الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن قومي ـ استراتيجيات الاتحاد الأوروبي ـ الأمن والدفاع والاقتصاد (ملف)

الأمن المجتمعي
سبتمبر 28, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ  وحدة الدراسات

يمكن تصفح الملف pdf ..ملف استراتيجيات الاتحاد الأوروبي ـ الأمن والدفاع والاقتصاد

يتناول الملف في ثلاث دراسات عرض لاستراتيجيات العمل الأوروبي في ضوء التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي تفرضها الأزمة اأوكرانية على القارة، والشراكات الأوروبية الحديثة في المجالات الاقتصادية والعسكرية ومدى تأثيرها على تحقيق الاستقلال لدى دول القارة على المستوى القريب والبعيد.

1- أمن دولي ـ هل تستشعر أوروبا مخاطر تصعيد حرب أوكرانيا؟

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في 16 سبتمبر 2023، من “حرب طويلة الأمد في أوكرانيا”، في وقت تواصل فيه كييف شن هجومها المضاد ضد روسيا. وأشار إلى أن معظم الحروب تستمر لفترة أطول من المتوقع عندما تبدأ للمرة الأولى”، محذراً: “لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا”، وبشأن طموحات كييف الانضمام إلى الحلف، لفت ستولتنبرغ إلى أنه “ليس هناك شك في أن أوكرانيا ستصبح في نهاية المطاف عضوا في الناتو”.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي لم يكن لاعباً عسكرياً في حد ذاته، منذ بداية الأزمة في فبراير 2022،  إلا أنه ظهر كلاعب مهم من خلال مساعدة المجهود الحربي الأوكراني، ودعم اللاجئين، وفرض العقوبات على روسيا، وتحويل أوكرانيا إلى واحدة من الدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

أرقام حول الدعم الغربي لكييف

قدَم الاتحاد الأوروبي دعماً عسكرياً لأوكرانيا بقيمة حوالي (15) مليار يورو، وفق الأرقام الرسمية، وتأتي ألمانيا في مقدمة دول الاتحاد حيث بلغ حجم في 2023 نحو (5.4) مليار يورو، كما أرسلت (5) قاذفات صواريخ من طراز مارز-2 ، و (500) نظام “ستينغ”ر المضاد للطائرات، و (2700) نظام مضاد للطائرات من طراز “ستريلا”، و(34) مدفعاً ذاتي الدفع من طراز جيبارد المضاد للطائرات، و(14) مدفعاً ذاتي الدفع من طراز “بي زد إتش 2000″، و(9) دبابات من طراز بيفر لتركيب الجسور، ونظامين للدفاع الجوي من طراز “آيريس تي”، و(18) دبابة من طراز “ليوبارد2 إيه 6″، و(40) مركبة قتال مشاة من طراز “ماردر”، فضلاً عن (110) دبابات قتال من طراز “ليوبارد1″، و(20) مركبة قتال مشاة من طراز “ماردر”، و(18) مدفعاً ذاتي الحركة من طراز “آر سي إتش 155″، و(18) مدفعاً مضاداً للطائرات من طراز “جيبارد”، و(16) مدفعاً ذاتي الحركة من طراز “زوزانا 2″، و(7) دبابات من طراز “بيفر” لتركيب الجسور، و(6) أنظمة دفاع جوي من طراز “آيريس تي”.

قدمت فرنسا وهولندا وإستونيا والدنمارك و النرويج و السويد وإيطاليا وإسبانيا وفنلندا وكندا دعماً عسكرياً سخياً لأوكرانيا. كما ذكر تقرير للبرلمان البريطاني أن البلاد قد دعمت كييف بالصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية وأنظمة الدفاع الجوي والمركبات القتالية المدرعة وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة طويلة المدى من طراز “إم 270” (M270).

يزعم تيير بريتون مفوض السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي أن مؤسسات ودول الاتحاد الأوروبي شاركت في دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً بقدر مشاركة الولايات المتحدة، يوضح بريتون الذي تحدث إلى إذاعة فرانس إنتر الفرنسية، أن إجمالي ما تم تقديمه إلى أوكرانيا بلغ (72) مليار يورو، ويؤكد “قدمت أوروبا تقريباً نفس ما قدمته الولايات المتحدة.” ملف: أزمة أوكرانيا وانعكاساتها على وحدة أوروبا

في المقابل تظهر أرقام صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية أن إجمالي قيمة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن منذ 2021، تجاوز (42) مليار دولار، بينها أكثر من (41.3) مليار دولار منذ بداية الحرب، تنوعت بين كميات هائلة من المعدات والأسلحة والذخيرة وأنظمة الدفاع، بينها أكثر من (2000) نظام مضاد للطائرات من طراز “ستينغر”، وما يزيد على (10) آلاف نظام مضاد للدروع من طراز “جافلين”، وأكثر من (70) ألف نظام وذخيرة أخرى مضادة للدروع، و (198) مدفع “هاوتزر عيار 15 مليمتراً”، و(72) مدفع “هاوتزر عيار 105 مليمترات”، و(8) أنظمة دفاع جوي من طراز “ناسامز”، و(20) طائرة هليكوبتر من طراز “إم آي-17″، و(31) دبابة “أبرامز”، و(186) مركبة برادلي للمشاة القتالية، وبطارية دفاع جوي “باتريوت”.

