر التي ينتظر القارة الأفريقية خصوصا في “مالي بوركينا فاسو ونيجيريا”. ارتفعت معدلات هجمات “داعش” في وسط أفريقيا وفي الجنوب الأفريقي، بمعدل (50%) خلال عام 2022 مقارنة بسنوات سابقة، وفي مناطق غرب أفريقيا بواقع (20%). سجل إجمالي عدد الهجمات في عام 2022 (550) عملية جاءت الصومال في المرتبة الأولى؛ إذ بلغت عدد العمليات التي شنّتها “حركة الشباب” وفرع “داعش” في الصومال بـ (204) عملية وتأتي نيجيريا في المرتبة الثانية بـ (76) عملية. واحتلت بوركينا فاسو المركز الثالث بـ (70) عملية وجاءت الكونغو الديمقراطية في المرتبة الرابعة بواقع (60) عملية. التعاون الأمني بين ألمانيا و شمال إفريقيا والشرق الأوسط MENA لمكافحة الإرهاب

المعالجات

ينبغى على حكومات الدول الإفريقية استخدام أليات واستراتيجيات جديدة فى إطار مكافحة الجماعات المتطرفة. تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التمويل والدعم اللوجستي لهذه الجماعات، بالإضافة إلى تعزيز الإجراءات والتدابير الأمنية، فضلاً عن تكثيف التنسيق بين الأجهزة الاستخبارية كتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الإفريقية، وإجراء تحليلات وتقييمات حول أسباب نزوح الشباب نحو التطرف وعمل برامج للمعالجات فكرية وتأهيل ودمج المتطرفين.

**

2- محاربة التطرف ـ كيف تؤثر الهجرة غير الشرعية من إفريقيا على أمن أوروبا القومي؟

تعد مخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا على أمن الدول الأوروبية كبيرة، وتهدد المصالح الغربية داخل الدول الإفريقية، لأن هذه الجماعات غالباً ما يكون لها روابط وصلات بالجماعات المتطرفة في أوروبا، وقد يجد التطرف الذي تشهده بعض الدول الإفريقية طريقه إلى أوروبا عبر تسلل العناصر المتطرفة بموجب آليات تهدف إلى مساعدة اللاجئين، وأيضاً من خلال تجنيد واستقطاب الشباب لتنفيذ هجمات إرهابية.

وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها للجماعات المتطرفة في إفريقيا أن تهدد أمن أوروبا:

استهداف المصالح الغربية

شمل استطلاع للرأي في السابع من فبراير 2023 ما يقرب من (1200) عضواً سابقاً في جماعات متطرفة، من بينهم ما يقرب من (900) شخص انضموا طوعاًً، بينما أُجبر الآخرون على الانضمام. هناك (25%) ممن انضموا طوعاً، إن دافعهم الأساسي كان الحصول على عمل مدفوع الأجر.

جندت “القاعدة” العديد من الأشخاص في أوروبا لشن هجمات إرهابية، واستهدفت تفجيرات في عام 2004 قطارات في مدريد وبعد عام حدثت تفجيرات لندن التي تضمنت هجمات منسقة استهدفت نظام النقل العام. أعلن “داعش” مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات من بينها هجوم في باريس عام 2015 وفي عام 2016، وقعت تفجيرات في بروكسل.

استهدف هجوم قوات بعثة تحقيق الاستقرار “مونسكو” في جمهورية الكونغو الديمقراطية في مقاطعة “إيتوري” بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في السادس من أبريل 2022. في عام 1998، نفذ “داعش” هجومين منفصلين فجر فيهما سفارتين للولايات المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا. أسفرت الهجمات عن مقتل معظم الموظفين المدنيين وقتذاك. استهدف هجوم قاعدة لقوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي “مينوسما” وذلك بعد مقتل مسؤول في البعثة وإصابة اثنين بانفجار شمالي البلاد.

اعترف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي في 14 يناير 2022 بأن دور الاتحاد الأوروبي في مهامه الدفاعية والأمنية المناهضة لـ”الجهاديين” في منطقة الساحل يتعرض لتهديد متزايد، واصطدمت مهمة”برخان” الفرنسية بانتشار واسع لجماعات تنتمي إلى “داعش والقاعدة”، وتسببت في تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الفرنسية. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي لمحاربة داعش، تنامي الإرهاب في إفريقيا

شبكات الجريمة المنظمة

استفادت العديد من الجماعات المتطرفة في 28 فبراير 2023 من تجارة السلاح منها “بوكو حرام” التي تأسست في شمال نيجيريا في العام 2003. كما تعد جماعة “نصرة الإسلام” في مالي التي تشكلت في العام 2017 والموالية لتنظيم “القاعدة” من أبرز الجماعات التي استفادت من تجارة السلاح، حيث تضم أربع جماعات (جماعة أنصار الدين، وكتيبة المرابطون، وإمارة منطقة الصحراء الكبرى، وكتائب تحرير ماسينا).

أكدت وزارة الخزانة الأميركية في 11 فبراير 2023 أن إيرادات “بوكو حرام” التي يتمدد نفوذها في غرب أفريقيا وجنوب الصحراء، تقدَّر بنحو (10) ملايين دولار سنوياً، وتأتي معظم هذه الأموال من الجرائم المنظمة مثل الخطف، وتجارة السلاح والمخدرات. ويندمج بهيكل “بوكو حرام” شبكات “إجرامية” وتهيئ بيئة مواتية لشبكات الجريمة المنظمة التي أعادت هيكلة تنظيم أنشطتها كما تحقق حركة “الشباب الصومالية” نحو (100) مليون دولار سنوياً من خلال تسهيلات مالية لعمليات التجارة غير المشروعة. التعاون الأمني بين ألمانيا و شمال إفريقيا والشرق الأوسط MENA لمكافحة الإرهاب

الأمن السيبراني

أظهرت بعض الجماعات المتطرفة في إفريقيا قدرة متزايدة على استخدام الهجمات الإلكترونية لاستهداف الدول الغربية. على سبيل المثال، كانت آلة الدعاية لـ”داعش” تعتمد إلى حد كبير على وجودها على الإنترنت، مما سمح لها بالوصول إلى مؤيدي التنظيم وإلهام الهجمات في أوروبا. اخترق “داعش” دفتر عناوين رئيس الوزراء البريطاني السابق “توني بلير” واستهدف شبكة القنوات الفرنسية “TV5” وتعطيلها لتستبدل صفحات مواقع قنواتها بشعارات خاصة بـ “داعش”.

