الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمون في السويد ـ النهج السياسي والمخاطر (ملف)

يونيو 07, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

ستوكهولم.ـ آندي  فليمستروم Andie Flemström ، باحثة في المركز الأوروبي ـ  قضايا التطرف والإرهاب 

الإخوان المسلمون في السويد ـ النهج السياسي والمخاطر (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع الإخوان المسلمون في السويد، من حيث النهج السياسي للجماعة وأساليب العمل، كما يتطرق لمخاطر الإسلام السياسي على الأمن القومي للسويد، وأبرز المنظمات والمساجد التي تعمل تحت مظلة الإخوان المسلمون في السويد، وتجيب الدراسة على تساؤل: هل نجح الإخوان في نشر التطرف في السويد؟ وما مستقبل الإخوان في السويد؟

ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. الإخوان المسلمون في السويد ـ النهج السياسي، الأساليب والاستراتيجيات
  2. الإخوان المسلمون في السويد ـ المنظمات والتأثير السياسي
  3. محاربة التطرف في السويد ـ هل نجح الإخوان في نشر التطرف؟

1 ـ الإخوان المسلمون في السويد ـ النهج السياسي، الأساليب والاستراتيجيات

يعتمد الإخوان المسلمون في أوروبا ومن ضمنها السويد على تغيير أساليبهم وخطاباتهم، عبر السنوات الماضية بسبب حقيقة أن الإخوان يجدون أنفسهم في وضع غير موات في القارة الأوروبية لتحقيق أهدافها السياسية. وقد غيرت جماعة الإخوان أو عدلت النظرة الكلاسيكية للعالم التي قسمت العالم إلى دار الإسلام  (عالم السلام) ودار الحرب ( أوروبا المسيحية).

يقول طارق رمضان، عضو بارز في جماعة الإخوان المسلمين، إن المسلمين يجب أن ينظروا إلى أوروبا على أنها ” دار الشهادة”، مما يعني أنه يمكن أيضًا اعتبار أوروبا دار الدعوة والرسالة لجماعة الإخوان. التطرف العنيف في السويد -التشابهات والاختلافات. بقلم أندي فليمستروم Andie Flemström

وهو يعتقد أن على المسلمين واجب “الشهادة” ونشر الإسلام في أوروبا. وبما أن الجماعة تضع نفسها “ممثلاً” للمسلمين في السويد، فهذا يمنح الجماعة الفرصة للتحكم في كيفية تمثيل الإسلام أو تمثيل الجاليات المسلمة وبناء المشكلة التي تواجه المسلمين في السويد. بناءً على ذلك، طور نشطاء الإخوان المسلمين استراتيجية تدعم احتواء موقف المجتمعات الأوروبية السائدة من الإسلام والمسلمين.  في هذا الصدد، يرفض الإخوان المسلمين كل أنواع الانتقادات الموجه ضدهم أو إلى مصطلح “الإسلاموفوبيا”.

وتستخدم  جماعة الإخوان مصطلح “الإسلاموفوبيا” لتقويض أخلاق وسلوكيات الأفراد والجماعات بدلاً من مناقشة الأمور الواقعية. هذا النمط من العمل فعال لجماعة الإخوان المسلمين الذين يستخدمونه للدفاع عن مشروعهم الإسلاموي. باستخدام هذا المصطلح، يمكنهم نشر التصور الخاطئ بأنهم مسلمون عاديون معرضون لـ “الإسلاموفوبيا” بدلاً من كونهم جزءًا من “أيديولوجية تحول اجتماعيًا”.  تعتبر هذه الاستراتيجية في سياق سياسي علماني، مثمرة بالنسبة للإسلامويين لكي يُنظر إليهم على أنهم الضحية.

يدرك الإسلاميون، جماعة الإخوان المسلمون، أنه من الصعب للغاية رد اتهامات “الإسلاموفوبيا”، وبالتالي يستمرون في استخدامها كسلاح خطابي في لعبتهم السياسية. يبدو هذا النوع من “الشعور بالمظلومية” سائدًا ويهيمن على حركة الإخوان المسلمين بأكملها. وتعتبر الجماعة أنفسهم ضحايا دائمين يرفضون تحمل أي مسؤولية عن حالتهم.

