الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ حرب غزة وانعكاسات اليمين المتطرف في إسرائيل (ملف)

نوفمبر 03, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات 

pdfتصفح الملف نسخة pdf   ملف أمن دولي ـ حرب غزة وانعكاسات اليمين المتطرف في إسرائيل

يستعرض الملف تقدير موقف حول الصراع المحتدم منذ 7 أكتوبر 2023، ما بين إسرائيل وحماس وحسابات الربح والخسارة للعملية البرية التي بدأتها إسرائيل داخل قطاع غزة في 28 أكتوبر 2023، ويركز على جهود المساندة والدعم من الدول العربية إلى الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يناقش طبيعة السياسات داخل إسرائيل حول الأزمة والمستقبل السياسي لليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو.

1-أمن دولي ـ العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.. الربح والخسارة

بدأت إسرائيل، مساء  يوم 27 أكتوبر 2023، عملية برية محدودة داخل قطاع غزة، بعد تحذيرات أمريكية من توغل بري شامل دون أهداف محددة داخل القطاع، فيما يستمر التصعيد لأسبوعه الثالث بين إسرائيل وحماس، وتبدو السيناريوهات المتوقعة للأزمة كلها “قاتمة”، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن الهدف من الهجوم البري هو “تفكيك” البنية التحتية لحماس وتدميرها بالكامل، كذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً يوم 28 أكتوبر 2023 أن الحرب ستكون “طويلة وصعبة”.

لماذا تصر إسرائيل على تنفيذ الاجتياح البري؟

‎وجهت عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023، ضربة غير مسبوقة لإسرائيل، من حيث الخسائر البشرية وتأثيرها على المؤسسة العسكرية والاستخباراتية والنفسية والردع في البلاد، ومقابل الضربة التي تلقتها، وضعت إسرائيل لنفسها هدفاً يتمثل في القضاء على حركة حماس، وهذا الهدف أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وأغلبية المسؤولين الإسرائيليين، لذلك فإن أي وقف لإطلاق النار دون تحقيق القضاء التام على حماس يعني خسارة إسرائيلية خالصة.

وبينما قتل الجيش الإسرائيلي نحو 8000 مدنياً فلسطينياً وألحق أضراراً جسيمة بالمساكن والبنية التحتية خلال هجومه الجوي على قطاع غزة، على مدار ثلاثة أسابيع، فإنه لم يستعيد الردع الذي كان يتمتع به قبل 7 أكتوبر، كما أنه غير قادر على الظهور منتصرا، حتى الآن، أيضاً لم تتمكن إسرائيل من إلحاق ضرر جسيم بالبنية التحتية لحماس، وبالتالي فإن أي وقف لإطلاق النار اليوم يعني أن تل أبيب قد استوعبت علناً الخسائر التي تكبدتها في عملية طوفان الأقصى: ما لا يقل عن 1400 قتيل إسرائيلي، وتدمير فرقة جيشها في غزة، و250 أسيراً يحتجزهم عدوها داخل غزة. ومن شأن هذه الأمور مجتمعة أن توجه ضربة قوية لقدرة الردع الإسرائيلية.أمن دولي ـ السيناريوهات المتوقعة لهجوم إسرائيل على غزة

وتعتقد إسرائيل أنها تحتاج إلى حرب برية لاستعادة قدرتها على الردع، ليس فقط في مواجهة فصائل المقاومة في غزة، بل وأيضاً في مواجهة خصومها في لبنان، وإيران، وبقية المنطقة، كذلك لا يمكن لإسرائيل أن تخرج من هذه المعركة دون خوض حرب برية. وقال المتحدث باسم جيشها، جوناثان كونريكوس في 13 أكتوبر 2023، إن حرباً برية ستحدث ما لم تلتزم حماس بشرطين: الاستسلام دون شروط، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. وترفض “المقاومة “الفلسطينية هذه الشروط جملة وتفصيلاً.

مرحلة ثانية للحرب: توغل بري محدود

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء  يوم 28 أكتوبر 2023، إن القوات الإسرائيلية دخلت قطاع غزة يوم27 أكتوبر لبدء “المرحلة الثانية من الحرب”، رغم أنه لم يصف هذه الخطوة بأنها غزو، وقال مسؤولون عسكريون في وقت سابق يوم السبت إن القوات الإسرائيلية توغلت في الجزء الشمالي من القطاع وبقيت هناك مستمرة.

