الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل وتداعيات صعود حزب البديل AFD (ملف)

اليمين المتطرف في ألمانيا
أغسطس 15, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل وتداعيات صعود حزب البديل AFD (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل تصاعد شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” وتزايد مؤشرات اتساع القاعدة الانتخابية للحزب، وذلك من حيث عوامل زيادة شعبيته، وبرامج الحزب ومشاريعه، بالإضافة إلى نظرياته اليمينية المتطرفة، خاصة نظرية “الاستبدال العظيم”. كما يتناول الملف تداعيات صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا” على ألمانيا من جهة، والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1.  اليمين المتطرف في ألمانيا ـ فوبيا “نظرية الاستبدال”
  2. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)
  3. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تداعيات صعوده في المشهد السياسي
  4. اليمين المتطرف ـ هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

1- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ فوبيا “نظرية الاستبدال”

أصبح “حزب البديل من أجل ألمانيا” راسخًا بقوة في المشهد السياسي الألماني، ووضع نفسه كحزب قوي بين الأحزاب الألمانية، وبات له حضور قوي في أغلب الولايات الألمانية. يرفض “حزب البديل من أجل ألمانيا” جميع سياسات الحكومة الألمانية السياسية تقريباً، فعلى المستوي الألماني يطالب “حزب البديل من أجل ألمانيا” تقييد الهجرة وعدم السماح بعمليات لم الشمل العائلي للمهاجرين، وعلى المستوى الأوروبي يطالب الحزب بحل منظم للاتحاد الأوروبي وإنشاء مجموعة اقتصادية أوروبية جديدة.

تقدم حزب البديل اليميني في مدينة برانندبورغ

يتقدم حزب اليمين المتطرف في مدينة برانندبورغ على جميع الأحزاب الأخرى للمرة الأولى: إذا تم التصويت في الولاية يوم التاسع من سبتمبر 2023 ، فسيحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 32 في المائة هناك! يظهر هذا من استطلاع أجرته Infratest-dimap نيابة عن rbb24 وAntenne Brandenburg  لما يسمى “اتجاه براندنبورغ”. وهذا يرفع حزب البديل من أجل ألمانيا إلى تسع نقاط مئوية أكثر مما كان عليه في استطلاع RBB الأخير

ويعد حزب البديل من أجل ألمانيا الآن أقوى حزب في استطلاعات الرأي في أربع ولايات اتحادية. وهي متقدمة بالفعل في تورينجيا (32 في المائة)، وساكسونيا (35 في المائة)، وميكلنبورغ-فوربومرن (29 في المائة). تتزايد الضغوط الآن  في براندنبورغ على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من 30 عاما. وسوف تصل النسبة إلى 20% فقط، أي أقل بنقطتين مئويتين عما كانت عليه في الاستطلاع السابق.

وحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على 18 في المائة (-5)، وحزب الخضر على 8 في المائة (-1). وفقًا لهذا الوضع، سيتم تمثيل اليسار أيضًا في برلمان الولاية بنسبة 8% (+1) وحركات المواطنين المتحدين في براندنبورغ الناخبين الأحرار بنسبة 6% (+1). ويبلغ معدل تأييد الحزب الديمقراطي الحر 4% (-1)، وسيفشل حاليًا في تجاوز عقبة الخمسة بالمائة، كما حدث في عامي 2019 و2014.

“نظرية الاستبدال العظيم”

نظرية الاستبدال العظيم : تعني أن أغلبية السكان الأوروبيين البيض، قد أصبحوا معرضين للخطر بسبب تنامي قدوم المهاجرين من المسلمين وأصحاب البشرة السمراء إلى أوروبا. يوضح “دومينيك كاسياني” مراسل الشؤون الداخلية في بي بي سي، قائلاً: “إن جوهر نظرية المؤامرة هذه هي أن شعوب أوروبا تنقرض، ويتم استبدالها بمهاجرين بثقافة مختلفة أدنى نمزلة وخطيرة” وأضاف: “جزء من النظرية هو أن الدول والشركات تشجع الإبادة الجماعية للبيض من خلال رفع معدلات الهجرة لمجرد الحفاظ على الرأسمالية العالمية”.

حذر “مكتب حماية الدستور” الاستخبارات الداخلية من تزايد تأثير التيارات المناهضة للدستور داخل “حزب البديل من أجل ألمانيا” غير المرحب بالمهاجرين. أشارت تقديرات المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) إلى انتشار “نظريات مؤامرة يمينية متطرفة” في الاجتماع الذي عقده “حزب البديل من أجل ألمانيا” في مدينة ماغديبورغ للإعداد لانتخابات البرلمان الأوروبي. يقول رئيس المكتب “توماس هالدنفانغ” في الأول من أغسطس 2023: “الأدهى من ذلك أن مرشحين عدة عبروا عن نظريات مؤامرة يمينية متطرفة، من خلال الحديث على سبيل المثال عن نظرية الاستبدال العظيم” . ملف تنامي اليمين المتطرف في اوروبا

برامج ومشاريع “حزب البديل”

تتضمن وثيقة مشروع برنامج الحزب مستويين:  فعلى المستوى الأوروبي يطالب الحزب بحل منظم للاتحاد الأوروبي وإنشاء مجموعة اقتصادية أوروبية جديدة ، أي (إنشاء) اتحاد الأمم الأوروبية بدلاً منه. ويرى الحزب أن القرار حول انضمام ألمانيا إلى مجموعة أوروبية جديدة يتم تأسيسها بدلاً من الاتحاد الأوروبي، يجب أن يتم اتخاذه على أساس نتائج الاستفتاء العام.

أما على المستوى الداخلي، يتضمن البرنامج تقييد الهجرة وعدم السماح بعمليات لم الشمل العائلي للمهاجرين الموجودين في ألمانيا والالتزام بنسبة ثابتة لترحيل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعين. كذلك منع ارتداء الحجاب في المدارس العامة والجامعات. وحظر النقاب كلياً في الأماكن العامة بمنع المآذن وصوت الآذان، بالإضافة إلى منع تدريس الإسلام في المؤسسات الحكومية. كما يتبنى برنامج الحزب نزع الجنسية الألمانية من المجرمين من أصول أجنبية وتغيير المادة (16) من الدستور الألماني، التي تمنع أن يكون الشخص بدون جنسية.

يدعو برنامج “حزب البديل من أجل ألمانيا” إلى انتخاب الرئيس، وأن تكون مدة عضوية أعضاء البرلمان والحكومة محدودة وإنهاء العقوبات ضد روسيا وتعميق التعاون الاقتصادي معها. يطالب الحزب بإلغاء الضريبة على الميراث وتسهيل النظام الضرائبي بوضع حد أقصى للضرائب. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات

أساليب عمل “حزب البديل من أجل ألمانيا”

أكد مكتب حماية الدستور الألماني في 22 مايو 2023، إن قسماً من أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” ينقل السرديات الروسية، ويوجهها إلى الرأي العام، ما يساعد التطرف اليميني على التوسع في ألمانيا، مشيراً إلى أنّ بعض الدوائر “تتغنى ببوتين”.

