الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في العلاقات الأوروبية والمواثيق الدولية (ملف)

نوفمبر 07, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات 

تصفح الملف  تسخة الملف pdf

يتناول الملف بالعرض والتحليل الموقف الأوروبي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وواقع علاقات وتعاون الاتحاد الأوروبي والدول الأوربية مع إسرائيل في المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية، كما يتطرق الملف للعلاقات الأوروبية الفلسطينية سواء على مستوى السلطة الفلسطينية أم حركة حماس. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
  1.  أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل
  2.  أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع فلسطين
  3.  أمن دولي ـ موقف دول أوروبا من حركة حماس

1- أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

تسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في انقسامات بين الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي، فبينما أعلنت بعض الدول الأوروبية أعلنت دعمها الكامل لإسرائيل سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، أعلنت بعض الدول الأخرى عن تأييدها لفلسطين، وانتقدت هجمات إسرائيل على غزة. تنامى قلق الدول الأوروبية من تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتزايد التهديدات الإرهابية، وارتفاع جرائم معادة السامية والإسلاموفوبيا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يهدد تهدد التعايش السلمي في أوروبا.

ألمانيا

الجالية اليهودية في ألمانيا ومعاداة السامية

زاد تعداد اليهود في ألمانيا منذ العام 1989، كما زاد في العام 2018 ليصل إلى أكثر من (200) ألف يهودياً، ويعد اليهود في فرانكفورت واحدة من أكبر لتجمعات اليهودية في ألمانيا بـ (6500) يهودياً حسب الإحصائيات في العام 2020. كان تعداد اليهود في ألمانيا قبل عام 1989 يقل عن (30) ألف شخص، معظمهم من الاتحاد السوفيتي السابق. سجلت جرائم معاداة السامية في برلين مستوى قياسياً جديداً في العام 2022، ويقول مفوض معاداة السامية في برلين إن عدد الجرائم المسجلة العام 2022 بلغ (691) جريمة مقارنة بـ (661) مسجلة عام 2021.

العلاقات الألمانية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : بلغت صادرات ألمانيا إلى إسرائيل (396) مليون يورو، فيما بلغت واردات ألمانيا من إسرائيل (254) مليون يورو من إسرائيل، مما أدى إلى ميزان تجاري إيجابي قدره (142) مليون يورو خلال يوليو 2022 ويوليو 2023. انخفضت صادرات ألمانيا بمقدار (39.5) مليون يورو بنسبة (9.07%) من (436) مليون يورو إلى (396) مليون يورو، بينما زادت الواردات بمقدار (28.2) مليون يورو بنسبة (12.5%) من (226) مليون يورو إلى (254) مليون يورو في يوليو 2023.

التعاون العسكري والأمني: وقّعت ألمانيا في 28 سبتمبر 2023 على اتفاقية لشراء منظومة “سهم 3” الدفاعية من إسرائيل، بتكلفة قاربت الـ(4) مليارات يورو. تبلغ قيمة الصادرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية (12.5) مليار دولار عام 2022، ومن المتوقع أن ترتفع قيمتها إلى أكثر من (15) ملياراً في 17 أغسطس 2023، وتبلغ حصة أوروبا من هذه الصفقات (40%) على الأقل. وضعت ألمانيا في 12 أكتوبر 2023 طائرتين مسيرتين حربيتين من طراز “هيرون تي بي” تحت تصرف إسرائيل لتستخدمهما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة مطالبات إسرائيلية مبدئية للحصول على ذخيرة للسفن. أعلنت إسرائيل في 20 يناير 2022 عن عقد صفقة لتطوير وشراء غواصات ألمانية مقابل (3.4) مليارات دولار، مع وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية للاستثمار في الصناعات الإسرائيلية بما في ذلك الشركات العاملة في مجال الدفاع.

التعاون السياسي : تطورت العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل منذ 1965، حيث أقيمت فيه العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. نظمت اتفاقية “لوكسمبورغ” في العام 1952المدفوعات والخدمات الألمانية بالإضافة إلى الالتزام بإعادة الأصول. ترى برلين أنها تتحمل “مسؤولية خاصة” تجاه إسرائيل، وإن التزامها تجاه إسرائيل هو أكثر من مجرد هدف سياسي؛ وهذا ما يجعل أمن إسرائيل ووجودها بمثابة “مصلحة وطنية”. يقول “أولاف شولتس” المستشار الألماني “في هذه اللحظة، لا يوجد سوى مكان واحد تقف فيه ألمانيا. إنه بجانب إسرائيل”. “وهذا ما نعنيه عندما نقول إن أمن إسرائيل هو “مصلحة وطنية ألمانية”. أصبحت مسألة التعويضات عن “الهولوكوست” قضية سياسية مهمة في العلاقات بين إسرائيل وألمانيا في الثامن من فبراير 2023، ودفعت ألمانيا حتي 2023 أكثر من (80) مليار يورو كتعويضات. أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الأوروبي

زار ” أولاف شولتس” المستشار الألماني في الثاني من مارس 2022، وأتت الزيارة على خلفية التقدم الكبير في المحادثات بين إيران والدول العظمى قبيل استئناف التوقيع على اتفاق نووي. أجرى “أولاف شولتس” المستشارُ الألمانيُّ في 17 أكتوبر 2023 محادثات في عدة محاور خلال زيارة لإسرائيل، من بينها كيفية تحرير الرهائن البالغ عددُهم قرابة (200). أجرى “يائير لابيد” رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق زيارة إلى برلين في 12 سبتمبر 2022، سعيا لإقناع القوى الغربية بالتراجع عن إحياء الاتفاق النووي، ولمناقشة موقف إيران بشأن الملف النووي مع المستشار الألماني.

تدابير لحماية الجالية اليهودية في ألمانيا

عززت ألمانيا  الأمن حول المعابد والمدارس والمعالم الأثرية اليهودية في 8 أكتوبر 2023، كما شددت ألمانيا حماية الشرطة للمؤسسات اليهودية والإسرائيلية، واعتمدت الحكومة الألمانية خطة عمل لمكافحة معاداة السامية في السابع من ديسمبر 2022 عبر نشر الوعي عن معاداة السامية، وتستهدف الاستراتيجية أيضاً الجهات الفاعلة مثل النوادي الرياضية من خلال وضع أسس تعليمية لمنع كراهية اليهود، وضرورة إبراز أهمية ثقافة الذاكرة والوعي المرتبطة بالتاريخ.

صادق البرلمان الألماني، “البوندستاغ”، على قانون يجرّم إحراق علم إحدى دول الاتحاد الأوروبي أو أي دولة أجنبية، بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. وجاءت هذه الخطوة بعد عدة شكاوى تم تقديمها من قبل أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حول حرق المحتجين العلم الإسرائيلي في مظاهرة نُظمت بمناسبة “يوم القدس” في برلين في العام 2017.

بريطانيا

الجالية اليهودية في بريطانيا ومعاداة السامية

يبلغ تعداد الجالية اليهودية في بريطانيا حوالي (292000) يهودي، وسجلت بريطانيا زيادة بنسبة (1.353%) في جرائم معاداة السامية في أكتوبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022، حيث سجل ( 218) جريمة من جرائم معاداة السامية بين الأول و18 أكتوبر 2023، مقارنة مع (15) جريمة في الفترة نفسها من عام 2022. هذا يشمل الإساءة الموجهة إلى الأفراد أو الجماعات شخصيا أو عبر الإنترنت، والأضرار الناجمة عن جرائم ذات دوافع عنصرية أو دينية وغيرها من الجرائم.

العلاقات البريطانية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : تبلغ قيمة العلاقات التجارية بين بريطانيا وإسرائيل حوالي (7) مليارات جنيه إسترليني، بلغ إجمالي صادرات المملكة المتحدة إلى إسرائيل (3.8) مليار جنيه إسترليني في حتى إبريل العام 2023، بلغ إجمالي واردات المملكة المتحدة من إسرائيل (3.6) مليار جنيه إسترليني حتى إبريل العام 2023. وهناك أكثر من (400) شركة تكنولوجيا إسرائيلية تعمل في المملكة المتحدة. تؤدي الاستثمارات الإسرائيلية في المملكة المتحدة إلى دفع النمو وفرص العمل، مما يضيف حوالي مليار جنيه إسترليني من القيمة الإجمالية إلى اقتصاد المملكة المتحدة ويخلق حوالي (16000) فرصة عمل في 21 مارس 2023. اعتزمت بريطانيا وإسرائيل التوقيع على اتفاقية في مارس 2023 تهدف إلى تعزيز العلاقات التكنولوجية والتجارية والأمنية حتى 2030، تتضمن الاتفاقية التزامات تمويل مشترك للتكنولوجيا والابتكار بنحو (20) مليون جنيه إسترليني.