ويتوافق قرار إسرائيل الواضح بوقف غزو واسع النطاق لقطاع غزة والقيام بدلاً من ذلك بإجراء المزيد من التوغلات البرية المحدودة، على الأقل في البداية، مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين حسبما قال مسؤولون أمريكيون حيث حذر مسؤولو إدارة بايدن من أنه من الصعب معرفة ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف، خاصة أن التوغلات التي تقوم بها القوات البرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن أصغر حجما وأكثر تركيزاً مما وصفه المسؤولون العكريون الإسرائيليون في البداية.أمن دولي ـ القوة الأمريكية والدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر

والواقع أن خطط الغزو الإسرائيلي الأولية أثارت انزعاج المسؤولين الأميركيين، الذين أعربوا عن قلقهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق وأن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً بعد لشن غزو بري، وفي محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، شدد السيد أوستن على الحاجة إلى دراسة متأنية لكيفية قيام القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكة معقدة من الأنفاق تحت مناطق مكتظة بالسكان. وقال مسؤول أمريكي، تحدث لـ”واشنطن بوسن” إن الإسرائيليين قاموا بتحسين خطتهم وتغيرها بعد جهود منسقة بذلها السيد أوستن ومسؤولون آخرون، ومع ذلك، أصر مسؤولو إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل بما يجب عليها فعله وما زالت تدعم الغزو البري.

لكن مسؤولين حاليين وسابقين في البنتاغون، بالإضافة إلى قادة أمريكيين سابقين نفذوا عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، قالوا يوم28 أكتوبر 2023 إن إسرائيل تنفذ على ما يبدو عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع أصغر إلى داخل غزة لتحديد مواقع مقاتلي حماس والاشتباك معهم والتعرف على هوياتهم، ونقاط الضعف لديهم، وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون وضابط متقاعد في وكالة المخابرات المركزية: “بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والفجوات، فإنها تستعين بالقوة ا لهجومية الرئيسية”، وقال فريدريك بي. هودجز، وهو جنرال متقاعد بالجيش برتبة ثلاث نجوم خدم في العراق، إن هذا التكتيك يبدو أيضًا وسيلة للقوات الإسرائيلية “لتقليل أو الحد من الخسائر البشرية وكذلك الأضرار الجانبية” للمباني.

سيناريوهات العملية البرية ضد غزة

تبدو السيناريوهات المتوقعة لنهاية الصراع في قطاع غزة ضبابية منذ اليوم الأول من الأزمة، وذلك ما عبر عنه مسؤولون أمريكيون مراراً، حيث تتحرك إسرائيل في ضوء الرد على عملية طوفان الأقصى فيما لا تبدو لديها خطة لما ستؤول إليه الأموة في المستقبل القريب أو البعيد، لكن تقديرات الخبراء تضع (6) سيناريوهات ربما لن تخرجهم عنهم نتائج الحرب بعد بدء العملية البرية ضد قطاع غزة يوم  27 أكتوبر 2023.أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

السيناريو الأول: تدمير حماس، حيث يعتمد هذه السيناريو إلى قيام القوات الإسرائيلية بتوغل محدود زمنياً، داخ القطاع يُقتل فيه جميع أعضاء حماس تقريباً، يليه انسحاب القوات الإسرائيلية بسرعة نسبياً، والانتصار على حماس عسكرياً يعني قتل أو أسر كل ما يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألفاً من أعضاء الحركة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، مثل مواقع إطلاق الصواريخ، كما سيتطلب الأمر أيضاً القضاء على وحدة كوماندوز النخبة، وقتل أو أسر القيادة السياسية للحركة بالكامل، رغم أن الزعيم السياسي لحماس يقيم في الخارج.

السيناريو الثاني: تقسيم غزة إلى نصفين بين شمال محتل وجنوب فلسطيني، وفي هذه الحالة ستمدد إسرائيل احتلاله العسكري المستمر منذ عقود من الضفة الغربية إلى غزة، وربما يستمر مثل هذا الاحتلال لسنوات أو ربما لعقود، وليس لأشهر.

السيناريو الثالث: الاحتلال الكامل، وقد يكون هذا خيار متاح في ضوء احتدام الصراع، مع فرض قيود عسكرية على الحركة واحتمال إعادة إقامة المستوطنات اليهودية، يمكن أن نؤشر على ذلك بقرار إسرائيل مطالبة حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالفرار من الشمال إلى الجنوب، وقد يؤدي ذلك إلى نزوحهم داخلياً إلى منطقة تشترك في نقطة تفتيش حدودية مع مصر، مثل معبر رفح الذي سيتمكنون من الفرار عبره إذا فتحته السلطات المصرية.

السيناريو الرابع: هو فشل الهجوم وهو التوقع الكثر رعباً لإسرائيل فشل الهجوم فإذ تعثر الهجوم مع ارتفاع عدد القتلى العسكريين والمدنيين سيؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف داخل إسرائيل وخارجها، وهذا قد يعني إجبار تل أبيب على تبادل الأسرى، وإذا تعثر الهجوم وبدأت أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية في العودة إلى عائلاتهم في أكياس الجثث، فقد يضطر نتنياهو إلى الخضوع للضغوط للحد من نطاق الهجوم البري، أو إلغائه، ثم الالتزام الكامل بمفاوضات الرهائن.

