الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن قومي ـ الجيش البلجيكي القدرات والتسلح

ديسمبر 09, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

تسببت عوامل سياسية وعسكرية في نهاية تسعينيات القرن الماضي، في توقف الاستثمار العسكري في بلجيكا وتراجع قدرات قواتها المسلحة، ما أدى لتراجع ترتيب الجيش البلجيكي عالمياً وتراجع تسليحه بين أعضاء حلف شمال الأطلسي، ومع المتغيرات السياسية والعسكرية الراهنة على الساحة الدولية، بات وضع الجيش البلجيكي غير متناسباً مع هذه المستجدات، الأمر الذي دفع الحكومة البلجيكية لإعادة ترتيب أولوياتها بشأن الإنفاق الدفاعي وسياسة التجنيد العسكري الإلزامي.

قدرات الجيش البلجيكي

تراجع الجيش البلجيكي بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط جدار برلين، والتطور التكنولوجي الذي جعل التدريب العسكري أكثر تكلفة وتعقيداً، وتدريجياً تقلص عدد الملتحقين بالخدمة العسكرية، ووصلت أعدادهم إلى (25) ألف شخص مقارنة بنحو (92) ألف شخص في نهاية الثمانينيات، ويحتل الجيش البلجيكي المرتبة (68) عالمياً وفقاً لتصنيف عام 2023. ومنذ القرار الملكي الصادر في 2002، تم دمج القوات المسلحة الثلاث في هيكل واحد موحد مقسم على (4) قوات برية وبحرية وجوية وطبية تتشكل من (47) ألف جندي، لهم مهام تحت صفة عسكرية ومدنية واحتياطية، وبعض المهام تكون مدتها (8) سنوات قابلة للتمديد حتى (12) عاماً.

باندلاع الحرب الأوكرانية في 24 فبراير 2022، شهد الجيش البلجيكي نقلة نوعية في التسلح والمهام التي يتولاها على المستويين الوطني والدولي، لمواجهة تحديات المرحلة، وتحقيقاً لرغبة حلف الناتو في رفع الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء. قررت الحكومة البلجيكية زيادة الإنفاق العسكري بقيمة (2%) من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 بدلاً من عام 2035، هذا القرار البلجيكي جاء خلال قمة الناتو بمدريد 2022، لتلبية توقعات الحلف بشأن تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا والناتو. وفي إطار النهضة الأخيرة التي تعيشها القوات المسلحة البلجيكية، حصل الدفاع البلجيكي في أكتوبر 2022 على قيادة تطوير القدرات السيبرانية في الناتو، نظراً لاقتناع بلجيكا بأن الأمن السيبراني هو المكون الخامس الضروري المتعلق بإعادة تطوير مستقبل جيشها، عقب اعتراف الناتو بالفضاء السيبراني كجزء من العمل العسكري إلى جانب القوات البرية والبحرية والجوية. وتضع بلجيكا القيادة السيبرانية ضمن اختصاصات جهاز المخابرات العامة والأمن (SGRS) التابع للجيش، بهدف مراقبة شبكات الدفاع، وحماية الأنظمة عالية التقنية والطائرات المقاتلة الجديدة من طراز “إف-35″، وجمع المعلومات الاستخباراتية عن الهجمات بشكل دقيق.أمن اقتصادي ـ تداعيات النزاعات الدولية والحروب على اقتصاد بلجيكا

تسليح الجيش البلجيكي

تسعى بلجيكا إلى إعادة بناء الجيش، وانتهجت نفس نهج بعض دول أوروبا الأعضاء في الناتو، الذين توافقوا في 11 مارس 2022 على استراتيجية دفاعية أوروبية في مجملها أن يكونوا أكثر استقلالية عن الناتو بدلاً من تقليص النفقات العسكرية، وكانت تنفق بلجيكا نحو (1.1%) في 2020، وارتفع الإنفاق إلى (%1.3) تدريجياً قبل الحرب الأوكرانية، حتى توافقت دول التكتل على زيادة الإنفاق العسكري إلى ما لا يقل عن (2%)، وخصصت بلجيكا مليار يورو لزيادة قدراتها الدفاعية لتحسين مستوى الاستعداد والاستجابة الدفاعية على المدى القصير في الفترة من 2022 إلى 2024. وأعلن الجيش البلجيكي في 30 يناير 2022 عن شراء أنظمة مضادة للدبابات من طراز “أر جي دبليو-90″، بقيمة (19) مليون يورو من شركة “نوبل دينفس” التابعة لشركة رفائيل الأمنية الإسرائيلية. واستبدلت مدافع هاوتزر من طراز “إم- 108″و”إم-109” ودبابات ليوبارد، ودبابات جيبارد مضادة للطائرات، والإبقاء على (50) مقاتلة صالحة للعمل من أصل (160) طائرة من طراز “إف-16″، لحين استبدالهم بطائرات “إف-35” الأمريكية، واستبدلت مروحية “إن إتش- 90” كونها غير مناسبة لجميع المهام التشغيلية وصيانتها مكلفة، بـ (15) طائرة هليكوبتر خفيفة من (3) أنواع مختلفة، لدعم العمليات البرية والقوات الخاصة في بلجيكا وخارجها والإخلاء الطبي، ودعم المعدات بـ (250) مليون يورو بحلول نهاية 2024.أمن قومي ـ الجيش الهولندي القدرات والتسلح