مخاطر الإسلام السياسي في السويد

أغلقت هيئة التفتيش على المدارس السويدية في العامين الماضيين، مدرستين في أوريبرو، بعد أن قيمَ جهاز الأمن السويدي (Säpo) أن الأطفال ربما يتعرضون للتطرف والتجنيد في البيئات المعززة للعنف، والتي تقبل العنف أو الإجرام كطريقة للتغيير السياسي.  وفقًا لجهاز الأمن، يُشتبه في أن العديد من الموظفين، بمن فيهم عضو مجلس الإدارة السابق، الذي انضم إلى داعش أثناء الحرب في سوريا ثم عاد إلى السويد، من مؤيدي الإسلاموية العنيفة في أوريبرو.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر المعلومات الواردة من الاستخبارات السويدية (Säpo) أيضًا أن مجلس الإدارة وافق على التدريس على الرغم من وجود خطر تعرض الأطفال لـ “القيم غير الديمقراطية”. يقول “أنديرياس جولبيرغ”،المحامي في مفتشية المدرسة: “إنه أمر خطير للغاية أن يدخل المتطرفون العنيفون إلى النظام المدرسي.”التطرف العنيف في السويد، الواقع والمخاطر والمعالجات (ملف)

مصادر التهديد 

كشف جهاز الأمن السويدي (säpo) عن عدد العناصر الإسلاموية الخطرة، وذكر، إن هناك حوالي 200 عنصر متطرف عنيف في السويد خلال عام 2010؛ وتشير الأرقام إلى وجود ما يقارب 2000 ألف إسلاموي متطرف في عام 2018. ووفقًا للمركز الوطني لتقييم التهديد الإرهابي، فإن تهديد الجماعات المتطرفة بكل أطيافها للسويد يأتي من الجماعات الإسلاموية المتطرفة واليمين المتطرف.  في تقريرين أجرتهما وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB) في عامي 2017 و 2018، وُصِف الإخوان المسلمون والمنظمات المرتبطة بها على أنهم تهديد للمجتمع السويدي، ليس فقط لأنهم سيكونون مؤيدين للعنف ولكن لأنهم ينتقدون المجتمع السويدي بأنه ضد الإسلام وأن  الإسلاموفوبيا  منتشرة في المجتمع، وبالتالي تساهم في إيذاء المسلمين السويديين، الأمر الذي يعتقد المؤلفون أنه قد يؤدي إلى استقطاب المجتمع السويدي وفي أسوأ الأحوال يمكن أن يؤدي إلى التطرف وتبني  الأفكار والمواقف المتطرفة.

ترحيل عناصر إسلاموية متطرفة

اتخذت الحكومة السويدية في عام 2019 قرارًا بترحيل ستة عناصر إسلاموية وفقًا لـ “قانون المراقبة الخاصة للأجانب”(LSU) بعد تقديم طلب من جهاز الأمن السويدي (Säpo). القرار يتعلق بالأشخاص: (الإمام أبو رعد وابنه رعد الدوهان، الإمام حسين الجبوري، الإمام فكري حمد، فيكتور غازييف وعبد الناصر النادي، مدير سابق في مدرسة العلوم).

شخصيات محورية في “البيئة الإسلاموية

تعتبر الحكومة السويدية بعض العناصر الإسلاموية المتطرفة بأنهم عناصر محورية في “البيئة الإسلاموية” في السويد ويشكلون تهديداً للأمن القومي.  لكن رغم ذلك لا يمكن تنفيذ عمليات الترحيل وفق القوانين السويدية وقوانين الحماية، كون الترحيل الى دولهم يمثل خطراً على حياتهم. وفقًا لخبير الإرهاب هانز برون. وبالتالي، يتم إطلاق سراح تلك العناصر من مراكز الاحتجاز التابع لمجلس الهجرة السويدي.  قررت مصلحة الهجرة السويدية في يونيو 2020، ترحيل المجند السابق المشتبه به في داعش أحمد عبد الكريم أحمد وفقًا لـ “قانون المراقبة الخاصة للأجانب” (LSU) بعد تقديم طلب من جهاز الأمن السويدي (Säpo) وتمَ  ترحيله خارج البلاد في عملية سرية من قبل جهاز الأمن في عام 2022.

كان أحمد أحمد على رادار جهاز الأمن قبل فترة طويلة من اعتقاله للاشتباه في تجنيده الإرهابي في عام 2015. كان دوره كإمام شخصية رئيسية في التطرف وتجنيد “الجهاديين” في العديد من المساجد مثل: أوريبرو إسكلستونا وغوتنبرغ وخاصة في ستوكهولم، كما كان ناشطًا جدًا كمحاضر حول الإسلام للشباب في عدد من الجمعيات المختلفة. على عكس الحالات الأخرى مع الأئمة الذين تلقوا قرارات الترحيل بعد تقديم طلب من جهاز الأمن، حكم مجلس الهجرة السويدي ومحكمة الهجرة الاستئنافية بعدم وجود أي عائق أمام ترحيل أحمد عبد الكريم أحمد إلى وطنه الأصلي، العراق.

