الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

ألمانيا ـ كيف تساهم السياسات الحكومية بنشر التطرف

GERMANY
أبريل 22, 2024

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI  ـ ألمانيا  وهولنداHazem Saeed

بون ـ حازم سعيد : باحث في المركز الأوروبي ECCI

ساهمت المواقف السياسية المزدوجة لدول أوروبا عامة، وفي ألمانيا خاصة بالتعامل مع الحرب في غزة، في استغلال الجماعات المتطرفة لتك الأوضاع، كذلك توجه بعض الشباب نحو التطرف، وهذا تتحمله الحكومات والدول الأوروبية. كذلك تنامى الانقسام في ألمانيا حول ازدواجية المعايير فيالتعامل مع حرب غزة، فهناك من يرى موقف ألمانيا كازدواجية معايير، يينما يراه آخرون مصلحة وطنية لألمانيا، ماجعل ألمانيا في مرمى الجماعات المتطرفة وفي حالة تأهب خشية وقوع هجمات إرهابية.

الدعم الألماني العسكري والسياسي لإسرائيل

يعد الدعم الألماني السياسي والعسكري لإسرائيل أحد الأسباب الرئيسية في تنامي التطرف . اجتمعت أحزاب الإئتلاف الحاكم والمعارضة في ألمانيا على التنديد بالهجوم الإيراني مع تجديد الدعم “الراسخ” لإسرائيل ولأمنها. يرى مراقبون أن هذا الملف قد يلقي بمزيد من الضغوط والانتقادات على حكومة المستشار “أولاف شولتز” على خلفية موقفها الداعم لإسرائيل، والذي ينطلق من اعتبار أن أمن إسرائيل مصلحة وطنية وأمن قومي لألمانيا.

كانت ألمانيا واحدة من ضمن (15) دولة أوقفت تمويلها للأونروا بسبب مزاعم أن واحدا من العاملين فيها كان ضالعا في هجمات السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل. تقول البروفيسورة “ماريتا أوير” المديرة التنفيذية لمعهد “ماكس بلانك” للتاريخ القانوني والنظرية القانونية، “إن المصلحة الوطنية تعني دائما تقديم المصلحة على القيم”. ولهذا “فهناك الكثير من التعقيد، ولكن يتم التخلص من كل التعقيد بسبب الخلط بين المفهومين”.

رفضت الحكومة الألمانية في يناير2024 تهمة ارتكاب “أعمال الإبادة” التي وجهتها جنوب إفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، محذرة من “الاستغلال السياسي” لهذه التهمة وأن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة”. تضع ألمانيا أمن إسرائيل في “جوهر” سياستها الخارجية، حيث اقتنت إسرائيل (30%) من المعدات العسكرية، في العام 2023 من ألمانيا، وارتفعت مبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيل، التي بلغت قيمتها (326.5) مليون دولار، (10) مرات عن العام 2023.

أكد الفريق القانوني الألماني أمام محكمة العدل الدولية في أبريل 2024 أن معظم صادرات ألمانيا لإسرائيل هي معدات عسكرية ذات طبيعة ثانوية وليست أسلحة وذخائر، وأسلحة الحرب كالدبابات تتطلب ترخيصين من وزارتين على الأقل وترخيص آخر فيدرالي قبل السماح بتصديرها وتخضع لشروط صارمة.

أشارالفريق القانوني الألماني أمام محكمة العدل الدولية أن نحو (25%) من صادرات السلاح لم يكن هدفه الاستخدام في إسرائيل بل إعادة تصديره لدول أخرى. برلين. وأصدرت (4) تراخيص لتزويد إسرائيل بالسلاح لكنها لم تكن أسلحة قتالية، والمسيرات التي تحدثت عنها “نيكاراغوا” كانت في إسرائيل وجنودنا تدربوا عليها هناك”.

عبرّ أغلبية الألمان عن اعتقادهم بعدم وجود مبرر لما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة بالرغم دعم برلين المطلق لإسرائيل في الحرب الدائرة بقطاع غزة، وحسب الاستطلاع في 16 يناير 2024، فقد أجاب (25%) منهم بـ”نعم” عل هل للأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مبرِّر رغم سقوط العديد من الضحايا المدنيين؟. فيما أجاب (61%) الباقون بـ”لا”، أما (14%) فلم يكن لهم رأي بقولهم: “لا أدري.

سياسات مزدوجة للتعامل مع حرب غزة

ساهمت السياسات المزدوجة للتعامل مع حرب غزة في تزايد انجذاب الشباب في ألمانيا نحو التطرف، وإلى الجماعات المتطرفة. يرتفع الجدل في ألمانيا حول ازدواجية المعايير، فمن جانب، يرى سياسيون موقف ألمانيا كازدواجية معايير، يينما يراه آخرون واجب على ألمانيا ومصلحة وطنية. حظرت السلطات الألمانية المسيرات المؤيدة للفلسطينيين لمدة شهر تقريبا بعد بدء الحرب. كما وجهت بعض الدول اتهامات لإلمانيا بإسكات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين. ويخشى الناشطون أن تكون حرية التعبير على المحك.

