الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

 محاربة التطرف – دور المؤسسات الإسلامية في بريطانيا وهولندا

فبراير 09, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

بون ـ  إعداد: داليا عريان ـ  باحثة في المركز الأوروبي

 محاربة التطرف دور المؤسسات الإسلامية في بريطانيا وهولندا

يصبح ملف مكافحة أنشطة الإخوان تحدياً كبيراً أمام مؤسسات الدولة في بريطانيا وهولندا، وربما نفوذ الإخوان الممتد على مدار عقود طويلة في الدولتين كان سبباً رئيسياً وراء صعوبة تتبع أنشطة الإخوان واتخاذ إجراءات جادة ضدهم، خاصة وأن العلاقات بين الإخوان والسياسيين والأحزاب في هولندا وبريطانيا متشابكة ما عرقل تفعيل آليات مكافحة التطرف، وربما كانت الأعوام القليلة الماضية التي اتخذت فيها الدولتان إجراءات متقدمة نوعا ما تجاه معضلة محاربة التطرف.

دور المؤسسات الإسلامية في بريطانيا التطرف

دور المجلس الإسلامي

يعد المجلس الإسلامي من أكبر المؤسسات الإسلامية في بريطانيا لضمه نحو (500) مسجداً ومدرسة وجمعية خيرية وشبكة مهنية، أفُتتح في 1997 بلندن وتولى مهام إدارة العلاقة بين الحكومة البريطانية والجالية والجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات المحلية في حالة الأزمات، فهو الممثل الفعلي للمسلمين في بريطانيا والمسؤولة عن توضيح الرؤية عن الإسلام والمسلمين أمام الرأي العام البريطاني. ­

 دعم الحكومة للمجلس

يعتمد المجلس الإسلامي على التبرعات من الأفراد والمؤسسات ورسوم انضمام الأعضاء كمصادر للتمويل عبر مؤسسة خيرية مستقلة، بينما تحظى هيئة الإغاثة الإسلامية بدعم حكومي منذ تأسيسها كأول جميعة خيرية إسلامية في 1984، وتمثل الدعم في منح مالية لمشاريع الهيئة في أفريقيا خلال تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى منح الحكومة لها في 2013 نحو (3) مليون جنيه إسترليني والدعم المالي السنوي في شهر رمضان للهيئة.

 مهام المجلس

تنقسم مهام المجلس الإسلامي البريطاني إلى جانبين، الجانب الأول التواصل مع الإعلام والسياسيين وصناع القرار بخصوص التمثيل المناسب للمسلمين في كافة مؤسسات الدولة، ويمتد دوره في دعم المشاريع المجتمعية والمبادرات لتمكين الجالية من الحصول على فرص متساوية مع باقي فئات المجتمع البريطاني بتأسيس الشركات وتأهيلهم مهنيا. والجانب الثاني يتعلق بالأمور الدينية من ضمان ممارسة الشعائر الدينية بالمساجد وعمل المدارس الدينية.

 تغلغل الإسلام السياسي

تمددت جماعة الإخوان في بريطانيا لتصبح الراعي الرسمي لها في أوروبا، فالعلاقة التاريخية التي تعود إلى 1928 سمحت للإخوان بتأسيس منظمات تحت ستار العمل الخيري والتنموي، ومن بينها “الرابطة الإسلامية البريطانية” التي توغلت بـ (11) فرع في بريطانيا و”هيئة الإغاثة الإسلامية” و”مجلس شورى الرابطة الإسلامية”، واخترقوا “المجلس الإسلامي” ممثل الجالية، ومن هنا تكمن الخطورة لوجود غطاء رسمي لأنشطة الجماعة حيث بلغت ثرواتها في بريطانيا ما بين (8 – 10)  مليارات دولار، مع تأسيس (39)  مؤسسة تعليمية وإعلامية وسياسية و(13) جمعية خيرية وأيضا اقتصادية تركز على قطاعات الأموال والتجارة.

وتعد هيئة الإغاثة نموذجا لتغلغل الإخوان وسط دوائر السياسة والإعلام وصناع القرار، ما يزيد المخاوف لاسيما وأنها ضمن أجندة المساعدات الدولية والأممية في تقديم المساعدات الإنسانية رغم كشف بعض أعضائها علاقتهم بالإخوان، ويتعقد الموقف بتأسيس الهيئة فروع كثيرة في باقي أوروبا وحصولها على ملايين الدولارات من جهات رسمية وغير رسمية كتمويل لدورها الإنساني. واستغل الإخوان المجلس الإسلامي باعتباره مؤسسة مسؤولة عن الطلاب المسلمين والمساجد لنشر أفكاره المتطرفة بسهولة.