لماذا تراهن أوروبا على اوكرانيا رغم فشل الهجوم المضاد الأوكراني؟

لدى أوروبا أسباب عديدة لدعم أوكرانيا، واستمرار هذا الدعم رغم فشل كييف في تحقيق نتائج حاسمة لهجومها المضاد، أولها،إن أوروبا تعتقد إن هذا الدعم هو الخيار الصحيح الذي ينبغي عمله من الناحية “الأخلاقية”، وتعتقد أيضاً، أنه من مصلحة أوروبا الجيوسياسية معاقبة الدولة التي تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ لحماية أمنها وحدودها الجغرافية والجيوسياسية.

ما زالت أوروبا والغرب يراهن على أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتورطت بالفعل في استراتيجية دعم أمني وعسكري وإنساني طويلة الأمد مع كييف إلى جانب الولايات المتحدة داخل الناتو. وما يزيد في الأمر تعقيدأً إن القدرات العسكرية والاقتصادية لدول القارة لاتسمح بالاستمرار بتقديم هذا الدعم على المدى البعيد.

ويبدو إن أوروبا تخشى أن تؤدي الانتخابات االرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة  لعام 2024 إلى وصول الجمهوريين للبيت الأبيض، وبالتالي يمكن أن يكون هناك تراجع لدعم واشنطن لأوكرانيا. وما يعزز هذه الفكرة، هو ما أشار به زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفن مكارثي: “إلى أنه ليس شيكاً مجانياً على بياض” بالنسبة لأوكرانيا إذا فاز الجمهوريون بأغلبية في مجلس النواب. وهذا بدوره يمكن أن ينتقل إلى أوروبا ويقوض قدرة القارة على دعم كييف.أمن دولي ـ التعاون ما بين الاتحاد الأوروبي والناتو.. القدرات والتحديات (ملف)

والحقيقة أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا يعتمد أيضاً على الولايات المتحدة. ولهذا السبب فإن الدفع الفرنسي نحو قدر أعظم من التكامل بين الولايات المتحدة، ومنظمة حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي يشكل السبيل الوحيد للمضي قدماً.

هل تستشعر أوروبا مخاطر تصعيد الحرب ضد روسيا في أوكرانيا؟

أوروبا تعتبر حرب أوكرانيا حربها ضد روسيا، حرب “مؤدلجة”، وقد شكلت الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، ولا سيما الاقتصاد الأوروبي، صدمة لدول القارة الاوروبية، وعمقت تأثيرات الحرب (الروسية-الأوكرانية) كبيرة، الفجوة بين العرض والطلب في اقتصادات الدول الاوروبية، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، في الوقت الذي لا يستطيع البنك المركزي الأوروبي ان يجد اجراءات توافقية بين مكافحة التضخم، ودعم النشاط الاقتصادي.

كشفت مسودة خطاب ألقاه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2023، طلب وساطة بكين لدى روسيا من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، فقد دعا ميشيل إلى “سلام عادل يحترم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الأساسية – السلامة الإقليمية لدولة ذات سيادة”.

ويشير استطلاع أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، خلال مارس 2023، في عدة دول إلى أن الأوروبيين أصبحوا أقرب إلى بعضهم البعض في دعمهم لأوكرانيا. ويتفق الأوروبيون الآن على أن روسيا هي خصمهم أو منافسهم. فيما يتعين على صناع السياسات الأوروبيين أن يستفيدوا من هذه الوحدة في دعم سياسات الأمن والدفاع بالمستقبل، في حين يبذلون كل ما في وسعهم لتخفيف الانقسامات الناجمة عن الظروف المتغيرة في الداخل والخارج. لكن رغم ذلك هناك انقسام داخل أوروبا والاتحاد الأوروبي، ما أعلنته بولندا يوم 22 سبتمبر 2023 بأنها سوف لن تقدم الأسلحة والدعم الى أوكرانيا، ممكن أن يكون مؤشر، لبداية اتشقاقات أكثر مع مطاولة الأزمة، ناهيك هناك دول أخرى مثل هنغاريا وبلغاريا سبق أن عارضت إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

كيف تتعامل روسيا مع الدعم الغربي لكييف؟

في حين تعمل موسكو على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية والانتقال الى وضع الهجوم وتوسيع الحر بدلاً من العملية العسكرية، من المتوقع أن يكون الخيار النووي متاح لدى الرئيس الروسي فلاديميير بوتين. وتبقى احتمالات التفاوض ضئيلة، لأن التوصل إلى اتفاق سلام يتطلب تغييراً في مطالب جانب واحد، على الأقل. ولا دليل حتى الآن على حدوث هذا التغيير، أو على أنه سيحدث في وقت قريب، خاصة أن روسيا تعتبر الدعم الغربي لأوكرانيا يدفع كييف إلى شن هجمات “غير مسؤولة” بشكل متزايد، وذلك بعد هجوم غير مسبوق بمسيّرات على موسكو، في 30 مايو 2023. إن استمرار إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من شأنه يضعف فرص السلام.

قالت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، في 30 فبراير2023،  إن احتمالات التوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب في أوكرانيا تبقى ضعيفة طالما كان المنطق العسكري سائداً. وقالت أمام مجلس الأمن الدولي إن التصعيد وإطالة أمد الصراع، لن يؤديا سوى إلى مزيد من المعاناة التي لا يمكن تحملها. وشددت على ضرورة ألا يعيق نقل المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، التطلعات لتحقيق السلام.