هدد “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي بشكل مباشر باستهداف عدة مدن إسبانية وهي “إشبيلية وقرطبة ومايوركا” في أبريل 2023، واستقطاب المزيد من العناصر ويظهر سعيه تغيير إستراتيجيته بعد الهزائم المتكررة خاصة مع قرب منطقة الساحل الإفريقي جغرافياً من إسبانيا.

استخدمت الجماعات المتطرفة آخر إصدار لتطبيق تيندر “جنوب إفريقيا”، لخداع المستخدمين وابتزازهم للحصول على أموال لتمويل أنشطتهم في القارة في 15 نوفمبر 2022 عبر محادثات وصور وهمية ترسل عبر الإنترنت يطلبون خلالها أموالاً من المستخدمين”. تلك الخلية كانت لها أهمية كبيرة في تحويل الأموال من قيادة “داعش” إلى المنتسبين للتنظيم في جميع أنحاء إفريقيا. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي لمحاربة داعش، تنامي الإرهاب في إفريقيا

تهديد أمن الطاقة

ساهمت صادرات الغاز النيجيري بنحو (7%) من الواردات الأوروبية خلال عام 2022 ولا تزال الجماعات المتطرفة تهاجم حقول الغاز في نيجيريا ما يتسبب في وقف صادرات الغاز النيجيري إلى أوروبا والذي يؤدي بدوره إلى مضاعفة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية خصوصاً في دول أوروبا الغربية، المستورد الرئيسي للغاز النيجيري ما يفاقم الضغط على قطاع الطاقة الأوروبي.

يقول “جوزيب بوريل” مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في 19 أغسطس 2022″ منذ عقد من الزمان، ينخرط الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل جنباً إلى جنب مع شركائه الأفارقة والدوليين في مكافحة الإرهاب. هذه المعركة هي بالطبع شأن إفريقي في المقام الأول، لكنها تتعلق أيضاً بأوروبا والعالم. في الواقع ، يشكل زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل تهديداً مباشراً للاتحاد ليس فقط من حيث الأمن والإرهاب، ولكن أيضاً في العديد من المجالات الأخرى مثل الاتجار بجميع أنواعه. لهذا السبب، منذ بداية ولايتي، انخرطت بانتظام في هذه القضية”.

تمويل التطرف

تشرف الجماعات المتطرفة على شبكات مالية ولوجستية مترامية الأطراف عبر إفريقيا وأوروبا وأفغانستان في الرابع من فبراير 2023. ضم جناح “داعش” في الصومال مكتباً إقليمياً يسمى “الكرار”، والذي يعمل كمركز تنسيق لعملياته يشرف مكتب “الكرار” على عمليات كبيرة لجمع الأموال من خلال الابتزاز والأنشطة الإجرامية في الصومال وجنوب إفريقيا. سهل “الكرار” تدفق الأموال إلى الفرع الأفغاني عبر خلايا في اليمن وكينيا ودول أوروبية كبريطانيا.

الهجرة واللاجئون

زاد عدد الأشخاص الذين حاولوا العبور بحراً من شمال إفريقيا إلى أوروبا في العام 2021 بنسبة (58%)، ليصل إلى قرابة (76) ألف شخص من 2021 يناير إلى يونيو 2021، وتمكنت بلدان شمال إفريقيا من منع ما يقرب من (37%) من محاولات الهجرة شمالاً إلى أوروبا.

تتردد الدول الأوروبية في إعادة فتح أبوابها للمهاجرين الأفارقة، ويرجع ذلك إلى الهجمات الإرهابية المتعددة التي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة، بعضها ارتكبها عناصر متطرفة تسللوا إلى أوروبا بموجب آليات تهدف إلى مساعدة اللاجئين. على سبيل المثال تمكن لاجئ “ليبي” في عام 2020 بطعن (3) رجال باستخدام سكين خلال هجوم في حديقة في منطقة “ريدينغ” غرب العاصمة البريطانية لندن. ويُعتبر توقيف “إسلام علوش” في مرسيليا دليل على أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية غالبا ما تعجز عند التدقيق بالمتطرفين.

تسببت التكلفة الاقتصادية المحتملة المترتبة على استضافة ملايين اللاجئين الجدد في قلق أوروبا. علاوة على ذلك، تتعامل الدول الأوروبية مع موجة انتخابية شعبوية معادية للأجانب والمهاجرين. وإذا ما أضيفت هذه العوامل فهي تطرح تهديدات خطيرة على تماسك الاتحاد الأوروبي في كافة القضايا. يمكن أن تؤدي الهجرة غير الشرعية إلى توترات اجتماعية، لا سيما إذا كان يُنظر إلى المهاجرين على أنهم يتنافسون على الوظائف أو الموارد مع السكان المحليين.

يمكن أن يخلق هذا مناخا من الاستياء والعداء، ويمكن للجماعات المتطرفة استغلاله للترويج لأجندتها. تضع الهجرة غير الشرعية ضغوطا على موارد الدول الأوروبية، لا سيما فيما يتعلق بتوفير السكن والتعليم والرعاية الصحية لأعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، ما يقلل من قدرة الحكومات على مواجهة التحديات الأمنية الأخرى.

المعالجات

ينبغي أن تعمل الدول الأوروبية عن كثب مع الحكومات الأفريقية لمواجهة التهديدات الأمنية بكافة أشكالها، ومنع انتشار الأيديولوجيات المتطرفة. ومن المهم للدول الأوروبية أن يكون لديها سياسات وآليات فعالة لإدارة تدفقات الهجرة ومعالجة الدوافع الأساسية للهجرة غير الشرعية. واعتماد برامج أكثر فعالية ومستقبلية مشتركة للتحديات التي يواجهها الأوروبي ودول إفريقيا سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو أمنية. ورغم ذلك لاينبغي على دول أوروبا تسويف حقوق اللاجئين أو من يحتاج الى الحماية وان لايكون خلط مابين المهاجر بدوافع اقتصادية وامن يحتاج حق الحماية الحقيقة وفقاً لأتفاقية جنيف 1949.