**

2- الإخوان المسلمون في السويد ـ المنظمات والتأثير السياسي

استيقظت الدول الأوروبية في وقت متأخر على مخاطر تيارات وجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان المسلمين والحركة السلفية “الجهادية”. كشفت الهجمات الإرهابية التي وقعت في العديد من الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة عن الصلات الأيديولوجية المتطرفة المباشرة وغير المباشرة بين جماعة الإخوان المسلمين ومرتكبي تلك الهجمات.

الإسلام السياسي: هو “استخدام الإسلام لهدف سياسي”، أي “تسييس” الدين. الإسلام السياسي، هو أيديولوجية سياسية تقوم على استخدام الإسلام وتكتسب شرعيتها منه. كما يشير الإسلام السياسي، إلى الحركات التي تمثل التعبئة السياسية الحديثة باسم الإسلام، وهو اتجاه ظهر في أواخر القرن العشرين.

حظر البرلمان النمساوي جماعة الإخوان المسلمين في إجراء فريد في محاربتها للتطرف والإرهاب في عام 2021. وبذلك تكون أول دولة أوروبية تحظر الجماعة.

الإخوان المسلمون في السويد – تنظيمات – مساجد

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في السويد بعد الهجرة أواخر السبعينيات، وعلى مر السنين، تمكنت الجماعة من ترسيخ مكانة مهيمنة تمامًا داخل المجتمع الإسلامي في السويد، وتم تحويل ملايين عديدة من دافعي الضرائب السويديين إلى الفرع السويدي لأكبر منظمة إسلامية في العالم – الإخوان المسلمون.

نجح “الإخوان” في تقديم أنفسهم كممثل للأقليات المسلمة وتمكنوا من إنشاء تمثيل حكومي “government status”، حيث يتم استشارتهم بشأن القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين بشكل عام. إن الاعتراف بـ جماعة الإخوان كممثل للإسلام والمجتمع المسلم يعني فرص الوصول إلى الموارد المالية، والتي بدورها تمكنهم من زيادة تأثيرهم الأيديولوجي بين المسلمين الآخرين، والقدرة على احتكار تفسير النصوص الإسلامية في السويد. يذكر بأن جماعة الإخوان المسلمين في السويد تعمل تحت إشراف “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا  (FIEO) .

المنظمات الأكثر نفوذاً لجماعة الإخوان في السويد

ـ الرابطة الإسلامية في السويد  (IFIS)

ـ المجلس الإسلامي السويدي  (SMR)

ـ منظمة الإغاثة الإسلامية في السويد (SMR)

ـ جمعية ابن رشد الدراسية

ـ  رابطة الشباب المسلم في السويد

ـ التجمعات الإسلامية الموحدة في السويد

ـ المدارس الإسلامية السويدية (SIS)

تأسست الرابطة الإسلامية في السويد (IFIS) في عام 1981 وفقًا لميثاق IFIS، فهي عضو مؤسس في المنظمة الجامعة المرتبطة بالإخوان المسلمين، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) التي تتبع إرشاداتها الرابطة الإسلامية في السويد .IFIS وتعتبر الرابطة الإسلامية في السويد المحرك الرئيسي للعمل الإسلامي في السويد ويتزعم الرابطة الإسلامية في السويد منذ 2011 عمر مصطفى.

المساجد

مسجد ستوكهولم: يقع مسجد ستوكهولم في العاصمة السويدية ستوكهولم، ويعتبر محمود الخلف الإمام والمدير. ُيعد مسجد ستوكهولم اليوم أشهر مؤسسة لجماعة الإخوان في السويد، ويعتبر المقر الرئيسي للحركة والذي تم افتتاحه عام 2000 وتمول المسجد  عدد من الجهات الفاعلة.

 مسجد جوتنبرج: يقع مسجد جوتنبرج في مدينة جوتنبرج وتم افتتاحه عام 2011، إمام المسجد هو أحمد غانم .

