الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

أكتوبر 30, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

تسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في انقسامات بين الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي، فبينما أعلنت بعض الدول الأوروبية أعلنت دعمها الكامل لإسرائيل سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، أعلنت بعض الدول الأخرى عن تأييدها لفلسطين، وانتقدت هجمات إسرائيل على غزة. تنامى قلق الدول الأوروبية من تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتزايد التهديدات الإرهابية، وارتفاع جرائم معادة السامية والإسلاموفوبيا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يهدد تهدد التعايش السلمي في أوروبا.

ألمانيا

الجالية اليهودية في ألمانيا ومعاداة السامية

زاد تعداد اليهود في ألمانيا منذ العام 1989، كما زاد في العام 2018 ليصل إلى أكثر من (200) ألف يهودياً، ويعد اليهود في فرانكفورت واحدة من أكبر لتجمعات اليهودية في ألمانيا بـ (6500) يهودياً حسب الإحصائيات في العام 2020. كان تعداد اليهود في ألمانيا قبل عام 1989 يقل عن (30) ألف شخص، معظمهم من الاتحاد السوفيتي السابق. سجلت جرائم معاداة السامية في برلين مستوى قياسياً جديداً في العام 2022، ويقول مفوض معاداة السامية في برلين إن عدد الجرائم المسجلة العام 2022 بلغ (691) جريمة مقارنة بـ (661) مسجلة عام 2021.

العلاقات الألمانية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : بلغت صادرات ألمانيا إلى إسرائيل (396) مليون يورو، فيما بلغت واردات ألمانيا من إسرائيل (254) مليون يورو من إسرائيل، مما أدى إلى ميزان تجاري إيجابي قدره (142) مليون يورو خلال يوليو 2022 ويوليو 2023. انخفضت صادرات ألمانيا بمقدار (39.5) مليون يورو بنسبة (9.07%) من (436) مليون يورو إلى (396) مليون يورو، بينما زادت الواردات بمقدار (28.2) مليون يورو بنسبة (12.5%) من (226) مليون يورو إلى (254) مليون يورو في يوليو 2023.

التعاون العسكري والأمني: وقّعت ألمانيا في 28 سبتمبر 2023 على اتفاقية لشراء منظومة “سهم 3” الدفاعية من إسرائيل، بتكلفة قاربت الـ(4) مليارات يورو. تبلغ قيمة الصادرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية (12.5) مليار دولار عام 2022، ومن المتوقع أن ترتفع قيمتها إلى أكثر من (15) ملياراً في 17 أغسطس 2023، وتبلغ حصة أوروبا من هذه الصفقات (40%) على الأقل. وضعت ألمانيا في 12 أكتوبر 2023 طائرتين مسيرتين حربيتين من طراز “هيرون تي بي” تحت تصرف إسرائيل لتستخدمهما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة مطالبات إسرائيلية مبدئية للحصول على ذخيرة للسفن. أعلنت إسرائيل في 20 يناير 2022 عن عقد صفقة لتطوير وشراء غواصات ألمانية مقابل (3.4) مليارات دولار، مع وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية للاستثمار في الصناعات الإسرائيلية بما في ذلك الشركات العاملة في مجال الدفاع.

التعاون السياسي : تطورت العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل منذ 1965، حيث أقيمت فيه العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. نظمت اتفاقية “لوكسمبورغ” في العام 1952المدفوعات والخدمات الألمانية بالإضافة إلى الالتزام بإعادة الأصول. ترى برلين أنها تتحمل “مسؤولية خاصة” تجاه إسرائيل، وإن التزامها تجاه إسرائيل هو أكثر من مجرد هدف سياسي؛ وهذا ما يجعل أمن إسرائيل ووجودها بمثابة “مصلحة وطنية”. يقول “أولاف شولتس” المستشار الألماني “في هذه اللحظة، لا يوجد سوى مكان واحد تقف فيه ألمانيا. إنه بجانب إسرائيل”. “وهذا ما نعنيه عندما نقول إن أمن إسرائيل هو “مصلحة وطنية ألمانية”. أصبحت مسألة التعويضات عن “الهولوكوست” قضية سياسية مهمة في العلاقات بين إسرائيل وألمانيا في الثامن من فبراير 2023، ودفعت ألمانيا حتي 2023 أكثر من (80) مليار يورو كتعويضات. أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الأوروبي

