الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم
أغسطس 10, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

إعداد وحدة الدراسات والتقارير “31”

محاربة التطرف – الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

منذ أن أعلنت دار الإفتاء المصرية تبنيها للإسهام في تجديد الخطاب الديني ومعالجة فوضى الفتاوى في أرجاء العالم الإسلامي وهي تضع نصب أعينها تنفيذ استراتيجيتها التي وضعتها لتنفيذ ذلك خطوة خطوة على المسارات المتنوعة في الداخل والخارج، وكانت الدار سبَّاقة لإعلان خطة تجديد الخطاب وتنقية الفتاوى. وبعد جهود حثيثة في التخطيط والدراسة أنشئت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في ديسمبر 2015 وومقرها القاهرة. وضمت عضوية الأمانة ممثلين لأكثر من (80) دولة من مختلف قارات العالم.

وجاء إنشاء الأمانة من أجل رسم سياسات متعلقة بمعالجة فوضى الفتاوى والتصدي لفتاوى العنف والتطرف، لتشكل الخيط الناظم لمؤشرات الفتوى وضوابطها ليس في العالم الإسلامي بتنوعاته وتقسيماته وامتداده فحسب بل عند المسلمين أجمعين عبر دول العالم كله، تكمن أهمية الأمانة العامة في وقوفها للتصدي لموجة العنف التي تشنها تيارات تبحث عن فتاوى تبرر لها العنف، ولذا كان على المؤسسات الدينية العريقة ذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة. محاربة التطرف ـ جهود دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف الفكري

التأسيس

الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم هيئة عالمية متخصصة مقرها في القاهرة، تقوم بالتنسيق بين دُور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها في مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية.

ولأن استقرار أمر الفتوى من أهم العوامل التي تساعد على استقرار الفرد والمجتمع، عقدت دار الإفتاء المصرية أولى مؤتمراتها العالمية في القاهرة في أغسطس 2015، وأثمر هذا المؤتمر عددًا من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التواصل والتشاور بين دور وهيئات الفتوى في العالم، وكان على رأسها إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الفتوى في العالم. محاربة التطرف ــ دور “فتوى برو”.. في محاربة التطرف. بقلم بسام عباس

رؤية الأمانة العامة

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لأن تكون المظلة الجامعة لهيئات الإفتاء سواء في الدول الإسلامية أو لدى الجاليات المسلمة في كافة أرجاء العالم. وتؤمن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أيضًا بأن الفتوى الصحيحة هي إحدى اللبنات الرئيسية لبناء فرد ومجتمع ودولة وأمة مستقرين وفاعلين بين الأمم.

أهداف الأمانة العامة

– تدعيم الاستقرار والسلم الوطنيين والعالميين بمحاربة أفكار المتشددين والسعي في إجراءات المواجهة

– ترسيخ منهج الوسطية في الفتوى.

– إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم ترسخت عندهم قيم الوسطية والتعايش.

– تبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء من الأعضاء.

– تقديم الاستشارات العلمية والعملية لدور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي.

– بناء شراكات علمية تدعم المنهج الوسطي في بلادها باعتبارها خط الدفاع الأول عن مبادئ الإسلام الصحيح.

– المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني عبر تقديم النماذج الواقعية في التجديد والتطوير وتأسيس المناهج وترسيخ الأفكار وتقديم البدائل.

– تقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة.

– تدعيم العلماء أصحاب المنهج الوسطي المعتدل.

– التصدي لظاهرتي الفوضى والتطرف في الفتوى.

– نشر قيم الإفتاء الحضارية في العالم للمشاركة في صياغة فلسفة البناء الحضاري العالمي.

– التأكيد على أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات.

– إعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبرتها في مجالات العمل الإفتائي.

جهود الأمانة في التصدي للفكر المتطرف:

سعت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم للتصدي لظاهرة التطرف الفكري والديني، وتصحيح الصورة والمفاهيم المغلوطة المشوهة التي صدرتها الجماعات المتطرفة عن الإسلام، وذلك من خلال العديد من المبادرات والمؤتمرات والمشاريع والإصدارات التي شارك فيها عدد كبير من المفتيين ورجال الدين حول العالم، وذلك لتقديم حلول واقعية فعالة للتحديات الإفتائية للمجتمعات المسلمة من خلال تعزيز التنسيق بين دور وهيئات الإفتاء في العالم. محاربة التطرف على الإنترنيت ـ دور دار الإفتاء المصرية.