يعتمد “حزب البديل من أجل ألمانيا” استراتيجية ثقافية الفن من أجل الترويج لدعايته في حملة الانتخابات الأوروبية. كذلك يستغل “حزب البديل” العمليات الإرهابية عندما يكون من بين مرتكبيها أشخاص من أصول مهاجرة، للترويج لموقفه المعادي للهجرة

تظاهر آلاف الأشخاص في الثامن من أكتوبر 2022 في وسط برلين بدعوة من حزب “البديل من أجل ألمانيا” احتجاجا على التضخّم وسياسة الطاقة التي تنتهجها الحكومة الألمانية. ونظّمت مسيرة احتجاجية تحت شعار “أمن الطاقة وحماية من التضخم، بلدنا يأتي في المقام الأول”. يسعى اليمين إلى استغلال تدهور شعبية الحكومة الألمانية في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ومخاطر شح مواردها مع توقف إمدادات الغاز والنفط الروسيين.

نظم حزب “البديل” مؤتمره السنوي في في مدينة “ماغديبورغ” ويناقش فيه “حزب البديل” برنامج الحزب للتصويت في الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو 2024 وتزامن ذلك مع اختيار عضو البرلمان الأوروبي الحالي “ماكسيميليان كراه” بنسبة (65.7%) كرئيس لقائمة “حزب البديل” المتطرف في الانتخابات الأوروبية العام 2024.

الحضور والتمثيل السياسي في ألمانيا 

وافق “حزب البديل من أجل ألمانيا” على الانضمام إلى حزب الهوية والديمقراطية الأوروبي في 28 يوليو 2023.، وهو مجموعة متحالفة أيديولوجياً معه على المستوى الأوروبي. ويرى “حزب البديل من أجل ألمانيا” أن الاتحاد الأوروبي كيان غير ديمقراطي غير قادر على الإصلاح، وأن الانضمام إلى حزب الهوية هو نهج جديد لمحاربة عدم كفاءة الاتحاد الأوروبي من الداخل، وبالتعاون مع الحلفاء من دول أخرى.

يتواجد الحزب في البرلمان الألماني “البوندستاغ” منذ عام 2017 وهو ممثل في (15) برلماناً من برلمانات الولايات الـ (16). في الولايات الغربية لم يحتفظ الشعبويون اليمينيون بقوتهم في الانتخابات كما هو الحال في الولايات الشرقية. يكون “حزب البديل من أجل ألمانيا” في الولايات الشرقية أكثر تأثيرًا من الولايات الغربية، إذ لم يجد “البديل” الألماني أي استراتيجيات فعالة “لتعبئة الأصوات عندما لا تكون قضية الهجرة على جدول الأعمال”. بالإضافة إلى الاختلافات القوية بين الشرق والغرب، هناك أيضًا اختلافات كبيرة وغالبًا ما يتم تجاهلها بين الشمال والجنوب.

يحقق الحزب بانتظام نتائج انتخابات تزيد عن (20%)، خاصة في المناطق الريفية المهملة. ووفقاً للاستطلاعات، فهو أقوى حزب في ولايتي “ساكسونيا وتورنغن” بشرق ألمانيا وكذلك في ولاية “براندنبورغ” في 7 فبراير 2023.  فاز” روبرت زيسلمان” مرشح “حزب البديل” بمنصب رئيس مجلس بلدية “زونيبيرغ” في يونيو 2023، وهو أول منصب قيادي على مستوى البلديات في ألمانيا. وانتُخب “هانز لوث” مرشّح الحزب، رئيساً متفرّغا لبلدية “راغون-يسنيتز” في منطقة ساكسونيا-أنهالت في شرق البلاد في يوليو 2023.

وضع البروفيسور المحاضر في شؤون اليمين الشعبوي والمتطرف بجامعة برلين الحرة  ثلاثة أسباب لهذه النتائج، “إحباط وخيبة أمل المواطنين من سياسة الائتلاف الحكومي، والخلافات بين أطرافه الثلاثة التي تخرج بين الحين إلى العلن كانت سبباً في تراجع منسوب المصداقية اللازمة في سياسة الائتلاف المكون من الاشتراكين الديمقراطيين والخضر والليبراليين”. وأضاف أن الأزمات التي تتصدرها الحرب في أوكرانيا، وأيضاً الأزمة الاقتصادية الناجمة عن غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم تعد السبب الثاني لهذا التطور. وأكد أن عدم قدرة الأحزاب الديمقراطية على انتقاد التصعيد المستمر للحرب الأوكرانية، ووضع حلول سياسية لها، في وقت يجهر فيه حزب (البديل) بمعارضته لهذه الحرب وبضرورة التوصل لحل سياسي لها يعد السبب الثالث لارتفاع شعبية الحزب اليميني. محاربة التطرف ـ تفكيك خطاب اليمين المتطرف

**

2- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا”AFD

تواجه الحكومة الألمانية تحدياً كبيراً أمام تصاعد شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” وتزايدد مؤشرات اتساع القاعدة الانتخابية للحزب. يرجع ذلك إلى عدة عوامل وأسباب؛ من بينها عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة والديمقراطي، كذلك نشر نظريات المؤامرة واستغلال الأزمات لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، وتحويلها إلى مواد انتخابية لاستقطاب أعضاء جدد.

تنامي شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” AFD

أظهر استطلاع للرأي في الرابع من يوليو 2023 أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” كان الحزب الأكثر شعبية في البلاد، حيث حصل على (21%) من الأصوات، في حين حصل “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” (CDU)، وشريكه “الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي” Union/Christian Democratic Union/ Christian Social Union (CSU) على (25%) من الأصوات.

يقول “توماس كروغر” رئيس “المركز الاتحادي للتكوين السياسي” بألمانيا في الثاني من يوليو 2023 ، “أحذر من الاستمرار في إدراك أن انتخاب حزب البديل هو مجرد احتجاج”. وتابع: “الناخبات والناخبون يريدون هذا الحزب. وفي ذلك تكمن خطورة الوضع”، لافتا إلى أنه ترسخت في قطاعات من المجتمع مواقف معينة لا يمكن قبولها ولا تتفق مع المبادئ الديمقراطية. وأضاف أنه بالنظر إلى النسب العالية التي حصل عليها حزب “البديل” في استطلاعات الرأي وإلى انتخاب سياسي بالحزب في دائرة “زونيبرغ” بولاية “تورينغن”، يعد هذا الحزب “جماعة راديكالية ناجحة”. ملف تنامي اليمين المتطرف في اوروبا

اتساع القاعدة الانتخابية لحزب “البديل” بين الطبقات الاجتماعية

تتعامل الحكومة الألمانية مع اثنين من أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجه البلاد، وقد تبيّن أن أحدهما متصل بالآخر؛ وهما تصاعد اليمين المتطرف والانحدار الديموغرافي طويل المدى. يتسم التحدي الأول بأنه الأكثر إلحاحاً؛ إذ صار “البديل من أجل ألمانيا”، أكبر قوة سياسية في العديد من ولايات شرق ألمانيا وتصل شعبيته إلى ناخبين جدد.

