الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ أسباب ظهور داعش من جديد (ملف)

التحالف الدولي في سوريا والعراق ـ الأهداف والإنجازات
أغسطس 29, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير

داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ أسباب ظهور داعش من جديد (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل أسباب عودة نشاط تنظيم “داعش” من جديد، واستراتيجية التنظيم في سوريا وتكتيكاته للتكيف مع الظروف الجديدة، وإعادة تشكيل صفوفه في البادية السورية، كما يتطرق الملف لتهديدات عودة “داعش” على الأمن القومي والإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على خطورة استمرار مرافق الاحتجاز التي تضم مقاتلي “داعش” الأجانب باعتبارها قنابل موقوتة، وختاماً يتناول الملف دور التحالف الدولي في محاربة “داعش”. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. داعش و”الجهاديون” ـ ما أسباب عودة داعش في سوريا؟
  2. داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ تهديدات لا زالت قائمة
  3. داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ ما أهمية البادية؟
  4. مكافحة الإرهاب ـ ما دور التحالف الدولي في شمال سوريا؟

1- داعش و”الجهاديون” ـ ما أسباب عودة داعش في سوريا؟

فقد “داعش” العديد من قياداته خلال عام 2022 في سوريا، وبالرغم من ذلك استطاع “داعش” تنفيذ هجمات على سجون تضم مقاتليه وشن هجمات إرهابية معقدة على القوات السورية النظامية، وباتت البادية السورية المعقل الأساسي لأنشتطته وأصبح الوضع الأمني الهش والوضع الاقتصادي المتدهور والوضع السياسي المتأزم عوامل هامة لعودة ظهور داعش من جديد في سوريا.

“داعش” ـ خسارة معاقله وقياداته

خسر “داعش” العديد من قياداته خلال العام 2022 في سوريا، وأكد “داعش” مقتل زعيمه “أبو الحسين الحسيني القرشي”، وأعلن اسم خلفه “أبو حفص الهاشمي القرشي” زعيماً جديداً. وكان قد قُتل زعيما التنظيم البارزين “أبو بكر البغدادي” في أكتوبر 2019 ثم “أبو إبراهيم القرشي” في فبراير 2022 على يد القوات الأميركية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. تشير التقديرات الاستخباراتية أنه ليس من الواضح من هم قادة الصف الأول من “داعش” وكذلك الأمر بالنسبة لقادة الصف الثاني. أكد التحالف الدولي في أعقاب انتشار “داعش” في سوريا وفي المناطق النائية من العراق، إن فترة بقاء قيادات “داعش” علىرأس التنظيم قد تقلصت بفضل الجهود التي بذلها التحالف ضد “داعش”.

تنامي أنشطة داعش في سوريا

نفذ “داعش” هجمات على سجون تضم بعض أبرز مقاتليه في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية، ووسع “داعش” من عملياته حيث شن (38) هجوماً في دير الزور وحمص وحماة والرقة في أبريل 2023 بالرغم من الجهود التي بذلها التحالف تجاه “داعش”. يعد “داعش” أكثر نشاطًا في أجزاء من سوريا لا سيما في المناطق الصحراوية الوسطى وتعد البادية السورية المعقل الأساسي له، لكن أنشطة “داعش” لا تزال منخفضة في وسط وجنوب سوريا. داعش والجهاديون في سوريا ـ ما أسباب عودة التنظيم من جديد؟

استهدف داعش خلال شهر أغسطس 2023 حافلة عسكرية في البادية على طريق المحطة الثانية جنوب شرق دير الزور، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من العسكريين”. قتل “داعش” (3) عناصر من الجيش السوري جراء محاولة “داعش” السيطرة على حاجز عسكري في منطقة “عمدان” بمحافظة الرقة، كما قتل (7) جنود سوريين جراء هجوم على قافلة تضم صهاريج للنفط في ريف حماة الشرقي.

 تساعد التضاريس المعقدة من صحراء وجبال “داعش” في عمليات التمويه والاختباء وكذلك في إنشاء معسكرات التدريب العسكري والأيديولوجي . كما يسمح هذا الموقع لـ”داعش” بالحفاظ على خطوط الدعم الخارجية وتفعيل مصادر الدعم اللوجستي من داخل سوريا.  تتيح تركيبة الجماعات المتطرفة في شمال غرب سوريا لقيادات الصف الأول في “داعش” التحرك وإدارة التنظيم بسهولة. 

استراتيجية داعش في سوريا

بات تصور داعش الاستراتيجي حول المنطقة الجغرافية والوقت في سوريا يمثل عنصراً حاسماً لإمكانية عودة ظهوره في سوريا مستقبلاً. وينشط “داعش” في سوريا بالرغم من تراجع هجماته خلال الأشهر الأولى من عام 2023 حيث سجل تراجعاً بنسبة (55%) في عدد الهجمات، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022. تلك الهجمات كانت محدودة نسبياً، يشنّها فرد واحد أو بضعة أفراد من مقاتليه.

يواصل “داعش” تنفيذ هجماته في سوريا انطلاقاً من “البادية الشامية” التي تنتشر فيها خلاياه لا سيما على على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور على الحواجز والأليات، ويرجع السبب إلى أن هذه المنطقة منطقة مفتوحة ومن السهل لعناصر التنظيم التوغل فيها انطلاقاً من مواقعهم في البادية. ويرجع سبب تحرك “داعش” بأريحية نسبياً في هذه المنطقة ـ البادية ـ إلى أنه استفاد جيداً من معارك البادية والتحركات في العراق في صحراء الأنبار. وقد تكون لدى  “داعش “على المدى المتوسط خطط للسيطرة على بلدات ومدن سورية وبالأخص المناطق المأهولة في أرياف كل من إدلب وحماة والسويداء وسيكون الهدف الأساسي لهذه الخطوة هي زيادة أعداد “داعش” وكذلك الموارد.

قدرة “داعش” على الصمود والتكيف

تبنى “داعش” استراتيجية قديمة تقتضي عمليات الكر والتموضع في البوادي، هذه الاستراتيجية كانت ملامحها قد اتضحت على نحو كبير في عام 2004. وأصبح يمتلك “داعش” أيديولوجيا تشكلت من خلال تصريحات كبار قادته، وتتكيف جيداً مع هزائمه الإقليمية الأخيرة في 9 أغسطس 2023. وبالرغم من أن داعش قد تعرض لضربات موجعة إلا أنه أثبت قدرته الكبيرة على الصمود والتكيف، حتى أنه قام بتوسيع أراضيه وتنويع عملياته عامي 2020 و2021. يظهر من من جديد في سوريا والعراق، الدلالات والمعالجات. بقلم جاسم محمد

يشكل “داعش” جماعة ديناميكية بشكل كبير، تواصل قيادتها العمل في معاقله في العراق وسوريا، وتتعدى اهتماماتها المناطق الخاضعة لسيطرتها والتركيز على الهجمات ضد الغرب. وأصبحت الهزائم المتتالية سبباً في توجه “داعش” إلى إعادة هيكلة الكثير من نشاطاته الأمنية والعسكرية.

يرى جوليان “بارنز- داسي” مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنه رغم إعلان “سقوط الخلافة”، إلا أنه “لم تتم هزيمة داعش والقضاء عليه بشكل كامل”. ويضيف “لا يزال “داعش” اليوم قوة متمردة ذات مستوى محدود، لكنه قادر على القيام بهجمات من هذا النوع عبر عناصره النشطة في سوريا والعراق”، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم “يتطلعون إلى تعزيز موقفهم وتعبئة الموارد التي مازلت متاحة لهم ومحاولة زيادة قوتهم”.

