الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ اِرتفاع معدل الجريمة

مكافحة الإرهاب
يونيو 07, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ  اِرتفاع معدل الجريمة

سجلت جرائم معاداة السامية في ألمانيا معدلات مرتفعة وساهمت الجماعات المتطرفة في تنامي معاداة السامية في ألمانيا، وكانت نظريات المؤامرة  لهما دوراً في ذلك. بالإضافة إلى تنامي المحتوى المعادي للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة التفاعل معه، لذلك اعتمدت السلطات الألمانية تشريعات قانونية وعززت من الإجراءات الأمنية في محيط الكنس وغيرها من المؤسسات اليهودية لمحاربة معاداة السامية.

جرائم معاداة السامية

سجل عدد جرائم معاداة السامية في العاصمة الألمانية برلين مستوى قياسياً جديداً في العام 2022: وسجل ارتفاعاً مطرداً لهذه القضايا خلال السنوات الماضية: حيث وصل عددها في عام 2021 إلى (661) قضية: وفي عام 2020 كان قد وصل إلى (417) قضية: وفي عام 2019 إلى (386) قضية. يقول “فلوريان هنغست” مفوض معاداة السامية في برلين في 12 مارس 2023 إن عدد هذه الجرائم التي تم تسجيلها لدى الادعاء العام في العام 2022 وصل إلى (691) جريمة. وأضاف “هنغست” : “هكذا تواصل للأسف الارتفاع المطرد وشهدنا ارتفاعاً كبيراً بالفعل”. وتابع “معادة السامية تظهر في الحياة اليومية وهي متجذرة بعمق في أجزاء من المجتمع” مشيراً إلى وجود اتجاه يتعلق بتعضيد معاداة السامية عن طريق سرديات المؤامرة، وإن الخطة النموذجية في هذا تتمثل في تحميل اليهود “بطريقة خبيثة” المسؤولية عن أمور ليس لهم علاقة بها”.

معاداة السامية الأكثر انتشاراً 

تعد معاداة السامية مشكلة “متجذرة بعمق” في المجتمع الألماني، لكنها أكثر انتشاراً بين المسلمين واليمينيين المتطرفين، فيما يتعلق بالأحكام المسبقة عن اليهود، أظهراستطلاع للرأي أن معاداة السامية منتشرة أكثر بين المسلمين وناخبي “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي. حين أكد (34%) من المستطلعة آراؤهم أن “اليهود استخدموا وضعهم -كضحايا للهولوكوست- لصالحهم”، بلغت النسبة بين المسلمين (54 %) ولدى ناخبي “البديل” (48%). وبينما أكد (23%) من المشاركين في الاستطلاع إن اليهود لديهم نفوذ كبير جدا في الاقتصاد، بلغت النسبة لدى المسلمين (49%) ولدى ناخبي “البديل” (39%) ونحو (43%) من المواطنين في ألمانيا لا يعتبرون ثقافة إحياء ذكرى جرائم النازية ضرورية.

أدانت العديد من الجمعيات الإسلامية في ألمانيا الشعارات المعادية للسامية، وأن مظاهرات للمسلمين معادية للسامية في برلين بعد قرار واشنطن حول القدس أخبار كاذبة ، بالتزامن مع مطالبات أنه آن أوان الاعتذار عن شيطنة المسلمين وتخويف اليهود بلا ضرورة. محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ مناهج الدراسة

معاداة السامية ونظريات مؤامرة

لفتت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، التي تتابع عن كثب نشاطات وبيانات هيئات المجتمع المدني في جميع أرجاء القارّة، إلى أن ألمانيا شهدت ارتفاعا هو الأعلى في حوادث معاداة السامية العام 2020 مع انتشار “اعتقادات خاطئة ونظريات مؤامرة جديدة تلقي باللائمة على اليهود” في تفشي جائحة كورونا. تشير الإحصائيات أنه خلال الأشهر الأولى من تفشي الجائحة كانت (44%) من حوادث معاداة السامية المسجلة “على ارتباط بفيروس كورونا”. لوحظ زيادة حادة في المحتوى المعادي للسامية على الإنترنت تظهر زيادة بمقدار (13) مرة في ألمانيا، كما يعد تفاعل الجمهور مع المنشورات المعادية للسامية أمراً مهماً أيضاً كما تلقى المحتوى الألماني المعاد للسامية على “Telegram”، أكثر من ملياري مشاهدة بين يناير 2020 ومارس 2021.