نجحت الجماعة في التسلل إلى الأحزاب السياسية السويدية أو المجموعات المؤثرة الأخرى لزيادة النفوذ السياسي. ونجح العديد من السياسيين المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين في الحصول على مناصب عليا داخل الأحزاب القائمة في السويد.

يرى محمود الخلفي، إمام مسجد ستوكهولم، أن هذا نجاح للإسلاميين عندما تولى محمد كابلان منصب وزير في الحكومة بقيادة ستيفان لوفين عام 2014.

ميكيل يوكسل

أسس ميكيل يوكسل – وهو سياسي سويدي من أصل تركي  في أغسطس 2019، حزبًا جديدًا في السويد يسمى ” نيناس “(Nynas) . كان يوكسيل عضوًا سابقًا في حزب الوسط الليبرالي السويدي. لكن الحزب أجبره على الاستقالة في الانتخابات السويدية للبرلمان الأوروبي على خلفية مزاعم بصلته بـ “الذئاب الرمادية التركية”، الجناح الشبابي المتشدد لحزب الحركة القومية المتطرفة في تركيا(MHP)، الذي ينتمي إليه والده، وهي شريك في ائتلاف حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس أردوغان.

وفقًا لماغنوس نوريل، يقدم حزب” نيناس” نقطة بيانات جديدة في اتجاه مقلق في السياسة الأوروبية، حيث تدعم حكومة أردوغان وتستثمر في الأحزاب الأوروبية الصغيرة التي تتوافق مع رؤية أردوغان السياسية في تركيا. وفي أوروبا، يحدث هذا كجزء من الاستثمار التركي الكبير في بناء جسور اقتصادية واجتماعية ودينية مع الأحزاب الأوروبية التي تتماشى سياسيًا مع مصالحها.

برنامج الحزب الإسلامي (Nynas)

يركز برنامج الحزب الإسلامي (Nynas) على مواضيع مشتركة بين الأحزاب الإسلامية الأوروبية القائمة والتي اعتبرها أردوغان مفيدة لمصلحته. ويدعو البرنامج إلى “أن يصبح المسلمون أقلية رسمية متجانسة على أساس تعريف محدد للإسلام”.  ولم يكن” نيناس “أول من أعتمد ذلك، فقد أعلن حزب “جاسين”  في عام 2017،  صراحة عن نيته اتباع الشريعة الإسلامية.

شهدت السويد أيضًا جهودًا سياسية من قبل الإسلاميين خلال اتفاقية 1999 بين الحركة الاشتراكية-الديموقراطية و”المجلس الإسلامي في السويد “(SMR) والتي قال العديد من المراقبين إنها لها جذور مع جماعة الإخوان المسلمين.

وبحسب هذه الصفقة، حصل المجلس الإسلامي في السويد على عدد من المناصب الآمنة في القوائم الحزبية مقابل دعمه للديمقراطيين الاشتراكيين. ومنذ ذلك الحين ازداد عدد الحركات والجماعات التابعة لجماعة “الإخوان المسلمين”، وحصلت على تمويل من الخزينة العامة، وفرضت نفسها كأبرز هيئة تمثيلية للمسلمين في السويد. عمل الإسلام السياسي على بناء الجسور الاقتصادية والاجتماعية والدينية مع الأحزاب السويدية، وخلايا سرية للاستقطاب والتجنيد، والسيطرة على التعليم.

**

3- محاربة التطرف في السويد ـ هل نجح الإخوان في نشر التطرف؟

لا يزال عمل الإخوان يعتمد على السرية ويخفي نشاطه وراء واجهات المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية وخطاب يتسم بالازدواجية. نجحت جماعة الإخوان على مدى عقود في إنشاء مجتمعات موازية ساهمت في خلق مشاكل أثرت على قدرة المجتمع السويدي بإدارة سياسة الاندماج وهذا مثل تحدياً للتماسك الاجتماعي.