تجنيد المزيد من المقاتلين في سوريا

استطاع داعش بتكيف استراتيجيته والاندماج مع السكان المحليين وتجنيدهم لا سيما الذين يعانون من الفقر واستغلال حالة التوتر الناجم عن الصراع بين التنظيمات المتطرفة في المناطق الحدودية، فضلاً عن ابتزاز الشركات التجارية ومداهمة المتاجر في 15 أغسطس 2023. توخي “داعش” الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المقاتلين من المخيمات في شمال شرق سوريا فهناك نحو (55000) شخص لهم صلات مزعومة أو روابط عائلية بتنظيم داعش منهم نحو (16000) طفل سوري. ملف المقاتلون الأجانب ومعضلة إستعادتهم ـ هل من تغيير في مواقف دول أوروبا؟

يقول”تشارلز ليستر” الزميل الباحث بمعهد الشرق الأوسط ، ” المقاتلون يدخلون القرى والبلدات ليلاً ويتمتعون بمطلق الحرية في العمل ومداهمة الأماكن بحثاً عن الطعام، ويقومون بترويع وابتزاز السكان المحليين”. وأضاف، “توجد انقسامات محلية كثيرة أخرى يستغلونها لمصلحتهم، سواء كانت عرقية أم سياسية أم طائفية”.

اعترف “البنتاغون ” في التاسع من يناير 2023 بأن “داعش” لا يزال لديه مقاتلين في صفوفه ويمكنه تنفيذ عمليات على نطاق صغير . قد لا يكون داعش هو القوة التي كان عليها قبل، ولكن مع وجود الآلاف من المقاتلين في صفوفه، لا يزال مقاتلي “داعش” قادرين على تنفيذ هجمات إرهابية معقدة، فوفق تقديرات لمجلس الأمن الدولي في فبراير 2023 فإن لدى التنظيم ما بين (5000) إلى (7000) عضو ومؤيد في العراق وسوريا، (50%) منهم من المقاتلين.

أعاقت جهود التحالف الدولي قدرة “داعش” على استخدام أساليبه التقليدية في التمويل، إلا أن الصندوق الإجمالي لتمويل الحرب التابع لـ”داعش” لا يزال كبيراً، بحيث يضم ما مجموعه حوالي (50 ـ 100) مليون دولار. وتُستخدم غالبية هذه الأموال لدفع رواتب المقاتلين وإعالة أسر الذين قتلوا أو سُجنوا. بالإضافة إلى ذلك، لجأ “داعش” إلى العملات المشفرة لزيادة مرونته المالية. وعلى الرغم من أن تمويل “داعش” ضئيل مقارنةً بذروته ، إلّا أن التكاليف اللازمة لبقاء “داعش” أقل بكثير أيضاً نظراً لخسارته للأراضي .

“داعش” ورقة ضغط 

ترفض بعض القوى الإقليمية والدولية قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية وبدأت بعض الدول بتحريك أدواتها لمنع المسعى تجاه دعم استقرار سوريا، وزعزعة الأوضاع في المنطقة مجدداً. تشير المعلومات الاستخباراتية بإنشاء ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة” في محيط الرقة السورية بمشاركة “داعش من أجل زعزعة استقرار الوضع في سوريا. ويعد “الإهمال الاستراتيجي” من قبل بعض الدول لخطر عودة ظهور داعش أحد أبرز أسباب عودة داعش من جديد في سوريا، بالإضافة إلى غياب الاستقرار السياسي الذي أدى إلى عدم استقرار اقتصادي، وفي غياب الاستقرار الاقتصادي لا يوجد استقرار أمني.

**

2- داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ تهديدات لا زالت قائمة

عاد “داعش” مجدداً بقوة إلى سوريا من خلال تنفيذ هجمات إرهابية، واستفاد مقاتلو “داعش” من الكوارث والأزمات السياسية والاقتصادية والنزاعات في المنطقة لتوسيع النفوذ، بالإضافة إلى بسط “داعش” وجوده في بادية سوريا عبر خلاياه النائمة. ورغم تنفيذ التحالف الدولي عمليات ضد تنظيم داعش وقياداته، لكن عودة التنظيم بين فترة وأخرى بالتزامن مع الأزمات السياسية في المنطقة، مازال يثير الكثير من الشكوك حول دور أمريكا هناك. الأنتقادات وجهت الى القوات الأمريكية بانها هي من تقوم بنقل عناصر داعش داخل سوريا من مكان إلى آخر، رغم نفي الولايات المتحدة لهذه الاتهامات .

استغلال الأزمات والكوارث

يستغل داعش دائماً الأوضاع السياسية أو الاقتصادية والأزمات الصحية مثل وباء كورونا في تسهيل حركته وانتشاره، وبالتالي تنفيذ عمليات إرهابية. ومع كارثة الزلزال في تركيا وسوريا، صعد التنظيم من عملياته سواء في مناطق النظام السوري في البادية، أو مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعلى السجون، حيث تمكن ما لا يقل عن (20) محتجز من الفرار من السجون، غالبيتهم ينتمون لـ”داعش”

يرى “نيكولاس هيراس” الباحث في معهد “نيولاينز” أن التنظيم سيحاول شن هجمات جديدة، إلا أنه يعتقد أن التنظيم “لم يعد يمثل تهديداً استراتيجياً حقيقياً في الوقت الحالي”، ويوضح: “لقد تم إضعافه بشدة ولذلك فهو ليس على وشك الانتفاض والاستيلاء على الرقة أو الموصل مرة أخرى”. وأضاف أن درجة خطر “داعش” في المستقبل تعتمد على عاملين اثنين، أحدهما مدى قدرة أعضائه على إعادة تنظيم صفوفهم في الصحراء، ومدى قدرة التنظيم على إطلاق سراح عناصره المحتجزين في السجون. ويعتقد أنه “ما دامت الظروف على الأرض في كل من العراق وسوريا لا تزال غير مستقرة إلى حد ما، ومحفوفة بالمخاطر، ومستمرة نوعاً ما في إثارة مسائل الحوكمة والأمن، فإن “داعش” سيجد لحظات لاستغلال الوضع ومحاولة شن هجمات جديدة”.

مخاطر مستمرة في التجنيد والاستقطاب

يواصل داعش قيادة آلاف المقاتلين في جميع أنحاء العراق وسوريا رغم عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، ولا يزال “داعش” ماضياً في برنامجه “أشبال الخلافة”، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول. وعلى الرغم من تعمد التنظيم خفض مستوى عملياته “لتسهيل التجنيد” إلا أنه لم تتوقف الهجمات التي يشنّها “داعش” في البادية السورية من خلال مجموعات صغيرة ضد قوات النظام السوري، وفي شرق الفرات ضد “قوات سوريا الديمقراطية” واستهداف قوافل النفط من أجل استمرار التمويل. ملف المقاتلون الأجانب ومعضلة إستعادتهم ـ هل من تغيير في مواقف دول أوروبا؟

يعتمد “داعش” على استراتيجية الحرب الاستنزافية الطويلة عبر أفرعه من خلال تشكيل مجموعات من المقاتلين تقوم بحرب استنزاف ضد الأطراف ، حيث تظل الأفرع نشطة مع نشاط التنظيم في سوريا والعراق، وهو ما يُعطي زخماً لعمليات التنظيم. وتعد الهجمات التي نفذها عناصره ضد قوات النظام السوري مؤشراً على أن التنظيم لا يزال يمتلك زمام المبادرة، ويتبع تكتيكاً عسكرياً متناسقاً.

