بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)
يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية وصحية عقب شن إسرائيل عملية “السيوف الحديدية” في 7 أكتوبر 2023، رداً على هجوم حماس الذي عرف باسم “طوفان الأقصى”، الأمر الذي يثير مخاوف المنظمات الدولية والإغاثية من سوء الأوضاع، في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وحماس، وتداعياته التي تسببت في سقوط آلاف القتلى والجرحى بعد مرور أكثر من شهر على هذا التصعيد، مع إخفاق مجلس الأمن في التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار والبدء في هدنة إنسانية فورية.
الوضع الإنساني والصحي في غزة
يخضع قطاع غزة الذي يضم أكثر من (2) مليون شخص لحصار مطبق من إسرائيل منذ 9 أكتوبر 2023، ما تسبب في نقص حاد لإمدادات الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود.
استهدفت الحرب المباني السكانية والمستشفيات، وفي 14 أكتوبر طالبت إسرائيل جهات طبية فلسطينية بإخلاء عدة مستشفيات في شمال القطاع مثل مستشفى القدس، وتسببت الهجمات بقنابل الفوسفور الأبيض في إخلاء مستشفيي الدرة وبيت حانون، وأكدت جهات فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مستشفى المعمداني وأسقطت نحو (500) قتيل، وفي المقابل نفت إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم واتهمت حركة الجهاد الفلسطينية بتنفيذه.
قدرت الأمم المتحدة الاحتياجات الإنسانية في الضفة الغربية وغزة، بنحو (1.2) مليار دولار حتى نهاية 2023 لتلبية احتياجات (2.7) مليون نسمة، في ظل منع إسرائيل إدخال الوقود لغزة ونزوح (1.4) مليون شخص من شمال لجنوب غزة.
رغم فتح معبر رفح في الأول من نوفمبر لنقل الجرحى من غزة للعلاج بالمستشفيات المصرية، حذرت منظمة الصحة العالمية من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يتطلب خروج (100) مريض يومياً من القطاع للحصول على الخدمات الصحية، بعد تعرض المنشآت الصحية إلى (82) هجوماً وقتل نحو (16) من العاملين بالقطاع الصحي وتضرر (28) سيارة إسعاف.
يزداد الوضع سوءاً باستهداف المنظمات الإغاثية في غزة، وتم رصد (34) هجمة إسرائيلية على هيئات الإغاثة الدولية، وقتل (67) موظفاً من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).
يتسبب الصراع بين حماس وإسرائيل، في قتل طفل واحد على الأقل وجرح اثنان كل (10) دقائق، وتجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في الحرب الراهنة العدد السنوي للأطفال الذين قتلوا في مناطق النزاعات منذ 2019.
موقف الأمم المتحدة من التصعيد في غزة
اتخذت الأمم المتحدة موقفاً مغايراً للدول الغربية بشأن الأحداث في غزة، في 10 أكتوبر قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الوضع الإنساني في غزة كان مأساوياً قبل الحرب والآن سيتدهور أكثر، مؤكداً أن هجمات حماس لم تأتي من فراغ بل نتاج احتلال دام (75) عاماً للأراضي الفلسطينية.
تعليقاً على مطالبة إسرائيل في 13 أكتوبر لسكان غزة بإخلاء منازلهم، طالب غوتيريش إسرائيل بإعادة النظر في القرار، نظراً لأن عملية الإجلاء الجماعي يكون لها عواقب إنسانية مدمرة.
دعا غوتيريش على مدار أكثر من شهر بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وأكد بجلسة طارئة لمجلس الأمن في 24 أكتوبر، على أن هجمات حماس لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي بحق المدنيين، لذا أدان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين تصريحاته، وطالبه السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة جلعاد إردان بتقديم استقالته، وفي المقابل شدد غوتيريش على موقفه الرافض لهجمات حماس وألا تصبح تبريراً للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
شهدت جلسة 28 أكتوبر بالأمم المتحدة، دعوة بأغلبية ساحقة للجمعية العامة لتطبيق هدنة إنسانية وإدخال المساعدات لغزة، وحظي القرار الأممي بتأييد (121) صوتاً ومعارضة (14) صوتاً. وجاء القرار من المجموعة العربية بعد فشل مجلس الأمن (4) مرات في تبني قرار لوقف إطلاق النار بغزة.