إن الاعتقاد بأن الإخوان المسلمين ممثل شرعي للإسلام والمسلمين في السويد يعني نقص المعرفة بالإسلام والإخوان المسلمين أيضًا. تستلزم نتيجة هذا النمط من العمل والتفكير إعطاء الحركة الإسلامية ككل الفرصة لتعزيز نفوذها السياسي والديني. وهذا من شأنه أن يساهم أيضًا في خلق مزيد من الفصل والاستقطاب. يجادل آجي كارلبوم، عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية منظرين آخرين بما يلي:

“مشكلة المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان هي أنها تساهم في خلق استقطاب سياسي واجتماعي من خلال تعزيز خطاب ” نحن “(المسلمون) “ضدهم ” أي ضد (غير المسلمين). وهذا بدوره سيؤدي سلبا على عملية الاندماج في المجتمع والتضامن المجتمعي في السويد. التطرف العنيف في السويد -التشابهات والاختلافات. بقلم أندي فليمستروم Andie Flemström

تأثير الإخوان على عملية الاندماج

إن استراتيجية سياسة الهوية المستخدمة من قبل الإخوان والمنظمات التابعة لها  تضع المجموعات في مواجهة بعضها البعض وبالتالي يكون لها تأثير سلبي على القواعد الديمقراطية فيما يتعلق بمناقشة القضايا الواقعية. اضافة الى ذلك : ” فإن خطر تخصيص الموارد بشكل غير نقدي أو متابعة  للمنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين  تؤثر سلبًا على عملية الاندماج، من حيث أنها تريد حماية المسلمين من تأثير مجتمع الأغلبية، من خلال بناء قطاع إسلامي موازٍ من الهيئات العامة وهو ما يسمى “المجتمع المدني المسلم”.

يشكل الإخوان المسلمون تهديدا قائماً للسويد من منظور أمني، ويرى العديد من المراقبين والخبراء أن الإسلاميين استغلوا الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لسكان بعض الضواحي، وخاصة الجاليات المسلمة، ولعبوا على التناقضات لنشر الفكر المتطرف والتكفيري بين أبنائهم وشبابهم.

وعقدوا ورش عمل لتعليم وتلقين أفكار العنصرية والتطرف الديني وتجنيد أعضاء في المنظمات المتطرفة خارج البلاد مثل تنظيم “داعش”. في هذا الصدد، فإن نتيجة تجاهل أو نفي حقيقة أن الإسلام السياسي قد رسخ جذوره في السويد واكتسب موقعًا وتأثيرًا كبيرًا في السويد بين النخبة السياسية والمجتمع على حدٍ سواء يعني الافتقار إلى المعرفة بالإسلام السياسي مثل جماعة الإخوان المسلمين ويستلزم هذا الجهل والسذاجة دعم الأفكار النمطية والأحكام المسبقة عن “المسلمين” في الوعي الجماعي.

النموذج السويدي لتنظيم الإخوان

نجح الإخوان المسلمون في السويد عبر عقود في بناء هيكل مؤسسي استُخدم بسلاسة “النموذج السويدي” الذي يمكنهم من إتقان “فن حلب النظام المنفتح والمرحب والسخي في السويد” لتأمين المساعدة المالية من المال العام.

استخدمت الجماعة مجموعة متنوعة من الأساليب والاستراتيجيات للوصول إلى أهدافهم وزيادة التأثير السياسي مثل: التسلل إلى الأحزاب السياسية والجماعات المؤثرة الأخرى والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى وتقديم نفسها كممثلة لأقلية دينية.

يجادل العديد من الباحثين بأن الدولة والمجتمع قد ساهموا ماليًا وتنظيميًا في إنشاء العديد من المنظمات ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بجماعة الإخوان وساعدوا في ذلك. تتلقى العديد من هذه المنظمات ملايين” الكرونات” السويدية دعماً من الدولة ودافعي الضرائب. وفقًا لبعض الخبراء، Magnus Norell، الذي أتفق معه تمامًا، حيث قال أنه لن يكون من الممكن للجماعات السويدية التابعة الإخوان المسلمون أن تحقق درجة تأثيرها ونفوذها الاستثنائية هذه بدون درجة كبيرة من السذاجة والجهل بين النخبة السويدية والمجتمع بشكل عام حول الإسلام السياسي كمفهوم وأيديولوجيا. التطرف العنيف في السويد -التشابهات والاختلافات. بقلم أندي فليمستروم Andie Flemström

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– تقدم جماعة الإخوان المسلمين نفسها على أنها حركة غير سياسية واجتماعية ودينية، لكنها في الواقع جماعة متطرفة، لديها أيديولوجية الإسلاموية بهدف سياسي، يتمثل في إقامة نظام إسلاموي في ظل حكم الشريعة. على سبيل المثال، تعتقد الرابطة الإسلامية في السويد ( IFIS) [أن الشريعة هي نظام قوانين “أبدي” أمر الله البشرية باتباعها بغض النظر عن الزمان والمكان] . بالنظر إلى أن الأخوان يؤمنون بأن الإسلام يجب أن يشمل كل شيء في المجتمع وأن الشريعة هي التي تحكم المجتمع وهذا قانون لا يتغير مع الزمان والمكان،  فالسؤال هنا : كيف يتم دمج هذا مع الديمقراطية الغربية؟