أولاً: مؤتمرات الأمانة العامة

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء إلى توظيف آلية المؤتمرات العالمية كأحد أدوات ضبط الفتوى وترسيخ المنهج الوسطي في القول والرأي، وقد نجحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في عقد سبعة مؤتمرات منذ انطلاق مؤتمرها التأسيسي الأول في أغسطس 2015، بعنوان “الفتوى … إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل”.

وعقدت الأمانة العامة مؤتمرها الثاني في أكتوبر 2016، تحت عنوان: “التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة”، الذي يعد الأول من نوعه في معالجة قضية بعينها وتخصيص المساحة الكافية لها من حيث الدراسة والنقاش والتباحث.

وتحت عنوان “دور الفتوى في استقرار المجتمعات”، عقدت الأمانة العامة مؤتمرها الثالث، في أكتوبر 2017، وعني من خلال جلساته وأبحاثه بدعم الاستقرار عن طريق الفتوي انطلاقًا بأن الدين أساس الاستقرار، وأكد على أن التطرف بكل مستوياته طريق للفوضى والتخريب، وأن إحدى كبريات وظائف المفتي في الوقت الحاضر هي التصدي للتطرف والمتطرفين.

ومع تصاعد حدة التطرف الفكري، وتعاقب الأحداث الإرهابية العالمية التي أصبحت الأمة الإسلامية تئن من تداعياتها نظرًا لتخفى تلك الجماعات المتطرفة خلف ستار الدين وتحريف النصوص الدينية لتبرير سفك الدماء واستباحة الحرمات، عقدت الأمانة العامة مؤتمرها العالمي الرابع، في أكتوبر 2018، بعنوان:” التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق”.

عقدت الأمانة مؤتمرها الخامس في أكتوبر 2019،  تحت عنوان “الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي”، ثم مؤتمرها السادس تحت عنوان: “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون” وذلك في أغسطس 2021، من أجل تطوير العمل الإفتائي بتطبيق التحول الرقمي؛ والدخول بالعملية الإفتائية في عصر النهضة الرقمية، وإدخال المؤسسات الإفتائية في العصر الرقمي، وتحديات تطبيق الرقمنة داخلها.

وعقدت الأمانة العامة مؤتمرها الدولي السابع، في أكتوبر 2022، بعنوان “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة”، وذلك بهدف إبراز دَور الفتوى الشرعية في عمارة الأرض وتحقيق التنمية المستدامة للدول والمجتمعات، بما يحقق رفاهية الإنسان، وسُبل إعادة بناء الوعي البشري تجاه قضايا البيئة والمناخ، والعلاقة بين الفتوى والتنمية المستدامة، وكيفية المساهمة في حماية المناخ. . محاربة التطرف ـ دور الأزهر الشريف في الرد على فتاوى التطرف

ثانيًا: المشاركة في مؤتمرات دولية

شاركت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في العديد من المؤتمرات الدولية التي تعمل على مكافحة التطرف والتصدي للفكر المتطرف.  شارك رئيس الأمانة العامة، الشيخ شوقي علام، مفتي مصر، في منتدى بناء الجسور الذي نظمته الأمم المتحدة خلال شهر يونيو 2023، ، وأوضح، في كلمته، أن انتشار العنف والإرهاب وقع بسبب الانحراف عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والتسامح.

وأكد رئيس الأمانة العامة أن إساءةَ استخدام الاختلافات الدينية والثقافية والعِرقية لا زالت وسيلةَ الجماعات المتطرفة لتبرير العنف والإرهاب وخطاب الكراهية، ولطالما وقف القادة الدينيون في مواجهة تلك الأفكار؛ وذلك إدراكًا منهم لعِظَم الصعوبات والتحديات التي تواجه المجتمع العالمي.  وشدد رئيس الأمانة في كلمته على أهمية اتحاد القادة الدينيين من أجل تصحيح المفاهيم، مشيرًا إلى أن ذلك سوف يحدُّ أو يمنع من انتشار العنف والإرهاب.