**

3- مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش في إفريقيا

تظل الهزيمة الدائمة لداعش في سوريا والعراق على رأس أولويات التحالف الدولي. ويواصل التحالف الاستفادة من تجاربه في سوريا والعراق لمواجهة الفروع والشبكات العالمية لداعش لا سيما القضاء عليه في القارة الإفريقية. وكان قد حذر التحالف الدولي من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل خطراً داهماً عبر استغلال الأزمات المتعددة في إفريقيا للتمدد والعودة مرة أخرى.

توسع تنظيم داعش في إفريقيا

تشكل القارة الأفريقية الوجهة الرئيسة لعمليات تنظيم داعش بحسب الإحصاءات الرسمية، وذلك بالنظر إلى الطبيعة السياسية الهشة للقارة التي تيسر انتشار الجماعات المسلحة والمساهمة في تكوين خلايا محلية. وسبق أن أشار تقرير الأمم المتحدة في 9 أغسطس2 2022 إلى توسع نشاط داعش في إفريقيا، وبحسب فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، هذا التوسع أثر على البلدان التي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الهجمات إلى حدّ كبير، مثل البلدان الساحلية في خليج غينيا. “من أوغندا، وسّعت جماعة تابعة لداعش منطقة عملياتها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما كثفت جماعة أخرى تابعة للتنظيم – بعد أن تم القضاء عليها من خلال عمل عسكري العام الماضي – هجمات نطاقها ضيق في مقاطعة كابو ديلغادو في موزامبيق.”

شهدت (20) دولة على الأقل في أفريقيا نشاطا مباشرا لداعش. ويتم استخدام أكثر من (20) آخرين للخدمات اللوجستية، وحشد الأموال والموارد الأخرى. وتعد منطقة حوض بحيرة تشاد أكبر منطقة عمليات للتنظيم.. فيم تشكل الصومال هو النقطة الساخنة للقرن الأفريقي.

بينما في المقابل، برزت خلال الأشهر الأخيرة نتائج كارثية لتراجع الدعم الدولي لمكافحة الإرهاب في القارة، خصوصاً منطقة الساحل، في ظل إعادة انتشار القوات الفرنسية أو انسحابها من مواقع حيوية، ما يعني ترك الجيوش الوطنية، لا سيما الجيش المالي لمواجهة الجماعات الإرهابية، في الوقت الذي لا يزال التعاون الإقليمي على مستوى القارة الأفريقية لا يرقى إلى مستوى مواجهة النمو غير المسبوق للتهديدات الإرهابية، في ظل نقص الموارد المالية وتراجع القدرات العسكرية. مكافحة الإرهاب ـ لماذا أصبحت أفريقيا الوجهة المفضلة للجماعات المتطرفة؟

جهود التحالف الدولي في أفريقيا

يبدو أن تصاعد المد الإرهابي في إفريقيا، في العقد الأخير، دفع دول التحالف إلى تطوير استجابة متأنية يمكن تعقب عناصرها عبر ست محطات مهمة:

– تتمثل المحطة الأولى في الاجتماع الإقليمي للمديرين السياسيين للتحالف الدولي ضد “داعش” في مدينة الصخيرات، في يونيو 2018، الذي سعى إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين دول “تجمع الساحل والصحراء” و”التحالف الدولي ضد داعش”

– المحطة الثانية جرت في يونيو 2021 وتجلَّت في احتضان المغرب للمكتب الإقليمي لمحاربة الإرهاب في إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بهدف تطوير وتنفيذ برامج لتعزيز قدرات ومهارات الدول الإفريقية فيما يتعلق بأمن الحدود، والتعاون الجنائي وإدارة السجون، وتفكيك التطرف العنيف عبر التأهيل وإعادة الإدماج.

– أما في ديسمبر 2021، فقد أُعلن في محطة ثالثة عن إنشاء مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا Africa Focus Group بقيادة مشتركة بين المغرب والنيجر وإيطاليا وأميركا، دورها إجراء تقييمات مستمرة للتهديدات الإرهابية، وبناء القدرات المدنية للمساعدة في مكافحة الإرهاب، وتنسيق هذه الجهود مع المبادرات القائمة في الميدان وعقدت اجتماعات في روما وبروكسل ومراكش واخرها في النيجر برئاسة مشتركة من إيطاليا والمغرب والنيجر والولايات المتحدة، في الأول من مارس 2023. سلط خلالها ( 38) من أعضاء التحالف والمراقبين في اجتماع مجموعة التركيز الأفريقية الضوء على مختلف مبادرات مكافحة داعش، وسهّل المناقشة الإقليمية حول معالجة تهديد التنظيم وتحديد الثغرات في قدرات مكافحة الإرهاب في دول غرب إفريقيا الساحلية ومنطقة الساحل وشرق إفريقيا ووسط وجنوب إفريقيا..

– ثم المحطة الأبرز والمتمثلة في انعقاد المؤتمر الوزاري لدول التحالف في مراكش في 11 مايو 2022 شاركت فيه أكثر من (60) دولة ومنظمات إقليمية ودولية، وهو الاجتماع الأول للتحالف في أفريقيا. مكافحة الإرهاب – تمدد النشاط الإرهابي في أفريقيا، تحديات المواجهة

العناصر الجديدة في خطة التحالف الدولي ضد داعش في إفريقيا

بالعودة إلى مخرجات مؤتمر مراكش حيث جرى الحديث عن خطة تقوم على “مقاربة متعددة الأطراف”، تمثل عناصرها:

أولاً: إن إلحاق هزيمة بتنظيم داعش لا تزال تشكِّل “أولوية للتحالف الدولي”، باعتباره تهديد جدِّي مستمر للأمن والسلم العالميين، رغم سقوط معاقله في العراق وسوريا. ومن ثم فقد جرى التأكيد على مواصلة قتال داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية عبر مسارين: المسار العسكري، في إشارة إلى العمليات القتالية التي تقوم بها القوات العسكرية للدول الأعضاء في التحالف ضد الجماعات الإرهابية عمومًا، وتنظيم داعش خصوصًا؛ ثم المسار المدني، من خلال ما يقوم به المدنيون في ردع التنظيم، ودعم الأمن والاستقرار، ومكافحة التمويل الإرهابي، وتفكيك الخطاب المتطرف، ومقاضاة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ثم التأهيل وإعادة الإدماج، وهي مداخل تعتبرها دول التحالف متكاملة وفعالة لإلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم داعش، الذي لا يزال يشكِّل تهديدًا جديًّا في مناطق مختلفة، وأساسًا في مناطق الشرق الأوسط، وإفريقيا، وفي جنوب شرق آسيا.