يبدو أن التنظيم أراد من خلال عملياته تحقيق مجموعة أهداف وتوجيه أكثر من رسالة؛ أبرز أهدافه كانت رفع معنويات عناصره، وإحياء صورة التنظيم من جديد أمام مناصريه، وربما بهدف استجلاب الدعم المالي، بالإضافة إلى إحياء خلاياه النائمة وتنشيطها. يظهر من من جديد في سوريا والعراق، الدلالات والمعالجات. بقلم جاسم محمد

السجون في سوريا قنبلة موقوتة

ما زالت مرافق الاحتجاز التي تضم مقاتلي “داعش” الأجانب وعائلاتهم في العراق وسوريا عرضة لهجمات “داعش”، ويزيد هذا الوضع من الحاجة الملحة لإعادة هؤلاء الأفراد إلى بلدانهم الأصلية متى أمكن. ولكن على الرغم من الضغوط الدولية إلى تحقيق هذه الغاية، فقد تم إعادة حوالي (2500) عراقي و(500) فرد من (12) دولة أخرى إلى أوطانهم في عام 2022، وهو رقم صغير نسبياً عند الأخذ في الاعتبار أن ما يقدر بنحو (56000) امرأة وقاصر ما زالوا محتجزين في مخيم الهول.

يواصل “مخيم الهول” العمل كمركز مالي “لداعش”، حيث يجد أنصاره طرقاً لتلقي ما يصل إلى (20 ) ألف دولار شهريًا مع تهريب الأموال أيضاً إلى عناصر “داعش” خارج المخيم. تقول نائبة مساعد وزير الدفاع دانا سترول إن “الظروف التي أدت إلى ظهور داعش لم تتم معالجتها بشكل كاف”. وأضاف الميجر جنرال ماثيو ماكفارلين قائد التحالف الدولي المناهض  لـ”داعش” في 25 أبريل 2023 أن “أيديولوجية داعش لا تزال غير مقيدة ونشطة، وتسعى إلى إعادة تشكيل واستئناف حملة الكراهية في هذه المنطقة وحول العالم”.

لا يقتصر خطر تنظيم “داعش” وتجنيده لعناصر جديدة على سوريا ، حيث يقبع في تلك السجون معتقلون يعانون من الفقر والتهميش وهؤلاء هم الذين يبحث عنهم “داعش” ويحاول تجنيدهم. ومن الممكن أن يعود نحو (2000) من مقاتليه من وسوريا إلى أوروبا. وصحيح أنه لم ينفذ هجمات إرهابية في أوروبا معقدة، ولكن هذا يمكن أن يتغير بسرعة.

الحدود العراقية السورية

يسعى “داعش” لبناء المزيد من القواعد وزيادة قواتها في مدن حمص وحماة والرقة ودير الزور. يعد تحديد مواقع نشاط “داعش” في سوريا أمر معقد حيث تعمل خلاياه في مناطق متفرقة وتبقى على اتصال بسرية. بعض مناطق انتشاره هي محميات، مثل البادية السورية، التي تُقدر بثروتها المعدنية الهائلة، حيث يمكن إقامة معسكرات تدريب ويمكن جني الأموال من خلال مهاجمة مواقع التنقيب عن النفط.

لجأ “داعش” إلى هيكل داخلي لامركزي، هذا الهيكل الذي يتمحور حول ما يسمى بـ “المديرية العامة للمحافظات” و “المكاتب” المرتبطة بها، والتي تعني بإدارة العمليات والتمويل في سوريا والعراق وجميع أنحاء العالم. ومن خلال هذا الهيكل، تحرّض قيادة “داعش” أتباعها على تنفيذ الهجمات، وتحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين له. داعش و”الجهاديون”ـ ما أسباب عودة داعش في سوريا ؟

يطور “داعش” هيكليات أمنية ( ولايات أمنية ) تنطلق من الصحراء السورية، وتنتشر على شكل خلايا أمنية تنشط في مناطق مختلفة من سوريا. وتكمن مهمة “داعش” عبر هذه الخلايا بتهديد السكان هناك لضمان عدم الانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك لتأمين شبكات التهريب لجلب العناصر الجدد إلى الصحراء السورية. بالنظر إلى البيئة الامنية والعسكرية والسياسية المعقدة في سوريا يبدو أن خطر “داعش” لن يزول على المدى القريب والمتوسط.

تحذيرات من عودة داعش

تصاعدت التحذيرات في أبريل 2023 من جيل جديد من قادة “داعش” لم يثنهم الهزائم المتلاحقة، و أنه لا يزال يخطط لتوسيع نفوذ التنظيم وتنفيذ هجمات خارجية. ما يسمح بعودة محتملة في العراق وسوريا يركز فيها بشكل متزايد على مهاجمة المدنيين.

كشفت الاستخبارات البريطانية في 18 يوليو 2023 عن أن تنظيم “داعش” و”القاعدة” يخططان لهجمات إرهابية تستهدف المملكة المتحدة، حيث باتت هذه التنظيمات تستنزف معظم جهود وعمل جهاز المخابرات البريطاني “MI5”. مضيفة: “أن التهديد الإرهابي من قبل الجماعات المتطرفة الإسلاموية لا يزال الأكثر خطورة في المملكة المتحدة، حيث تركز المخابرات البريطانية (75%) من عملها لمواجهة هذا التهديد ”

حذّرت الولايات المتحدة الأميركية من احتمالية عودة “داعش” مجدداً، مشيرة إلى أنّ “داعش” لديه “جيشاً كبيراً” قيد الانتظار في سوريا والعراق. وسط هواجس ومخاوف دولية تشير إلى إمكانية عودة “داعش” من جديد إلى منطقة ما يزال يسودها التوتّر. وحذرت من هجمات “داعش” على السجون، حيث يُحتجز مقاتلوه وتتخوّف أجهزة الاستخبارات الغربية من إمكانية نجاح عناصر “داعش” في الفرار من تلك السجون، فضلاً عن مخاوفها من عودة بعض مقاتليه منهم إلى أوروبا بطريقة ما، والتخطيط لهجمات إرهابية جديدة في الأول من يناير 2023

لا يزال التهديد الداخلي الذي يطرحه “داعش” خارج مناطق الصراع يشكل مصدر قلق أيضاً، حيث يواصل التنظيم استخدام المساحات عبر الإنترنت لنشر أيديولوجيته من خلال الدعاية. وما يفاقم هذا التهديد واقع أن المقاتلين الأجانب الذين في سوريا استطاعوا اكتساب خبرة وقدرات متطورة ، ولا يأتي هذا التهديد من المقاتلين الذكور فحسب، بل أيضاً من النساء.

أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في السادس من أغسطس 2023 على ضرورة الاستمرار في مواجهة تهديد تنظيم “داعش”، وقالت : ” لابد بداية من القول إن تنظيم داعش يشكل تهديداً على أمننا. تمكنا من تحقيق عدة أهداف ضد التنظيم. ما أدى إلى تضاؤل المساحة التي يسيطر عليها. لكنه يبقى بمثابة تهديد لأنه يتخذ أشكالاً جديدة في الخفاء. ويقوم بتشكيل عدة فروع له. وبالتالي من الضروري الاستمرار في مواجهة هذا التهديد”.