ما احتمالية استخدام بوتن السلاح النووي؟ وهل أوروبا مستعدة لحرب نووية؟

مما لا شك فيه أن الحرب في أوكرانيا على حافة حرب شاملة، لكن جميع الأطراف لا تريد الانخراط في حرب نووية أو حرب مباشرة، لأنها ستكون نهاية البشرية. أوروبا تدرك هذه المخاطر وهي غير قادرة على حماية نفسها، هي تحت حماية الناتو.ٍ

قال الرئيس الروسي في 17 يونيو 2023 إن بلاده نشرت بالفعل الدفعة الأولى من الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، مؤكداً أمام منتدى إنه لن يتم استخدامها إلا في حالة تعرض الأراضي أو الدولة الروسية للتهديد. لكن الحكومة الأمريكية قالت إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الكرملين يعتزم استخدام الأسلحة النووية لمهاجمة أوكرانيا.الإرهاب النووي، العقيدة النووية والسيناريوهات المحتملة في أوكرانيا  ملف

 استراتيجية الأمن والدفاع في الاتحاد الأوروبي لعام 2030

اعتمد رؤساء الدول والحكومات الوثيقة التوجيهية “البوصلة الاستراتيجية”، التي تعد أول كتاب أبيض للاتحاد الأوروبي في مجال الأمن والدفاع، خلال المجلس الأوروبي الذي عقد في يومي 24 و25 مارس 2022. ويستهل الاتحاد الأوروبي مرحلةً جديدةً في سياسته الدفاعية والأمنية تتمثل في توفير الوسائل التي ستتيح له مواجهة التهديدات والتحديات في المرحلة الراهنة وفي المستقبل، وذلك في سياق يسجّل تدهور بيئتنا الاستراتيجية بفعل عودة الحرب في أوروبا، واشتداد التنافس بين الدول النافذة واستمرار الأزمات في جوارنا وفي العالم.

وترتكز البوصلة الاستراتيجية، التي أثمرت عن الأعمال التي استهلتها المؤسسات والدول الأعضاء في عام 2020، على تحليل مشترك للتهديدات ومكامن الضعف التي تعتري البلدان الأوروبية ويوجهونها على نحو مشترك. وأسهمت هذه الأعمال في استحداث ثقافة استراتيجية مشتركة وفي تمتين تماسك الأوروبيين في مجالي الدفاع والأمن، وهو ما يتزامن مع عودة الحرب إلى القارة الأوروبية.

تشمل الوثيقة التوجيهية أوجه السياسة الأوروبية الأمنية والدفاعية كافة وتقوم على الركائز الأربعة التالية:

  • التصرّف: ويتمثل في تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات فعلية في عالم تتعاظم الوحشية والمباغتة فيه.
  • التأمين: يتمثل في النهوض بالقدرة على حماية الحيّز الاستراتيجي المشترك والدفاع عن القيم والقواعد والمبادئ التي يحرص عليها الاتحاد الأوروبي
  • الاستثمار: ويشمل تعزيز السيادة التقنية من خلال تحسين القدرات الدفاعية.
  • العمل في شراكة: يتمثل العمل مع “الشركاء” في تعزيز مكانة الاتحاد الأوروبي بوصفه شريكاً دولياً.

**

2- الاتحاد الأوروبي ـ استراتيجية الأمن الاقتصادي

يمثل التهديد الاقتصادي عامل محوري في الاستراتيجية الأوروبية للدفاع والأمن، بعد الحرب الأوكرانية، خاصة في ضوء المنافسة العالمية المحتدمة في المجال الاقتصادي بين الغرب وروسيا من الناحية الأخرى ومعها الصين.وبشكل خاص، تعتبر حرب أوكرانيا، والصراعات في جورجيا ومولدوفا، والدور الذي تلعبه دول مثل بيلاروسيا، هي التهديدات الرئيسية لأوروبا، والوضع غير المستقر في غرب البلقان، والإرهاب الإسلاموي في منطقة الساحل الأفريقي، والصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط، إلى جانب الاهتمام المتزايد بالهند ومنطقة المحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية. بالإضافة إلى  التهديدات سيبرانية .

يقول جوزيب بوريل، ممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي: “يجب أن تتعلم أوروبا التحدث بلغة القوة”. تعبر هذه التصريحات تماماً عن الخطوات التي تتخذها دول التكتل الأوروبي لإقرار استراتيجية حماية أمنية وسياسية واقتصادية، في ضوء التحولات التي تشهدها دول الاتحاد تأثراً بالأزمة الأوكرانية وما نتج عنها من تداعيات مثلت خطراً مباشراً على أمن أوروبا العسكري والاقتصادي.

استراتيجية أوروبا للأمن الاقتصادي

أطلقت المفوضية الأوروبية، 20 يونيو 2023، استراتيجية جديدة للأمن الاقتصادي، في ظل سياق من التوترات الجيوسياسية الدولية، أبرزها تداعيات الأزمة الأوكرانية على أوروبا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إن بروكسل ترغب في التأكد من أن عدداً معيّناً من التكنولوجيات الأوروبية لن تسهم في تعزيز القدرات العسكرية لبعض البلدان. وفي مواجهة ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية، تريد بروكسل المضي في نهج تجاه بكين يوازن بين المخاوف بشأن الاعتماد المفرط على الصين مع الحفاظ على العلاقات التجارية مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

