الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الأمن المجتمعي في أوروبا ـ طرق استخدام الذكاء الاصطناعي

الأمن المجتمعي في أوروبا
أبريل 01, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

الأمن المجتمعي في أوروبا ـ طرق استخدام الذكاء الاصطناعي

يعد الحفاظ على الأمن المجتمعي أولوية لدى الدول الأوروبية مع تزايد التهديدات التي تواجه المجتمعات الأوروبية على مدار العقود الأخيرة، وارتفعت وتيرة المخاطر المهددة للمجتمع الأوروبي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مع بدء تغلغل الإرهاب عبر الجماعات الإسلاموية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التي نشرت نفوذها داخل المؤسسات المجتمعية.

وبهجمات 11 سبتمبر 2001 زاد تهديد الإرهاب لأمن المجتمعات الأوروبية، ما دفعها إلى سن تشريعات لتضييق الخناق على الإرهاب، ولكن هذه التدابير لم تكن كافية لمنع خطورة الإرهاب خاصة وأن أوروبا وقعت هدفًا في مرمى الهجمات الإرهابية والتي تزامنت مع صعود جماعات اليمين المتطرف خلال العقدين الماضيين.

ولم تقف التهديدات عند هذه المرحلة فحسب ولكن سمح التقدم التكنولوجي بظهور تهديدات أخرى متمثلة في الإرهاب الإلكتروني والتجسس الإلكتروني، الأمر الذي فرض على أوروبا إدخال الذكاء الاصطناعي كتقنية حديثة لسد أي ثغرات أمنية في مواجهة هذه المخاطر. ومؤخرا انضمت التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحرب الأوكرانية إلى قائمة التحديات المهددة لأمن وسلام المجتمع الأوروبي، لذا أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في استراتيجية إدارة الأزمات والحفاظ على الأمن المجتمعي في أوروبا.

الذكاء الاصطناعي (AI)

باتت التقنيات الحديثة والخدمات الذكية جزءًا أساسيًا في نشر الأمن عبر تحليل البيانات والكشف عن حالات قد تشير إلى تهديدات أمنية غير معتادة، باستخدام رجال الشرطة نظارات الواقع المعزز ” Augmented Reality”، للوصول إلى تاريخ الأشخاص المشتبه بهم وتحركاتهم ومكالماتهم والصلة بينهم وبين أي جماعات متطرفة من أجل جمع الأدلة، وتدخل أيضاً الطائرات الصغيرة ذاتية التحكم في استكشاف المباني والمواقع المستهدفة من المجرمين والإرهابيين.

ونتطرق لبعض الطرق التي يمكن للخدمات الذكية نشر الأمن من خلالها: –

الشرطة التنبؤية: مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي ظهرت الشرطة التنبؤية (Predictive Policing) التي تعتمد على الكاميرات الحديثة وأجهزة الاستشعار الذكية الجامعة لكمية هائلة من البيانات من أجل رسم خطط مستقبلية للأمن ودعم التحقيقات والإجراءات لأي جرائم محتمل حدوثها إضافة إلى التنبؤ بالجرائم عبر تحليل المعلومات الخاصة بالأماكن والأشخاص وفك الروابط بين كل هذه البيانات. وتسمح أيضاً تقنيات الاستشعار الموزع (Distributed Sensing) مساعدة وكالة إنفاذ القانون من ممارسة مهمتها أو منع الجرائم قبل وقوعها أو الحد من الأزمات البيئية والاقتصادية بقراءة المؤشرات الراهنة عبر تقنيات تستخدم كابلات الألياف ضوئية لاتخاذ القرار المناسب لمواجهة المشكلة قبل وقوعها.