تعاملت الحكومة الألمانية “بنوع من الحذر” مع الحصيلة التي تعلنها حركة حماس للضحايا منذ بدء الحرب. شدّد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” على أن الدول الاوروربية تواجه مشاعر عداء متزايدة بسبب اتهامات بالتحيز لإسرائيل وازدواجية المعايير بشأن الحرب في غزة.

ألغت السلطات الألمانية “مؤتمر فلسطين” الذي كان من المفترض أن ينعقد في برلين ابتداءً من 12 أبريل 2024، وعزت الشرطة تفريق الحشد بعد أن تحدث سياسي في المؤتمر المنعقد منعته الشرطة من ممارسة النشاط السياسي في ألمانيا بسبب معاداته للسامية. وطُلب من ما يصل إلى (250) مشاركا في المؤتمر مغادرة موقع الحدث، ما دفع مئات الألمانيين للتظاهر احتجاجا على إلغائه.

السيناريوهات المحتملة لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا

أشار تقرير إلى أن حرب غزة تسببت في زيادة المخاوف الألمانية من “الإرهاب الإسلاموي المتطرف” في 24 فبراير 2024. حيث قفز التهديد الذي يشكله “الإرهاب الإسلاموي المتطرف” إلى المرتبة الثانية. أكدت وزارة الداخلية الألمانية في 17 مارس 2024 إن السيناريوهات المفترضة لشن هجمات إرهابية خلال “EURO 2024” تشمل محاولات إطلاق طائرة مسيرة محملة بمتفجرات، وشن هجمات على أفراد الشرطة أو على البنى التحتية، كمحطات المترو واحتجاز رهائن، وكذلك شن هجوم كيميائي أو بيولوجي أو نووي. أمن دولي ـ هل يتدخل الناتو لحماية الجنود الفرنسيين في أوكرانيا؟

ما زالت ألمانيا في حالة تأهب خشية وقوع هجمات منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، فيما حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد من أن خطر وقوع هجمات من هذا النوع “حقيقي وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة. ويسود القلق خصوصا حيال حدوث أي خروقات أمنية فيما تستعد لاستضافة مباريات ضمن بطولة كأس أوروبا في كرة القدم اعتبارا من يونيو حتى يوليو 2024.

أثرت حرب ومقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة على الأمن في ألمانيا، ويظهر ذلك من خلال من الإحصاءات المتعلقة بالتطرف ذات الدافع السياسي في 15 أبريل 2024. سجلت الشرطة (5154) عملا في جميع أنحاء البلاد يشتبه فيها بدوافع معادية للسامية، وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه في العام 2023. تم الإبلاغ عن (765) جريمة معادية للسامية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024. وأصيب (53) شخصا في جرائم معادية للإسلام في ألمانيا العام 2023. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024، أحصت الشرطة (9) أشخاص.

تنامي التطرف على منصات التواصل الاجتماعي

كشفت دراسة في 15 فبراير2024 مدى انتشار خطابات التطرف والكراهية الرقمية فمن بين (3000) مشارك أعمارهم (16) عاما فما فوق، قال (50%) منهم إنهم يتجنبون التعبير عن أنفسهم سياسيا والمشاركة في المناقشات بسبب الخوف. هناك (50%) من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم تعرضوا لخطابات تطرف وكراهية على الإنترنت مرة واحدة على الأقل، وأبلغ (13%) منهم عن تعرضهم للعنف. محاربة التطرف ـ عوامل النزوح نحو التطرف

أكدت “يوليانه زايفرت” سكرتيرة الدولة بوزارة الداخلية في 24 يناير 2024 أن “لكن بالطبع من الواضح أننا نعيش في أوقات صعبة بشكل خاص عندما تنظر إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا، وعندما تنظر إلى حرب غزة، وعندما تنظر أيضا إلى التحديات الجديدة”الاستعدادات مستمرة منذ عدة أشهر، منذ أكثر من عام، ويمكنك التأكد من أننا مستعدون جيدًا للغاية.

محاولات الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب في ألمانيا

خلقت حرب غزة في 20 أكتوبر 2023 فرصة للجماعات المتطرفة للدعوة إلى التطرف أو التحريض أو الدعاية أو التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي. دعت مجموعة “Muslim Interaktiv” لتنظيم العديد من الاحتجاجات والمظاهرات في 20 أكتوبر 2023. وينسب ذلك إلى حزب التحرير، المحظور في ألمانيا منذ عام 2003 واستخدمت في تلك المظاهرات رموز وأعلام تنظيم “القاعدة” و”داعش”.