جاء في وثيقة نُصّت في بروكسل أنّ المفوضية ترغب عبر الاستراتيجية الجديدة في معالجة المخاطرالأمنية التي تشكلها الاستثمارات الخارجية، وتعزيز ضوابط التصدير على السلع التي لها استخدامات مدنية وعسكرية. ومن بين التكنولوجيات التي تذكرها الوثيقة الحوسبة الحكومية، الذكاء الاصطناعي، الجيل السادس من الاتصالات، والتكنولوجيا الحيوية، الرقائق الدقيقة المتقدمة، والروبوتات.  ومن المرجح أن تمنع الاستراتيجية الشركات الأوروبية من إنتاج عدّة أنواع من التكنولوجيا في بلدان مثل الصين وروسيا.مكافحة الإرهاب ـ كيف أثرت حرب أوكرانيا على واقع الأمن والإرهاب الدولي؟

أهداف الاستراتيجية

تركز الاستراتيجية الأوروبية للأمن الاقتصادي على عدة محاور أبرزها تقليل المخاطر الناشئة عن بعض التدفقات الاقتصادية في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة والتحولات التكنولوجية المتسارعة، مع الحفاظ على أقصى مستويات الانفتاح والديناميكية الاقتصادية، وتحدد الاستراتيجية المقترحة إطاراً مشتركاً لتحقيق الأمن الاقتصادي من خلال تعزيز القاعدة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي وقدرته التنافسية. الحماية من المخاطر؛ والشراكة مع أوسع نطاق ممكن من البلدان لمعالجة الاهتمامات والمصالح المشتركة.

إن المبادئ الأساسية للتناسب والدقة ستوجه التدابير المتعلقة بالأمن الاقتصادي، كما تسعى الدول الأوروبية لإتباع نهج أكثر شمولاً لإدارة المخاطر إن المخاطر التي تفرضها بعض الروابط الاقتصادية تتطور بسرعة في البيئة الجيوسياسية والتكنولوجية الحالية وتندمج بشكل متزايد مع المخاوف الأمنية. ولهذا السبب، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعمل على تطوير نهج شامل في تحديد وتقييم وإدارة المخاطر التي تهدد أمنه الاقتصادي بشكل مشترك.ملف أزمة أوكرانيا ـ صدمة ثالثة لدول أوروبا واستنزاف لاقتصادياتها

وتقول أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، في 21 يونيو 2023: (لقد كان التكامل العالمي والاقتصادات المفتوحة بمثابة قوة من أجل الخير لأعمالنا، وقدرتنا التنافسية، واقتصادنا الأوروبي. وهذا لن يتغير في المستقبل. ولكن يتعين علينا أيضاً أن نكون واضحين بشأن عالم أصبح أكثر إثارة للجدل وجيوسياسياً. ولهذا السبب أصبح موضوع الأمن الاقتصادي أولوية بالنسبة لنا وللعديد من شركائنا. واليوم أصبحت أوروبا أول اقتصاد رئيسي يضع استراتيجية بشأن الأمن الاقتصادي. وسوف يضمن سيادة أوروبا وأمنها وازدهارها في السنوات القادمة.)

مخاطر تواجه الأمن الاقتصادي الأوروبي

تقترح الإستراتيجية منهجية لتقييم المخاطر، وينبغي أن تنفذها اللجنة والدول الأعضاء بالتعاون مع رئيس المفوضية، حيثما كان ذلك مناسبا، وبمساهمة من القطاع الخاص. وينبغي أن تكون عملية ديناميكية ومستمرة، وتقترح الإستراتيجية إجراء تقييم شامل للمخاطر التي يتعرض لها الأمن الاقتصادي في أربعة مجالات.

أولاً: المخاطر التي تهدد مرونة سلاسل التوريد، بما في ذلك أمن الطاقة.

ثانياً: المخاطر التي تهدد الأمن المادي والأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية.

ثالثاً: المخاطر المتعلقة بأمن التكنولوجيا وتسرب التكنولوجيا

رابعاً: مخاطر استخدام التبعيات الاقتصادية كسلاح أو الإكراه الاقتصادي.

آلية تجنب المخاطر

تحدد الإستراتيجية أيضًا كيفية التخفيف من المخاطر المحددة من خلال نهج ثلاثي المحاور، أي عن طريق:

تعزيز القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، من خلال تعزيز السوق الموحدة، ودعم اقتصاد قوي ومرن، والاستثمار في المهارات وتعزيز القاعدة البحثية والتكنولوجية والصناعية للاتحاد الأوروبي.

حماية الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من خلال مجموعة من السياسات والأدوات الحالية، والنظر في سياسات جديدة لمعالجة الثغرات المحتملة. ومن الممكن أن يتم هذا بطريقة متناسبة ودقيقة تعمل على الحد من أي تأثيرات سلبية غير مقصودة قد تمتد إلى الاقتصاد الأوروبي والعالمي.

الشراكة مع أوسع نطاق ممكن من الشركاء لتعزيز الأمن الاقتصادي، بما في ذلك من خلال تعزيز الاتفاقيات التجارية ووضع اللمسات النهائية عليها، وتعزيز الشراكات الأخرى، وتعزيز النظام الاقتصادي القائم على القواعد الدولية والمؤسسات المتعددة الأطراف، مثل منظمة التجارة العالمية، والاستثمار في التنمية المستدامة من خلال البوابة العالمية.أمن دولي ـ هل تؤدي الحرب الأوكرانية إلى تشكيل الصين وروسيا محوراً عسكرياً؟

خطوات نحو أمن اقتصادي لدول أوروبا

ناقش الاتحاد الأوروبي مع البرلمان الأوروبي تطوير إطار عمل مع الدول الأعضاء لتقييم المخاطر التي تؤثر على الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي في 29 و30 يونيو 2023 ؛ ويشمل ذلك وضع قائمة بالتكنولوجيات ذات الأهمية الحاسمة للأمن الاقتصادي وتقييم مخاطرها بهدف وضع تدابير التخفيف المناسبة، كما ناقشا الانخراط في حوار منظم مع القطاع الخاص لتطوير فهم جماعي للأمن الاقتصادي وتشجيعهم على بذل العناية الواجبة وإدارة المخاطر في ضوء مخاوف الأمن الاقتصادي؛ ومواصلة دعم السيادة التكنولوجية للاتحاد الأوروبي ومرونة سلاسل القيمة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك من خلال تطوير التقنيات الحيوية من خلال منصة التقنيات الاستراتيجية لأوروبا (STEP).