التعاون العسكري والأمني : دعت إسرائيل المملكة المتحدة إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في 12 يناير 2023، قررت بريطانيا في 13 أكتوبر 2023 إرسال سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم دعم لإسرائيل وضمان الردع. كانت بريطانيا من أبرز الدول المستوردة الأسلحة من إسرائيل بمبلغ (75) مليون دولار في 23 أكتوبر 2023. الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين قائمة على التعاون الأمني ​​والدفاعي المكثف الذي يستمر في حماية الأمن القومي للمملكة المتحدة وإسرائيل.

التعاون السياسي : أكدت رئاسة الوزراء البريطانية في 12 أكتوبر 2023 أن المملكة المتحدة ستقدم لإسرائيل “أي دعم” تحتاجه، وإن “بريطانيا تدعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات متناسبة، في إطار القانون الدولي. أكدت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن ان هجمات حماس تشكل تهديد لفكرة إسرائيل كوطن لليهود..

ركزت “أماندا ميلينغ” وزيرة شؤون آسيا والشرق الأوسط الاسبقة خلال زيارتها في 22 يونيو 2022 إسرائيل على توطيد العلاقات العلمية والتكنولوجية مع إسرائيل،و تعميق العلاقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. التقى “ريشي سوناك” رئيس الوزراء البريطاني، نظيره الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في 24 مارس 2023 في مقر الحكومة البريطانية بـ”بداونينغ ستريت”، شدد في لقائه مع نتنياهو “على أهمية التمسك بالقيم الديمقراطية التي تقوم عليها العلاقات، بما في ذلك الإصلاحات القضائية المقترحة في إسرائيل”.

جمع لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد “طارق أحمد” في القدس لمناقشة عدة أمور بينها التعاوت الأمني. وصل “ريشي سوناك” إلى إسرائيل في 19 أكتوبر 2023، لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” والرئيس الاسرائيلي “إسحاق هرتسوج”، قبل أن يسافر إلى عدد من العواصم الإقليمية الأخرى في محاولة دبلوماسية لمنع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  أمن دولي ـ موقف ألمانيا من الشعب الفلسطيني وحق إقامة دولته

تدابير لحماية الجالية اليهودية في بريطانيا

زادت الشرطة البريطانية في العاصمة من دورياتها، واتّخاذ إجراءات لحماية البريطانيين اليهود، أعلنت الحكومة البريطانية في 13 اكتوبر 2023 تخصيص تمويل إضافي بقيمة (3) ملايين جنيه لتعزيز حماية المجتمع اليهودي من الاعتداءات المعادية للسامية، وتذهب إلى “صندوق أمن المجتمع”، أو “سي أس تي” الذي تأسس لحماية اليهود البريطانيين من جرائم الكراهية وتهديدات مشابهة. يضمن التمويل الجديد نشر مزيد من الحراس في المدارس اليهودية، وتقوم المنظمة أيضا بتعيين موظفين أمنيين إضافيين خارج الكُنس اليهودية أيام العطلات.

فرنسا

الجالية اليهودية في فرنسا ومعاداة السامية

يتراوح عدد اليهود في فرنسا بين (483,000 و500,000) يهودي، ويتمركز (50%) من اليهود في العاصمة الفرنسية باريس. تقدر عدد الجمعيات والاتحادات والتنظيمات اليهودية في باريس بحوالي (100) مؤسسة. رصدت السلطات الفرنسية نحو (50) “عملا معاديا للسامية” في فرنسا منذ إطلاق حماس هجماتها على إسرائيل، بعضها “بغاية الخطورة” كما أن هناك (1000) تقرير عن حالات معاداة للسامية في 11 أكتوبر 2023.

العلاقات الفرنسية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : بلغت صادرات إسرائيل إلى فرنسا (2.08 ) مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، ويمثل هذا زيادة قدرها حوالي (570) مليون دولار أمريكي مقارنة بالعام 2021، وبلغت صادرات فرنسا إلى إسرائيل (2.19) مليار دولار أمريكي خلال عام 2022. تتركز الصادرات الفرنسية على الطائرات والسيارات والأدوية والمواد الكيميائية والصناعية. تعتبر فرنسا من أهم الأماكن السياحية المفضّلة لدى السياح الإسرائيليين.

التعاون العسكري: تصدر إسرائيل لفرنسا طائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة الإلكترونية والروبوتات الحربية وغيرها. تجمع بين فرنسا وإسرائيل علاقات عميقة في مجالات تتعلق بـ”حرب المستقبل” والتي تجمع بين الطائرات بدون طيار والقيادة الرقمية والجنود الآليين، وكان هناك اتصالات فرنسية مع إسرائيل، حول شراء طائرات تجسس إسرائيلية الصنع، لتعزيز بنيتها الدفاعية وتطوير أسطولها الجوي، كذلك تعزيز الخطط القتالية من خلال أنظمة رقمية تمكن الجنود من استخدام جهاز تحديد المواقع “GPS” وتحديد إشارات العدو. تعاون الجيش الفرنسي مع شركة “روبوتيم” الإسرائيلية لتنتج له روبوتات عسكرية تعرف باسم “بغال ـ روبوت” أو “Provot Mules”

التعاون السياسي: أقامت فرنسا علاقات دبلوماسية ثنائية مع إسرائيل منذ 11 مايو 1949، وعززت هذه العلاقة السياسية من خلال شراكات ثقافية وعلمية واقتصادية وسياحية. أكد “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي إن فرنسا لن تترك إسرائيل وحدها في حربها لكنه حذر من مخاطر نشوب صراع إقليمي. ودعا إلى استئناف عملية فعلية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمنع التصعيد وإطلاق سراح الرهائن وضمان أمن إسرائيل والعمل على تحقيق حل الدولتين. وحذّر الرئيس الفرنسي من أن عملية برية إسرائيلية “واسعة النطاق” في قطاع غزة “ستكون خطأ”.

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإسرائيلي “هيرتسوغ” ورئيس الوزراء “نتنياهو” وزعيم المعارضة “ليبيد” في 24 أكتوبر ،2023 وشدد على دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها. زار وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” باريس في 20 يوليو 2023 حيث التقى بوزريرة الخارجية الفرنسية “كاترين كولونا” و”شدّدت على ضرورة أن توقف اسرائيل أي إجراء أحادي من المحتمل أن يؤجج التوترات”.

تدابير لحماية الجالية اليهودية في فرنسا

ركزت السلطات الفرنسية والأجهزة الأمنية جهودها على حماية المعابد والمدارس اليهودية في جميع مدن البلاد، لا سيما في باريس ومرسيليا وليون وستراسبورغ بسبب العطلات ذات الطابع الديني التي يجري الاحتفال بها، وأرسل وزير الداخلية الفرنسي، “جيرالد دارمانين” رسالة عاجلة إلى مسؤولي المناطق، يطلب منهم تعزيز المراقبة بشكل أكبر على أماكن التجمع اليهودية. دعا وزير الداخلية “جيرالد دارمانان” سلطات المناطق الفرنسية إلى حظر جميع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين على خلفية تزايد الحوادث المعادية للسامية، وبرر الرئيس “إيمانويل ماكرون” حظر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين مباشرة بعد هجوم حماس على إسرائيل باعتبار أن عناصر متطرفة يمكن أن تستغلها لـ”حرق العلم الإسرائيلي والدفاع عن حماس”.  أمن دولي ـ خلفية، واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الاتحاد الأوروبي

العلاقات الأوروبية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : وصلت قيمة الصادرات من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022، إلى ما يقرب من (18) مليار دولار أمريكي، وكانت هذه زيادة كبيرة مقارنة بالعام 2021، والاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لإسرائيل. وفي عام 2000، وقع الطرفان على اتفاقية تجارية جديدة، بالإضافة إلى ذلك، تستورد إسرائيل أكبر قدر ممكن من الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2022، بلغت قيمة الواردات من الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل ما يقرب من (34.3 ) مليار دولار أمريكي. تعتبر هولندا من أهم الشركاء التجاريين لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. بشكل عام، تحتفظ إسرائيل بعلاقات وثيقة في مختلف الجوانب مع هولندا. في عام 2022، صدرت إسرائيل أكبر كمية إلى هولندا، وبلغت قيمة الصادرات من إسرائيل إلى هولندا ما يقرب من (2.44) مليار دولار أمريكي في ذلك العام.

