الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ دور مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رابطة العالم الإسلامي و دار الإفتاء المصرية ـ ملف

المؤسسات الدينية في الإمارات
مايو 23, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير

محاربة التطرف ـ دور مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رابطة العالم الإسلامي و دار الإفتاء المصرية ـ ملف

يتناول الملف بالعرض والتحليل دور الهيئات الاسلامية الرسمية في محاربة التطرف، وبالأخص (المجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رابطة العالم الإسلامي و دار الإفتاء المصرية) ، من حيث التطرق لتأسيسها وأهدافها وجهوودها في مواجهة الخطاب المتطرف، ومجالات التعاون بينها وبين المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف
  2. محاربة التطرف – مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي
  3. محاربة التطرف – جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

1 ـ محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف

تعيش المجتمعات المسلمة في الدول الأوروبية عددًا غير محدود من التحديات والضغوط خاصة فيما يتعلق بأمور الدين، فمن ناحية تواجه ضغوطًا من اليمين المتطرف باعتبارها كيانًا غريبًا دخيلًا بثقافة ودين وتقاليد مختلفة، ومن ناحية أخرى تعاني من التنظيمات المتطرفة التي تعمل وفق مصالحها على حساب تشويه صورة الإسلام ، أو للقضاء على التعايش المجتمعي وبقاء قيم الإنسانية، فلا تترك فرصة إلا وتحاول تشويه أفكار المسلم في الغرب وتحويله لأداة طيعة لديها لتنفيذ عملياتها الدموية والعنيفة.محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

يعيش المسلم في ظل هذه التحديات حالة من القلق وعدم الثقة خاصة عندما يرغب في الحصول على فتاوى ومعلومات الدينية صحيحة، فالتضارب الشديد بين الفتاوى الناجم عن اختلاف المشارب والأهواء والمصالح ما يؤدي إلى حالة من الشقاق والجدل بين أبناء هذه المجتمعات المسلمة، وينتج عن ذلك معاناة ومشاكل للمسلمين مع أي خلافات أو مستجدات فقهية طارئة.  محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. بقلم بسام عباس

وهنا يبرز دور دار الإفتاء المصرية بما لها من رصيد فقهي عبر العصور وقاية للمسلم وحماية له من الوقوع في الجهل والتطرف أو الإلحاد، والتي كان لها بصمات بارزة ومضيئة في نشاط واضح لحماية المسلم في الدول الغربية من الفتاوى المتطرفة وتقديم البديل المعتدل له، ومن هنا بادرت دار الإفتاء إلى إطلاق تطبيق “فتوى برو”، (Fatwa Pro)، التطبيق الإلكتروني المقدم للمسلم في الغرب مشتملًا على عدد من اللغات، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية.

الانطلاقة

في أثناء زيارة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام ـ مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ـ للمملكة المتحدة التي أجراها في شهر مايو 2022، أطلق فضيلته مبادرة تطبيق “فتوى برو” خلال كلمته التاريخية التي ألقاها أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطاني.

وقدَّم فضيلة المفتي لأعضاء البرلمان البريطاني شرحًا للتطبيق، الذي بادرت دار الإفتاء المصرية بإطلاقه على الهواتف الذكية، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية أدركت مبكرًا أهمية التكنولوجيا والوسائل الحديثة في إيصال رسالتها إلى العالم أجمع ومواجهة جماعات التطرف، والإجابة عن كثير من المسائل التي تشغل ذهن المسلمين وغير المسلمين في المجتمعات الغربية حول الإسلام وتعاليمه، فجاء تطبيق “فتوى برو” ليكون بمنزلة المفتي المعتدل والدائم والمتاح في أي وقت للمسلم في الغرب.

بدء التشغيل الكامل

خلال فعاليات مؤتمرها العالمي السابع “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”، المنعقد في 17- 18 أكتوبر 2022، أعلنت دار الإفتاء المصرية، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بدء التشغيل الكامل لتطبيق “فتوى برو”، وهو تطبيقٌ إلكترونيُّ متعدد اللغات أُنشئ للتواصل مع الجاليات المسلمة خاصة في الغرب الناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى ليكون بمثابةِ المفتي المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة المرتبطة بالأصل والمتصلة بالعصر دون إفراط أو تفريط.

وجاءَ تطبيق “فتوى برو” إيمانًا من دار الإفتاء بأهميةِ تَدْويلِ المعرفةِ الدينيةِ وتذليلِ كافةِ العقباتِ لأجلِ وصولِها إلى طالبِها، واستجابةً للقضايَا التي تشغلُ المسلمينَ هناك، وتلبيةً لرغبَاتهم في الحصولِ على الفتاوى والأحكامِ الشرعيةِ التي تعترضُهم دونَ تشويشٍ أو تطرف أو تمييع لأحكام الدين.

وتأمل  دار الإفتاء المصرية أن يكون “فتوى برو” الساحةَ الإلكترونية الآمنةَ والمرجعيةَ المنضبطةَ للمعرفة الدينية التي يُهْرَع المسلمونَ إليها فِي الغربِ، ومظَلَّتَهم للنجاةِ منْ موجاتِ التطرفِ والانحرافِ والإلحادِ، وذلك في مواجهة تطبيق اسمه “يورو فتوى” أطلقته جماعة الإخوان المتطرفة، تنشر من خلاله الفكر المتطرف، وهو ما حذرت منه الاستخبارات الألمانية من الفتاوى المتطرفة في عام 2019 عبر تطبيق “يورو فتوى” الذي يقدم محتوى دينيًّا وفتاوى تحض على التطرف والتعامل مع بعض القضايا التي تدعم الإرهاب بشكل غير مُباشر.