 مؤتمرات مشتركة بين المجلس والحكومة

أقامت الحكومة البريطانية في 5-6 يوليو 2022 مؤتمر وزاري دولي حول “حرية الدين والمعتقد” في لندن بحضور ممثلي الديانات والمجتمع المدني. ويستهدف الحدث المشترك بين الحكومة والهيئات الممثلة للديانات وفي مقدمتهم المجلس الإسلامي، تعزيز التعاون الدولي لضمان حرية المعتقد.

أهمية الاندماج الاجتماعي وتكافؤ الفرص

على مدار الـثلاث أعوام الماضية، تعالت الأصوات داخل دوائر السياسة ببريطانيا لتشديد الإجراءات ضد المؤسسات والأشخاص ذات الصلة بالإخوان بعد وصول أعداد الإسلاميين في بريطانيا لـ (25)  ألف شخص، وانتقال قادة الجماعة من مصر بعد منتصف 2013 إلى لندن وجعلها نقطة لأنشطتهم واجتماعاتهم، لتصبح العلاقة بين الجالية المسلمة وخطوات دمجهم في المجتمع مهددة، لذا منح المسؤولون بعض أبناء الجالية جائزة الخدمات التطوعية على دورهم في العمل الإنساني. كما قدمت بريطانيا في 2022 مقترح مشروع لقانون فحص التدابير الأمنية لمواجهة أي تهديدات إرهابية، لتقدر مجموعة “العمل المالي فاتف” نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في بريطانيا النظام الأقوى بين (100) دولة.

الاندماج مسؤولية مشتركة

تصبح عملية مكافحة الإسلاموفوبيا هي أساس دمج المسلمين بالمجتمع بعد تسجيل نصف جرائم الكراهية في بريطانيا ضد المسلمين في الإعلام والعمل السياسي، ما يلقي على المساجد والمؤسسات الإسلامية الدور التوعوي بمخاطر الإسلاموفوبيا مثل مسجد ” فينسبوري بارك” الذي يتعاون مع السلطات بهذا الشأن لتقديم الدعم للمتضررين، وتصبح عملية مشاركة البريطانيين المناسبات الإسلامية ومشاركة المسلمين مناسبات المجتمع البريطاني جزء رئيسي من تحقيق الاندماج ومنع انعزال الجالية عن باقي فئات المجتمع.

دور المؤسسات الإسلامية في هولندا في محاربة التطرف

دور المجلس الإسلامي

تأسست المؤسسة الإسلامية في 1982 بهدف خدمة المسلمين وتعريفهم بالأمور الدينية والتعليم وممارسة الشعائر، وتعد المؤسسة التي تضم (148) مسجداً من أكبر المؤسسات الاجتماعية في هولندا، وتعمل على تطوير الأنشطة الاجتماعية خارج المساجد لمساعدة الجالية على الاندماج والحفاظ على هويتها في نفس الوقت، بجانب دعم العلاقة بين الجالية والحكومة باعتبارها المظلة الرئيسية للمؤسسات والمدارس والمنصات الإعلامية الإسلامية.

دعم الحكومة للمجلس الإسلامي

تعتمد المؤسسات الإسلامية والمساجد على التمويل الخارجي بشكل أكبر بجانب الدعم الحكومي الذي توقف بشكل تدريجي خلال العام الماضي، نظرا لوجود صلة داخل هذه المؤسسات الإسلامية بالإخوان، وبجانب التمويل الخارجي والحكومي تستند المؤسسة الإسلامية والجمعيات على تمويل خدماتها عبر رسوم التسجيل ومبيعات الكتب والتبرعات والمنح والعائد من العقارات المخصص للإنفاق على صيانة المساجد.

