الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)

حزب البديل من أجل ألمانيا
أغسطس 09, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ عوامل صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا”AFD

تواجه الحكومة الألمانية تحدياً كبيراً أمام تصاعد شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” وتزايدد مؤشرات اتساع القاعدة الانتخابية للحزب. يرجع ذلك إلى عدة عوامل وأسباب؛ من بينها عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة والديمقراطي، كذلك نشر نظريات المؤامرة واستغلال الأزمات لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، وتحويلها إلى مواد انتخابية لاستقطاب أعضاء جدد.

تنامي شعبية “حزب البديل من أجل ألمانيا” AFD

أظهر استطلاع للرأي في الرابع من يوليو 2023 أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” كان الحزب الأكثر شعبية في البلاد، حيث حصل على (21%) من الأصوات، في حين حصل “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” (CDU)، وشريكه “الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي” Union/Christian Democratic Union/ Christian Social Union (CSU) على (25%) من الأصوات.

يقول “توماس كروغر” رئيس “المركز الاتحادي للتكوين السياسي” بألمانيا في الثاني من يوليو 2023 ، “أحذر من الاستمرار في إدراك أن انتخاب حزب البديل هو مجرد احتجاج”. وتابع: “الناخبات والناخبون يريدون هذا الحزب. وفي ذلك تكمن خطورة الوضع”، لافتا إلى أنه ترسخت في قطاعات من المجتمع مواقف معينة لا يمكن قبولها ولا تتفق مع المبادئ الديمقراطية. وأضاف أنه بالنظر إلى النسب العالية التي حصل عليها حزب “البديل” في استطلاعات الرأي وإلى انتخاب سياسي بالحزب في دائرة “زونيبرغ” بولاية “تورينغن”، يعد هذا الحزب “جماعة راديكالية ناجحة”. ملف تنامي اليمين المتطرف في اوروبا

اتساع القاعدة الانتخابية لحزب “البديل” بين الطبقات الاجتماعية

تتعامل الحكومة الألمانية مع اثنين من أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجه البلاد، وقد تبيّن أن أحدهما متصل بالآخر؛ وهما تصاعد اليمين المتطرف والانحدار الديموغرافي طويل المدى. يتسم التحدي الأول بأنه الأكثر إلحاحاً؛ إذ صار “البديل من أجل ألمانيا”، أكبر قوة سياسية في العديد من ولايات شرق ألمانيا وتصل شعبيته إلى ناخبين جدد.

يتبنى العديد من الناخبين الألمان خاصة في شرق البلاد وجهات نظر عنصرية ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل إلى وجود مؤشرات على اتساع القاعدة الانتخابية لحزب “البديل”؛ إذ أن ناخبي الحزب اليميني الشعبوي ممن ينتمون إلى الطبقة الوسطى وأنهم ليسوا محصورين في الطيف الذي يطلق عليه الطيف “المحافظ الذي يشعر بالحنين إلى الماضي” بين الطبقة الوسطى بل يمتد إلى الطيف “البراغماتي التكيفي” في إشارة إلى فئات المجتمع التي تغير ولاءاتها السياسية حسب ظروف كل مرحلة.

انتشرت بعض المواقف اليمينية المتطرفة في ألمانيا، وبات متوقعاً أن يضم برلمان الاتحاد الأوروبي سياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا يمثلون مواقف لا تتوافق مع النظام الأساسي الديمقراطي الحر. وينسب المرشح الأول “كراه” إلى المعسكر اليميني المتطرف في حزب البديل من أجل ألمانيا. وانتخب مرشحة لمنصب رفيع في القائمة، قامت بحملتها الانتخابية لنفسها بشعارات حركة الهوية اليمينية المتطرفة. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات

عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة

يرجع تنامي صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا” إلى عدم وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة والحكومة الألمانية، بالإضافة إلى إشاعة الحزب الخوف والكراهية والمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة خلال استغلال الأزمات لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، وتحويلها إلى مواد انتخابية لجذ العديد من الأصوات الانتخابية.