**

3- داعش و”الجهاديون” في سوريا ـ ما أهمية البادية؟

يسعى تنظيم “داعش” إلى إعادة تشكيل صفوفه في البادية السورية من أجل فرض نفوذه وإعادة تشكيل هياكله الأمنية والعسكرية وتوسيع مناطق نفوذه. واستناداً إلى المزايا الجيواستراتيجية للمنطقة، أخذ “داعش” بالتأقلم والتكيف يوماً بعد آخر مع الطبيعة الوعرة للبادية، وكسب الخبرة في التعامل معها  لمهاجمة  خصومه، أو زيادة  وفق استراتيجية الكر والفر. ويبدو ان قٌدرة التنظيم بتنفيذ عمليات نوعية واسعة محدودة.

إعادة تشكيل صفوف تنظيم “داعش” في الصحراء السورية البادية

عندما بدأ ت الحكومة السورية بالسيطرة على غربي الفرات في دير الزور والرقة بداية من منتصف العام 2017، انتقلت مساحات شاسعة في البادية من سيطرة “داعش” إلى سيطرة الدولة السورية، لكنها ظلت ملاذاً لعناصر التنظيم الذين ما زالوا يتوارون فيها، ويشنون منها هجمات خاطفة على أطراف البلدات الهامشية والطرق السريعة، بل وتمكنوا في فترات متقطعة من السيطرة لبعض الوقت على بلدات وطرق، حيث أقاموا حواجز للتفتيش ودققوا البطاقات الشخصية للمارة واعتقلوا أو قتلوا بعضهم.

تبلغ مساحة البادية السورية نحو (80) ألف كيلومتر مربع، وتتوزع على محافظات: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء، وتشغل البادية السورية حوالي (55%) من مساحة سوريا، وتعد جرءاً من بادية الشام التي تتوزع بين سوريا ولبنان والأردن وتتصل بالصحراء العربية، وتمتد الكتل الجبلية فيها على مساحة (360) كم.

– خريطة انتشار تنظيم “داعش” في البادية السورية:  تنتشر خلايا تنظيم “داعش” على مساحة نحو (4000) كيلومتر مربع في داخل الصحراء السورية ، بين منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرقي تدمر، والريف الغربي من بادية دير الزور، إضافة إلى بادية السخنة، وصولاً إلى الحدود الإدارية لمحافظة السويداء في الجنوب الشرقي. مبتعدين بشكل كامل عن إيجاد مناطق مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحلفائه، معتمدين على اعتداءات متفرقة، في مناطق جغرافية مختلفة، في محاولة لاستنزاف الجيش والقوات العسكرية.

– هيكلية عمل تنظيم “داعش” في البادية السورية: يعتمد التنظيم على مجموعات وتجمعات مختلفة تتخذ كل منها القرارات بشكل ذاتي في ما يتعلق بالأنشطة والعمليات، فلكل مجموعة أو تجمع قائد يتصرف وفقاً لتقديراته الخاصة، ويدير أنشطة التنظيم داخل منطقته ومسؤولياته. وفي الحالات التي يكون فيها العمل جماعياً، تصبح القيادة لقادة في التنظيم ينتشرون في منطقة الكوم.

تتبع قرية الكوم لناحية السخنة التابعة لمدينة تدمر شرق محافظة حمص، وتقع في الوسط من البادية السورية على مقربة من خمس محافظات (حماة وحمص ودير الزور والرقة وحلب). وتتمتع الكوم بالتعداد والسطوة والتجهيز، وتعتبر مصدر قوة أساسية لـ”داعش”، بينما تليها منطقة جبل البشري في دير الزور والرصافة قرب الرقة من حيث الأهمية، وتتوزع مجموعات أخرى في منطقة وادي المياه وسد الوعر غرب البوكمال بمسافة تبلغ حوالي (100) كيلومتر، وجنوب تدمر إلى الشرق باتجاه الحدود العراقية، وتختص هذه المجموعات بالرصد والاستطلاع والدعم اللوجستي، وتتألف كل مجموعة من قرابة (40) شخصاً .

وتكمن مهمة التنظيم عبر هذه الخلايا بضرب قيادات الحكم المحلي في شرق الفرات والعمل على بث الرعب بين العشائر العربية هناك لضمان عدم الانضمام إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك لتأمين شبكات التهريب لجلب العناصر الجدد إلى الصحراء السورية.

عدد عناصر “داعش” في البادية السورية: تشير تقديرات نشرتها الأمم المتحدة في 2022 إلى أن العدد الإجمالي لمقاتلي “داعش” بين سوريا والعراق يصل إلى (10,000) جهادي. أما بالنسبة لأعداد عناصر التنظيم في البادية من الصعب وضع تقديرات دقيقة ونهائية لها ، لأنها دائمة التغير بسبب القتلى وتغيير المناطق تجهيزاً لشن عمليات خاصة، لكن  يقدر عدد مقاتلي التنظيم في منطقتي الكوم والبشري أكبر مكانين لتجمعهم، بما يزيد على (3000) مقاتل، بينما لا يتجاوز عددهم (35) مقاتلاً فقط في ريف السويداء حتى يونيو 2023.

مصادر تمويل “داعش” في البادية السورية: بينما تعاني منطقة البادئة من وضع اقتصادي سيء، فإن التنظيم يعتمد على موارد مالية عدة أبرزها فرض الضرائب والإتاوات على السكان المحليين والتجار، وكذلك الغنائم التي يستولي عليها من خلال نصب الكمائن ضد عناصر الجيش السوري، وعلى صهاريج البترول القادمة من مناطق “قسد”، بالإضافة إلى استفادة تنظيم “داعش” من مخزونه من المال والسلاح عندما كان في أوج سيطرته أعوام 2016 -2017. داعش والجهاديون في سوريا ـ ما أسباب عودة التنظيم من جديد؟

أهمية البادية لتنظيم “داعش”

تشكل جغرافية مناطق انتشار “داعش” الحالية في بادية سوريا عامل قوة للتنظيم تمكنه من إعادة تنظيم نفسه، حيث يستفيد من غياب قوة عسكرية حقيقة لمكافحة التنظيم في تلك المناطق، فهذه المنطقة أما خالية من أي قوة عسكرية محلية، أو مشغولة من قبل قوات الجيش السوري وحلفائه مثل روسيا وإيران، وهذه القوات تسعى لتأمين وجودها ومصالحها الاقتصادية على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى الحواضر الأساسية مثل مدن دير الزور وحمص ودمشق ولا تبدو مكافحة التنظيم من أولوياتها على المدى المنظور.

تساعد أيضاً التضاريس المعقدة من صحراء وجبال “داعش” في عمليات التمويه والاختباء، وكذلك في إنشاء معسكرات التدريب العسكري والأيديولوجي المتطرف. كما يسمح هذا الموقع لتنظيم “داعش” بالحفاظ على خطوط الدعم الخارجية في كل من العراق وتركيا، وتفعيل مصادر الدعم اللوجستي من داخل سوريا.

إن انفتاح جغرافية الصحراء السورية الوسطى إلى الصحراء العراقية وصولاً إلى جبال حمرين ومناطق مخمور العراقية يُمكن “داعش” من تفعيل شبكات التهريب بسهولة وتوفير الدعم اللوجيستي له في سوريا. إضافة إلى ذلك، تتيح تركيبة الجماعات المسلحة في شمال غرب سوريا لقيادات الصف الأول في تنظيم “داعش” التحرك وإدارة التنظيم بسهولة؛ حيث إن معظم المجموعات المسلحة التي تشغل شمال غرب سوريا بما فيها “داعش” خرجت من رحم تنظيم القاعدة وتتشارك في نفس الأيديولوجية .

