الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب – تمدد النشاط الإرهابي في أفريقيا، تحديات المواجهة. بقلم هند ناصر خلفان السويدي

إفريقيا والإرهاب
فبراير 11, 2023
الباحثة هند ناصر خلفان السويدي

الباحثة هند ناصر خلفان السويدي

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا 

إعداد : هند ناصر خلفان السويدي ، باحثة في الأمن الدولي والإهاب

مكافحة الإرهاب – تمدد النشاط الإرهابي في أفريقيا، تحديات المواجهة

شهدت القارة الأفريقية تمدد نفوذ الجماعات الإرهابية، وكنتيجة طبيعية ظهر مع هذا التمدد التزايد الملحوظ في العمليات التي قامت بها هذه الجماعات في العديد من البلدان الأفريقية خلال النصف الثاني من العام 2022 ولا سيما في مالي وتشاد والنيجر والكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو ونيجريا والصومال في منطقة القرن الأفريقي.

عوامل تزايد نفوذ الجماعات الإرهابية في أفريقيا

تتشابك الأسباب التي أدت إلى تزايد ونمو نفوذ هذه الجماعات بشكلٍ ملحوظ، فمنها ما يعود غلى الأيدولوجيات المُعتنقة من قبل هذه الجماعات، وأسباب أخرى تعود إلى تردي الأوضاع السياسية والمعيشية في قارة أفريقيا.

صرح فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب   في أغسطس 2022: ” يواصل تنظيم داعش والجماعات التابعة له استغلال ديناميكيات الصراع، وهشاشة الحكم وعدم المساواة للتحريض على الهجمات الإرهابية والتخطيط لها وتنظيمها.”

يؤثر غياب الرؤى السياسية المستقبلية لدى الكثير من قادة الدول الإفريقية بشكلٍ إيجابي في هذا الأمر، أما عن الأسباب الاقتصادية تلك الحلقة المهمة في هذا الصراع إذ تعاني الغالبية العظمى من دول أفريقيا من تردي للأوضاع الاقتصادية الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب نحو خيارين، الهجرة غير الشرعية.، والثاني يكون الانضمام إلى الجماعات الإرهابية وهنا تكمُن المعضلةُ الكبرى، ناهيك عن التبعية المباشرة لعدد من اقتصاديات الدول -ولا سيما الفرانكفونية منها إلى اقتصادات أخرى – الأمر الذي يرسم صورة باستحالة تغير الوضع.

يضاف إلى ذلك، تدني مستوى التعليم في أفريقيا  فنسبة الأمية هي الأدنى مقارنة بكل قارات العالم ، الرشوة والمحسوبية ونمطية العيش كل هذه الأسباب تدفع الشباب نحو اعتناق أفكار متطرفة ومن ثم الانضمام إلى إحدى الجماعات الإرهابية ، والهدف من ذلك هو محاولة تغيير الوضع القائم  بالعنف عن طريق السلاح ، فصناديق الاقتراع في أفريقيا لا تقدم لهؤلاء الشباب الأشخاص القادرون على تلبية مطالبهم واحتياجاتهم. مكافحة الإرهاب ـ لماذا أصبحت أفريقيا الوجهة المفضلة للجماعات المتطرفة؟

يمكن حصر أسباب ودوافع تمدد هذه الجماعات الإرهابية في أفريقيا كالتالي:

  • الأزمات السياسية وعدم الاستقرار الذي تشهده العديد من البلدان الأفريقية.
  • غياب الدولة وضعف دورها في العديد من المناطق.
  • ضعف القبضة الأمنية للعديد من الدول الإفريقية على حدودها الأمر الذي يعطي حرية الحركة لهذه الجماعات.
  • التهميش الاقتصادي والاجتماعي والفساد.
  • تزايد مستويات الفقر.

الجماعات الإرهابية في أفريقيا

تتعدد أشكال الجماعات الإرهابية في أفريقيا وتختلف انتماءاتها ولكنها تتفق في اتخاذ العنف وسيلة لها، يوجد على أرض أفريقيا (64) من التنظيمات والجماعة الإرهابية الناشطة في مختلف مناطقها.

تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي: يأتي على رأس الجماعات المتطرفة ” تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ” وفي الأصل هي امتداد ” الجماعة السلفية للدعوة والقتال”، ولكنها انفصلت عنها في العام 1997 وأعلنت مُبايعتها إلى تنظيم القاعدة في نفس العام، وفي العام 2007 تغير اسمها إلى ” تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي “.