الرؤية والرسالة

وفق ما صرح به الدكتور إبراهيم نجم ـ مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ـ فإن إطلاق تطبيق “Fatwa Pro” للمجتمعات المسلمة لا يعد من الكماليات؛ إذ أصبح ضرورة ملحة في ظل حاجتها للدعم من الدول الإسلامية ومؤسساتها العريقة وعلى رأسها المؤسسات المصرية بما لها من رصيد علمي كبير. محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

وأوضح أن تطبيق “فتوى برو” يطمح إلى تقديم للمجتمعات المسلمة بديلاً معتدلاً يغنيها عن التطبيقات المتطرفة، وحماية المسلم من الوقوع في التطرف، كما يسعى لتصدير رؤية معتدلة عن الإسلام لنشر الصورة الإيجابية التي تهدف إلى القضاء على التعصب ضد الإسلام في صوره المختلفة.

وتتمثل رسالة تطبيق “Fatwa Pro” في توفير المفتي المتخصص والمعتدل بصورة آنية لحماية عقيدة المسلمين في هذه المجتمعات، وتوفير الفتاوى التي تهم المسلم في هذه المجتمعات في مختلف التخصصات، وأيضًا حمايته من الفكر المتطرف أو الإلحادي، وضبط الخطاب الإفتائي وتلبية حاجة المجتمعات من فتاوى تخص الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وكذا المساهمة في تذليل سبل الاندماج لهذه الفئة داخل المجتمعات، إلى جانب القضاء على الأفكار الدينية المغلوطة، والتصدي لأفكار الجماعات المتطرفة.

وتسعى دار الإفتاء المصرية من خلال التطبيق إلى تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وتقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته، وتقديم كافة سبل الدعم العلمي والديني لتعزيز اندماجهم في المجتمعات المسلمة.

أهداف التطبيق 

منذ بداية التفكير في إطلاق التطبيق كان الهدف الأول والرئيس هو “حماية المسلم في الغرب”، وهي الحماية التي تحمل في معناها العميق والرئيس الحفاظ على دينه وعقيدته سليمة وقيامه بشعائره الدينية وتعليمه أحكام دينه بصورة صحيحة دون تعرضها لأي فكرة مشوهة تفقده قدرته على التعايش أو تفقده عقيدته أو تجعله مجرد أداة للفكر المتطرف، وتتمثل أهداف تطبيق “فتوى برو”، فيما يلي:

ـ تقديم الفتاوى الصحيحة والوسطية في مختلف مجالات الفتوى وعرضها بصور ثابتة على التطبيق بأسلوب سهل للوصول إلى أي تساؤل يشغل المسلم في الغرب.

ـ السماح باستقبال تساؤلات المستفتين من كل أنحاء العالم وبأكثر من لغة والرد السريع والعاجل على مختلف التساؤلات.

ـ وقوف نخبة من كبار المفتين المتخصصين في مختلف جوانب الفتوى لبحث ومراجعة بيئة الفتوى في الغرب والاجتهاد في قضايا النوازل للخروج بفتاوى على أكبر قدر من المواكبة للواقع والزمان المكان الأشخاص.

ـ التركيز على وضع أقسام ثابتة في التطبيق تتضمن الإرشاد الديني والاجتماعي والنفسي للمسلم في الغرب بشكل يجعله قادرًا على مواجهة مختلف المشكلات والأزمات التي تقابله في دائرته الاجتماعية ومساعدته على الاندماج في المجتمع الذي يقيم فيه.

ـ التركيز بشكل كبير على الفتاوى الاجتماعية التي تمثل محور اهتمام المسلم في الغرب، ومن ذلك قضايا الزواج والطلاق والعلاقات الأسرية والمواريث… وغيرها من القضايا. محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية. بقلم بسام عباس

أقسام التطبيق والخدمات التي يقدمها

يتضمن تطبيق “فتوى برو” 10 أقسام أساسية بخلاف الشاشة الرئيسية، ويمكن توضيح كل قسم فيما يلي:

1ـ الشاشة الرئيسية: تتضمن ملخص لأبرز محتويات التطبيق ومنها

2ـ إرسال فتوى: يتضمن التطبيق الذي يتم عرضه على المستفتي والذي يحتوي على بيانات المستفتي، ثم يقدم رقم للفتوى عقب الانتهاء من استكمال التطبيق لإمكانية التعرف على الإجابة فور إصدارها.

3ـ لاستعلام عن فتوى: القسم الخاص بالاستعلام عن الفتاوى من خلال الرقم الذي حصل عليه المستفتي عند مليء التطبيق في شاشة الاستعلام.

4ـ فتاوى مؤرشفة: يتضمن أبرز الفتاوى التي تشغل أذهان المجتمعات المسلمة مقسمة وفقا لمجالاتها الرئيسة والفرعية، كما سيتم رفع أي فتاوى جديدة عبر هذا القسم وأرشفتها

5ـ مفاهيم وتعريفات: يقدم أبرز المفاهيم الإسلامية والتعريفات التي ينبغي أن يلم بها المسلم في أي مكان في العالم بهدف توحيد الهوية الإسلامية ونشر أسس ومبادئ التعاليم الصحيحة.

6ـ أبحاث ودراسات ومقالات: يعرض أحدث وأهم الدراسات والأبحاث والمقالات المهتمة بالمجتمعات المسلمة في الغرب والظواهر المرتبطة بها وأبرز القضايا التي تؤرقها.