السيناريو الخامس: الحرب الإقليمية، وما يعزز هذا التوقع هو انخراط أطراف دولية في الصراع بشكل كبير ربما في مقدمتها أذرع إيران بالمنطقة والتصعيد المستمر في مواجهة إسرائيل، فقد هددت إيران وحزب الله بالانضمام إلى الحرب إذا حدث غزو بري، ما سيخلق خطر ما يسميه الإسرائيليون بالحرب “متعددة الجبهات”، وهو الحدث الذي ظلوا يحذرون منه لسنوات.

السيناريو السادس: صراع عالمي وهو السيناريو الأكثر رعباً وتطرفاً هو اندلاع حرب عالمية، ففي حال دخلت إيران الحرب، سيجبر ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الدفاع عن إسرائيل عسكرياً ومهاجمة خصومها في الخارج، وإذا انضم حزب الله وإيران إلى الحرب، فستواجه الولايات المتحدة ضغوطاً هائلة لشن ضربات مباشرة على كلا الكيانين، وهذا بدوره يخلق خطر نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. ومن المرجح أن يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني بهجمات إسرائيلية وأميركية مشتركة، وهو ما من شأنه أن يكسر أقوى أدواتها في ممارسة الضغوط على الغرب.

**

2-أمن دولي ـ دور دولة الإمارات العربية بدعم الشعب الفلسطيني في حرب غزة

لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في دعم الحل السلمي بقطاع غزة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والحراك الدبلوماسي الكبير منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر 2023، بهدف تحشيد الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل يضمن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر للأسبوع الثالث، كذلك تواصل الإمارات حراكاً قوياً وفاعلاً وجهوداً حثيثة في أروقة مجلس الأمن الدولي وخارجه، من أجل حشد الجهود الدولية لبحث سبل وقف التصعيد في غزة، فيما أجرت عشرات الاتصالات واللقاءات المهمة وقمة مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في إطار حراك دبلوماسي وإنساني نشط ومتواصل.

ودعت دولة الإمارات  28 أكتوبر 2023، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بأسرع وقت ممكن بعدما أعلنت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها العسكرية في غزة، كما أدانت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة وعبرت عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار، وجاء في بيان للوزارة بموقعها الإلكتروني أنها تشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وأكدت الإمارات، أهمية “أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الانساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع”.

قمة القاهرة ما أهميتها ودلالاتها؟

استضافت القاهرة  قمة القاهرة للسلام  يوم 21 أكتوبر 2023، في توقيت غاية في الأهمية بالنسبة للأزمة المحتدمة، وذلك بمشاركة عربية ودولية واسعة، ممثلين عن 31 دولة كان بينها دولة الإمارات العربية المتحدة التي مثلها الرئيس سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أكد حرص بلاده على العمل إلى جانب الأشقاء لإيجاد حل عاجل للأزمة، وقال عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: “شاركت اليوم في قمة القاهرة للسلام. في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل”.أمن دولي ـ العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.. الربح والخسارة

اختتمت “قمة القاهرة للسلام” وسط دعوات من المشاركين فيها إلى وقف التصعيد بين إسرائيل وحماس ومنع تحوله إلى حرب إقليمية وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن بدون إصدار بيان ختامي، فيما أصدر وزراء خارجية كل من مصر والإمارات والأردن والسعودية وعمان وقطر والكويت والمغرب، بيانا، في أعقاب “قمة القاهرة للسلام” التي عقدت في القاهرة يوم 21 أكتوبر تضمن إدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم، وجميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل أي طرف، بما في ذلك استهداف البنية التحتية والمُنشآت المدنية، وإدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي، وتأكيد الرفض في هذا السياق لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه بأي صورة من الصور باعتباره انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الانساني وبمثابة جريمة حرب.

حراك دبلوماسي

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 28 أكتوبر 2023 إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بأسرع وقت ممكن بعدما أعلنت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها العسكرية في غزة، وأكدت أن الأولوية هي لإنهاء عمليات التصعيد العسكري وتأمين فتح ممرات إنسانية والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل آمن وعاجل ومستدام، وقال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي إن الإمارات تقوم بدور مشرف نيابة عن الدول العربية بالكامل، عبر تمثيلها في مجلس الأمن، حيث تعمل على إحلال السلام، خصوصاً فيما يتعلق بحماية المدنيين جراء الحرب في غزة.

