الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أرمينيا وأذربيجان، مستقبل الصراع وتداعياته على الأمن الدولي (ملف)

سبتمبر 13, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI . وحدة الدراسات 

أرمينيا وأذربيجان، مستقبل الصراع وتداعياته على الأمن الدولي (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، من حيث فهم أسبابه وتداعياته على أمن أوروبا والأمن الدولي، بالإضافة إلى فهم دور وتأثير كلاً من إسرائيل وإيران على الأزمة وطرفي الصرع. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي
  2. أمن دولي ـ تداعيات الصراع بين أرمينيا وأذربيجان
  3. أمن دولي ـ ما تأثير إسرائيل على الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
  4. أمن دولي ـ ما تأثير إيران على الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟

تتلاحق مؤشرات عودة التسخين في الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، ويترافق ذلك مع تدهور في العلاقات بين موسكو ويريفان، عكستها مجموعة من المواقف والتطورات، تظهر أن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بات لا يعطي اهتماً  للكرملين، ويعيد توجيه بوصلة سياسات حكومته نحو بناء علاقة مع الغرب كبديل استراتيجي للتحالف مع روسيا. وفي تطور لافت، أصدرت وزارة الدفاع الأرمينية بياناً يوم 11 سبتمبر 2023، كشفت فيه عن تدريب أمني أرميني ـ أميركي مشترك، الهدف منه “رفع مستوى خبرات الوحدات المشاركة في بعثات حفظ السلام الدولية”. وسيشمل التدريب “عمليات تثبيت العلاقات بين الأطراف المتنازعة عند القيام بمهام حفظ السلام، إلى جانب هدف تبادل الخبرات المتقدمة في مجال السيطرة والاتصالات التكتيكية، واستعداد الفرقة الأرمينية للعمليات المخطط لها”.

1- أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي

خاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان المتنافستان في القوقاز حربين، الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث انتصرت أرمينيا في حربها ضد أذربيجان مطلع التسعينيات، وسيطرت على (13%) من إجمالي مساحة الأراضي الأذربيجانية، بما فيها منطقة “ناغورني كاراباخ” والثانية عام 2020، بسبب النزاع على “ناغورني كاراباخ” وهي منطقة تقطنها غالبية أرمينية، انفصلت عن أذربيجان بدعم من أرمينيا. استعادت أذربيجان سيطرتها الكاملة على الإقليم في عام 2020، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية. وتنازلت “يريفان” عن أراضٍ كبيرة لأذربيجان، كجزء من الاتفاق مع أذربيجان الذي تضمّن أيضاً نشر قوات حفظ سلام في “يريفان” إلا أن المناطق الحدودية بين البلدين لا تزال تشهد مناوشات متكررة.

تصعيد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

تجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على حدود إقليم “ناغورني كاراباخ” المتنازع عليها في جنوب القوقاز، وسط تبادل للاتهامات. أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية إنّ ” أذربيجان شنّت قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات “غوريس وسوتك وجيرموك”، مؤكدة أن قوات باكو مدعومة بالمدفعية والطائرات المسيّرة، تسعى إلى “التقدّم” داخل الأراضي الأرمينية، واتهمت إياها باستهداف “بنى تحتية عسكرية ومدنية”. واتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ “أعمال تخريبية واسعة النطاق” قرب مقاطعات “داشكسان وكلباغار ولاشين الحدودية”، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها “تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون”.

ممر “لاتشين” وتصعيد الصراع

يرجع تصعيد الصراع لعدة أسباب؛ منها هو أن أذربيجان أقامت نقطة تفتيش جديدة على ممر “لاتشين” وهو الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة “ناغورني كاراباخ” في خطوة وصفتها أرمينيا بأنها انتهاك كبير لوقف إطلاق النار المبرم في العام 2020. وورد في المادة (9) من اتفاق وقف إطلاق النار “يجب إلغاء حظر جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة، على أن تضمن جمهورية أرمينيا أمن اتصالات النقل بين أذربيجان وجمهورية ناختشيفان الأذربيجانية”. يهدف هذا البند إلى إقامة طريق يمر من جمهورية “ناختشيفان الأذربيجانية” وترتيب حركة الأشخاص والمركبات والبضائع دون عوائق في كلا الاتجاهين. تعتقد أذربيجان اعتقاداً راسخاً أن المادة (9) تشمل فتح ما يعرف باسم ممر “زانجيزور” بين “ناختشيفان” وبقية أذربيجان، و”زانجيزور” التي هي حالياً جزء من جنوب أرمينيا، كانت منطقة متنازعاً عليها منذ الحرب العالمية الأولى. أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟

غياب الوساطة الدولية في بداية الصراع

يعد غياب الوساطة الدولية أحد أسباب الصراع بين الدولتين، على الرغم من اندلاع مواجهات دامية في يوليو 2020 ليس في “كاراباخ” بل على الحدود الرسمية بين أرمينيا وأذربيجان. بالإضافة إلى أن دعوات للحرب، لم يتم احتواؤها بوساطة دولية”. كانت المشكلة التي تركتها الدول دون حل وعدم اعتماد قرار محدد ومتفق عليه دولياً بشأن إقليم ” كاراباخ” المتنازع عليه. تعتبر الجهود الدولية التي بذلت في حل الصراع المباشر بمنطقة القوقاز بعيدة كل البعد عن الحياد، كما أن القوى الدولية والإقليمية حاولت تقديم نفسها كطرف محايد بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أنهم يظلون أقرب إلى أرمينيا أو أذربيجان بحكم العلاقات التاريخية والاقتصادية والعسكرية.

الدور الروسي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تُعد موسكو حليف لأرمينيا من خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري سياسي شكله عدد من الجمهوريات السوڤيتية السابقة وتقوده روسيا، ويضم (6) دول، كما تستضيف أرمينيا قاعدة عسكرية روسية على أراضيها. نشرت موسكو نحو (2000) جندي حفظ سلام روسي للإشراف على وقف إطلاق النار بين البلدين. أصبح حسم الصراع غير متوقع إلى حد بعيد، وبدأت روسيا تبرز لأرمينيا شريكا غير موثوق به وتحد خطير”. يرى “زاور شيرييف” محلل “Crisis Group ” في “باكو” أنه يمكن القول إن “النفوذ الروسي بدأ يتضاءل في البلدين، إذ انقلب الرأي العام الأذربيجاني ضد روسيا وقوات حفظ السلام التابعة لها بعد الهجوم على أوكرانيا، بينما لم يعد الدعم العسكري الروسي مفيداً بالدرجة نفسها لأرمينيا، إذ لم تعد روسيا من مصدّري الأسلحة بغزارة، كما يرغب بوتين في الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع تركيا التي تعد الحليف الرئيسي لأذربيجان”.