7ـ الرد على الشبهات والفتاوى المتطرفة: يستعرض أبرز الفتاوى المتطرفة والشبهات المنتشرة في المجتمعات السلمة في الخارج، والتي تسهم في زيادة نسبة الإسلاموفوبيا، ومحاولة تفنيدها والرد عليها وفقًا للأحكام الفقهية الصحيحة.

8ـ أخبار دور وهيئات الإفتاء: أحدث الأخبار المتعلقة بدور وهيئات الإفتاء في العالم وآخر المؤتمرات والبيانات المتعلقة بالمجتمعات المسلمة في الغرب.

9ـ إحصاءات وأرقام: يعرض هذا القسم أحدث الإحصاءات والأرقام التي يصدرها المؤشر العالمي للفتوى بشأن المجتمعات المسلمة في الخارج وأبرز الظواهر المرتبطة بها والتحديات التي تواجهها.

10 ـ خدمات متنوعة: يقدم هذا القسم مجموعة من الخدمات النوعية، ومنها، ترجمة الفتاوى بلغة الإشارة للصم والبكم، ومواقيت الصلاة والقبلة، وتحديد خريطة بأبرز المجالس والمراكز الإسلامية ذات التوجهات المعتدلة في الغرب لإرشاد المسلمين عن الجهات الموثوقة منها بدلا من اللجوء لجهات أو شخصيات غير مؤهلة للفتوى

11ـ استبيان الشهر: يمكن من خلال قاعدة البيانات المتوفرة حول الجنسيات والأعمار وطبيعة الفتاوى الواردة للتطبيق عمل استبيانات شهرية وعرضها على مستخدمي التطبيق للخروج بنتائج دقيقة حول أبرز القضايا التي تشغل أذهان المسلمين في الغرب وتقديم رؤى تحليلية لها ومقترحات لحلها.

**

2 ـ محاربة التطرف – مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على التصدي للإرهاب بقوة، ومكافحة التطرف والإرهاب، وفى سبيل ذلك اتخذت العديد من الخطوات مستخدمة عدة وسائل لفضح سياسات الجماعات المتطرفة التي تحاول استغلال الدين في تحقيق مصالحها وتنفيذ مخططاتها.

وتنطلق الإمارات من قناعة رئيسة تتمثل في أنه وإن تلاشى الخطر المباشر للإرهاب عليها آنيًّا أو حتى مستقبلا، فإنه لا يمكنها أن تعيش مستقرة في ظل محيط غير مستقر يعاني من ويلات الإرهاب والتطرف.

وأصبحت مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب على رأس أولويات صناع القرار في دولة الإمارات ومحركًا أساسيًّا لسياساتها الداخلية والخارجية، ما يعكس رؤية وإرادة إماراتية للتصدي لهذه الظاهرة وتخليص العالم منها، وصناعة مستقبل أفضل للشعوب محصن من خطر الإرهاب التطرف.

ويأتي إنشاء “مجلس الإمارات للإفتاء” استكمالاً لتجربة الإمارات الثرية في مجال تصويب فكر التطرف ومواجهة خطاب الكراهية، والذي عبرت عنه العديد من المبادرات الرائدة على المستويين التشريعي والفكري، حيث أصدرت قانون مكافحة التمييز والكراهية واستحدثت وزارة للتسامح، فيما استضافت العديد من المراكز والمنتديات الخاصة بمحاربة فكر التشدد وتعميم خطاب التعايش إقليميًّا ودوليًّا.

التأسيس والمهام والأهداف

تأسس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة ليكون الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى الشرعية العامة في الدولة، ويتمتع بالاستقلال المالي والإداري ويتبع وزير ديوان الرئاسة وفقًا لقرار مجلس الوزراء رقم (31) لسنة 2017 وتعديلاته.

مهام واختصاصات المجلس

إصدار الفتاوى العامة الشرعية في الدولة، ولا يجوز لأي جهة أو فرد إبداء رأيه في هذه المسائل.

ضبط الفتوى الشرعية، وتوحيد مرجعيتها، وتنظيم شؤونها، وآليات إصدارها في الدولة.

الترخيص والتصريح بممارسة الإفتاء الشرعي في الدولة، وتأهيل المفتين، وتدريبهم، وتنمية مهاراتهم.

مواجهة الإساءة إلى المقدسات والتكفير والتعصب المذهبي من خلال بيان الرأي الشرعي في هذه المسائل.

إصدار الدراسات والأبحاث الشرعية ذات الصلة بمختلف مجالات التنمية.

المتابعة والإشراف على إدارة الإفتاء في الهيئة فيما يخص الفتاوى الشرعية الصادرة عنها.

المتابعة والإشراف على الفتاوى الشرعية الصادرة عن الجهات المعنية بالتنسيق معها.

تمثيل الدولة في المؤتمرات والندوات والمجامع الفقهية الدولية المتعلقة بشؤون الفتوى الشرعية.

تشكيل لجان وفرق عمل لمعاونة المجلس في تنفيذ بعض الهام المقررة بموجب هذا القرار، وله تحديد اختصاصاتها وآلية عملها والأحكام الخاصة بها.

