الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

حرب غزة ودور دولة الإمارات العربية الإنساني والسياسي

ديسمبر 23, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات” 26″

حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب الدائرة في غزة، السابع من أكتوبر 2023، على توزيع جهودها على المستويين الإنساني والدبلوماسي، بهدف تخفيف معاناة المدنيين في ظل تشديد الحصار لأكثر من 75 يوماً على القطاع الفلسطيني، والتصدي للتداعيات الأمنية والصحية للحرب، خاصة مع تعالي التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية وصحية تهدد القطاع، والمخاوف الدولية من انتشار الإرهاب جراء التصعيد الراهن بالمنطقة.

مساعدات دولة الإمارات إلى غزة

أطلقت دولة الإمارات في 15 أكتوبر 2023، حملة تضامن تحت اسم “تراحم من أجل غزة” لجمع المساعدات المتمثلة في المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الطبية وإرسالها للقطاع، إضافة إلى جمع مساعدات عاجلة للفلسطينيين بنحو (50) مليون درهم عبر مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

ووصلت حزمة المساعدات الإنسانية والإغاثية من الإمارات لغزة نحو (38) ألف حزمة و (800) طن من المواد الإغاثية بمشاركة أكثر من (10) آلاف متطوع حتى 26 أكتوبر 2023، كما قدمت في 29 أكتوبر 2023 بمشاركة عدد من المؤسسات العامة والخاصة وعدد من المتطوعين والمقيمين في الإمارات (20) ألف سلة إغاثية.

دشنت دولة الإمارات في 5 نوفمبر 2023، عملية ” الفارس الشهم 3″ بهدف تخفيف معاناة سكان غزة، حيث أرسلت (5) طائرات إغاثية عبر جسر جوي إلى مطار العريش في مصر، واحتوت الطائرة على مستشفى ميداني لتقديم الخدمات العلاجية العاجلة للجرحى الفلسطينيين، وفي 24 نوفمبر 2023 دخل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل لجنوب غزة، ويجرى تنفيذ المستشفى عبر عدة مراحل، وتبلغ سعته أكثر من (150) سريراً ويضم أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، إضافة إلى التخدير وعنايات للأطفال والبالغين، وعيادات متخصصة باطنية وأسنان وعيادة نفسية، وخدمة الأشعة المقطعية ومختبر وخدمات طبية مساندة وصيدلية، لتوفير الدعم الطبي اللازم للمتضررين من الحرب.

وضمن عملية “الفارس الشهم 3” أعلنت الإمارات في 16 نوفمبر 2023 اعتزامها إقامة (3) محطات لتحلية مياه البحر في رفح داخل غزة، وتصل القدرة الإنتاجية لكل محطة إلى (200) ألف جالون يومياً لتصل إلى (300) ألف مستفيد يومياً. وبلغت مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي حتى 13 ديسمبر 2023، ضمن عملية “الفارس الشهم 3” نحو (2604) طرود غذائية وأكثر من (7126) طناً من المواد الطبية والإغاثية إلى نحو (16) ألف مستفيد، إضافة إلى تركيب (25) خيمة في رفح الفلسطينية لإيواء (150) شخصاً، ووصلت (105) طائرة منذ تسيير الجسر الجوي من الإمارات إلى غزة، لإيصال المساعدات الغذائية والطبية والمستشفى الميداني ومحطات تحلية المياه.

دور دولة الإمارات لمنع انتشار الأوبئة

معاناة سكان غزة لم تتعلق بنقص الغذاء فقط، بل امتدت إلى نقص المياه والمستلزمات الطبية اللازمة، ما يعرض نحو (2.3) مليون شخص للأمراض والأوبئة، في ظل استمرار الحصار وتكدس النازحين في مراكز الإيواء والمدارس التابعة للأونروا، لذا ركزت حملة ” تراحم من أجل غزة” على توفير المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة للأمهات والأطفال، لاسيما وأن الأطفال يشكلون نحو نصف سكان القطاع.

وأخذت الإمارات تحذيرات منظمتي الصحة العالمية واليونيسف في عين الاعتبار، بشأن مخاطر انتشار الأوبئة في غزة، وأرسلت في 13 أكتوبر 2023 طائرة تحتوي على مساعدات طبية عاجلة للقطاع، وفي 9 نوفمبر 2023 أرسلت (25) طناً من المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية المتنوعة بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وبرعاية إماراتية وبالتعاون مع مصر، زار وفد أممي في 12 ديسمبر 2023 معبر رفح بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية على سكان غزة، وخلال الزيارة دشنت مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، (3) محطات تحلية مياه، لتلبية احتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب، نظراً لتضرر البنية التحتية لقطاع المياه بالقطاع.

