الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة

انشقاق الإخوان
يونيو 03, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة

حالة من الاضطرابات تشهدها جماعة الإخوان المسلمين على مدار العاميين الماضيين بعد نشوب خلافات بين جبهتي لندن وإسطنبول، أدت إلى انقسام علني بعد تولي إبراهيم منير مسؤولية الجماعة في أعقاب القبض على القائم بأعمال الجماعة محمود عزت في 28 أغسطس 2020، إذ اتخذ منير عدة قرارات من بينها إلغاء منصب الأمين العام للإخوان والذي كان يشغله محمود حسين وتشكيل لجنة معاونة لنائب المرشد العام، لتتسع الفجوة بينهما لاسيما وأن جبهة إسطنبول تتحكم في مصادر تمويل الجماعة بينما تسيطر جبهة لندن على ملفات مهمة بحكم العلاقة مع التنظيم الدولي، وامتدت تداعيات هذا الصراع إلى إخوان أوروبا ومحاولاتهم للتغلغل داخل المجتمع الأوروبي.

انشقاقات إخوان لندن وإسطنبول

تنقسم جماعة الإخوان إلى ثلاث جبهات:

جبهة لندن: يقودها صلاح عبد الحق القائم بأعمال مرشد الجماعة، ومن قياداتها عضو مجلس الشورى العام والمتحدث الرسمي أسامة سليمان، والمتحدث الإعلامي صهيب عبد المقصود، ومحي الدين الزايط وحلمي الجزار ومحمد البحيري ومحمود الإبياري ومحمد عبد المعطي الجزار.

جبهة إسطنبول: يقودها الأمين العام السابق محمود حسين، ومن قياداتها المتحدث الإعلامي طلعت فهمي، وأعضاء مجلس الشورى همام علي يوسف ومدحت الحداد ورجب البنا وممدوح مبروك.

جبهة الكماليين: تضم الشباب الموالين للقيادي السابق محمد كمال، وتطلق الجبهة على نفسها اسم ” تيار التغيير” معلنة رفضها لجبهتين إسطنبول ولندن.

مسلسل الانشقاقات

يتعلق الخلاف بين جبهتين لندن وإسطنبول بالصراع على السلطة والتمويل رغم اتفاقهما في 2020 بعد تولي إبراهيم منير قيادة الإخوان بعدم تحريك تحقيقات حفاظاً على كيان الجماعة، وتعود بداية الصراع إلى يوليو 2021 عقب تشكيل إبراهيم منير لجنة لبحث أوضاع الجماعة الداخلية، لترفض جبهة محمود حسين هذه اللجنة واتهاماتها لها بمخالفات مالية واختلاس أموال الجماعة ونقل معلومات خاطئة من محمود عزت لأعضاء التنظيم.

وتأزم الموقف بسحب جبهة إسطنبول المنصب من إبراهيم منير استناداً على لوائح الجماعة التي تمنع تولي منصب المرشد أو القائم بأعماله شخص يحمل جنسية أخرى غير المصرية، وجاء رد جبهة لندن بإجراء انتخابات سريعة لإخراج محمود حسين من مجلس الشورى ومكتب الإرشاد.

وتطور الأمر في 10 أكتوبر 2021 بإيقاف إبراهيم منير (6) من قيادات الإخوان وإحالتهم للتحقيق وهم (محمود حسين، وهمام يوسف، ومدحت الحداد، ورجب البنا، ومحمد عبد الوهاب، وممدوح مبروك) لمخالفاتهم اللائحة الداخلية للجماعة.

ورداً على هذه الخطوة أعفت جبهة إسطنبول في 13 أكتوبر 2021 إبراهيم من مهامه كنائب للمرشد وإلغاء الهيئة الإدارية العليا (بديل مكتب الإرشاد) التي يرأسها منير، الأمر الذي وصفه الأخير بالخروج عن لوائح الجماعة ليعين في 16 أكتوبر 2021 متحدثين إعلاميين جديدين للجماعة وهما صهيب عبد المقصود وأسامة سليمان.

وفي تطور جديد في 15 نوفمبر 2021 جمد إبراهيم منير عضوية القيادات الـستة المحالة للتحقيق، وعزلت جبهة إسطنبول منير رسمياً وشكلت لجنة برئاسة مصطفى طلبة للقيام بمهام منير في 17 ديسمبر 2021.  وعزلت جبهة لندن في 30 يناير 2022 مصطفى طلبة معلنة عدم اعترافها بقرار جبهة إسطنبول.