أية اختصاصات أخرى تناط بالمجلس بموجب قرار من مجلس الوزراء أو الوزير. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف. بقلم بسام عباس

استراتيجية المجلس 2023 – 2025

تقوم رؤية المجلس على قاعدة العالمية والاستباقية في الفتاوى الشرعية وترسيخ القيم الإنسانية. والرسالة التي يتبناها المجلس هي: إفتاء شرعي معتدل ومؤصل، ومنظومة ذكية، وكفاءات إفتائية وطنية، بهوية حضارية وإنسانية، بينما يدعو إلى التمسك بالقيم الإنسانية النبيلة، الإنسانية، الشفافية، التنافسية، الاستدامة، العلمية، المسؤولية، الإيجابية، المواطنة، الاعتدال. ومن أولويات المجلس أن يقدم محتوى إفتائي معتدل وموثوق، مع منظومة إفتائية رقمية ذكية، وكفاءات إفتائية مؤهلة ومستدامة، في ظل تنافسية عالمية في مجال الإفتاء.

الرؤية المستقبلية للمجلس

يتطلع مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ضمن رؤية مستقبلية للقيادة الرشيدة والتي سيسعى من خلالها إلى تحقيق العديد من الأهداف ومنها:

ضبط الفتوى داخل المجتمع الإماراتي، وتكوين مرجعية دينية على أسس علمية وطنية.

ابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني يستمد من الموروث الديني العريق ويراعي الواقع المعاصر ويستشرف المستقبل.

بناء فقه السلام ونزع المفاهيم العميقة للعنف من خلال ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال النابعة من تعاليم ديننا الحنيف.

ربط العلاقات الاستراتيجية مع مجالس ودور الإفتاء في الدول التي تربطها علاقات مع الدولة، وقيادة جهود تنسيقية لمواجهة الخطاب الديني المؤدلج من قبل التيارات الدينية السياسية المتطرفة.

إنشاء مؤسسة تنافسية تدخل في سباق المؤشرات التنافسية التي وصلت إليها الدولة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية؛ بحيث يكون المجلس نموذجًا في تطوره العلمي والتقني لجميع دور ومراكز الفتوى في العالم.

جهود المجلس في مواجهة التطرف 

سعت دولة الإمارات إلى الاستفادة من التجارب الناجحة على مستوى العالم، والتنسيق مع المؤسسات المهتمة بمكافحة التطرف والإرهاب، وتضافر الجهود، وبناء شراكات فاعلة داخلية وخارجية ولا سيما في مجال مراقبة التطرف الالكتروني، وقد برزت هذه الاستراتيجية الشاملة لتطويق التطرف الفكري في العديد من المبادرات، ومن أبرزها: تعزيز مرجعية الإفتاء الرسمي في الدولة، وضبط الفتوى من خلال إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، التابع لمجلس الوزراء، ليكون الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى العامة الشرعية في الدولة.

العلامة عبدالله بن بيه

وأكد العلامة عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء، أن فوضى الفتاوى بوابة الإرهاب الأولى، داعيًا إلى منظومة الإفتاء على مستوى الدول الإسلامية لمكافحة أي فتاوى بتشريع القتل أو استباحة الدماء، موضحًا أن إنشاء “مجلس الإمارات للإفتاء” يعزز تجربة الدولة في التسامح ومكافحة فكر التطرف والإرهاب وقطع الطريق أمام الفتاوى الشاذة أو المنحرفة داعياً العالم الإسلامي إلى الإجماع على أدوات وممارسات من شأنها تعطيل وتحييد فتاوى الإرهاب.

ووصف بن بيه جهود تصويب مسار الإفتاء في العالم العربي بـ “العلاج المثالي” للتعامل مع التطرف كتدخل علاجي ووقائي استباقي.. مشيراً إلى أن إعلاء قيمة الإفتاء وإنهاء تطفل المأزومين والمتشددين عليه عبر المنابر المختلفة سيكون بداية لنهاية ثقافة تبرير العنف والكراهية والإرهاب.

جرم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وفي نوفمبر 2020، جماعة الإخوان المسلمين معتبرًا إياها “تنظيمًا متطرفًا”، وأن موقفه من الفرق والجماعات والتنظيمات هو موقف ولاة الأمر في الدولة، وأن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرض عليه هو تنظيم متطرف مهما كان اسمه أو دعواه.

شارك وفد من مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في أكتوبر 2022، ، بورقة بحثية في المؤتمر العالمي السابع للإفتاء، الذي تنظمه الأمانة العامَّة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”، أكد فيها أنه لا يمكن للفتاوى الصحيحة أن تكون سببًا في تعطيل المجتمعات عن التنمية، ولا أن تتقاعس عن الاضطلاع بدورها في تنمية المجتمعات المسلمة، وأن “تنمية الفتوى” و”فتوى التنمية” هي التي تقضي على التطرف والتشدد والانحلال والانغلاق، وتواكب الواقع، وتستوعب المفاهيم المعاصرة الكبرى، وتكون فاعلة ضمن جهود الوطن.

اعتمد المجلس الميثاق الوطني للوظائف التخصصية في منظومة الإفتاء الشرعي في مارس2023، موضحًا أن هذا الميثاق أكد على الالتزام بالنظم والقرارات والتشريعات الصادرة عن الجهات المختصة، واستدامة إنتاج محتوى إفتائي معتدل وموثوق به؛ لتحصين المجتمع من فوضى فتاوى التطرف والتشدد والتكفير.

جهود المجلس الدولية في مواجهة التطرف

سعى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بقيادة الشيخ العلامة عبدالله بن بيه، إلى التعاون مع دول العالم من أجل أن يسود السلام والتسامح والأخوة، ونبذ التطرف والكراهية، فعمد إلى تبادل الزيارات والخبرات والمشاركة في المؤتمرات الدولية وإصدار البيانات التي تدين التطرف والإرهاب.