دور دولة الإمارات الدبلوماسي

لم يقتصر موقف الإمارات عند تقديم الدعم الإنساني لغزة فقط، بل حملت بيانات وفد الإمارات في المناقشات المفتوحة لمجلس الأمن، رسائل قوية بشأن ضرورة حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واعتماد قرار بشأن وقف إطلاق النار فوري ومستدام في غزة، والتقييد بالقانون الإنساني والدولي. وفي 24 أكتوبر 2023 أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات في مجلس الأمن ريم إبراهيم الهاشمي، على تقدير بلادها جهود مصر والأمم المتحدة في إيصال المساعدات لغزة، مطالبة بضرورة إيصال المزيد من المساعدات وخفض التصعيد ورفع الحصار عن القطاع، كما رفضت الإمارات في 25 أكتوبر 2023، المشروع الأمريكي في مجلس الأمن، الذي تضمن التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومطالبة إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة لبعض الجماعات بالمنطقة، دون الدعوة لوقف إطلاق النار بغزة، بينما صوتت الإمارات بالموافقة على المشروع الروسي الذي دعا لهدنة إنسانية.

وبناءً على دعوة من دولة الإمارات انعقد مجلس الأمن في 30 أكتوبر 2023، للعمل على إقرار هدنة فورية وإيقاف المعاناة بالقطاع. وقدمت الإمارات في 8 ديسمبر 2023ن مشروع قرار بمجلس الأمن، يتضمن وقف فوري للنار لأسباب إنسانية في الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، وصوت (13) عضوا لصالح القرار وامتنعت بريطانيا، بينما رفضت الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو.

 دور الإمارات في مكافحة الإرهاب ومنع انتشار الأوبئة في المنطقة

منذ اليوم الأول للحرب على غزة في أعقاب السابع من أكتوبر 2023، رفضت دولة الإمارات كل أشكال العنف والإرهاب في المنطقة، وكثفت من جهودها لتوفير الغذاء والمياه والدواء للفلسطينيين، منعاً من استغلال الجماعات المتطرفة هذه الظروف لصالح أهدافها، وفي 28 أكتوبر 2023، أدانت العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل على غزة، محذرة من تفاقم الوضع الإنساني.

وتتوافق الرؤى الألمانية والإماراتية في الربط بين سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتمدد خطر الإرهاب والتطرف، وفي 10 ديسمبر 2023 أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن الجوع في غزة يشكل تهديداً لأنه يساعد على انتشار الإرهاب، مشيدة بدور الإمارات في توفير مركز لوجيستي في دبي مجاناً لبرنامج الأغذية العالمي، لتسهيل إرسال المساعدات لغزة، نظراً لأن تفشي الجوع يغذي الكراهية والإرهاب.

يعد هذا الموقف الإماراتي في مكافحة الإرهاب جراء الحرب المستعرة في غزة، استكمالا لدورها في التصدي للإيديولوجيات المتطرفة على مدار الأعوام، حيث أسست مركز “هداية” في 2012 بالشراكة مع المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وظلت عضواً مشاركاً لـ ” مجموعة عمل مكافحة التطرف العنيف” التابع للمنتدى مع المملكة المتحدة في الفترة من 2011 إلى 2017، وأطلقت مركز “صواب” في 2015، كمبادرة تفاعلية إلكترونية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروجها التنظيمات المتطرفة، لدعم جهود التحالف الدولي ضد داعش. واستضافت مؤتمر الأخوة الإنسانية في 2019، لتعزيز الحوار بين الأديان ومواجهة أي مفاهيم متطرفة.

منع انتشار الأوبئة

لم تغفل الإمارات نداءات الصحة العالمية المتعلقة بانتشار الأوبئة في غزة، لذا عززت من إرسال مساعدات طبية وتدشين مستشفى ميداني في رفح الفلسطينية، بجانب تدشين محطات تحلية للمياه، خاصة وأن الحرب تسببت في تضرر نحو (55%) من البنية التحتية لإمدادات المياه، إضافة إلى تكدس النفايات الصلبة بعد انخفاض خدمة جمع النفايات إلى أقل من (20%) جراء القصف، ما يهدد غزة بكارثة بيئية وصحية جسيمة.