– كيف يمكن أن تكون من دعاة الديمقراطية القائمة على الأشخاص الذين يضعون القوانين وفي نفس الوقت تكون  مؤيدًا لشريعة ثابتة “تحكم المجتمع”؟ لم يتم إعطاء إجابة واضحة على هذه الأسئلة من قبل ممثلي الإخوان. لكن أولئك الذين يعرفون تاريخ الإخوان المسلمين يدركون أن “عقيدة الإخوان” وُلدت على عكس النموذج الثقافي والمجتمعي الغربي، وهي تدور حول “النهضة الإسلامية” ضد قبضة العلمانية الغربية وتقليد النموذج الأوروبي، ولإعادة قيام “دولة الخلافة” بحكم الشريعة.

– تعكس العديد من التقارير الصادرة عن أجهزة المخابرات في أوروبا مخاطر الإسلام السياسي، المتمثل في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، على أمن أوروبا والتي أصبحت أكثر خطورة من الجماعات “السلفية الجهادية”، مثل داعش والقاعدة.

– ويرجع ذلك إلى أن جماعات الإسلام السياسي على اختلاف أنواعها تبنت سياسات ناعمة لاختراق المجتمع والاقتراب من مؤسسات الدولة. يقدمون أنفسهم على أنهم “ممثلين” للجاليات المسلمة في أوروبا لتعزيز مصالحهم السياسية وأجندتهم ونشر أيديولوجيتهم المتطرفة بدلاً من تقديم الخدمات للمجتمعات المسلمة.

– تخفي تيارات الإسلام السياسي نشاطها وراء واجهات المراكز الإسلامية والمساجد والجمعيات وخطاب يتسم بالازدواجية.  يمثل الإسلام السياسي مشكلة وتحديًا كبيرًا يهدد النظام الديمقراطي في السويد. ومكافحتها تبدأ بمواجهة محاولاتها لخلق مجتمعات موازية انعزالية ونشر التطرف.

– بات معروفاً أن  جماعة الإخوان تحرض على الكراهية والعنف وتنشرون التطرف وهذا يعود إلى ايدلوجية الجماعة المتطرفة وهذا يعني انه يتوجب على الحكومة السويدية اتخاذ مجموعة من الإجراءات لاحتواء جهود “الإسلام السياسي” لنشر هذه الأيديولوجية المتطرفة

– ما ينبغي العمل عليه من قبل حكومة السويد هو إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة التنظيمات المتطرفة وحظرها في السويد، وحظر رموزها وشعارها والمنظمات التابعة لها. عند مراجعة سياسات الحكومة السويدية في محاربة التطرف والإرهاب، وبضمنها الجماعات الإسلاموية المتطرفة، يبدو من المستبعد في الوقت الحالي اتخاذ قرار بالحد من نفوذ الجماعة أو ادراجهم على قائمة التطرف.

**

ـ إن المشاعر العنصرية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى اليمين الأوروبي المتطرف تصب في مصلحة  جماعة الإخوان المسلمين. الرابطة الإسلامية السويدية الذراع السويدية لجماعة الإخوان المسلمين هي (IFIS) التي تذكر على موقعها الإلكتروني أنها عضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) .

ـ أدركت السويد إلى جانب دول أوروبا، مخاطر الإسلام السياسي بكل أطيافه وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. رغم أن الجماعة بدأت العمل في أوروبا منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي، لكن الحكومات الأوروبية لم تتخذ التدابير المطلوبة للحد من أنشطة الجماعة، إلا بعد عام 2011 مع تصاعد “الربيع العربي”. الإسلام السياسي ـ الإخوان المسلمين في السويد، كان يقدم الدعم اللوجستي إلى التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق ومناطق النزاع، والتحقت أيضاً مجموعات وافراد للقتال بصفوف تنظيم داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من  التنظيمات المتطرفة.

ـ تلعب جماعة الإخوان دوراُ أخطر من تنظيم داعش والقاعدة، من خلال نشر أيديولوجية التطرف عبر الإنترنت والمنابر وخلف واجهات معقدة مثل المنظمات والمساجد وجمعيات خيرية.