ومع اندلاع الأزمة في قطاع غزة دارت عجلة الدبلوماسية الإماراتية بتوجيهات ملهمة وقيادة حكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بوتيرة سريعة لبحث سبل وقف التصعيد في غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل. وفي إطار السعي لتحقيق هذه الأهداف، أجرت الإمارات عشرات الاتصالات واللقاءات مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، في إطار حراك دبلوماسي وإنساني نشط ومتواصل على مدار الساعة، فلا يكاد يمر يوم دون أن يجري صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مباحثات واتصالات مع قادة دول العالم، فيما يجري سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، اتصالات ولقاءات مع نظرائه حول دول العالم وعدد من المسؤولين.أمن دولي ـ أهمية الخليج العربي والبحر الأحمر خلال الحروب والأزمات (ملف)

واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يوم 26 أكتوبر 2023 جرانت شابس وزير الدفاع في المملكة المتحدة، وبحثا خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ في أبوظبي، مختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في المجالات والشؤون الدفاعية في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، كما تناول اللقاء، جهود خفض التصعيد العسكري الخطير الذي يشهده قطاع غزة والذي يهدد باتساع دائرة العنف وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويقوض فرص وجهود تحقيق السلام.

واستقبل وزير الخارجية الإماراتي  الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، يوم 28 أكتوبر 2023، حاجة لحبيب وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الاتحادية في مملكة بلجيكا، وبحث خلال اللقاء، الذي عقد في أبوظبي، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسبل إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد، وحماية أرواح المدنيين كافة، كما بحثا الآليات اللازمة لضمان استدامة إيصال المساعدات الإغاثية والطبية للمدنيين، في إطار المساعي المبذولة لتعزيز الاستجابة الإنسانية لاحتياجاتهم.

دعم إنساني

منذ اليوم الأول للأزمة بذلت الإمارات جهود قصوى لتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني لقطاع غزة، وفي أسبوعها الثالث شهدت الحملة الإماراتية “تراحم من أجل غزة” مشاركة (5000) متطوع في فعاليات نظمت في “الاتحاد أرينا” في أبوظبي بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفي “فسيتفال أرينا” في دبي بالتعاون مع دبي العطاء، وفي مركز “البيت متوحد” في الشارقة بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة القلب الكبير. وقام المتطوعون بتجهيز 20000 حزمة إغاثية تزن (450) طناً من المواد والمستلزمات الإغاثية.أمن دولي ـ عوامل توسع رقعة الحروب وانعكاساتها على أمن الخليج العربي

وتشرف على الحملة وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، بالإضافة إلى منصات التطوع الوطنية، وعملت الحملة منذ انطلاقها على جمع 1250 طناً من مواد الإغاثة الغذائية والصحية والطبية وتجهيز 58000 حزمة إغاثية تنوعت بين حزم الأطفال والأمهات والحزم الغذائية، وتستمر المؤسسات الخيرية والإنسانية المعتمدة في الإمارات في استقبال التبرعات العينية والمالية ضمن الحملة، كما يمكن للراغبين بالتطوع التسجيل للمشاركة فيها عبر المنصات التطوعية الرسمية.

وأكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في “قمة القاهرة للسلام” أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.

                                      **

3 ـ أمن دولي ـ انعكاسات اليمين المتطرف في إسرائيل على السلام في الشرق الأوسط

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات وهجوم واسع داخل إسرائيل منذ هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، فيما تتهمه دوائر سياسية عديدة في الداخل بالفشل الأمني والسياسي، وتطالب بإقالة حكومته على خلفية الأزمة، والاعتراف بالفشل والخطأ في السياسات خاصة ما يتعلق بتوسيع المستوطنات بشكل لا يتناسب مع الاتفاقيات الدولية والقانون، فيما تشير غالبية التقديرات إلى انتهاء المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بعد 15 عاماً من الحكم، ويُعد بنيامين نتنياهو صاحب أطول مدة في تولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهو من أشد الرافضين لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، كما أنه من أكثر الداعمين لسياسة الاستيطان في الضفة الغربية.

 ملفات تهدد مستقبل نتنياهو

تبدو الخلافات بين نتنياهو والقادة في إسرائيل واضحة جداً، ففي تغريدة نشرها في 28 أكتوبر 2023، اتهم  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادة الأمن بالمشؤولية الكاملة وربما التقصير في تأدية عملهم والتسبب في نجاح هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، وقال في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية إنهم لم يحذروه، وبعد 9 ساعات عاد نتنياهو وحذف المنشور الذي أحدث حالة غضب كبيرة داخل الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، واتهم قادة الأمن والسياسية نتنياهو بالتنصل من المسؤولية،  ورد عليه زعيم المعارضة يائير لابيد، وقال إن “نتنياهو تجاوز الخط الأحمر الليلة”، بعد كتابة هذه الاتهامات ويتوجب عليه الاعتذار، وأكد لبيد أنه بينما يحارب جنود وضباط جيش الاحتلال يثير نتنياهو غضبهم بمثل هذه الاتهامات.