التعاون مع مصر لمكافحة الإرهاب

تتوافق الرؤي بين الإمارات ومصر بشأن ضرورة حل الصراع في غزة، ومنع انتشار الإرهاب في المنطقة، والرفض القاطع لأي محاولات تهجير للفلسطينيين خارج أراضيها نحو سيناء المصرية، وفي 21 أكتوبر 2023 أصدر وزراء خارجية الإمارات ومصر إضافة إلى الأردن والسعودية وعمان وقطر والكويت والمغرب، بياناً في أعقاب ” قمة القاهرة للسلام”، لإدانة استهداف المدنيين، وكافة أعمال الإرهاب والعنف ضدهم، والانتهاكات بحق القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان من قبل أي طرف، مشددين على إدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي. واعتبر البيان المشترك أن التهجير يعد تصفية للقضية الفلسطينية، مطالباً مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري المستدام لإطلاق النار.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يعد دور الإمارات في الصراع الراهن في غزة دوراً فاعلاً، من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية والحد من تداعيات الحرب على الوضع الصحي ومنع نشر الأوبئة والوضع المعيشي والأمني بالمنطقة، بعد امتداد القصف جميع أنحاء غزة، نظراً لتعاونها المباشر مع برنامج الأغذية العالمي بإرسال مساعدات طبية وغذائية متنوعة للمدنيين عبر مصر، ما يؤكد على اتساقها مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الفقر والجوع، والتي تتوافق مع أهداف مؤتمر “كوب 28″، ويسهم في مكافحة مسببات انتشار الإرهاب والكوارث الصحية والإنسانسة، خاصة وأن الإمارات تدرك جيداً مخاطر طول الصراع واتساع رقعته، بشأن توسع دائرة الإرهاب وتمدده من جديد خاصة في المناطق المتاخمة لحدود غزة.

ـ خدمة جمع النفايات إلى أقل من (20%) جراء القصف، ما يهدد غزة بكارثة بيئية وصحية جسيمة.

– تلعب الإمارات دوراً دبلوماسياً مهماً للغاية، خلال فترة انتخابها لعضوية مجلس الأمن (2022- 2023)، من خلال دعوة مجلس الأمن للانعقاد من أجل استصدار قرار لوقف النار في غزة، والتصويت بالرفض على المشروع الأمريكي الخاص بالحرب في غزة، والذي لم يتطرق إلى معاناة المدنيين أو وقف آلة الحرب، إضافة إلى جعل القضية الفلسطينية قضية رئيسية في جميع مناقشات المجلس الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.

– موقف الإمارات الرافض لسياسات إسرائيل، بشأن استخدام التجويع كسلاح للمدنيين، ومحاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتحديداً إلى سيناء المصرية، يؤكد على امتلاكها لرؤية ثاقبة لمجريات الأمور في المنطقة، وتداعيات هذه السيناريوهات على أمن المنطقة وتحديدا سيناء، وعلى مسار القضية الفلسطينية، فإن تهجير الفلسطينيين أو استمرار الحصار، يجعل من المنطقة بؤرة خصبة للتنظيمات المتطرفة، مستغلة الأجواء الإنسانية القاسية، واحتدام الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، ما يهدد مستقبل القضية الفلسطينية، ويبعدنا عن حل الدولتين، ذلك الحل الأمثل لإنهاء الصراع الراهن.

– التوافق بين الإمارات ومصر في الوقت الراهن، حول ضرورة وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة، والرفض القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين، يعد نقطة داعمة وأساسية للقضية الفلسطينية، وحائط صائد أي محاولات لتصفية القضية سواء باستمرار الحرب أو الإبادة الجماعية والحصار، والنتائج المترتبة عليها من تمدد الإرهاب، ما يرجح فرص التوصل إلى هدنة إنسانية قريبة، قد تسمح بدخول مزيد من المساعدات لتخفيف معاناة المدنيين، وتدفع إلى وقف الحرب بشكل نهائي.

– من المتوقع أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التحركات الدبلوماسية الإماراتية داخل مجلس الأمن، وعلى مستوى المحادثات بين قادة دول أوروبا، خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا، إضافة إلى بريطانيا، بدأت أن تميل إلى ضرورة إنهاء الحرب، تخوفاً من تفاقم الوضعين الإنساني والأمني بالمنطقة، وإعادة تشكيل بعض التنظيمات المتطرفة نفسها من جديد، ما ينعكس بشكل مباشر على الأمن والسلم العالمي.

 

ttps://www.europarabct.com/?p=92351

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

 الهوامش

بدء دخول المستشفى الميداني الإماراتي إلى غزة

https://bit.ly/41LiGs1

الإمارات تواصل فعاليات حملة “تراحم من أجل غزة” لإغاثة الشعب الفلسطيني

https://bit.ly/3Ru1HWm

قبيل جلسة لمجلس الأمن.. بريطانيا تؤكد من الإمارات العمل على “هدنة إنسانية” بغزة

https://bit.ly/41sqgHN

الإمارات ترسل 25 طنا من المساعدات الإغاثية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ضمن حملة “تراحم من أجل غزة”

https://bit.ly/3GOmzm8

بيربوك: الجوع في غزة يغذي خطر الإرهاب المتزايد

https://bit.ly/3vdMl0s

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...