ـ وما يصعد من مخاطر جماعة الإخوان في السويد إنها تسيطر على أغلب المساجد من خلال الرابطة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية وغيرها، بالتوازي مع أنشطتها السياسية وقربها من الأحزاب السياسية الأخرى وعقد تحالفات معها.

ـ تعتبر جماعة الإخوان من أصول تركية من الجماعات المؤثرة والتي يمكن وصفها بأنها الجسر الذي يربط مصالح تركيا الاقتصادية والسياسية وما بين الأحزاب السويدية.

بات متوقعا أن جماعة الإخوان تستمر كجماعة سياسية إسلاموية مؤثرة، وهذا يعتمد على نوع السياسات والتدابير التي تعتمدها السويد للحد من أنشطة الجماعة.

**

– من خلال الترويج غير النقدي لـ “الإسلاموفوبيا” باعتباره المشكلة الحاسمة للمسلمين في السويد وحتى في أوروبا وفي نفس الوقت إنكار وجود الإسلام السياسي، يقدم الكثيرون دعمهم لتفكير الإخوان المسلمين الشمولي ويقدمون لهم أيضاً دون وعي الظروف والموارد لتعزيز مشروعهم الإسلامي السياسي على المدى الطويل.

– مستقبل الإخوان المسلمين في السويد هو سؤال مهم ولكن لا توجد إجابة واضحة في هذه الدراسة. ولكن طالما أن هناك مشكلة تواجه السلطات السويدية في التعامل بجدية مع ملف الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، وطالما أن نموذج الإخوان المسلمين يتمتع بحرية الحكم، فهناك خطر وشيك يتمثل في أن الحركة قد تعزز موقفها بشكل متزايد وتحرك مكانتها إلى أبعد من ذلك في السنوات القادمة.

– طالما أن المرء يتعرض لخطر وصفه بـ “العنصرية” أو “الإسلاموفوبيا”، إذا عارض نهج الإخوان المسلمين، وبالنظر إلى الوضع الحالي في المجتمع السويدي، فإن مثل هذه التصنيفات قد تعرض حياة الناس المهنية للخطر، فإن ثقافة الصمت من شأنها أن تمنح الإسلاميين مكانة أقوى في مجتمعاتهم الموازية وفي الوقت نفسه، سيشكلون تحديًا طويل الأمد لسياسة الاندماج والتماسك الاجتماعي في المجتمع.

ينبغي إصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تعزز جهود الدولة وإجراءاتها في مواجهة التطرف والإرهاب. وتسهل هذه التشريعات عملية تعقب ومراقبة البيئات الحاضنة للتنظيمات والمؤسسات المتطرفة التي ترعى المتطرفين وتشديد العقوبات عليهم، ورصد ومعاقبة التحريض على خطاب الكراهية ونشر التطرف الديني واستغلال الإنترنت لهذه الأغراض. يمكن أن تتناول هذه التشريعات أيضًا الدعاية والآلة الإعلامية للجماعات “الجهادية”.

ـ ضرورة إنشاء “مركز توثيق الإسلام السياسي” لتحليل ومراقبة أنشطة الإخوان المسلمين في السويد، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطة الجماعة وتمويلها للتطرف والإرهاب.

ـ  إقامة مراكز مهمتها مراقبة المؤسسات والتنظيمات المتطرفة في الدولة كخطوة لمكافحة تيارات الإسلام السياسي أو ما يعرف بـ “الإسلاموية”.

ـ  يجب أن تكون الشفافية في موضوعات تمويل المراكز والمنظمات التابعة  لجماعة الإخوان ومصادر التمويل.

ـ تكثيف الرقابة على الاستثمارات والمؤسسات المالية التابعة للإخوان التي تُعتبر ممرات لتمويل التطرف والإرهاب. من أهم آليات مكافحة الإرهاب هو تجفيف مصادر تمويله.

ـ ضرورة ضبط خطاب المساجد الذي يتعارض مع قيم النظام الديمقراطي السويدي، ومراقبة مصادر تمويل المساجد والمراكز الدينية، ومنع المتطرفين الإسلامويين من السيطرة على المساجد، ووقف استقبال الأئمة المرسلين من الدول الأجنبية.

ـ ضرورة وجود قانون يمنع عمل الأئمة من خارج الاتحاد الأوروبي، في إطار محاربة التطرف. من المهم إنشاء “معهد أوروبي لتدريب الأئمة” يشرف على تدريب الأئمة ويضمن أن خطابهم لا يساهم في “أيديولوجية التطرف”.

