الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.. الربح والخسارة

إسرائيل
أكتوبر 30, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات “27”

بدأت إسرائيل، مساء  يوم 27 أكتوبر 2023، عملية برية محدودة داخل قطاع غزة، بعد تحذيرات أمريكية من توغل بري شامل دون أهداف محددة داخل القطاع، فيما يستمر التصعيد لأسبوعه الثالث بين إسرائيل وحماس، وتبدو السيناريوهات المتوقعة للأزمة كلها “قاتمة”، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن الهدف من الهجوم البري هو “تفكيك” البنية التحتية لحماس وتدميرها بالكامل، كذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً يوم 28 أكتوبر 2023 أن الحرب ستكون “طويلة وصعبة”.

لماذا تصر إسرائيل على تنفيذ الاجتياح البري؟

‎وجهت عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023، ضربة غير مسبوقة لإسرائيل، من حيث الخسائر البشرية وتأثيرها على المؤسسة العسكرية والاستخباراتية والنفسية والردع في البلاد، ومقابل الضربة التي تلقتها، وضعت إسرائيل لنفسها هدفاً يتمثل في القضاء على حركة حماس، وهذا الهدف أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وأغلبية المسؤولين الإسرائيليين، لذلك فإن أي وقف لإطلاق النار دون تحقيق القضاء التام على حماس يعني خسارة إسرائيلية خالصة.

غزة

غزة

وبينما قتل الجيش الإسرائيلي نحو 8000 مدنياً فلسطينياً وألحق أضراراً جسيمة بالمساكن والبنية التحتية خلال هجومه الجوي على قطاع غزة، على مدار ثلاثة أسابيع، فإنه لم يستعيد الردع الذي كان يتمتع به قبل 7 أكتوبر، كما أنه غير قادر على الظهور منتصرا، حتى الآن، أيضاً لم تتمكن إسرائيل من إلحاق ضرر جسيم بالبنية التحتية لحماس، وبالتالي فإن أي وقف لإطلاق النار اليوم يعني أن تل أبيب قد استوعبت علناً الخسائر التي تكبدتها في عملية طوفان الأقصى: ما لا يقل عن 1400 قتيل إسرائيلي، وتدمير فرقة جيشها في غزة، و250 أسيراً يحتجزهم عدوها داخل غزة. ومن شأن هذه الأمور مجتمعة أن توجه ضربة قوية لقدرة الردع الإسرائيلية.أمن دولي ـ السيناريوهات المتوقعة لهجوم إسرائيل على غزة

وتعتقد إسرائيل أنها تحتاج إلى حرب برية لاستعادة قدرتها على الردع، ليس فقط في مواجهة فصائل المقاومة في غزة، بل وأيضاً في مواجهة خصومها في لبنان، وإيران، وبقية المنطقة، كذلك لا يمكن لإسرائيل أن تخرج من هذه المعركة دون خوض حرب برية. وقال المتحدث باسم جيشها، جوناثان كونريكوس في 13 أكتوبر 2023، إن حرباً برية ستحدث ما لم تلتزم حماس بشرطين: الاستسلام دون شروط، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. وترفض “المقاومة “الفلسطينية هذه الشروط جملة وتفصيلاً.

مرحلة ثانية للحرب: توغل بري محدود

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء  يوم 28 أكتوبر 2023، إن القوات الإسرائيلية دخلت قطاع غزة يوم27 أكتوبر لبدء “المرحلة الثانية من الحرب”، رغم أنه لم يصف هذه الخطوة بأنها غزو، وقال مسؤولون عسكريون في وقت سابق يوم السبت إن القوات الإسرائيلية توغلت في الجزء الشمالي من القطاع وبقيت هناك مستمرة.

