الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ عوامل النزوح نحو التطرف

محاربة التطرف
أبريل 03, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2” 

محاربة التطرف ـ عوامل النزوح نحو التطرف

تخلق المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية احتمالات متزايدة لنزوح الشباب نحو التطرف العنيف. وتستغل الجماعات والتنظيمات المتطرفة تلك العوامل لتجنيد الشباب واستقطابهم. طورت الجماعات المتطرفة من استراتيجيتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الفتاوي التي تحض على التطرف والكراهية واعتماد مناهج تعليمية تحتوي على أيديولوجية متطرفة لتجنيد الشباب بين صفوفها.

الأوضاع السياسية 

يظل عدم الاستقرار السياسي هي المحرك الرئيسي للتطرف والإرهاب، وتجذب الجماعات المتطرفة الشباب من البلدان المنخرطة في النزاعات والصراعات أو التي ترتفع فيها مستويات عدم الاستقرار السياسي ما يؤثر على الحرب ضد الإرهاب والتطرف العنيف. توفر عوامل سياسية أخرى كالقمع السياسي والفساد الحكومي وعدم الاستقرار الأمني أرضاً خصبة لظهور الجماعات المتطرفة وتزايد أنشطتها المرتبطة بتجنيد واستقطاب الشباب. يعد القمع السياسي نقطة التحول في حياة الشباب الذي يتجه إلى التطرف العنيف كذلك العنف من الدولة أو إساءة لاستغلال السلطة.

أعطي الفساد الإداري الفرصة للجماعات المتطرفة في تجنيد واستقطاب الشباب، وتشمل التحديات الأمنية الأخرى التي يشعلها الفساد اندلاع الصراعات بين الجماعات المتطرفة بعضها البعض، وتعزيز هياكل الجريمة المنظمة كما في الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية. استغلت التنظيمات المتطرفة الفساد لنشر التطرف والتجنيد مقدمة نفسها على أنها العلاج للفساد، كما تستغل الجماعات المتطرفة الفساد لتمويل عمليات التجنيد والاستقطاب عبر عمليات تهريب للمخدرات والأسلحة، وتقديم الرشاوى. هذه هي عوامل وأسباب التطرف في أوروبا

العوامل الاجتماعية 

يساهم الشعور بالظلم والتهميش والعزلة الاجتماعية في جاذبية الشباب للجماعات المتطرفة. قد تخلق العوامل الاقتصادية مثل الفقر والبطالة وعدم المساواة الاقتصادية شعورا باليأس والإحباط الذي يمكن أن يؤدي إلى التطرف العنيف. فعلى سبيل المثال تستغل الجماعات المتطرفة في فرنسا التمييز ورغبة الشباب في ممارسة الدين بحرية مطلقة، كذلك استغلال المستوى التعليمي المحدود للشباب لاستقطاب الفرد منهم في شبكتهم الاجتماعية تدريجياً ثم يدعونه لحضور حلقاتهم ومجالسهم حتى يصبح مقتنعا تماماً بالإيديولوجية المتطرفة.

التهمييش والعنصرية : يعد تهميش الشباب وعدم  تقبل طبيعة الحياة من قبل بعض الشباب في أوروبا  أساساً في التطرف. كشفت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في 22 مارس 2023 أن قرابة (92%) من الشباب عانوا من التمييز العنصري بأشكاله المختلفة، (53%) منهم بسبب أسمائهم، في حين تعرضت (94%) من النساء لمضايقات عنصرية بسبب الحجاب. يساهم تهميش الشباب في أوروبا في دفعهم إلى الجماعات المتطرفة وتبنِّي أيديولوجيتهم، ويكون من السهل تجنيدهم لصالحهم. محاربة التطرف في أوروبا ـ أزمة الهوية، الأسباب والمعالجات

المشاكل العائلية والاجتماعية لدى الشباب: يقول “فولف شميدت” الباحث الألماني “من هؤلاء الشباب تعرضوا في طفولتهم لمشاكل في العائلة ربما كان الوالد عنيفاً أو توفي أحد الوالدين. وهؤلاء الشباب يبحثون عن معنى لحياتهم وعن مجتمع يضمهم ويكون بديلاً عن عائلاتهم ويلتقون بمحض الصدفة بمجموعات متطرفة، تستقطبهم”. وأضاف “أن كثير من الأهل يفاجئون بأن أبناءهم متطرفون وأن معظم الأهل يكونون غير متدينين. لكنه في الوقت نفسه يضيف أن معظم المسلمين المقيمين في ألمانيا يرغبون في الاندماج وأن على المجتمع الألماني أن يعطي إشارة واضحة للمسلمين أنهم ينتمون لهذا المجتمع.”