ثانياً: التركيز أكثر في المرحلة المقبلة على مواجهة داعش ومختلف الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، من خلال تثمين مخرجات الاجتماعات الثلاثة الأولى لمجموعة التركيز الإفريقية (Africa Focus Group)، التي عقدت اجتماعات لها في بروكسل وروما ومراكش، وكُلِّفت المجموعة بمساندة جهود مكافحة الإرهاب التي يقودها الأعضاء الإفريقيون في التحالف، وتشمل تلك الجهود ما يلي: تبادل التقييمات حول التهديدات الإرهابية في إفريقيا؛ والتنسيق والتعاون بشأن دعم القدرات وبحث الطرق الأكثر فعالية وكفاءة في مكافحة داعش والتنظيمات الأخرى، بما في ذلك تبادل المعلومات وإدارة الحدود بشكل استباقي؛ وتحقيق وتأمين الاستقرار في المناطق التي تُحرَّر من الجماعات الإرهابية، وتطوير مداخل للردع، ثم الوقاية من التطرف العنيف وتفكيك خطاباته.

ثالثاً: بناء تصورات مشتركة حول المصادر المغذِّية للإرهاب في إفريقيا، وخصوصًا في منطقة الساحل والصحراء، حيث جرى الاتفاق، لأول مرة، على الربط بين الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية، على اعتبار أن هناك تحالفًا موضوعيًّا بينهما، يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتعميق هشاشة السلطات المركزية؛ كما جرت الإشارة، لأول مرة كذلك، إلى انتشار الشركات العسكرية الخاصة التي تُحدث مزيدًا من الضعف للدول الإفريقية، وهو ما يخدم التنظيمات الإرهابية والعنيفة مثل داعش والقاعدة وغيرهما، وبالتالي تعميق القضايا الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا.

رابعاً: إسناد جهود مكافحة داعش للسلطات الوطنية في الدول الإفريقية الأعضاء في التحالف، وعددها (15) دولة علاوة على دول “تجمع الساحل والصحراء”، على أساس أن يقود المدنيون تلك الجهود، وفقًا للاحتياجات الخاصة لكل دولة، وبتنسيق مع التحالف الدولي ضد داعش. والتركيز على الجهود المدنية، عبر إشراك وإدماج الهيئات الدينية، والشباب والمجتمع المدني، في منع ومكافحة التطرف العنيف، وإيجاد حلول مستدامة للأسباب الجذرية التي تؤدي إلى الإرهاب، بما في ذلك إعادة إعمار المناطق التي سيطرت عليها داعش ثم طردت منها بإعادة تأهيلها وتنميتها، ويعني كل ذلك تجاوز المقاربة الأمنية في التعاطي مع الظاهرة الإرهابية، نحو مقاربة إنسانية شاملة.

تشمل هذه الجهود تبادل التقييمات حول تهديد تنظيم “داعش” والمنظمات الإرهابية الأخرى في قارة أفريقيا، والتنسيق والتعاون بشأن الطرق الأكثر فاعلية وكفاءة لمقاربة هذه القضايا، بما في ذلك تبادل المعلومات وإدارة الحدود بشكل استباقي، فضلاً عن مشاريع تحقيق الاستقرار والردع ومنع التطرف. فيما يلي بعض جهود التحالف في إفريقيا:

العمليات العسكرية: يوفر التحالف التدريب والمعدات والدعم للجيوش الوطنية لدول الساحل ، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو ، لمحاربة داعش والجماعات المتطرفة الأخرى.  وشن التحالف غارات جوية على أهداف لداعش في المنطقة.

تبادل المعلومات الاستخباراتية: يعمل التحالف على تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأعضاء والشركاء الإقليميين لفهم تهديد داعش في إفريقيا بشكل أفضل وتنسيق جهودهم لمكافحته.

أمن الحدود: يدعم التحالف الجهود المبذولة لتعزيز أمن الحدود ومنع حركة االجماعات المتطرفة والأسلحة عبر الحدود في منطقة الساحل.

مكافحة الفكر المتطرف: يعمل التحالف على مواجهة الفكر المتطرف الذي يروج له تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى من خلال مبادرات مثل تعزيز الأصوات المعتدلة ، ودعم وسائل الإعلام المحلية ، وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني للفئات الضعيفة من السكان.

المساعدة الإنسانية: يقدم التحالف المساعدة الإنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع في منطقة الساحل ، بما في ذلك المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى.

أعلنت واشنطن في مايو 2022 عزمها تقديم دعم يناهز (119) مليون دولار لصالح أفريقيا جنوب الصحراء، من أجل تحسين قدرات قوات النظام  والنظام القضائي، بهدف القبض على الإرهابيين ومقاضاتهم وإدانتهم في جميع أنحاء القارة.

تعاون دول شمال أفريقيا مع التحالف الدولي في مكافحة إرهاب داعش

لطالما كان مكافحة التطرف العنيف والإرهاب من أولويات حكومات دول شمال إفريقيا كالجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس، والتي أسفرت جهودها عن بعض النتائج الإيجابية في مكافحة داعش والجماعات الإرهابية.

تستضيف الرباط مكتب برنامج محاربة الإرهاب في إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وبحسب وزير الخارجية المغربي فإن تقييم المغرب مع شركائه لمستويات التهديدات الإرهابية في القارة الإفريقية أدى إلى ظهور نهج مصمم خصيصًا لدعم التحالف للقارة الإفريقية، وتجسد هذا النهج في إنشاء مجموعة التركيز الإفريقية Africa Focus Group في ديسمبر 2021، التي تشارك في قيادتها الولايات المتحدة وإيطاليا والنيجر في الرئاسة المشتركة لأول مجموعة تركيز أفريقية للتحالف الدولي لهزيمة “داعش”. وصرح وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في أكتوبر 2022 إن “المغرب ملتزم بتعزيز التعاون التضامني جنوب – جنوب، وشمال – جنوب، وثلاثي الأطراف، لمواجهة الطابع المُعقد والعابر للحدود للتهديد الإرهابي في أفريقيا”.