انتشار التنظيم  في البادية السورية بين حمص وحماة والرقة وتحديداً منطقة أثريا وخناصر وسلمية والرصافة وتدمر والطبقة، يأتي كونها ممراً لأهم الطرق الرئيسية التي يستخدمها الجيش السوري وتربط عدة مناطق ببعضها. هذا الطريق يعتبر ذا أهمية لدى الجيش السوري، حيث يربط المناطق مع مناطق قسد، حيث تؤمّن له نقل النفط والمنتجات الزراعية. وتعتبر طريقاً تجارية أيضاً، إضافة إلى استخدامه لنقل العدد والعتاد العسكري. داعش ـ الهيكل التنظيمي من الداخل ( ملف)

استراتيجية عمليات “داعش” في البادية

عاد تنظيم “داعش” إلى استراتيجية قديمة تقتضي عمليات الكر والتموضع في البوادي. وهذه الاستراتيجية كانت ملامحها قد اتضحت على نحو كبير في عام 2004، “أيام أبو مصعب الزرقاوي وأبو عمر البغدادي. وقد اتخذت عمليات “داعش” في البادية السورية والعراقية شكلاً يبدو أقرب إلى محاولة لفت النظر إليه بين الحين والآخر، وإشعار الأطراف والمتابعين أنه ما زال “له كلمة على الأرض”، مثل استهداف سيارات عسكرية أو إقامة حواجز لتدقيق الهويات بحثاً عن مطلوبين له أو فرض الضرائب، بما يوحي أن دولته ما زالت قائمة ولا ينقصه إلا “التمكين” بلغة منظريه.

خلال عامي 2022-2023 غيّر تنظيم “داعش” تكتيكاته العسكرية وانتقل من العمليات الفردية بغرض الدعاية وإثبات الوجود إلى عمليات استراتيجية وبشكل خاص التدريب وبناء نظام مالي خاص.

كثفت خلايا تنظيم “داعش” من هجماتها الإرهابية مؤخراً على حافلات الركاب والعسكريين والعمال المدنيين، إضافة لصهاريج البترول القادمة من مناطق “قسد” باتجاه مناطق الجيش السوري على طرقات يعتبرها “داعش” حدوداً جغرافية لامتداده.

منذ مطلع العام 2023 حتى منتصف أغسطس 2023، نفد تنظيم “داعش” (106) عملية إرهابية ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية، قٌتل على إثرها (412)، منهم (235) من الجيش والفصائل الموالية له، إضافة إلى (157) مدنياً، وفيما يلي أبرز هذه العمليات:

– مقتل ثلاثة مقاتلين متحالفين مع الجيش السوري على الأقل في هجوم شنّه تنظيم “داعش” على مستودع للذخيرة في وسط سوريا في 15 أغسطس 2023
– قٌتل (33) جندياً على الأقل في هجوم تبناه “داعش” على حافلة عسكرية في شرق سوريا في 9 أغسطس 2023.
– قُتل عشرة جنود في الجيش السوري ومسلحون متحالفون معه جراء استهداف عناصر “داعش” حواجز عسكرية في محافظة الرقة (شمالا)، التي كانت تعد أبرز معاقل التنظيم المتطرف في سوريا في 7 أغسطس 2023.
– قضى سبعة غالبيتهم من الجيش السوري، مطلع أغسطس 2023 في هجوم شنّه “داعش” على قافلة تضم صهاريج نفط في ريف حماة الشرقي (وسط) الذي يشكل امتداداً للبادية المترامية.

جهود مواجهة “داعش” في البادية السورية 

شهدت البادية عدة حملات عسكرية لتمشيطها وملاحقة خلايا التنظيم المتشدد، ومن أبرزها “حملة الصحراء البيضاء” في أغسطس 2022، والتي نفذتها القوات الحكومية والفصائل الموالية لها دون القدرة على القضاء على تواجد وتمدد عناصر التنظيم في البادية المستهدفة.

يكثف سلاح الطيران الروسي تحليقه على امتداد البادية المحاذية لعدد من المدن السورية، وسط البلاد، وتحاول طائرات “سوخوي” ملاحقة تنظيم “داعش” بينما ينصب التنظيم الكمائن لمن تطأ قدمه رمال الصحراء من مدنيين وعسكريين.

ورداً على الهجوم الذي شنّه تنظيم “داعش” على حافلات مبيت لعناصر الجيش في دير الزور في 9 أغسطس 2023، أَطلق الجيش السوري والقوات الرديفة عملية تمشيط شاملة للبادية الممتدّة من الميادين حتى البوكمال، وصولاً إلى أطراف تدمر، دعمه فيها الطيران الروسي الاستطلاعي والحربي، فضلاً عن إقدام موسكو على توجيه ضربات صاروخية دقيقة من البحر، باتجاه مواقع تابعة لمسلحي تنظيم “داعش” خاصة بين باديتي حمص وحماة، في رسالة مفادها بأن بعث الحياة بالتنظيم من جديد أمر غير مقبول.

غياب النتائج الملموسة للعمليات العسكرية السورية والحلفاء يعود لعدة أسباب، منها؛ ما يتعلق بعقلية القوات المهاجمة وأخرى تتعلق بتعامل التنظيم مع تلك الهجمات، حيث تصر الحكومة السورية وحلفائها على خوض حرب جزئية في البادية السورية، الهدف منها فقط تأمين طرق أمداده العابرة للبادية خاصة طريق دمشق  – دير الزور، وطريق الرصافة – أثريا.

التركيز على خوض حرب جزئية في المناطق المحيطة بطرق الأمداد، يترك للتنظيم آلاف الكيلومترات في المساحات الجغرافية البعيدة عن تلك الطرق، للانكفاء إليها لتفادي المواجهة المباشرة مع قوات النظام وحلفائها، خاصة مع وجود سلاح الجو الذي قد يفتك بمقاتليه في البوادي المفتوحة.

تراجع الاهتمام والتركيز الروسي على الساحة السورية، وتحديداً على المستوى الميداني العملياتي على مدار ما يقارب عام ونصف منذ انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية ، إذ تقلصت بصورة ملحوظة الضربات الجوية الروسية ضد مناطق يُعتقد أنها ملاجئ لتنظيم “داعش” في البادية السورية. ورغم أن القوات الجوية الروسية استأنفت الضربات خلال الفترة الماضية، إلا أنها ظلت في حدود متفاوتة، لم تمنع عمليات التنظيم في منطقة البادية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وربما أتاح تراجع الضربات الجوية الروسية في منطقة البادية ضد مجموعات “داعش”، فرصة للتنظيم لإعادة التموضع وتنشيط المجموعات والخلايا، في ضوء تراجع الضغوط عليه منذ تفشي جائحة كورونا، وصولاً إلى الحرب الأوكرانية. داعش والجهاديون;ـ خطر داعش في سوريا مازال قائماً

هل تدعم الولايات المتحدة “داعش” في البادية السورية؟

تشير التقارير أن الهجمات الأخيرة التي نفّذها تنظيم “داعش” انطلقت من مناطق سيطرة الأميركيين، في ما يعرف بمنطقة الـ (55) الملاصقة لقاعدة التنف الأمريكية والتي تضم (900) جندي أمريكي ضمن القيادة الأمريكية لمحاربة “داعش” “سينتكوم”، ما يؤكد بحسب القيادات الأمنية السورية تلقّي المهاجمين دعماً استخبارياً وعسكرياً ولوجستياً من القوات الأميركية. والتي ترى أن هذه التصرفات تفضح رعاية الأميركيين لتنظيم “داعش”، وحرصهم على إعادة إحيائه بما يمكنهم من استخدامه كذريعة لتبرير وجودهم غير الشرعي على الأراضي السورية، ونهب الموارد الاقتصادية السورية.