شارك الشيخ عبدالله بن بيه في مؤتمر بعنوان “مسؤولية الأديان في تحقيق السلم” خلال شهر مايو 2017، الذي دعا إليه وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، وأشاد علي عبدالله الأحمد، سفير الإمارات لدى ألمانيا بدور الشيخ الفعال في القضايا الإسلامية وخاصة المتعلقة بكسر القوالب النمطية المتداولة في أوروبا حول الإسلام والمسلمين في عصر شوهت فيه صورة دين الإسلام السمح الحنيف من خلال ممارسات قلة من المتطرفين.

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في يوليو 2019، عن إنشاء لجنة لحقوق الإنسان تابعة لها، تضم خبراء في هذا المجال ونشطاء حقوقيين، واختارت من ضمن أعضائها الشيخ حمزة يوسف هانسن، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس جامعة الزيتونة في كاليفورينا، ما يعد نجاحًا لكفاءات أعضاء مجلس الإفتاء في مجال حقوق الإنسان.

استقبل الرئيس الألماني، فرانك والتر شتاينماير في أغسطس 2019، العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، وتناول اللقاء الرؤى حول مستقبل الإسلام في أوروبا وحوار الأديان والأخوة الإنسانية، وجرى اللقاء في قصر المؤتمرات بمدينة لنداو الألمانية، وذلك بمناسبة المؤتمر العالمي لمؤسسة “الأديان من أجل السلام”.

شارك رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في الاجتماع الرسمي الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية بالشراكة مع دولة الفاتيكان في يناير 2020، لمناقشة أهم المبادرات الشجاعة والواقعية القابلة للتطبيق في مجال تعزيز التعاون بين الأديان ودعم حقوق الإنسان والتي تم اختيارها لتكون أرضية للعمل والتعاون المستقبلي.

شارك وفد من مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في ملتقى الأديان لمجموعة العشرين R20 في نوفمبر 2022، ، لتقديم رؤية حضارية عظيمة عن دور الأديان في تقديم الحلول للمشكلات العالمية، وذلك في جزيرة بالي بإندونيسيا، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي وهيئة نهضة العلماء الإندونيسية.

وأوضح بن بيه أن الأزمات والتوترات الراهنة تؤكد أنَّ السلم كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي إخلال به ستنعكس آثاره على البشرية في كل مكان؛ فالحروب في هذا الزمان لا تقف آثارها عند الحدود الجغرافية لميدان المعركة بل تتعداها إلى باقي أصقاع العالم، وإنَّ من مسؤولية القيادات الدينية، كما رجال السياسة، معالجة هذه الأفكار في النفوس والأذهان قبل أن تخرج إلى العيان.  محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

**

3 ـ محاربة التطرف – جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

رابطة العالم الإسلامي مؤسسة إسلامية لا ترتبط بأية حكومة بل هي هيئة مستقلة، تعمل على جمع كلمة المسلمين، وتحقيق مبدأ التعاون والتضامن الإسلامي من أجل إعلاء كلمة الله، ورفع شأن الإسلام والمسلمين، والدعوة إلى الإسلام والسلام والخير. وليس للرابطة أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وليس لها ميل أو تفريق بين جنس من الأجناس أو لون.

ورابطة العالم الإسلامي هي منظمة دولية تأسست عام 1962 بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وتضم 57 دولة إسلامية حول العالم. وتهدف الرابطة إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعلوم.

نشأة رابطة العالم الإسلامي وأهدافها

نشأت رابطة العالم الإسلامي عندما قرر قادة الأمة الإسلامية وعلماؤهم ومفكريهم في المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بمكة المكرمة في 18 مايو 1962، وقد اتخذوا عدة قرارات من أهمها تأسيس هيئة إسلامية مقرها مكة المكرمة تسمى (رابطة العالم الإٍسلامي) – المادة العشرون –  وتم اختيار أعضاء المجلس التأسيسي للرابطة، كما وضع المؤتمر صيغة مبدأيه لنظام الرابطة وتم إقراره رسمياً في المؤتمر الإسلامي العام الثاني الذي عقد بمكة المكرمة في 17 أبريل 1965.

أهدافها

ينص ميثاق الرابطة على أنها تهدف إلى نشر مبادئ الإسلام في جميع أنحاء العالم، وأنه لا سلام للعالم إلا بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية، والعمل على تحقيق العدل والتسابق في ميدان العمل الخيري ومساندته، وبذل قصارى الجهود في توحيد كلمة المسلمين وإزالة العقبات التي يعاني منها المجتمع المسلم، واستخدام كافة الوسائل لتحقيق ذلك، والعمل على نبذ الخلافات والشعوبية والعنصرية والظلم والإفساد.

وكان الهدف الرئيس لرابطة العالم الإسلامي منذ نشأتها تمكين المسلمين من إقامة الشعائر الدينية وأهمها أداء الصلوات، ثم تطور فأصبح الهدف الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغتربين والدارسين في الخارج والمهاجرين، ثم تطور وصار الحفاظ على الجالية المسلمة كمجتمع يعيش في بلاد كأقليات وتمكينهم من نيل حقوقهم الدينية وإقامة المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية اللازمة لهم، وضمان حقوقهم الاجتماعية ثم تطور الهدف إلى مكافحة العنصرية والعداء ضد المسلمين، وصد الهجمات الإعلامية الشرسة الظالمة ضد الإسلام والمسلمين.