الدور التركي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تشهد العلاقة بين تركيا وأرمينيا خلافًا منذ عقود بشأن مطالبة “يريفان” بالاعتراف بمزاعم “الإبادة الجماعية” للأرمن وهو ما ترفضه أنقرة بشدة وتنفي وقوع مثل تلك بحق الأرمن، ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين أنقرة ويريفان فإن العلاقة بينهما توترت بشدة بسبب دعم تركيا لأذربيجان سياسياً وعسكرياً. ظهر التعاون العسكري بين أذربيجان وتركيا لأول مرة في عام 1992، وتتعاون الحكومتان بشكل وثيق في مجال الدفاع والأمن، وبشأن التعاون في مجال الطاقة بين باكو وأنقرة، تستثمر أذربيجان (19) مليار دولار في تركيا، منها (17) مليار دولار في مجال الطاقة، وتصاعدت الاحتمالات خلال عام 2022 بناء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان.

يرى “ريتشارد غيراغوسيان” رئيس مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا، أنه “على الرغم من تضارب المصالح، والطموح التركي لاستعادة دوره المفقود كراع عسكري وحليف لأذربيجان، ستحافظ روسيا وتركيا على مستوى من الحذر في الأزمة، لتجنب أي صدام أو مواجهة مباشرة بينهما، مع التركيز بشكل أكبر على الحرب من خلال الوكلاء”.

الدور الأمريكي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تعترف الولايات المتحدة بأن “ناغورني كاراباخ” أرض أذربيجانية، لكن الأراضي المتنازع عليها تسيطر عليها حكومة مدعومة من أرمينيا تسمى جمهورية “آرتساخ”. وأدانت “الولايات المتحدة بأشد العبارات العنف على طول الحدود الدولية بين أرمينيا وأذربيجان”، وحثت الجانبين على التوقف عن استخدام القوة فوراً، واستخدام روابط الاتصال المباشر القائمة بينهما؛ لتجنب مزيد من التصعيد، والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار”.

استضاف وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” وزيري الخارجية الأرميني “أرارات ميرزويان” والأذربيجاني “جيهون بيرموف” في الأول من مايو 2023 سعياً وراء مستقبل سلمي لمنطقة جنوب القوقاز”. وتسوية سلمية للخلافات العميقة بين الطرفين. أعلنت أرمينيا وأذربيجان في 26 مايو 2023 عن إحراز تقدم باتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين على أساس الاعتراف المتبادل بالسيادة على الأراضي فتح جميع خطوط النقل في التي تمر عبر الأراضي الأرمينية وذلك مع بدء المحادثات بينهما في موسكو. أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح. جاسم محمد

أرمينيا واذربيجان

أرمينيا وأذربيجان

احتمالية توسع الحرب بين أذربيجان وأرمينيا قائمٌ

أكدت الأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2022 يجب على الأطراف التقيد بالتزامها بالتنفيذ الكامل للبيان الثلاثي بشأن وقف إطلاق النار الصادر في التاسع من نوفمبر 2020 والبيانات والالتزامات المتفق عليها اللاحقة ومضاعفة جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة عن طريق التفاوض، قبل فوات الأوان، حيث “إن أي صراع متجدد لن يؤثر على شعبي أرمينيا وأذربيجان وحسب، بل من المحتمل أيضا أن يؤثر على منطقة جنوب القوقاز الأوسع وخارجها”.

تمتلك أذربيجان ميزة على أرمينيا هي موارد النفط التي يمكن استخراجها وتصديرها إلى أوروبا وآسيا. وفي الحرب السابقة انتصرت أرمينيا بفضل القومية الأرمينية المدعومة بالجاليات والأحزاب الأرمينية المنتشرة على مستوى العالم. ولكن منذ تلك الحرب التي نشبت في التسعينيات، تزايدت الفجوة بين البلدين لصالح أذربيجان بفضل احتياطات النفط الضخمة للبلاد ما يرجح كفة أذربيجان في حسم الصراع.

يعد الصراع بين أذربيجان وأرمينيا نقطة التقاء قوى إيران وروسيا وتركيا، وفي صميم السعي في إقامة نظام دولي جديد، مع العلم أن أرمينيا ليس لديها نفط، ولكن موقعها الجيوسياسي هو موردها الرئيسي”. واحتمال توسع الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في ظل الحرب في أوكرانيا قائمٌ، لأن هذه المنطقة الصغيرة من القوقاز تبلور تباعد المصالح وألعاب النفوذ لمجموعة من الجهات الفاعلة، من روسيا إلى تركيا، ومن الولايات المتحدة إلى إيران، ومن إسرائيل إلى الصين، عبر باكستان التي تبيع الأسلحة لأذربيجان والهند التي تزود بها أرمينيا، وإن المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان عندما تتوسع يمكن أن تستدعي عددا أكبر من الدول للمشاركة في 13 نوفمبر 2022.  أزمة أوكرانيا – دول البلطيق والتداعيات الاقتصادية. بقلم إكرام زياده

معالجات

يجب مراقبة حدود عام 1991، وضروري على قوات الطرفين العودة إلى مسافة آمنة من هذا الخط” للتوصل لتسوية سلمية بين أرمينيا وأذربيجان.، كذلك ضرورة الامتناع عن الخطاب الاستفزازي. كما ينبغي يجب أن تكون المفاوضات بين الدولتين أكثر جدية لتجنب أن تصبح ساحة للحروب بالوكالة. فضلاً عن تعزيز الدور لمجموعة مينسك التي ترأسها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في عمليات التفاوض بين أرمينيا وأذربيجان.

**

  2- أمن دولي ـ تداعيات الصراع بين أرمينيا وأذربيجان 

شجع الاتحاد الأوروبي قادة أرمينيا وأذربيجان على استغلال الفرصة للوصول إلى حل سلمي لتسوية النزاع بينهما، والعودة إلى المفاوضات من أجل منع أي تصعيد من شأنه تقويض الاستقرار الإقليمي وتهديد عملية السلام. وتعد نشر بعثة الاتحاد الأوروبي في أرمينيا (EUMA) كان خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار وتقوية دور الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

أوجه الخلاف بين الجانبين أرمينيا وأذربيجان

يتلخص الخلاف بين الجانبين أرمينيا وأذربيجان حول ثلاث قضايا رئيسية:

ناغورنو كاراباخ: أدلت حكومتا أرمينيا وأذربيجان بتصريحات متكررة إنهما تعترفان بوحدة أراضي بعضهما البعض، بما في ذلك فيما يتعلق بـ”ناغورنو كاراباخ” والمناطق المجاورة، والتي هي جزء من أذربيجان بموجب القانون الدولي.في الوقت نفسه، تريد أرمينيا ضمانات مفصلة لحماية حقوق الأرمن. أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي

الحدود: الحدود بين البلدين ، والتي تمتد لمسافة (600) ميل على الأقل، غير محددة ، وفي بعض النقاط، تتمركز القوات على مسافة قريبة من بعضها البعض. أذربيجان تريد الترسيم بشروطها. تريد حكومة أرمينيا ضمانات أمنية يمكن أن تمهد الطريق لأذربيجان لسحب القوات التي كانت متمركزة داخل أرمينيا وتقليل الحوادث الحدودية.

طرق النقل: أغلقت أذربيجان وتركيا حدودهما مع أرمينيا لمدة ثلاثة عقود بسبب الصراع ، ولكن منذ وقف إطلاق النار في عام 2020، كانت هناك محادثات حول كيفية استئناف النقل. تسعى أذربيجان إلى بناء طريق وممر للسكك الحديدية يسيطر عليه جهاز الأمن الروسي يربطها بـ”ناخيشيفان” ومن هناك إلى تركيا. تريد أرمينيا إعادة فتح جميع الطرق والسيطرة عليها من قبل مسؤوليها.

