الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ دولة قطر ولعب دور الوسيط دولياً

دولة قطر
مارس 16, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

تتبنى دولة قطر توجهاً واضحاً منذ عدة أعوام، يتعلق بالوساطة في القضايا الإقليمية والدولية، بهدف إنهاء الصراعات وتجاوز تداعياتها الجسيمة على الأمن والاقتصاد العالميين، وبات اسم قطر مرتبطاً مؤخراً بالمباحثات المشتركة في الملفات الشائكة، لقدرتها على القيام بدور الوسيط الدبلوماسي باحترافية، والتوصل لأرضية حوار مع الأطراف المتخاصمة بحكم خبرتها التي اكتسبتها في مجال فض النزاعات، ما منحها ثقة ومصداقية من الدول الكبرى في التعامل مع الأزمات المختلفة والتخفيف من حدتها.

سياسات تصفير الأزمات في المنطقة

انتهجت قطر سياسة إعادة ترتيب العلاقات بين دول المنطقة وإيران من جانب، والولايات المتحدة وإيران من جانب آخر، خلال أعوام 2021 و2022 و2023، من أجل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين، ما دعم استراتيجية رسم خريطة دبلوماسية جديدة في المنطقة أساسها تصفير الأزمات. وفي 19 يناير 2021 دعت قطر دول الخليج لإجراء محادثات مع إيران، مؤكدة أنها ستقوم بتسهيل المفاوضات، ومنذ هذا التاريخ بذلت قطر جهوداً لحث جميع الأطراف على الحوار، لتعلن ترحيبها في 10 مارس 2023 بالبيان المشترك بين السعودية وإيران والصين، باستئناف العلاقة الدبلوماسية بين طهران والرياض.

لعبت قطر دوراً في المحادثات الأمريكية الإيرانية، واستضافت في 18 يونيو 2022 جولة محادثات بين طهران وواشنطن، للتفاهم بشأن إعادة إحياء الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني. وكانت قطر الوسيط في صفقة تبادل السجناء وتحرير الأموال بين الولايات المتحدة وإيران في 10 أغسطس 2023، مستهدفة من هذه الخطوة حل خلافات المنطقة بالحوار. وفي 18 سبتمبر 2023 نفذت واشنطن وطهران صفقة تبادل السجناء بينهما، والإفراج عن (6) مليارات دولار من أموال إيرانية، كانت مجمدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأمريكية، وأقلت طائرة قطرية (5) سجناء أمريكيين من طهران.أمن دولي ـ الملف النووي الإيراني، الدور الأوروبي

الحفاظ على الأمن الدولي

تعد الحرب الأوكرانية نموذجاً حياً لدور قطر في حل النزاعات، حيث أكدت قطر منذ اندلاع الحرب بضرورة بجعل الحوار سبيلاً لحل الأزمة، وفي 28 فبراير 2022 أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أهمية احترام سيادة أوكرانيا وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً، والالتزام بالمبادئ الراسخة للقانون الدولي. وتمكنت قطر من لم شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم بموجب آلية وضعتها للتعاون مع الجانبين الروسي والأوكراني، وفي 16 أكتوبر 2023 أعادت الدوحة (4) أطفال أوكرانيين لبلادهم من روسيا. وفي 5 ديسمبر 2023 عاد (6) أطفال آخرين من روسيا لأوكرانيا بوساطة قطرية، واستمراراً لهذا الدور أعادت قطر (8) أطفال أوكرانيين في 20 فبراير 2024.

نظراً لإدراك قطر أهمية المنظمات الدولية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، فهي حريصة على حضور جميع دورات الأمم المتحدة وجلسات مجلس الأمن، وفي 22 سبتمبر 2022 دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مجلس الأمن، لتحمل مسؤوليته إزاء القضية الفلسطينية. وفي 19 سبتمبر 2023 وخلال الدورة الـ (78) للأمم المتحدة، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على أهمية حل النزاعات بالطرق السلمية بدلاً من الحروب، وفي 20 أكتوبر 2023 طالبت قطر مجلس الأمن بضرورة وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل دخول المساعدات، تنفيذاً للقانون الدولي الإنساني.

دور الوساطة الدولية

تبذل قطر جهوداً حثيثة في الوساطة الدولية وحل النزاعات على مدار العقد الأخير:

2011: لعبت قطر دور الوسيط بشأن الصراع في دارفور بالسودان، والنزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى، وإبرام اتفاقية سلام بين حكومتي إريتريا وجيبوتي لإنهاء الخلاف الحدودي بينهما.

2012: وقعت حركتا حماس وفتح الفلسطينيتين اتفاقاً بالدوحة، لتسريع وتيرة المصالحة الوطنية بينهما.