وتشمل أهداف الرابطة العمل على تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول الإسلامية، ودعم حقوق المسلمين في العالم، والعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. كما تسعى الرابطة إلى التصدي للتطرف والإرهاب والتطرف الديني، وتعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم. محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف. بقلم بسام عباس

وسائل تحقيق أهداف الرابطة

اتخذت الرابطة العديد من الوسائل لتنفيذ أهدافها، ومنها: تحكيم الشريعة الإسلامية في البلاد الناطقة بالشهادتين، والأخذ بمبدأ الشورى، وإقامة الندوات والمحاضرات الإسلامية في موسم الحج وغيره، وتشجيع الدعاة الإسلاميين في كافة أنحاء العالم للعمل على نشر الإسلام، وتشجيع توزيع ونشر الكتب الإسلامية باللغات الحية، والتعرف على مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية والعمل على معالجتها.

عضويتها في المنظمات الدولية

انضمت رابطة العالم الإسلامي إلى العديد من المنظمات الدولية، كعضو من الدرجة الأولى فيها، ومنها: هيئة الأمم المتحدة ضمن المنظمات غير الحكومية ذات الطابع الاستشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومنظمة اليونسكو، وصندوق الطفل العالمي بهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

دور رابطة العالم الإسلامي في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا 

كان لرابطة العالم الإسلامي دور مشهود في محاربة الفكر المتطرف وحملات الإسلاموفوبيا، في الرد على من يتهم الإسلام والمسلمين بتبني هذا الفكر ووضعه كشبهة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.

وأصدرت الرابطة بياناتها بشأن الإرهاب، وسبل الإسلام في محاربته ومنها بيان الرابطة في إدانة عمليات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك إدانة التفجيرات في كل من الرياض، وينبع، والخبر في المملكة العربية السعودية، وإندونيسيا، والدار البيضاء في المغرب، والاسكندرية في مصر، وقد أصدرت الرابطة كتاب (موقف رابطة العالم الإسلامي من الإرهاب). محاربة التطرف ـ أهمية المعالجات الفكرية، دور الأزهر الشريف (ملف)

ولم تنس رابطة العالم الإسلامي الأقليات الإسلامية، والتي تفيد الإحصائيات أنها تمثل ربع الأمة الإسلامية وهي موزعة في جميع القارات، وأسهمت الرابطة والهيئات التابعة لها على مدى سنين طويلة في دعم الأقليات المسلمة في العالم، ومساعدتها في التغلب على كثير من المشاكل التي تعاني منها.

لقد قدمت الرابطة نموذجاً يحتذى به في جميع بياناتها وإصداراتها وتوصياتها التي اتصفت بالوسطية، ليس فيها إفراط أو تفريط، ونشرت الدراسات والبحوث الداعية إلى ذلك ومنها على سبيل المثال: الالتزام الديني منهج وسط، عبدالرحمن حبنكة الميداني. – نحو أمن فكري للمجتمعات الإسلامية، د. عادل الشدي. – التكفير وضوابطه، د. منقذ بن محمود السقار. – الإسلام في مواجهة التطرف في الداخل والخارج، د. أبو بكر رفيق أحمد.

وقدمت الرابطة العلاج الإسلامي للتطرف والعنف والإرهاب، وبينت أن في دين الإسلام توجيهًا للفرد والجماعة للاعتدال واجتناب نوازع الجنوح والتطرف، وما يؤدي إليهما من غلو في الدين، لأن في ذلك المهالك الأكيدة.

وجهود الرابطة في بيان هذه الخاصية مشهودة، كما أوضح د. مروان عواد الفاعوري، رئيس منتدى الوسطية للفكر والثقافة في الأردن، حين قال: “إن الجهود التي تبذلها رابطة العالم الإسلامي في توجيه شباب الأمة من خلال مؤتمراتها وإصداراتها الثقافية والعلمية والإعلامية، أسهمت في محاصرة التطرف وعلاج الآفات التي نتجت عنه”.

وقد عقدت الرابطة عدة مؤتمرات في هذا المجال، وكان من أبرز هذه المؤتمرات (المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها)، والذي عقده المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة في مكة المكرمة في عام 2009، والذي عالج العديد من المحاور الداعية في مجملها إلى الالتزام بالوسطية في الفتوى وفي الخطاب الديني والابتعاد عن الغلو والتطرف.

رابطة العالم الإسلامي والاتحاد الأوروبي في مواجهة التطرف

تهدف رابطة العالم الإسلامي إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان وتعزيز السلم والأمن في العالم. وتعد الاتفاقية الموقعة بين الرابطة العالمية الإسلامية والاتحاد الأوروبي في عام 2008، والتي تهدف إلى تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات والأديان، أحد الأدوات الهامة لمكافحة التطرف.

وتعمل الرابطة العالمية الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون والتفاهم بين الثقافات والأديان، وذلك من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات وورش العمل المشتركة.

ويعتبر الحوار بين الثقافات والأديان أحد الأدوات الرئيسية لمكافحة التطرف، حيث يساعد على تعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب والثقافات المختلفة، ويساعد على تقليل الانحياز والتمييز والعنف.

أقرت توصيات مؤتمر “الإسلام في أوروبا والإسلاموفوبيا”، الذي عُقد في برلمان الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في عام 2017، كلمة رابطة العالم الإسلامي وثيقة مهمة للعمل بها، وألقى الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمة أمام حضور المؤتمر، شدد فيها على أن التسليم الإيجابي بالفروق الطبيعية بين الحضارات يُفضي إلى الإيمان بسنة الخالق في الاختلاف والتنوع والتعددية، وأن الصراع الحضاري حرم الإنسانية من التعاون والتعايش.