اختبار لقدرة روسيا على تهدئة الصراع

تتمتع روسيا بنفوذ على أرمينيا وأذربيجان بصفتها قوة نووية عظمى مجاورة، كما أن لديها اتفاقية دفاع مع أرمينيا لا تشمل “ناغورنو كاراباخ”. تعتمد أرمينيا أكثر من أي وقت مضى على الضمان النهائي الذي توفره القاعدة الروسية. تعد روسيا حليف لأرمينيا، لكنها تسعى جاهدة أيضا لإقامة علاقات جيدة مع أذربيجان، في حين يُنظر إلى المأزق على أنه اختبار لقدرة روسيا على تهدئة الصراع في فنائها الخلفي. وتزايد غضب مسؤولين في أرمينيا من رفض موسكو استخدام قوتها لحفظ السلام في المنطقة لإنهاء إغلاق ممر “لاتشين” بالتزامن مع انتقاد موسكو محاولات أرمينيا لجعل الاتحاد الأوروبي يتوسط في تسوية.

سمحت ثروة أذربيجان من النفط والغاز منذ سنة 1994 بزيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير، وذهب الكثير منه إلى شراء الأسلحة من روسيا، التي تسلح كلاً من طرفي الصراع. وتتضاءل الفرص في أن تتمكن أرمينيا من التخلص من اعتمادها على روسيا في أي وقت قريب وهو الأحدث في سلسلة من الدروس لدول ما بعد الاتحاد السوفياتي حول صعوبة الخروج من الظل الأمني لموسكو، خصوصاً عند عدم الاستقرار.

الولايات المتحدة وإنهاء الحرب

تمتلك الولايات المتحدة نفوذاً كبيراً باعتبارها مضيفة لنسبة كبيرة من الجالية الأرمينية الثرية من ذوي النشاط السياسي، وكذلك بصفتها الداعم الرئيسي لخطوط أنابيب النفط والغاز التي تحوّط وتنافس شبكة النقل الروسية. انحسر اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة في السنوات الأخيرة، إذ اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقادة الأرمن والأذريين لحثهم على إنهاء الصراع.

جهود الاتحاد الأوروبي

وقّع الاتحاد الأوروبي اتفاقا لمضاعفة واردات الغاز الطبيعي من أذربيجان، حيث يسعى الاتحاد لكسر قبضة موسكو على إمدادات الطاقة وسط مواجهات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا. كذلك كثف الاتحاد الأوروبي من جهوده للتوسط في سلام دائم وبناء نفوذهما في القوقاز. التقى رئيس الوزراء الأرمني “نيكول باشينيان” والرئيس الأذربيجاني “إلهام علييف” في أغسطس وأكتوبر 2022 في اجتماعات رتبها الاتحاد الأوروبي واجتمع وزيرا خارجية البلدين في واشنطن في نوفمبر 2022.

نشر الاتحاد الأوروبي في أبريل 2022 بعثة مراقبة موسعة على الجانب الأرميني من الحدود مع تنامي الوجود الغربي في منطقة تعتبر تقليدياً مجالاً حيوياً لنفوذ الكرملين. أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية “كاثرين كولونا” أنه “من الممكن إنهاء” النزاع في “ناغورنو كاراباخ” بين أذربيجان وأرمينيا والمستمر منذ أكثر من ثلاثين عاماً، في حين اتهمت روسيا باريس بالفشل في الوساطة في 27 أبريل 2023 وأكدت “كولونا” أنّ “فرنسا لديها هدف واحد ورغبة أخرى هما المساهمة في السلام وإيجاد طريق السلام”. واعتبرت أنها “عملية طويلة وصعبة، ولكن النجاح ممكن”. أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان

تعد مسارات التفاوض المزدوجة بأنها غير عادية أحدهما بقيادة روسيا والآخر بقيادة الاتحاد الأوروبي، في وقت تخوض فيه موسكو والغرب أشد صراع بينهما منذ عقود. يحظى الأرمن بتعاطف الغرب في نزاعاتهم ولكن أهمية أذربيجان الاستراتيجية زادت بفضل ثروتها النفطية التي تنامت أهميتها بعد استقلالها. تمكنت أذربيجان من تعزيز ميولها المؤيدة للغرب بإعادة خلط أوراقها التي استخدمتها في الساحة العالمية. لقد أدركت أنه بما أن تركيا، أحد أعضاء الناتو الحيويين، وحليف حاسم للولايات المتحدة، ولديها قوة عسكرية واقتصادية كبيرة في المنطقة، فيجب عليها أيضاً أن تبدأ في بناء اتصالات مماثلة مع جميع حلفاء تركيا الذين يمكن أن يصبحوا من الداعمين الجدد لأذربيجان.

قلق إيران من انقطاع حدودها مع أرمينيا

أثارت فكرة ممر “زَنغِزور” قلق إيران، التي تخشى انقطاع حدودها مع أرمينيا وتطويقها (في القوقاز) على نطاق واسع من قِبَل تركيا وأذربيجان صاحبتَيْ العلاقات غير الودية معها (لا سيما أذربيجان صاحبة العلاقات الوطيدة بإسرائيل، التي اتُّهِمَت باستمرار بأنها قاعدة للنشاطات الاستخباراتية الإسرائيلية الموجَّهة ضد إيران). فقد انتقدت إيران الخطة، وهو ما من شأنه أن يمنح أرمينيا مزيداً من الثقة بأنها قادرة على صد مشروع ممر “زَنغِزور” بمساعدة إيران.

إسرائيل وأذربيجان – علاقات وثيقة

تسعى إسرائيل وأذربيجان إلى تطوير علاقات وثيقة منذ الإعلان رسمياً عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين باكو وتل أبيب في أبريل 1992، بحيث تعززت وتوثقت هذه العلاقات بالمجال العسكري والأمني، وذلك على خلفية مزاعم التهديد الذي تشكله إيران على هذين البلدين. ترتكز المصالح الإسرائيلية في العلاقات مع باكو على حقيقة أن أذربيجان تقع على حدود إيران، مما يجعلها مكاناً مثالياً لجمع المعلومات الاستخباراتية عما يحدث في إيران. اعترف رسمياً بأن شركات الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية تعتبر من الموردات الرئيسية للطائرات المسيرة والمدافع والدبابات والأسلحة إلى أذربيجان.

