الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الاتحاد الأوروبي ـ كيفية التعامل مع تداعيات حرب غزة؟

حرب غزة
نوفمبر 25, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

تسبب التصعيد الراهن بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، في صعود المخاوف مجدداً داخل دول الاتحاد الأوروبي من عودة الإرهاب، لاسيما مع رصد بعض هجمات مصنفة في إطار معاداة السامية وأخرى مصنفة في إطار الإسلاموفوبيا، في أعقاب هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من إعلان إسرائيل لعملية “السيوف الحديدية” على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه تباين موقف الاتحاد الأوروبي من هذا التصعيد، الذي انعكس على الأوضاع الإنسانية والصحية للمدنيين الفلسطينيين في ظل استمراره لنحو 50 يوماً.

موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب على غزة

تبنى الاتحاد الأوروبي على مدار أسابيع الحرب موقفاً واضحاً من رفضه لهجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، وضرورة التنسيق الدائم مع الشركاء بمنطقة الشرق الأوسط، لمنع حماس من أن تستفيد من أي أموال أو مساعدات إنسانية يقدمها للشعب الفلسطيني، مشدداً على مساندة إسرائيل، وأعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع وحسن الجوار أوليفر فارهيلي في 9 أكتوبر2023، تعليق الاتحاد مساعداته للفلسطينيين ومراجعة المشاريع المشتركة مع السلطة الفلسطينية التي تزيد عن (691) مليون يورو، معتبراً هجوم حماس مؤشر على وصول الإرهاب ضد إسرائيل لنقطة تحول.

سرعان ما تراجع الاتحاد عن هذا القرار، بالإعلان عن مراجعة المساعدات بشكل عاجل ولن يكون هناك تعليق للمدفوعات، لذا أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 6 نوفمبر، عن مساعدات قدرها (25) مليون يورو للفلسطينيين في قطاع غزة، مطالبة بإقامة ممر بحري انطلاقاً من قبرص لنقل المساعدات لغزة، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية من التكتل إلى (100) مليون يورو. وأكدت دول التكتل في 15 أكتوبر على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بحسب القانون الدولي، مشددة على أهمية وصول المساعدات للمدنيين وليس لأي منظمات خارجة عن القانون لتجنب أي تصعيد إقليمي. ليرحب الاتحاد في 22 نوفمبر باتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس التي تم إقرارها لمدة (4) أيام.

دعوات التكتل الأوروبي للتهدئة

بعد خروج مظاهرات شعبية في شوارع العواصم الأوروبية، للمطالبة بوقف إطلاق النار والتنديد بالتصعيد الإسرائيلي على غزة، ظهرت أصوات داخل الاتحاد للمطالبة بهدنة إنسانية، وفي 23 أكتوبر دعا زعماء الاتحاد لهدنة حتى يتمكنوا من إدخال المساعدات، وطالب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بوقف القتال بين إسرائيل وحماس، وأعلنوا تأييدهم لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن ضرورة وصول المساعدات بشكل آمن للمتضررين من الحرب.

كرر التكتل خلال قمة بروكسل في 26 أكتوبر دعوته، لفتح ممرات إنسانية وهدنات للسماح بدخول المساعدات رغم تباين المواقف بين الدول الأعضاء بشأن إدانة حماس ودعم إسرائيل في الصراع الحالي، وشدد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 12 نوفمبر على أهمية البدء في الهدنة وفتح ممرات آمنة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.أمن دولي ـ كيف يتعامل المجتمع الدولي مع التصعيد في غزة؟

 انقسام الاتحاد الأوروبي حول التصعيد في غزة

كشف التصعيد في غزة عن خلافات داخل التكتل الأوروبي، واتجهت تصريحات منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لمساندة الفلسطينيين والرفض التام لممارسات إسرائيل، وطالب دول التكتل بزيادة المساعدات المقررة للفلسطينيين لعام 2023 بقيمة (28) مليون يورو، مؤكداً أن قطع إسرائيل للمياه والكهرباء والحصار الغذائي على غزة يتناقض مع أحكام القانون الدولي. وجاء موقف بوريل رداً على تصريحات المفوض الأوروبي أوليفر فارهيلي المتعلق بوقف المساعدات للفلسطينيين.