أشاد المنسق الأعلى لشؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، بجهود رابطة العالم الإسلامي في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام حول العالم، في مارس 2019، وناقش الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد العيسى، مع المنسق الأعلى لشؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي والوفد المرافق له، آليات التعاون المشترك لتشخيص ظاهرة التطرف والتطرف المضاد وسبل علاجها.

‏دشن د. محمد العيسى من مقر الأمم المتحدة في جنيف مؤتمر “مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها”، في فبراير 2020، بمشاركة رؤساء وزراء وبرلمان، وسفراء أمميين، ونخبة من كبار قادة الأديان والفكر، ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين. محاربة التطرف ـ دور الأزهر الشريف في الرد على فتاوى التطرف

عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرًا دوليًّا، في مارس 2023، في العاصمة البريطانية لندن لتعزيز الحوار بين الأديان بما يرسخ قيم التعايش والسلام في العالم، وعُقد المؤتمر ضمن مساعي رابطة العالم الإسلامي لترجمة وثيقة مكة المكرمة التي أعلنت في 30 مايو 2019، على هامش المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وتنص الوثيقة على مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض انتهاك حقوق وكرامة الإنسان، وتأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي.

**

تقييم

ـ حرصت دار الإفتاء المصرية على أن تكون مصدرًا للإشعاع الإفتائي على مستوى العالم، فكانت لها نشاطات ملحوظة على المستوى الخارجي وأَوْلَتِ اهتمامًا كبيرًا بتطوير العمل الإفتائي من خلال التوسع في إنشاء العديد من التطبيقات الإلكترونية، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف إثراء العمل الإفتائي ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم.

ـ أدركت دار الإفتاء المصرية أهمية التكنولوجيا والوسائل الحديثة في إيصال رسالتها إلى العالم أجمع ومواجهة جماعات التطرف، فجاء تطبيق “فتوى برو” ليكون بمنزلة المفتي المعتدل والدائم والمتاح في أي وقت للمسلم في الغرب.

ـ يعد تطبيق “فتوى برو” تكليلاً لجهود دار الإفتاء المصرية ومساعيها في نشر الدين الصحيح والمنهج الإسلامي الوسطي حول العالم، ويأتي الذي يفند مغالطات الجماعات المتطرفة ويدحض أفكارهم التي تشوه صورة الإسلام.

ـ قدمت دار الإفتاء هذا التطبيق لمواجهة الأفكار والفتاوى الضالة التي تنشرها الجماعات المتطرفة على وسائل التواصل المختلفة ومن أبرزها تطبيق “يورو فتوى” الذي أطلقته جماعة الإخوان المتطرفة، لتنشر من خلاله الفكر المتطرف.

ـ ووفق الجهود المبذولة في التطبيق وما يصبو إليه، بات متوقعًا أن يصبح “فتوى برو” الساحة الإلكترونية الأكثر أمانًا، والمرجعية الدينية المعرفية التي تلجأ إليها المجتمعات المسلمة في الغرب، لتكون مظلتها للنجاة من موجات التطرف والانحراف والإلحاد.

ـ يمكن القول إن مواجهة التطرف فكريًّا ومنهجيًّا، سواء في الحقيقة أم في الواقع الافتراضي، سيظل على رأس أولويات دار الإفتاء المصرية، ومحركًا جوهريًّا في جميع الخطوات التي تتخذها لنشر المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل في مشارق الأرض ومغاربها.

**

ـ بذل مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي جهودًا حثيثة لغرس قيم السلام والتسامح والاعتدال في جميع المحافل الدولية والإقليمية في مواجهة العنف والتطرف والكراهية، وذلك من خلال إعلاء قيمة الإفتاء وإنهاء مساعي المتشددين عليه عبر المنابر المختلفة، لتكون بداية لنهاية ثقافة تبرير العنف والكراهية والإرهاب.

ـ يسعى المجلس الإفتائي إلى ابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني معتدل يستمد من الموروث الديني العريق، ويواجه التطرف بأساليب تتوافق مع الواقع المعاصر وتستشرف المستقبل.

ـ شارك مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية للتأكيد على أهمية دور الفتوى الصحيحة في لم شمل الأخوة الإنسانية، وتنمية المجتمعات المسلمة، وأنها هي التي تقضي على التطرف والتشدد والانحلال والانغلاق، وتواكب الواقع، وتستوعب المفاهيم المعاصرة الكبرى، وتكون فاعلة ضمن جهود الوطن

ـ تبنت الإمارات استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف والإرهاب من خلال إنشاء العديد من المؤسسات الفكرية والدينية والثقافية والإعلامية.

ـ كانت دولة الإمارات، ومازالت، سباقة في تنظيم مراكز الفتوى لتقدم الخدمة الدينية للمواطن والمقيم إرشادًا وهداية وتوجيهًا ونصحًا وهو ما تجسد في إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي لرفع مستوى الرعاية والعناية التي توليها الإمارات للتأكيد على الاختصاص الحصري في إصدار الفتاوى العامة.

ـ تمضي دولة الإمارات بخطى حثيثة في ترسيخ خطاب ديني، معتدل، قادر على التصالح مع الذات والآخر، غير إقصائي، مؤمن بالشراكة، وفي الوقت الذي تدعم فيه التسامح، تشدد إجراءاتها القانونية على الجماعات المتطرفة التي تعتبرها خطرًا على المجتمع واستقراره وتنميته.

**

– رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية غير حكومية، نشأت بها مؤسسات وهيئات لها أهداف ومبادرات متميزة تقوم على أسس الدعوة الإسلامية وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المجالات كافة.