وتم مراجعة لائحة فحص الاستثمار الأجنبي المباشر، واستكشاف الخيارات لضمان الدعم الموجه الكافي للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيات ذات الاستخدام المزدوج، فضلاً عن التنفيذ الكامل للوائح مراقبة الصادرات الخاصة بالاتحاد الأوروبي بشأن المواد ذات الاستخدام المزدوج وتقديم اقتراح لضمان فعاليتها وكفاءتها، وجرت دراسة المخاطر الأمنية التي يمكن أن تنجم عن الاستثمارات الخارجية، مع الدول الأعضاء، وعلى هذا الأساس اقتراح مبادرة بحلول نهاية العام 2023؛ اقتراح تدابير لتحسين أمن البحث لضمان التنفيذ المنهجي والصارم للأدوات الحالية وتحديد ومعالجة أي ثغرات متبقية؛ استكشاف الاستخدام المستهدف لأدوات السياسة الخارجية والأمنية المشتركة (CFSP) لتعزيز الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي بما في ذلك أدوات الدبلوماسية الهجينة والسيبرانية وأدوات التلاعب بالمعلومات الأجنبية والتدخل (FIMI).

إصدار الاتحاد الأوروبي التعليمات إلى  جهاز التحليل الاستخباري (SIAC للعمل بشكل خاص على اكتشاف التهديدات المحتملة للأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي؛ ضمان دمج حماية وتعزيز الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي بشكل كامل في العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي وتكثيف التعاون مع دول ثالثة بشأن قضايا الأمن الاقتصادي.

بموازاة كل ذلك، دعا رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، ألمانيا يوم 21 يونيو 2023 إلى تعزيز التعاون مع بكين لدعم النمو مع افتقار التعافي الاقتصادي العالمي إلى الزخم، وقال لي في مؤتمر صحافي في برلين “يفتقر التعافي الاقتصادي العالمي إلى ديناميكية النمو. وينبغي على الصين وألمانيا، كبلدين كبيرين ومؤثرين، العمل بشكل وثيق معاً من أجل السلام والتنمية العالميين”، ومن جانبه قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن ألمانيا تسعى إلى بناء علاقات تجارية “متوازنة” مع دول آسيوية وألا تحصر نفسها مع شريك واحد.

**

3- الاتحاد الأوروبي ـ استراتيجية مكافحة الإرهاب

دفعت التحولات الجيوسياسة والأمنية في قارة أوروبا نتيجة الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى تصاعد التهديدات الإرهابية دل الاتحاد لتعزيز استراتيجيات مكافحة الإرهاب والتطرف، في إطار تعاون وتنسيق واسع على المستوى الأمني والاستخباراتي بين دول الاتحاد، اعتماداً على آليات جديدة تستهدف التقنيات الحديثة للإرهاب عبر الإنترنت والتطرف العابر للحدود.

استجابة للطبيعة المتطورة للتهديدات الإرهابية في أوروبا، اعتمد مجلس أوروبا، في 8 فبراير2023 استراتيجية لمكافحة الإرهاب للفترة 2023-2027 توفر أدوات جديدة واستجابات ملموسة للتحديات المستمرة والناشئة التي تواجهها سلطات الدولة.

وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في أوروبا وخارجها من خلال معالجة ليس فقط مظاهر الإرهاب، ولكن أيضًا أسبابه الجذرية ودوافعه في المشهد الجيوسياسي الحالي. ويهدف إلى معالجة التهديد المتزايد الناجم عن التطرف العنيف في أوروبا، والزيادة في إساءة استخدام التقنيات الجديدة لإرسال الرسائل والتجنيد والتدريب، والتفاعل بين أعمال الإرهاب وانتهاكات قواعد الصراع المسلح (جرائم الحرب) التي لوحظت مؤخرًا في أوروبا. في سياق العدوان الروسي على أوكرانيا.

كما تعكس الاستراتيجية أيضًا فهم أنه على الرغم من أن التهديدات الإرهابية المستوحاة من تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة قد تضاءلت في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك حاجة إلى إيجاد وسائل فعالة وشاملة لمنع ظهورها مرة أخرى.