هذه الشكوك تؤكدها المخابرات السورية التي زعمت أن المروحيات الأمريكية نقلت (200) مقاتل سابق من “داعش” من السجون في هاسيكه إلى المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها (55) كيلومتراً حول قاعدة التنف. سيتم تقسيم عناصر داعش إلى مجموعات من (10-15) شخصاً. وسيتم بعد ذلك إرسال هذه المجموعات إلى المحافظات ذات الوجود الروسي بما في ذلك حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق مع مهمة تنفيذ هجمات إرهابية بالعبوات الناسفة في المواقع العسكرية الروسية. ويأتي معظم المتشددين المختارين من شمال القوقاز أو آسيا الوسطى، وبالتالي فهم يجيدون اللغة الروسية. وأضافت أن قائمة الأهداف الرئيسية للجهادين تشمل مناجم الفوسفات في حنيفيس التي تحرسها شركات أمنية روسية وكذلك القواعد العسكرية الروسية في اللاذقية وطرطوس ودمشق وحلب.

ونقلت وسائل اعلام عالمية عن المكتب الصحفي لرئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية قوله، “كأداة معتادة لتنفيذ خططها التخريبية، تعتزم أجهزة المخابرات الأمريكية مرة أخرى استخدام المتطرفين الإسلاميين، الذين يُطلق عليهم اسم المعارضة المعتدلة لتنفيذ هجمات داخل سورية”. وبشأن طبيعة الأهداف التي تخطط أمريكا لاستهدافها، ذكرت المخابرات الروسية أنها ستكون أماكن لتجمع المدنيين، ومحال تجارية، ومؤسسات حكومية، إلى جانب الطريق السريع بين مدينتي تدمر ودير الزور.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 10 مايو 2023 إن “هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إنشاء ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة” بمشاركة “داعش” من أجل زعزعة استقرار سوريا.

**

4- مكافحة الإرهاب ـ ما دور التحالف الدولي في شمال سوريا؟

عاد تنظيم “داعش” بقوة إلى شمال شرقي سوريا، بتنفيذ عدة هجمات متتالية، رغم العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد قيادات وعناصر التنظيم، وغياب سيطرته المكانية على الأراضي في سوريا عقب هزيمته في معركة الباغوز في 24 مارس 2019. وفي الوقت نفسه يستغل التنظيم بعض المتغيرات السياسية وانشغال دول التحالف الدولي بتداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة، لإعادة تموضع عناصره من جديد، لا سيما وأن المخيمات والسجون في سوريا ما زالت تضم عدد من عناصره وعائلاته، لذا تأتي أهمية دور التحالف الدولي في اللحظة الحالية للتصدي لأي محاولة لبناء التنظيم نفسه من جديد.

مناطق تواجد قوات التحالف بسوريا

تتواجد قوات التحالف الدولي في ستة مطارات في سوريا، وهي:  مطارات “أبو حجر” ، و”المالكية البلدي”، و “روباريا”، و”القاسمية العسكري”، و “تل بيدر العسكري” في محافظة الحسكة، إضافة لمطار عسكري في محافظة حلب، الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” مع التحالف.

تنتشر القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها دولياً في المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، عند منفذ التنف الحدودي، الذي يمثل أهمية كبيرة لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية في سوريا، لذا شيدت القوات الأمريكية في 2016 قاعدة عسكرية في منطقة معبر التنف على بعد (120) كيلومتراً إلى الشمال الشرقي باتجاه مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية.

تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة “رميلان” الواقعة في شمال شرقي القامشلي بالحسكة وبالقرب من المثلث الحدودي السوري التركي العراقي، وتخضع هذه القاعدة لسيطرة “قسد” وتتميز باحتوائها على أآبار نفطية. إضافة إلى قاعدة حقل العمر النفطي أو ما تعرف بـ “المنطقة الخضراء” ويعد من أكبر حقول النفط السوري، ومعمل ” كونيكو للغاز” في ريف دير الزور.

عادت القوات الأمريكية إلى قاعدة “عين العرب” (كوباني) شمال شرقي حلب في 15 يونيو 2022، في أعقاب إعلان تركيا احتمالية شن عملية عسكرية شمال شرقي سوريا، وتخضع المنطقة لسيطرة “قسد” وهي منطقة قريبة من الحدود التركية، وأسست الولايات المتحدة قاعدة في هذه المنطقة بغرض تقديم الدعم العسكري والتدريب لقوات التحالف و”قسد” خلال حربها ضد عناصر “داعش”.محاربة التطرف ـ تداعيات ترك عائلات داعش في مخيم الهول؟

أعداد القوات في سوريا

تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من (900) جندي في سوريا. ومع تصاعد هجمات “داعش” في سوريا مؤخراً، أشارت بعض التقارير الروسية في 26 يوليو 2023 إلى أن الولايات المتحدة نقلت معدات عسكرية ولوجستية من العراق عبرت منفذ الوليد الحدودي، ودخلت إلى قواعدها في محافظة الحسكة، إضافة إلى نقل المزيد من الجنود مما أدى لارتفاع أعدادهم إلى (1500) جندياً منذ 15 يوليو 2023.

تتوزع مهام هذه القوات ما بين حماية المطارات وحقول النفط والغاز في الحسكة ودير الزور، وتدريب المقاتلين الأكراد من قوات “قسد”. بينما تمتلك تركيا (10) آلاف جندي وعشرات القواعد العسكرية في الشمال السوري. ملف: محاربة داعش في سوريا والعراق ـ مراجعة وتقييم لدور التحالف الدولي

قدرات التحالف الدولي في سوريا

نجحت العمليات العسكرية النوعية للتحالف الدولي بتحجيم مناطق نفوذ التنظيم وعملياته خلال عام 2023، وأعلن التحالف في 24 أبريل 2023، عن تراجع هجمات “داعش” في الأشهر الأولى من 2023، بنسبة (55%) وانحسرت الهجمات المحدودة للتنظيم في هجمات يشنها فرد واحد أو بضعة أفراد.

انخفضت هجمات “داعش” في سوريا في الفترة من نهاية مارس وحتى نهاية أبريل 2023 بنسبة (37%)، خاصة بعد أن تم إعادة (1300) شخص من عائلات “داعش” من مخيم الهول إلى بلدانهم في بداية 2023.

وبعد ارتفاع وتيرة الهجمات، دفع التحالف لتعزيز تواجده العسكري، وأجرى في 17 يوليو 2023 تدريبات عسكرية في قاعدة “الشدادي” جنوب الحسكة مع نقل تعزيزات على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور، كما بدأ تدريبات عسكرية في قواعده العسكرية في دير الزور في 4 أغسطس 2023.مكافحة الإرهاب ـ مخاطر الخلايا النائمة لتنظيم داعش في العراق. بقلم سهام عبد الرحمن

العمليات العسكرية في سوريا خلال عامي (2022-2023)

ـ 3 فبراير 2022: أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم “داعش” الملقب بـ ” أبو إبراهيم القرشي” في إدلب.
ـ 12 يوليو 2022: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مقتل زعيم “داعش” في سوريا ” ماهر العقال”
ـ 9 سبتمبر 2022: ألقت القوات التركية القبض على قيادي كبير في “داعش” يلقب بـ ” أبو زيد”.
ـ 18 فبراير 2023: شن التحاف مع “قسد” غارة شمال شرقي سوريا ما أدى لمقتل ” حمزة الحمصي” القيادي بـ”داعش ” .
ـ الأول من مايو 2023: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقتل زعيم “داعش”  في سوريا “أبو الحسين القرشي” .
ـ 11 يونيو 2023: اعتقلت قوات التحالف خلال عملية إنزال جوي شخصين على صلة بـ”داعش” في ريف الحسكة.
ـ 9 يوليو 2023: مقتل قيادي بـ”داعش” يدعى” أبو أسامة المهاجر” في ضربة جوية شرق سوريا.
ـ 17 أغسطس 2023: مقتل قائد ميداني لـ”داعش” في عملية مشتركة مع قوات التحالف و”قسد” في الرقة.