التعاون الأمني والعسكري : أحبطت عدة هجمات في أوروبا بعدما نقلت إسرائيل معلومات إلى دول أوروبية، وإن الأوروبيين نقلوا معلومات إلى إسرائيل ساعدت في محاربة الجريمة المنظمة فيها. وقع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على مسودة اتفاق، في سبتمبر 2022، يهدف إلى تحسين تبادل المعلومات في مجال محاربة الجريمة والإرهاب والتعاون الاستخباراتي بين الشرطة الإسرائيلية ووكالة الشرطة الأوروبية (اليوروبول). كان من المقرر أن يصدّق على هذا الاتفاق البرلمان الأوروبي، ولكن بعض الدول ارتدعت، بعد صدور نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي فاز فيها اليمين المتطرف.

التعاون السياسي : وقعت إسرائيل اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لبرنامج “أفق 2020″، وهو برنامج جديد يهتم بالبحث والابتكار. يعتبر هذا البرنامج فرصة لتعزيز التعاون “النشط تقليديا” بين الباحثين والمبتكرين الإسرائيليين والأوروبيين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصحة وتكنولوجيا النانو. وبموجب الاتفاق، حصلت مراكز الأبحاث والصناعيين الإسرائيليين، مثل Israel Aerospace Industries” “و”إلبيط” Elbit بتمويل وصل إلى (780) مليون يورو.

دعا زعماء الاتحاد الأوروبي في 23 أكتوبر 2023 إلى “هدنة إنسانية” بين إسرائيل وحركة “حماس”، حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة بأمان. شهدالاتحاد الأوروبي في 23 أكتوبر 2023 تباينا في المواقف بين الدول الأوروبية بين فريق يضم كلا من ألمانيا والنمسا وإيطاليا والتي شددت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خاصة في ظل مواصلة حماس استهدافها بالصواريخ، وفريق آخر يضم إسبانيا وبلجيكا وهولندا والتي شددت على ضرورة “هدنة إنسانية” لإيصال المساعدات إلى غزة.

تدابير لحماية اليهود في أوروبا

حذر الاتحاد الأوروبي شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد لحركة حماس من على منصات التواصل الاجتماعي. ففي أعقاب الهجمات على إسرائيل، شهدت مواقع التواصل زيادة في المعلومات الخاطئة المتعلقة بالصراع، بما يشمل الصور التي تم التلاعب بها، ومقاطع الفيديو ذات التصنيف الخاطئ، إلى جانب صور بها مشاهد عنف في 11 أكتوبر 2023، وكانت المفزضية الأوروبية قد قدّمت استراتيجيتها الأولى لمحاربة معاداة السامية في الأول من أكتوبر 2021.

دور المجالس اليهودية في أوروبا

تمارس جماعات الضغط الإسرائيلية في أوروبا عملها، وتسعى بوضوح إلى استمالة الساسة الأوروبيين. خطط مؤتمر الحاخامات الأوروبي (CER) في لندن في 12 مايو 2023 لنقل مقره الرئيسي إلى العاصمة البافارية، ميونخ، حيث ينوي المؤتمر فتح “مركز لحياة اليهود” يوفر برامج تعليمية تخدم في الدرجة الأولى حوالي (1000) حاخام أوروبي، لحماية وتعزيز الحياة اليهودية في أوروبا”، وتدريب وتأهيل الحاخامات الليبراليين والمحافظين والأرثوذكسيين في ألمانيا ثم يخدمون في العديد من الدول الأوروبية.

اتهمت الجماعات اليهودية في بريطانيا منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هيئات إذاعية بريطانية بإظهار معايير مزدوجة من خلال رفض وصف هجمات حماس بأنها “إرهابية” بطبيعتها، انضمت العديد من الجماعات اليهودية لتك الانتقادات الواسعة النطاق، ما أدى إلى توقف الهيئات الإذاعية عن وصف حماس بشكل افتراضي بأنها “مجموعة مقاتلة”، ووصفهم “مجموعة محظورة كمنظمة إرهابية من قبل حكومة المملكة المتحدة بعد شكاوى جماعات الضغط اليهودي من تغطية المذيعين والمراسلين. هناك مشاريع معمارية كبيرة في العديد من المدن الألمانية في برلين، تم بناء “مجمع بيرز اليهودي” بتكلفة (43.8 مليون دولار). يتقدم العمل في بناء “الأكاديمية اليهودية”، وافتتاحها مخطط له في بداية عام 2025.

**

2- أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع فلسطين

يدعو الاتحاد الأوروبي باستمرار إلى وضع حد لـ”إجراءات أحادية” من شأنها تأجيج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يدعم الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأوروبية إقامة الدولتين والالتزام بالقانون الدولي ولا سيّما القرارات ذات الصلة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة. يرفض الاتحاد الأوروبي القرار الأمريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس الشرقية، كذلك يرفض سياسة إسرائيل الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية التي تقوض خيار إقامة الدولتين على حدود العام 1967.

العلاقات ما بين دول أوروبا والاتحاد الأوروبي مع السلطة الفلسطينية

بريطانيا: عقدت وزيرة شؤون آسيا والشرق الأوسط في 27 يونيو 2022 سلسلة اجتماعات مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، ووزير الخارجية الفلسطيني، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وجددت دعم المملكة المتحدة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولتين. وزارت خلالها الفلسطينيين المعرضين للمخاطر في المخيمات. كما بحثت الوزيرة مع كبار رجال الأعمال في مسألة الدعم البريطاني للاقتصاد الفلسطيني، وبعدها بحثت مع ممثلي منظمات المجتمع المدني ما يتعرض له المدنيين من ضغوط.

أطلقت وزارة الاقتصاد الفلسطينية ونظيرتها البريطانية في الأول من يوليو 2022 اعمال اللجنة الفلسطينية البريطانية لتطوير وتعزيز علاقات التعاون الاقتصادية والتجارية في مختلف المجالات، كذلك تطوير العلاقة الثنائية وتنمية التجارة البينية، لا سيما المنتجات الزراعية، كذلك تنمية الصادرات واستفادة فلسطين من تجربة بريطانية في تطوير المناطق الصناعية. بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم البريطاني المخصص لدعم الصادرات إلى فلسطين، ودخول اتفاقية الشراكة التجارية والسياسية المؤقتة بين فلسطين وبريطانيا حيز التنفيذ لتسهيل عمليات التبادل التجاري.

بحثت وزارة الاقتصاد الفلسطينية مع وزارة التجارة البريطانية آليات تطوير وتكثيف علاقات التعاون الاقتصادية بين البلدين في 14 يونيو 2023، وتعزيز خطوات بناء الشراكة عبر تصميم البرامج والمشاريع التنموية، وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، والشركات الناشئة.

فرنسا : رفعت فرنسا درجة التمثيل الدبلوماسي للمفوضية العامّة لفلسطين في فرنسا في عام 2010، التي أصبحت بعثة فلسطين وعلى رأسها سفير. وصوّتت في صالح منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة في نوفمبر 2012، ورفع العلم الفلسطيني في منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر 2015. افتتح الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية بالشراكة والتعاون مع نظيره الفرنسي وشبكة التعاون اللامركزي من أجل فلسطين المؤتمر الخامس للتعاون اللامركزي الفرنسي الفلسطيني بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية والقنصلية العامة الفرنسية في القدس، لتطوير شبكة التضامن الدولي مع حقوق الشعب الفلسطيني في 29 مايو 2023.

أوضحت رئيسة المجلس الفلسطيني-الفرنسي للأعمال “أن العلاقات التجارية الفرنسية- الفلسطينية واعدة رغم صغر حجم فلسطين مقارنة بحجم فرنسا، مشيرةً إلى أن التعاون بين الجانبين يجري في قطاعات السيارات والطاقة والنسيج وغيرها، وأعربت عن تطلع الفلسطينيين لاستكمال اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجانبين وزيادة التشبكيك مع الشركات الفرنسية من أجل نقل المعرفة والخبرات وتطوير العديد من القطاعات، مشددة على الرغبة في وضع اسم فلسطين على خارطة الأعمال  دوليا في 31 أغسطس 2023.

ألمانيا : توترت العلاقات بين ألمانيا وفلسطين، على خلفية تصريحات الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” خلال تواجده في برلين، وشبّه فيها الهجمات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بـ”الهولوكست”، وهو ما أثار غضب واستياء المستشار الألماني في 22 أغسطس 2022. تعد ألمانيا هي أكبر مانح ثنائي للأونروا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2021، قدمت ألمانيا ما مجموعه حوالي (150) مليون يورو، وتعهدت ألمانيا في مؤتمر المانحين الذي عقدته الأونروا بتقديم (113) مليون يورو

شارك خبراء من الشرطة الألمانية والمكتب الألماني للشرطة الجنائية منذ عام 2010 في تدريب ضباط الشرطة الفلسطينية، على أداء مهامها بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الشرطة مجموعة من مراكز الشرطة المتنقلة في جميع مقاطعات الضفة الغربية الاثنتي عشرة، وهي تسعى بالتالي إلى الحوار والتواصل مع السكان المحليين بطريقة قريبة من المواطنين، وقدمت ألمانيا أيضا دعما مهما في إنشاء نظام بصمات الأصابع وكشف المستندات المزورة.