وبثت حركة حماس في 30 أكتوبر 2023 مقطع فيديو ظهرت به  ثلاث سيدات من الرهائن لدى الحركة، هاجمت إحداهن بنيامين نتنياهو واتهتمه بالتقصير في محاولة إطلاق سراح الأسرى، وطالبت بسرعة العودة إلى المنزل مع بقية الأسرى المحتجزين لدى حماس، كما وجهت عدة رسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي اتهمته بالفشل الأمني والسياسي الذي نتج عنه عملية 7 أكتوبر 2023، وأكدت أنهم وجهوا نداءات للجنود والمسؤولين لإنقاذهم لكن لم يستجب أحد، وقالت: “نحن مواطنون إسرائيليون أبرياء ندفع ضرائبنا ومن حقنا توفير الحماية لنا”، فيما اتهتمت الجيش الإسرائيلي بقتلهم وطالبت نتنياهو بالتوقف عن ذلك فوراً وإعادتهم لمنازلهم الآن. أمن دولي ـ العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.. الربح والخسارة

سياسات الاستيطان

وافقت لجنة التخطيط الإسرائيلية في القدس في 15 سبتمبر 2023 على خطتين قانونيتين لبناء ما يقرب من 4000 وحدة استيطانية سكنية في القدس الشرقية، وتحقق هذه المستوطنات رؤية حكومة نتنياهو التي تحركها أيديولوجية متطرفة، وفي أعقاب قمة العقبة في فبراير2023، والتي جمعت مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل وفلسطين والأردن ومصر والولايات المتحدة، التزمت إسرائيل “بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر ووقف الترخيص لأي بؤر استيطانية لمدة ستة أشهر”. ومع ذلك، لم يكن للقمة أي قيمة حقيقية حيث تراجعت تل أبيب على الفور عن وعودها. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: “لن يكون هناك تجميد للبناء والتطوير، ولا حتى ليوم واحد”.

‎ورداً على ذلك أفاد تور وينيسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، متحدثاً عبر الفيديو، في 27 سبتمبر 2023 عن استمرار النشاط الاستيطاني من قبل السلطات الإسرائيلية التي قدمت خططاً لبناء 6300 وحدة سكنية في المنطقة (ج)، وحوالي 3580 وحدة سكنية في القدس الشرقية، مشيراً إلى خطط الحكومة الإسرائيلية الإجراءات الإدارية التي من المرجح أن تسرع التوسع الاستيطاني، وأضاف: “في اتجاه مستمر، غادر العديد من الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال.”

مررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 18 يونيو 2023  قراراً مثيراً للجدل يمنح عمليا كل السيطرة على الموافقة على التخطيط للبناء في مستوطنات الضفة الغربية لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو مناصر قومي متطرف للمستوطنات، كما أن القرار الذي تمت الموافقة عليه في اجتماع مجلس الوزراء ودخل حيز التنفيذ على الفور، يسرع ويسهل بشكل كبير عملية توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وإضفاء الشرعية بأثر رجعي على بعض البؤر الاستيطانية غير القانونية.

وأشاد قادة المستوطنات بسموتريتش ونتنياهو لدفعهما التغيير والموافقة عليهما، ورحبا بعملية الموافقة المبسطة، التي قالوا إنها ستجعل الموافقة على التخطيط “روتينية” وتجعل التخطيط للبناء في الضفة الغربية أكثر تشابها مع ذلك في إسرائيل ذات السيادة، وفي المقابل نددت المجموعات المعارضة لحركة الاستيطان بالقرار، قائلة إنه يشكل المزيد من “الضم الفعلي” للضفة الغربية وسيسمح بتوسيع المستوطنات دون رادع.أمن دولي ـ السيناريوهات المتوقعة لهجوم إسرائيل على غزة

ورفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يونيو 2023 سياسات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا جاء فيه أن “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء القرار الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية بشأن المضي قدما في التخطيط لبناء أكثر من 4000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ونشعر بالقلق بالمثل إزاء التقارير التي تتحدث عن تغييرات في نظام إدارة المستوطنات الإسرائيلي مما يسرع التخطيط والموافقة على المستوطنات.”