المراقبة بالفيديو: تساعد تقنيات الأتمتة والخوارزميات في مراجعة الفيديوهات وتحليلها والاستفادة من هذه المعلومات في وضع خطط استباقية لمواجهة التهديدات المحتملة والاستجابة السريعة لأي حوادث، ومن بين هذه التقنيات التعليم الآلي (ML) الذي يمتلك رؤية حاسوبية لقراءة البيانات من الصور الرقمية ومعالجتها للتعرف على الأشخاص والأماكن داخل الفيديو. وسمح الذكاء الاصطناعي بتطوير المراقبة بالفيديو واستخدام تصميم الخوارزمية المناسبة، ما يسمح بتحليل السلوك غير المعتاد في الفيديوهات وتتبعه للتوصل إلى أدلة جديدة عن جريمة وقعت بالفعل أو التنبؤ بمشكلة أو جريمة محتمل حدوثها.

اكتشاف التهديدات: تعمل الأجهزة الأمنية على توظيف الممارسات القائمة على الأدلة (EBP)، بحيث لا تعتمد الشرطة على التسلح بالأسلحة التقليدية فقط بل الاستناد على المعلومات والتحليل الاحصائي والبحث التجريبي لوضع أطر أوسع متطورة لمكافحة الجرائم والحوادث، بناء على الاستنتاجات التي تم جمعها من برمجيات الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي يساعد على كشف الهجمات الإلكترونية المحتملة ومراقبة العناصر المشتبه بها. ومنذ ديسمبر 2020 دخل الذكاء الاصطناعي في العمل العسكري للاتحاد الأوروبي للحفاظ على الأمن القومي من التهديدات السيبرانية والمنافسة الجيوسياسية.

أمن الحدود: استند الاتحاد الأوروبي مؤخراً في تأمين الحدود على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لزيادة معالجة بيانات القياسات الحيوية المتعلقة بتحديد الهوية عبر جوازات السفر وقياسات الجسم وبصمات الأصابع والتصوير الفوتوغرافي وأجهزة كشف الكذب والكشف عن المشاعر وأنظمة التعرف على الوجوه، لتقييم المخاطر المتعلقة بعابرين الحدود باستخدام الخوارزميات، ومنها يستنتج اتجاهات الهجرة بتحليل بيانات المهاجرين والتنبؤ بحجم المشكلات المتوقعة ما يسمح بتفعيل نظام الإنذار المبكر من قبل الجهات المسؤولة. أمن الاتحاد الأوروبي ـ التعاون الأمني و تبادل المعلومات

ويتيح المسح البيومتري عبر الذكاء الاصطناعي، التعرف على أعمار الأشخاص والظروف البيئية وأصلهم العرقي، وتتبادل دول الاتحاد الأوروبي هذه المعلومات بهدف تشديد الرقابة على الحدود ومنع أي مخاطر محتملة عابرة للحدود، لذا اتجهت بعض الدول لدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي لتطوير أجهزة الكشف عن المشاعر لضمان جودة الخوارزميات في المطابقة البيومترية.

الاستجابة للطوارئ: اعتمد الاتحاد الأوروبي تقنيات التشفير والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل المستقبلي، في الاستعداد لأي حوادث محتملة والاستجابة السريعة للطوارئ والربط بين الاستراتيجيات الأمنية للاتحاد ومخاطر الأمن السيبراني، وفي مايو 2022 أكد الاتحاد الأوروبي على أهمية استخدام البيانات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في الاستجابة الإلكترونية للطوارئ ما يسمح بتفادي أي خسائر متوقعة من أي حادث أو مشكلة. وفي الأول من فبراير 2023 وقعت المفوضية الأوروبية مع البيت الأبيض اتفاقية ملزمة لتسريع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية والزراعة والتنبؤ بحالة المناخ والاستجابة للطوارئ عبر اتخاذ قرارات منطقية بناء على قراءة خوارزميات التعليم الآلي للبيانات.