دعمت الحكومة الألمانية السكان الفلسطينيين في عام 2020 بإجمالي حوالي (193) مليون يورو، شملت مجالات التعاون الإنمائي، والمساعدات الهيكلية الانتقالية بحوالي (95.46 مليون يورو)، والمساعدات الإنسانية بحوالي (87.2 مليون يورو)، وتحقيق الاستقرار وبناء السلام بحوالي (5.8 مليون يورو)، بالإضافة إلى الثقافة والتعليم بحوالي (5) مليون يورو.

الاتحاد الأوروبي : تقدّم الاستراتيجيّة الأوروبيّة المشتركة لدعم فلسطين 2021-2024 التي صادق عليها شركاء التّنمية الأوروبيّون إطارا لشراكة التّعاون الإنمائي بين الأوروبيّين والسّلطة الفلسطينيّة. تهدف الإستراتيجيّة الأوروبيّة المشتركة إلى تعزيز الفعالية والمساءلة وشفافية التعاون الإنمائي الأوروبي لفائدة فلسطين. يرصد الإطار القائم على النّتائج تنفيذ الاستراتيجيّة، وتوفر استجابة أوروبية مشتركة لأولويات خطة التنمية الوطنية، بما في ذلك دعم الإصلاحات الرئيسية والبرامج التي تنفذها الوزارات الرئيسية استعدادا لإقامة الدولة.

وقع بنك الاستثمار الفلسطيني وبنك الاستثمار الاوروبي اتفاقية تعاون بقيمة (19) مليون يورو من اجل تسهيل وصول التمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في 26 يونيو 2023. قدم الاتحاد الأوروبي (22) مليون يور لدفع المخصصات الاجتماعية من خلال البرنامج الوطني للتحويلات النقدية الذي يستفيد منه (71.1) ألف أسرة فلسطينية في 15 أغسطس 2023. وجه التمويل الأوروبي من خلال آلية “بيغاس” لدفع المخصصات الاجتماعية. منذ عام 2008، وجهت معظم مساعدات الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية من خلال الدعم المالي المباشر من آلية “بيغاس”، ودعم عملية إصلاح السلطة الفلسطينية ومختلف خطط التنمية الوطنية. تدعم “بيغاس” النفقات المتكررة للسلطة الفلسطينية، وخاصة رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية، والمخصصات الاجتماعية المدفوعة من خلال برنامج التحويلات النقدية وجزء من تكاليف التحويلات إلى مستشفيات القدس الشرقية في 23 يونيو 2023.

زار ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، بلدة “ترمسعيا” الواقعة في شمال مدينة رام الله، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها البلدة على يد مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، صرح ” سفن كون فون بورغسدورف” ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين “بموجب القانون الدولي، ليس هناك شك أن إسرائيل قوة محتلة، ملزمة ليس فقط بضمان الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للسكان الخاضعين تحت الاحتلال، ولكن أيضا بحماية أرواح الفلسطينيين وحرمة ممتلكاتهم، هذا هو الالتزام القانوني لإسرائيل” في يونيو 2023. أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

موقف دول أوروبا والاتحاد الأوروبي من إقامة الدولتين

بريطانيا : تقترح بريطانيا تأسيس دولتين مستقلتين “إسرائيل آمنة”، كوطن للشعب اليهودي، إلى جانب دولة فلسطينية، كوطن للشعب الفلسطيني، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181)، على أن تكون الحدود بين الدولتين على خطوط التماس، مع تبادل متساو للأرض بما يعكس المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني. كذلك ضرورة أن تكون هناك ترتيبات أمنية، بالنسبة للإسرائيليين تمنع عودة الإرهاب وتتعامل بكفاءة مع كل أنواع التهديدات، وبضمنها التهديدات الجديدة والمهمة في المنطقة، أما بالنسبة للفلسطينيين، فتتمثل في احترام السيادة وضمان حرية الحركة.

فرنسا : تدعو فرنسا إلى التقيّد بالقانون الدولي ولا سيّما القرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة، وهي تروّج اعتماد إقامة الدولتين (القرار181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة)، والتزامهما بالتسوية القائمة على التفاوض وبإقامة الدولتين وإلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب من شأنه أن يحول دون توافر جميع الشروط الضرورية للتوصّل إلى هذا الحلّ.

ألمانيا : تعد المبادئ التي اتبعتها سياسة ألمانيا في الشرق الأوسط لسنوات عديدة، حاسمة بالنسبة للحكومة الألمانية فيما يتعلق بالتقييم السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ترى الحكومة الألمانية أن إقامة الدولتين القائم على التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط، وهذا يشمل حتما دولة فلسطين مستقلة وديمقراطية ومتصلة الأطراف وذات سيادة. لهذا السبب، دعمت الحكومة الألمانية التطوير المؤسسي لدولة فلسطينية مستقبلية سياسيا، وبأموال ضخمة، وبإجراءات ملموسة.

إسبانيا : تؤكد إسبانيا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى ضرورة توجيه الجهود نحو منع انتشار الصراع إلى المستوى الإقليمي، وتحقيق حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الاتحاد الأوروبي : جدد الاتحاد الأوروبى التزامه بمبدأ إقامة الدولتين والمساهمة فى تنفيذ عمليه السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإجراء حوار مفتوح وبناء مع إسرائيل بشأن عملية السلام فى الشرق الأوسط . أعلن البرلمان الأوروبي دعمه الثابت لإقامة الدولتين المتفاوض عليه بين فلسطين وإسرائيل على أساس حدود عام 1967، دولتين ديمقراطيتين تتمتعان بالسيادة في 13 يوليو 2023. أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الأوروبي

موقف أوروبا والاتحاد الأوروبي من نقل سفارة أمريكا الى القدس الشرقية

بريطانيا : تعتبر بريطانيا القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعارض القرار الأمريكي نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب واحد، قبل الاتفاق على الوضع النهائي، وتؤكد على أن موقف المملكة المتحدة بشأن القدس “واضح وثابت”،وأن القدس “يجب أن تكون عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية”.

فرنسا : رفضت فرنسا نقل سفارة أمريكا الى القدس الشرقية، وتؤكد على أن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون، من خلال المفاوضات. لا تعترف فرنسا بأي سيادة على القدس بموجب القانون الدولي ولا سيّما القرار (478) الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 1980 إلى حين تسوية النزاع عبر التفاوض.

ألمانيا: لا تدعم ألمانيا نقل سفارة أمريكا الى القدس الشرقية، وذلك لأن الوضع يجب أن يحدد في إطار حل قائم على أساس دولتين، وحذرت من عواقب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الاتحاد الأوروبي : حذر الاتحاد الأوروبي من أن أي “خطوة أحادية الجانب” حول تغيير وضع مدينة القدس، ستكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العالم. اعتبر السفراء الأوروبيون لدى الأمم المتحدة أن قرار الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، حول اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي وشددوا أنه يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. صوتت كل من النمسا، وبلجيكا، وبلغاريا، والدنمارك، وفنلندا، وإيطاليا، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، ضد نقل سفارة أمريكا الى القدس الشرقية.

موقف دول أوروبا والاتحاد من سياسات الاستيطان خارج حدود 1967

بريطانيا : أبدت بريطانيا “قلقها الشديد” من موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشاء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، ومن استمرار تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تعتقد بريطانيا أن التوسع المستمر في المستوطنات يشكل عقبة في إنهاء الصراع، ويؤثر سلبا على جهود تحقيق إقامة الدولتين عبر التفاوض، ودعت حكومة إسرائيل إلى التراجع عن هذه القرارات.

فرنسا : تدين فرنسا باستمرار سياسة الاستيطان التي أفضت في عام 2019 إلى الموافقة على بناء أكثر من (8300) وحدة سكنية جديدة، وهو العدد الأكبر منذ عام 2013 (6742 وحدة سكنية في عام 2017 و5618 وحدة سكنية في عام 2018). أمّا على الصعيد الأوروبي، فقد اتخذت عدّة تدابير عملية بغية مواجهة تسارع وتيرة الاستيطان، وخاصة التدابير التي تهدف إلى التمييز بين الأراضي الإسرائيلية والمستوطنات.