ومثل اجتماع مكتب الإرشاد العالمي في 7 يونيو 2022 نقطة تحول كبيرة في الصراع لعدم اعترافه بكافة قرارات جبهة إسطنبول، وإقراره بأحقية إبراهيم منير بالمنصب وإلزام كافة القيادات بمبايعته ما أدى لهجوم جبهة إسطنبول على مكتب الإرشاد العالمي.

تصريحات إبراهيم منير حول أن الجماعة لن تخوض صراعا على السلطة في مصر تسبب في تعميق الانقسام مع جبهة إسطنبول، التي أعلنت في الأول من أغسطس 2022 أن هذه التصريحات لا تمثل الجماعة.

اندلعت “حرب وثائق” بين جبهتي الكماليين ولندن في 15 أكتوبر 2022، وأصدرت الأخيرة وثيقة لتؤكد على الانسحاب من أي صراع على السلطة، بينما أكدت وثيقة الكماليين على عدم التزامها بقرارات جبهتي لندن وإسطنبول وأن العنف خيار لديها.

وبوفاة إبراهيم منير في الرابع من نوفمبر 2022 تأجج الخلاف من جديد على منصب القائم بأعمال المرشد، وأعلنت جبهة إسطنبول تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد العام في 17 نوفمبر 2022 مستندة على المادة الـ (5) من اللائحة التي تنص “في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة مهام المرشد لنائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد”.

ومع تأخر الإعلان عن بديل منير ظهرت بوادر انقسام دخل جبهة لندن، وفي 20 فبراير 2023 طالب شباب بالجبهة بتجاوز الخلافات بين القيادات وتشكيل مكتب إرشاد جديد وإعداد لائحة جديدة تضع حلولاً لمشاكل التنظيم.

لتعلن جبهة لندن “صلاح عبد الحق” مرشداً عاماً للإخوان في 19 مارس 2023، الأمر الذي رفضته جبهة إسطنبول ليستمر مسلسل الخلافات بين الجبهتين.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ماذا عن التخادم مع الأحزاب السياسية؟

تأثير الانشقاقات على تعامل حكومات أوروبا

تداعيات الانشقاقات داخل الإخوان لم يتوقف صداها عند الجماعة فقط، إذ وضعت حكومات أوروبا في مأزق للتعامل مع هذا المشهد، لاسيما وأن نفوذ الإخوان تمدد بشكل كبير بعد 2011 في أوروبا بالسيطرة على المساجد والجمعيات الخيرية، ما مكنهم من إقامة علاقات قوية مع السياسيين وبعض الأحزاب لاقتناع الدوائر السياسية الأوروبية وقتها بأن الجماعة ستتولى السلطة في منطقة الشرق الأوسط تباعاً.

وسرعان ما اختلف الوضع بسقوط حكم الإخوان في مصر في 3 يوليو 2013 وما ترتب عليه من تهاوي الجماعة في عدة دول، لذا وقعت أوروبا في حيرة لانتقاد الرأي العام لدعمها للإخوان والتباطؤ في مراقبة أنشطتهم.

وبتصاعد انشقاقات الجماعات زادت المخاوف الأوروبية من انتقال قيادات الإخوان إليها وأن تصبح مسرحاً لاستقطاب عناصر جديدة وجمع أموال، ما دفع بعض دول أوروبا لاتخاذ إجراءات ضد بعض المؤسسات والشخصيات الإخوانية للتصدي لأي محاولات صعود للجماعة إلى السلطة بأوروبا.

هل انتهى زمن الإخوان؟

تشهد جماعة الإخوان حالة من التصدع غير مسبوقة لافتقادها أدوات الترويج لأفكارها، عقب الرفض الشعبي لها بالشرق الأوسط وظهور الخلاف الداخلي للعلن وتزامن الإجراءات المشددة ضدها في عدة دول.

صنفت مصر الإخوان جماعة إرهابية في ديسمبر 2013 ، لتحل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة في 9 أغسطس 2014 مع مصادر أمواله، ومدت إدراج الجماعة على قوائم الكيانات الإرهابية لمدة (5) سنوات أخرى بدءاً من 19 أبريل 2023. وفي 7 مارس 2014 وضعت السعودية جماعة الإخوان على قوائم الجماعات الإرهابية.