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي

رغم ما يحمله الذكاء الاصطناعي من تأثيرات إيجابية، إلا أنه هناك مخاوف من تداعيات سلبية لهذه التقنية تحمل أيضاً في طياتها تهديدات لا تقل خطورة عن تهديدات الإرهاب والجريمة والتجسس والأزمات الاقتصادية. ونتطرق لأبرز المخاطر الناجمة عن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في حماية الأمن المجتمعي الأوروبي:

تغذية العنصرية: كشف استطلاع رأي خلال عام 2021، أن أكثر من (87%) من الأوروبيين يوافقون على استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية الفئات الضعيفة والكشف عن الجرائم، بينما توقع أكثر من (90%) من المشاركين بالاستطلاع محاسبة الشرطة على طريقة استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالجرائم، نظراً لأن البعض يجد أن الذكاء الاصطناعي يتسبب في ردود فعل عنصرية تجاه بعض الأشخاص نتيجة قراءة الخوارزميات لبيانات مسبقة مثل الاعتقالات لتحديد أنماط السلوك الإجرامي ما يعتبره البعض أمرًا غير أخلاقيًا تقع في هذه التقنية.الأمن المجتمعي في الاتحاد الأوروبي ـ التعاريف والمفاهيم

زيادة التمييز:  طالب أعضاء بالبرلمان الأوروبي في 4 فبراير 2023 حظر الشرطة التنبؤية لتعزيزها التحيز والتمييز وتقييد الحقوق الأساسية لبعض الأشخاص، فالذكاء الاصطناعي يحدد المشتبه به ما يزيد المخاوف من عدم المساواة بين الجميع بوضع أشخاص معينة تحت صفة المجرم قبل ارتكاب أي جريمة بناءً على بيانات خوارزميات خاصة وأن الشرطة التنبؤية تقوم على بعض التحيزات لإنفاذ القانون وحماية المجتمع.

الخصوصية: يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات لأغراض أمنية في إثارة مخاوف من انتهاك حرية الأفراد وخصوصيتهم، لذا ظهرت مطالبات عديدة بشأن وضع ضوابط في استخدام تقنيات الخوارزميات في رقابة الأشخاص المشتبه بهم.

بديلًا للبشر: تذهب مخاوف أخرى من تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على المستقبل المهني للبشر في بعض الوظائف المتعلقة بالأمن والتحقيقات وتطبيق العدالة، لاعتماد هذه التكنولوجيا على جمع بيانات مسبقة وتحليلها ومن ثم تحديد المشتبه به وموقع الجريمة المتوقع.

آليات تطبيق الذكاء الاصطناعي

تسعى أوروبا إلى تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض الأمنية دون المساس بحقوق وحريات الأفراد، وفي أبريل 2021 أصدرت المفوضية الأوروبية قانون دمج الذكاء الاصطناعي داخل منظومة الأمن المجتمعي بشكل يضمن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للأفراد ويراعي أنظمة تحديد الهوية البيومترية عن بُعد للتنبؤ بسلوك الأفراد. وفي 16 مارس 2022 أصدر يوروبول مشروع مبادئ المساءلة للذكاء الاصطناعي بهدف إتاحة تنظيم عمل الأجهزة الأمنية في إطار أخلاقي. عقدت المحكمة الدستورية الألمانيةفي 25 ديسمبر 2022  جلسات استماع حول استخدام ” برمجيات مراقبة” من قبل الشرطة في ولايتي هامبورغ وهيسن لجمع بيانات لإعداد ملفات لمجرمين محتملين قبل ارتكابهم لأي جريمة. الأمن المجتمعي ـ تطوير مجموعة الأدوات داخل الاتحاد الأوروبي

سمات الأمن المجتمعي 

يشير مفهوم الأمن المجتمعي إلى ضمان سلامة ورفاهية الأفراد وحماية القيم الاجتماعية، مع وضع خطط للتصدي لأي تهديدات تتعرض لها الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي أوروبا يتحقق الأمن المجتمعي عبر ثمانية عناصر:

  • حماية حقوق وحريات الأفراد والقيم الأساسية للمجتمع.
  • أهمية الوقاية والتأهب لضمان صمود المجتمعات في وجه التهديدات.
  • حشد القدرات العسكرية والتكنولوجية والسياسية في حفظ الأمن المجتمعي.
  • الحد من تداعيات الأزمات المهددة لاستقرار المجتمعات.
  • التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة لمواجهة التحديات.
  • تنسيق أوروبي لمواجهة أي متغيرات وتهديدات.
  • الاستجابة السريعة للمتغيرات الطارئة التي تواجه الدول.
  • دمج الذكاء الاصطناعي في معالجة الإشكاليات التي تمس أمن واستقرار الأفراد.