ألمانيا: أكدت ألمانيا على أن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفا للقانون الدولي، وتعيق فرصة القيام بعملية سلام، وتعرقل جهود إقامة الدولتين المتفاوض عليها، كما تواصل الحكومة الألمانية العمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل تفاوضي.  أمن دولي ـ موقف ألمانيا من الشعب الفلسطيني وحق إقامة دولته

الاتحاد الأوروبي : يعتبر الاتحاد الأوروبي المستوطنات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 غير مشروعة، ولا يزال موقف التكتل الأوروبي من سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة واضح بدون تغيير. يدعم الاتحاد الأوربي مفاوضات السلام منذ انطلاقتها الأولي عام 1991 في مدريد، ويدعم اتفاقية أوسلو التي وقعت عام 1993 ووضعت الأساس للسلطة الفلسطينية التي ينبغي أن تكون بداية لقيام الدولة الفلسطينية.

موقف أوروبا من حق التظاهر ودعم فلسطين

بريطانيا: طالبت وزيرة داخلية بريطانيا “سوالة برفرمان” في 11 أكتوبر 2023 بتجريم رفع علم فلسطين والشعارات في المظاهرات المعادية لإسرائيل. وأضافت “ليست الرموز والهتافات الصريحة المؤيدة لحماس فقط هي التي تثير القلق. أود أن أشجع الشرطة على النظر فيما إذا كانت الهتافات مثل من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، يجب أن تُفهم على أنها تعبير عن رغبة عنيفة في رؤية إسرائيل وقد تم محوها من العالم، وما إذا كان استخدامه في سياقات معينة قد يرقى إلى مستوى العنصرية المشددة بموجب المادة 5 للنظام العام”. وينص القانون البريطاني على استقلالية جهاز الشرطة، مما يعني إن مقترحات الوزراء غير ملزمة ولكن يمكن مناقشاتها وتبنيها حسب رغبة الشرطة.

فرنسا : قررت وزارة الداخلية الفرنسية حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وشددت على أنه في حال خرق هذا الحظر سيتم توقيف “منظمي المظاهرات” في 12 أكتوبر 2023. أصدر القضاء الفرنسي في العام 2021 قرار بحظر مظاهرة كانت مقررة في باريس دعما للشعب الفلسطيني، ويرجع السبب حسب السلطات الفرنسية إلى أن هناك “احتمالا فعليا” لحدوث “اضطرابات خطيرة في النظام العام” وكذلك احتمالية شن هجمات ضد المعابد والمصالح إسرائيلية.

ألمانيا : منعت السلطات الألمانية العديد من المظاهرات من قبل المحاكم الإدارية في إجراءات تمت على عجل، لأن تلك التجمعات قد تشكل “خطرا مباشرا على الأمان العام والنظام”، أي قد يكون هناك توقع لارتكاب هجمات. يُعاقب بالسجن حتى ثلاث سنوات أو بغرامة مالية من يخالف المادة (86 أ) من قانون العقوبات، أي نشر أو استخدام رموز، أو علامات لمنظمات مناهضة للدستور. في سياق المظاهرات في ألمانيا حول النزاع في الشرق الأوسط، يُحظر استخدام أعلام المنظمات “حماس” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجهاد الإسلامي الفلسطيني” و”حزب الله”. وتحظر العلامات واللافتات التي تدعم الهجمات على إسرائيل. تمنع ألمانيا اللافتات التي تدعو بشكل علني إلى تشجيع العنف ضد إسرائيل واليهود (الفقرة 140 في قانون العقوبات)، كما يُعتبر حرق العلم الإسرائيلي فعلاً جرميا يعاقب عليه القانون.

الجالية الفلسطينية في أوروبا ودعم اللاجئين

يقدرعدد الفلسطينيين في أوروبا حوالي (293800) فلسطيني، ففي الدنمارك حوالي (35000)، وألمانيا (30000)، وبريطانيا (50000)، وإسبانيا (13000)، واليونان (8000)، وهولندا (9000)، وفرنسا (5000)، والنرويج (6000)، والنمسا (3000)، وإيطاليا (10000)، وبلجيكا (4000)، وبولندا (800).

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تبرعه بمبلغ (82) مليون يورو لـ “الأونروا” في الأول من مارس 2023 لتوفير حماية أفضل للاجئين الفلسطينيين، قدمت فرنسا مليوني يورو دعما لـ “الأونروا” في عام 2022 من أجل تقديم المعونة للاجئي فلسطين في سوريا ولبنان. وفي عام 2022، زادت الحكومة الفرنسية من تبرعاتها في الموازنة البرامجية للأونروا إلى (23) مليون يورو، ودعمت تعليم أكثر من نصف مليون طفل من لاجئي فلسطين، والرعاية الصحية لما يقرب من مليوني لاجئ، وكذلك تقديم المعونة النقدية لما يقرب من (400,000) من اللاجئين الأشد عرضة للمخاطر.

وقعت “الأونروا” والحكومة الألمانية في أغسطس 2023 من خلال بنك التنمية الألماني ثلاث اتفاقيات بقيمة إجمالية تبلغ (28) مليون يورو لدعم لاجئي فلسطين. تدعم اثنتان من الاتفاقيات الجديدة، بمبلغ إجمالي قدره (16) مليون يورو، استمرار البرنامج الإقليمي الجاري لتحسين الظروف المعيشية للاجئي فلسطين في المخيمات. أعلن وزير الخارجية البريطاني “جيمس كليفرلي” في سبتمبر 2023 عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة (10) ملايين جنيه إسترليني، لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

إزدواجية أوروبية في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

أكد مسؤولون أوروبيون أن دعم الغرب لهجوم إسرائيل على غزة أفسد الجهود الرامية إلى توافق في الآراء مع الدول النامية بشأن حرب أوكرانيا، وذلك بسبب اتهامات بالازدواجية في تبني المواقف. حذر العديد من قادة دول الاتحاد الأوروبي من أن الفشل في دعم حقوق الفلسطينيين في غزة يهدد مصداقية الدول الغربية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أكد “ياب دي هوب شيفر” الأمين العام الأسبق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) “ما تريده نيودلهي وجاكرتا وبرازيليا هو رؤية موقف مشترك بشأن هذه القضايا والاتساق. وإذا لم يروا ذلك، هناك خطر معين بألا يؤخذ الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع الكبار وحلف الناتو على محمل الجد، فيما يتعلق بالقضايا العالمية الرئيسية” في 20 أكتوبر 2023.

**

3- أمن دولي ـ موقف دول أوروبا من حركة حماس

تبنت دول الاتحاد الأوروبي موقفاً مشدداً من حركة حماس في أعقاب أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001، لذا طُرحت فكرة إدراجها على قوائم الكيانات الإرهابية، ولكن سرعان ما تباين الموقف الأوروبي بين أن تظل حماس على قوائم الإرهاب أم أن يتم إزالتها من هذا السجل، خاصة وأن قرار القضاء الأوروبي استند وقتها على أن قرار تصنيفها كمنظمة إرهابية لم يعتمد على أسس قانونية بل معلومات من شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه أكدت أوروبا على أن الموقف من حماس لن يتغير بهذا القرار، ومع التصعيد الراهن بين إسرائيل وحماس، شددت أوروبا من موقفها ضد حماس بعد هجومها الأخير على إسرائيل، الذي عرف باسم “طوفان الأقصى” ووصفته بالعملية الإرهابية، لذا فتحت بعض دول أوروبا مثل ألمانيا التحقيق في ارتكاب حماس جرائم خطف وقتل.

تأسيس منظمة حماس

خرجت فكرة حركة حماس من داخل جماعة الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية، وبالتزامن مع زيادة نشاط الإخوان في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي، أسست الجماعة حماس عام 1987 كمنظمة مسلحة في الأراضي الفلسطينية، ومنذ هذا التاريخ تولت حماس كافة العمليات المسلحة ضد إسرائيل.

ظلت الحركة ذات صلة بالجماعة وتتبنى نفس النهج والإيدلوجية، حتى أعلنت في وثيقة سياسية صادرة في الأول من مايو 2017 إنهاء ارتباطها بالإخوان، بهدف تحسين موقفها مع بعض دول الشرق الأوسط بعد إدراج الإخوان على قوائم الكيانات الإرهابية في هذه الدول.

علاقة حماس بالسلطة الفلسطينية

سرعان ما نشب خلاف بين حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير، لاسيما وأن فكر حماس المنبثق من الإخوان يتعارض مع فكر منظمة التحرير بشأن النهج المستخدم ضد إسرائيل، واعتراض حماس على قبول منظمة التحرير لقراري مجلس الأمن رقم (242) ورقم (338) بشأن إقامة دول فلسطين.

بتولي محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية في يناير 2005، على إثر توليه رئاسة كل من منظمة التحرير وحركة فتح خلفاً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بدأت تكشف حماس عن تطلعاتها في قيادة الشعب الفلسطيني، وفي أول مشاركة لحماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2006، تولى إسماعيل هنية الحكومة وأسند المناصب الرئيسية لقادة حماس.