يتبنى العديد من الناخبين الألمان خاصة في شرق البلاد وجهات نظر عنصرية ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل إلى وجود مؤشرات على اتساع القاعدة الانتخابية لحزب “البديل”؛ إذ أن ناخبي الحزب اليميني الشعبوي ممن ينتمون إلى الطبقة الوسطى وأنهم ليسوا محصورين في الطيف الذي يطلق عليه الطيف “المحافظ الذي يشعر بالحنين إلى الماضي” بين الطبقة الوسطى بل يمتد إلى الطيف “البراغماتي التكيفي” في إشارة إلى فئات المجتمع التي تغير ولاءاتها السياسية حسب ظروف كل مرحلة.

انتشرت بعض المواقف اليمينية المتطرفة في ألمانيا، وبات متوقعاً أن يضم برلمان الاتحاد الأوروبي سياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا يمثلون مواقف لا تتوافق مع النظام الأساسي الديمقراطي الحر. وينسب المرشح الأول “كراه” إلى المعسكر اليميني المتطرف في حزب البديل من أجل ألمانيا. وانتخب مرشحة لمنصب رفيع في القائمة، قامت بحملتها الانتخابية لنفسها بشعارات حركة الهوية اليمينية المتطرفة. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات

عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة

يرجع تنامي صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا” إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة والحكومة الألمانية، بالإضافة إلى إشاعة الحزب الخوف والكراهية والمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة خلال استغلال الأزمات لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، وتحويلها إلى مواد انتخابية لجذ العديد من الأصوات الانتخابية.

ينجح الحزب في الاستفادة من قصور الائتلاف الحاكم في مجال التواصل والمخاوف المرتبطة بـ”كلفة التدفئة”، حيث استغل البديل لألمانيا في صعوده مشروع حزب “الخضر” لحظر التدفئة بواسطة الطاقات الأحفورية اعتباراً من العام 2024، وهو طرح يلقى معارضة حتى داخل الائتلاف الحاكم من قبل الليبراليين. ومن أهم النقاط التي جعلت حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني يصعد في استطلاعات الرأي معارضته للدعم العسكري لأوكرانيا ودعوته لبدء مفاوضات سلام لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وكذلك تأييده لمنع تدفق المهاجرين.

صعوبة المنافسة السياسية مع حزب “البديل من أجل ألمانيا”

لم تجد المنافسة السياسية في 28 يوليو 2023 من قبل أحزاب ديمقراطية حتى الآن نهجاً واضحاً وثابتاً في التعامل مع “حزب البديل”. خاصة الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) الذي يحاول إيجاد نهج واضح. فمن جهة، يرغب الاتحاد في استعادة أصوات الناخبين من الحزب اليميني الشعبوي (AFD)، خصوصاً أن هناك العديد من نقاط الارتباط والتداخلات على المستوى البلدي. ومن ناحية أخرى، وعد رئيس الحزب بإنشاء جدار يفصل التعامل ضد حزب البديل. لكن التردد المستمر لم ينفع سوى حزب واحد حتى الآن.

حصل الائتلاف الحاكم على بعض الدعم من أجل تمرير القوانين في أوقات الأزمات الدولية من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي المسيحي وهما يشكلان معاً كتلة المحافظين في البرلمان الألماني،  كما حصل أيضاً على دعم من حزب اليسار ذو التوجه الاشتراكي. لكن في المقابل، أصبح حزب “البديل” الكيان السياسي الوحيد الذي رفض كافة سياسات الحكومة وهو ما مكنه من تقديم نفسه باعتباره يمثل المعارضة الحقيقية الوحيدة.

يُضاف إلى ذلك عدم اضطرار أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى تولي مناصب قيادية وتحمل أي مسؤولية بما قد يشمل إدارة أي حكومة محلية فيما يرجع ذلك جزئياً إلى أن كافة الأحزاب السياسية تستبعد الانخراط في أي تحالفات مع الحزب اليميني الشعبوي.

الإنترنت وسيلة لتعزيز دعم إيديولوجيات حزب “البديل”

يستخدم الحزب وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز دعم إيديولوجياته السياسية. فقد وجدت دراسة في 12 يوليو 2023 أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)  كان أكثر الأحزاب السياسية نشاطا في ألمانيا على تويتر، ومن بين ملايين التغريدات التي تم تحليلها في الدراسة، كانت (30%) منها مرتبطة بحزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويمكن على حسابات تويتر الخاصة بالحزب قراءة عبارات لاستغلال الجرائم المتعلقة بهجمات السكاكين كـ”وباء السكاكين يتفشى” لجذب العديد من الأصوات الانتخابية.

يسعى حزب “البديل” (AFD) لإنشاء “مجتمع مواز على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال أجهزته الإعلامية واستخدام المعلومات المضللة في حملاته الانتخابية. لعب فيسبوك دوراً مهماً في صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا”، منذ تأسيسه في عام 2013. اشتكى الحزب من نقص تمثيله في وسائل الإعلام الرئيسية، لكن على فيسبوك وجد حزب “البديل” منصة يمكن لمتابعيها التواصل من خلالها.

حزب “البديل” (AFD) الأكثر تطرفاً

أكد جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا في 26 أبريل 2023 إن منظمة الشباب التابعة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD) تخضع للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبه بها. وصنف منظمتين أخريين، هما منظمة “معهد سياسة الدولة” ومنظمة “واحد في المئة”، باعتبارهما حالتين مؤكدتين من التطرف اليميني كذلك الآن. يقول “توماس هالدينفانغ ” رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور “لم يعد هناك أي شك في أن هذه المنظمات الثلاث تسلك مساعي مناهضة للدستور، ولذلك تم تصنيفها ومعالجتها من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور كمحاولات يمينية متطرفة مؤكدة”.

أشار استطلاع للرأي في 21 يوليو 2023 إلى أن أكثر من (50%) من الناخبين الألمان، ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، يعتبرون حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD ) يمينياً متطرفاً. وبحسب الاستطلاع فإن (57%) يعتبرون مصطلح “اليمين المتطرف”، وصفاً مناسباً لحزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويعتبر (19%) آخرين من الناخبين الحزب محافظاً. ويقول (9%) من المشاركين في الاستطلاع أنهم يصنفون حزب “البديل من أجل ألمانيا” بأنه حزب وسطي، بينما وجد (8%) أن أياً من هذه الأوصاف، لم تكن مناسبة، و(7%) لم يعطوا رداً على السؤال. محاربة التطرف ـ تفكيك خطاب اليمين المتطرف

**

3- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تداعيات صعوده في المشهد السياسي

نجح اليمين المتطرف في ألمانيا في الفوز في انتخابات محلية بولايات الشرق. وأضاف حزب “البديل من أجل ألمانيا” (Alternative für Deutschland AfD) بمكاسبه الانتخابية هذه بعداً جديداً لصعوده السياسي بعد وصوله إلى البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) وإلى بعض برلمانات الولايات ومع حضوره الاحتجاجي الواسع فيما يخص ملفات الهجرة واللجوء وسياسات الاتحاد الأوروبي. الأمر الذي سيكون له مجموعة من التداعيات المثيرة للقلق على صعيد المشهد السياسي والاجتماعي داخل ألمانيا،

تهديد الديمقراطية والحريات

يشكل صعود تيار اليمين المتطرف تهديداً للنظام السياسي الديمقراطي في ألمانيا، نظراً لميول اليمين إلى التمترس نحو الدولة القومية، وتشديد الإجراءات ضد الأجانب والتوجه نحو الانغلاق مع العالم والحد من فرص تفعيل دور المؤسسات الديمقراطية وتطبيق قوانين الحريات.