طبيعة الإرهاب في أوروبا 2023

أعلنت السلطات في ألمانيا وهولندا، 6 يوليو 2023، أن تسعة أشخاص من آسيا الوسطى اعتقلوا فيما يتعلق بخطط مزعومة لشن هجمات في ألمانيا تماشيا مع أيديولوجية تنظيم “داعش”، وقال ممثلو ادعاء فيدراليون ألمان إن سبعة رجال اعتقلوا في ألمانيا متهمون بتأسيس جماعة متشددة ودعم تنظيم “داعش”، وأن جميعهم كانوا يعرفون بعضهم البعض لفترة طويلة ولديهم آراء إسلامية متطرفة، وأضافوا أن أعضاء الجماعة عاينوا أهدافا محتملة في ألمانيا وحاولوا شراء أسلحة، لكن “لم تكن هناك خطة ملموسة لشن هجوم وقت الاعتقال اليوم”، وأشاروا إلى أن جميع المعتقلين في ألمانيا، باستثناء واحد، كانوا يجمعون الأموال لتنظيم “داعش” منذ أبريل 2022 وتحويلها إلى التنظيم.

قالت النيابة العامة في هولندا، إن رجلاً طاجيكيا يبلغ من العمر 29 عاما وزوجته القرغيزية البالغة من العمر 31 عاماً، يعيشان في البلاد منذ العام الماضي 2022، اعتقلا للاشتباه في ارتكابهما أعمالا تحضيرية لهجمات، كما يشتبه في انتماء الرجل لتنظيم “داعش”، وقالت النيابة في بيان إن الشرطة تشتبه في أن الرجل “تلقى أمرا بالتخطيط لهجوم إرهابي”. وأضافت أن الخطط كانت خطيرة بما يكفي لكي يتدخل ممثلو الادعاء، رغم أنها “لم تكن بعد ملموسة”.مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ مجموعة مكافحة الإرهاب (CTG)

مكافحة الإرهاب أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي؟

في أعقاب سلسلة من الهجمات منذ عام 2015، اعتمد الاتحاد الأوروبي تدابير مختلفة لوقف الإرهاب، ورغم أن التطرف ليس ظاهرة جديدة، ولكنه أصبح يشكل تهديداً أكثر خطورة في السنوات الأخيرة، وقد سهلت تكنولوجيات الاتصال عبر الإنترنت على الإرهابيين التواصل عبر الحدود وضخمت الدعاية الإرهابية وانتشار التطرف، لذلك اعتمد الاتحاد الأوروبي في أبريل 2021 لائحة بشأن معالجة نشر المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت.

وعلى الرغم من أن مسؤولية مكافحة الجريمة والحفاظ على الأمن تقع في المقام الأول على عاتق الدول الأعضاء، فقد أظهرت الهجمات الإرهابية التي وقعت في السنوات الأخيرة أن هذه مسؤولية مشتركة أيضاً يجب أن يتم التنسيق والتعاون فيها بشكل أكبر بين الدول الأعضاء خاصة على المستوى الأمني والاستخباراتي . يساهم الاتحاد الأوروبي في حماية مواطنيه من خلال العمل كمنتدى رئيسي للتعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء.

أزمة المقاتلين الأجانب

تشير التقديرات إلى أن ما بين 4000 إلى 5000 من مواطني الاتحاد الأوروبي قد سافروا أو حاولوا السفر إلى مناطق النزاع – خاصة في العراق وسوريا – منذ عام 2011 للانضمام إلى الجماعات الإرهابية مثل داعش. وقد عاد 30% منهم بالفعل إلى بلدانهم الأصلية. ظلت قضية المقاتلين الأجانب على رأس جدول الأعمال السياسي للاتحاد الأوروبي لسنوات عديدة، وفي مارس 2017، اعتمد الاتحاد الأوروبي توجيهًا بشأن مكافحة الإرهاب. وتعزز القواعد الجديدة الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي لمنع الهجمات الإرهابية ومعالجة ظاهرة المقاتلين الأجانب. ويجرم التوجيه أفعالاً مثل: القيام بالتدريب أو السفر لأغراض إرهابية، تنظيم أو تسهيل مثل هذا السفر، توفير أو جمع الأموال المتعلقة بالجماعات  المتطرفة.مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ عودة المقاتلين الأجانب

استراتيجية بريطانية لمكافحة الإرهاب

كشفت الحكومة البريطانية  في 18 يوليو 2023،  عن تحديث لاستراتيجية مكافحة الإرهاب المعروفة باسم “كونتست”، وهي تُعَد الوثيقة الأولى من نوعها منذ خمس سنوات. وقد أوضحت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، في تصريحات لها، أن “التهديد الإرهابي لبريطانيا يتزايد؛ حيث أصبح المهاجمون غير متوقعين بشكل متزايد، ويصعب اكتشافهم”، مشيرةً إلى أن التهديدات أصبحت أكثر تنوعاً وديناميكيةً وتعقيداً، وهو ما دفع بلادها إلى وضع تحديث شامل لاستراتيجيتها الخاصة بالتصدي للإرهاب، التي ركزت فيها على إرهاب الجماعات الإسلامية، باعتباره التهديد المحلي الرئيسي للمملكة المتحدة؛ إذ شكل نحو ثلثي الهجمات في عام 2018، فضلاً عن تشتت وانتشار أعضاء تنظيمَي (داعش) و(القاعدة)، في الوقت الذي تحاول فيه الجهات الفاعلة الدولية المعادية للندن الاستفادة من الأنشطة الإرهابية لتحقيق أهداف خاصة لها بالمملكة.