سيطرة حماس لم تتوقف عند المناصب الوزارية فقط، بل امتدت سيطرتها إلى قطاع غزة، بعد نشوب مواجهات عنيفة بين أنصارها وأنصار فتح في غزة خلال يناير وفبراير ومايو 2007، وأقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس الوزراء إسماعيل هنية في 14 يونيو 2007، وأعلن حالة الطوارئ في غزة اعتراضاً على العنف الذي شهده القطاع. ورغم هذه الإجراءات أعلنت حماس سيطرتها على غزة في 15 يونيو 2007، ما عمق الخلاف مع فتح التي اعتبرت هذا التحرك انقلاب عسكري.

اتفقت حماس وفتح على تشكيل حكومة انتقالية في 27 أبريل 2011 لإجراء انتخابات جديدة، وبعد نحو شهر من الاتفاق تم تأجيل الانتخابات لأكثر من مرة، حتى جاء الـ 6 من فبراير 2012 بتوافق الحركتين على تكليف محمود عباس بتشكيل الحكومة، لكن قيادات بحماس اعترضوا على الاتفاق.

وقعت منظمة التحرير اتفاق مصالحة مع حماس في 23 أبريل 2014 لإنهاء الانقسامات بينهما، وفي يونيو 2014 تشكلت حكومة وحدة من الجانبين، لكن منظمة التحرير اتهمت حماس بعرقلة عمل الحكومة في قطاع غزة.

رغم التوافق بين حماس والتحرير على تبني موقف موحد ضد إسرائيل، رداً على حربها ضد قطاع غزة التي استمرت (50) يوما في يوليو وأغسطس 2014، إلا أن حكومة الوحدة الوطنية فشلت في مهمتها.

وقعت حماس وفتح اتفاق مصالحة في أكتوبر 2017، لتتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، وفي الشهر التالي تسلمت السلطة الفلسطينية إدارة المعابر الحدودية بين مصر وغزة، وسرعان ما عاد الانقسام بينهما برفض حماس تسليمها السلاح وترك إدارة غزة في نوفمبر 2017، وأبدت السلطة الفلسطينية اعتراضاً على ممارسات حماس وسحبت موظفيها من المعبر الحدودي مع مصر، ليقع تحت سيطرة حماس في فبراير 2019.

توافقت الحركتان في 2020 على إجراء انتخابات في 22 مايو 2021، لمواجهة مخطط إسرائيلي يتعلق بضم أجزاء من الضفة الغربية، ولم تقام الانتخابات اعتراضاً من محمود عباس على غياب ضمان إجراء الاستحقاق الانتخابي في القدس الشرقية بعد أن ضمتها إسرائيل.

أطلقت الجزائر مبادرة للمصالحة بين الحركتين في ديسمبر 2021، والتقى محمود عباس وإسماعيل هنية في الجزائر في يوليو 2022، ولكن بإعدام حماس لـ (5) فلسطينيين بتهمة التخابر مع إسرائيل، واعتقال قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية قيادي بحماس في سبتمبر 2022، اندلعت اشتباكات بين أنصار الحركتين في الضفة الغربية. ووقعت الحركتان اتفاق المصالحة في أكتوبر 2022 في الجزائر، لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام من الاتفاق.

تعليقاً على هجوم طوفان الأقصى، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأييده لحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وعدم تفضيله ما قامت به حماس ولكن عندما ترد إسرائيل، لا ينظر له أنه هجوم على حماس بل جزءاً من الممارسات ضد الفلسطينيين منذ أكثر من (75) عاماً بحسب وصفه.أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الأوروبي

مصادر تمويل حكومة غزة

– تستخدم حماس شبكة تمويل عالمية تضم الجمعيات الخيرية والتبرعات المقدمة للفلسطينيين والعملات المشفرة، ووصلت تبرعات العملات المشفرة لكتائب القسام لأكثر من (7.3) مليون دولار، وتلقت محافظ العملات المشفرة التابعة لحماس حوالي (41) مليون دولار ما بين عامي 2021 و2023.

– الضرائب على الأعمال التجارية التي تمثل الجزء الأكبر من ميزانية حماس بأكثر من (300) مليون دولار، وتقدر الضرائب على البضائع المستوردة نحو (15) مليون دولار سنوياً.

– جمعت حماس أموال من الأصول (500) مليون دولار في الفترة من 2021 إلى 2022.

– الأموال المقدمة من جماعة الإخوان المسلمين رغم الإعلان عن فك الارتباط بينهما في 2017، إضافة إلى بعض الحركات الإسلامية في المنطقة العربية وأوروبا

-الدعم المقدم من إيران الذي يصل إلى (100) مليون دولار سنوياً، ويحول عبر شركات صورية تعمل في مجال الكمبيوتر ومعارض السيارات والجمعيات الاستهلاكية، وأسست حماس في 2022 شبكة سرية من الشركات تدير استثمارات بنحو (500) مليون دولار.

القدرات العسكرية

تمثل كتائب القسام الجناح المسلح لحماس، وظهرت هذه الكتائب في 1986 أي قبل عام من تأسيس الحركة، وظلت تحمل كتائب القسام أسماء مختلفة حتى 1992، حينما أعلن صلاح شحادة تأسيسها وعرفت باسمها الحالي.

تشير التقديرات إلى أن الكتائب تمتلك ما بين (15- 25) ألف مسلح إضافة إلى قوات احتياطية، وتتنوع الأسلحة ما بين صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة نوعية، حيث يتلقى مسلحو الحركة التدريبات العسكرية من قبل إيران في قواعد تابعة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران، إضافة إلى أن لديهم شبكة من الأنفاق تحت الأرض في غزة تمتد لمسافة (500) كيلو متر.

كشف التصعيد الأخير في غزة عن أسلحة نوعية لدى حماس، من بينها طائرات مسيرة محلية الصنع قاذفة وانتحارية وطائرات شراعية، وصواريخ بعيدة المدى ومنظومة دفاع جوي محلية الصنع “متبر1” وقنابل حارقة.أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع فلسطين

علاقات حماس بإسرائيل

تتسم العلاقة بين إسرائيل وحماس بالصراع، وتضمن الميثاق الأول لحماس الصادر في 1988، دعوة لتدمير إسرائيل من أجل حل القضية الفلسطينية.

أبدت حماس اعتراضها على المواثيق والمبادرات الدولية المتعلقة بحل القضية الفلسطينية، وقالت الحركة إن “القضية الفلسطينية لا تحل إلا بالكفاح المسلح”. وأعلنت الحركة أن صراعها مع إسرائيل ليس صراع حدود بل صراع وجود، لذا قوبل اتفاق “أوسلو” في 1993 للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين بمعارضة من حماس، وعرقلت تنفيذه بهجمات بأسلحة نارية وتفجير حافلات داخل إسرائيل.

شملت مراحل الصراع بين إسرائيل وحماس المواجهات الأولى في 1987، امتد الصراع بقتل إسرائيل لمؤسس حماس “أحمد ياسين” في ضربة جوية خلال أبريل 2004، واختطفت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو 2006، لترد إسرائيل بتوغل محدود داخل غزة ومواجهات مع مسلحي حماس، وظل شاليط مختفياً حتى تم تسليمه في صفقة لتبادل الأسرى في 2011.

على مدار 22 يوماً قامت إسرائيل بهجوم عسكري على غزة في ديسمبر 2008، وردت حماس بضرب بلدة سديروت داخل إسرائيل، واغتالت إسرائيل قائد في كتائب القسام أحمد الجعبري في قصف متبادل دام 8 أيام بين إسرائيل وحماس في نوفمبر 2012.

جاءت وثيقة حماس في مايو 2017 لتنهي ارتباطها بالإخوان، وتعلن تأييدها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس وفقاً لحدود 1967، وتمثل رد إسرائيل برفض الوثيقة، واعتبرتها محاولة من حماس لخداع العالم وأن تتحول جماعة أكثر اعتدالاً.، لتندلع مواجهات عنيفة بين الجانبين في مارس 2018 بعد قتل إسرائيل (170) فلسطينياً.

هجمات حماس ضد إسرائيل

– 1989: نفذت حماس أول عملياتها ضد أهداف عسكرية إسرائيلية شملت قتل وخطف جنديين إسرائيليين.

– 2001- 2002: شنت حماس سلسلة تفجيرات في إسرائيل، أسفرت عن (21) قتيلاً في تل أبيب، و(30) قتيلاً في مدينة نتانيا، وردت إسرائيل بقتل مؤسس كتائب القسام صلاح شحادة في ضربة جوية.