وأدرجت الإمارات الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية في منتصف نوفمبر 2014، وأعلنت تونس في 26 يوليو 2021 إقالة الحكومة وتجميد البرلمان الذي سيطر عليه حزب النهضة الذراع السياسي للجماعة.

وانضمت تركيا إلى قائمة هذه الدول بوقف بث بعض القنوات الفضائية التابعة للجماعة، وتوقيف (34) إخوانياً دعوا لإشاعة الفوضى في مصر في نوفمبر 2022.

واعتادت الجماعة نفي أي اتهامات لها بالإرهاب، وقالت في بيان في نوفمبر 2020 ” الجماعة بعيدة تماماً عن العنف والإرهاب” رداً على وصف هيئة كبار العلماء بالسعودية للجماعة بمنظمة إرهابية.

ومؤخرا، قال المتحدث الإعلامي باسم جبهة إسطنبول طلعت فهمي، إن ” المحاولات المستمرة لوصم الجماعة بالإرهاب بهدف استرضاء الأنظمة العربية والتخوف من شعبية الإخوان ومحاولة ترسيخ صورة ذهنية غير صحيحة عن الجماعة”.

وفي الوقت الذي تستعد فيه الجماعة لتغيير استراتيجيتها للتأقلم مع المتغيرات الراهنة، تصطدم بغياب الرؤية الموحدة بين الجبهتين، ما يزيد من الانقسام ويدفعها للبحث عن حواضن جديدة للاستقرار فيها واللجوء إلى العنف كمحاولة للبقاء.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما حقيقة تحول الجماعة إلى ورقة سياسية ضد دول المنطقة ؟

تأثير الانشقاقات على التنظيم في أوروبا

يرتبط الإخوان في أوروبا بشبكة الإخوان بالخارج، ومثلت مجموعة ضغط على الحكومات الأوروبية للتأثير على القرارات المتعلقة بالمؤسسات الإسلامية الراعية للجاليات المسلمة، ومن ثم أسست كيانات إخوانية خفية في المؤسسات التعليمية والدينية منذ ستينيات القرن الماضي.

هذا التغلغل داخل أوروبا وبناء علاقات مع صناع القرار لن يتأثر بسهولة جراء الانشقاقات الأخيرة داخل الجماعة، ولكن تزامنت هذه الانقسامات مع إجراءات غير مسبوقة من أوروبا أدى لانكماش أنشطتها نوعاً ما مقارنة بالأعوام الماضية لتأثر مصادر التمويل وانشغال التنظيم الدولي بالخلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول.

وتصبح هذه الفترة هي مرحلة اختبار لإخوان أوروبا، بعد أن كشفت الاستخبارات الألمانية عن نشاط الجماعة ما أدى لطرد المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا بعض المنظمات الإخوانية من صفوفه وجردت القيادي ووزير مالية الإخوان بألمانيا ” إبراهيم الزيات” من مناصبه بالمجلس.

وبالمثل حلت فرنسا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وحاصرت تمويل الإخوان وصادرت (25)  مليون يورو من أموالهم، وسحبت بلجيكا الاعتراف الرسمي من الهيئة الإسلامية كمحاور للحكومة ورحلت ” حسن ايكويسين” رجل دين مغربي ينتمي للإخوان.

وقدم البرلمان البريطاني مقترح لتعديل قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأقر البرلمان السويدي تعديلاً دستورياً لتمرير قوانين أكثر صرامة لمحاربة الإرهاب، وشددت النمسا من مراقبة مسجد الهداية بفيينا وأنشطة الإخوان بالمجلس الإسلامي بجانب حظرها لأنشطة الجماعة بالأماكن العامة. محاربة التطرف – دور المؤسسات الإسلامية في بريطانيا وهولندا

التقييم

– بدون شك تمر جماعة الإخوان بمرحلة عصيبة دولياً لصعوبة التوافق بين جبهتي لندن وإسطنبول وتضييق الخناق عليها من قبل أوروبا، لذا انكشفت أساليب الجماعة في التخفي والتغلغل داخل المجتمعات وتصدير صورة الضحية عنها، لتلجأ إلى تغيير مسميات الكيانات والتعاون مع شخصيات جديدة غير معروف انتمائها لتفادي تتبع أجهزة الأمن والاستخبارات لتحركاتها.