ويتوافق قرار إسرائيل الواضح بوقف غزو واسع النطاق لقطاع غزة والقيام بدلاً من ذلك بإجراء المزيد من التوغلات البرية المحدودة، على الأقل في البداية، مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين حسبما قال مسؤولون أمريكيون حيث حذر مسؤولو إدارة بايدن من أنه من الصعب معرفة ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف، خاصة أن التوغلات التي تقوم بها القوات البرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن أصغر حجما وأكثر تركيزاً مما وصفه المسؤولون العكريون الإسرائيليون في البداية.أمن دولي ـ القوة الأمريكية والدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر

والواقع أن خطط الغزو الإسرائيلي الأولية أثارت انزعاج المسؤولين الأميركيين، الذين أعربوا عن قلقهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق وأن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً بعد لشن غزو بري، وفي محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، شدد السيد أوستن على الحاجة إلى دراسة متأنية لكيفية قيام القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكة معقدة من الأنفاق تحت مناطق مكتظة بالسكان. وقال مسؤول أمريكي، تحدث لـ”واشنطن بوسن” إن الإسرائيليين قاموا بتحسين خطتهم وتغيرها بعد جهود منسقة بذلها السيد أوستن ومسؤولون آخرون، ومع ذلك، أصر مسؤولو إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل بما يجب عليها فعله وما زالت تدعم الغزو البري.

لكن مسؤولين حاليين وسابقين في البنتاغون، بالإضافة إلى قادة أمريكيين سابقين نفذوا عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، قالوا يوم28 أكتوبر 2023 إن إسرائيل تنفذ على ما يبدو عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع أصغر إلى داخل غزة لتحديد مواقع مقاتلي حماس والاشتباك معهم والتعرف على هوياتهم، ونقاط الضعف لديهم، وقال ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون وضابط متقاعد في وكالة المخابرات المركزية: “بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والفجوات، فإنها تستعين بالقوة ا لهجومية الرئيسية”، وقال فريدريك بي. هودجز، وهو جنرال متقاعد بالجيش برتبة ثلاث نجوم خدم في العراق، إن هذا التكتيك يبدو أيضًا وسيلة للقوات الإسرائيلية “لتقليل أو الحد من الخسائر البشرية وكذلك الأضرار الجانبية” للمباني.

سيناريوهات العملية البرية ضد غزة

تبدو السيناريوهات المتوقعة لنهاية الصراع في قطاع غزة ضبابية منذ اليوم الأول من الأزمة، وذلك ما عبر عنه مسؤولون أمريكيون مراراً، حيث تتحرك إسرائيل في ضوء الرد على عملية طوفان الأقصى فيما لا تبدو لديها خطة لما ستؤول إليه الأموة في المستقبل القريب أو البعيد، لكن تقديرات الخبراء تضع (6) سيناريوهات ربما لن تخرجهم عنهم نتائج الحرب بعد بدء العملية البرية ضد قطاع غزة يوم  27 أكتوبر 2023.أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

السيناريو الأول: تدمير حماس، حيث يعتمد هذه السيناريو إلى قيام القوات الإسرائيلية بتوغل محدود زمنياً، داخ القطاع يُقتل فيه جميع أعضاء حماس تقريباً، يليه انسحاب القوات الإسرائيلية بسرعة نسبياً، والانتصار على حماس عسكرياً يعني قتل أو أسر كل ما يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألفاً من أعضاء الحركة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، مثل مواقع إطلاق الصواريخ، كما سيتطلب الأمر أيضاً القضاء على وحدة كوماندوز النخبة، وقتل أو أسر القيادة السياسية للحركة بالكامل، رغم أن الزعيم السياسي لحماس يقيم في الخارج.

السيناريو الثاني: تقسيم غزة إلى نصفين بين شمال محتل وجنوب فلسطيني، وفي هذه الحالة ستمدد إسرائيل احتلاله العسكري المستمر منذ عقود من الضفة الغربية إلى غزة، وربما يستمر مثل هذا الاحتلال لسنوات أو ربما لعقود، وليس لأشهر.

السيناريو الثالث: الاحتلال الكامل، وقد يكون هذا خيار متاح في ضوء احتدام الصراع، مع فرض قيود عسكرية على الحركة واحتمال إعادة إقامة المستوطنات اليهودية، يمكن أن نؤشر على ذلك بقرار إسرائيل مطالبة حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالفرار من الشمال إلى الجنوب، وقد يؤدي ذلك إلى نزوحهم داخلياً إلى منطقة تشترك في نقطة تفتيش حدودية مع مصر، مثل معبر رفح الذي سيتمكنون من الفرار عبره إذا فتحته السلطات المصرية.