– 2014: اختطفت وقتلت حماس (3) إسرائيليين، ما أدى لاندلاع حرب (7) أيام أسفرت عن قتل (2100) فلسطيني في غزة و (73) إسرائيلياً من بينهم (67) عسكرياً.

– 2021: أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل رداً على أعمال عنف في مجمع المسجد الأقصى، وردت إسرائيل بضربات جوية على غزة.

– 2023: شنت حماس في 7 أكتوبر أكبر عملية عسكرية ضد إسرائيل تحت مسمى “طوفان الأقصى”، أسفرت عن نحو (800) قتيل وأسر المئات من الرهائن والاستحواذ على عربات ودبابات من الداخل الإسرائيلي، وعلى الفور جاء رد فعل إسرائيل بعملية تحت مسمى “السيوف الحديدية” تسببت في مقتل أكثر من (9) آلاف فلسطيني ونحو (25) ألف جريح.

قيادات حماس في الداخل والخارج الفلسطيني

يتوزع قادة حماس ما بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتدار الحركة عبر المكتب السياسي الذي يضع السياسية العامة ويتشكل من (15) عضواً برئاسة إسماعيل هنية، ومن أبرز قادة الحركة في غزة يحيى السنوار الذي يتولى شؤون القطاع، وصالح العاروري مسؤول شؤون الضفة الغربية، ومسؤول فلسطينيي الشتات خالد مشعل، ومسؤول شؤون المعتقلين سلامة القطاوي، وقائد كتائب القسام ومخطط الهجوم الأخير محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.

أما قيادات حماس بالخارج، تبرز أسماء القياديين موسى أبو مرزوق ومحمد نزال، وعبد الله البرغوثي الذي عمل على صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، ومحمود الزهار الذي تولى وزارة الخارجية في حكومة إسماعيل هنية في 2005.أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

قرارات محكمة العدل الأوروبية بشأن حماس

-أدرجت المحكمة الأوروبية العليا حماس على لائحة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في 2001.

– أعلنت محكمة العدل الأوربية حكماً برفع اسم حماس من قوائم الإرهاب، استناداً على خطأ في الإجراءات القانونية في 2014.

– عاود التكتل الأوروبي إجراءاته لرفع الحركة من قوائم الإرهاب، لذا تم تعليق القرار في 2015.

– أوصت المدعية العامة بمحكمة العدل الأوربية إليانور شاربستون، بحذف حركة حماس من قوائم الإرهاب في 2016.

– عادت القضية للمحكمة الابتدائية لإعادة النظر فيها، بعد قرار محكمة العدل بإبقاء حماس ضمن قوائم الإرهاب في 2017.

– أعلن محامي حماس خالد الشولي، أن المحكمة الابتدائية ألغت قراراً بإدراج حماس وكتائب القسام على قوائم الإرهاب في 2019.

– أيدت محكمة العدل الأوروبية قرار المجلس الأوروبي بإبقاء حماس على قوائم الإرهاب، معلنة أن المحكمة العامة أخطأت في تنفيذ القانون في 2021.

موقف دول أوروبا والاتحاد الأوروبي من حماس

طالبت دول الاتحاد الأوروبي بضرورة مراقبة الحدود البحرية لغزة، منعاً من تهريب الأسلحة لحماس بعد سيطرتها على القطاع في 2007، كما أبدى التكتل الأوروبي رفضه للتعاون مع الحركة في عملية إعادة إعمار غزة في 2009.

حركة حماس مصنفة داخل الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، وفي مارس 2015 أصدر مجلس الاتحاد أحدث مراجعة للقائمة السوداء المتعلقة بالإرهاب، والتي أكدت على أن حماس ضمن القائمة، كما صنفت بريطانيا في نوفمبر 2021 حماس وذراعها العسكري كتائب القسام منظمة إرهابية، ليأتي القرار استكمالا لقرار حظر كتائب القسام في 2001.

أعلن القضاء السويسري في سبتمبر 2023 عن تحقيق بشأن تمويل محتمل لحماس، وفي أعقاب الأحداث الأخيرة حذر الاتحاد شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية، إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد لحماس على منصات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما حظرت ألمانيا أنشطة حماس والمنظمات المرتبطة بها مثل شبكة “صامدون الفلسطينية”.

أصدرت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إضافة للولايات المتحدة بياناً، يتضمن دعم ثابت لإسرائيل وإدانة قاطعة لحركة حماس وأعمالها التي وصفها البيان بـ “الإرهابية”. وأكدت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني في 25 أكتوبر 2023، أن روما تعتبر حماس منظمة إرهابية.

ورقة الرهائن عند حماس

تتمسك حماس بملف الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم منذ 7 أكتوبر، كورقة ضغط على إسرائيل في التصعيد الراهن، وتربط حماس عملية إطلاق سراحهم، مقابل إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية التي تبلغ أعدادهم (6) آلاف شخص، والسماح بإيصال الوقود لغزة.

أعلنت كتائب القسام أن لديها ما بين (200) إلى (250) أسيراً إسرائيلياً من بينهم رتب عسكرية عالية، وأن عدد القتلى من الرهائن وصل (50) شخصاً من بينهم أجانب في غارات جوية إسرائيلية، وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، إلى أنه هناك (222) شخصاً في عداد المفقودين.

رغم أن ملف الرهائن الإسرائيليين شهد تطوراً خلال الأيام الماضية، إلا أن حماس تضع شرط نهاية الحرب على القطاع من أجل تسليم جميع الرهائن، لذا دخلت دول من بينها مصر وتركيا وقطر على خط الوساطة للتوصل إلى حل بين الطرفين.

أعلن مسؤول تركي في 12 أكتوبر 2023، أن أنقرة تجري مفاوضات تستهدف إطلاق سراح مدنيين لدى حماس، وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه على اتصال بالشركاء في المنطقة للمساعدة على ضمان عودة الرهائن، كما أشار السفير الإسرائيلي في موسكو أناتولي فيكتوروف إلى أن روسيا تجري محادثات مع حماس لإطلاق سراح الرهائن.

بوساطة مصرية قطرية، أفرجت حماس عن رهينتين أمريكيتين لأسباب إنسانية في 23 أكتوبر 2023، كما تم الإفراج عن أم إسرائيلية وطفليها في 11 أكتوبر 2023.

تستمر مفاوضات تبادل الأسري بين حماس وإسرائيل، وأعلنت الولايات المتحدة في 27 أكتوبر 2023 أنها تعمل مع الشركاء متمثلين في مصر وقطر للإفراج عن كل المحتجزين في غزة.

تستغل حماس ورقة الرهائن لتحقيق أكبر مكاسب في المعارك الحالية، لذا بثت الحركة في 30 أكتوبر 2023 شريط فيديو لـ (3) نساء زعمت أنهن من المحتجزات في هجوم 7 أكتوبر، وطالبت إحدى السيدات في الفيديو من الحكومة الإسرائيلية العمل على اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– تسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في انقسام الدول الأوروبية، حيث شدد الاتحاد الأوروبى على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى والدعوة لهدنة إنسانية. تعتبر إسبانيا من أكثر المؤيدين للفلسطينين، أما فرنسا ، تبنت موقفاً داعماً لإسرائيل، كذلك ألمانيا فقد أظهرت الطبقات السياسية الألمانية دعمها بالإجماع لإسرائيل، وصوت البرلمان لصالح قرار يعبر عن “كامل التضامن ” مع إسرائيل ، واتبعت إيطاليا نهجاً متوازناً مع الدعوة إلى ردود أفعال متناسبة وحماية المدنيين.

– يعكس الاختلاف في وجهات النظر على نطاق واسع خلافات طويلة الأمد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومدى صعوبة تحقيق وحدة الدول الأعضاء فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية.

– تنامت التهديدات الإرهابية والمخاطر الأمنية داخل دول أوروبا بالتزامن مع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأجبرت التهديدات الأمنية على إخلاء العديد من المطارات، وعززت السلطات الأوروبية الإجراءات الأمنية، ورفعت بعض الدول مستوى تأهب التهديد الإرهابي إلى الحد الأقصى.

– يتنامي قلق الحكومات الأوروبية من الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ويخشى هؤلاء من تصاعد التوترات مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس.

– ترى بعض الدول في المنطقة، وعلى المستوى الدولي أن هناك ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع الوضع في قطاع غزة وأوكرانيا، مما يضر بمحاولات الغرب بقيادة الولايات المتحدةفي استمالة الرأي العام. حيث انتقدت بعض الدول الأوروبية وواشنطن روسيا بسبب الهجمات على المدنيين في أوكرانيا، مع النقيض عندما تقصف إسرائيل قطاع غزة.