زار ” أولاف شولتس” المستشار الألماني في الثاني من مارس 2022، وأتت الزيارة على خلفية التقدم الكبير في المحادثات بين إيران والدول العظمى قبيل استئناف التوقيع على اتفاق نووي. أجرى “أولاف شولتس” المستشارُ الألمانيُّ في 17 أكتوبر 2023 محادثات في عدة محاور خلال زيارة لإسرائيل، من بينها كيفية تحرير الرهائن البالغ عددُهم قرابة (200). أجرى “يائير لابيد” رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق زيارة إلى برلين في 12 سبتمبر 2022، سعيا لإقناع القوى الغربية بالتراجع عن إحياء الاتفاق النووي، ولمناقشة موقف إيران بشأن الملف النووي مع المستشار الألماني.

تدابير لحماية الجالية اليهودية في ألمانيا

عززت ألمانيا  الأمن حول المعابد والمدارس والمعالم الأثرية اليهودية في 8 أكتوبر 2023، كما شددت ألمانيا حماية الشرطة للمؤسسات اليهودية والإسرائيلية، واعتمدت الحكومة الألمانية خطة عمل لمكافحة معاداة السامية في السابع من ديسمبر 2022 عبر نشر الوعي عن معاداة السامية، وتستهدف الاستراتيجية أيضاً الجهات الفاعلة مثل النوادي الرياضية من خلال وضع أسس تعليمية لمنع كراهية اليهود، وضرورة إبراز أهمية ثقافة الذاكرة والوعي المرتبطة بالتاريخ.

صادق البرلمان الألماني، “البوندستاغ”، على قانون يجرّم إحراق علم إحدى دول الاتحاد الأوروبي أو أي دولة أجنبية، بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. وجاءت هذه الخطوة بعد عدة شكاوى تم تقديمها من قبل أعضاء في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حول حرق المحتجين العلم الإسرائيلي في مظاهرة نُظمت بمناسبة “يوم القدس” في برلين في العام 2017.

بريطانيا

الجالية اليهودية في بريطانيا ومعاداة السامية

يبلغ تعداد الجالية اليهودية في بريطانيا حوالي (292000) يهودي، وسجلت بريطانيا زيادة بنسبة (1.353%) في جرائم معاداة السامية في أكتوبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022، حيث سجل ( 218) جريمة من جرائم معاداة السامية بين الأول و18 أكتوبر 2023، مقارنة مع (15) جريمة في الفترة نفسها من عام 2022. هذا يشمل الإساءة الموجهة إلى الأفراد أو الجماعات شخصيا أو عبر الإنترنت، والأضرار الناجمة عن جرائم ذات دوافع عنصرية أو دينية وغيرها من الجرائم.

العلاقات البريطانية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : تبلغ قيمة العلاقات التجارية بين بريطانيا وإسرائيل حوالي (7) مليارات جنيه إسترليني، بلغ إجمالي صادرات المملكة المتحدة إلى إسرائيل (3.8) مليار جنيه إسترليني في حتى إبريل العام 2023، بلغ إجمالي واردات المملكة المتحدة من إسرائيل (3.6) مليار جنيه إسترليني حتى إبريل العام 2023. وهناك أكثر من (400) شركة تكنولوجيا إسرائيلية تعمل في المملكة المتحدة. تؤدي الاستثمارات الإسرائيلية في المملكة المتحدة إلى دفع النمو وفرص العمل، مما يضيف حوالي مليار جنيه إسترليني من القيمة الإجمالية إلى اقتصاد المملكة المتحدة ويخلق حوالي (16000) فرصة عمل في 21 مارس 2023. اعتزمت بريطانيا وإسرائيل التوقيع على اتفاقية في مارس 2023 تهدف إلى تعزيز العلاقات التكنولوجية والتجارية والأمنية حتى 2030، تتضمن الاتفاقية التزامات تمويل مشترك للتكنولوجيا والابتكار بنحو (20) مليون جنيه إسترليني.