توافقت دول التكتل باستثناء المجر والنمسا في 11 أكتوبر على إدانة حماس وضرورة إبقاء المساعدات، وأعلنت النمسا تعليق مساعداتها للفلسطينيين بنحو (19) مليون يورو، وظهر تباين المواقف واضحاً خلال اجتماع 23 أكتوبر، وأيدت ألمانيا وإيطاليا والنمسا عمليات إسرائيل ضد غزة، بينما شددت بلجيكا وهولندا وإسبانيا وأيرلندا على ضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات. بينما اتسم الموقف الفرنسي في بداية الحرب بالانحياز الواضح لإسرائيل، وسرعان ما تغير هذا الموقف بالمطالبة بوقف القصف والبدء في هدنة، والتنديد بتعليق المساعدات الموجهة للمدنيين.

مخاوف أوروبية من انتشار الإرهاب

بعد أيام من هجوم حماس ضد إسرائيل، حذر الاتحاد شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد للحركة على منصات التواصل الاجتماعي، نظراً لأنه يعتبر أي محتوى متعلق بحماس غير قانوني أو متطرف، ويجب إزالته وفقاً لقانون الخدمات الرقمية واللائحة التنظيمية للتصدي لأي محتوى متطرف عبر الإنترنت. وتوالت التحذيرات من موجة إرهاب جديدة تهدد أوروبا، وقال خبير الإرهاب الألماني بيتر نيومان، إن “الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس يذكرنا بملابسات صعود تنظيم داعش في سوريا”، مشيراً إلى أن هذه الموجة من الإرهاب ستصبح أكثر دراماتيكية للانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي ومفهوم الذئاب المنفردة.مكافحة الإرهاب ـ ماعلاقة حرب غزة بزيادة التطرف والإرهاب في ألمانيا؟

جاءت هذه التحذيرات بعد هجومين وقعا في فرنسا وبلجيكا في أعقاب التصعيد في غزة، إضافة إلى رصد حوادث معادية للسامية في بعض بلدان أوروبا، وترتبط المخاوف الأوروبية بأن التهديد الإرهابي لا يأتي من جماعات متطرفة بل من أفراد داخل أوروبا. وأشارت وكالة الاستخبارات الفرنسية”DGSI” إلى أن المتطرفين أصبحوا من الشباب ولا ينتمون إلى منظمة إرهابية، وفي 27 أكتوبر حذرت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية “يوروبول” من هجمات إرهابية على أوروبا وتجنيد الشباب من قبل التنظيمات المتطرفة، ما يجعل الذئاب المنفردة أكبر تهديد يواجه أمن القارة الأوروبية.

تدابير الاتحاد الأوروبي للتعامل مع تداعيات الحرب

ناقش وزراء داخلية الاتحاد في 19 أكتوبر 2023 تأثير الحرب الراهنة على الاتحاد، وتقييم العواقب المحتملة مع رصد حوادث عنف في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، لتعلن ألمانيا أهمية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حماس. وشدد التكتل على أهمية حماية الحدود الخارجية بشكل أفضل في مجال إنفاذ القانون، وتحسين الأمن الداخلي والعمل مع دول خارج الاتحاد بشأن تبادل المعلومات، مؤكداً على أن الدول الأعضاء متحدون في الحرب ضد الإرهاب والتطرف العنيف بكافة أشكاله. وفي إطار طرح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 6 نوفمبر 2023 مبادئ لمستقبل غزة بعد الحرب، شددت على أنه لا يمكن أن تكون غزة ملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة، وألا تسيطر حماس على حكم القطاع، وينبغي أن تكون هناك دولة فلسطينية واحدة وسلطة فلسطينية واحدة هناك. كما أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في 10 نوفمبر 2023، أن على الاتحاد دراسة منع الإسرائيليين المتطرفين الذين يدعون للعنف ضد الفلسطينيين من زيارة أوروبا، معتبراً عدم اتخاذ إجراءات ضد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية أمر غير مقبول.ملف: أمن دولي – حرب غزة وتداعياتها الأمنية دولياً