تستند الاستراتيجية إلى عدد من الأطر والتوجهات الرئيسية لدى المملكة المتحدة بشأن العمليات الإرهابية وكيفية التصدي لها، منها،  التخوف من تهديدات الجماعات الإرهابية الإسلامية، تأكيد الطابع المزدوج للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، استدعاء دور أفراد المجتمع في مواجهة الإرهاب، تطوير آليات مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، تعزيز الشراكة مع الحلفاء الدوليين، تفعيل دور القطاع الخاص، تعزيز الأمن الوقائي.مكافحة الإرهاب ـ بريطانيا وبلجيكا، استراتيجيات وتدابير

الشراكات الدولية للاتحاد الأوروبي

يشكل التعاون المتعدد الأطراف جوهر التوجه الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستفادة القصوى من آليات مواجهة الإرهاب. ولتحقيق هذه الغاية، يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، ومع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNOCT). والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب(المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة) على وجه الخصوص، كما يعمل الاتحاد الأوروبي أيضًا مع أكثر من 40 كيانًا تابعًا للأمم المتحدة والتي تشكل ميثاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب.

يشارك الاتحاد الأوروبي في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF)  منذ سبتمبر 2022 بصفته جهة مانحة وعضواٍ في مجالس إدارتها، يساهم الاتحاد الأوروبي أيضاً في عمل ثلاث مؤسسات مرتبطة بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والمعهد الدولي للعدالة (IIJ) والصندوق العالمي لإشراك المجتمع وقدرته على الصمود (GCERF)، والاتحاد الأوروبي هو أيضاً شريك غير عسكري للتحالف العالمي ضد داعش ويتعاون بنشاط مع حلف شمال الأطلسي والانتربول، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF).

استراتيجية أوروبا لمكافحة الإرهاب في إفريقيا

مدد مجلس الاتحاد الأوروبي تفويض العملية الأمنية في أفريقيا في ديسمبر 2020. وساعدت عملية “أتالانتا” أيضًا في إنفاذ حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الصومال وكذلك مكافحة الاتجار بالمخدرات غير المشروعة. ويبقى التركيز الرئيسي على توفير الحماية للسفن التي تحمل شحنات لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ودعم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال “أميسوم. ” ويشمل ذلك حماية الشحن الدولي قبالة سواحل الصومال ومكافحة القرصنة.

ويكتسب القرن الإفريقي أهمية خاصة لدى أوروبا لأن هناك حوالي 40٪ من ممرات الشحن العالمية و 25٪ من الإمدادات البحرية للاتحاد الأوروبي تمر عبر خليج عدن. على الرغم من أن القرصنة قد تم تحديدها إلى حد كبير من خلال الجهود الدولية، وقبل كل شيء عملية الاتحاد الأوروبي “أتالانتا”ATLANTA ، إلا أنها لا تزال تشكل تهديدًا أساسيًا للأمن البحري بما في ذلك الاتجار غير المشروع والتجارة غير المشروعة. لا يزال الوضع الأمني متقلبًا ، مع استمرار نشاط الجماعتين الإرهابيتين، حركة الشباب وداعش.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ بات من المؤكد أن الحرب في أوكرانيا سوف تطول لسنوات وربما سوف يتم تصعيدها بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة، وعلى أغلب التقديرات سيكون التصعيد من قبل موسكو.

ـ لم يعد خيار استخدام السلاح النووي من جانب روسيا أمراً مستبعداً في ضوء التصعيد المحتمل وزيادة حالة التشاحن بين المعسكرين الغربي والروسي، خاصة مع التدفق الكبير للمساعدات العسكرية الغربية على كييف ورغبة موسكو في حسم الصراع قريباً.

ـ لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية قد أرهقت دول القارة الأوروبية سياسياً واقتصادياً وتركت الكثير من التداعيات السلبية وربما الخطيرة لدى دول الاتحاد الأوروبي لن يكون من السهل تجاوزها سريعاً.

ـ أوروبا اليوم مضطرة لتحول جذري في سياستها الدفاعية والأمنية، فهي من ناحية تبحث سبل الاستقلال عن الناتو وتدشين قوة دفاعية موحدة، ومن ناحية أخرى تركز على معركتها مع موسكو وتستشعر الخطر بشكل جاد، وتبدو غير قادرة على إدارة معركتها بمعزل عن الناتو.

ـ إن أوروبا تستشعر مخاطر استمرار حرب أوكرانيا، لكن في نفس الوقت مازالت تراهن على عدم كسب موسكو للحرب، وهذا يعود ربما إلى اسباب تاريخية تراكمية تعود إلى الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وما قبلها، وممكن أن تكون نتيجة “ثقافة أوروبية” “روسيافوبيا”، هناك الكثير من وسائل الإعلام تروج إلى فكرة “تهديدات روسيا المحتملة”، لذا تعتبر أوروبا أن حرب أوكرانيا هي حربها، لكن هذا المفهوم، يصعد الحرب.

ـ تبقى روسيا شريك أمن دولي فاعل، ولا ينبغي على الناتو ولا الولايات المتحدة ولا أوروبا، استبعاده أو اعتباره خصم، لأن ذلك لا يخدم الأمن الدولي والأستقرار .

ـ إن مطاولة الحرب من شأنه ان يخلق مشاكل أقتصادية وأمنية لدول أوروبا، وهذا يعني إن مطاولة الحرب يعني حصول انشقاقات جديدة داخل دول الناتو الداعمة لأوكرانيا.

ـ إن مطاولة الحرب لا يصب بصالح الحكومات في دول أوروبا، هناك معارضة قوية، ومن المرجح جداً ان تخسر الكثير من الأحزاب الحالية شعبيتها أمام أحزاب اليمين والأحزاب المحافظة.