التعاون العسكري والأمني : دعت إسرائيل المملكة المتحدة إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في 12 يناير 2023، قررت بريطانيا في 13 أكتوبر 2023 إرسال سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم دعم لإسرائيل وضمان الردع. كانت بريطانيا من أبرز الدول المستوردة الأسلحة من إسرائيل بمبلغ (75) مليون دولار في 23 أكتوبر 2023. الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين قائمة على التعاون الأمني ​​والدفاعي المكثف الذي يستمر في حماية الأمن القومي للمملكة المتحدة وإسرائيل.

التعاون السياسي : أكدت رئاسة الوزراء البريطانية في 12 أكتوبر 2023 أن المملكة المتحدة ستقدم لإسرائيل “أي دعم” تحتاجه، وإن “بريطانيا تدعم حق إسرائيل في اتخاذ إجراءات متناسبة، في إطار القانون الدولي. أكدت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن ان هجمات حماس تشكل تهديد لفكرة إسرائيل كوطن لليهود..

ركزت “أماندا ميلينغ” وزيرة شؤون آسيا والشرق الأوسط الاسبقة خلال زيارتها في 22 يونيو 2022 إسرائيل على توطيد العلاقات العلمية والتكنولوجية مع إسرائيل،و تعميق العلاقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. التقى “ريشي سوناك” رئيس الوزراء البريطاني، نظيره الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في 24 مارس 2023 في مقر الحكومة البريطانية بـ”بداونينغ ستريت”، شدد في لقائه مع نتنياهو “على أهمية التمسك بالقيم الديمقراطية التي تقوم عليها العلاقات، بما في ذلك الإصلاحات القضائية المقترحة في إسرائيل”.

جمع لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد “طارق أحمد” في القدس لمناقشة عدة أمور بينها التعاوت الأمني. وصل “ريشي سوناك” إلى إسرائيل في 19 أكتوبر 2023، لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” والرئيس الاسرائيلي “إسحاق هرتسوج”، قبل أن يسافر إلى عدد من العواصم الإقليمية الأخرى في محاولة دبلوماسية لمنع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  أمن دولي ـ موقف ألمانيا من الشعب الفلسطيني وحق إقامة دولته

تدابير لحماية الجالية اليهودية في بريطانيا

زادت الشرطة البريطانية في العاصمة من دورياتها، واتّخاذ إجراءات لحماية البريطانيين اليهود، أعلنت الحكومة البريطانية في 13 اكتوبر 2023 تخصيص تمويل إضافي بقيمة (3) ملايين جنيه لتعزيز حماية المجتمع اليهودي من الاعتداءات المعادية للسامية، وتذهب إلى “صندوق أمن المجتمع”، أو “سي أس تي” الذي تأسس لحماية اليهود البريطانيين من جرائم الكراهية وتهديدات مشابهة. يضمن التمويل الجديد نشر مزيد من الحراس في المدارس اليهودية، وتقوم المنظمة أيضا بتعيين موظفين أمنيين إضافيين خارج الكُنس اليهودية أيام العطلات.

فرنسا

الجالية اليهودية في فرنسا ومعاداة السامية

يتراوح عدد اليهود في فرنسا بين (483,000 و500,000) يهودي، ويتمركز (50%) من اليهود في العاصمة الفرنسية باريس. تقدر عدد الجمعيات والاتحادات والتنظيمات اليهودية في باريس بحوالي (100) مؤسسة. رصدت السلطات الفرنسية نحو (50) “عملا معاديا للسامية” في فرنسا منذ إطلاق حماس هجماتها على إسرائيل، بعضها “بغاية الخطورة” كما أن هناك (1000) تقرير عن حالات معاداة للسامية في 11 أكتوبر 2023.