ذكرت خبيرة التطرف “كلوديا دانتشكي” أن الاحتجاجات التي شهدتها مدينة “هامبورغ” “بشكل جديد تمامًا” أظهرت أنه ينبغي أيضا حظر المنظمة التي خلفتها “Muslim Interaktiv”. وأضافت “دانتشكي” : “إن الاستخدام الجماعي لهذه الأعلام فقط يجب أن يزود السلطات الأمنية بالأدلة الكافية”. وتوضح “دانتشكي” أن عدم ظهور الأعلام الفلسطينية في المظاهرة يدل على أن المجموعة غير مهتمة بمعاناة الفلسطينيين. وأضافت “إنهم يستغلون الوضع الحالي في إسرائيل وقطاع غزة لإثارة مشاعر الشباب ونشر أيديولوجيتهم”.

المتطرفون يستغلون حرب غزة للتحريض ضد المسلمين

توجد مواقف مؤيدة لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين في المشهد اليساري المتطرف الألماني فالمشهد منقسم في هذا الصدد، ويحشد الجانبان للمشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات، ولكن بشكل عام فإن عدد الأحداث المتطرفة اليسارية صغير. يستغل المتطرفون اليمينيون الألمان الوضع الحالي للتحريض ضد المسلمين والمهاجرين. هناك جماعات يمينية تتخذ إجراءات ضد المسلمين وضد الهجرة ككل، وأن الهجمات على المسلمين غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد في الأماكن العامة. يؤكد “مارسيل فورستيناو” الخبير في السياسة والتاريخ المعاصر في 29 نوفمبر2023 أن اليمين المتطرف في ألمانيا يستخدم حرب غزة للتحريض ضد المسلمين والمهاجرين. محاربة التطرف في أوروبا ـ صناعة الكراهية، تقييم المعايير والتحديات. بقلم جاسم محمد

تقييم وقراءة مستقبلية

– تواجه ألمانيا تهديدات معقدة ومتوترة بسبب حرب غزة وأوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على إيران، حث منحت تلك الأزمات مختلف الجماعات المتطرفة في ألمانيا فرصة لنشر التطرف.

– يعد الدعم الألماني السياسي والعسكري لإسرائيل، بالإضافة إلى السياسات المزدوجة للتعامل مع حرب غزة، من أبرز الأسباب والعوامل الرئيسية التي أدت إلى تنامي التطرف في ألمانيا وانجذاب الشباب إلى الجماعات المتطرفة.

– لا يمكن مقارنة الوضع في ألمانيا بالفترة من 2015 إلى 2017، عندما كان هناك خطر متزايد لوقوع هجمات إرهابية، ومن الممكن أن يشعر الأفراد بالانجذاب إلى الدعايا المتطرفة على منصات التواصل الاجتماعي.

– نجحت ألمانيا في الحد من العمليات الإرهابية بالرغم من تنامي التطرف، لكنها لم تنجح في إيجاد معالجات حقيقية للحد من التطرف، سواء على أرض الواقع أو منصات التواصل الاجتماعي.

– أصبح دعم ألمانيا اللاّمشروط لإسرائيل مُحرجاً وبشكل متزايد، بعد أن أيدت الحرب على غزة، ما قد يؤثر مستقبلا على صناعة الكراهية والتطرف التي تنعكس على الأمن المجتمعي في ألمانيا.

– من المرجح أن يكون مشهد وسيناريو العمليات الإرهابية للذئاب المنفردة محدود خاصة ما قبل وخلال بطولة “EURO 2024″، ‏أما تهديد “داعش ـ خراسان” لتنفيذ عمليات تكتيكية معقدة في ألمانيا على غرار ما حدث في موسكو، يبدو أنه احتمال ضعيف لكن عمليات الطعن وارده جدا.

– ينبغي على المانيا أن تعمل على إيجاد معالجات حقيقية للحد من التطرف وأن لا تتعامل بازدواجية مع القضايا الدولية ومنها حرب غزة، ذلك بجانب اتخاذ إجراءات ضد أي نوع من خطابات التطرف والكراهية، وتفكيك الهياكل عن طريق حظر الأنشطة والجمعيات والعمل بشكل مكثف على كافة عوامل التطرف والسيناريوهات المحتملة للتهديدات الإرهابية.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=93464

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Diese radikalen Islamisten griffen die Polizei an
https://tinyurl.com/4zbdwdt2

Auswirkungen des Terrorangriffs der HAMAS gegen Israel auf die Sicherheitslage in Deutschland
https://tinyurl.com/3nn5j9xn

Krieg in Nahost bedroht Sicherheit in Deutschland
https://tinyurl.com/2urwrurb

Kann Deutschland im Gaza-Krieg neutral sein?
https://tinyurl.com/5f6r5zfh

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...