وشارك الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور إبراهيم نجم، في اجتماع التحالف الدولي ضد داعش الذي عُقد في واشنطن، يوليو 2023، وأكد في كلمته أن المشاركة في الاجتماع تأتي إيمانًا بأهمية التعاون والتكاتف بين كافة الجهات المعنية في مكافحة الفكر المتطرف، الذي لم يعد قاصرًا على منطقة بعينها، ولكن بات يهدِّد العالم أجمع، مما يحتِّم علينا العمل معًا على كافة الأصعدة لمواجهة خطر الإرهاب ودحره. محاربة التطرف ــ جهود رابطة العالم الإسلامي في مواجهة التطرف. بقلم بسام عباس

ثالثًا: مركز دراسات التشدد

عملت الأمانة العامة على تأسيس مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية يرتكز على مناهج وسطية إسلامية ليعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، وعلاقته بالإفتاء تأصيلًا وتنظيرًا، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الازدياد، ومحاربتها والقضاء عليها، واضعًا في الاعتبار الخصوصيات المرتبطة بتنوع الحالات وتعددها، واختلاف المناطق والبلدان، ليكون الذراع البحثية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

ويسعى المركز للمساهمة في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية المتعلقة بقضية التشدد بأبعادها المختلفة، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التشدد، بحيث لا تقتصر على جانب المكافحة الأمنية وإنما تهتم أيضًا بالأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية في عملية المكافحة.

ويهتم المركز بمكافحة التشدد بأنواعه المختلفة على مستويين رئيسيين:

المستوى الأول: وهو المعنيُّ بالتعامل مع الفكر المتشدد، من خلال دحض وتفنيد استراتيجيات الجماعات المتطرفة في تجنيد فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب والنشء، والتي تعتمد على استخدام الاستدلالات الفقهية والشرعية من أجل التعبير عن رؤيتها للآخر وللعالم، من خلال الأفكار المتطرفة والمتشددة.

المستوى الثاني: ويستهدف تحصين المجتمعات من الأفكار المتطرفة، على نحو يحول دون استمرار انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع وانتقالها بين الأجيال المختلفة، ما يتطلب سلسلة من إجراءات المكافحة تهتم بمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، وبمعالجة العوامل المحفزة على تبني ذلك الفكر المنحرف.  محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

ويهدف المركز إلى:

إعداد الدراسات والبحوث وتقديرات الموقف

عقد ندوات وورش عمل للخبراء والباحثين في مجالات التشدد

التشبيك مع مراكز الأبحاث المهتمة بالتطرف حول العالم

إعداد نموذج عام لمواجهة التشدد والتطرف في مختلف المناطق

 رابعًا: المشروع العلمي لتفكيك فتاوى وأفكار التشدد والتكفير

سعت الأمانة العامة إلى تعزيز النهوض بالواجب المنوط بعلماء الأمة ومفتيها. ويهدف المشروع إلى إخراج موسوعة علمية باللغات المختلفة تفكك وتناقش وترد على أفكار التطرف الديني خاصة، وتكتب باللغة العربية أصالة ثم تترجم إلى اللغات العالمية الحية تبدأ منها بالإنجليزية والفرنسية ثم تترجم بعد ذلك إلى غيرها من اللغات.

تقييم:

تسعى الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى معالجة مشكلات التشدد والتطرف في العالم الإسلامي من خلال الارتكاز على مناهج وسطية إسلامية، بإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية التي تعمل على التصدي للتطرف الفكري والديني.

تهدف الأمانة العامة إلى دعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف والإرهاب، بحيث لا تقتصر على جانب المكافحة الأمنية، وإنما تهتم أيضًا بالأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية في عملية المكافحة.

هدفت الأمانة العامة من وراء جهودها الحثيثة إلى تحقيق التكامل بين دور وهيئات الإفتاء في شكل منضبط ومنظم للإسهام في تصحيح الصورة والمفاهيم المغلوطة المشوهة، ومن ثم إماطة ما لحق بالإسلام من تشويه تقوم به الجماعات المتطرفة، أو عداءٍ ناصبته جماعات اليمين المتطرف في الدول الغربية.

ويمكن القول بأن تأسيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم جاء استجابة لمعطيات الواقع ومشكلات المسلمين وأوضاع دولهم وجالياتهم، فالأزمات والمشكلات التي يمر بها المسلمون في مختلف أرجاء العالم، ما يتطلب استجابات نوعية تواكب حجم المشكلات والتحديات الراهنة.

أصبحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أول مؤسسة إسلامية في العالم تُعنى بتجميع المؤسسات والهيئات الإفتائية في العالم لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابي في حياة المجتمعات والشعوب وفي محاربة التطرف.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

رابط مختصر: https://www.europarabct.com/?p=89500

الهوامش:

عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم

https://bit.ly/3KkASkv

المؤتمرات العالمية التي عقدتها الأمانة العامة

https://bit.ly/3O8ZEVV

المشروع العلمي لتفكيك فتاوى وأفكار التشدد والتكفير

https://bit.ly/3OvPIqV

تأسيس أول أمانة عامة لدور الإفتاء في العالم

https://ara.tv/wrnw4

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...