استراتيجية التحالف الدولي ضد “داعش”

تعتمد استراتيجية التحالف الدولي في محاربة “داعش”، على تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات “قسد”، بجانب تمركز القوات العسكرية التابعة له في مناطق متعددة في الشمال السوري، الأمر الذي مكنه بالتعاون مع “قسد” من هزيمة “داعش” في سوريا وطرده من المناطق التي فرض سيطرته عليها في 2014 و2015.

ركز التحالف الدولي ضد “داعش” منذ اللحظة الأولى لتشكيله، على تتبع تحركات قيادات التنظيم واستعادة المدن التي سيطر عليها، لإدراكه أن محاصرة “داعش” ميدانياً والقضاء على عناصره يؤثر على مخططاته بجذب عناصر جديدة لصفوفه وتنفيذ عمليات إرهابية.

نجح التحالف على مدار الأربع سنوات الماضية في تتبع باقي الخلايا النائمة للتنظيم، ولكن عاد “داعش” بهجمات نوعية مثل اقتحام سجن الحسكة في يناير 2022، واستغلال وجود عناصر داخل السجون وعائلات “داعش” داخل مخيمات ” الهول” و” روج” لشن هجمات متعددة من خلال الذئاب المنفردة.

ما يهدف اليه التحالف الدولي هو منع التنظيم من السيطرة على مساحة جغرافية، وإعادة تموضع عناصره من جديد، لذا اجتمع وفد من التحالف بقيادة واشنطن مع مجلس دير الزور العسكري “هيئة ضمن صفوف “قسد” في 8 أغسطس 2023 لمتابعة تطورات الوضع في الشمال السوري. داعش و”الجهاديون”ـ ما أسباب عودة داعش في سوريا ؟

**

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ ممكن فهم تكثيف تنظيم داعش إلى عملياته في سوريا، في أعقاب إعلان مقتل زعيمه الحسين القرشي، محاولة منه لأثبات وجوده هناك أمام بقية التنظيمات المتطرفة أبرزها جبهة النصرة وباقي الفصائل المتمركزه في إدلب.

– أدت عمليات الجيش السوري واسعة النطاق لداعش بالفعل إلى تقليص نشاطه مؤقتاً لكنها لم تهزمه، ويركز التحالف الدولي على منع عودة “داعش” في سوريا وأدرك التحالف المخاطر التي بات يمثلها “داعش” في أماكن أخرى، بما في ذلك أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

– ساهم تطوير داعش لتصوره الاستراتيجي في سوريا وتبني استراتيجية عمليات الكر والتموضع في البوادي بالإضافة إلى خبراته السابقة في العراق في صحراء الأنبار في تنامي أنشطته في سوريا. كما ساهمت إعادة هيكلة الكثير من نشاطاته الأمنية والعسكرية، والاندماج مع السكان المحليين وتجنيدهم فضلاً عن امتلاك “داعش” صندوق تمويل ضخم في إعادة تنظيم صفوفه.

– تبقى سوريا موضع اهتمام الاتحاد الأوروبي، ويواصل الاتحاد العمل مع مع الشركاء والحلفاء داخل التحالف الدولي ضد “داعش” لتحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا من أجل محاربة تنظيم داعش.

– تعد عودة “داعش” مرتبطة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فهناك أطراف إقليمية ودولية ومحلية فاعلة في المشهد السوري لا تريد الاستقرار لسوريا وتستخدم داعش ورقة ضغظ ونشر الفوضى.

– بات متوقعاً أن تستمر خلايا “داعش” النائمة في التسلل إلى المناطق الحضرية، وشبه الحضرية بهدف تنفيذ عمليات إرهابية. ومن المرجح أن يشهد “داعش” توسعاً في النفوذ وتغييراً في نوعية الأهداف في سوريا، أمام تراجع سياسات مكافحة الإرهاب وعدم فاعلية التحالف الدولي.

**

– يستثمر “داعش” الأزمات الصحية والأوضاع السياسية والاقتصادية، لتنفيذ عملياته سواء في مناطق سوريا، في البادية، أو مناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعلى السجون.

– تتوقف درجة مخاطر وتهديدات “داعش” المستقبلية في سوريا على مدى قدرته على تنظيم صفوفه في الصحراء، ومدى قدرته على تهريب مقاتليه من السجون شمال شرق سوريا ما يسمح له بعودة محتملة يركز فيها بشكل متزايد على مهاجمة المدنيين.

– لا تزال أيديولوجية “داعش” غير مقيدة ونشطة وتستقطب العديد من المؤيدين،  كما تشير العمليات الأخيرة التي قام بها “داعش” في سوريا إلى أنه مازال يمتلك زمام المبادرة، ويتبع تكتيكاً عسكرياً يستطيع من خلاله توسيع نفوذه.

– تشير التقديرات أن “داعش” ما زال يمتلك خلايا نائمة وقواعد ومعسكرات تدريب في مدن حمص وحماة والرقة ودير الزور والتي تعمل بسرية وحذر ، ومن المرجح أن تصبح الحدود العراقية السورية معرّضة للخطر بشكل كبير مستقبلاً.

– بات “داعش” يستنزف معظم عبء عمل الاستخبارات الغربية وسط مخاوف مستقبلية من إمكانية نجاح عناصر “داعش” في الفرار من السجون، وعودة بعض مقاتليه إلى أوروبا والتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية.

– يبقى “داعش” أيديولوجية متطرفة قائمة، فالقضاء عليه عسكرياً لايعني نهايته. وهذا يعتمد على ايجاد مقاربات أمنية متكاملة ومعالجات جذرية لجذور التطرف والارهاب لأن الجهد العسكري وحده لن يحقق الهزيمة الدائمة لداعش.

**

– على الرغم من تراجع نفوذ التنظيم، فإن “داعش” لا يزال يشكل تهديداً في منطقة صحراء البادية الممتدة في وسط وشرق سوريا، عبر ترهيب السكان المحليين.

– تساعد تضاريس البادية السورية المعقدة  “داعش” في عمليات التمويه والاختباء، وفي إنشاء معسكرات التدريب العسكري والحفاظ على خطوط الدعم الخارجية في كل من العراق وتركيا.

– استغل تنظيم “داعش” انشغال الأطراف الدولية بالحرب الأوكرانية، من أجل إعادة التموضع وتنشيط المجموعات والخلايا في البادية السورية.

– هناك الكثير من الشكوك حول تساهل الولايات المتحدة مع انتشار تنظيم “داعش” في البادية السورية، إما بغض النظر عن نشاطهم، والتعامل مع التنظيم ورقة سياسية في المنطقة وتبرير استمرار وجود القوات الأمريكية هناك.