تقييم وقراءة مستقبلية

– موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب على غزة اتسم بالانقسام، حيث تدعم دول مثل ألمانيا والنمسا والمجر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتدين هجوم حماس، نظراً لأن الاتحاد ترى ممارسات حماس تهديد إلى أمن إسرائيل لاسيما وأنها مصنفة منظمة موضوعة على قوائم الاتحاد، بينما تؤكد دول أخرى مثل بلجيكا وإسبانيا وأيرلندا على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، تخوفاً من تداعيات إنسانية غير مسبوق على غزة ورفضاً لسياسات إسرائيل ضد المدنيين، وانضمت مؤخرا فرنسا إلى المعسكر الأوروبي الثاني المؤيد للهدنة، الأمر الذي دفع التكتل للتراجع عن تعليق المساعدات للفلسطينيين.

-الخلافات القائمة بين التكتل الأوروبي بشأن غزة، يضعف من موقفه أمام الشارع الأوروبي من ناحية والرأي العام من ناحية أخرى، ويعقد وضع رؤية موحدة شاملة تجاه غزة والصراع الراهن في الشرق الأوسط، ما يتطلب حل نقاط الخلاف ووضع مقاربة واحدة للتصدي لأي تداعيات لهذا الصراع.

– التأييد الشعبي الواسع في دول أوروبا لفلسطين بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة، وانتشار صور وفيديوهات لعمليات القصف الإسرائيلي على المستشفيات والمباني السكنية، ساهم في الضغط على الحكومات الأوروبية ومن ثم الاتحاد، لاتخاذ موقف حاسم بشأن إقرار هدنة في غزة، وفي الوقت نفسه أثار هذا التعاطف مخاوف داخل دول الاتحاد لانتشار أفكار متطرفة معادية للسامية، وأخرى داعمة للإسلاموفوبيا كرد فعل، الأمر الذي يهدد الأمن المجتمعي الأوروبي في حال استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

– طول مدة الحرب على غزة يمكن أن تستغله أحزاب اليمين المتطرف، لتأجيج الأوضاع الداخلية في الاتحاد الأوروبي مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024، وانتقاد موقف الاتحاد بشأن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، أو لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة وحل، ما يجعل حكومات الاتحاد في مأزق لتبني موقف متوازن في هذا التصعيد الحالي.

-المخاوف الأوروبية المتعلقة بتمدد الإرهاب جراء التصعيد في غزة، ترتبط بالانتشار الواسع لمقاطع الفيديو الخاصة باستهداف المدنيين في القطاع الفلسطيني، في الوقت الذي توسع مفهوم الذئاب المنفردة في أوروبا بشكل متسارع، ما يتطلب مراقبة المحتوى المتطرف على شبكة الإنترنت والتعاون بين أجهزة الاستخبارات داخل التكتل.

– تدرك أوروبا جيداً أن تداعيات الحرب على غزة في حال توسع نطاق الصراع، سيضرها بشكل مباشر، لذا ينبغي على الاتحاد الأوروبي الشروع في وقف التصعيد والتوصل إلى اتفاق يضمن حقوق المدنيين ويعمل على حل الدولتين، ومن الممكن أن يستفيد الاتحاد من الإعلان عن أول هدنة إنسانية في غزة، بالضغط على الأطراف لتمديد وقف دائم ونهائي لإطلاق النار، ما يرسخ لدوره على الساحة العالمية، وينفي أي انتقادات بشأن التبعية للولايات المتحدة في هذه القضايا.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=92115

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي تدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية

https://bit.ly/49GCYpW

بلجيكا تحض أوروبا على فرض عقوبات على المتطرفين الإسرائيليين

https://bit.ly/3MPcaKx

فون دير لاين تطرح 5 مبادئ بشأن مستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب

https://bit.ly/3sEWIJW

EU aid to Palestinians will ‘not be cancelled’ as decision reversed

https://bit.ly/3sv5wlL

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...