جماعة بوكو حرام: نشأت جماعة ” بوكو حرام ” في العام 2002 تحديداً في مدينة ميد جوري في نيجيريا والتي تعني في لغة الهوسا ” التعليم الغربي حرام ” وتتخذ هذه الجماعة من مناطق قبيلة الهوسا في الشمال النيجري معقلاً لها. ووفقاً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تبلغ الإيرادات المالية لبوكو حرام العشرة ملايين دولار ناتجة عن التجارة غير المشروعة عبر الحدود.

حركة الشباب الصومالية: تكونت حركة ” الشباب الصومالية ” في العام 2004  في القرن الإفريقي وتحديداً في الصومال، و قامت بالعديد من العمليات الإرهابية، وفي العام 2012 أعلنت ولائها وتبعيتها إلى تنظيم القاعدة. مثلت حركة الشباب الصومالية الجناح العسكري لـ “اتحاد المحاكم الإسلامية ” ومن ثم كان الانشقاق عنه في العام 2007. انخفض معدل العمليات التي تقوم بها ” حركة الشباب الصومالية ” عقب التدخل العسكري الأثيوبي في الصومال ولكن عقِب الانسحاب الأثيوبي في العام 2009 ارتفعت العمليات من قبلهم مرة أخرى. وتتمركز حركة الشباب الصومالية في وسط وجنوب الصومال وقد زادت قوتها بشكل ملحوظ ولا سيما عقِب الانسحاب الإثيوبي من الصومال، ومع تعدد هذه الجماعات بالإضافات إلى تعدد هويتها الإيديولوجية فمنها ما هو محلي أي داخل نطاق الدولة فقط، ومنها ما هو دولي يخضع لقرارات من القيادة المركزية لهذه الجماعات ونعني هنا تنظيم القاعدة.

داعش: تحدث الباحث في معهد دراسات الأمن، مارتن إيوي، عن وجود داعش في أفريقيا، فقد وسّع التنظيم نفوذه في القارّة ولم تسلم أي من المناطق الجيوسياسية الخمس كما حددها الاتحاد الأفريقي من نشاط التنظيم، على حدّ قوله. وقال: “شهدت (20) دولة على الأقل في أفريقيا نشاطاً مباشراً لداعش، ويتم استخدام أكثر من (20) آخرين للخدمات اللوجستية، وحشد الأموال والموارد الأخرى.”

الهجمات الإرهابية في القارة الإفريقية

شهدت العمليات الإرهابية تمدداً وتزايداً في نفوذها خلال العام 2022 ، تصدرت بوركينا فاسو ومالي والنيجر قائمة بلدان المنطقة من حيث عدد ضحايا الإرهاب، إذ سقط في البلدان الثلاثة مجتمعة نحو الفين شخص خلال 2022. أما في نيجيريا وبعد انخفاض بلغ (51%) في المئة في عدد ضحايا الإرهاب في أعقاب مقتل زعيم جماعة بوكو حرام أبو بكر الشكوي في يونيو 2021، عادت المعدلات للارتفاع مجددا في 2022 وخلال الأسابيع الأولى من 2023.

سجلت العمليات الإرهابية في أغسطس 2022  تزايداً ملحوظاً وصلت إلى (45) عملية إرهابية تنوعت بين تفجيرات وعمليات اغتيال نوعية. وجاءت هذه العمليات مرتفعةً عن شهر يوليو، 2022 فقد بلغ عدد العمليات الإجمالي (39) عملية.

ويتركز النشاط الإرهابي بشكل أساسي في حوض بحيرة تشاد الذي يضم أجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا ومنطقة الساحل الوسطى على طول حدود بوركينا فاسو ومالي والنيجر. الدول الساحلية؛ مع حدوث بعض الأنشطة في بنين وتوغو.

وتغيرت طبيعة وتكتيكات الجماعات الإرهابية في المنطقة بشكل كبير، فبعد أن كانت تأخذ في بدايتها طابعا تكفبريا محدودا، بدات تتوسع بشكل لافت خلال عامي 2021 و2022 حيث ولدت مجموعات جديدة؛ واندمجت أخرى مع بعضها البعض بما في ذلك مجموعات تضم لصوصا وقطاع طرق توكل لهم مهمة زيادة الدعم المالي.

جهود مكافحة الإرهاب في إفريقيا

تعددت طرق مواجهة الإرهاب بين جهود محلية داخلية وجهود دولية، فعلى الصعيد الداخلي تمكنت القوات الحكومية في الصومال من شن عمليات أمنية مضادة ضد جماعة الشباب الصومالية نتج عنها (116) قتيلاً من أفراد جماعة الشباب الصومالي. كما أسفرت العمليات الأمنية في منطقة الساحل عن مقتل (59) عنصر إرهابي في بوركينا فاسو ومالي، ونتج عن جهود وزارة المصالحة الوطنية والتضامن الاجتماعي في بوركينا فاسو استسلام (60) مسلحاً تمهيداً لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