تقييم

يظل الأمن المجتمعي في أوروبا مفهوم معقد وتحقيقه يتطلب الاستعداد التام لأي تحديات جديدة تظهر بالتوازي مع المتغيرات العالمية. وتشهد أوروبا المرحلة الحالية كم هائل من التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد أمنها واستقرارها نظرا لتصاعد الاحتجاجات والإضرابات بوتيرة متسارعة وبشكل متزامن في عدة مدن أوروبية، واستغلال الجماعات المتطرفة من الجماعات الإسلاموية وتيار اليمين المتطرف هذه الأزمات الاقتصادية لنشر أفكارها وتجنيد عناصر لها، بجانب التداعيات الاقتصادية والأمنية الناتجة عن الحرب الأوكرانية ومن قبلها التغيرات المناخية وجائحة كورونا، ما يفرض تقنية الذكاء الاصطناعي على المشهد لتلبية احتياجات المجتمع الأوروبي لضمان أمن الطاقة والغذاء والحماية من الجرائم والتهديدات الإرهابية وتأثير التغيرات المناخية والهجمات السيبرانية.

وربما قابلية الأمن المجتمعي للتطور تساعد على توظيف الذكاء الاصطناعي في مواجهة المتغيرات وحماية الأفراد من التهديدات القائمة ومنع وقوع تهديدات محتملة عبر قراءة البيانات من الصور الرقمية والتسجيلات والفيديوهات والتنبؤ بمصادر الخطر وحجمه.

ويستلزم تطبيق الذكاء الاصطناعي في مواجهة تحديات الأمن المجتمعي بأوروبا، إلى تنسيق دائم ومستمر بين دول الاتحاد الأوروبي في المقام الأول بشأن سن تشريعات مرنة تسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات في المجال الأمني، بجانب التعاون مع الولايات المتحدة للاستفادة من الخبرات التكنولوجية في هذا المجال، والتنسيق مع بريطانيا لتأمين الحدود المشتركة والحد من انتقال المجرمين والإرهابيين عبرها.

ومن الضروري الانتباه إلى التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية الأمن المجتمعي، بشأن تخوف بعض المسؤولين الأوروبيين من استخدام التكنولوجيا في رقابة الأفراد والحد من حريتهم وانتهاك الخصوصية، ما قد يمنح بعض الشبكات الإجرامية والإرهابية فرصة لاستغلال هذه الثغرة في الذكاء الاصطناعي لمنع استخدامه في الحد من الجريمة والإرهاب.

وفي الوقت نفسه يجب مراعاة عدم تحول الذكاء الاصطناعي من أداة لمحاربة التهديدات التي تواجه أوروبا، إلى مصدر تهديد جديد خاصة وأن هناك انتقاد لهذه التكنولوجيا من تغذية التحيز والعنصرية ضد بعض الأشخاص لاعتمادها على تحليل بيانات قديمة والمسح البيومتري للتنبؤ بالخطر والتصدي له قبل وقوعه، لذا يقع على عاتق الاتحاد الأوروبي مسؤولية كبيرة الآن لتحقيق التوازن بين حماية الأمن المجتمعي بتقنية الذكاء الاصطناعي والحد من أي تأثيرات سلبية له.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=87448

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

علماء يبتكرون ذكاء اصطناعياً يتنبأ بالجريمة قبل حدوثها
https://bit.ly/3FNyrVk

Predictive policing comes under the spotlight in Europe
https://bit.ly/40fLFlU

Leading European Parliament figures agree to ban predictive policing and justice AI
https://bit.ly/3LOE6OX

Artificial intelligence at EU borders
https://bit.ly/3JKGnrF

The Artificial Intelligence and Cybersecurity Nexus: Taking Stock of the European Union’s Approac
https://bit.ly/40kk2bu

US and EU launch ‘first sweeping AI agreement’ to strengthen public services and emergency response
https://bit.ly/40DXFxB

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...