– اتجاه إخوان أوروبا المرحلة المقبلة إلى خطاب ” الاستعطاف ” لاستمالة الرأي العام لصالحهم وكسب أرضية، في ظل تخوفهم من استمرار حالة التصدع داخل التنظيم وانعكاساته على مصادر التمويل وتحركاتهم.

– هزائم الجماعة في منطقة الشرق الأوسط وانقسامها لعدة جبهات، ربما يجعلها تتوجه إلى أوروبا خاصة إلى الدول التي لم تشدد من الإجراءات ضد أنشطة ومصادر تمويل الجماعة، وتقع دول شرق أوروبا في مرمى تحركات الإخوان، وربما تصبح الأزمة الاقتصادية هناك عائقاً أيضا أمامهم.

– تظل بريطانيا في مقدمة الدول الحاضنة للإخوان لانتشارهم بشكل أوسع هناك وانتقال بعض قيادات إخوان مصر إلى لندن عقب 2013، ما يضع المجتمع البريطاني أمام تحدِ جسيم نظراً لأن لندن ربما تصبح ملاذاً آمناً للإخوان لسنوات ممتدة مع استمرار الصراع مع جبهة إسطنبول.

– استغلال إخوان أوروبا الحوادث العنصرية وصعود اليمين المتطرف لكسب ود السياسيين والضغط على صناع القرار والحكومات، لإقرار تشريعات تصب في صالح تحركاتهم وتضمن بقائهم داخل أوروبا.

– لجوء الإخوان إلى تأسيس مشاريع واستثمارات أوسع في أوروبا، لتأمين مصادر التمويل نظرا لأن الخلاف الرئيسي بين جبهتي لندن وإسطنبول حول المخالفات المالية والسيطرة على مصادر التمويل.

– من المتوقع زيادة نشاط إخوان أوروبا الإلكتروني لفتح قنوات اتصال مستمرة مع جبهتي لندن وإسطنبول، وتجنب أي عمليات أمنية لرصد أنشطتهم على أرض الواقع.

– حالة الانشقاقات التي أصابت الجماعة تصب في صالح الشرق الأوسط وأوروبا معاً، نظراً لأن أوروبا لم تكن تعي جيداً حجم الخطورة التي تمثلها الجماعة على مجتمعاتها والمساحة التي اكتسبتها بين الجالية المسلمة وداخل المؤسسات الدينية والمجتمعية والحكومية، بل كان يتم استخدامها من قبل الساسة الأوروبيين كورقة ضغط على دول الشرق الأوسط.

– تصبح حكومات أوروبا أمام معضلة في تشديد الرقابة على أنشطة الإخوان، لنجاح بعضهم في التغلغل داخل البرلمان ومن ثم سهولة عرقلة أي تشريعات بشأن الحد من خطورة الجماعة.

– ينبغي على حكومات أوروبا الإسراع في إجراءات تجفيف مصادر تمويل الإخوان ومحاصرة عمل الجمعيات والأشخاص ذات الصلة بالجماعة، ورصد الروابط التي تجمع بين الإخوان داخل وخارج أوروبا ومراعاة أساليبهم الجديدة في التجنيد ونشر التطرف.

– ينبغي على أوروبا الاطلاع على تجارب دول الشرق الأوسط في التعامل مع خطر الجماعة، وأن تدرك أن الانشقاقات الراهنة داخل التنظيم لا تعني انتهائه، ما يلزم هذه الدول بضرورة تكثيف جهودها لدرء خطر الإخوان.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=88749

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

هل تدق الانشقاقات بوابة «إخوان لندن»؟
https://bit.ly/45x4K6

هل تدق وفاة إبراهيم منير مسماراً جديداً في نعش جماعة الإخوان؟
https://bit.ly/3qimIJK

“إخوان اسطنبول” تعلن عزل منير رسمياً وتشكيل لجنة لمهام مرشد الجماعة
https://bit.ly/3MY4ODN

«صراع وثائق»… يشعل خلافات «إخوان مصر»
https://bit.ly/3oD0DVu

Istanbul front refuses to recognize Abdel-Haq as a guide for the Brotherhood
https://bit.ly/45wObHE

Germany’s Well-Timed Crackdown on the Muslim Brotherhood
https://bit.ly/3MGVh3J

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...