وأشاد بيان للخارجية الأميركية، عقب الاجتماع الذي جمع بلينكن بنظيره المغربي في الرباط في مارس 2022، بدور المغرب في استتباب الأمن في أفريقيا، وقال “تتعاون الولايات المتحدة والمغرب بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب، حيث أظهر المغرب قيادة مستدامة للمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب والتحالف العالمي لهزيمة داعش”.

وفي عام 2017 سلط تقرير للخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب، الضوء على جهود الرباط في هذا المجال، حيث أشار إلى أن “المغرب شريك مستقر في تصدير الأمن في شمال إفريقيا، والدولة الإفريقية الوحيدة المساهمة في الحملة العسكرية لمحاربة داعش في العراق وسوريا”.

وانضمت المملكة المغربية إلى اتفاق رباعي بشأن التعاون القضائي في مكافحة الإرهاب، يجمع بين النيابة العامة في بروكسل ومدريد وباريس والرباط؛ كما تعتبر شريكاً لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في محاربة الإرهاب. ويؤكد المغرب أنه نجح منذ عام 2002 في تفكيك أكثر من (200) خلية إرهابية. داعش ـ الدول الهشة الأكثر عرضة للإرهاب ـ ملف

**

4- مكافحة الإرهاب ـ جهود الاتحاد الأوروبي في إفريقيا

تولي أوروبا اهتماماً كبيراً لأمن القارة الإفريقية رغم البعد الجغرافي بينهما نظراً لاتساع رقعة الإرهاب في إفريقيا وإدراك أوروبا خطورة هذا الأمر على أمنها القومي في ظل تمدد التنظيمات المتطرفة في دول الساحل والصحراء بإفريقيا، واستغلالها للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية لجعل هذه الدول موطئ قدم لها بنشر الإرهاب بعد هزائمها المتتالية في منطقتي آسيا والشرق الأوسط وحصارها في أوروبا السنوات الأخيرة، ما جعل التعاون بين أوروبا وإفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب عبر المبادرات العسكرية والدبلوماسية والإنمائية نقطة فارقة وضرورية في استراتيجية القارة الأوروبية لمواجهة التطرف والتطرف العنيف المؤدي للإرهاب داخل أراضيها.

العمليات العسكرية

اعتمدت أوروبا استراتيجية شاملة لمعاونة أفريقيا على مكافحة الإرهاب، وفي 2011 ارتكزت الخطة الأوروبية على ثلاثة عناصر: بداية من الجزء الأمني وصولا ًإلى التنمية والدبلوماسية، وعبر الجزء الأمني نشرت أوروبا ثلاث بعثات عسكرية في النيجر ومالي لدعم تدريبات القوات الأمنية في محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، وتوسعت الخطة في عامين 2014 و2015 لتضم موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ونيجيريا ودول المغرب. وعزز الاتحاد قدرات دول الساحل العسكرية ببعثة تدريبية في مالي بدأت أعمالها في يناير 2013 عبر تقديم المشورة والتدريب لقوة المجموعة الخماسية بمنطقة الساحل، وتطورت استراتيجية الدعم لهذه المنطقة في أبريل 2021 لمكافحة الإرهاب.

وعملت ألمانيا وفرنسا عقب مؤتمر قمة مجموعة السبع في بياريتز في أغسطس 2019 على تعزيز الشراكة مع دول الساحل الأفريقي في مجال الدفاع والتدريبات لتعزيز أمنها الداخلي في مكافحة التنظيمات المتطرفة. وعقب القمة الفرنسية حول مكافحة الإرهاب في 13 يناير 2020 تأسس ائتلاف منطقة الساحل الذي يضم (مالي وبوركينا فاسو والنيجر موريتانيا وتشاد) لتعزيز قدرات القوات المسلحة للدول الخمس في مواجهة الإرهاب.

مدد الاتحاد عمل بعثة “أوتم” (EUTM) في مالي في مارس 2020 حتى 18 مايو 2024 لتقدم المشورة والتعليم والتدريب لجيوش دول الساحل، وتعمل البعثة منذ 18 فبراير 2013 على صقل القدرات العسكرية لهذه الدول وتقليل التهديدات الإرهابية.

وعقب إنهاء فرنسا مهمة “برخان” العسكرية في مالي في 9 نوفمبر 2022 والتي دامت نحو (9) أعوام لمحاربة الإرهاب في أفريقيا، تبنت في 27 فبراير 2023 خطة جديدة لإنشاء أكاديميات تديرها الجيوش الأفريقية مع الجيش الفرنسي وفقاً لاتفاقيات التعاون العسكري المبرمة مع  (25) دولة أفريقية.

المساعدة الإنمائية

لا يقتصر دور ائتلاف الساحل على الحل الأمني فقط بل يعمل على توفير الاحتياجات الإنمائية والمساعدات الإنسانية ويعزز استفادة المواطنين بالخدمات الحكومية كوسيلة لمواجهة الفقر أحد الأسباب الجذرية للإرهاب، ودعم الائتلاف (913) مشروعاً لدعم العمالة والبنية التحتية والصحة والتعليم في أفريقيا بقيمة (22)  مليار يورو، وعبر صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني للطوارئ استهدف معالجة الدوافع الأساسية للتطرف ليخصص ما بين عامين 2014 و2020 نحو (8) مليارات يورو.

وكانت ألمانيا في مقدمة الدول الداعمة للاستثمار في أفريقيا عبر مبادرة ” ميثاق مع أفريقيا” التي ضمت (7) دول من غرب أفريقيا إضافة إلى استضافتها عدة مؤتمرات أفريقية، وفي 13 أبريل 2022 أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في جولتها بغرب أفريقيا على أن مواجهة الإرهاب أولوية في هذه المنطقة.