البطالة والفقر: يعد القاسم المشترك بعد تحليل (5) حالات لهجمات إرهابية في 16 مارس 2023 ارتكبها عدد من المتطرفين الكبار في السن في بريطانيا هو السجلات الإجرامية والشعور بالوحدة وتعاطي المخدرات والبطالة وكذلك دور الإنترنت والواقع السياسي في المملكة المتحدة. وتشير التقديرات إلى حوالى (13,07) مليون فرد عاطلين عن العمل في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي البالغ عددها (27) دولة بما في ذلك (11) مليوناً في (19) دولة تتقاسم العملة الموحّدة. وسجل أعلى معدّلات البطالة في الاتحاد الأوروبي في مايو 2022 في إسبانيا (13,1 %) وإيطاليا (8,1 %) والسويد (7,7 %) وفي فرنسا كان (7,2%).

سلك شباب بلجيكي طريق التطرف في 28 مارس 2023 وانخرطوا في الجماعات “الجهادية” لا سيما من حي “مولينبيك” في منطقة بروكسل و”أوبن” في شرق البلاد وفي مناطق ناطقة بالهولندية في الشمال هي “ميرسكيم” و”بورغهاوت ودورن” في “انتويرب”. تحولت بعد الأحياء الأوروبية الفقيرة إلى أرض خصبة للتطرف ومركز حيوي للإعدادات اللوجستية لبعض العمليات الإرهابية في 22 أغسطس 2022. حددت السلطات الفرنسية في عام 2005 حوالي (150) منطقة، وفي عام 2006 وضعت (751) منطقة في قائمة المناطق المحظورة.

طالب أكثر من (3000) ضابط شرطة سويدي الحكومة السويدية بتوفير الحماية اللازمة لهم في تلك المناطق المحظورة، وكشفت الأجهزة الأمنية الإسبانية في عام 2017 عن وجود أحياء كاملة في “مدريد وبرشلونة وسبتة ومليلية” ينتشر فيها أنماط متعددة من التطرف.

الدعاية والفتاوى المتطرفة 

يلتقي الشباب على منصات الألعاب والدردشة في الإنترنت حيث ينشرون أفكارهم المتطرفة وما يوحدهم هو الشغف بالعنف، ما يخلف عواقب وخيمة في كثير من الأحيان. فعلى منصتي الألعاب والدردشة “Steam و Discord” توجد المئات من الألعاب الالكترونية التي يمكن تنزيلها. ويومياً يمارس اللعب الشباب كما أنهم يتراسلون مع بعضهم البعض أيضاً غالباً في بعض المجموعات يتجه الشباب إلى التطرف من خلال تأجيج الكراهية

يقول “إيلكا سالمي” منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف العنيف في 14 فبراير 2023 أن “المجاميع المتطرفة انسحبت من الميدان وتوجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب”. أكّدت “يوروبول” في 13 يوليو 2022 أن “كوفيد-19” جعلت الشبان والشابات والقاصرين أكثر هشاشة حيال التطرّف بسبب العزلة الاجتماعية ، وازدياد الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، و تجسّد مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات مفتوحة ورسائل كراهية منشورة على الإنترنت لتجنيد الشباب.

حذرت الاستخبارات الألمانية من الفتاوى المتطرفة في عام 2019 عبر تطبيق “يوروفتوى” الذي يقدم محتوى دينياً وفتاوى تحض على التطرف والتعامل مع بعض القضايا التي تدعم الإرهاب بشكل غير مُباشر.

المؤسسات التعليمية الخاصة واستقطاب الشباب

تنامى عدد المدرسين والمختصين النفسيين الذين يتصلون على الخط الساخن التابع للحكومة الألمانية للسؤال عن استشارات فيما يخص قضايا التطرف ولاحظ المدرسون والاخصائيون النفسيون تزايد حالات تطرف الأطفال والمراهقين والضحايا قد تربوا في بيئة ومحيط عائلي متطرف ولم يقتصر ذلك على العائلات ذات الخلفيات المهاجرة ولوحظ تزايد حالات تطرف الفتيات المسلمات من (15%) في عام 2012 إلى حوالي (30%) في عام 2017.

شنت جماعات إسلاموية متطرفة حملة عبر مقاطع فيديو تأتي من حسابات مجهولة الهوية عبر تطبيقي “”TikTok و”Twitter” تستهدف المدارس الفرنسية للتجنيد والاستقطاب في 26 سبتمبر 2022. استقبلت مدرسة إسلاموية “سرية” في مدينة “مرسيليا” الفرنسية حوالى (20) طالبا وأغلقت السلطات الفرنسية المدرسة في العام 2018 ويهدف القانون الفرنسي تشديد نظام المدارس الحرة من دون عقد في فرنسا إلى التصدي لتجنيد الجماعات المتطرفة للتلاميذ وإيجاد “توازن صحيح بين حرية التعليم وحماية الاطفال والشباب من التطرف”.