زادت جائحة “COVID-19” من مشاعر معاداة السامية في ألمانيا بسبب انتشار النظريات التي تلقي باللوم على اليهود في الفيروس. فمنذ أن بدأ وباء في عام 2020، تم وضع علامة على أكثر من (180) ألف مشاركة (1 من 40) على أنها معادية للسامية بين حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الألمانية والفرنسية التي تنشر منشورات معاداة السامية المتعلقة بجائحة “COVID-19″، وهناك مؤثرون ألمان من اليمين المتطرف يزعمون أن فيروس كورونا من اختراع المجتمع اليهودي وأنه يمثل تتويجًاً لمحاولات “الجماعات اليهودية السرية” لتخريب ألمانيا.

معاداة السامية واليمين المتطرف 

تشير الإحصائيات الرسمية في ألمانيا في 11 مايو 2023 أن غالبية الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية بنسبة (84%) نسبت إلى اليمين المتطرف. وفي العام 2018 هناك أكثر من (90%) من جميع الجرائم المعادية للسامية ترتبط بشكل مباشر باليمين الألماني المتطرف. كما أن هناك بعض الحوادث المعادية للسامية لا يمكن تخصيصها لوجهة نظر سياسية محددة. وأعرب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن اعتقاده بوجود خطر حقيقي من جانب التيار اليميني المتطرف في ضوء اتهامات الإرهاب الموجهة إلى “مواطني الرايخ” في ديسمبر 2022.

اعتزم أعضاء يهود بـ”حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في العام 2018 تأسيس رابطة على مستوى ألمانيا، وأكد الحزب أن هناك بعض الوقائع المعادية للسامية في صفوف حزب البديل، ولكن يتم المبالغة بشكل مفرط في الإدراك العام لتأثير هؤلاء الأعضاء بالتزامن، مع تأكيدات أن الحزب ليس معادياً للسامية، لكنه يتسامح مع الخروقات المتعلقة بمعاداة السامية.

معاداة السامية واللاجئين في ألمانيا

يرى بعض الساسة الألمان أن شكل جديد “مستورد” من معاداة السامية جلبه مهاجرون أو مع موجة اللاجئين ويرى ساسة أخرون أن معاداة السامية كظاهرة ليست مسألةً جديدةً ظهرت مع اللاجئين. وبالنسبة للباحثين عن التطرف على الإنترنت وفي المجال العام، فإن الخطاب المعادي للسامية منسوج بإحكام في الروايات اليمينية المتطرفة التي تدعي الترويج لمواضيع معادية للنخبة أو معادية للاستبداد، تجدها على الإنترنت وتعد معاداة السامية الألمانية أكثر ترميزًا أو مشفرة في الأول من أبريل 2023

أكدت سينا ​​أرنولد من “مركز أبحاث معاداة السامية” في جامعة برلين التقنية “اعتمادًا على نوع معاداة السامية التي ينظر إليها المرء، يظهر الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة والمسلمون مواقف معادية للسامية أكثر أو أقل من الأشخاص الذين ليسوا من أصول مهاجرة أو غير المسلمين”. وتشير أرنولد إلى أنه لا يمكن استخلاص نتائج شاملة حول انتشار معاداة السامية في المجموعات السكانية التي تمت دراستها. معاداة السامية في أوروبا ـ تصاعد معاداة السامية

معاداة السامية والقضية الفلسطينية

تسببت القضية الفلسطينية وتصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقتل مئات الأشخاص في مايو 2021 في (60%) من الحوادث المعادية للسامية المبلغ عنها في ألمانيا، وارتفع عدد الحوادث مرتبطة بالقضية الفليسطينية في مايو 2021 من (20) في الأسبوع الأول إلى (193) في الأسبوع الثاني. وتعد غالبية الرسائل المعادية للسامية التي يراها الألمان اليوم مركزة على الإنترنت تضمنت هذه الرسائل أن “الإسرائيليين يتصرفون مثل النازيين تجاه الفلسطينيين”. ويعتقد (69%) من الألمان أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني له تأثير على نظرة الناس لليهود في ألمانيا، بالإضافة إلى ذلك  (73%) من اليهود في ألمانيا شعروا أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أثر على سلامتهم في ألمانيا.

مخاوف من تنامي معاداة السامية في ألمانيا

كشفت السلطات الألمانية في 11 مايو 2023 أن مواطن ألماني حاول إحراق متعمد لكنيس في منطقة “شمال الراين- فستفاليا” بأوامر من دول خارجية وتلقى تعليمات من قبل وسيط “يتصرف نيابة عن وكالات استخباراتية خارجية. سعى المتهم إلى اقناع أحد معارفه بإضرام النار في كنيس في”دورتموند” باستخدام زجاجة حارقة، ولكنه رفض ذلك، ثم أختار الوسيط بعدها كنيس آخر في مدينة “بوخوم” وليس “دورتموند” كهدف للهجوم.