ينجح الحزب في الاستفادة من قصور الائتلاف الحاكم في مجال التواصل والمخاوف المرتبطة بـ”كلفة التدفئة”، حيث استغل البديل لألمانيا في صعوده مشروع حزب “الخضر” لحظر التدفئة بواسطة الطاقات الأحفورية اعتباراً من العام 2024، وهو طرح يلقى معارضة حتى داخل الائتلاف الحاكم من قبل الليبراليين. ومن أهم النقاط التي جعلت حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني يصعد في استطلاعات الرأي معارضته للدعم العسكري لأوكرانيا ودعوته لبدء مفاوضات سلام لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وكذلك تأييده لمنع تدفق المهاجرين.

صعوبة المنافسة السياسية مع حزب “البديل من أجل ألمانيا”

لم تجد المنافسة السياسية في 28 يوليو 2023 من قبل أحزاب ديمقراطية حتى الآن نهجاً واضحاً وثابتاً في التعامل مع “حزب البديل”. خاصة الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) الذي يحاول إيجاد نهج واضح. فمن جهة، يرغب الاتحاد في استعادة أصوات الناخبين من الحزب اليميني الشعبوي (AFD)، خصوصاً أن هناك العديد من نقاط الارتباط والتداخلات على المستوى البلدي. ومن ناحية أخرى، وعد رئيس الحزب بإنشاء جدار يفصل التعامل ضد حزب البديل. لكن التردد المستمر لم ينفع سوى حزب واحد حتى الآن.

حصل الائتلاف الحاكم على بعض الدعم من أجل تمرير القوانين في أوقات الأزمات الدولية من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي المسيحي وهما يشكلان معاً كتلة المحافظين في البرلمان الألماني،  كما حصل أيضاً على دعم من حزب اليسار ذو التوجه الاشتراكي. لكن في المقابل، أصبح حزب “البديل” الكيان السياسي الوحيد الذي رفض كافة سياسات الحكومة وهو ما مكنه من تقديم نفسه باعتباره يمثل المعارضة الحقيقية الوحيدة.

يُضاف إلى ذلك عدم اضطرار أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى تولي مناصب قيادية وتحمل أي مسؤولية بما قد يشمل إدارة أي حكومة محلية فيما يرجع ذلك جزئياً إلى أن كافة الأحزاب السياسية تستبعد الانخراط في أي تحالفات مع الحزب اليميني الشعبوي.

الإنترنت وسيلة لتعزيز دعم إيديولوجيات حزب “البديل”

يستخدم الحزب وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز دعم إيديولوجياته السياسية. فقد وجدت دراسة في 12 يوليو 2023 أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)  كان أكثر الأحزاب السياسية نشاطا في ألمانيا على تويتر، ومن بين ملايين التغريدات التي تم تحليلها في الدراسة، كانت (30%) منها مرتبطة بحزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويمكن على حسابات تويتر الخاصة بالحزب قراءة عبارات لاستغلال الجرائم المتعلقة بهجمات السكاكين كـ”وباء السكاكين يتفشى” لجذب العديد من الأصوات الانتخابية.

يسعى حزب “البديل” (AFD) لإنشاء “مجتمع مواز على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال أجهزته الإعلامية واستخدام المعلومات المضللة في حملاته الانتخابية. لعب فيسبوك دوراً مهماً في صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا”، منذ تأسيسه في عام 2013. اشتكى الحزب من نقص تمثيله في وسائل الإعلام الرئيسية، لكن على فيسبوك وجد حزب “البديل” منصة يمكن لمتابعيها التواصل من خلالها.

حزب “البديل” (AFD) الأكثر تطرفاً

أكد جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا في 26 أبريل 2023 إن منظمة الشباب التابعة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD) تخضع للمراقبة باعتبارها حالة مؤكدة من التطرف اليميني، بعد أن كانت حالة يمينية متطرفة مشتبه بها. وصنف منظمتين أخريين، هما منظمة “معهد سياسة الدولة” ومنظمة “واحد في المئة”، باعتبارهما حالتين مؤكدتين من التطرف اليميني كذلك الآن. يقول “توماس هالدينفانغ ” رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور “لم يعد هناك أي شك في أن هذه المنظمات الثلاث تسلك مساعي مناهضة للدستور، ولذلك تم تصنيفها ومعالجتها من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور كمحاولات يمينية متطرفة مؤكدة”.