انتقدت الولايات المتحدة وإسرائيل القرار لعدم إشارته لحركة حماس، واتهم المندوب الإسرائيلي بالأمم المتحدة من صوت لصالح القرار بأنهم يفضلون الدفاع عن إرهابيين نازيين بدلاً من إسرائيل، مشدداً على أن الأمم المتحدة لم تعد لديها شرعية فيما يتعلق بالأمر.
حذر غوتيريش في 31 أكتوبر من خطورة تصاعد الصراع، عقب استهداف إسرائيل مخيم جباليا واستمرار إطلاق الصواريخ من غزة ناحية إسرائيل. وجدد دعوته في 6 نوفمبر لوقف إطلاق النار نظراً لتحول الوضع من أزمة إنسانية في غزة إلى أزمة للبشرية ككل.أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في العلاقات الأوروبية والمواثيق الدولية (ملف)
انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين
انتهجت إسرائيل سياسات استيطانية توسعية في 2023، وخططت لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون بحلول 2050، بعملية تهجير قسري لسكان (3) مناطق عشوائية وإقامة مستوطنات بديلة، ما يعد مخالفاً لقرار (2334) لمجلس الأمن الذي أكد على أن الاستيطان غير شرعي وعلى إسرائيل وقف هذه الأعمال.
يشمل المخطط الاستيطاني إقامة مدينة شمال الضفة لتستوعب (30) ألف مستوطن، ومدينة جنوب غربي الضفة ووسطها لتستوعب (100) ألف مستوطن.، ومناطق صناعية ومستشفى وسكة حديد ومطار ومركز طبي ومراكز ثقافية.
أبدت الولايات المتحدة في يونيو 2023 قلقها، إزاء تخطيط إسرائيل لأكثر من (4) آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، بعد تصديقها على تعديل يسمح بتسريع عمليات البناء الاستيطاني. يتواجد في الضفة الغربية نحو نصف مليون مستوطن في (132) مستوطنة و(146) بؤرة استيطانية بين أكثر من (3) ملايين فلسطيني، إضافة إلى (230) ألف مستوطن في (14) مستوطنة بالقدس الشرقية.
بعد شن إسرائيل هجماتها على غزة، طالبت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها الشامل على غزة، ووصفت القصف الجوي الإسرائيلي لأهداف مدنية بـ “جرائم حرب”.
أكد المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في 30 أكتوبر خلال زيارته لمعبر رفح، أن على إسرائيل أن تعلم انتهاكها للقانون الدولي بحربها على غزة، وأن عرقلة الإمدادات الإغاثية تشكل جريمة. ورفعت منظمة “مراسلون بلا حدود” دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب ارتكبت بحق صحفيين خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث قتل (34) صحفياً منذ بداية الحرب.
قصفت إسرائيل في 31 أكتوبر مخيم جباليا للاجئين ما أسفر عن (400) قتيل وجريح، وأكد الجيش الإسرائيل قصفه للمخيم لاستهداف أحد قيادات حماس. شنت إسرائيل غارات جوية على مخيمات الشاطئ والمغازي والنصيرات بغزة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. واستهدف الطيران الإسرائيلي في 3 نوفمبر (3) مستشفيات وهي الشفاء والقدس والإندونيسي، إضافة إلى قوافل سيارات إسعاف كنت متوجهة لمعبر رفح، واقتحمت القوات مخيم جنين بالضفة الغربية يومي 8 و9 نوفمبر ليسقط (14) فلسطينياً.