وفي القمة السادسة للاتحادين الأفريقي والأوروبي التي انعقدت في 17 و18 فبراير 2022 تم الإعلان عن استثمارات بين القارتين بنحو (150) مليار يورو لدعم استثمارات ومشاريع صحة وتعليم وفقاً لأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي بجانب تشجيع التكامل الاقتصادي الإقليمي القاري في منطقة التجارة الحرة لأفريقيا.مكافحة الإرهاب ـ لماذا أصبحت أفريقيا الوجهة المفضلة للجماعات المتطرفة؟

تبادل المعلومات والاستخبارات

تعمل أوروبا على تحسين تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أفريقيا عبر سياسة الجوار الأوروبي في شمال أفريقيا التي تم إطلاقها في 2004 بهدف تحديد مفهوم الإرهاب وتهديداته على المنطقة، وينخرط الاتحاد مع منطقة الساحل في جمع البيانات وتنسيق الجهود لمكافحة أسباب التطرف من خلال مجموعة دول الساحل الخمس، وتدريجياً توسع التعاون بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي في تبادل البيانات لدعم قدرات الاستخبارات ومؤسسات إنفاذ القانون والمؤسسات القضائية بشكل يسمح بتوقع المخاطر المحتملة من تمدد الإرهاب بأفريقيا وتداعياته على أوروبا أيضا الأمر الذي دفع في 2015 تشكيل فرق عمل مشتركة متعددة الجنسيات للتصدي للجماعات المتطرفة وتحديدا جماعة ” بوكو حرام” في إطار لجنة بحيرة حوض تشاد.

إدارة الحدود

تصاعد الهجمات الإرهابية في أوروبا بعد 2014 دفعها للتركيز على أمن حدود أفريقيا باتفاقيات متعددة الأطراف وتوفير الموارد المالية وتدريب الموظفين على حماية الحدود لإيقاف أي تدفقات للمهاجرين والتصدي لحركة تنقل المتطرفين في عامين 2016 و2017، وعمل صندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني لأفريقيا على تحسين قدرات الدول في إدارة ومراقبة حدودها منعاً لتسلل المتطرفين ونقل الأسلحة بين الدول لذا عزز شراكته معها بتطوير أدواتها والبنية التحتية وتدريب عناصر حرس الحدود وفقا للقوانين الدولية ومناقشة العوامل الرئيسية المؤدية للهجرة غير الشرعية.

تمويل مكافحة الإرهاب

تمركز عدة تنظيمات متطرفة في دول الساحل والصحراء الأفريقي جعل مكافحة مصادر التمويل جزءاً أساسياً لآلية أوروبا في محاربة الإرهاب في أفريقيا، إذ تتأخذ تدابير لمنع غسل الأموال وتشديد الرقابة على شبكات الجماعات المتطرفة وتحسين اللوائح والشفافية في المعاملات المالية للكشف عن الأنشطة المالية المشبوهة، لذا تلتزم أوروبا بمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة ” IFF” وتحويل الأرباح ” BEPS” والتعاون في الشفافية الضريبية كما تعمل على صقل مهارات المتخصصين في أفريقيا في هذا المجال وفقاً لأجندة الابتكار المشتركة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي.

جهود الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا

تعمل الأمم المتحدة بمجموعة من المبادرات الدبلوماسية والإنسانية والأمنية على دعم جهود محاربة الإرهاب في القارة الأفريقية.

بعثات حفظ السلام 

أنشئت الأمم المتحدة بعثات لحفظ السلام في عدة دول أفريقية ومن بينها بعثة مينوسما (MINUSMA) في مالي وبعثة (UNSOM) في الصومال بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار ومساندة الحوار الوطني وإعادة إصلاح مؤسسات الدول، وفي 14 يوليو 1960 تبنت أول عملية لحفظ السلام في أفريقيا وكانت العملية الأممية في الكونغو لمواجهة اضطرابات سياسية.

وعلى مدار أكثر من (5) عقود توالت عمليات حفظ السلام في غرب أفريقيا وضمت (4) عمليات في (ليبيريا – كوت ديفوار – مالي – سيراليون)، وفي 31 أكتوبر 2022 مدد مجلس الأمن البعثة الأممية في الصومال لدعم موقفها ضد تنامي حركة الشباب المتطرفة في بعض المناطق وتعزيز تقديم الخدمات للسكان في المناطق المحررة من الحركة.مكافحة الإرهاب – تمدد النشاط الإرهابي في أفريقيا، تحديات المواجهة. بقلم هند ناصر خلفان السويدي

الجهود السياسية والدبلوماسية

تسهم الأمم المتحدة في الجهود الدبلوماسية لدعم السلام ووقف الصراعات ومكافحة الفقر وانعدام المساواة في المجتمعات الأفريقية باعتمادها الدبلوماسية الوقائية والوساطة للتشجيع على الحوار من خلال إرسال مبعوثين أمميين لمناطق النزاع، ولعبت هذا الدور في الـ (20) عاماً الماضية في سيراليون وليبيريا وكوت ديفوار إضافة إلى مالي في الفترة الأخيرة.

كما تلجأ إلى تطبيق تدابير اجتماعية واقتصادية قائمة على أهداف التنمية المستدامة 2030 حيث ينص الهدف (10) على القضاء على أوجه عدم المساواة ويستهدف الهدف (16) تحقيق العدالة وبناء المؤسسات كمدخل لتعزيز السلام والتنمية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب

تقدم الأمم المتحدة الدعم الفني والمالي لأفريقيا لصقل قدراتها على مواجهة الإرهاب بتأمين الحدود وتعزيز أدوات مؤسسات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في منع تمويل الإرهاب وتطوير أداء المؤسسات الاستخباراتية في جمع وتحليل وتبادل المعلومات بين الكيانات المنوطة بالتصدي للهجمات الإرهابية ورصد مصادر تمويلها، لذا صممت برنامج “الخلايا المندمجة” لتوجيه المؤسسات بالدول الأفريقية في معالجة إشكاليات الإرهاب ووضع استعدادات لمواجهة أي تهديدات وسبل لتعافي المجتمعات من هذه المخاطر.