أشار استطلاع للرأي في 21 يوليو 2023 إلى أن أكثر من (50%) من الناخبين الألمان، ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، يعتبرون حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD ) يمينياً متطرفاً. وبحسب الاستطلاع فإن (57%) يعتبرون مصطلح “اليمين المتطرف”، وصفاً مناسباً لحزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويعتبر (19%) آخرين من الناخبين الحزب محافظاً. ويقول (9%) من المشاركين في الاستطلاع أنهم يصنفون حزب “البديل من أجل ألمانيا” بأنه حزب وسطي، بينما وجد (8%) أن أياً من هذه الأوصاف، لم تكن مناسبة، و(7%) لم يعطوا رداً على السؤال. محاربة التطرف ـ تفكيك خطاب اليمين المتطرف

تقييم وقراءة مستقبلية

– حصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AFD) على معدلات تأييد عالية في الاستطلاعات التي أجريت على مستوى ألمانيا، وأكبر دليل على ذلك معدلات التأييد في ولاية “تورينغن” وفوز مرشح الحزب بأول منصب قيادي على مستوى البلديات في ألمانيا.

– يجب عدم النظر إلى معدلات التأييد العالية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” باعتباره مجرد احتجاج أو ظاهرة تخص شرق ألمانيا، فمن المتوقع أن تكون ظاهرة تشمل جميع الولايات الألمانية وتصل شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا إلى ناخبين جدد في الشرق، والذي بكونه يعد إشارة تحذير لكل القوى الديمقراطية.

– يستفيد حزب “البديل من أجل ألمانيا” من الأزمات التي تمر بها البلاد،والخلافات بين أركان الحكومة لا سيما حول الطاقة والمناخ والهجرة، كذلك سياسات الحكومة الائتلافية تجاه القضايا والأزمات. فضلاً عن اكتساب التوجه الشعبوي المزيد من الدعم بين الألمان خاصة في شرق البلاد.

– بات محتملاً أن يظل تنامي شعبية “حزب البديل منأجل ألمانيا” مستمراً، إلا إذا تمكنت الأحزاب المعتدلة والديمقراطية من تقديم حلولاً ناجعة للأسباب التي أدت عودة الحزب بقوة إلى الساحة السياسية الألمانية.

– تظل الأحزاب التقليدية في ألمانيا أمام خطر ملموس إذ انتقل حزب “البديل من أجل ألمانيا” من مستقطب للتصويت لحزب يرسخ وجوده في المشهد السياسي الألماني، لا سيما أنه يحتل المركز الثاني في قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا ليصبح خطراً على الديمقراطية والمجتمع.

– ينبغي وجود إستراتيجية واضحة من جانب الأحزاب المعتدلة وتقديم الحكومة الألمانية حلولاً مبتكرة تجاه الأزمات والقضايا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لا سيما أزمة الطاقة وغلاء الأسعار والتضخم، حتي لا تصبح مواد انتخابية تستطيع من خلالها الأحزاب اليمينية المتطرفة توسيع قاعدتها الانتخابية.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=89721

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Rise of Germany’s far right may deter skilled workers
https://tinyurl.com/5n7dmeuj

صعود حزب البديل في ألمانيا.. هل السر في تطرفه المتزايد؟
https://tinyurl.com/mrxzrvbz

المركز الألماني للتكوين السياسي: انتخاب حزب “البديل” لم يعد مجرد احتجاج
https://tinyurl.com/5n8v72sa

حزب “البديل من أجل المانيا” الأول في استطلاعات الرأي بسبب موقفه من الأزمة الأوكرانية والمهاجرين.
https://tinyurl.com/mrxpaxh7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...