مستقبل الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

يرى”روبين مهرابيان” خبير المركز الأرميني للدراسات السياسية والدولية أن فرص توقيع معاهدة سلام ليست كبيرة رغم كل المقدمات الإيجابية الجارية حالياً، ورغم منطق وضرورة مثل هذا القرار. ولتفسير ذلك، ينطلق الخبير من وجود صعوبات جدية لا تقتصر على مدى قدرة باكو ويريفان على إيجاد توافقات على النقاط العالقة، تمتد إلى أسباب عديدة أخرى من بينها المعارضة الخفية من السلطات الروسية. هذا الأمر سوف يعني أن الخطوات اللاحقة يجب أن تضمن انسحاباً روسياً كاملاً من المنطقة، وهذا بالتأكيد لا يصب في مصلحة موسكو التي لن تفقد فقط حضوراً مؤثراً في منطقة حيوية بالنسبة إليها، ولكنها سوف تتعرض بذلك إلى خسارة جديدة لمواقعها ونفوذها في الفضاء السوفيتي السابق كله، بعد انقلاب أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا إلى خصوم، ومراوحة بلدان آسيا الوسطى على خط الحياد في مواجهة روسيا الحالية مع الغرب. أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح. جاسم محمد

معالجات

تحتاج كل من روسيا والدول الأوروبية لتجنب التصعيد المحتمل بين أرمينيا وأذربيجان خاصة، لأن أي تصعيد يمثل مشكلة لكل من روسيا والغرب. كذلك ينبغي دعم مهمة مراقبة الاتحاد الأوروبي على الجانب الأرمني من الحدود. بالإضافة إلى دعم الانتشار لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وضرورة احترام بنود اتفاق وقف اطلاق النار المبرم عام 202.

**

3- أمن دولي ـ ما تأثير إسرائيل على الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟

تحافظ إسرائيل وأذربيجان على تعاون استراتيجي عميق يمس قضايا الأمن القومي لكلا الجانبين. وتتجاوز العلاقة الدفاعية مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا، لتكون إسرائيل عاملاً مؤثراً في الصراع الأذربيجاني-الأرميني المستمر، حيث قدمت مساهمة حاسمة في انتصار باكو في حرب قره باغ عام 2020 . تجد تل أبيب بالتوتر المتصاعد في جنوب القوقاز مدخلاً لها ضد طهران، بالإضافة إلى مصالح أخرى اقتصادية.

تطور العلاقات الأذربيجانية مع إسرائيل

تعود العلاقات الثنائية بين أذربيجان وإسرائيل إلى وقت استقلال أذربيجان في عام 1991 وسط انهيار الاتحاد السوفيتي. افتتحت إسرائيل سفارتها في باكو في أغسطس 1993. ومنذ ذلك الحين، كانت أذربيجان واحدة من أهم شركاء إسرائيل في العالم الإسلامي. وعلى الرغم من وجود روابط تاريخية، إلا أن الروابط الاستراتيجية الحالية بين إسرائيل وأذربيجان تعززت بعد الحرب الروسية الجورجية في عام 2008، والتي غيرت الضرورات الجيوستراتيجية لجنوب القوقاز، عندما كانت جورجيا وأذربيجان، على عكس أرمينيا، تميلان أكثر نحو حلف شمال الأطلسي، وطورتا العلاقات مع إسرائيل.  وقد وصف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل في عام 2009 بأنها “سرية ولكنها وثيقة.

تعززت العلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان وإسرائيل مؤخراً بتعيين أول سفير لباكو لدى إسرائيل في نهاية مارس 2023. وجاء هذا القرار بعد أن أقر البرلمان الأذربيجاني قانونا في نوفمبر2022  يجعل من الممكن فتح سفارة أذربيجانية في تل أبيب، مما أدى إلى أن تصبح الجمهورية السوفيتية السابقة أول دولة ذات أغلبية شيعية تفعل ذلك.

وبالنسبة للمصالح الإستراتيجية، طور الأذربيجانيون والإسرائيليون علاقتهم حول ثلاث ركائز: علاقاتهم مع إيران ، والاقتصاد – مع التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة والتكنولوجيا العسكرية.   أمن دولي ـ تداعيات الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

علاقات استراتيجية دفاعية تربط أذربيجان بإسرائيل

طورت إسرائيل وأذربيجان علاقة استراتيجية ودفاعية ثابتة. وتشمل هذه العلاقات التعاون في المجالين العسكري والأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية، التي تشمل أيضاً التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود. على سبيل المثال، في عام 2008، وكذلك في عام 2012 ، أحبطت السلطات الأذربيجانية ، بمساعدة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ، هجوما إرهابياً ، شارك فيه أعضاء خلية حزب الله ، الذين خططوا لمهاجمة أنظمة الرادار المضادة للصواريخ ، وكذلك السفارة الأمريكية والإسرائيلية في باكو. وما فتئت إسرائيل تقدم الدعم لأذربيجان في تعزيز الهياكل الأساسية الأمنية لمطار باكو، وتحديث معدات أذربيجان القديمة ذات المنشأ السوفياتي في الجيش، وتدريب أفراد الأمن والعسكريين منذ عام 2001.

وكان قد صرح الرئيس علييف في 13 ديسمبر2016 ، ان أذربيجان اشترت أسلحة ومعدات أمنية من إسرائيل بقيمة (4.85) مليار دولار من خلال عقود طويلة الأجل على مر السنين. لكن الرئيس علييف لم يوضح نوع الأسلحة التي تشتريها أذربيجان.  كما أبدت أذربيجان اهتماماً كبيراً بنظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، الذي أكد رئيس الوزراء نتنياهو بيعه في الكنيست في 18 ديسمبر 2016، لمواجهة شراء أرمينيا مؤخراً صواريخ إسكندر الباليستية الروسية قصيرة المدى.

ووفقاً لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ، تلقت أذربيجان بين عامي 2013 و 2016 (30%) من وارداتها من الأسلحة من إسرائيل. وفي 2016، وصلت هذه الحصة إلى (69%). بينما لا توجد بيانات مفتوحة المصدر عن مشتريات أذربيجان العسكرية من إسرائيل بين عامي 2018 و 2022. ومع ذلك، من المعروف أن معظم الأموال التي أنفقت قبل عام 2018 ذهبت لشراء طائرات بدون طيار من طراز “هيرميس 450/900” و”أوربيتر”، وذخائر “هاروب” المتسكعة، وصواريخ “لورا” الباليستية الموجهة أرض-أرض، وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي من طراز “باراك-8″، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية للاستطلاع، وصواريخ سبايك الموجهة المضادة للدبابات.

وإلى جانب بيع الأسلحة الجاهزة، أنشأت إسرائيل مشروعا مشتركا واحدا على الأقل مع أذربيجان، في مارس 2011 – بين شركة آزاد سيستمز المرتبطة بوزارة الدفاع ومقرها باكو وشركة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لتصنيع الطائرات بدون طيار Aerostar و Orbiter.  بالإضافة إلى الشركات الإسرائيلية التي تبيع باكو الأسلحة القيمة المذكورة أعلاه ، قامت شركة Elta Systems ، وهي شركة تابعة لشركة IAI، برسم خرائط رقمية لكاراباخ ، مما ساعد القوات الأذربيجانية على إجراء عملياتها في ساحة المعركة خلال الحرب التي استمرت (44) يوماً.

فيما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي في 21 ابريل 2023 أن إحدى شركات صناعة الدفاع الإسرائيلية ستقوم بتزويد أذربيجان بقمرين صناعيين بقيمة (120) مليون دولار. وكانت قد كشفت  صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في 6 مارس 2023، أنه على مدى السنوات السبع الماضية، هبطت (92) رحلة شحن تابعة لشركة طيران طريق الحرير الأذربيجانية في قاعدة عوفدا الجوية، المطار الوحيد في إسرائيل الذي يمكن من خلاله نقل المتفجرات من وإلى البلاد.