 مهام المجلس

نظرا لأن المسلمون أكبر أقلية أجنبية في هولندا ويشكلون ما بين (6-8%) من سكان هولندا، يبرز دور المؤسسة الإسلامية في الجانب الروحي بإرشاد المسلمين داخل المساجد وتعلم الشعائر الدينية وطقوس الصوم والحج وحفظ القرآن، والجانب المجتمعي بدعم الجزء الثقافي بترجمة ونشر الكتب وتوفير التطوير المهني للمتطوعين عبر التعاون مع “المنظمات الإسلامية” و”هيئة رئاسة الشؤون الدينية” و”المركز الإسلامي الثقافي” في هولندا. وتأتي عملية الإدماج ضمن واجبات المؤسسة بالتواصل مع الجالية وشرح آليات التعامل مع الثقافات المختلفة بالمجتمع الهولندي.

تغلغل جماعات الإسلام السياسي

رغم أن تاريخ الإسلام السياسي في هولندا حديث مقارنة بباقي دول أوروبا، حيث بدأ الإخوان في اختراق المؤسسات والمساجد في 1996، إلا أنهم حصلوا على موطئ قدم قوي في هولندا بتوسع نفوذهم سياسيا واجتماعيا عبر حزبي العمل واليساري الأخضر. وتسلل الإخوان إلى “رابطة المجتمع المسلم” في لاهاي وتضم بداخلها منظمة ” اليوروب تراست نيديرلاند” و” المعهد الهولندي للعلوم الإنسانية” و” هيئة الإغاثة الإسلامية” و” مركز السلام الإسلامي الثقافي” و” مركز الوسطية”، ويتبع الإخوان في أمستردام “الحزب الإسلامي الإقليمي” والمسجد الأزرق وحزب ” دينك”، و” حزب نداء الإسلامي” الذي خاض انتخابات المقاطعات في شمال هولندا في مارس 2019. وبرزت أسماء قيادات الجماعة منها “إبراهيم عكاري”، و”محمد عكاري”، و”علي أزوزي”، و”نورالدين العوالي”. ولم يقتصر توغلهم داخل الأحزاب فقط، بل امتد إلى النشاط الاقتصادي المتمركز في أمستردام ولاهاي وروتردام عبر كيانات اقتصادية في مجال العقارات ليتمكنوا من السيطرة على مساجد وخلق مساحة لنشر التطرف.

 الاندماج الاجتماعي وتكافؤ الفرص

تعمل الحكومة الهولندية على دمج المسلمين في مجتمع متعدد الثقافات وفقا للدستور الذي يوفر حرية الاعتقاد، ونظرا لوجود بعض التحديات المتعلقة بالاندماج الاقتصادي والاجتماعي لأسباب قانونية والتمييز القائم في بعض الأحيان، لذا تجد هولندا أن سن تشريعات لمكافحة التطرف هي البداية لمواجهة أي حالات تمييز وتحقيق تكافؤ الفرص وضمان تنفيذ عملية الدمج دون معوقات. وفي 21 أكتوبر 2022 قدم البرلمان مقترح تشريعي لتعديل قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بحظر المعاملات النقدية بقيمة (3000)  يورو أو أكثر ومراقبة المعاملات بشكل مشترك مع البنوك مع إلزام الأطراف المسؤولة تقديم بيانات بشأن مخاطر غسل الأموال.

الاندماج مسؤولية مشتركة

تدفع المواقف العنصرية التي تتباها حركات اليمين المتطرف في هولندا، المؤسسات الإسلامية والحكومة إلى التعاون في تبني سياسات واضحة لتسريع عملية اندماج المسلمين في المجتمع خاصة وأن هناك بعض الفئات في الجالية تعاني من صعوبة التأقلم مع باقي الثقافات وتظل على هامش المناسبات والفعاليات المشتركة. وعلى مدار العقود الماضية سارت عملية الدمج بطيئة للغاية، رغم تقديم الحكومة تسهيلات للوافدين وإقرار قانون لمشاركة الأجانب انتخابات البلدية في 1990، إلا أن هذه الإجراءات ربما لم تكن كافية، لتبدأ الحكومة الهولندية في فبراير 2019 برفع الأذان لأول مرة خارج أسوار المسجد الأزرق بأمستردام، وفي المقابل استخدم المركز الإسلامي اللغة الهولندية كلغة للتواصل ونظم المسجد الأزرق المؤتمر الشبابي.

