الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف في المملكة الأردنية الهاشمية ـ دور مؤسسة آل البيت الملكية

مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي
أغسطس 02, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

بون ـ إعداد : بسام عباس، باحث في قضايا التطرف والإرهاب

محاربة التطرف في المملكة الأردنية الهاشمية ـ دور مؤسسة آل البيت الملكية

تحمَّلت المملكة الأردنية الهاشمية بحكم موقعها الجغرافي، على مدار العقود الثلاثة الماضية تداعيات حالة الفوضى والصراع التي شهدتها ولا يزال تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ودفعت ثمن تداعيات التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وتعرضت المملكة الأردنية إلى بعض الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمنها واستقرارها مع تغيير النظام في العراق عام 2003  وتصاعد تنظيم القاعدة وظهور تنظيم داعش. ونجح تنظيم داعش وكذلك تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، من استغلال المنابر والإنترنيت لنشر ايدلوجياتها المتطرفة، ولم تكن المملكة بعيدةً عن ذلك، لكن سياسات المملكة الإردنية أتسمت بـ : ألحوكمة، مع وجود استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات استباقية ضد الجماعات المتطرفة. ولتعزيز ذلك نجحت المملكة باعتماد الجهد الإستخباري أكثر من نشر القوات على الأرض في رصد ومتابعة الجماعات الإسلاموية بكل اطيافها ومنها الإسلام السياسي.

سعت مؤسسة آل البيت، في هذا الصدد، إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة الفكر المتطرف، وتوعية الأمة بمخاطر الإرهاب والتطرف، وتحذير الشباب من خطورة الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة، إضافة إلى تفنيدها مزاعم الجماعات الإرهابية ودحض حججهم وأفكارهم. ويأتي إنشاء “مؤسسة آل البيت” استكمالاً لتجربة الأردن الثرية في مجال تصويب فكر التطرف ومواجهة الإرهاب، والذي عبرت عنه من خلال إطلاق المبادرات الرائدة وإنشاء العديد من المراكز والمنتديات الخاصة بمحاربة فكر التشدد وتعميم خطاب التعايش إقليميًّا ودوليًّا. .محاربة التطرف ـ أهمية المعالجات الفكرية والثقافية والمجتمعية (ملف)

التأسيس والمهام والأهداف

هي مؤسسة إسلامية غير حكومية عالمية مستقلة، تتخذ من عَمَّان مقرًا لها، وهي تعمل لخدمة الإسلام والإنسانية جمعاء، ومن مهامها:

ـ التعريف بالدين والفكر الإسلامي، وتصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام، وإبراز العطاء الفكري الإسلامي وأثره في الحضارة الإنسانية، وتعميق الحوار وترسيخ التعاون بين أهل المذاهب الإسلامية، وتوضيح إنجازات آل البيت ودعوتهم إلى الوسطية والاعتدال والتسامح، والتقاء علماء المسلمين وتعارفهم لتقوية الروابط الفكرية وتبادل الآراء بينهم، والتعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات والهيئات العلمية والجامعات فيما يتفق وأهداف المؤسسة.

ـ انطلقت فعاليات هذه المؤسسة من المملكة الأردنية الهاشمية وفقًا لقانونها الذي صدر سنة 2007م وتحظى فاعلياتها برعاية  العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ويتابع أعمالها ونشاطاتها رئيس مجلس أمنائها الأمير غازي بن محمد، المستشار الديني لملك الأردن. وينص قانونها على ان أهدافها ما يلي:

– التعريف بالدين والفكر والثقافة الإسلامية وتجلية جوانبها المضيئة، والمساهمة في تصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام.

– تقديم التصور الإسلامي لقيم المجتمع المعاصر ونظمه مع استشراف المستقبل والتعامل مع قضايا العصر ومشكلاته وتحدياته.

– إبراز مكانة آل البيت في الإسلام وفضائلهم وإنجازاتهم في التاريخ الإسلامي وبناء الحضارة الإسلامية، وإظهار دورهم في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال والتسامح.

– إظهار الإنجاز الحضاري الإسلامي وبيان أثره في التقدّم العالمي والحضارة الإنسانية، والنهوض بالدراسات والبحوث الإسلامية في مختلف فروع المعرفة الإنسانية، وإحياء التراث العربي والإسلامي ونشره.

– توضيح المنهج العلمي للعلوم والمعارف من منطلق إسلامي؛ دعوة الجامعات ومراكز البحوث الإسلامية والعربية إلى الاهتمام بذلك.

– تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين المذاهب الإسلامية تعزيزًا لجمع كلمتها لتحقيق أقصى مدى للتقريب بين أتباعها وفق قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها الأساسية.

– العمل على جمع والتقاء علماء المسلمين وتعارفهم لتقوية الروابط الفكرية وتبادل الآراء بينهم، وتعريفهم بأحوال المسلمين في مختلف بقاع العالم.

– التعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات والهيئات العلمية والجامعات بما يحقّق أهداف المؤسسة.

ونص قانونها على أن المؤسسة تتبع في تحقيق أهدافها على الوسائل التالية:

– إجراء البحوث والدراسات والترجمة في المجالات المختلفة وفق خطط متكاملة، ودعوة العلماء والباحثين والمترجمين للقيام بذلك والاهتمام بالدراسات والبحوث المقارنة.

– نشر الأفكار والمعلومات من خلال الكتب والصحف والدوريات والبث الإذاعي والتلفزيوني وإعادة البث والمواقع الإلكترونية على الإنترنت.

– عقد المؤتمرات والندوات وتأليف اللجان وتنظيم المحاضرات والمعارض والزيارات والبعثات وتبادل الخبرات.

– تحقيق المخطوطات ونشرها، وطبع المؤلفات والدراسات والبحوث.

– إنشاء مكتبة حديثة خاصة بالمؤسسة، وجمع الوثائق والمستندات وتوفير المصادر والمراجع.

– تقديم المنح والجوائز التشجيعية والتقديرية.

– مراجعة المناهج التربوية في مختلف مراحل التعليم في البلدان الإسلامية، وخطط الإعلام وبرامجه، ومحاولة تطويرها لخدمة المجتمع وفق التصوّر الإسلامي.

 جهود المؤسسة في مواجهة التطرف  

بذلت مؤسسة آل البيت جهودًا حثيثة في مواجهة الفكر المتطرف وحماية الشباب من براثن الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وأطلقت العديد من المبادرات وعقدت المؤتمرات والندوات للتصدي لهذا الفكر المتطرف . محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

رسالة عَمَّان  

وكانت “رسالة عمان”، التي أطلقتها مؤسسة آل البيت، أولى المقاربات الفكرية التي انتهجتها الدولة الأردنية في محاربة الإرهاب، وهي بيان مفصل أصدره الملك عبد الله الثاني في التاسع من نوفمبر عام 2004 بهدف إيضاح جوهر الإسلام الحقيقي وبيان صورته السمحة البعيدة عن الغلو والتطرف.

وقد وجَّه الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى اصدار رسالة عمان، للحاجة الملحة لبيان الصورة الحقيقية للإسلام في المجتمع المعاصر، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تحاول تشويه هذا الدين، مستغلة بعض الممارسات الخاطئة التي ارتكبت وترتكب باسمه، فدعا إلى تقديم رؤية شاملة لهذا الدين بكل أبعاده، وتحاول بدقة وموضوعية أن تقدم ببيان واضح حقائقه الساطعة، ودوره الفاعل المعهود في المجتمع الإنساني، ورده على الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسمه.

ودعت الرسالة إلى مؤتمر إسلامي عالمي دولي في عمان لإعداد أدبيات حول المبادئ والأسس والقضايا الكبرى التي عرضتها هذه الرسالة، رغبةً في تأصيل هذه الرؤية لتكون عملاً إسلاميًّا عامًا، حيث التقى أكثر من 177 عالما من مختلف مذاهب الأمة ومفكريها وأصحاب القرار والمعرفة الشرعية في مؤسسات الفتوى والمجالس والمجامع الفقهية.  التقوا في عمان بدعوة من جلالة ملك الأردن بموجب هذه الرسالة الكريمة (رسالة عمان) وبعنوان جاء من سياق الرسالة هو:  (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر)، وهدف  هذا المؤتمر إلى تعميق البحث والنظر في مختلف القضايا التي عرضتها الرسالة، والدعوة إلى نشرها والتعريف بها على نطاق واسع، مؤكدًا على أن هذا ليس جهدًا أردنيًّا فحسب، إنما هو جهد إسلامي عالمي يحرص على خدمة الإسلام والمسلمين. محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي. بقلم بسام عباس

وانبثق عن رسالة عمان حوار إسلامي داخلي بين مختلف علماء المسلمين؛ أنتج اتفاقًا على ثلاث نقاط رئيسة عرفت بمضامين رسالة عمان، وتتعلق بتحديد تعريف للمسلم في إطار المذاهب والمدارس المختلفة التي اتفق العلماء على أن أتباعها مسلمون لا يجوز تكفيرهم، والعناية بالمشتركات بين هذه المذاهب التي تتفق كلها في أصول الدين وينحصر اختلافها في الفروع، مع تأكيد ضرورة عدم جواز التصدي للإفتاء من قبل غير المؤهلين أو ادعاء الاجتهاد واستحداث مذاهب جديدة أو فتاوى تخالف قواعد الشريعة وثوابتها.