إسرائيل وأذربيجان – مصالح اقتصادية وحيوية

يشكل استيراد النفط من أذربيجان من المصالح المهمة الأخرى لإسرائيل، حيث تستورد إسرائيل من أذربيجان نحو (50%) من إجمالي استهلاكها النفطي، والمقدر بنحو (80) مليون برميل في السنة. كما تعمل عشرات الشركات الإسرائيلية في مجال الطاقة في أذربيجان. على سبيل المثال، افتتحت شركة “مودكون سيستمز” (Modcon Systems) -وهي مورد عالي التقنية لصناعات النفط والغاز، نشأت في إسرائيل- فرعاً لها في أذربيجان.

ومع تطبيع العلاقات بين البلدين، بدأت الشركات الإسرائيلية مباشرة اختراق أسواق أذربيجان، إذ تشير التقديرات أن (114) شركة إسرائيلية تقدم مساهمات في اقتصاد أذربيجان. ومن الأمثلة على ذلك شركة الاتصالات الإسرائيلية “بيزك”  التي تقوم بتثبيت خطوط الهاتف وتشغيل شبكات الاتصال الإقليمية في جميع أنحاء البلاد. كما وسّعت إسرائيل تغلغلها في سوق الاتصالات الخليوية في أذربيجان، فبدأت  شركة “بيكل ” (Beckel) كمشروع مشترك بين وزارة الاتصالات الأذرية وشركة “جي تي آي بي” (GTIB) الإسرائيلية، كأول مشغل خلوي في أذربيجان، بربح سنوي يقدر بأكثر من (100) مليون دولار.

ووفقاً لبيانات رسمية، بلغ حجم التجارة الإسرائيلية مع أذربيجان خلال الشهرين الأولين من عام 2023 (334.1) مليون دولار، بزيادة قدرها (26.36%) عن الفترة السابقة من عام 2022، في حين نمت حصة إسرائيل في إجمالي حجم التجارة لأذربيجان بنسبة (4.66%). ووفقا لسفير إسرائيل لدى أذربيجان جورج ديك، من المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة الثنائية بين البلدين هذا العام. أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟

مصالح  جيوسياسية – تطويق إيران

يشكل جنوب القوقاز، الذي يضم أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، قيمة استراتيجية لإسرائيل بسبب موقعه الجيوسياسي وقربه من إيران.   وفي سياق المواجهات الجيوسياسية الإقليمية بين إسرائيل وإيران، توفر علاقة الدولة العبرية بأذربيجان عمقًا استراتيجيًا يدخل في إستراتيجيتها الأمنية السياسية والعسكرية . تم تصوير أذربيجان في بعض التحليلات على أنها منصة محتملة يمكن لإسرائيل، في حالة النزاع ، القيام بعمليات ضد إيران، سواء استخباراتية أو هجومية.

وكانت قد بيّنت وثيقة أميركية مسربة عبر موقع “ويكيليكس” في عام 2011 أن “إسرائيل” وأذربيجان وقعتا على صفقات أسلحة بمئات ملايين الدولارات. الوثيقة أظهرت أن “إسرائيل” تهدف من إبرام هذه الصفقات إلى “استغلال أذربيجان للتجسس على إيران”. وذكرت الوثيقة التي أرسلت من السفارة الأميركية في أذربيجان إلى وزارة الخارجية الأميركية في كانون الثاني/يناير عام 2009، أن “إسرائيل تحاول بناء تحالف أمني مع أذربيجان ووقعت معها على اتفاقيات أمنية لإنتاج طائرات بلا طيار”. وحسب معد البرقية، فإن “الهدف الأساسي الإسرائيلي في هذه العلاقات هو ضمان أذربيجان كحليف ضد إيران، كآلية للحصول على معلومات استخبارية حول إيران، إضافة لتسويق منتوجاتها العسكرية”، على أن تزود “إسرائيل” أذربيجان بتكنولوجيا عسكرية متطورة “تحسباً لحرب محتملة مع أرمينيا”.

كما تطرقت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إلى ذلك أيضاً في عام 2012، متحدثةً عن محاولاتٍ إسرائيلية، لإيجاد موطأ قدم في القواعد الجوية لأذربيجان “بغية استخدامها في حال أي هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية”.

ورغم نفي أذربيجان لذلك، فقد صرّح رسيم مصعبيوف، وهو وعضو في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، أنه من المحتمل أن تساهم بلاده في أي خطط إسرائيلية ضد إيران “على الأقل في حالة الطوارئ لاعادة تزويد القوات الهجومية بالوقود”، مشيراً إلى أن “إسرائيل لديها مشكلة تتمثل في أنها إذا كانت ستقصف إيران ومواقعها النووية فإنها تفتقر إلى إعادة التزود بالوقود”.

تشعر إيران بالضغط من ما تعتبره استراتيجية تطويق إسرائيلية. فالرواية الإيرانية الرسمية هي أن باكو منحت إسرائيل حرية عملياتية واسعة لاستخدام الأراضي الأذربيجانية لشن عمليات في عمق إيران. أحدث اتهام من طهران هو أن سرقة إسرائيل لأعداد كبيرة من الملفات النووية الحساسة في عام 2018 تضمنت استخدام أذربيجان كنقطة انطلاق لعملية أذلت القيادة الإيرانية وأجهزة الاستخبارات.

يؤكد هذه المخاوف، تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في 29 مارس 2023 إنه “اتفق” مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف على “تشكيل جبهة موحدة ضد إيران”. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات كوهين بأنها دليل على “النوايا الشريرة للنظام الصهيوني” لتحويل أذربيجان إلى منصة لتهديد الأمن القومي الإيراني.

وسبق أن حذر المرشد الأعلى علي خامنئي في أكتوبر 2021 جميع جيران إيران مما أسماه “تدخل الأجانب في المنطقة” باعتباره “مصدرا للشقاق والضرر”. وفي ضربة مباشرة لباكو، وعد خامنئي بالانتقام من تلك الدول المجاورة التي تتعاون مع الإسرائيليين. أمن دولي ـ إسرائيل وإيران، حروب جاسوسية مفتوحة. بقلم جاسم محمد

**

4- أمن دولي ـ ما تأثير إيران على الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟

يعد الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم “ناغورنو كاراباخ” معقداً للغاية، لتداخل أطراف إقليمية ودولية فيه وتشابك المصالح والعلاقات بين هذه الدول وطرفي الصراع، إضافة إلى طول أمد الأزمة إلى نحو ثلاثة عقود. وتدريجياً باتت إيران جزءاً من المشهد وداعمة لأرمينيا، خاصة مع تأجج الحرب بين أرمينيا وأذربيجان في سبتمبر 2020 وحصول الثانية على دعم مباشر من تركيا وإسرائيل، ولم يختلف الأمر كثيراً مع عودة الاشتباكات في الإقليم في 13 سبتمبر 2022 لتزداد حالة الاستقطاب لطرفي النزاع من قبل إيران وإسرائيل في ضوء متغيرات جيوسياسية ومقاربات دولية جديدة.

