الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الاتحاد الأوروبي ـ استراتيجية تعزيز صناعات الدفاع

مايو 01, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (27)

يسعى الاتحاد الأوروبي جاهداً لتعزيز قدراته الدفاعية وتحقيق الاستقلالية في مجال الأمن والدفاع، في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة على الساحة الدولية. وتأتي خطط الاتحاد لتعزيز صناعات الدفاع كخطوة حاسمة في هذا الاتجاه، تهدف إلى خلق قاعدة صناعية دفاعية قوية وفعالة تضمن أمن الدول الأعضاء وتُقلّل من الاعتماد على مصادر خارجية. وقد أدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى تسريع وتيرة خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراته الدفاعية، حيث أبرزت الحاجة إلى قدرة عسكرية أوروبية موحدة وقوية لردع أي عدوان محتمل.

استراتيجية جديدة للتسلح الجماعي

كشف الاتحاد الأوروبي عن الاستراتيجية الجديدة للصناعات الدفاعية في مارس 2024. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الدفاع، وتقوية قاعدة التصنيع الدفاعي الأوروبية، وخفض الاعتماد على الواردات العسكرية من خارج الاتحاد الأوروبي. وقد أدت الأزمة الأوكرانية إلى تسليط الضوء على نقاط الضعف في قدرات الدفاع الأوروبية، بما في ذلك التشرذم في الإنفاق الدفاعي، والاعتماد على الواردات العسكرية من خارج الاتحاد الأوروبي. تهدف المفوضية الأوروبية إلى زيادة نسبة مشتريات الأسلحة بشكل جماعي من قبل الدول الأعضاء من 40٪ بحلول عام 2030 إلى 60٪ بحلول عام 2035. تسعى المفوضية إلى تشجيع الاستثمار في البحث والتطوير الدفاعي، وتعزيز التعاون بين الشركات الأوروبية، وخلق قاعدة صناعية دفاعية أكثر قدرة على المنافسة. تُريد المفوضية تقليل الاعتماد على الواردات العسكرية من دول مثل الولايات المتحدة، وضمان حصول الدول الأعضاء على المعدات العسكرية التي تحتاجها للدفاع عن نفسها.الاتحاد الأوروبي ـ السعي للعب دور أكبر في الحروب والنزاعات الدولية

تتضمن الاستراتيجية عددًا من المبادرات لتحقيق أهدافها، منها، إنشاء هيئة جديدة للشراء المشترك. ستكون هذه الهيئة مسؤولة عن تنسيق احتياجات الدول الأعضاء من الأسلحة، وتسهيل الشراء المشترك، وضمان حصول الدول الأعضاء على أفضل قيمة مقابل أموالها. كما ستقدم المفوضية حوافز مالية للدول الأعضاء لشراء الأسلحة من شركات داخل الاتحاد الأوروبي. وستخصص المفوضية 1.5 مليار يورو للفترة من 2025 إلى 2027 لدعم البحث والتطوير الدفاعي في مشاريع مشتركة بين الدول الأعضاء. ستدعم المفوضية إنشاء مشاريع مشتركة وبرامج تعاون بين الشركات الأوروبية العاملة في مجال الدفاع.

تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال الدفاع، وتعزيز قدرتها على المنافسة مع القوى العالمية الأخرى مثل الولايات المتحدة والصين. تعتمد دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على دول أخرى، خاصة الولايات المتحدة، لتلبية احتياجاتها الدفاعية. تسعى الخطط إلى توحيد القواعد الصناعية الدفاعية في الدول الأعضاء، وخلق سوق أوروبية موحدة للمعدات الدفاعية. قد تواجه الخطط صعوبة في التنفيذ بسبب اختلاف الأولويات الوطنية للدول الأعضاء. تتمتع الدول الأعضاء بقواعد صناعية دفاعية متباينة من حيث الحجم والكفاءة، مما قد يُعيق التعاون المشترك. تُواجه بعض الدول الأعضاء قيودًا مالية قد تُعيق قدرتها على زيادة الإنفاق الدفاعي.

قالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية مارغريت فيستاجر، في 9 مارس 2024 إنه في الأشهر الستة عشر الأولى منذ بداية أوكرانيا في فبراير 2022، “أنفقت الدول الأعضاء أكثر من 100 مليار يورو على عمليات الاستحواذ الدفاعية”. “تم إنفاق ما يقرب من 80٪ من هذا المبلغ خارج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون، الذي يعد القوة الدافعة وراء صناعة دفاعية أقوى في الاتحاد الأوروبي، إنه من الضروري أن يتراجع الاتحاد عن قاعدته الصناعية الخاصة. “هل ستكون هذه أخبارًا سيئة للولايات المتحدة” صناعة الدفاع، صناعة الدفاع الكورية؟ لا أعرف. وما نعرفه هو أننا بحاجة إلى زيادة قدرتنا على إنتاج ما هو مطلوب. وبالمناسبة، اليوم علينا أن نكون صادقين، الولايات المتحدة. لا يمكنها توفير ما هو ضروري، خاصة فيما يتعلق بالذخيرة”. والآن، وفي ظل تزايد حزم موسكو، أصبحت الحاجة إلى تعزيز الدفاع أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.

وترى صوفيا بيش زميلة في برنامج أوروبا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن الاستراتيجية لا يمكن أن تنجح إلا إذا تم تمويلها بشكل جيد. وتقول إن المفاوضات المتعلقة بميزانية الاتحاد الأوروبي صعبة للغاية. حيث تتنافس حكومات كل دولة عضو على أولوياتها الاستراتيجية ومصالحها الضيقة. وسوف يكون من الصعب، على سبيل المثال، إقناع تلك الدول الأعضاء التي أصيبت بالشلل بسبب احتجاجات المزارعين بخفض الإنفاق الزراعي في الاتحاد الأوروبي لصالح الدفاع، أو تلك الدول الأعضاء التي لا تملك شركات دفاع كبيرة بأنها سوف تستفيد من مبادرات الاتحاد الأوروبي. لكن تمويل الاتحاد الأوروبي للدفاع على المدى الطويل هو السبيل الوحيد للمضي قدما.

تحويل صناعة الأسلحة الأوروبية إلى وضع “اقتصاد الحرب”

برزت الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا منذ بداية الأزمة الأوكرانية في فبراير 2022. ودفع ذلك الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو تحويل صناعة الأسلحة الأوروبية إلى “اقتصاد حرب”. وقد كشفت الحرب عن نقاط ضعف في القدرات الدفاعية الأوروبية، حيث اعتمدت دول الاتحاد بشكل كبير على واردات الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية. أدت التوترات المتزايدة مع روسيا، بالإضافة إلى ظهور قوى عسكرية جديدة، إلى زيادة الشعور بالحاجة إلى الاستقلالية الدفاعية. تسعى خطط “اقتصاد الحرب” أيضًا إلى تقليل الاعتماد على الواردات الدفاعية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الابتكار التكنولوجي. تعهدت الدول الأعضاء في الاتحاد بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل ملحوظ. تُبذل الجهود لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال البحث والتطوير والإنتاج المشترك للأسلحة. يتم العمل على تبسيط قواعد الشراء المشترك للأسلحة من أجل تسريع العمليات وزيادة الكفاءة. تُقدم الدول أيضًا حوافز للشركات لزيادة الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الدفاع.الاتحاد الأوروبي ـ استراتيجية الأمن الاقتصادي