المساعدة الإنسانية

تعمل الجهود الأممية على إيصال المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص المتضررة من الإرهاب في أفريقيا، وتعد مبادرة إنشاء “لجنة حوض بحيرة شاد” التي تضم (تشاد – الكاميرون – النيجر – نيجيريا) وبرنامج العمل الاستراتيجي في حوض بحيرة تشاد خلال 2017 نموذجان لمعالجة الأمم المتحدة الأسباب الأساسية وراء انتشار الإرهاب بتنسيق العمل عبر الحدود وتأسيس مشاريع التنمية الاقتصادية ودعم الاستثمارات في التنمية الريفية والزراعة وحل النزاعات ودعم أنظمة الحماية المجتمعية.مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي لمحاربة داعش في إفريقيا

تبادل المعلومات

تتعاون الأمم المتحدة مع الاتحاد الإفريقي لإرساء قواعد السلام في إفريقيا لمواجهة تحدي الإرهاب، وفي 2006 وقعا برنامج بناء قدرات الاتحاد الإفريقي لدعم السلام والأمن في إفريقيا وتطور هذا البرنامج في أبريل 2019 إلى الإطار المشترك لإحراز تقدماً في محاربة الإرهاب ما ساهم في إقرار خطة ” إفريقيا متكاملة مزدهرة تنعم بالسلام” بحلول 2063 وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي بين دول القارة للتنبؤ بالنزعات المحتملة. وبتأسيس مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الإفريقي في 2010 تضاعفت جهود الوساطة ومبادرات السلام في مناطق النزاعات.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– يعد الفقر ونقص الخدمات الأساسية والبطالة وعدم الاستقرار السياسي في الدول الإفريقية أرضا خصبة للتطرف والإرهاب. لا تزال مخاطر الجماعات المتطرفة في إفريقيا أكثر خطورة على الرغم من أن الإرهاب يمثل تهديداً عالمياً.

– تتركز أنشطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا إلى حد كبير في خمسة  مناطق الساحل والصومال وحوض بحيرة تشاد وشمال إفريقيا وموزمبيق.

– ساهم تدفق الأسلحة إلى توسع أنشطة الجماعات المتطرفة في حوض بحيرة تشاد، كما دخلت دول خليج غينيا مخطط الجماعات المتطرفة، وخصوصاً “كوت ديفوار وبنين”.

– استفادت الجماعات المتطرفة من الفراغ الذي خلّفته انسحاب قوات “برخان” وساهم في ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية، كما تنامت عمليات الاستقطاب والتجنيد في إفريقيا بالرغم من استهداف قيادات الجماعات المتطرفة.

– يُنذر توسع الجماعات المتطرفة في الدول الإفريقية بهجمات أكثر تعقيداً خلال عام 2023 ما يستدعي إلى استراتيجية أعمق لمكافحة الإرهاب في إفريقيا خضوصاً الساحل الإفريقي. لا يزال الساحل نقطة عبور رئيسية للمهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا، ما يمكن أن يؤدي للمزيد إلى زيادة معدل النزوح والهجرة من المنطقة بشكل كبير، مما يضاعف الضغوط على دول شمال أفريقيا وساحلها وأوروبا.

**

– يلتزم الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الدول الأفريقية، والاتحاد الأفريقي لتعزيز المرونة في محاربة الأيديولوجيات المتطرفة. تقدم العديد من بعثات الاتحاد الأوروبي الدعم العسكري والمدني للدول الأفريقية كبعثات الاتحاد الأوروبي التدريبية لدعم وتدريب ودعم الأجهزة الأمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف.

– أدرك الاتحاد الأوروبي أن الجهود التي اتخذها من أجل مكافحة الإرهاب في إفريقيا لم تكن كافيةً، وأنه يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد على المدى الطويل، بالإضافة إلى التعاون بشكل أفضل مع الدول الإفريقية على المستوى الاستخباري.

– تشكل الجماعات المتطرفة في إفريقيا تهديداً مباشراً للاتحاد الأوروبي ليس فقط من حيث الأمن ولكن أيضاً في العديد من المجالات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، كما يمثل استمرار الجماعات المتطرفة في إفريقيا في تطوير قدراتها الإلكترونية تهديداً متزايداً للأمن السيبراني الأوروبي.

– تنخرط الجماعات المتطرفة في إفريقيا في أنشطة شبكات الجريمة المنظمة، مثل الاتجار بالمخدرات والتهريب والاختطاف لتمويل عملياتها.

– نفذ العديد من الجماعات المتطرفة في إفريقيا هجمات على أهداف غربية بما في ذلك في أوروبا. فعلى سبيل المثال، كانت “حركة الشباب” مسؤولة عن هجمات في كينيا والصومال استهدفت المصالح الغربية.

– بات متوقعاً أن يؤدي عدم الاستقرار الذي تسببه الجماعات المتطرفة في إفريقيا إلى موجة هجرة جديدة إلى أوروبا. ما يؤدي ذلك إلى إجهاد الموارد الأوروبية وخلق توترات اجتماعية وفي بعض الحالات قد تستخدم العناصر المتطرفة طرق الهجرة للتسلل إلى أوروبا.

– يمكن أن يمتد تعاون الجماعات المتطرفة مع شبكات الجريمة المنظمة من إفريقيا إلى أوروبا، وتوفر مصادر تمويل للأنشطة المتطرفة وخلق فرص للتجنيد والتطرف في أوروبا. ومن المحتمل أن تلهم وتدعم تلك الجماعات هجمات الذئاب المنفردة في أوروبا من قبل الأفراد المتطرفين.

**

– تشهد أفريقيا نشاطاً إرهابياً مكثفاً، حيث يوجد العديد من مقاتلي تنظيم داعش الناشطة في بحيرة تشاد ومنطقة الساحل في جمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وموزمبيق ودول أخرى في غرب إفريقيا. وتعد التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات الإرهابية لها آثار دولية ومحلية.

– مع خروج القوات الفرنسية، ومن قبلها الأميركية، لمكافحة الإرهاب، تزداد فرص نشاط التنظيمات، بخاصة مع تراجع قدرة الجهود الأمنية لدول هذه المنطقة وحدها في التصدي لهذه التنظيمات، التي تتوسع في شبكات علاقاتها مع القوى المحلية بهذه الدول.

– لا يزال التحالف الدولي لهزيمة داعش ملتزمًا بتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش. تؤكد الأحداث الأخيرة في سوريا والعراق وفي إفريقيا على أن التحالف يحتاج إلى تكثيف الجهود في إضعاف داعش والتهديد المستمر الذي تشكله في المنطقة وخارجها.

– سياسات مكافحة الإرهاب في القارة سوف تتأثر سلبياً بالاستقطاب الراهن بين روسيا والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، حال التمادي في استغلال الجانبين للمنطقة كساحة خلفية لتصفية الحسابات.