الموقف الغربي من التصعيد في غزة
تبنت أغلب الدول الأوروبية والولايات المتحدة موقفاً منحازاً لإسرائيل منذ اندلاع الحرب، وفي 9 أكتوبر أصدرت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا بياناً، للإعلان عن التضامن مع إسرائيل وإدانة أعمال حركة حماس، وخلال جلسة بمجلس الأمن في 10 أكتوبر ركزت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وسويسرا ومالطا على التنديد بهجوم حماس.
جدد قادة الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا في 23 أكتوبر، دعمهم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، مطالبين بحماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي.
تحصل إسرائيل على دعم أمريكي غير مسبوق في هذه الحرب، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في 7 أكتوبر على أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر”، وأن لها الحق في الدفاع عن نفسها.
حملت زيارة بايدن لتل أبيب في 18 أكتوبر رسالة تضامن واضحة من واشنطن لإسرائيل، وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تل أبيب (3) مرات منذ بداية الأحداث للتأكيد على التزام بلاده بدعم إسرائيل.
تباينت تصريحات المسؤولين الأمريكيين في الأيام الأخيرة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن بلاده لا تؤيد دعوات وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، بينما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، إن أمريكا لا تؤيد إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها قسرياً. وأعلن البيت الأبيض أن إسرائيل ستطبق هدنة مدتها (4) ساعات يومياً بداية من 9 نوفمبر بشمال غزة، للسماح للمدنيين بالفرار من القتال.
تبنى الكونغرس في 2 نوفمبر حزمة مساعدات بقيمة (14) مليار دولار لإسرائيل، ما يؤكد على حرص بايدن الشديد لإظهار مساندة غير مشروطة لإسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر 2024 وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 13 أكتوبر، على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها رداً على التنظيمات الإرهابية بما فيها حماس بحسب وصفه، ودعا ماكرون خلال مؤتمر باريس الإنساني حول غزة في 9 نوفمبر إلى وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن إجمالي المساعدات الإنسانية الفرنسية للفلسطينيين سيصل (100) مليون يورو.أمن دولي ـ حرب غزة، الدعم الأوروبي لإسرائيل في الدفاع والأمن
كما زار المستشار الألماني أولاف شولتز في 17 أكتوبر تل أبيب، مؤكداً أن أمن إسرائيل مصلحة وطنية عليا لبرلين، ويعد هذا التصريح ترجمة للعلاقات الألمانية الإسرائيلية التي تتميز بطبيعة خاصة تاريخية، فبقاء إسرائيل مصلحة قومية لألمانيا يتعلق بالحقبة النازية، وأصبحت ألمانيا ثاني أهم شريك تجاري لها بتوقيع اتفاقيات في التعليم والدفاع والبيئة.
رغم الموقف الفرنسي والألماني الداعم لإسرائيل، إلا أن هناك انقسام في الموقف الأوروبي، وأيدت فرنسا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بوقف إطلاق النار، بينما رفضته النمسا وامتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت.
في الوقت الذي تظهر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مساندتها لإسرائيل، يبدي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل رفضه لسياسات إسرائيل، بينما توافق قادة الاتحاد الأوروبي في 26 أكتوبر على فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات لغزة.
الفرق بين حماس وداعش
يبرز الخلاف بين حماس وداعش في الإيدلوجية، وتستهدف حماس إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، بينما تقوم إيدلوجية داعش على إقامة الخلافة المزعومة عابرة للحدود دون التقيد بمشروع قومي. نفذ داعش هجمات إرهابية حول العالم وضم مقاتلين من جنسيات مختلفة، بينما ركزت حماس هجماتها ضد إسرائيل كرد فعل على ممارسات الاستيطان واستهداف الفلسطينيين، وخرجت حماس من داخل الأراضي الفلسطينية. بينما شاركت حماس في انتخابات سابقة للوصول إلى السلطة بغزة وتحظى بتأييد بعض الفلسطينيين، لا يؤمن داعش بالانتخابات بل بالعنف لتحقيق أهدافه، ولا يحظى بأي تأييد من المناطق التي احتلها. أمن دولي ـ موقف دول أوروبا من حركة حماس
تقييم وقراءة مستقبلية
– يمهما كان الموقف من حماس وممارساتها، فأن هجوم حماس الأخير جاء نتيجة لممارسات إسرائيل منذ عقود، من استهداف المدنيين والاعتقالات والحصار، إلى توسع عمليات الاستيطان التي تتعارض بالأساس مع الاتفاقيات الدولية، ما يزيد من غضب الشعب الفلسطيني وحركة حماس بشأن ابتعاد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن أي أفق للحل، ويزيد المخاوف الفلسطينية وتهجير السكان من أراضيهم.