– إن هدف تنظيم “داعش” الحالي يتركز بتنفيذ عمليات إرهابية في البادية، على غرار الكر والفر.

– الأهمية الاستراتيجية للمنطقة قد تجعلها مسرحاً لصراعٍ جديد محتمل يمتد من البادية السورية وصولاً إلى البادية العراقية، خصوصاً بعد أن تحولت المنطقة لمنفذ قوافل الإمداد من النفط والغاز والقمح المتوجهة لتركيا.

– إن نجاح قوات الجيش السوري، مدعومة بقوات روسية، بالتقدم في البادية وضرب مقرات عناصر “داعش” لن يكون سهلاً نظرا لاتساع مساحة البادية وخبرة عناصر “داعش” في التخفي والكر والفر.

بات ضرورياً أن تتركز العمليات القتالية ضد “داعش” على مسارات متوازية عدة، كالاقتحام والتمشيط، من وسط البلاد إلى بادية الرقة المحاذية لمنطقة تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، “فعلى الرغم من أن البادية واسعة، ويمكن الإفلات من الملاحقة بسهولة، لكن مع التضييق والمحاصرة يمكن ان تضعف عمليات التنظيم.

– يبدو أن خطر “داعش” لن يزول على المدى القريب والمتوسط. لذا من الضروري توحيد الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة تنظيم داعش.

**

– نشاط “داعش” الملحوظ في الآونة الأخيرة، يحمل مؤشرات خطيرة تتعلق باستغلال التنظيم انشغال دول التحالف وروسيا بالحرب المشتعلة في أوكرانيا، ليسعي إلى تجميع صفوفه بقوة، خاصة وأن الخلايا النائمة للتنظيم منتشرة ما بين الحدود العراقية السورية ولديها قدرة على التسلل عبر الأنفاق بين البلدين، لذا تصبح المرحلة المقبلة من محاربة “داعش” فارقة للغاية في دور التحالف الدولي في سوريا.

– يستغل التنظيم أيضاً نقطة تأخر إعادة إعمار المدن المحررة، وبطء خطوات استعادة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم من مخيمات وسجون قوات “قسد” في الشمال السوري، ما يضع الحكومة السورية وقوات “قسد” أمام اختبار صعب لتفادي هذه الظروف التي تعزز فرص “داعش” في العودة، الأمر الذي يؤكد على أن مسألة إعادة الإعمار وإعادة المقاتلين الأجانب لبلدانهم مسؤولية أيضاً على عاتق المجتمع الدولي وقوى التحالف، بمساعدة بناء المدن السورية ووضع خطة لعودة باقي المقاتلين الأجانب، حتى لا تصبح المخيمات والسجون مفرخة لـ”داعش”.

– من الواضح أن “داعش” يعتمد على هجمات الذئاب المنفردة، بشكل يسمح له بتنفيذ أكبر عدد من الهجمات في مناطق متفرقة، وهي استراتيجية تعتمدها التنظيمات المتطرفة في فترات ما بعد الهزائم الميدانية وخسارة القيادات والعناصر، ما يلزم دول التحالف بالانتباه لهذه المتغيرات وتتبع نشاط “داعش” والعلاقة بين العناصر التي مازالت بالسجون والخلايا المختبئة في صحراء سوريا.

– بلا شك تعد العمليات العسكرية للتحالف الدولي، عنصراً رئيسياً في محاربة “داعش”، ولكن يجب أن تسير الخطة الأمنية بالتوازي مع خطة إخلاء المخيمات من أطفال ونساء دعش، ووضع برامج تأهيل لهذه الأسر، حتى تمنع أي فرص لتشكيل تنظيمات جديدة منبثقة عن “داعش” أو أن يعيد سيطرته على مساحات جغرافية مرة أخرى.

– إن تجفيف مصادر تمويل “داعش” يتطلب أن يكون أولوية ضمن محاربة “داعش”، خاصة وأن التنظيم يلجأ إلى مصادر جديدة بديلة عن التهريب والإتاوات وتجارة الآثار، خاصة أن حملة مداهمة لقوات “قسد” بالتعاون مع قوات أمريكية كشفت في أبريل 2023 عن كميات كبيرة من الذهب ومبالغ مالية تقدر بنحو مليون دولار في شمال شرقي سوريا، ما يعني استغلال التنظيم السنوات الماضية في جمع أموال وتنمية قدراته الاقتصادية للعودة من جديد، بعد أن تعرضت إمداداته المالية التقليدية للرقابة.

– قد يبدو أن الاهتمام الدولي يتجه إلى مناطق أخرى مثل إفريقيا وأفغانستان، بحكم المتغيرات السياسية والصراعات الراهنة المشتعلة، ولكن ربما تحركات “داعش” الأخيرة ضد قوات الحكومة السورية وقوات “قسد” والتحالف، تعيد الأنظار العالمية مرة أخرى إلى ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة مخاطر عودة التنظيم وتحركاته سواء في سوريا أو خارجها.

– إن توسع “داعش” في أفريقيا:  تشاد ومالي والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا،لايمنع عودته إلى سوريا من جديد، ما يعني إن مكافحة “داعش” في أفريقيا هو مكمل لمحاربته في سوريا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=90157

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

SALAFI-JIHADI MOVEMENT WEEKLY UPDATE, AUGUST 2, 2023
https://tinyurl.com/2s48ebns

Key Official Says US Must Not Overlook Al-Qaida, Islamic State
https://tinyurl.com/y4k3ay9h

Where does ISIS have a presence now? Group’s reign of terror wanes in Middle East
https://tinyurl.com/2n854eua

في البادية السورية.. داعش يستخدم “استراتيجية قديمة” لتحقيق أهداف محددة
https://tinyurl.com/3rfdznab

الثغرات الأمنية في العراق وسوريا منفذ “داعش” للعودة
https://tinyurl.com/yc2cmn36

**

Explainer: The Islamic State in 2021
https://tinyurl.com/97rsm5uv

ISIS keeps dwindling in Syria
https://tinyurl.com/365rczsc

Signs Emerge IS Struggling to Keep Up Fight in Iraq, Syria
https://tinyurl.com/25eupu22

Isis has army in waiting, warns US
https://tinyurl.com/ysrm7wtp

**

في البادية السورية.. داعش يستخدم “استراتيجية قديمة” لتحقيق أهداف محددة
https://2u.pw/qFHfIkH

Badiyah Desert: The Last ISIS Stronghold?
https://2u.pw/TE8iXpW

At least 20 Syrian soldiers killed in ISIL ambush
https://2u.pw/sFQdODl

Why ISIS Cannot Bring the Caliphate Back to Life
https://carnegieendowment.org/sada/90221

Unsolved Murders in Syria’s Badia: Truffle Hunters in the Crosshairs and ISIS at Large
https://2u.pw/jIKzvdN

تفاصيل مخطط واشنطن لدمج تنظيمات إرهابية تحت مسمى “جيش سوريا الحرة”.. ما أهدافه في المنطقة؟
https://2u.pw/6GFYoXI

**

US bolsters forces in Middle East following series of attacks on US troops in Syria
https://bit.ly/3KSyjqm

سورية: التحالف الدولي يجتمع مع مجلس دير الزور العسكري
https://bit.ly/3QKkYE4

ما هي القوى التي تتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور بشرق سوريا؟
https://bit.ly/47LT2G4

Why are there still American troops in Syria?
https://bit.ly/44qKvFs

Pentagon denies US military to cut Iran’s land route into Syria
https://bit.ly/3EdJCW0

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...