2013: توصلت حكومة السودان وحركة العدل والمساواة، لاتفاق لوقف إطلاق النار في دارفور بوساطة قطرية.

2014: ساهمت الوساطة القطرية في الإفراج عن (13) راهبة محتجزة في شمال سوريا، مقابل إطلاق سراح أكثر من (153) معتقلة سورية. ونجحت في إتمام صفقة تبادل أسرى بين حركة طالبان وواشنطن.

2015: عملت قطر على الإفراج عن جنود لبنانيين اختطفتهم “جبهة النصرة”. وتوسطت بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا، لتوقيع اتفاقية سلام بينهما.

2016: تمكنت قطر من الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إرتيريا.

2020: نجحت المساعي القطرية في توقيع اتفاقية التسوية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، الذي بموجبه انسحبت الأولى من أفغانستان.

2021: نجحت قطر في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين كينيا والصومال.

2023: شاركت قطر في مؤتمر “تعهدات السودان لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة”، وتعهدت بتقديم (50) مليون دولار لدعم السودان في أزمته الراهنة. ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع أقامت جسر جوي لإيصال المساعدات بتكلفة (4) ملايين دولار للسودان.

دور قطر في حرب غزة

برز دور قطر في التصعيد الراهن في غزة، وباعتبارها الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، أبرمت صفقات تبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وفي 11 أكتوبر 2023 نجحت قطر في الإفراج عن أم إسرائيلية وطفليها، وفي 23 أكتوبر 2023 تم الافراج عن رهينتين أمريكيتين لأسباب إنسانية.  وفي 24 نوفمبر 2023 أعلنت قطر عن الإفراج عن أول دفعة رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين خلال الهدنة الأولى. ورغم أن الهدنة لم تدم طويلاً، إلا أن قطر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار، وشاركت في مباحثات باريس التي انتهت في 23 فبراير ضمن جهود الوساطة لإنهاء الحرب، وأعلنت قطر في 5 مارس 2024 استمرار المشاورات بهدف التوصل لتهدئة بالقطاع.

حرصت قطر على تخفيف معاناة سكان غزة، وفي 22 أكتوبر 2023 أرسلت طائرتين عسكريتين تحملان (87) طناً من المساعدات الإنسانية، وأكدت وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لؤلؤة الخاطر في 26 نوفمبر 2023، استعداد بلادها لإرسال أي كميات من المساعدات التي تحتاجها غزة، وفي 11 ديسمبر 2023 وصلت (3) طائرات قطرية تحمل (116) طناً من المساعدات الغذائية والطبية. ومنذ بداية الأزمة وحتى الأول من يناير 2024 أرسلت قطر (58) طائرة بإجمالي (1814) طناً من المساعدات، ونجحت وساطة قطرية فرنسية في 17 يناير 2024 في إدخال أدوية ومساعدات، بموجب اتفاق مع شركاء دوليين وإقليميين.حرب غزة ودور دولة الإمارات العربية الإنساني والسياسي

العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

تتميز العلاقات بين قطر والاتحاد الأوروبي بروابط وثيقة مبنية على أسس التعاون بين الجانبين، وفي 11 ديسمبر 2022 وقع الجانبان اتفاقية تأسيس “مقر بعثة الاتحاد الأوروبي” لدى قطر، لتعزيز العلاقات بناء على التعاون بين دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية القطرية، وحوار حقوق الإنسان بين الجانبيين الذي انطلق في 2018، وتعد قطر أول دولة خليجية توقع اتفاقية نقل جوي شامل مع التكتل الأوروبي في 2021. ووقعت قطر وألمانيا في 20 مايو 2022، إعلاناً لتعزيز الشراكة في مجال الطاقة، بالتركيز على تجارة الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين، في إطار سعي أوروبا لإيجاد بدائل عن مصادر الطاقة الروسية. وفي نوفمبر 2022 وقعت أول صفقة توريد أوروبية من مشروع التوسعة القطري، لتسليم مليوني طن من الغاز الطبيعي سنوياً لألمانيا لمدة (15) عاماً. وفي 11 أكتوبر 2023 توصلت قطر لأكبر وأطول صفقة لتوريد الغاز لأوروبا من مشروع توسعة ضخم، ليوفر (3.5) مليون طن متري من الغاز المسال سنوياً بداية من 2026 ولمدة (27) عاماً.