يتوقع أن يؤدي “اقتصاد الحرب” إلى زيادة كبيرة في إنتاج الأسلحة الأوروبية. من المتوقع أن تخلق خطط “اقتصاد الحرب” مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة في قطاع الدفاع. من المرجح أن يؤدي التركيز المتزايد على البحث والتطوير إلى تسريع الابتكار في مجال التكنولوجيا الدفاعية. يثير البعض قلقًا من أن يؤدي “اقتصاد الحرب” إلى سباق تسلح جديد في أوروبا. تثار أيضًا مخاوف بشأن التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية لزيادة الإنفاق على الأسلحة. يُعد تحويل صناعة الأسلحة الأوروبية إلى “اقتصاد حرب” خطوة كبيرة ذات عواقب بعيدة المدى.وعدت مفوضية الاتحاد الأوروبي بمبلغ إجمالي قدره 1.5 مليار يورو للأعوام من 2025 إلى 2027 لجعل صناعة الدفاع الأوروبية أكثر قدرة على التكيف. وهناك أيضا إمكانية استخدام أرباح الأموال الروسية في الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا.

يعتقد ديك زاندي، كبير الباحثين في معهد كلينغينديل الهولندي للعلاقات الدولية، أن هذا أمر طموح للغاية، خاصة في ضوء الأرقام التي تم الحصول عليها في السنوات الأخيرة. ففي عام 2021 مثلا، تم شراء حوالي 18 بالمئة من المنتجات الدفاعية بشكل مشترك من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكانت الدول الأعضاء قد حددت بالفعل هدفا بنسبة 35 بالمئة في عام 2007. ويتوقع ديك زاندي أن تلقى هذه الاستراتيجية استحسان الدول الأعضاء، لأنها شاركت في تطويرها. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم إقرار القانون فعليا.

مخاوف من خطة بروكسل لتعزيز التمويل المشترك للدفاع

يواجه اقتراح الاتحاد الأوروبي لتعزيز التمويل المشترك للدفاع معارضة من دوله المحافظة مالياً، مما يثير تساؤلات حول جدوى التوسع السريع في القدرات الصناعية للقارة. تسعى أغلب الدول الأعضاء إلى تعزيز الدفاع الأوروبي وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، بينما تبرز خلافات حول دور المفوضية الأوروبية في إدارة الصناديق المشتركة الجديدة المخصصة للدفاع. تعكس هذه التحفظات صعوبة توسيع القدرات العسكرية لأوروبا في ظل الضغوط المالية العامة والانقسامات حول مزايا تمكين بروكسل في مجال السياسة الدفاعية. يُعارض بعض الدبلوماسيين الأوروبيين بشدة فكرة سيطرة المفوضية على هذا المجال، ويرون أن إصدار سندات دفاعية مشتركة من قبل الدول الأعضاء الـ27 “محض خيال”. ويرى آخرون أن الحكومات وشركات الدفاع هي من يجب أن تقود هذه الجهود، دون تدخل مفرط من المفوضية.الاتحاد الأوروبي ـ كيفية التعامل مع تداعيات حرب غزة؟

قدمت  رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين خطة مفصلة لقطاع الدفاع في أوروبا تشمل: تشجيع المشتريات المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي. دعم بروكسل للأسلحة الحيوية من الناحية الاستراتيجية. ضمان مستويات معينة من الإنتاج. إنشاء صندوق جديد لدعم شركات الدفاع الصغيرة. تُواجه هذه الخطة مقاومة من دول مثل ألمانيا وهولندا، اللتان لا تؤيدان إصدار ديون جديدة. من ناحية أخرى، تدعم فرنسا إصدار ديون مشتركة بقيمة 100 مليار يورو لتمويل الاستثمارات الدفاعية. يُنتظر تحديد جدول زمني للخطة، والتي تتطلب موافقة أغلبية دول الاتحاد الأوروبي. تُعد هذه التطورات مؤشراً على التحديات التي تواجهها أوروبا في مساعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية. تم إنشاء صندوق بقيمة 7 مليارات يورو لدعم المشتريات المشتركة للأسلحة وبرامج البحث والتطوير. تم إطلاق برنامج جديد لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال تطوير القدرات الدفاعية. تم تبسيط قواعد الشراء المشتركة للأسلحة من أجل تسريع العمليات وزيادة الكفاءة. تم إطلاق مبادرة جديدة لتشجيع الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الدفاع.