من المتوقع شراء ما بين (8-10) طائرات هليكوبتر للنقل الثقيل، لنشر قوات الكوماندوز أو القوات الخاصة بمبلغ يقدر بـ (600) مليون يورو، بشرط أن يكون أن هذا التسليح لصالح الصناعة الأوروبية. وأشار قائد الجيش الملكي البلجيكي الأدميرال ميشيل هوفمان في 30 سبتمبر 2022، إلى أنه يجب التفكير في إعادة الخدمة العسكرية، لأن هناك حاجة محتملة للدفاع عن أراضي أوروبا أو أراضي الناتو، مشدداً على أن الخدمة العسكرية الإجبارية تنشئ صلة بين الجيش والمجتمع، ما ساهم في عودة بلجيكا في يوليو 2023 إلى المركز قبل الأخير في تصنيف الإنفاق الدفاعي الذي وضعه الناتو، واستكمالاً لتطوير الأسلحة طلبت بلجيكا في 24 أغسطس 2023 (761) صاروخاً مضاداً للدبابات من طراز”أكيرون- إم بي” من شركة “أم بي دي إيه”، ومن المقرر استلامها بين عامي 2026 و2029. واستضافت بلجيكا مناورات الناتو لتدريب قوات الردع النووي في أكتوبر 2022، وشاركت في نفس المناورات ” الظهر الصامد” في أكتوبر 2023، وشاركت في أكبر مناورة جوية للحلف في تاريخه “إير ديفندر 23” في يونيو 2023.

دور الجيش البلجيكي دولياً

تحرص بلجيكا على العمل ضمن تحالف أو منظمة مثل التكتل الأوروبي أو الناتو، لعدم امتلاكها جيش مؤهل للقيام بعمليات عسكرية دولية بمفرده، وتنشر نحو (1000) جندي في جميع أنحاء العالم كجزء من التعاون مع الشركاء الدوليين، لحفظ السلام والأمن وتقديم المساعدة في الكوارث والنزاعات. وتتواجد عناصر من الجيش البلجيكي ضمن قوات الناتو في أوروبا الشرقية لضمان أمن دول البلطيق ومكافحة الألغام، وانضم (300) جندي إلى رومانيا كقوة ردع تابعة للناتو، وشاركت ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام “مينوسما”، وبعثة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي قبل انسحابهما من مالي بهدف مكافحة الإرهاب. وكانت بلجيكا حاضرة بقوة في السلاح الجوي والبحري ضمن التحالف الدولي ضد داعش، وتؤمن بأن العمل العسكري ليس كافياً للقضاء على داعش، لذا دعمت الاستقرار بتقديم أكثر من (250) مليون يورو على شكل مساعدات إنسانية وتمويل لمشروعات التنمية في المناطق المحررة، وإزالة ألغام من العراق وشمال شرق سوريا، ودعمت كل المبادرات السياسية والدبلوماسية المرتبطة بالتحالف الدولي لمحاربة داعش والاتحاد الأوروبي.أمن قومي ـ سياسات ومواقف بلجيكا ازاء القضايا الدولية