سيطرت جماعات إسلاموية متطرفة على (21) مدرسة في مدينة “برمنغهام” البريطانية وخططت تلك الجماعات للتوسع في السيطرة على المدارس الحكومية وجعلها تتبنى منهجاً إسلاموياً عبر تغيير محافظي المدارس ثم تقويض سلطة إداراتها وإحلالها بإدارات ومدرسين لنشر الإيديولوجية المتطرفة واستقطاب الطلاب.

الجمعيات والمنظمات 

تسعي المنظمات والجمعيات الإسلاموية في أوروبا إلى استقطاب وتجنيد الشباب، وأكدت الاستخبارات الألمانية في  6 مايو 2021  أن خلف اسم جمعية “مكان التقاء ساكسونيا” استراتيجية مزدوجة تعتمد على جذب أعضاء جدد ومن ثم تلقينهم آيديولوجية “الإخوان المسلمين. دعت جمعية “دولة الخلافة” في ألمانيا إلى الجهاد وإنشاء مجتمع مواز من خلال نشر مواد دعائية للجمعية من قبل أشخاص غير أعضاء.

اعتبرت الأجهزة الأمنية الألمانية منظمة “أنصار الدولية” حلقة وصل بين المتطرفين وتصاعد القلق من أن يكون هناك تحالفات بين المتطرفين قد يؤدي إلى زيادة نفوذ المتطرفين بشكل كبير في البلاد كذلك استفادة تنظيم “الإخوان لمسلمين” من تعلم وسائل جديدة كي يصلوا إلى مَن هم في عمر الشباب”.  ملف : النزوح نحو التطرف في أوروبا ـ الأسباب والتداعيات

المعالجات

ينبغي معالجة العوامل التي تساهم في التهميش الاقتصادي وعدم المساواة، وتوفير دعم برامج الصحة النفسية وفرص العمل التي تعد كأداة لحماية الشباب من مخاطر الجماعات المتطرفة وتهديدات التطرف العنيف. بالإضافة إلى توفير الخدمات وتعزيز المؤسسات وخلق فرص التمكين الاقتصادي من أجل التصدي للتحديات الأمنية لاستقطاب وتجنيد الشباب.

تقييم وقراءة مستقبيلة

– يكون لدى الشباب المعرضين للتطرف مشكلات أساسية ويسعون إلى إيجاد حل لمشاكلهم. يملك المتطرفون والجماعات المتطرفة خطط واستراتيجيات في تحديد هوية الشباب أوتقديم الحلول لمشاكلهم.

– تعد عوامل الفقر وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ونقص الموارد البشرية في الأجهزة الأمنية كذلك التهمييش والعنصرية عوامل مساعدة لنزوح الشباب نحو التطرف أو محفزة لها.

– يلاحظ أن الجماعات المتطرفة تستهدف الشباب في الدول التي نشأت في بيئة تشهد مستويات مرتفعة من التوترات وغياب الاستقرار السياسي وهناك من تم استقطابهم للقيام بهجمات في أوروبا.

– يشجع الفساد الإداري مساعي المنظمات المتطرفة في تجنيد الشباب الرافضين لهذه الأوضاع، كما يؤدي الفساد الإداري إلى إضعاف المؤسسات داخل الدولة للتصدى إلى الجماعات المتطرفة.

– بات متوقعاً أن تتخذ الحكومات الأوروبية إجراءات وتدابير استباقية لمنع نزوح الشباب نحو التطرف والعمل على وضع برامج لتأهيل المتطرفين ومراقبة أنشطة الجمعيات والمنظمات وتقييم مدى تغلغل الجماعات المتطرفة في أنشطتها بالإضافة إلى مراقبة المواقع الألكترونية وإزالة المحتوى المتطرف والفتاوى التي تحض على التطرف.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=87505

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Corruption: Violent Extremism, Kleptocracy, and the Dangers of Failing Governance
https://bit.ly/3nsTnL1

هدف إرهاب داعش تهميش أوروبا لمسلميها ليزيد أنصاره
https://bit.ly/3nty1xb

انخفاض معدلات البطالة في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي منذ 24 عاما
https://bit.ly/40rtnya

فرنسا: لجنة وزارية تحذر من حملة إسلامية متشددة تستهدف العلمانية داخل المدارس
https://bit.ly/3JUcfKp

السلطات الألمانية تشن حملة على أعضاء جماعة “دولة الخلافة” المحظورة
https://bit.ly/3lYA6R9

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...