وترى دانييلا شوارزر، عضو المجلس التنفيذي لمؤسسة برتلسمان، ومديرة سابقة للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية أن الزعماء الأوروبيون قد أهدروا الفرصة لتوضيح خططهم لتعزيز ركيزة حلف شمال الأطلسي الأوروبية، وتأسيس قدر أعظم من الردع في القارة، وتثبيت الاستقرار في الجوار، وتطوير صناعة دفاع أوروبية قوية بمعنى الكيفية التي يراعون بها أمنهم. وتقول إن الفرصة التالية أمام الزعماء الأوروبيين لإثبات جديتهم ستكون في قمة حلف شمال الأطلسي في شهر يوليو 2024. إذا لم تستجمع أوروبا قواها دفاعيا فقد نتذكر عام 2024 باعتباره العام الذي هُـجِـرت فيه أوكرانيا، وتفكك التحالف عبر الأطلسي

تقييم وقراءة مستقبلية

تُمثّل خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز صناعات الدفاع خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلالية والأمان بالرغم من التحديات التي تواجهها. وبفضل التعاون والالتزام من قبل الدول الأعضاء، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يطور قاعدة صناعية دفاعية قوية وفعالة تُساهم في ضمان أمنه واستقراره على المدى الطويل.

تعتبراستراتيجية الاتحاد الأوروبي للصناعات الدفاعية خطوة طموحة نحو تعزيز التعاون الدفاعي في أوروبا وخفض الاعتماد على الواردات العسكرية من خارج الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاستراتيجية سيعتمد على قدرة المفوضية على التغلب على التحديات، والحصول على دعم وتعاون الدول الأعضاء والشركات الأوروبية.

يتوقع أن يؤدي الشراء المشترك إلى خفض التكاليف وتحسين نوعية المعدات. وأن يؤدي زيادة الاستثمار في البحث والتطوير إلى تطوير تقنيات دفاعية متقدمة. ومن المتوقع أن تخلق هذه الاستراتيجية فرص عمل جديدة في قطاع الدفاع الأوروبي، كما ستؤدي هذه الاستراتيجية إلى تحسين قدرات الدفاع الأوروبية بشكل عام. من المتوقع لأيضًا أن تؤدي الخطة إلى زيادة كبيرة في القدرات الدفاعية لأوروبا. كما ستُعزز الخطة التعاون بين الدول الأعضاء في مجال الدفاع. كذلك  تُساهم الخطة في تعزيز الأمن الأوروبي بشكل عام.

قد تواجه المفوضية الأوروبية صعوبات في إقناع جميع الدول الأعضاء بالانضمام إلى هذه الاستراتيجية، وقد لا تكون الأموال المخصصة كافية لتحقيق جميع أهداف الاستراتيجية.قد تواجه عملية التنسيق بين الدول الأعضاء والهيئات المختلفة صعوبات.

ربما تُواجه الخطة مقاومة من بعض الدول الأعضاء التي تفضل الحفاظ على سيطرتها الوطنية على قدراتها الدفاعية. قد تواجه الخطة صعوبات في التمويل، خاصة في ظل الضغوط المالية التي تواجهها العديد من الدول الأعضاء. قد تُؤدي التغييرات الجيوسياسية غير المتوقعة إلى تغيير مسار الخطة.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93579

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

EU aims to shift European arms industry to ‘war economy mode’

https://bit.ly/3w4EDa2

Understanding the EU’s New Defense Industrial Strategy

https://bit.ly/4aLqYnf

Better together: The European effort on joint defense projects

https://politi.co/3wdPIp4

هل تتعامل أوروبا بأي قدر من الجدية مع أمور الدفاع؟

https://bit.ly/3QjqY5S

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...