عقِب خروج فرنسا من مالي، سعت باريس نحو إيجاد استراتيجية جديدة من أجل مواجهة تمدد الجماعات الإرهابية من ناحية أخرى مواجهة التمدد الروسي في أفريقيا، وفقاً للإستراتيجية الجديدة فإن نقطة الارتكاز هي ” النيجر ” كبداية لإعادة ابتكار جهاز أمني وعسكري فرنسي لا سيما في منطقة الساحل الأفريقي. وفقاً لما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نوفمبر 2022 فإن الإستراتيجية الفرنسية الجديدة لمواجهة الإرهاب سترتكز على الدفاع والأمن والدبلوماسية والتنمية شريطة حصول فرنسا على طلب واضح وصريح من الدولة الراغية في الحصول على مساعدة فرنسا في هذا الشأن.

وتسعى فرنسا إلى إعادة توزيع جنودها اللذين تواجدوا في مالي على عدة دول أخري متمثلةً في النيجر وتشاد وبدرجة أقل بوركينا فاسو. حيث تُشرك فرنسا (300-400) جندي من جنود القوات الخاصة التابعة لها مع قوات النيجر للقيام بتأمين المنطقة الحدودية مع بوركينا فاسو ومالي، وتقوم بنشر من (700 إلى 1000) جندي في جمهورية تشاد، وذلك في سبيل تعزيز إستراتيجيتها في مواجهة الإرهاب في القارة الإفريقية.

تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الأمنية في ظل الانسحابات الدولية المتتالية من عدد من بلدان المنطقة الأفريقية،. وفي أعقاب خروج القوات الفرنسية ووقف التدريبات الأوروبية في نهاية 2022، وتلميح الأمم المتحدة بسحب القوات الدولية البالغ قوامها نحو (12) ألف من مالي، أمهلت بوركينا فاسو القوات الفرنسية شهرا ينتهي في منتصف فبراير 2023 للخروج من اراضيها. مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي ـ الدور الأوروبي

التقييم

فشلت حتى الآن الاستجابات الدولية والإقليمية للعنف في وقف الزيادة المتواصلة في مستويات الإرهاب، وذلك بسبب النمو السكاني العالي في المنطقة، والزيادات الكبيرة في معدلات انعدام الأمن الغذائي والنزوح بسبب عوامل التغير المناخي والنزاعات الأهلية.

سبب نمو انشطة الجماعات الجهادية في المنطقة يعود بشكل أساسي إلى عدم وجود استراتيجيات فاعلة لمكافحة الإرهاب، ما يتطلب ضرورة توفير الأطر التي تزود القوات الأمنية بأحدث المعلومات الاستخباراتية التي تحدد طبيعة الجماعات الإرهابية ومصادر تسليحها وتمويلها.

ينتظر العالم ما ستفرعنه – قمة ” مكافحة الإرهاب ” بين نيجيريا ومكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة في الأول من أكتوبر 2023 من نتائج وتوصيات، إلا أن يجب رسم سياسات واضحة لمواجهة تمدد هذه الجماعات يجب أن تتوفر الوقاية، ضرورة اشتراك الجميع في المواجهة، مع مراعاة أن تكون خطط مواجهة الإرهاب ذريعة لانتهاك حقوق الإنسان أو القانون الدولي، توفير الدعم للمنظمات الإقليمية وأيضاً توفير الموارد اللازمة.

يصعب الحديث عن أمن أو استقرار دون تحقيق مستوى أفضل من الحياة يتماشى مع تطلعات الشباب ، أما معالجة الأيدولوجيات والسلوكيات الخاطئة  فلن تأتي إلا بالتعليم.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=86491

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

مقتل 24 جنديا في منطقة بحيرة تشاد إثر هجوم لبوكو حرام.
https://bit.ly/2QCSWM5

ألمانيا تقدم 100 مليون يورو إلى مناطق حوض بحيرة تشاد.
https://bit.ly/3HPP1Ef

تفسير الجانب الأوروبي للعلاقات ت الأمنية عبر الأطلس ي في إفريقيا، المعهد النرويجي للشؤن الدولية، بيرنير ريكر، 4 فبراير 2022.
https://bit.ly/3DWsNiX

الاضطرابات السياسية ومكافحة الإرهاب في بوركينا فاسو: بين المطرقة والسندان ميريل ديموينك، جولي كولمان جيه دي، ماجستير في القانون1 فبراير 2022.
https://bit.ly/3DX1Rzj

تحليل عملية الأمم المتحدة للسلام في مالي مكافحة الإرهاب والتمرد في مينوسما.\
https://bit.ly/3DWR5sO

خطوط متوازية في الرمال، تأثير التدخلات الفرنسية الموازية على عمليات الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
https://bit.ly/3IavnnP

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...