وقد حذرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية من أن التطرف اليميني يشكل أكبر تهديد للديمقراطية في البلاد. وقال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هالدينوانج، في 20 يونيو 2023، إن وكالته توصلت إلى “استنتاج محزن” بأن التطرف من جميع الأطياف – خاصة من اليمين المتطرف- آخذ في الارتفاع في ألمانيا، مع وصول عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية التي ارتكبها المتطرفون إلى مستوى قياسي.

وكانت قد خططت مجموعة مستوحاة من أيديولوجية الرايخ بأن الدولة الألمانية الحديثة غير شرعية لاقتحام مبنى البرلمان واعتقال النواب قبل الإطاحة بالحكومة، وفق ما كشف عنه الادعاء العام الألماني، في 23 يناير 2023.

يشكل فوز حزب “البديل”  (AfD) اليميني لأول مرة في انتخابات محلية في شرق ألمانيا في يونيو 2023 “إشارة تحذير”، بحسب زعيمة حزب الخضر ريكاردا لانغ، مضيفة أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” يشكل “خطراً على الديمقراطية”. وسبق أن صنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور في مارس 2021 حزب “البديل من أجل ألمانيا” بأكمله على أنه “قضية متطرفة يمينية مشتبه بها”. ومن بين (38,800) متطرف يميني أحصتهم الوكالة عام 2022، هناك أكثر من (10,000) عضو في الحزب. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)

تزايد العداء للمهاجرين والأجانب

يرتكز فكر اليمين المتطرف على مناهضة الهجرة وحشد العداء ضد الأجانب وتحديداً المسلمين والترويج إلى أن ارتفاع معدلات العنف والإرهاب مصدرها بالأساس فتح أوروبا أبوابها أمام اللاجئين والمهاجرين الأعوام الماضية.

تبنى حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني المتطرف خطاباً معادياً داخل المؤسسات التعليمية والمظاهرات وعبر شبكة الإنترنت وتكوين صورة ذهنية ثابتة بأن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية هي نتاج الهجرة ، ومن هنا ظهرت دعوات لإعادة اللاجئين لبلدانهم وتحولت إلى شعارات انتخابية لكسب ثقة الناخبين. وقد أعلنت زعيمة “حزب البديل من أجل ألمانيا” أليس فايدل في 30 يوليو 2023 إن حزبها يريد تحويل الاتحاد الأوروبي إلى “حصن” ضد المهاجرين.. “لحماية وطننا، ونحن نفعل ذلك مع شركائنا الأوروبيين”.

وعليه، إذا استمرت شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” في الصعود، فإنها ستحصد المزيد من المقاعد السياسية، سواء في الحكومة أو البرلمان، مستفيدة من تصويت المواطنين الألمان المتضررين من قضية الهجرة لصالحهم خلال الانتخابات المقبلة. ومن ثم، إذا نجح الحزب في تحقيق ذلك، فإنه لن يتردد في تبني سياسات أكثر عدوانية تجاه المهاجرين واللاجئين، بل قد نجد ألمانيا تقوم بإعادة فرض ضوابط حدودية دائمة، وقد يتم إغلاق الحدود الخارجية مع الاتحاد الأوروبي بالكامل؛ وذلك على حد قول الحزب.

بالتزامن مع تصاعد حزب “البديل من أجل ألمانيا” في الانتخابات الألمانية على المستوى المحلي، واستطلاعات الرأي للانتخابات على المستوى الفيدرالي في 2025. صرحت الحكومة الألمانية في الأول من أغسطس 2023 بأن هناك تقارير عن (80) جريمة ضد اللاجئين ومخيمات اللجوء ذات دوافع سياسية في النصف الأول من عام 2023، معظمها تتعلق بشخصيات يمينية متطرفة.

تثار المخاوف من مساعي نحو تشديد الإجراءات ضد المهاجرين من قبل الحكومة الألمانية والأحزاب المحافظة والليبرالية لمواجهة تصاعد الأحزاب اليمينية.  قال فريدريش ميرتس زعيم المعارضة المحافظة في ألمانيا في 11 يوليو 2023 إن الهجرة واسعة النطاق هي واحدة من أكبر المشاكل في البلاد والسبب الرئيسي لزيادة الدعم لليمين المتطرف في الآونة الأخيرة. وأضاف: “قضية اللاجئين ستبقى الموضوع الرئيسي في مجتمعنا في الأسابيع والأشهر المقبلة، وربما حتى في السنوات المقبلة، وهذا هو السبب في أنني مهتم جدا بإيجاد حل.. كلما تم حل المشكلة بشكل أسرع، كلما أصبح هذا الحزب (حزب البديل من أجل ألمانيا) أصغر مرة أخرى”، مدعياً أن الكثير من دعمه يأتي من الناخبين المحتجين على قضية الهجرة.

تفكيك الاتحاد الأوروبي

تصل خطورة اليمين المتطرف إلى مستقبل التكتل الأوروبي، نظراً للتشكيك في دوره والترويج إلى أنه مهدد لقومية الشعوب الأوروبية . تقدم مسودة البرنامج الانتخابي لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) بشكل مثير للجدل رؤيتها لـ “أوروبا من بلاد الآباء” التي تتكون من “دول ديمقراطية ذات سيادة”. ويعلن البرنامج كذلك أن الحزب قد نفد صبره مع الاتحاد الأوروبي وأنه سيدعم الحل التدريجي للكتلة لصالح مجتمع من المصالح الاقتصادية والمشتركة.

اتهمت زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” أليس فايدل خلال مؤتمر الحزب في 30 يوليو 2023 الاتحاد الأوروبي بأنه “غير ديمقراطي للغاية ومفرط في التجاوز”، ودعت إلى الموقف اليميني المتطرف المشترك بأنه يجب أن تكون هناك “أوروبا من الأوطان” وإعادة اختصاصات الاتحاد الأوروبي إلى السياسة الوطنية “حيث يجلس ممثلو الشعب المنتخبون في البرلمانات”. صوت المندوبون للموافقة على نية القيادة الانضمام إلى مجموعة الهوية اليمينية المتطرفة (الهوية والديمقراطية) في الاتحاد الأوروبي التي تم إنشاؤها في عام 2019 وتضم شعبويين يمينيين من تسع دول في الاتحاد الأوروبي . وبينما يقول الذين يعارضون هذا النهج إنه يهدد استقلال حزب “البديل من أجل ألمانيا” ومصداقيته كقوة مناهضة للاتحاد الأوروبي، يقول المؤيدون إن الانضمام إلى مجموعة الهوية سيسمح للسياسيين اليمينيين المتطرفين بمحاربة الاتحاد الأوروبي من الداخل. اليمين المتطرف في أوروبا ـ المخاطر والتهديدات

تنامي معاداة السامية في ألمانيا

يساهم اليمين المتطرف في تنامي معاداة السامية وكراهية اليهود في ألمانيا. تشير الإحصائيات الرسمية في ألمانيا في 11 مايو 2023 أن غالبية الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية بنسبة (84%) نسبت إلى اليمين المتطرف.