انعكاسات سياسة الاستطيان على أمن إسرائيل

فجرت أزمة الـ7 من أكتوبر الأصوات التي تحمّل نتنياهو المسؤولية الكاملة عما حدث، ورغم أن الإخفاق استخباراتي وعسكري، لكن كثيرين يرون أن هذا لا يعفي نتنياهو من مسؤوليته الشاملة عن الأزمة، كونه المقرر الأعلى في شؤون خارجية وأمن إسرائيل. رأى بعضهم أن رئيس الوزراء وبعد فوزه في الانتخابات الأخيرة تبنى سياسة “يمين 100 في المئة”، وهو ما قاد إلى تفجر الأوضاع ومنح الفرصة لحماس لتنفيذ هجومها المباغت، كما أن نتنياهو المتهم بقضايا فساد لا يمكنه الاهتمام بشؤون الدولة، لأن المصالح القومية ستُسخّر، بطبيعة الحال، لإنقاذه من الإدانة والسجن.

وبحسب أميت سيغال، المعلق السياسي الإسرائيلي، لن يتمكن نتنياهو من إنكار الفشل السياسي، والخطأ في إدارة الصراع مع حركة حماس الذي أدى إلى تنامي نفوذ الحركة بشكل كبير، كما يشير السياسي الإسرائيلي شلومو بن عمون إلى إن التعصب الذي تمارسه حكومة بنيامين نتيناهو اليمنية المتطرفة، أدى إلى اشتعال الحرب وجعل مسألة سفك الدماء أمر طبيعي، خاصة أنها تتبنى استراتيجية تمنح لإسرائل الحق الحصري في كامل الأراضي وتنسف مبديء حل الدولتين. ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، إن هجمات حماس جاءت كنتيجة طبيعية لسياسات التعصب والغطرسة التي تتبعها حكومة نتنياهو، وهي من تتحمل كامل المسؤولية عن الخاسائر التي تكبدتها إسرائيل.أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

انعكاسات توسع المستوطنات على أمن فلسطين

تتلخص الاستراتيجية التي تتبناها إسرائيل في مواصلة بناء المستوطنات بشكل مخالف للقانون إلى إثبات ” الحقائق على الأرض “، وهي الخطة التي بدأت مباشرة بعد غزو تل أبيب للضفة الغربية وغزة في عام 1967 أثناء حرب الأيام الستة، ومن خلال هذه الاستراتيجية، تسعى إسرائيل إلى بناء المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين الذين يعيشون على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تتظاهر في الوقت نفسه بجهود صادقة للتوصل إلى تسوية للصراع عن طريق التفاوض، وبمجرد التمكن من بناء ما يكفي من المستوطنات.  هذا من شأنه أن يمنع أي عودة إلى حدود ما قبل عام 1967 ويضمن سيطرة إسرائيلية دائمة على فلسطين المحتلة.

ويحمل المجتمع الإسرائيلي نتنياهو المسؤولية كاملة عن الأزمة السياسية والأمنية في البلاد لأن ما حدث كان نتاج طبيعي من نهج ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتقوية حركة حماس، عبر إدارة الصراع معها وغض الطرف عن نشاطها، وبالمقابل إضعاف السلطة الفلسطينية بهدف منع إقامة دولة فلسطينية، كما تواجه حكومة نتنياهو انتقادات واسعة بسبب سياسات إضعاف الجيش في الجبهة الجنوبية وتوجيه التركيز حول المستوطنات، تلبية لطلبات وزراء حكومة نتنياهو من تيار اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش الذين يضعون الاستيطان في الضفة في سلّم أولويات الحكومة.

انعكاسات توسع المستوطنات على اتفاقات أوسلو

شهد شهر سبتمبر2023 مرور 30 ​​عاما على توقيع اتفاقيات أوسلو، وهي اتفاقية عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلية. وكان من المفترض أن تبشر هذه الاتفاقيات بعصر جديد من السلام من خلال إرسال الطرفين إلى الطريق نحو الهدف الرئيسي المتمثل في “حل الدولتين”، ومع اندلاع الأزمة الراهنة بين حماس وإسرائيل تبدو الاتفاقية في مهب الريح أو ربما سقطت بالفعل.

وبعد مرور ثلاثة عقود، أصبح من الواضح بوضوح أن اتفاق أوسلو لم يقدم سوى القليل من الخير للفلسطينيين، ومن المرجح أن تكون إسرائيل أكثر ارتياحا للكيفية التي سارت بها الأمور، وفق الاتفاقية فقد عمّقت أوسلو هيمنتها على فلسطين تحت ستار عملية السلام، وجمدت حل  الدولتين، الأمر الذي أعطى المجتمع الدولي الغطاء للإبقاء على الوضع الراهن، وبدلاً من وقف نمو المستوطنات على النحو المنشود، مكنت أوسلو إسرائيل من توسيع مشروعها الاستيطاني غير القانوني إلى حد كبير، كان نحو 250 ألف مستوطن يعيشون بشكل غير قانوني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية عندما تم التوقيع على اتفاق أوسلو في عام 1993. أما اليوم فقد بلغ العدد ما يزيد على 700 ألف مستوطن.