ـ ينبغي إغلاق المؤسسات المشتبه بها في نشر أفكار وأيديولوجيات متطرفة، على سبيل المثال، مدارس الإخوان التي ازدادت خلال العقدين الماضيين، وأصبحت إحدى منصات نشر الفكر المتطرف. هذه المدارس آخذة في الانتشار نتيجة تساهل الحكومات مع أنشطة وتحركات جماعة الإخوان المسلمين، والتي تصنفها عدة دول على أنها جماعة متطرفة. تمثل هذه المدارس بؤر انتشار الفكر المتطرف، خاصة في الضواحي السويدية التي يسكنها المجتمع المسلم.

– المدرسة هي واحدة من أهم المؤسسات في خطة الإخوان المسلمين الأوروبية لبناء “جيب ديني”.  إنها بالطبع نتيجة منطقية لهدف الإخوان المتمثل في حماية المسلمين من الاندماج الثقافي ونشر أفكار الإخوان المسلمين؛ الشباب هم الأكثر تكوينًا وتأثراً، ومن الأسهل إنشاء عادة أساسية قد يكون من الصعب تغييرها في مرحلة البلوغ.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=88887

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

References

Carlbom, Aje. 2017.“Islamic activism in a multicultural context– ideological continuity or change?”
https://bit.ly/3r9nHcH

Islamic Association in Sweden. Federal Statutes 2012-06-10, page 1
https://bit.ly/3KN3LnC

Löwenmark ,Sofie. 2022. “Misstänkte IS-rekryteraren har utvisats i Säpoinsats” DOKU
https://bit.ly/3DZN8mk

Norell.Magnus, Carlbom.Aje, Durrani.Kand Pierre. 2016 “Muslimska Brödraskapet i Sverige”. On behalf of MSB
https://bit.ly/3DUqjAp

Norell. Magnus. 2018. “The Muslim Brotherhood in Sweden/1”
https://bit.ly/3KxwSvd

Sky News Arabia. 2021.“A European alliance to strengthen measures to surround the Brotherhood after the Vienna Forum”
https://bit.ly/3Ei77wl

** 

European Centre for Counter terrorism and Intelligence Studies.2020.“The reality of political Islam in Europe 2020”
https://bit.ly/3JDzu9n

European Centre for Counter terrorism and Intelligence Studies.2021.“ Political Islam in Germany and Austria: Warnings and Measures”
https://bit.ly/38EyLrU.

Islamic Association in Sweden. Federal Statutes 2012-06-10, page 1
https://bit.ly/3KN3LnC

Löwenmark ,Sofie. 2022. “Misstänkte IS-rekryteraren har utvisats i Säpoinsats” DOKU
https://bit.ly/3DZN8mk

Norell.Magnus, Carlbom.Aje, Durrani.Kand Pierre. 2016 “Muslimska Brödraskapet i Sverige”. On behalf of MSB
https://bit.ly/3DUqjAp

Norell. Magnus. 2018. “The Muslim Brotherhood in Sweden/1”
https://bit.ly/3KxwSvd

Norell, Magnus.2018. “The Muslim Brotherhood in Sweden/2”
https://bit.ly/3EdqnLr

Olle Ohlsén Pettersson .2017. .“New report: The Muslim Brotherhood is active in Sweden”
 https://bit.ly/3LW0pig

säkerhetspolisen, 2020. Nationellt centrum för terrorhotbedömning
https://bit.ly/3DTTN11

säkerhetspolisen,Säpo, 2017.“The extremist milieus have grown so much”
https://bit.ly/35S8rJI

**

Carlbom, Aje. 2017.“Islamic activism in a multicultural context– ideological continuity or change
https://bit.ly/3r9nHcH

Löwenmark ,Sofie. 2022. “Misstänkte IS-rekryteraren har utvisats i Säpoinsats” DOKU
https://bit.ly/3DZN8mk

Norell.Magnus, Carlbom.Aje, Durrani.Kand Pierre. 2016 “Muslimska Brödraskapet i Sverige”. On behalf of MSB
https://bit.ly/3DUqjAp

säkerhetspolisen, 2020. Nationellt centrum för terrorhotbedömning
https://bit.ly/3DTTN11

säkerhetspolisen,Säpo, 2017.“The extremist milieus have grown so much
https://bit.ly/35S8rJI

Tanha. Sophie.2021. “Schools in Örebro are closed – connections to IS”. Svenska Dagbladet
https://bitly.is/3jlxvMc

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...