ـ لا تزال هناك احتمالات تتعلق باحتمال الوساطة الدولية لفرض السلام بين موسكو وكييف خاصة في ضوء دعوة بكين الصديقة الأقرب للأولى للوساطة من خلال المجلس الأوروبي. تبقى تركيا هي الطرف المرشح دوماً لأي فرصة سلام أو وساطة مابين موسكو وكييف، بسبب ما تتمتع بها من علاقات جيوسياسية مع اطراف الصراع.

**

ـ يعكس حديث مقوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بوريل، والذي يتضمن التحدث بقوة، في يريد ان يكون هناك دور قوي وفاعل للاتحاد الأوروبي في النزاعات والصراعات الدولية، وهذا يدفع الاتحاد الأوروبي للأنخراط في النزاعات الدولية مستقبلا، وكأنه توجه جديد.

ـ لم تعد دول أوروبا اليوم في مأمن خلال حرب أوكرانيا وتوسع مناطق التوتر خاصة في بحر البلطيق والبلقان وكذلك عند الحدود ألوروبية الداخلية، رغم حرص الناتو بتوفير الأمن ضد اي تهديدات محتملة من روسيا.

ـ تبقى الصين، مخرج لأزمات اقتصاد أوروبا، خاصة لو تحدثنا عن ألمانيا وفرنسا، رغم الأختلافات الجيوسياسية.

ـ يواجه الاتحاد الأوروبي سياسات تنافسية لاتخدم اقتصاد التكتل، تمثلت هذه السياسيات في التدابير والإجراءات الأمريكية في علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة والتي تتحدث دوما عن سياسات الحماية التجارية.

ـ سلطت التوترات الجيوسياسية المتزايدة والمنافسة الجيواستراتيجية والجيواقتصادية بين الغرب وروسيا، فضلاً عن الصدمات مثل جائحة فيروس كورونا والأزمة الأوكرانية ، الضوء على المخاطر الكامنة في بعض التبعيات الاقتصادية ونبهت الاتحاد الأوروبي لضرورة التحرك والعمل من أجل تحقيق استقلال في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد كذلك.

ـ تمثل الاستراتيجية الشاملة، إضافة إلى العمل المشترك عبر السياسات الداخلية والخارجية ومجموعة متماسكة من التدابير على مستوى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ضرورة مُلحة للاتحاد الأوروبي لتقييم المخاطر وإدارتها مع الحفاظ في الوقت نفسه على انفتاحه على السياسات الاقتصادية والشراكات الإقليمية والدولية.

ـ في ضوء التشاحن المستمر بين الولايات المتحدة والصين، تخشى دول الاتحاد الأوروبي أن تتكرر أخطاء التعامل مع موسكو خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، لذلك تسعى أوروبا للاستقلال بشراكتها الاقتصادية، والسير نحو تفاهمات مشتركة بالرغم من التباين الواضح فيما بينها.

**

أفرزت الأزمة الأوكرانية تحديات مستمرة ومتصاعدة لدول الاتحاد الأوروبي لعل أبرزها المخاطر الأمنية وما يتعلق بالتأثير على زيادة التهديدات الإرهابية في دول أوروبا.

تسعى الدول الأوروبية لتعزيز استراتيجياتها بشكل مستمر من أجل تحقيق أعلى مستوى من المواجهة مع تنظيمات الإرهاب في الداخل والخارج، كما تسعى لتنسيق جهودها وتبادل المعلومات والخبرات فيما بينها لمحاصرة نشاط التنظيمات الإرهابية.

الإجراءات المتخذة حتى الآن لم تنجح تماما بوضع نهاية إلى التنظيمات المتطرفة التي تستفيد من التطورات التقنية الافتراضية للتخفي والتواصل فيما بينها مخترقة بذلك حدود الدول وإجراءاتها الأمنية، لذلك تبدو دول أوروبا في حاجة مستمرة لتعزيز سبل المواجهة.

أوروبا بحاجة جادة لمعالجة ملف المقاتلين الأجانب وعوائل تنظيم داعش الأوروبيين في المخيمات، ولا ينبغي أن تستمر السياسات الأوروبية بالتجاهل مستقبلًا.

**

رابط مختصر.https://www.europarabct.com/?p=91181

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Fragile unity: Why Europeans are coming together on Ukraine (and what might drive them apart)
https://bitly.ws/VcnI

Europe and the war in Ukraine
https://bitly.ws/Vczp

What We Learned From Recent Calls for a Russian Nuclear Attack
https://bitly.ws/Veye

مسؤولة أممية: احتمالات التسوية السلمية لحرب أوكرانيا ضعيفة في ظل التصعيد
https://bitly.ws/Veyx

A Strategic Compass to strengthen the security and defence of the European Union by 2030
https://bitly.ws/Vez2

**

An EU approach to enhance economic security *

https://bitly.ws/VrAt

ماذا نعرف عن استراتيجية الأمن الاقتصادي التي أعلنتها المفوضية الأوروبية؟

https://bitly.ws/VrAR

Global Gateway

https://bitly.ws/VrBg

ON “EUROPEAN ECONOMIC SECURITY STRATEGY”

https://bitly.ws/VrBK

**

The EU’s response to terrorism

https://bitly.ws/Vr5G

Council of Europe adopts new counter-terrorism strategy for 2023-2027

https://bitly.ws/Vr7S

WHAT WE DO: POLICIES AND ACTIONS

https://bitly.ws/Vre2

EU-UN Global Terrorism Threats Facility

https://bitly.ws/Vrtn

مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ أهمية التعاون الأمني

https://bitly.ws/Vrtx

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...