جر الولايات المتحدة لحرب إقليمية

تسببت حرب غزة في تجدد الضربات على القوات الأميركية في سوريا والعراق، ليعود انخراط واشنطن العسكري في الشرق الأوسط، وحمّلت الولايات المتحدة مجموعات مدعومة من إيران مسؤولية ازدياد الهجمات المنفّذة بصواريخ ومسيّرات ويقدر عددها بنحو 14 على الأقل في العراق وتسعة في سوريا منذ 17 أكتوبر، وعل الرغم من امتلاكها قدرة هائلة على الرد، إلا أن ردّها العسكري على الهجمات بقي مقتصرا على هذه الضربات التي أفاد البنتاغون بأنها لم تؤد إلى سقوط ضحايا على ما يبدو، في مسعى لتجنّب نزاع أوسع نطاقاً.

تقترب الولايات المتحدة من الاحتمال الحقيقي للغاية للتورط المباشر في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، وقال الباحث الكبير في شؤون الدفاع جيفري مارتيني إن “هناك خطر كبير بتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران نظرا إلى اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وحماس”، سواء بتوجيهات من طهران أو لاتّخاذ وكلائها قرارا من أنفسهم في هذا الصدد، ولا يمضي يوم دون أن يكرر جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، التحذيرات لإيران وكل الجهات والأطراف الأخرى من التصعيد، لكنه في الوقت نفسه يهدد بأن واشنطن ستتحرك لحماية القوات والمنشآت ومصالح الأمن القومي الأمريكي، وأن الولايات المتحدة مستعدة للرد بقوة على الهجمات على قواتها الموجودة في المنطقة. وتراقب إدارة بايدن عن كثب تحركات حزب الله في لبنان، ومخاطر أن تضطر إسرائيل إلى خوض حرب على جبهتين مما قد يورط الولايات المتحدة في الصراع.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ تبدو الحرب الراهنة بين إسرائيل وحماس غير مسبوقة وفارقة في الصراع، كما أنها طويلة الأمد ومن غير المتوقع نهايتها في القريب العاجل، خاصة في ضوء انخراط أطراف دولية وإقليمية في الصراع تمثلها إيران وأذراعها المسلحة بمنطقة الشرق الأوسط ( حزب الله، الحوثي، وحركات مسلحة في سوريا والعراق) إلى جانب حماس من جهة وفي المقابل إسرائيل وحلفاءها الغربيين تتقدمهم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ـ مع التوسيع التدريجي للعملية البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة تبدو خطط إسرائيل واضحة وتتجه نحو تنفيذ توغل بري واسع النطاق أو عملية عسكرية برية وجوية وبحرية شاملة وطويلة المدى داخل القطاع تستهدف في المقام الأول القضاء على سلطة حماس وإقرار واقع جديد داخل القطاع.

ـ بالنسبة لإسرائيل الهدف النهائي لاستراتيجية الحرب الحالية هو إسقاط نظام حماس، ويجب تحقيقه بأي ثمن، كي يتم التعامل على حل القضية الفلسطينية، وتحديد من سيسيطر على قطاع غزة، وفي المقابل تتمسك حماس ببقائها داخل القطاع وتنفذ هجمات تستخدم فيها كل ما تملك من أسلحة لوقف التوغل الإسرائيلي داخل القطاع.

ـ منذ اليوم الأول للحرب انحازت الحكومة الأمريكية بشكل غير مسبوق إلى جانب إسرائيل، وأظهرت التزامها الثابت بأمن إسرائيل، كما بذلت جهود كبيرة لدعم تل أبيب، وتهدف من هذا الدعم ردع إيران في المقام الأول فضلاً عن التزامها التاريخي بمساندة إسرائيل إلا أنها تحاول أيضاً كبح النفوذ الصيني الروسي في المنطقة وحمايك مصالحها الاستراتيجية.

**

ـ تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال جهود دبلوماسية مكوكية، من خلال تواجدها في المنصات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي لحشد المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستمر.

ـ توظف الإمارات كافة طاقتها في مجال العمل الإنساني لتوفير أكبر قدر من المساعدات إلى قطاع غزة وأيضاً تبذل جهوداً قصوى مع الشركاء الإقليميين وفي مقدمتهم مصر من أجل تأمين وصول المساعدات إلى داخل القطاع لإنقاذ الفلسطينيين المحاصرين منذ ثلاثة أسابيع.

ـ تبدو رؤية الإمارات واضحة في الرغبة لإحلال السلام وتجنب انزلاق الصراع إلى حرب إقليمية متعددة الأطراف بما يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط، ومن أجل تحقيق ذلك تركز الجهود السياسية والدبلوماسية للإمارات على محاولة فرض هدنة للسلام وتجنب الحرب.