موقف إيران المعقد

بعد “حرب الـ (44) يوما” في 2020 والتي انتهت باستعادة أذربيجان إقليم ناغورنو كاراباخ من أرمينيا، بات دعم إسرائيل وتركيا لأذربيجان معلناً بينما كان موقف إيران تجاه أرمينيا مرتبكاً، وحرصت على الوقوف على مسافة واحدة بين يريفان وباكو بزيارة وزير خارجيتها للبلدين وتقديم نفسها كوسيط لحل الأزمة.

وتدرك إيران التكلفة الاقتصادية والعسكرية التي تتكبدها في حال دعم أرمينيا مباشرة، وتتخوف أيضا من انتصار أذربيجان واتساع الحدود بينهما لأكثر من (100) كيلومتر، وصعود نزعة قومية انفصالية لدى الأذريين بإيران حيث تضم نحو (15) مليون نسمة من الإثنية الأذرية، إضافة إلى احتمالية تمدد النفوذ التركي في أذربيجان وتأثيره على إمدادات الطاقة الإيرانية لتركيا وأوروبا، ما يؤثر سلباً على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني خلال الفترة الأخيرة.

رفض إيران لموقف أذربيجان

ترى إيران أن الهدف من الصراع بين أرمينيا وأذربيجان هو محاصرتها بتوسيع نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها من إسرائيل وبعض أعضاء في حلف الناتو، للإضرار بمصالحها الاستراتيجية والتواصل مع أوروبا، لـ ثلاثة أسباب:

– دعم أذربيجان يقطع الطريق الذي يربط بين إيران وأرمينيا والمؤدي لأوروبا ما يضر بمصالحها الاقتصادية.

– إقامة ممر زنغزور البري الرابط بين أذربيجان وإقليم نخجوان الأذري وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بين باكو ويريفان في 2020، يدعم التواصل بين أذربيجان وتركيا ويربط بين وسط آسيا وأوروبا عبر بحر قزوين وتركيا.

– استغلال الولايات المتحدة وإسرائيل وجود إثنية أذرية بإيران ودعم أنشطتهم القومية هناك في ظل احتدام النزاع بين أذربيجان وأرمينيا.

التصعيد بين إيران وأذربيجان

توتر الوضع بين طهران وباكو في نهاية 2020، وسارعت الأولى في إجراء مناورات عسكرية على حدودها مع أذربيجان كمحاكاة لهجمات على الأراضي الأذربيجانية، ومع تجدد الصراع في إقليم ” قره باغ” في سبتمبر 2022 تصاعد الموقف بينهما، بافتتاح طهران قنصلية في جنوب أرمينيا بالقرب من الطريق المفترض لممر زنغزور خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 21 أكتوبر 2022 لأرمينيا، ودعا المسؤول الإيراني وقتها أرمينيا للمشاركة في مشروع إنشاء طريق تجاري يربط بين البحر الأسود والخليج العربي.

وتأزم الموقف باعتقال باكو  (19) شخصاً بتهمة التجسس لصالح إيران في 2 نوفمبر 2022، وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في 25 نوفمبر 2022، أن بلاده تحافظ على نظامها العلماني وتضمن حياة كريمة لشعبها والأذريين في إيران.

وعلى مدار نحو (3) أعوام أجرت إيران (4) مناورات عسكرية على حدودها مع أذربيجان، وردت أذربيجان وتركيا بمناورات مشابهة على الحدود معها، وفي أكتوبر 2021 شاركت باكستان مع المناورات الأذربيجانية التركية بعد إقناع أنقرة لها، وفي سبتمبر 2022 أحيت أذربيجان الذكرى الثانية لاستعادة الإقليم من أرمينيا بمناورات عسكرية، حيث ألقى الرئيس الأذربيجاني خطابا من مدينة “شوشه” المتاخمة للحدود الإيرانية، محذراً روسيا وإيران من دعم الجيش الأرميني، كما أجريت أذربيجان وتركيا آخر مناورات عسكرية في يناير 2023.

واستمر مسلسل الاعتقالات بين باكو وطهران، وفي فبراير 2023 اعتقلت أذربيجان (29) شخصاً بتهمة التجسس لصالح إيران، وفي الوقت نفسه اعتقلت إيران مواطنين أذربيجانيين بتهمة المشاركة في هجوم بمدينة ” شيراز” الإيرانية الذي وقع في أكتوبر 2022 وتبناه تنظيم داعش.

وتصاعد المشهد في 27 يناير 2023 بتعرض السفارة الأذربيجانية في طهران لهجوم من قبل إيراني ما أسفر عن مقتل أحد حراس السفارة، لتسحب أذربيجان طاقهما الدبلوماسي من إيران.أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟

واستغلت إسرائيل حالة التوتر بين طهران وباكو، وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في 29 مارس 2023 خلال افتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب، أن باكو وتل أبيب تواجهان تهديداً من طهران، التي رفضت التصريحات وطالب البرلمان الإيراني في 5 أبريل 2023 توضيح من أذربيجان بشأن هذه التصريحات.

واتهمت أذربيجان بيان البرلمان الإيراني بالتدخل في شؤونها، وقامت بطرد 4 دبلوماسيين إيرانيين من سفارة طهران في باكو، على إثر اتهامها لإيران بالتورط في محاول اغتيال لنائب أذربيجاني.

 المصالح تحكم موقف إيران

على عكس باقي الصراعات الدولية، لم يكن العامل الديني مؤثراً في الصراع بين باكو ويريفان، لكن تعتبر إيران انتصار أذربيجان في الصراع مسألة أمن قومي وتمس مصالحها الاستراتيجية في آسيا ومع أوروبا، لاسيما وأن تغيير حدود أرمينيا يفقدها حدودها الجغرافية ومن ثم مصالحها الاقتصادية.

ونظراً لتخوف إيران من أن تصبح أذربيجان بوابة للناتو وإسرائيل في منطقة جنوب القوقاز، قامت بنشر قوات من الحرس الثوري على حدودها مع أذربيجان في 25 أكتوبر 2020، ووزعت (50) ألف عنصر من قواتها على حدودها مع أرمينيا وأذربيجان في 17 سبتمبر 2022 تحسباً لأي مستجدات في الصراع الراهن.

العلاقة بين إيران وتركيا

تسبب الدعم التركي لأذربيجان بحرب سبتمبر 2020 في توتر العلاقة بين أنقرة وطهران، لاسيما وأنه تم استبعاد إيران من المفاوضات بين طرفي الحرب مع زيادة التقارب الإسرائيلي الأذربيجاني.

كما أن دعم أنقرة لممر زنغزور يزيد قوة أذربيجان في الطاقة على حساب إيران في المنطقة، ويعزز من قوة باكو للسيطرة على الموارد الطبيعية في بحر قزوين لتحالفاتها مع دول مثل تركيا، الأمر الذي يصطدم برغبة طهران التي تريد اقتسام موارد البحر رغم أن حصتها من سواحل قزوين لا تتجاوز (10%) .أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي

استفادة إسرائيل من موقف إيران

ألقى موقف إيران من الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بظلاله على التقارب الإسرائيلي الأذربيجاني، واستفادت إسرائيل من تصدير الأسلحة لأذربيجان وبلغت حصتها في صادرات الأسلحة العالمية نحو (2.3%) في الفترة من 2018 وحتى 2022، ووصلت إمدادات الطاقة الأذربيجانية لإسرائيل إلى (40%) من حاجاتها بعد الحرب الأوكرانية، علاوة على أن موقف إيران يخدم العلاقات التاريخية بين تل أبيب وباكو لاحتضان الأخيرة جالية كبيرة من اليهود بمنطقة القوقاز.