يحذر فيليكس كلاين، المفوض الخاص للحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية في 8 مايو 2023، من أن النجاحات الأخيرة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” قد تكون مرتبطة بارتفاع معاداة السامية. ويسلط الضوء على العلاقة بين عدم الرضا الاجتماعي ومظاهر المشاعر المعادية للسامية.

سعى حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) وفي محاولة لكسب الشرعية وتوسيع نطاق جاذبيته، إلى طمأنة اليهود والتعامل مع إسرائيل. زار البرلمانيان عن حزب “البديل من أجل ألمانيا” ماتياس موسدورف ومارك جونغن ياد فاشيم، النصب التذكاري للهولوكوست، في القدس في 2 مايو 2023. ومع ذلك، فقد قوبلت نواياهم بالشكوك من قبل الجالية اليهودية. اجتذب الحزب الأفراد الذين يدافعون عن إنكار الهولوكوست، ويحاولون تبييض سجل هتلر ، وحتى الدعوة إلى إزالة نصب الهولوكوست في برلين. ويصف رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ذلك بأنه “خرق للسد لا يمكن للقوى السياسية الديمقراطية في هذا البلد قبوله ببساطة”. محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ اِرتفاع معدل الجريمة

تزايد معاداة المسلمين “الاسلاموفوبيا”

تزامن صعود تيار اليمين المتطرف في ألمانيا، مع تصاعد العداء للمسلمين، أو ما بات يعرف بـ”الإسلاموفوبيا”، وهي ظاهرة فكرية تستند إلى تنميط للمسلمين المهاجرين، وتروج لفكرة أنهم غير مندمجين في مجتمعاتهم، وأنهم يشكلون بؤراً للإرهاب.

حسب تحقيق أجراه مجلس خبراء الاندماج والهجرة نشر في خريف عام 2022 عبر حوالي ثلث إلى نصف الذين تم استطلاع رأيهم عن وجهات نظر معادية للمسلمين والإسلام. وكل أسبوع تقريباً هناك تقارير عن إلحاق أضرار بأحد المساجد في ألمانيا. وذكر تقرير صادر عن وزارة الدولة للهجرة واللاجئين والادماج الألمانية في 11يناير 2023 أن هناك ما يقرب من (22000) هجوم لليمين المتطرف كل عام في ألمانيا، استهدف فيه المسلمين بنسبة (55٪) أكثر من أي دين أخر. كما تم تسجيل (732) اعتداء عنصرياً في البلاد في عام 2021، استهدف (54) منها دور العبادة أو المساجد أو المباني التابعة للجالية المسلمة، وأن هذه الهجمات مرتبطة باليمين المتطرف والنازيين الجدد.

ومما يزيد من مخاوف الجاليات المسلمة في أوروبا، هو محاولة الحكومة الألمانية وبعض الأحزاب السياسية، للمزايدة على ما تطرحه أحزاب اليمين المتطرف، عبر تبني خطاب يتماهى مع خطاب تلك الأحزاب، بهدف كسب مزيد من الأصوات الانتخابية، وهو ما يدفع الحكومة الألمانية إلى اتخاذ خطوات ضد الجاليات المسلمة لتعزيز موقعها في الشارع الانتخابي.

**

4- اليمين المتطرف ـ هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا لم يكن بالأمر المستجد خلال العامين الماضيين، بل تنامى نفوذ هذه الأحزاب على مدار العقد الماضي بشكل تدريجي، نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية التي واجهت أوروبا، واستغلال التيار اليميني لهذه الأزمات للتمدد داخل المؤسسات الحكومية والمجتمع الأوروبي، وبالنظر إلى خريطة أوروبا غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، نلاحظ تمثيل غير مسبوق للأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب القومية الشعبوية داخل البرلمان والحكومات، الأمر الذي يزيد المخاوف من تداعيات هذا التحول السياسي على مستقبل سياسات أوروبا الفترة المقبلة، خاصة وأن الأحزاب اليمينية تتعطش إلى السلطة منذ عقود.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

تمكن التيار اليميني المتطرف من تحقيق نتائج غير مسبوقة بالانتخابات على مدار الأعوام الماضية في عدد من دول أوروبا، وهي:

بولندا : حصل حزب ” القانون والعدالة PiS” بزعامة ياروسلاف كاتشينسكين على (235) مقعداً في البرلمان البولندي من أصل (460) مقعداً، بعد فوزه في الانتخابات بـ (51%) من الأصوات في أكتوبر 2019.

سلوفاكيا: حاز حزب ” الشعب السلوفاكي الفاشي الجديد ĽSNS” على (17) مقعداً ما يشكل (8%) في الانتخابات البرلمانية في مارس 2020، لذا تتجه التوقعات إلى تحقيق الحزب نتائج كبيرة في الانتخابات المبكرة المرتقبة في سبتمبر 2023.

ألمانيا: حاز حزب “البديل من أجل ألمانيا AFD ” على أول منصب قيادي على مستويات البلديات في ولاية تورنغن شرقي ألمانيا في يونيو 2023، وقد حصل في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2021 على (10%) من الأصوات.

فرنسا: حصلت زعيمة حزب “التجمع الوطني RN” بفرنسا مارين لوبان، على (%41.8) من الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل 2022. كما حصد حزب ” التجمع الوطني الشعبوي ” (89) مقعداً في البرلمان الفرنسي في انتخابات يونيو 2022، وبهذه النتيجة شكل الحزب أكبر كتلة يمينية شعبوية في برلمانات فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

المجر: فاز حزب ” فيدس Fidesz ” اليميني في المجر على (59%) من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في أبريل 2022، وتعد النتيجة رابع فوز يحققه الحزب منذ عام 2010، وتمكن بتحالفه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة بالحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان المكون من (199) مقعداً، لذا أعيد انتخاب زعيمه فيكتور أوربان رئيساً للحكومة.

السويد: حصلت كتلة من اليمين المتطرف واليمين المحافظ الليبرالي على (176) مقعداً، مقابل (173) مقعداً لليمين الوسطي والخضر من أصل (349) مقعداً بالبرلمان السويدي، ما يمثل فوزها بنسبة (51%) من الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2022. فيما حصل حزب “ديمقراطيو السويد SD “على (73) مقعداً، وزادت عدد مقاعده في هذه الانتخابات عن انتخابات 2018 بـ (11) مقعدا، التي حصل فيها على (17.5%) من الأصوات، وكانت بداية دخوله البرلمان في 2010 بعد فوزه بـ (5.7%) من الأصوات.