– للرابطة إسهامات فعالة منذ انطلاق الصحوة الإسلامية نحو الدعوة إلى تطبيق مبادئ وقواعد الإسلام بشكل عام وفي مواجهة التطرف والإرهاب بشكل خاص، من خلال التعرف على مشكلات وقضايا الأمة الإسلامية والعمل على معالجتها.

– كانت إسهامات رابطة العالم الإسلامي متنوعة ومتعددة، من مشاركات علمية في المؤتمرات والندوات العالمية، ونشر أبحاث وكتب في مواجهة الفكر المتطرف والإسلاموفوبيا حول العالم. كما أسهمت الرابطة في قضية الحوار بين الأديان بجانبيه النظري والعملي.

– كان للندوات واللقاءات والمؤتمرات العديدة التي أقامتها الرابطة، سواءً في المملكة أو في غيرها من بلدان العالم، أكبر الأثر في إثراء الثقافة الإسلامية، ومعالجة الكثير من قضايا ومشكلات الأمة، والتأصيل الإسلامي في عرض تلك القضايا، وتصحيح صورة الإسلام والدفاع عنه في وجه المنتقصين منه، والإسهام في عملية الإصلاح ونهضة الأمة ووحدتها، والتعامل مع غير المسلمين.

– عملت رابطة العالم الإسلامي مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات والمنظمات الدولية في مواجهة التطرف والإرهاب ودحض أفكار التي تسوقها الجماعات المتطرفة في الدول العربية والأوروبية على حد سواء.

– لاقت جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف وتحصين الشباب المسلم ضد أفكار التطرف والعنف وتعزيز الحريات الدينية وقيم التسامح ومحاربة الكراهية والتهميش، قبولا لدى المنظمات الدولية، حيث أقر برلمان الاتحاد الأوروبي توصيات مؤتمر “الإسلام في أوروبا والإسلاموفوبيا”، وثيقة مهمة للعمل بها.

**

رابط مختصر

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Egyptian Grand Mufti launches ‘Fatwa Pro’ during speech in UK parliament
https://bit.ly/3ooIaeM

الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم تعلن بدء التشغيل الكامل لتطبيق “فتوي برو” لتدويل الفتوى والمعرفة الدينية.
https://bit.ly/3GTxP0X

من داخل البرلمان البريطاني.. مفتي الجمهورية يطلق مبادرة تطبيق “فتوى برو” لخدمة المسلمين في الغرب وحمايتهم من التطرف باللغات المختلفة
https://bit.ly/3A2GLgy

تطبيق إلكتروني مصري لمواجهة سيطرة «الجماعات المتطرفة» في الغرب
https://bit.ly/43vVEFM

دار الإفتاء المصرية تعلن كشف حسابها لعام 2021

https://bit.ly/3UECQAg

1.5 مليون فتوى خلال العام الماضي.. لماذا زاد إقبال المصريين على الفتاوى الدينية؟
https://bit.ly/3KESkzH

فرنسا وألمانيا تدرسان حظر “تطبيق” فتاوى القرضاوي
https://bit.ly/2XPKQoM

**

النشأة والتأسيس:
http://bit.ly/3MjTyRC

بن بيه يدعو إلى «مأسسة» منظومات الإفتاء في الدول الإسلامية
http://bit.ly/3OqQl5n

“مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي” يؤكد تجريم تنظيم “الإخوان”
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1395211

عبدالله بن بيه: تشكيل مجلس الإفتاء خطوة جديدة في إطار نهج التسامح
http://bit.ly/3MdgP7C

“الإمارات للإفتاء الشرعي” يشارك بورقة بحثية في المؤتمر العالمي الـ 7 للإفتاء في القاهرة
http://bit.ly/3BH0UK3

“الإمارات للإفتاء” يعتمد الميثاق الوطني للوظائف التخصصية في منظومة الإفتاء الشرعي
http://bit.ly/3oiywuI

سفير الدولة لدى برلين يستضيف لقاء “ابن بيه والسفراء”
https://wam.ae/ar/details/1395302616245

اختيار أحد أعضاء مجلس الإمارات للإفتاء ضمن لجنة حقوق الإنسان الأمريكية
http://bit.ly/42Xnnyv

الرئيس الألماني يستقبل الشيخ عبد الله بن بيه
https://alakhbar.info/?q=node/19671

“الإمارات للإفتاء الشرعي” يشارك في ملتقى الأديان لمجموعة العشرين”R20″ بإندونيسيا
http://bit.ly/45kP2Lh

**

تعريف برابطة العالم الإسلامي
https://bit.ly/3MMw3lP

إعلان جنيف لتحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف
https://bit.ly/3MKb9na

د. محمد العيسى يدشن من مقر الأمم المتحدة في جنيف “مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها”
https://bit.ly/3olrmWC

منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي يلتقي د. العيسى ويشيد بالجهود العالمية للرابطة
https://bit.ly/41X7CWS

مؤتمر برلمان الاتحاد الأوروبي يعتمد كلمة رابطة العالم الإسلامي «وثيقة عمل»
https://bit.ly/3MpfieL

الاتحاد الأوروبي يشيد بدور رابطة العالم الإسلامي في نشر السلام
https://bit.ly/3okIKuA

رابطة العالم الإسلامي تقيم مؤتمرا دوليا في لندن لتعزيز الحوار بين الأديان
https://bit.ly/45vpUlk

تأثير خطاب الإسلاموفوبيا على انتشار ظاهرة التطرف ضد الإسلام
https://bit.ly/3Ot373x

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...