العلاقات الفرنسية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : بلغت صادرات إسرائيل إلى فرنسا (2.08 ) مليار دولار أمريكي خلال عام 2022، ويمثل هذا زيادة قدرها حوالي (570) مليون دولار أمريكي مقارنة بالعام 2021، وبلغت صادرات فرنسا إلى إسرائيل (2.19) مليار دولار أمريكي خلال عام 2022. تتركز الصادرات الفرنسية على الطائرات والسيارات والأدوية والمواد الكيميائية والصناعية. تعتبر فرنسا من أهم الأماكن السياحية المفضّلة لدى السياح الإسرائيليين.

التعاون العسكري: تصدر إسرائيل لفرنسا طائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة الإلكترونية والروبوتات الحربية وغيرها. تجمع بين فرنسا وإسرائيل علاقات عميقة في مجالات تتعلق بـ”حرب المستقبل” والتي تجمع بين الطائرات بدون طيار والقيادة الرقمية والجنود الآليين، وكان هناك اتصالات فرنسية مع إسرائيل، حول شراء طائرات تجسس إسرائيلية الصنع، لتعزيز بنيتها الدفاعية وتطوير أسطولها الجوي، كذلك تعزيز الخطط القتالية من خلال أنظمة رقمية تمكن الجنود من استخدام جهاز تحديد المواقع “GPS” وتحديد إشارات العدو. تعاون الجيش الفرنسي مع شركة “روبوتيم” الإسرائيلية لتنتج له روبوتات عسكرية تعرف باسم “بغال ـ روبوت” أو “Provot Mules”

التعاون السياسي: أقامت فرنسا علاقات دبلوماسية ثنائية مع إسرائيل منذ 11 مايو 1949، وعززت هذه العلاقة السياسية من خلال شراكات ثقافية وعلمية واقتصادية وسياحية. أكد “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي إن فرنسا لن تترك إسرائيل وحدها في حربها لكنه حذر من مخاطر نشوب صراع إقليمي. ودعا إلى استئناف عملية فعلية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمنع التصعيد وإطلاق سراح الرهائن وضمان أمن إسرائيل والعمل على تحقيق حل الدولتين. وحذّر الرئيس الفرنسي من أن عملية برية إسرائيلية “واسعة النطاق” في قطاع غزة “ستكون خطأ”.

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإسرائيلي “هيرتسوغ” ورئيس الوزراء “نتنياهو” وزعيم المعارضة “ليبيد” في 24 أكتوبر ،2023 وشدد على دعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها. زار وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين” باريس في 20 يوليو 2023 حيث التقى بوزريرة الخارجية الفرنسية “كاترين كولونا” و”شدّدت على ضرورة أن توقف اسرائيل أي إجراء أحادي من المحتمل أن يؤجج التوترات”.

تدابير لحماية الجالية اليهودية في فرنسا

ركزت السلطات الفرنسية والأجهزة الأمنية جهودها على حماية المعابد والمدارس اليهودية في جميع مدن البلاد، لا سيما في باريس ومرسيليا وليون وستراسبورغ بسبب العطلات ذات الطابع الديني التي يجري الاحتفال بها، وأرسل وزير الداخلية الفرنسي، “جيرالد دارمانين” رسالة عاجلة إلى مسؤولي المناطق، يطلب منهم تعزيز المراقبة بشكل أكبر على أماكن التجمع اليهودية. دعا وزير الداخلية “جيرالد دارمانان” سلطات المناطق الفرنسية إلى حظر جميع التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين على خلفية تزايد الحوادث المعادية للسامية، وبرر الرئيس “إيمانويل ماكرون” حظر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين مباشرة بعد هجوم حماس على إسرائيل باعتبار أن عناصر متطرفة يمكن أن تستغلها لـ”حرق العلم الإسرائيلي والدفاع عن حماس”.  أمن دولي ـ خلفية، واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الاتحاد الأوروبي