إيطاليا: حقق تحالف الأحزاب اليمينية في إيطاليا نتيجة غير مسبوقة منذ 1945، بالفوز بـ (44.2%) من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2022، وحصد حزب “إخوة إيطاليا FdI ” بقيادة جورجيا ميلوني على (26.2%)، وحزب “الرابطة LSP ” بزعامة ماتيو سالفيني على (8.2%)، وحزب “فورزا إيطاليا Forza Italia” بقيادة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني على (8%)، لذا تولت جورجيا ميلوني الحكومة الإيطالية.

إسبانيا: حصل الحزب “الشعبي اليميني PP” بزعامة ألبرتو نونييس فيخو، على أكبر كتلة تصويتية في الانتخابات التشريعية المبكرة في يوليو 2023 محرزاً تقدماً على رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بحصد (136) مقعداً وهي نسبة تزيد عن الانتخابات الأخيرة منذ (4) سنوات بـ (47) مقعداً، في المقابل حصل الاشتراكيون على (122) مقعداً. وكان قد حصد حزب “فوكس VOX” اليميني المتطرف في نوفمبر 2019 على (15%) من الأصوات بحصوله على (52) مقعداً من أصل (350)، وشارك في مارس 2021 في تشكيل حكومة إقليم كاستيا وليون لأول مرة في تاريخ إسبانيا، بعد تكوينه ائتلافاً مع الحزب الشعبي اليميني وفوزه بـ ( 13) مقعدا في برلمان كاستيا وليون من ( 81) مقعداً.اليمين المتطرف في أوروبا ـ المخاطر والتهديدات

فنلندا: تمكن التحالف الشعبوي في أبريل 2023، من الوصول للحكومة بعد تشكيل تحالف من أربعة أحزاب ويضم الحزب المعروف سابقاً باسم “الفنلنديون أولاً PS”.

اليونان: شهدت الانتخابات البرلمانية في يونيو 2023، فوز حزب “سبارتيانر GPP” القومي المتطرف بـ (4.8%)، وحصول حزب ” إلينيكي ليسي” الشعبوي اليميني على (4.7%) وحزب “نايكي” الأرثوذكسي المتطرف على (3.8%) من الأصوات، ما مكن اليمين المتطرف من الحصول على (13%) من المقاعد وفوز رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس بولاية ثانية.

هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

يعد سقوط أحزاب يسارية في دول مثل إسبانيا التي تعد آخر معاقل اليسار في أوروبا، وتراجع شعبية بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية في دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد، يدفع مؤشر البوصلة نحو التيار اليميني في الانتخابات المرتقبة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن الأحزاب اليمينية تمتلك مقاربات واحدة بشأن الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية على مستوى أوروبا، الذي ينعكس بالطبع على عمل الاتحاد الأوروبي.

تشير بعض الشواهد إلى اتجاه أوروبا لليمين:

– إصدار زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن و(15) من زعماء اليمين بأوروبا، من بينهم رئيس الوزراء المجري وزعيمة حزب “أخوة إيطاليا” ورئيس حزب “فوكس” الإسباني، في 2 يوليو 2021، إعلان مشترك بشأن تشكيل التيارات اليمينية تحالفاً واسعاً في البرلمان الأوروبي بهدف إصلاح أوروبا وفقاً لأفكارهم، ورفض هذا الإعلان سياسة التكتل الأوروبي في اتباع المسار الفيدرالي مقترحاً تأسيس عمل ثقافي سياسي مشترك.

– التقدم الملحوظ لأحزاب مثل “حزب البديل الشعبوي AfD” في ألمانيا على مستوى البلديات والبرلمان يؤكد على شعبية هذه الأحزاب المتوغلة داخل أوروبا، الأمر الذي يمنحها فرصة لحصد أصوات أكثر خلال الانتخابات المقررة في 2024. اليمين المتطرف في أوروبا ـ أسباب ودلالات الصعود

– استغلال التيارات اليمنية لقضايا مثل الهجرة وتغيرات المناخ ضد الحكومات الراهنة، يفسح لها المجال لتقديم مقترحات تزيد من شعبيتها ووجودها داخل المجتمعات الأوروبية.

– تشدد حكومات إيطاليا والسويد والمجر في سياساتها داخل التكتل، ورفعها لشعارات القومية في اللحظة الراهنة من احتدام الصراع الغربي الروسي، يدفع القارة الأوروبية بأكملها إلى مرحلة أكثر تشدداً يقودها اليمين المتطرف.

– فوز اليمين في دول من أكبر اقتصاديات أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا وصعوده الملحوظ في فرنسا وألمانيا، يؤثرعلى الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو 2024.

– صعود اليمين للسلطة بعد عقود طويلة من ابتعاده عن المشهد السياسي، منحه المساحة لتجميع قوته من جديد لذا سيتمسك بهذه الفرصة لتثبيت أقدامه في السلطة التي خرج منها منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

ما تأثير صعود اليمين على أوروبا؟

وحدة الاتحاد الأوروبي: تبنت الأحزاب اليمينية خطاباً مضاداً لقدرة الاتحاد على مواجهة التحديات الداخلية للدول الأعضاء، ورفضت تدخل التكتل في سياسات الدول، لذا تتعلق المخاوف بشأن تأثير هذه الأحزاب في سياسات البرلمان الأوروبي أو دفع بلادها للخروج من الاتحاد.

سياسات الهجرة: زيادة حدة الانقسام حول التعامل مع ملف الهجرة، واتجاه بعض الدول إلى سياسات مشددة ضد قبول طلبات اللجوء والهجرة غير الشرعية.

اتساع التيار اليميني: تدريجياً انتقلت عدوى فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ 2018، ما يرجح احتمالية توسع دائرة الحكومات اليمينية وتشكيل تحالف يرسم ملامح جديدة لأوروبا.اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تزايد التهديدات مجدداً . ملف

أزمة الديون والطاقة: بعد تولي إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو 2023، يترقب الأوروبيون مسألة تعديل قوانين الدين لمنطقة اليورو والتوافق حول إصلاح سوق الطاقة، ومسألة الاستقلالية عن الصين وعودة الصناعات الأساسية لأوروبا.

العلاقات مع روسيا: علاقة رئيسة الحكومة الإيطالية مع روسيا، تثير القلق بشأن موقف بعض الدول الأوروبية من الحرب الأوكرانية والتوافق الأوروبي حول دعم أوكرانيا.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– يقدم “حزب البديل” نفسه باعتباره يمثل المعارضة الحقيقية الوحيدة في ألمانيا، ويعد تنامي “حزب البديل” في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بمثابة إشارة تحذير حول كيف يمكن للمشاكل الاقتصادية ومعدلات التضخم المرتفعة أن يعزز الشعبوية، والأحزاب المناهضة للحكومات الأوروبية.