التعاون في مجالات الدفاع والأمن

عملت بلجيكا على تعزيز التعاون بين شركاء داخل الناتو وأوروبا وخارجها، وتتعاون مع هولندا في مراقبة المجال الجوي فوق دول “البنلوكس” بنظام الرادار، وتستعد كتيبة استطلاع بلجيكية لوكسمبورغية قوامها (700) جندي للعمل بحلول 2030 ضمن أهداف الناتو. بحثت بلجيكا مع تونس في مارس 2022 أوجه التعاون العسكري لتطوير القدرات العملياتية للجيش، وفي يونيو 2023 نُفذ تمرين عسكري مشترك بين قوات خاصة بلجيكية وقوات أردنية لمحاكة عمليات مكافحة الإرهاب.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تراجع الجيش البلجيكي على مدار 3 عقود، نظراً لاستقرار أوروبا وعدم استشعار أي خطر محتمل يهدد أمن بلجيكا أو أوروبا، إضافة إلى تركيز الميزانية على بنود خاصة بإجراءات اقتصادية، وملف الهجرة واللجوء الذي استحوذ على اهتمام الحكومة البلجيكية طوال الأعوام الماضية، لاستقبالها أعداداً كبيرة من المهاجرين واللاجئين، لذا أصبح الجزء العسكري مهملاً لحد كبير ولم تنتبه بلجيكا إلى التسليح أو التدريب، واكتفت بالتعاون العسكري مع الناتو والاتحاد الأوروبي بالمناورات والتدريبات.

– قرار إلغاء الخدمة العسكرية في 1992، لم يكن بالقرار الصائب في هذا التوقيت، نظراً لأنه انعكس على سيكولوجية المجتمع البلجيكي، وإدراكه لأهمية دوره في الدفاع عن أمن بلجيكا، ما أثر على درجة انتماء الأجيال الجديدة، وتقبلهم لأي تغييرات في حال جعل الخدمة العسكرية إلزامية، ما يتطلب من الحكومة البلجيكية وضع استراتيجية على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية لتأهيل هذه الأجيال للالتحاق بالجيش.

– نظراً لأنه من أسباب تخلي بلجيكا عن الإنفاق العسكري وتسليح الجيش كان يتعلق بالميزانية، والآن ومع مواجهة بلجيكا أزمة اقتصادية، يصبح العامل المالي عائقاً أمام رفع ميزانية الجيش، خاصة وأن عملية زيادة أعداد الجنود الملتحقين بالخدمة العسكرية، وشراء أسلحة وتطوير التدريبات يتطلب أموالاً باهظة، ما يشير إلى احتمالية تأخر خطوة تطوير الجيش البلجيكي لعدة سنوات.

-رغم إعلان بلجيكا رفعها للإنفاق العسكري إلى (2%) وفقاً لرغبة الناتو، ورصدها لميزانية كبيرة لشراء أسلحة، إلا أن وضع الميزانية عامي 2022 و2023 مع استمرار حرب أوكرانيا، يشكك في مسألة قدرة الحكومة على تنفيذ هذه التعهدات، ما يضعها في مأزق أمام الناتو والاتحاد الأوروبي.

-ما مرت به بلجيكا منذ (7) أعوام من تصاعد الهجمات الإرهابية، كان فرصة جيدة يمكن استغلالها من قبل الحكومة والمؤسسات الأمنية والاستخباراتية، لإعادة فكرة التجنيد العسكري، لتصاعد التهديدات الأمنية المحتملة جراء هذه الهجمات، وبالمثل ومع تفاقم الصراع الروسي الأوكراني واشتعال المشهد الدولي، لم تنتبه بلجيكا إلى تداعيات هذا الصراع، وضرورة اتخاذ خطوة جديدة لإعادة بناء الجيش.

– مسألة ضم عناصر جديدة للجيش البلجيكي، لن تتوقف أهميتها فقط بشأن زيادة عدد القوات، بل تتعلق بضرورة إدخال التكنولوجيا ضمن التدريب والتسليح، وهو الأمر الذي يتطلب وجود أجيال جديدة ضمن قوام الجيش، ذات كفاءة عالية في التعامل مع هذه التطورات التكنولوجية، لاسيما وأن بلجيكا تضم مؤسسات أوروبية ومقر الناتو، ما يجعلها هدفاً لأي هجمات إلكترونية محتملة.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=92191

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

بروكسل تكشف عن استراتيجية دفاعية “مستقلة” لرفع الإنفاق العسكري بين دول التكتّل

https://bit.ly/3uDT0kw

La Belgique reparle du service militaire obligatoire

https://bit.ly/3RmJZoV

La renaissance de l’armée belge

https://bit.ly/46CNZ99

قائد الجيش البلجيكي: يجب أن نفكر في إعادة الخدمة العسكرية

https://bit.ly/3Grhz6W

 

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...