ـ اتسمت جهود الإمارات كدورها دائماً بالقوة والوضوح في دعم الفلسطينيين والدعوة إلى وقف الحرب في غزة وحماية جميع المدنيين، وبهذا تؤكد الإمارات دائماً، على مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وتواصل الدبلوماسية الإماراتية تسطير ملاحمها لدعم جهود السلام العادل والشامل، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة والرفاه لجميع شعوبها.

ـ تبدو الأزمة الراهنة في قطاع غزة معقدة جداً خاصة مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحلفاءها الغربيين من جهة وحماس وإيران وأذرعها من جهة أخرى، لذلك تطلب عملية إقرار السلام جهود مضنية ومستمرة وتكاتف بين الحلفاء من أجل التوصل إلى حل عاجل لحماية المدنيين وضمان عدم انزلاق الصراع.

**

ـ أدت سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاطئة، كما يراها الإسرائيليون إلى اندلاع صراع تاريخي وغير مسبوق بين تل أبيب وحماس، وفيما تبدو سيناريوهات الحرب حتى الآن مفتوحة وغير محددة إلى حد كبير يتحمل نتنياهو المسؤولية الأكبر أمام مواطنيه وهي أزمة من المتوقع أن تنهي مستقبله السياسي للأبد.

ـ تواجه حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة ضغوطاً متزايدة من داخل إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى لدى حماس ووقف الحرب التي كبدت الجانب الإسرائيلي أيضاً خسائر فادحة، وأيضاً يواجه موجة خلافات غير مسبوقة ستعصف بلا شك بحكومته وتؤدي إلى إقالته  في القريب العاجل، وربما تجبره على التفاوض مع حماس لإطلاق سراح الأسرى.

ـ قد تغير الأزمة الراهنة ملامح الحكم السياسي في إسرائيل بعد حكومة نتنياهو، فيما تجد المعارضة فرصة ذهبية للترويج لأفكار أكثر تسامحاً مع مقترح حل الدولتين، ويبدو هذا المقترح مقبولاً لدى القوى الإقليمية والدولية التي لا ترغب في الانجرار لحرب.

ـ ستواجه إسرائيل ضغوطاً كبيرة تتعلق بضرورة الالتزام بالقوانين الدولية والاتفاقيات وفي مقدمتها اتفاق أوسلو الذي يقضي بحل الدولتين مع مراجعة القوانين الخاصة بالتوسع في بناء المستوطنات والالتزام بما ينص عليه القانون الدولي في هذا السياق.

ـ من المتوقع أن تغير الحرب الراهنة في قطاع غزة موازين القوى وخريطة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، ولعل المؤشر الأوضح في هذا السياق هو عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة والتركيز العسكري للقوات الأمريكية في مناطق متفرقة لمواجهة التهديد الإيراني والنفوذ الصيني المتصاعد.

**
رابط مختصر...https://www.europarabct.com/?p=91846

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات*

هوامش:

Israel’s ground invasion of Gaza: not if, but when

https://bitly.ws/YUi7

Israel moves to “new phase” of war with Hamas in major incursion in Gaza

https://bitly.ws/YMF3

From swift incursion to global war: six scenarios for the endgame of Israel’s invasion of Gaza

https://bitly.ws/YUVa

Israeli Approach to Ground War in Gaza Aligns with U.S. Advice, Officials Say

https://bitly.ws/YUVx

سيناريوهات غزة ما بعد الحرب.. ما البدائل لسلطة حماس؟

https://bitly.ws/YUVR

**

UAE calls emergency UN security council meeting to seek pause to Gaza fighting

https://bitly.ws/Z3xx

UAE, after Israel-Gaza conflict, says it does not mix trade with politics

https://bitly.ws/Z3yt

الإمارات تجهز 20 ألف حزمة إغاثية بمشاركة 5000 متطوع في حملة “تراحم من أجل غزة”

https://bitly.ws/Z3yU

الإمارات تسطر ملحمة سياسية ودبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية

https://bitly.ws/Z3zg

اختتام “قمة القاهرة للسلام” بدعوات لوقف التصعيد بين إسرائيل وحماس

https://bitly.ws/Z3xf

**

Netanyahu hands Smotrich full authority to expand existing settlements

https://bitly.ws/Z9H3

انتقادات حادة لنتنياهو بعد منشور يتهم فيه رؤساء المخابرات بالفشل عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر

https://bitly.ws/Z9Mu

The Netanyahu Invitation and West Bank Settlement Expansion

https://bitly.ws/Z9PW

30 Years Later, It’s Time to Bury the Oslo Accords

https://bitly.ws/Zatv

أمريكا خائفة ومشكِّكة في قدرة إسرائيل على الحرب البرية

https://bitly.ws/Zau9

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...