وساهم الخلاف بين طهران وباكو، في تبادل الزيارات بين مسؤولي إسرائيل وأذربيجان وموافقة الأخيرة على إرسال سفير لسفارتها في تل أبيب، وتدريجياً استفادت إسرائيل من هذا الصراع في عودة العلاقات مع تركيا من جديد لتوافق المصالح في هذه المنطقة.أمن دولي ـ تأثير إسرائيل على الصراع بين أذربيجان وأرمينيا

حرب أوكرانيا ونفوذ إيران

تمنح الحرب الأوكرانية دوراً لإيران أمام حليفتها روسيا في التصدي للعقوبات الغربية ضد موسكو وطهران، ما يمثل ثقل لطهران دولياً ويمنحها فرصة لزيادة نفوذها في أوراسيا، خاصة وأن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، تدفعها للاعتماد على إيران في بعض الملفات تخوفاً من السقوط في عزلة دولية، وتمنح طهران أداة ضغط على موسكو لتقليل تقاربها مع تل أبيب في بعض القضايا في مقدمتها سوريا.

وتمكن الحرب الأوكرانية إيران من استغلال نفوذ روسيا في منطقة أوراسيا، للتصدي لإقامة ممر زنغزور بين تركيا وأذربيجان، واستبداله بممر آخر يربط بين البحر الأسود والخليج العربي (يمتد من الخليج إلى إيران ثم أرمينيا وجورجيا ثم عبر البحر الأسود نحو بلغاريا، ويمر براً باتجاه اليونان).

وفي إطار بحث أوروبا عن بدائل للطاقة الروسية، تصبح إمدادات الطاقة الإيرانية أحد البدائل مع استمرار تأزم المشهد بين الغرب وروسيا، ما يرجح فرصة إعادة تفكير أوروبا في العقوبات المفروضة على طهران والتفاوض بشأن الاتفاق النووي.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– جاء تصعيد القتال حول “ناغورنو كاراباخ” قبل أزمة أوكرانيا، لكنه لم يحظ باهتمام كبير في الغرب ومن أهم أسباب تجدد الصراع؛ إقامة نقطة تفتيش جديدة على ممر “لاتشين” وهو الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة “ناغورني كاراباخ”.

– تنامت المخاوف من استمرار التوترات على الحدود حتى بعد انتهاء نزاع “كاراباخ”، فهناك أيضا قضية “ناخيشيفان الأذربيجاني” والتي وفقًا للاتفاقية الثلاثية لعام 2020 يجب ربطها ببقية أذربيجان، والخلافات حول وضعها تهدد بتصعيد جديد.

– يمكن تسمية أول سيناريوهات التصعيد هو سيناريو” أوسيتيا الجنوبية”. في حين أن هناك بعض الاختلافات المهمة، فإن نزاع “ناغورني كاراباخ” له أوجه تشابه مع صراع أوسيتيا الجنوبية الذي أدى إلى اندلاع حرب في عام 2008 بين روسيا وجورجيا. ويعد السيناريو الثاني هو بداية حرب طويلة بالوكالة على جنوب القوقاز بأكمله، والتصعيد على الحدود الأذربيجانية الأرمنية.

– يدفع أي تصعيد أكثر من ذلك في الصراع بين الدولتين، موسكو أو أنقرة إلى التدخل وأي تدخل مباشر أو غير مباشر لن يفيد موسكو وأنقرة بل يعرّض الروابط الاقتصادية بين روسيا وتركيا للخطر.

– يؤدي تفاقم الصراع بين أرمينيا وأذربيجان إلى عرقلة صادرات النفط والغاز م ايؤثر بعد على إمدادات الطاقة في المنطقة، خاصة أن المنطقة تشكل ممراً لخطوط رئيسية لنقل الطاقة إلى الأسواق العالمية والأوروبية.

– بات متوقعاً أن يُهدّد تصعيد بين الدولتين إلى بعرقلة عملية السلام التي تتوسط فيها القوى الدولية والإقليمية. ومن المحتمل أن تستمر تداعيات الصراع خارج البلدين نظرًا لأهميتها المحتملة للقوى الإقليمية الدولية على حد سواء فيه ما ينذر بوقوع حرب إقليمية أوسع.

**

– تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى توسيع النفوذ في جنوب القوقاز، ويمكن أن يُنظر إلى انخراط الولايات المتحدة في الصراع على أنه تحدٍ لنفوذ روسيا في منطقة تعتبرها ضمن مجال نفوذها.

– يهدف نشر الاتحاد الأوروبي لخبراء ومراقبين على طول الحدود الدولية لأرمينيا مع أذربيجان إلى بناء الثقة في الوضع غير المستقر، في الوقت التي تبدلت سياسة الاتحاد الأوروبي إلى أذربيجان في بحثها عن إمدادات أخرى للطاقة، لتعويض خسارة الواردات الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

– تشير التقديرات إلى أن أي تصعيد للصراع وتجدد اشتعال الوضع بين أرمينيا وأذربيجان قد يتحول إلى مواجهة جيوسياسية بين موسكو والغرب ما يؤدي إلى تداعيات سلبية إقليمياً ودولياً، بالتزامن مع عدم الاستقرار التي تواجهه أوروبا منذ الحرب في أوكرانيا.

– تعتبر يريفان مشاركة الاتحاد الأوروبي انتصاراً دبلوماسياً، لأنه إذا تصاعد الوضع على الحدود مرة أخرى وهاجمت أذربيجان الأراضي الأرمنية المعترف بها دولياً، فستحتاج إلى طرف مستقل لتأكيد ذلك. ومن غير المرجح أن تختار أذربيجان طريق المواجهة المباشرة مع روسيا في حال الموافقة على تمديد تفويض قوات حفظ السلام الروسية أو المطالبة بسحبها.

– تصاعدت مخاوف أيران من التقارب بين أذربيجان وإسرائيل وانقطاع حدودها مع أرمينيا كون أن هذا قد يؤدي إلى عرقلة الصادرات الإيرانية إلى روسيا وأوروبا، وقد تلجأ ايران إلى تزويد أرمينيا بالطائرات المسيرة دون المغامرة بالدخول في حرب مباشرة .

– يصعب التنبؤ بالتطورات للوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، وليس من المستبعد أن يتجدد التصعيد إذا تغيرت موازين القوى أو تبدلت خريطة التحالفات في المنطقة وربما يصل إلى حرب بالوكالة أو نزاع مفتوح وحرب إقليمية بمشاركة عدد من الدول.

**

– سلطت حرب عام 2020 في ناغورنو كاراباخ الضوء التحالف بين إسرائيل وأذربيجان. وعززت صورة إسرائيل ليس فقط كدولة صديقة ولكن أيضا كمصدر موثوق للأسلحة عالية الجودة حتى في وسط المعارك. العلاقات المتطورة والمتبادلة في المنفعة بين “إسرائيل” والسلطات في أذربيجان، وفي ظلّ سعي الأخيرة إلى المزيد من التسلح لمواجهة عدوها أرمينيا، كل هذا يشير إلى أن تل أبيب تلعب دوراً مركزياً وأساسيا في الصراع القائم إلى جانب باكو.