السيناريو الرابع: هو فشل الهجوم وهو التوقع الكثر رعباً لإسرائيل فشل الهجوم فإذ تعثر الهجوم مع ارتفاع عدد القتلى العسكريين والمدنيين سيؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف داخل إسرائيل وخارجها، وهذا قد يعني إجبار تل أبيب على تبادل الأسرى، وإذا تعثر الهجوم وبدأت أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية في العودة إلى عائلاتهم في أكياس الجثث، فقد يضطر نتنياهو إلى الخضوع للضغوط للحد من نطاق الهجوم البري، أو إلغائه، ثم الالتزام الكامل بمفاوضات الرهائن.

السيناريو الخامس: الحرب الإقليمية، وما يعزز هذا التوقع هو انخراط أطراف دولية في الصراع بشكل كبير ربما في مقدمتها أذرع إيران بالمنطقة والتصعيد المستمر في مواجهة إسرائيل، فقد هددت إيران وحزب الله بالانضمام إلى الحرب إذا حدث غزو بري، ما سيخلق خطر ما يسميه الإسرائيليون بالحرب “متعددة الجبهات”، وهو الحدث الذي ظلوا يحذرون منه لسنوات.

السيناريو السادس: صراع عالمي وهو السيناريو الأكثر رعباً وتطرفاً هو اندلاع حرب عالمية، ففي حال دخلت إيران الحرب، سيجبر ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الدفاع عن إسرائيل عسكرياً ومهاجمة خصومها في الخارج، وإذا انضم حزب الله وإيران إلى الحرب، فستواجه الولايات المتحدة ضغوطاً هائلة لشن ضربات مباشرة على كلا الكيانين، وهذا بدوره يخلق خطر نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. ومن المرجح أن يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني بهجمات إسرائيلية وأميركية مشتركة، وهو ما من شأنه أن يكسر أقوى أدواتها في ممارسة الضغوط على الغرب.

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ تبدو الحرب الراهنة بين إسرائيل وحماس غير مسبوقة وفارقة في الصراع، كما أنها طويلة الأمد ومن غير المتوقع نهايتها في القريب العاجل، خاصة في ضوء انخراط أطراف دولية وإقليمية في الصراع تمثلها إيران وأذراعها المسلحة بمنطقة الشرق الأوسط ( حزب الله، الحوثي، وحركات مسلحة في سوريا والعراق) إلى جانب حماس من جهة وفي المقابل إسرائيل وحلفاءها الغربيين تتقدمهم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ـ مع التوسيع التدريجي للعملية البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة تبدو خطط إسرائيل واضحة وتتجه نحو تنفيذ توغل بري واسع النطاق أو عملية عسكرية برية وجوية وبحرية شاملة وطويلة المدى داخل القطاع تستهدف في المقام الأول القضاء على سلطة حماس وإقرار واقع جديد داخل القطاع.

ـ بالنسبة لإسرائيل الهدف النهائي لاستراتيجية الحرب الحالية هو إسقاط نظام حماس، ويجب تحقيقه بأي ثمن، كي يتم التعامل على حل القضية الفلسطينية، وتحديد من سيسيطر على قطاع غزة، وفي المقابل تتمسك حماس ببقائها داخل القطاع وتنفذ هجمات تستخدم فيها كل ما تملك من أسلحة لوقف التوغل الإسرائيلي داخل القطاع.

ـ منذ اليوم الأول للحرب انحازت الحكومة الأمريكية بشكل غير مسبوق إلى جانب إسرائيل، وأظهرت التزامها الثابت بأمن إسرائيل، كما بذلت جهود كبيرة لدعم تل أبيب، وتهدف من هذا الدعم ردع إيران في المقام الأول فضلاً عن التزامها التاريخي بمساندة إسرائيل إلا أنها تحاول أيضاً كبح النفوذ الصيني الروسي في المنطقة وحمايك مصالحها الاستراتيجية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=91778

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات*

هوامش:

Israel’s ground invasion of Gaza: not if, but when

https://bitly.ws/YUi7

Israel moves to “new phase” of war with Hamas in major incursion in Gaza

https://bitly.ws/YMF3

From swift incursion to global war: six scenarios for the endgame of Israel’s invasion of Gaza

https://bitly.ws/YUVa

Israeli Approach to Ground War in Gaza Aligns with U.S. Advice, Officials Say

https://bitly.ws/YUVx

سيناريوهات غزة ما بعد الحرب.. ما البدائل لسلطة حماس؟

https://bitly.ws/YUVR

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...