– تسعى برامج ومشاريع “حزب البديل من أجل ألمانيا” للخروج من الاتحاد الأوروبي وترك عملة اليورو الموحدة ، وترك الناتو. كذلك الترويج لنظرية “الاستبدال العظيم” ونشر الكراهية ضد المهاجرين وضد الإسلام. يكون خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي له تداعيات خطيرة على حد سواء، سياسياً واقتصادياً، كما أنه سينال من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي.

– تشير النجاحات التى حققها “حزب البديل من أجل ألمانيا” في بعض البلديات الألمانية إلى حصولع على أصوات انتخابية بنسب عالية، وهي نسب تقترب من نسب تأييد الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي إلى تيار يسار الوسط بزعامة “أولاف شولتس” المستشار الألماني.

–  يرجع تنامي شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” إلى عدة أسباب؛ منها استغلال الخلافات داخل الائتلاف الحكومي لا سيما حول قوانين حماية المناخ وقضية أزمة الطاقة، كذلك اللجوء والهجرة ، واستغلال غضب الألمان تجاه سياسات الحكومة الألمانية وتحويلها إلى مادة انتخابية.

– يثير الصعود القوي لـ “حزب البديل من أجل ألمانيا” مخاوف الطبقة السياسية في ألمانيا قبل الانتخابات الإقليمية المقبلة ويثير قلق أوسع بشأن اليمين في أوروبا. يبدو أن “حزب البديل من أجل ألمانيا” في طريقه لتحقيق والمزيد من المكاسب في الانتخابات الإقليمية المقرر إجراؤها.

– ينبغى على الحكومة الألمانية والأحزاب السياسية المعتدلة إيجاد حلول جذرية للمشاكل السياسية التي تسببت في تصاعد “حزب البديل” في الانتخابات، وتهدئة المخاوف والخلافات طويلة الأمد بشأن أزمة الطاقة والهجرة.

**

– حصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD) على معدلات تأييد عالية في الاستطلاعات التي أجريت على مستوى ألمانيا، وأكبر دليل على ذلك معدلات التأييد في ولاية “تورينغن” وفوز مرشح الحزب بأول منصب قيادي على مستوى البلديات في ألمانيا.

– يجب عدم النظر إلى معدلات التأييد العالية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” باعتباره مجرد احتجاج أو ظاهرة تخص شرق ألمانيا، فمن المتوقع أن تكون ظاهرة تشمل جميع الولايات الألمانية وتصل شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا إلى ناخبين جدد في الشرق، والذي بكونه يعد إشارة تحذير لكل القوى الديمقراطية.

– يستفيد حزب “البديل من أجل ألمانيا” من الأزمات التي تمر بها البلاد،والخلافات بين أركان الحكومة لا سيما حول الطاقة والمناخ والهجرة، كذلك سياسات الحكومة الائتلافية تجاه القضايا والأزمات. فضلاً عن اكتساب التوجه الشعبوي المزيد من الدعم بين الألمان خاصة في شرق البلاد.

– بات محتملاً أن يظل تنامي شعبية “حزب البديل منأجل ألمانيا” مستمراً، إلا إذا تمكنت الأحزاب المعتدلة والديمقراطية من تقديم حلولاً ناجعة للأسباب التي أدت عودة الحزب بقوة إلى الساحة السياسية الألمانية.

– تظل الأحزاب التقليدية في ألمانيا أمام خطر ملموس إذ انتقل حزب “البديل من أجل ألمانيا” من مستقطب للتصويت لحزب يرسخ وجوده في المشهد السياسي الألماني، لا سيما أنه يحتل المركز الثاني في قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا ليصبح خطراً على الديمقراطية والمجتمع.

– ينبغي وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة وتقديم الحكومة الألمانية حلولاً مبتكرة تجاه الأزمات والقضايا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، حتي لا تصبح مواد انتخابية تستطيع من خلالها الأحزاب اليمينية المتطرفة توسيع قاعدتها الانتخابية.

**

– يستغل اليمين المتطرف قضايا الرأي العام مثل الهجرة والهجمات “الإسلاموية” الإرهابية وأزمة الطاقة وأزمة أوكرانيا والتضخم في حشد الأصوات وتأجيج المظاهرات والاحتجاجات واستقطاب أعضاء جدد لخدمة أجندتهم السياسية.

– وصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) إلى أعلى مستوى في استطلاعات الرأي في الولايات الشرقية الشيوعية سابقاً في ألمانيا، حيث أصبح الآن الحزب الرئيسي، حيث اجتذب حوالي ثلث الناخبين. على الصعيد الوطني، يتعادل في استطلاعات الرأي مع الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة المستشار أولاف شولتس. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد يشكل حزب “البديل من أجل ألمانيا” أخطر تهديد له للمؤسسة السياسية الألمانية منذ عام 2017، عندما أصبح أول حزب يميني متطرف يدخل البرلمان منذ الحرب العالمية الثانية.

– عودة اليمين المتطرف الى السياسة الألمانية، وبالتأكيد هذا ساعد ويساعد في انتشار هذه التنظيمات وخروجها الى العلن ربما في محاولات أخرى لنشر الفوضى واسقاط مؤسسات الدولة الفيديرالية.

– مع صعود تيار اليمين المتطرف في ألمانيا، من المتوقع تنامي خطاب وجرائم معادة السامية، والاسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب. يشكل حزب “البديل من أجل ألمانيا” القومي والمناهض للهجرة تهديداً للتماسك الاجتماعي، حيث أن سياساته المثيرة للانقسام وخطابه الطبيعي يخاطران بتآكل القيم العزيزة المتمثلة في الشمولية والتسامح. علاوة على ذلك، إذا استمر نفوذ اليمين المتطرف في النمو، فإن سمعة ألمانيا الدولية كدولة ملتزمة بحقوق الإنسان يمكن أن تتعرض للخطر.

–  نمو حزب “البديل من أجل ألمانيا” قد يضر بألمانيا اقتصادياً من خلال تخويف رأس المال الأجنبي والعمالة الأجنبية اللازمة لسد النقص الواسع النطاق في العمالة.

– ان صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في المشهد السياسي الألماني والأوروبي – داخل الحكومات أو المعارضة – يؤدي إلى خلق تحديات كبيرة للديمقراطيات في أوروبا.  أصبح لدى اليمين المتطرف في أوروبا القدرة على التأثير على وحدة وتماسك الاتحاد الأوروبي وصنع سياسات متشددة تؤثر على عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالأزمات والقضايا الدولية. وقد تصبح وحدة الاتحاد الأوروبي مهددة للانقسام وانسحاب دول جديدة من التكتل الأوروبي.

– يبدو أنه كلما طال أمد الحرب الروسية الأوكرانية، زاد التطرف الذي من المرجح أن تشهده ألمانيا في الوقت الذي تكافح فيه من خلال الركود وزيادة المهاجرين. كما أن الضائقة الاقتصادية المتزايدة ستعرقل أي تقدم نحو التحول إلى الطاقة الخضراء. إن إيجاد نهاية تفاوضية للحرب من شأنه أن يجلب الاستقرار الاقتصادي والسياسي لألمانيا ودول أوروبية أخرى ، وهو عامل يجب أخذه في الاعتبار نظراً للتهديدات السياسية الداخلية التي تواجه ألمانيا الآن.