واهتمت الرسالة بموضوعات عديدة، وكان مما عرضت له موضوع الارهاب والغلو والتطرف وبينت الرسالة أن الأعمال الإرهابية ليس أمرا خاصا بالمنتسبين إلى الإسلام بل وقعت من بعض أتباع المذاهب والديانات الأخرى. وأوضحت أن هذا الدين ما كان يوما إلا حربًا على نزعات الغلو والتطرف والتشدد، ذلك أنها حجب العقل عن تقدير سوء العواقب والاندفاع الأعمى خارج الضوابط البشرية دينا وفكرا وخلقا، وهي ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، والإسلام يرفضها – مثلما ترفضها الديانات السماوية السمحة جميعها – باعتبارها حالات ناشزة وضروبًا من البغي، كما أنها ليست من خواص أمة بعينها وإنما هي ظاهرة عرفتها كل الأمم والأجناس وأصحاب الأديان إذ ا تجمعت لهم أسبابها.

كلمة سواء

أما مبادرة “كلمة سواء” فقد كانت ثاني المقاربات الفكرية التي سعت إلى نشر ثقافة الوئام والسلام بين الشعوب والأديان، وهي مبادرة صادق عليها علماء مسلمون بارزون برعاية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، تهدف إلى تحديد منطلق مشترك للحوار والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وجاءت المبادرة عبر رسالة مفتوحة رد فيها 38 من علماء المسلمين في أكتوبر 2006 على كلمة البابا “بندكتوس السادس عشر”، تحدث فيها العلماء من جميع فئات المسلمين بصوت واحد عن التعاليم الحقيقية للإسلام.

وسع العلماء رسالتهم، بعد مرور عام،  فاجتمع 138 عالمًا من جميع المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية ليعلنوا الوثيقة التي تحمل العنوان “كلمة سواء بيننا وبينكم” تناولت القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام. قدمت الصيغة النهائية للوثيقة في المؤتمر الذي عقدته الأكاديمية الملكية التابعة لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بعنوان “الحب في القرآن الكريم” في سبتمبر 2007، برعاية الملك عبد الله الثاني، واتفق المشاركون في المؤتمر على أن القاسم المشترك بين الدين الإسلامي والدين المسيحي الذي يعد القاعدة المثلى للحوار والتفاهم هو: حب الله وحب الجار وحب الخير. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف

 تقييم: 

ـ بذلت مؤسسة آل البيت الملكية جهودًا حثيثة لنشر قيم الإسلام السمحة والتسامح والاعتدال في المحافل الدولية والإقليمية في مواجهة العنف والتطرف والكراهية، وذلك من خلال توعية الشباب من مخاطر الإرهاب ودحض مساعي الجماعات المتطرفة لتجنيدهم.

ـ تسعى مؤسسة آل البيت الملكية إلى ابتكار أدوات اجتهادية معاصرة تقوم على صياغة خطاب ديني معتدل يستمد من الموروث الديني العريق، ويواجه التطرف بأساليب تتوافق مع الواقع المعاصر وتستشرف المستقبل.

ـ سعت مؤسسة آل البيت الملكية إلى تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين المذاهب الإسلامية تعزيزًا لجمع كلمتها لتحقيق أقصى مدى للتقريب بين أتباعها وفق قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها الأساسية.

ـ عقدت المؤسسة العديد من المؤتمرات والندوات، وشكلت اللجان ونظمت المحاضرات والمعارض والزيارات والبعثات وتبادل الخبرات.

ـ شكلت رسالة عَمَّان أولى لبنات المقاربات الفكرية الأردنية في مساعيها لمحاربة الإرهاب بهدف إيضاح جوهر الإسلام الحقيقي وبيان صورته السمحة البعيدة عن الغلو والتطرف، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تحاول تشويه الدين.

ـ كانت رسالة عَمَّان جهدًا إسلاميًّا عالميًّا يحرص على خدمة الإسلام والمسلمين، والتي أكدت ضرورة التصدي لإفتاء غير المؤهلين أو أدعياء الاجتهاد، أو استحداث مذاهب جديدة، أو أي فتاوى تخالف قواعد الشريعة وثوابتها.

ـ جاءت مبادرة “كلمة سواء” لتحديد منطلق مشترك للحوار والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وتناولت القاسم المشترك بين المسيحية والإسلام، والممثل في حب الله وحب الجار وحب الخير.

إن المملكة الأردنية تمضي بخطى حثيثة في ترسيخ خطاب ديني معتدل يدعم التسامح، كما أنها تشدد إجراءاتها القانونية على الجماعات المتطرفة التي تعتبرها خطرًا على المجتمع واستقراره وتنميته.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

رابط مختصر: https://www.europarabct.com/?p=89495

الهوامش:

مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي

https://www.aalalbayt.org/?lang=ar

دور المنظمات الاقليمية والاسلامية والدولية ووزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية في معالجة التطرف وتعزيز قيم التوازن والاعتدال، عبد السلام العبادي

https://bit.ly/3XzLGkj

رسالة عمَّان

https://ammanmessage.com/

كلمة سواء

https://www.acommonword.com/

الأردن في مواجهة الإرهاب مقاربات عسكرية وأخرى ناعمة

https://bit.ly/3OfKdN7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...