– الأزمة الراهنة التي دخلت شهرها الثاني، تشير إلى ضرورة وجود حل لإقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية والعودة إلى بنود اتفاقية أوسلو المتعلقة بإحلال السلام بينهما، ما يلزم المجتمع الدولي والولايات المتحدة ودول أوروبا باتخاذ إجراءات حقيقية لوقف إطلاق النار والعودة للمباحثات من جديد، خاصة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة واستمرار الحصار الإسرائيلي لها.
– الموقف الغربي الداعم لإسرائيل يأتي من منطلق الحفاظ على مصالحه بالمنطقة، والتخوف من توسع نفوذ إيران عبر حركة حماس، والتأكيد على امتلاك القدرات العسكرية والسياسية لكسب معارك في ظل استمرار الحرب الأوكرانية، ولكن في الوقت نفسه لا يبرر الصمت إزاء التجاوزات الإسرائيلية بحق المدنيين والاستهداف المباشر للمخيمات والمستشفيات، ما يتطلب من الغرب الضغط على إسرائيل للتوصل لهدنة إنسانية وإنهاء الحصار على غزة.
– من الملاحظ وجود تحول واضح في موقف فرنسا، خاصة بعد مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الأولى بمؤتمر باريس الدولي بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، ما يعني أن الأسابيع المقبلة ستشهد تغيرات نوعية في مواقف بعض دول أوروبا، لإدراكها خطورة الوضع الحالي.
– تصاعد الهجمات الإسرائيلية يزيد من احتمالية وقوع كارثة إنسانية في غزة وتصاعد رد فعل حماس، ما ينعكس على وضع المدنيين في الجانبين، ويدخل المنطقة إلى صراع أوسع وأشد خطورة، يتسبب في تداعيات جسيمة على العالم ككل تتعلق بأمن الطاقة والغذاء.
– الانتهاكات الإسرائيلية المسجلة لدى المنظمات الدولية، يجب تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبيها، منعاً من تكرار هجوم “طوفان الأقصى” مرة أخرى كرد فعل وتفاقم الصراع بين حماس وإسرائيل.
– حماس لا تمثل الفلسطينيين ولايمكن أخذ الشعب الفلسطيني بجريرة حماس مهما كان تصنيفها كمنظمة موضوعة على قائمة التطرف والإرهاب أم لا،لان هذا سوف يضيع حق الفلسطينيين في أراضيهم ويبرر لإسرائيل أفعالها بحق المدنيين، ما يجعل التوافق على تعريف للإرهاب الدولي أمر حتمي الآن، لإيصال الصورة بشكل واضح إلى الرأي العام الغربي.
– طول أمد الحرب بين إسرائيل وحماس يعقد المشهد أكثر، ما يستدعي توافق دولي على هدنة إنسانية، وضغط الأطراف الإقليمية والدولية على إسرائيل وحماس لوقف الهجمات، والبدء في خطوات فعلية لحل الدولتين.
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=92010
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
Damning evidence of war crimes as Israeli attacks wipe out entire families in Gaza
مراسلون بلا حدود ترفع دعوى للجنائية الدولية بشأن جرائم حرب ضد صحفيين بغزة
بايدن وقادة غربيون يؤكدون دعمهم “لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها” ويحثونها على حماية المدنيين
بسبب الاكتظاظ والركام ونقص الوقود… توزيع المساعدات في غزة عملية معقّدة