– وعلى نطاق أوسع، فإن صعود اليمين المتطرف في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بمثابة علامة تحذير حول كيف يمكن للإصلاح المتوقف لقواعد الهجرة والمشاكل الاقتصادية ومعدلات التضخم المرتفعة – فضلاً عن التنفيذ المكلف للسياسات الخضراء في الاتحاد الأوروبي – أن يعزز الأحزاب الشعبوية والمناهضة للمؤسسة.

– ينبغي على الأحزاب الألمانية التقليدية إعادة مراجعة سياساتها والأخطاء التي أفقدتها ثقة الناخب منعاً من سقوط المجتمعات الأوروبية في بؤرة لا تنتهي من التطرف لصعود اليمين المتطرف.

**

– كانت سياسات الحكومات التقشفية لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، فرصة للتيار اليميني لتوجيه انتقادات لقرارات الحكومات نظراً لأنها ألقت بظلالها على الوضع الاجتماعي للأوروبيين، ومن هنا تبنى اليمين المتطرف صف المعارضة وتدريجياً بدأ تجميع صفوفه والمشاركة في الانتخابات وجذب أصوات له، ومع موجة الهجرة واللجوء في 2015، تعالت أصوات الأحزاب اليمينية الرافضة للهجرة ما منحها ميزة نسبية في التصويت فيما بعد.

– استغلت أحزاب اليمين التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا وتغيرات المناخ والحرب الأوكرانية، ما مكنها من تحقيق نتائج غير معتادة على مدار الأعوام السابقة، وفي المقابل تهاوت الأحزاب الليبرالية والاشتراكية والمحافظة أمام الرأي العام لإخفاقها في بعض الملفات السياسية والاقتصادية، لذا قفزت أرصدة الأحزاب اليمينية المتطرفة في آخر عامين في الانتخابات.

– فوز حزب يميني في انتخابات دولة أوروبية ممكن ان يشجع باقي دول أوروبا نحو اليمين، لذا بدأ يتسع ما يطلق عليه “نادي اليمين الأوروبي” ما يؤكد على وجود تحالفات بين هذه الأحزاب، ويثير القلق بشأن احتمالية إثارة قضايا مثل الخروج من الاتحاد الأوروبي وإلغاء اتفاقيات مشتركة تتعلق بالهجرة والتجارة.

– الظروف الراهنة التي تواجه أوروبا مواتية للغاية لصعود اليمين المتطرف بشكل متسارع، في انتخابات هولندا المرتقبة في نوفمبر 2023 وانتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024.

– حصول اليمين المتطرف على أغلبية داخل البرلمانات، يؤهل الرأي العام الأوروبي إلى تقبل سياساتها والتعامل مع هذه الأحزاب كأحزاب قومية محافظة، وربما تعد إيطاليا نموذجاً في هذا التطور المجتمعي الخطير بتغير النظرة إلى حزب ” إخوة إيطاليا”، خاصة وأن صعود اليمين المتطرف في إيطاليا يعد نقطة فارقة كونها ثالث أكبر اقتصاد أوروبي ومن مؤسسي الاتحاد الأوروبي.

– تعد المجر نموذجاً في قدرة التيار اليميني المتطرف على الاحتفاظ بشعبيته لفترة، وتمكن حزب فيدس بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان من الوصول للسلطة للمرة الرابعة منذ 2010.

– مثلما تطلب صعود اليمين المتطرف سنوات طويلة، تحتاج الأحزاب التقليدية سنوات من العمل أيضاً لاستعادة وجودها في المجتمع الأوروبي ومراجعة سياساتها، وربما تكون البداية من ألمانيا وفرنسا، خاصة وأن المنافسة أصبحت تحتدم بين الأحزاب اليمينة والأحزاب التقليدية، حيث رفض نحو (41%) من الألمان في استطلاع رأي حديث تعاون الأحزاب مع حزب ” البديل من أجل ألمانيا AFD “.

– ينبغي على أوروبا رصد ومتابعة المقاربات بين الأحزاب اليمينة وحجم التغلغل في المجتمع، وما يطرأ عليه من انتشار مفاهيم معاداة المهاجرين والاتجاه نحو الدولة القومية، إضافة إلى المصالح المتبادلة بين الأحزاب اليمينية المتطرفة والجماعات الإسلاموية المتطرفة، ما يهدد الأمن المجتمعي للدول ووحدة التكتل.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=89816

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Far-right surge triggers alarm in Germany
https://tinyurl.com/mr8vwhuc

Thousands protest against Germany’s far-right AfD party
https://tinyurl.com/4xvsndsv

ما هي نظرية “الاستبدال العظيم” الرائجة في صفوف حزب البديل؟
https://tinyurl.com/mrxfa4vf

حزب البديل الألماني ينضم إلى ائتلاف يميني متطرف في البرلمان الأوروبي
https://tinyurl.com/yckzmye3

**

Rise of Germany’s far right may deter skilled workers
https://tinyurl.com/5n7dmeuj

صعود حزب البديل في ألمانيا.. هل السر في تطرفه المتزايد؟
https://tinyurl.com/mrxzrvbz

المركز الألماني للتكوين السياسي: انتخاب حزب “البديل” لم يعد مجرد احتجاج
https://tinyurl.com/5n8v72sa

حزب “البديل من أجل المانيا” الأول في استطلاعات الرأي بسبب موقفه من الأزمة الأوكرانية والمهاجرين.
https://tinyurl.com/mrxpaxh7

**

As far right party surges, Germany’s intelligence agency warns of growing extremism
https://n9.cl/rch87

Far-right AfD wins local election in ‘watershed moment’ for German politics
https://n9.cl/mgz4x

As German Anxieties About Future Rise, Far Right Party Profits
https://n9.cl/4njzp

Far-right surge triggers alarm in Germany
https://n9.cl/gfcv2

The Resurgence of Germany’s Far-Right – What Does it Mean for Europe?
https://n9.cl/aju7wa

Germany: AfD to join far-right partners in EU parliament
https://n9.cl/jp07g

Violent antisemitism on the rise in Germany, watchdog finds
https://n9.cl/zvmw5

What does the far-right’s success in Germany imply for European Jews? – opinion
https://n9.cl/zvmw5

**

إسبانيا.. اليمين المتطرف قد يدخل حكومة رابع اقتصاد أوروبي!
https://bit.ly/44R3j1E

16 حزبا يمينيا تؤسس “تحالفا” في البرلمان الأوروبي لإصلاح الاتحاد
https://bit.ly/43SeOEN

The far right is having a moment in Europe. Actually, everywhere.
https://bit.ly/3QrRs5U

بعد المجر والنمسا والسويد.. ما تأثير فوز اليمين المتطرف في إيطاليا على وحدة أوروبا؟
https://bit.ly/3qaBaDT

صعود اليمين الشعبوي في ألمانيا.. هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟
https://bit.ly/3QsdRAa

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...