– بات من المؤكد أن تصل تداعيات الصراع الفلسطيني إلى أوروبا، التي تحتضن نسبة كبيرة من اليهود والمسلمين، وغالبا قد تواجه الحكومات الأوروبية صعوبات تهدد التعايش السلمي في أوروبا. ومن المرجح يمكن أن يؤدي إلى الصراع إى هجمات إرهابية أخرى في العواصم الأوروبية وتنامي جرائم معادة السامية والإسلاموفوبيا.

– من المحتمل أن يتسبب الصراع في توتر العلاقات الإسرائلية مع بعض الدول الأوروبية، في وقت وصلت فيه عملية السلام وهدف حل الدولتين، الذي دعمته أوروبا لأكثر من 30 عاما، إلى طريق مسدود.

**

– يرفض الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأوروبية جميع أنشطة الاستيطان الغير شرعية دوليا، و قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس الشرقية، ولا تعترف بأي سيادة على القدس بموجب الشرعية الدولية إلى حين تسوية الصراع عبر التفاوض. يدعم الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأوروبية الجهود الرامية لإقامة الدولتين، كما يدعم الحل العادل والمنصف والمتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

– تواجه دول أوروبية انتقادات بسبب منع المظاهرات المؤيدة لفلسطين بشكل كامل، وحظر العديد من الحكومات الأوروبية رفع العلم الفلسطيني، والتهديد بترحيل وحبس من يرفع شعارات مؤيدة لـ “حماس”، وتبرر السلطات الأوروبية منع المظاهرات بسبب المخاوف على الأمن وظهور شعارات معادية للسامية ما يهدد التعايش السلمي في أوروبا.

– ربطت بعض الأجهزة الأمنية في أوروبا الهجمات الإرهابية بتصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتنامى القلق بشأن دعوة الجماعات المتطرفة لأنصارهم بتنفيذ هجمات في العواصم الأوروبية، ما يزيد من مخاطر وتهديدات الهجمات المستقبلية المحتملة محليا، وتهديد المصالح الأوروبية خارج أوروبا.

– تخشى الحكومات الأوروبية  مع التوقعات بشن هجوم بري من قبل إسرائيل على غزة، من التأثير غير المباشر على الاقتصاد والأسواق الأوروبية، ومعدلات الأسعار لاسيما أسعار الطاقة، ورغم أن التأثير الاقتصادي الناتج عن الصراع تحت السيطرة نسبيا، فإن القلق هو أن تؤدي الحرب المطولة، مع احتمال تصاعدها إلى المزيد من الأزمات الاقتصادية في أوروبا.

– يبدو أن هناك قلقا متزايد من أن يؤدي تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى انتقاله من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومن المحتمل أن ينجر بعض القوى الإقليمية إلى صراع إقليمي أوسع مع إسرائيل. ومن المتوقع في حال دخلت بعض القوى الإقليمية في الصراع سيجبر بعض الدول الغربية على الدفاع عن إسرائيل عسكريا ومهاجمة خصومها في الخارج.

**

– كشف هجوم حماس الأخير عن حجم الأموال والتدريبات والأسلحة التي تحصل عليه الحركة من الداعمين لها، ما يفسر حجم الخسائر التي لحقت بالجانب الإسرائيلي، ويؤكد على أن قنوات الاتصال بين حماس والدول الداعمة لها مازالت تعمل بقوة، رغم الإجراءات الأمنية المشددة من قبل دول منطقة الشرق الأوسط لمراقبة هذه التحركات.

– من المتوقع أن تستغل حماس ملف الرهائن وبعض المكاسب التي حققتها في هجومها الأخير وتمارس ضغوطاً على إسرائيل، ما يزيد من احتمالية طول أمد العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة ويضاعف معاناة المدنيين في المناطق المحاصرة، خاصة وأن هذه المواجهات بين حماس وإسرائيل هي الأعنف بين كل المواجهات السابقة، ما يجعل الأمر بينهما صراع وجودي ويهدد مصير أي مشروعات محتملة لوقف إطلاق النار.

– ينبغي على الدول التي تربطها علاقات قوية مع حماس، مثل إيران وقطر وتركيا، بضرورة الضغط على حماس وحثها على التهدئة والتوصل إلى حل، منعاً من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.

– ردود فعل دول التكتل الأوروبي من تحركات حماس، تشير إلى مخاوف جسيمة داخل التكتل من نفوذ حماس في المنطقة وتأثيره على حجم مصالحها هناك، لاسيما وأن حماس تتلقى دعماً كبيراً من إيران ولديها شبكة واسعة من العلاقات خارج حدود غزة، لذا من المتوقع أن تتخذ بعض دول الاتحاد إجراءات مشددة ضد حماس والمنظمات ذات الصلة بها داخل أراضيها.

– من المتوقع أن تراجع دول أوروبا العلاقة بين جماعة الإخوان وحماس، فمازالت جماعة الإخوان داخل منطقة الشرق الأوسط وفي أوروبا تقدم أموالاً وأسلحة للحركة، ما يؤكد على أن وثيقة 2017 الخاصة بانفصال حماس عن الإخوان كانت مجرد ادعاءات ووسيلة لإبعاد الحركة أي شبهة عنها.

– ظهور دعوات في فرنسا لحظر الإخوان نظراً لعلاقتهم القوية بحماس، قد تدفع بعض دول غرب أوروبا إلى مزيد من إجراءات الرقابة والرصد والمتابعة للجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية ذات الصلة بالإخوان، كمحاولة لمنع وصول أموالاً لحماس من قبل إخوان أوروبا.

– رغم أن حماس مدرجة على قوائم الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي، فالرأي العام الأوروبي ومواقف الأحزاب السياسية ستشكل ضغطاً لاتخاذ مزيد من القرارات لحظر جميع أنشطتها، وربما تصبح هجمات حماس الأخيرة كدليل للاستناد عليه أمام القضاء الأوروبي.

– تداعيات هجوم طوفان الأقصى، وما تسبب فيه من شن إسرائيل عمليات برية وبحرية وجوية على قطاع غزة، قد يؤدي خلال الأيام القليلة المقبلة إلى كارثة إنسانية وصحية وشيكة داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 3 أسابيع، الأمر الذي يتطلب تدخلاً واضحاً من قبل دول الاتحاد الأوروبي، لإيقاف العمليات الإسرائيلية العسكرية والتوصل لهدنة إنسانية سريعة لاحتواء الموقف.

– يقع على عاتق فرنسا مسؤولية كبيرة كونها ضمن الاتحاد الأوروبي، وتمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن، ما ينبغي عليها تقديم مشروعات قرارات للتهدئة في غزة، ومنع استخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، وتشديد الرقابة على تمويل وتسليح حماس وكشف العلاقة التي تجمعها ببعض الجماعات الإسلاموية المتطرفة.

– ينبغي على أوروبا أن تقوم بدورها في استمرار تقديم المساعدات للفلسطينيين من جانب، والتدخل لإيقاف إطلاق النار والتصعيد في قطاع غزة من جانب آخر، والعمل على التواصل المستمر مع شركاء المنطقة والوسطاء لإنهاء ملف الأسرى بين إسرائيل وحماس، والحد من توسع دائرة الصراع وتبعاته على حل القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91932

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدعم دعوة غوتيريش لهدنة إنسانية في غزة
https://tinyurl.com/2rsd5xfn

بريطانيا وإسرائيل ترسمان خريطة طريق جديدة للعلاقات الثنائية
https://tinyurl.com/5ddukyjk

كم بلغت قيمة التبادل التجاري للأسلحة في إسرائيل عام 2022؟
https://tinyurl.com/28fxk2eu

Germany and Israel: Bilateral relations
https://tinyurl.com/yc8emkxp

**

وزيرة شؤون آسيا والشرق الأوسط تزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن.
https://tinyurl.com/4d7newf5

Rush by west to back Israel erodes developing countries’ support for Ukraine
https://tinyurl.com/59uxbxb3

الاستراتيجيّة الأوروبيّة المشتركة لدعم فلسطين 2021-2024- التقرير السّنوي عن التّنفيذ 2021
https://tinyurl.com/47p9n3tj

وزيرة الداخلية البريطانية تقترح على الشرطة تجريم رفع العلم الفلسطيني
https://tinyurl.com/mr242r95

**

ما الذي نعرفه عن الأسرى والرهائن في غزّة؟
https://bit.ly/3FAxRd2

العدل الأوروبية تعيد حماس للقائمة الإرهابية
https://bit.ly/4990SKz

What is happening in Israel and Gaza, and what is Hamas?
https://bit.ly/3FF3ja5

حماس تخفف موقفها من إسرائيل وتنأى عن الإخوان المسلمين
https://bit.ly/3sfiELv

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...