العلاقات الأوروبية الإسرائيلية

التعاون الاقتصادي : وصلت قيمة الصادرات من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022، إلى ما يقرب من (18) مليار دولار أمريكي، وكانت هذه زيادة كبيرة مقارنة بالعام 2021، والاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الرئيسي لإسرائيل. وفي عام 2000، وقع الطرفان على اتفاقية تجارية جديدة، بالإضافة إلى ذلك، تستورد إسرائيل أكبر قدر ممكن من الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2022، بلغت قيمة الواردات من الاتحاد الأوروبي إلى إسرائيل ما يقرب من (34.3 ) مليار دولار أمريكي. تعتبر هولندا من أهم الشركاء التجاريين لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. بشكل عام، تحتفظ إسرائيل بعلاقات وثيقة في مختلف الجوانب مع هولندا. في عام 2022، صدرت إسرائيل أكبر كمية إلى هولندا، وبلغت قيمة الصادرات من إسرائيل إلى هولندا ما يقرب من (2.44) مليار دولار أمريكي في ذلك العام.

التعاون الأمني والعسكري : أحبطت عدة هجمات في أوروبا بعدما نقلت إسرائيل معلومات إلى دول أوروبية، وإن الأوروبيين نقلوا معلومات إلى إسرائيل ساعدت في محاربة الجريمة المنظمة فيها. وقع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على مسودة اتفاق، في سبتمبر 2022، يهدف إلى تحسين تبادل المعلومات في مجال محاربة الجريمة والإرهاب والتعاون الاستخباراتي بين الشرطة الإسرائيلية ووكالة الشرطة الأوروبية (اليوروبول). كان من المقرر أن يصدّق على هذا الاتفاق البرلمان الأوروبي، ولكن بعض الدول ارتدعت، بعد صدور نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي فاز فيها اليمين المتطرف.

التعاون السياسي : وقعت إسرائيل اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لبرنامج “أفق 2020″، وهو برنامج جديد يهتم بالبحث والابتكار. يعتبر هذا البرنامج فرصة لتعزيز التعاون “النشط تقليديا” بين الباحثين والمبتكرين الإسرائيليين والأوروبيين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصحة وتكنولوجيا النانو. وبموجب الاتفاق، حصلت مراكز الأبحاث والصناعيين الإسرائيليين، مثل Israel Aerospace Industries” “و”إلبيط” Elbit بتمويل وصل إلى (780) مليون يورو.

دعا زعماء الاتحاد الأوروبي في 23 أكتوبر 2023 إلى “هدنة إنسانية” بين إسرائيل وحركة “حماس”، حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة بأمان. شهدالاتحاد الأوروبي في 23 أكتوبر 2023 تباينا في المواقف بين الدول الأوروبية بين فريق يضم كلا من ألمانيا والنمسا وإيطاليا والتي شددت على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خاصة في ظل مواصلة حماس استهدافها بالصواريخ، وفريق آخر يضم إسبانيا وبلجيكا وهولندا والتي شددت على ضرورة “هدنة إنسانية” لإيصال المساعدات إلى غزة.

تدابير لحماية اليهود في أوروبا

حذر الاتحاد الأوروبي شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد لحركة حماس من على منصات التواصل الاجتماعي. ففي أعقاب الهجمات على إسرائيل، شهدت مواقع التواصل زيادة في المعلومات الخاطئة المتعلقة بالصراع، بما يشمل الصور التي تم التلاعب بها، ومقاطع الفيديو ذات التصنيف الخاطئ، إلى جانب صور بها مشاهد عنف في 11 أكتوبر 2023، وكانت المفزضية الأوروبية قد قدّمت استراتيجيتها الأولى لمحاربة معاداة السامية في الأول من أكتوبر 2021.

دور المجالس اليهودية في أوروبا

تمارس جماعات الضغط الإسرائيلية في أوروبا عملها، وتسعى بوضوح إلى استمالة الساسة الأوروبيين. خطط مؤتمر الحاخامات الأوروبي (CER) في لندن في 12 مايو 2023 لنقل مقره الرئيسي إلى العاصمة البافارية، ميونخ، حيث ينوي المؤتمر فتح “مركز لحياة اليهود” يوفر برامج تعليمية تخدم في الدرجة الأولى حوالي (1000) حاخام أوروبي، لحماية وتعزيز الحياة اليهودية في أوروبا”، وتدريب وتأهيل الحاخامات الليبراليين والمحافظين والأرثوذكسيين في ألمانيا ثم يخدمون في العديد من الدول الأوروبية.