التقييم

استغل الإخوان العلاقات التاريخية التي ربطت الحكومات البريطانية بالتنظيم الدولي للجماعة والدعم المالي المقدم لها، وجعلوا من الجمعيات الإنسانية والاجتماعية بوابة للانتشار في المجتمع البريطاني والمناصب السياسية، خاصة وأن المؤسسات الإسلامية في بريطانيا تحظى بمساحة للعمل والتواصل بين الجالية المسلمة والحكومة لطبيعة الدعم المقدم من الحكومة ولقدرتها على الانخراط مع دوائر صناع القرار، ورغم نجاح المجلس الإسلامي في دمج المسلمين بالمجتمع والذي تًرجم على أرض الواقع بوصول الكثيرين منهم إلى مناصب سياسية وحزبية ما يعني قيامه بدور الوسيط بين المجتمع والجالية بشكل جيد، تساهل في انخراط الإخوان بداخله لتزيد الشكوك حول أدائه ومصادر تمويله وبالتالي يهدد دوره في عملية الاندماج وعلاقته بالدولة مع ظهور مطالبات بتحجيم وجود الإخوان في بريطانيا.

بينما توغل الإخوان في هولندا عبر الأحزاب والجمعيات التنموية والكيانات الاقتصادية والقوانين التي تسمح بالمشاركة المجتمعية والسياسية، ما منحهم صقل رغم انتشارهم في هولندا هو الأحدث بين دول أوروبا، بل استغلوا تحركات اليمين المتطرف العنصرية ليطالبوا بمنح المسلمين مساحة أكبر على الصعيدين السياسي والمجتمعي لا سيما وأن الجالية هناك تعاني من مشاكل في الاندماج في مجتمع متعدد الثقافات، ما يضعف دور المؤسسة الإسلامية في هولندا ويجعلها في مرمى الانتقادات نظراً لأن دورها في توطيد العلاقة بين الجالية والمجتمع يشوبه الكثير من أوجه القصور من جانب، ولتنامي  نفوذ الإخوان داخل المؤسسات الثقافية والمساجد والجمعيات الخيرية التابعة للمؤسسة من جانب آخر، ما يهدد دورها في متابعة الأمور الدينية ونشر الجانب الثقافي بين الجالية والذي قامت به بشكل متوازن حتى تغلغل الإخوان لأنشطتها، لذا تتحمل المؤسسة الإسلامية مسؤولية ترتيب المهام من جديد وإعطاء الأولوية لخطوات دمج المسلمين بالمجتمع وتحسين العلاقة بينها وبين مؤسسات الدولة وتجنب اختراق الإخوان لعملها.

نفوذ الإخوان سياسياً في بريطانيا وهولندا وارتباط أعضاء الجماعة في البلدين ببعضهم البعض، يجعلنا أمام مشهدين متقاربين نوعا ما في طبيعة التحديات، ما يتطلب:

  •  تشديد الرقابة على وسائل الإخوان في اختراق المؤسسات الإسلامية وممثلي الجالية.
  •  مراجعة الجمعيات الخيرية والمساجد وحصر الأعضاء ذات الصلة بالإخوان باتخاذ إجراءات التتبع والرصد.
  •  مراقبة الأحزاب السياسية وطبيعة العلاقة والمصالح التي تجمعها بالإخوان.
  •  متابعة العلاقة بين إخوان بريطانيا وإخوان هولندا وحجم تمددهما داخل المجتمعين وطبيعة الأنشطة التي تجمعهما.
  •  الشفافية في نتائج التحقيقات الخاصة بتورط مؤسسات وجمعيات مع الإخوان.
  •  إقرار التشريعات المقترحة بشأن مكافحة التطرف وتفعيلها على أرض الواقع.
  • العمل على دمج المسلمين في كافة قطاعات المجتمع تجنبا لأي محاولات استقطاب من جانب الإخوان.
  • محاربة أي محاولات لتمدد اليمين المتطرف ومفهوم الإسلاموفوبيا خاصة في هولندا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=86405

جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

MCB’s Impact
https://bit.ly/40cSfu0

تاريخ المنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة: بدءًا من سلمان رشدي حتى اليوم
https://bit.ly/3WNddg7

لماذا يجب على مسلمي بريطانيا إعادة التفكير في نهج إنهاء الإسلاموفوبيا؟
https://bit.ly/3DoIQpl

About the London 2022 International Ministerial Conference on Freedom of Religion or Belief
https://bit.ly/3JoaeaH

De Islamitische Stichting Nederland (ISN)
https://bit.ly/3Hk4I6n

تنامي نفوذ الإخوان المسلمين في هولندا: مخاوف استخبارية
https://bit.ly/3Y8TecP

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...