وقعت شركتان تابعتان لكل من “إيني الإيطالية” و”قطر للطاقة” اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد، لتوريد مليون طن سنوياً من الغاز المسال من قطر لإيطاليا. وأبرمت فرنسا اتفاقية بشأن التزامات استثمارية قطرية بقيمة (10) مليارات يورو بحلول 2030، وبلغ حجم التجارة بين قطر وفرنسا (8.5) مليار ريال، ووصلت الصادرات القطرية إلى فرنسا (5.14) مليار يورو في 2023. وتحتل فرنسا المرتبة الأولى في قائمة دول الاتحاد الأوروبي الأكثر استقطاباً لرؤوس الأموال القطرية، بقيمة (25) مليار يورو موزعة على العقارات والصناعة والتجارة بالتجزئة، وتستهدف فرنسا استقطاب (6.7) مليار يورو من قطر لإطلاق (14) مشروعاً، وتأتي ألمانيا في المركز الثاني جذباً لرؤوس الأموال القطرية بقيمة أصول (25) مليار يورو، وأعلنت قطر ضح (10) مليارات يورو في الاقتصاد الألماني على مدار (5) أعوام.أزمة أوكرانيا ـ هل مازال الرهان على الدور الأوروبي لوقف الحرب؟ بقلم داليا عريان

زيارات متبادلة

11 أكتوبر 2023: زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى ألمانيا لبحث تطورات الأوضاع في غزة.

19 نوفمبر 2023: زار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قطر، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع في غزة.

27- 28 فبراير 2024: زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فرنسا، لبحث سبل التوصل إلى هدنة بغزة.

اتجاه قطر نحو الاستدامة والطاقة النظيفة خلال 2023

– التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة مثل الرياح، وتدشين محطات ضخمة للطاقة الشمسية.

– سن تشريعات صارمة للحفاظ على جودة الهواء وموارد المياه، وتحفيز استخدام التكنولوجيا البيئية.

– إقامة (400) فعالية بالتعاون بين (200) جهة حكومية وخاصة للتوعية بأهداف التنمية المستدامة.

– مضاعفة المساحات الخضراء (10) مرات منذ 2010.

– تنفيذ استثمارات بقيمة (200) مليار دولار لتطوير البنية التحتية لملائمة الاستدامة.

– إطلاق مبادرة لخفض كميات الكربون في منشآت الغاز بنسبة (35%) بحلول 2035.

– توقعات بأن تصل مشاريع تدوير النفايات والاقتصاد الدائري إلى (17) مليار دولار بحلول 2030.

تقييم وقراءة مستقبلية

-اكتسبت قطر سمعة إيجابية عالمياً، في الوساطة الدولية في أزمات متعددة، نظراً لأن مواقفها تتسم بالرصانة والحكمة بين أطراف الصراع الواحد، لذا تتمكن من إدارة المفاوضات والتوصل إلى حل نوعاً ما، خاصة وأن هذا الدور لم يقتصر على المنطقة العربية فقط، بل شمل أيضا صراعات في إفريقيا وآسيا وأوروبا، ما يزيد من ثقلها في الوساطات المرحلية أو طويلة المدى.

– يشير نجاح قطر في إتمام الصفقة بين طهران وواشنطن، إلى ثقة الجانبين الأمريكي والإيراني فيها كوسيط دولي محايد موثوق فيه، بعد قيامها بهذه المهمة في أكثر من أزمة، في ظل تزايد النزاعات والتوترات الجيوسياسية بالعالم، ما يعزز من دورها في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، في المسائل العالقة بينهما المرحلة المقبلة، لاسيما وبعد تجدد الصراع بين إسرائيل وحماس، واندلاع توترات في البحر الأحمر.

– يعول الغرب على قطر في ملف الحرب الأوكرانية، لاحتفاظها بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، وابتعاد الأزمة في الوقت الحالي عن أي أفق للتفاوض، ويرتكز دورها على إنهاء صفقات الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، ما يفسح الطريق لأي بوادر للتهدئة بينهما، خاصة وأن قطر عرضت بشكل مباشر الوساطة بين موسكو وكييف.

– أما على صعيد الحرب في غزة، تتصدر قطر المشهد على المستويين التفاوضي السياسي والإغاثي الإنساني هناك، ما يجعلها أداة فاعلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المرحلة الراهنة، ويعزز من دورها كحلقة وصل بين حماس وإسرائيل، في ظل استمرار القصف على غزة، ورفض طرفي الصراع شروط وقف إطلاق النار.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93102

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

The European Union and the State of Qatar

https://bit.ly/49SHoKe

كيف أصبحت قطر محور المحادثات حول الرهائن الإسرائيليين؟

https://bit.ly/3wVArcM

قطر تدعو للحوار لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين

https://bit.ly/3v7UHXU

قطر تنجح في إعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

https://bit.ly/3Vd4Mxm

 

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...