اتهمت الجماعات اليهودية في بريطانيا منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هيئات إذاعية بريطانية بإظهار معايير مزدوجة من خلال رفض وصف هجمات حماس بأنها “إرهابية” بطبيعتها، انضمت العديد من الجماعات اليهودية لتك الانتقادات الواسعة النطاق، ما أدى إلى توقف الهيئات الإذاعية عن وصف حماس بشكل افتراضي بأنها “مجموعة مقاتلة”، ووصفهم “مجموعة محظورة كمنظمة إرهابية من قبل حكومة المملكة المتحدة بعد شكاوى جماعات الضغط اليهودي من تغطية المذيعين والمراسلين. هناك مشاريع معمارية كبيرة في العديد من المدن الألمانية في برلين، تم بناء “مجمع بيرز اليهودي” بتكلفة (43.8 مليون دولار). يتقدم العمل في بناء “الأكاديمية اليهودية”، وافتتاحها مخطط له في بداية عام 2025.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في انقسام الدول الأوروبية، حيث شدد الاتحاد الأوروبى على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى والدعوة لهدنة إنسانية. تعتبر إسبانيا من أكثر المؤيدين للفلسطينين، أما فرنسا ، تبنت موقفاً داعماً لإسرائيل، كذلك ألمانيا فقد أظهرت الطبقات السياسية الألمانية دعمها بالإجماع لإسرائيل، وصوت البرلمان لصالح قرار يعبر عن “كامل التضامن ” مع إسرائيل ، واتبعت إيطاليا نهجاً متوازناً مع الدعوة إلى ردود أفعال متناسبة وحماية المدنيين.

– يعكس الاختلاف في وجهات النظر على نطاق واسع خلافات طويلة الأمد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومدى صعوبة تحقيق وحدة الدول الأعضاء فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية.

– تنامت التهديدات الإرهابية والمخاطر الأمنية داخل دول أوروبا بالتزامن مع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأجبرت التهديدات الأمنية على إخلاء العديد من المطارات، وعززت السلطات الأوروبية الإجراءات الأمنية، ورفعت بعض الدول مستوى تأهب التهديد الإرهابي إلى الحد الأقصى.

– يتنامي قلق الحكومات الأوروبية من الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ويخشى هؤلاء من تصاعد التوترات مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس.

– ترى بعض الدول في المنطقة، وعلى المستوى الدولي أن هناك ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع الوضع في قطاع غزة وأوكرانيا، مما يضر بمحاولات الغرب بقيادة الولايات المتحدةفي استمالة الرأي العام. حيث انتقدت بعض الدول الأوروبية وواشنطن روسيا بسبب الهجمات على المدنيين في أوكرانيا، مع النقيض عندما تقصف إسرائيل قطاع غزة.

– بات من المؤكد أن تصل تداعيات الصراع الفلسطيني إلى أوروبا، التي تحتضن نسبة كبيرة من اليهود والمسلمين، وغالبا قد تواجه الحكومات الأوروبية صعوبات تهدد التعايش السلمي في أوروبا. ومن المرجح يمكن أن يؤدي إلى الصراع إى هجمات إرهابية أخرى في العواصم الأوروبية وتنامي جرائم معادة السامية والإسلاموفوبيا.

– من المحتمل أن يتسبب الصراع في توتر العلاقات الإسرائلية مع بعض الدول الأوروبية، في وقت وصلت فيه عملية السلام وهدف حل الدولتين، الذي دعمته أوروبا لأكثر من 30 عاما، إلى طريق مسدود.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91746

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدعم دعوة غوتيريش لهدنة إنسانية في غزة
https://tinyurl.com/2rsd5xfn

بريطانيا وإسرائيل ترسمان خريطة طريق جديدة للعلاقات الثنائية
https://tinyurl.com/5ddukyjk

كم بلغت قيمة التبادل التجاري للأسلحة في إسرائيل عام 2022؟
https://tinyurl.com/28fxk2eu

Germany and Israel: Bilateral relations
https://tinyurl.com/yc8emkxp

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...