– يُراهن التحالف الدولي على الدول الإفريقية الأعضاء للتصدي لتنظيم داعش، من خلال مقاربة متعددة الأبعاد، ترتكز، من جهة أولى، على البعد الأمني الاستخباراتي أساسًا، لكنها تُوظِّف الأبعاد الإنسانية والتنموية والدينية في استراتيجية مكافحة الإرهاب، كما تلحُّ، من جانب آخر، على التنسيق والتعاون الدولي والإقليمي على مستوى وضع الاستراتيجيات والخطط،

– إن نجاح جهود التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب في أفريقيا يتطلب أن لا تقتصر على  رؤية أمنية  بحتة،، عبر اعتماد تدبير أمني بالأساس، فيما ثمة رؤية محلية ذات ثقل مجتمعي وازن، ترى أن تجفيف الأسباب الجوهرية المؤدية إلى التطرف والإرهاب لا يمكن أن يتحقق دون تنمية اقتصادية حقيقية تعزز الجهود الأمنية والعسكرية القائمة.

**

ـ تظل مكافحة الإرهاب في إفريقيا معضلة تواجه أوروبا وتتزايد تحدياتها في ظل انشغال الأخيرة بالحرب الأوكرانية، ولكن في الوقت نفسه ربما تصبح أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب بوابة تزيد من أهمية إفريقيا لأوروبا ما يصب في صالح القارتين بالتعاون العسكري والمعلوماتي والتنموي لمحاربة الإرهاب.

 – أن الأسباب الرئيسية وراء تمدد الإرهاب في إريقيا ترتبط بعوامل داخلية وأخرى خارجية، فالعوامل الداخلية تتمثل في حالة عدم الاستقرار السياسي ومن ثم نشوب صراعات على السلطة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وترتبط العوامل الخارجية بتشديد السياسات على الجماعات المتطرفة في مناطق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط مؤخراً ما جعل إفريقيا البديل والمساحة الآمنة لنشر أفكارها واستمرار تجنيد عناصر جديدة لصفوفها.

ـ تضع هذه العوامل أوروبا مسؤول رئيسي في معادلة مكافحة الإرهاب بإفريقيا في ظل ضعف إمكانيات الأخيرة على مواجهة هذه التهديدات على أمنها، ما يجعل معالجة الأسباب الجذرية لتشكل الجماعات المتطرفة هو الحل الأوقع والمناسب لتحقيق النتائج المرجوة من هذه الخطط والتي تتمثل في تنفيذ مشاريع اقتصادية ودفع الاستثمارات وتوفير فرص عمل في إفريقيا، لسد أي ثغرات تستغلها هذه الجماعات لاستقطاب الشباب إليها إضافة إلى دعم الجهود المحلية في توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب وتوفر فرص متساوية في التعليم.

ـ ربما يصبح التعاون العسكري بين القارتين بحاجة إلى إعادة صياغة بشكل يسمح ببناء قدرات الجيوش الإفريقية ويضمن محاربة الإرهاب دون ترك مساحة لعرقلة هذا العمل من قبل التنظيمات اعتراضاً على آليات تطبيقه.

ـ يجب تقديم حلول واقعية من قبل أوروبا لحل النزاعات في هذه الدول لإتاحة الفرصة لمشاريع تنمية أوسع وتجفيف منابع الإرهاب.

ـ يجب إطلاع وكالات إنفاذ القانون والتحقيقات والاستخبارات على تجارب أوروبية مماثلة في مكافحة الإرهاب في إطار تبادل الخبرات وتعزيز القدرات.

ـ ينبغي أن تنسجم الجهود الأوروبية والأممية في تقريب وجهات النظر بين المؤسسات الوطنية في إفريقيا لتسهيل عملية تبادل المعلومات وترقب مصادر تمويل وتسليح التنظيمات المتطرفة ورقابة الحدود منعاً لتكوين شبكات إرهابية عابرة للحدود.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=88098

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

An attack on a military base in Somalia shows al-Shabab’s deadly power
https://wapo.st/3oCVzQR

فرانس24 تحلل تصريحات زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أبو عبيدة يوسف العنابي
https://bit.ly/3mBeHhj

صراعات متعددة… خبراء يحذرون من تدفق السلاح من أوروبا تجاه أفريقيا
https://bit.ly/3oe1uvr

“القاعدة”.. مخطط توسعي نحو خليج غينيا (تحليل)
https://bit.ly/41wOZt6

تنظيم “الدولة الإسلامية” و”بوكو حرام” يتصارعان على شمال شرق نيجيريا
https://bit.ly/41zTB28

**

The terrorist threat is expanding in the Sahel
https://bit.ly/3AsRf9a

Isis funds terror with ‘Tinder’ love scams
https://bit.ly/3mYirK6

الأمم المتحدة: الفقر وليس الدين هو “السبب الرئيسي وراء الإرهاب في إفريقيا”
https://bbc.in/3Auagbj

الاتحاد الأوروبي يعلن أن مهامه الدفاعية المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل تتعرض لـ”تهديد متزايد”
https://bit.ly/3Ant7Vz

أيمن الظواهري: ما مصير تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه؟
https://bbc.in/3N7pZ7K

عملية برخان: لماذا تنهي فرنسا عمليتها العسكرية في الساحل الأفريقي؟
https://bbc.in/3H7BVmi

**

اجتماع دولي بالمغرب يرسم خططا لمكافحة الإرهاب في إفريقيا
https://bit.ly/3NEzkEG

هل يخطط «داعش» لإعادة إقامة «دولته» في أفريقيا؟
https://bit.ly/3AW4xLI

Joint Statement of the Co-Chairs of the Global Coalition to Defeat ISIS Africa Focus Group
https://bit.ly/3LUySRj

Africa Focus Group of Global Coalition against ISIS warns against threats of separatist groups
https://bit.ly/4140GqG

**

الدبلوماسية الفرنسية
https://rb.gy/ipkox

مالي والاتحاد الأوروبي.. ماذا يحمل عام 2023؟
https://bit.ly/3Lci3j6

EUTM Mali: European Union Training Mission in Mali – Military Mission
https://bit.ly/3LD1SNp

القمة السادسة للاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي: رؤية مشتركة لعام 2030
https://bit.ly/41LJlE6

مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال
https://bit.ly/3AxVhNT

الاتحاد الإفريقي
https://bit.ly/3AxVhNT

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...