اشتكى المجلس المركزي لليهود في ألمانيا من تسجيل المزيد من أعمال العنف المعادية للسامية في ألمانيا. وأكد “جوزيف شوستر” رئيس المجلس “لم يتوقف الأمر على الكلمات والأضرار التي تلحق بالممتلكات، ولكن العنف بات يستهدف بشكل متزايد اليهود أنفسهم مباشرة”. وتشمل جرائم العنف الأذى البدني الخطير والسرقة، فضلاً عن هجمات الحرق العمد والتحريض على جرائم الكراهية. فعدد أعمال العنف المعادية لليهود في 28 فبراير 2023 ارتفع من (63 – 88) جريمة في عام 2022 مقارنة بالعام 2021 .

جهود ألمانيا لمكافحة معاداة السامية

كثفت الحكومة الألمانية من مكافحة معاداة السامية في عموم البلاد. عبر وضع إجراءات وطنية موحدة تسمح باتخاذ إجراءات قانونية ضد التجمعات والمظاهرات المعادية للسامية في محيط الكنس وغيرها من المؤسسات اليهودية. ووافقت على شروط جديدة للحصول على الجنسية الألمانية، وسط مطالبات بأن كل إدانة بجريمة معادية للسامية، أو بالعنصرية يجب أن تؤدي إلى استبعاد المدان من الحصول على الجنسية الألمانية.

تمتلك (15) ولاية من أصل (16) ولاية فيدرالية ألمانية مفوضين لمحاربة معاداة السامية، ونظموا دورات تدريبية للسلطة القضائية والشرطة حول هذه القضايا ما يكون لها تأثير إيجابي على الوقاية في الأول من أبريل 2023. أطلقت ولاية بافاريا الألمانية “مفهوماً شاملاً” من حوالي (100) صفحة عن “الحياة اليهودية ومكافحة معاداة السامية”، مشيرة إلى أنه يتم تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الوزارات يشارك فيها ممثلو الطوائف الدينية اليهودية في “بافاريا ” لمكافحة معاداة السامية. في 12 مايو 2022. معاداة السامية في ألمانيا ـ تنامي خطابات الكراهية

تقييم وقراءة مستقبلية

– سجلت جرائم معاداة السامية في ألمانيا مستوى قياسياً جديداً وباتت معاداة السامية متجذرة بعمق، وأصبحت تظهر أكثر فأكثر بين الجماعات الإسلاموية المتطرفة واليمينيين المتطرفين داخل أجزاء من المجتمع الألماني. كما شهدت ألمانيا تصاعداً في المحتوى المعادي للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة تفاعل الجمهور مع المنشورات وخطابات الكراهية والدعائية المعادية للسامية

– يرجع تنامي معاداة السامية في ألمانيا لعدة أسباب: أهمها نظريات المؤامرة والتي تروج إلى أن اليهود السبب في انتشار جائحة “كوفيد 2019” وتنامي الشعبوية والتطرف السياسي اليميني ومعاداته للأجانب .

– كثفت السلطات الألمانية من محاربة معاداة السامية في جميع الولايات، واعتمدت تشريعات قانونية ضد معاداة السامية، وعززت من الإجراءات الأمنية في محيط الكنس وغيرها من المؤسسات اليهودية، بالإضافة إلى اعتماد برامج ودورات تدريبية للسلطة القضائية والشرطة حول معاداة السامية.

– بات متوقعاً أن يكون للتدابير والإجراءات التي تتخذها السلطات الألمانية تأثيراً إيجابياً على الوقاية ومحاربة معاداة السامية. ومن المرجح أن تشاهد اتجاهات المعاداة للسامية بشكل عام خلال عام 2023 انخفاضاً ملحوظاً في ألمانيا عن باقي دول أوروبا بفضل السياسات التي اتخذتها الحكومة الألمانية.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=88848

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

The Rise of Antisemitism in Germany
https://tinyurl.com/mss57ebv

Jewish perspectives on antisemitism in Germany
https://tinyurl.com/muvtcvnp

تحقيق – هل معاداة السامية في ألمانيا أكثر انتشارا بين المسلمين؟
https://tinyurl.com/4he6zaek

المجلس المركزي لليهود بألمانيا يشتكي من ارتفاع جرائم معاداة السامية
https://tinyurl.com/3bry7zf8

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...