– تعززت العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان على مستوى ربع قرن لتصل لتعاون استراتيجي دفاعي عميق.  من الناحية السياسية، وصلت إسرائيل وأذربيجان إلى مستوى جديد من العلاقات مع افتتاح السفارة الأذربيجانية  في مارس 2023 وتعيين أول سفير أذربيجاني في إسرائيل. وبعد هذا الإنجاز، من المرجح أيضا أن يتوسع التعاون بين البلدين. في حين أنه ، من الناحية العسكرية ، يمكننا أن نتوقع طلبات جديدة لسفينة دورية بحرية من طراز ( Sa’ar 62) ، صممتها أحواض بناء السفن الإسرائيلية وتم بناؤها محليا من قبل مركز بناء وإصلاح السفن التابع لخفر السواحل الأذربيجاني ، في توركان. ومن المرجح أيضا شراء المزيد من صواريخ “لورا” و”باراك-8″، وربما وكذلك نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”.

– في حين تشهد الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران زخماً جديداً، فإن التوترات المستمرة بين أرمينيا وأذربيجان قد تفتح جبهة ثانية قد تشارك فيها كل من تل أبيب وطهران.

**

– تتمثل خطورة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في أنه لا يعد صراعاً بين دولتين فقط، بل تمتد أبعاده إلى أطراف إقليمية وغربية تتشابك وتتقاطع مصالحهم في أكثر من ملف، إضافة إلى أن الاقتصاد والطاقة عنصر مؤثر في هذا النزاع ما يؤثر بشكل مباشر على ملف الطاقة المشتعل منذ نحو (15) شهراً بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.

– دخول إيران للمشهد ودعمها لأرمينيا يزيده تعقيداً، لتوتر العلاقة بين إيران والولايات المتحدة من جهة وتوتر العلاقة بين إيران وإسرائيل من جهة أخرى، ما يزيد من حالة الاستقطاب الدولي كمحاولة من طرفي النزاع لكسب مؤيدين على حساب الطرف الآخر، ما يجعل الحدود الأرمينية الأذربيجانية نقطة مشتعلة بنشر قوات وأسلحة من قبل الأطراف الداعمة للدولتين.

– تصاعد الموقف بين طهران وباكو يصعب احتوائه، بعد تبادل الاتهامات بالتجسس وطرد دبلوماسيين من البلدين، إضافة إلى تمدد الأزمة إلى الأقلية الأذرية في إيران ومحاولة أذربيجان استغلال هذه النقطة لصالحها.

– صعوبة إيجاد فرصة للتفاوض بين أرمينيا وأذربيجان، نظراً لأن النزاع يرتبط بالحدود وتتشبث كل دولة بمنطق حيث ترمي أذربيجان على أن الجغرافيا والتاريخ يحكمان بأن إقليم ” قره باغ” يتبع لها، بينما تصبح ديموغرافية سكان الإقليم ورقة في يد أرمينيا لتعزيز موقفها في الصراع.

– ابتعاد مسافة التفاهم بين إيران وتركيا بعد مساندة الثانية لأذربيجان بشكل ملحوظ، لذا ينتقل الصراع من مرحلة الجغرافية أمام الديموغرافية، إلى مرحلة الصراع على الطاقة وإنشاء الممرات، لذا يصبح الصراع قابلاً للاشتعال مجدداً مع استمرار الحرب الأوكرانية.

– تصبح أذربيجان مستفيدة نوعاً ما من التقارب التركي الإسرائيلي، بينما تعد استفادة أرمينيا من التقارب الإيراني محدودة لتحفظ طهران في بداية الأزمة من تقديم دعم مباشر ليريفان وانشغال روسيا بالصراع مع أوكرانيا.

– اقتناع إيران بأن ما تشهده منطقة القوقاز حرب بالوكالة تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل ضدها، يدفعها لاتخاذ خطوات حاسمة لإيقاف التقارب التركي الأذربيجاني وتعرقل خطوة إنشاء ممر زنغزور الذي يهددها بشكل مباشر.

– من المحتمل أن تستغل إيران هذا النزاع لتحقيق أكبر مكاسب لصالحها، سواء في التفاوض بشأن الاتفاق النووي والعقوبات الموقعة عليها وأيضا ضد حليفتها روسيا، وجعل السوق الأوروبي في مقدمة أسواق الطاقة الإيرانية.

– من المتوقع أن تتحول أنظار الدول الكبرى إلى منطقة القوقاز المرحلة المقبلة بالتزامن مع الحرب الأوكرانية، ما يزيد من عوامل تأجج المشهد بين البلدين ودخول أطراف جديدة لساحة الصراع.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=89048

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Armenia and Azerbaijan Are On the Brink of War—And Washington Is Worried
https://tinyurl.com/47twv3sk

Dans le Caucase, une « petite guerre mondiale » en gestation
https://tinyurl.com/bdf9yjan

Renewed Armenia-Azerbaijan Conflict Underlines Russia’s Waning Influence
https://tinyurl.com/359netk9

قره باغ.. عناصر أساسية لفهم الصراع التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان
https://tinyurl.com/bdzhdmdz

**

Attacks on Armenia highlight ongoing disputes over “corridor” for Azerbaijan
https://tinyurl.com/muwtdhf6

Understanding the Dispute Between Armenia and Azerbaijan
https://tinyurl.com/4d2eyk4r

War a Possibility as Iran-Azerbaijan Tensions Flare
https://tinyurl.com/5n87f78c

Why Azerbaijan-Armenia Dispute Draws Big Powers In
https://tinyurl.com/yxy8cupw

**

Israel and Azerbaijan are expanding cooperation in field of economy and security
https://n9.cl/ll3w5

Israel and Azerbaijan: Trusted friends and reliable partners
https://n9.cl/1whoki

Azerbaijani-Israel friendship is blossoming amidst regional tensions
https://n9.cl/b2vna

Azerbaijan-Israel Relations Shifting the Geopolitics of the Middle East
https://n9.cl/penc9t

Report claims Israeli F‑35 fighter jets stationed in Azerbaijan
https://n9.cl/5934d

92 Flights From Israeli Base Reveal Arms Exports to Azerbaijan
https://n9.cl/3h7ga

Azerbaijan and Israel tout strategic ties ahead of Tel Aviv embassy opening
https://n9.cl/5dw3e

**

انحياز إيران لأرمينيا… المصالح قبل الهوية
https://bit.ly/43wMj08

قره باغ.. عناصر أساسية لفهم الصراع التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان
https://bit.ly/3oPvApQ

Analysis: Will Azerbaijan-Iran tensions lead to war?
https://bit.ly/3N2FwV3

كلما تحدَّت إيران أذربيجان استفادت إسرائيل!
https://bit.ly/3NjmlaL

How the Ukraine Crisis Benefits Iran’s Eurasia Strategy
https://bit.ly/3CnIC0E

تأثير الأزمة بين أذربيجان وإيران في العلاقة بين أنقرة وطهران
https://bit.ly/3WXuCUO

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...