الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي

أرمينيا وأذربيجان
يونيو 12, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2” 

  أمن دولي ـ أرمينيا وأذربيجان أسباب تجدد القتال وفهم الصراع التاريخي

خاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان المتنافستان في القوقاز حربين، الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث انتصرت أرمينيا في حربها ضد أذربيجان مطلع التسعينيات، وسيطرت على (13%) من إجمالي مساحة الأراضي الأذربيجانية، بما فيها منطقة “ناغورني كاراباخ” والثانية عام 2020، بسبب النزاع على “ناغورني كاراباخ” وهي منطقة تقطنها غالبية أرمينية، انفصلت عن أذربيجان بدعم من أرمينيا. استعادت أذربيجان سيطرتها الكاملة على الإقليم في عام 2020، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية. وتنازلت “يريفان” عن أراضٍ كبيرة لأذربيجان، كجزء من الاتفاق مع أذربيجان الذي تضمّن أيضاً نشر قوات حفظ سلام في “يريفان” إلا أن المناطق الحدودية بين البلدين لا تزال تشهد مناوشات متكررة.

تصعيد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

تجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان على حدود إقليم “ناغورني كاراباخ” المتنازع عليها في جنوب القوقاز، وسط تبادل للاتهامات. أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية إنّ ” أذربيجان شنّت قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات “غوريس وسوتك وجيرموك”، مؤكدة أن قوات باكو مدعومة بالمدفعية والطائرات المسيّرة، تسعى إلى “التقدّم” داخل الأراضي الأرمينية، واتهمت إياها باستهداف “بنى تحتية عسكرية ومدنية”. واتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ “أعمال تخريبية واسعة النطاق” قرب مقاطعات “داشكسان وكلباغار ولاشين الحدودية”، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها “تعرّضت للقصف، ولا سيّما بقذائف الهاون”.

ممر “لاتشين” وتصعيد الصراع

يرجع تصعيد الصراع لعدة أسباب؛ منها هو أن أذربيجان أقامت نقطة تفتيش جديدة على ممر “لاتشين” وهو الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة “ناغورني كاراباخ” في خطوة وصفتها أرمينيا بأنها انتهاك كبير لوقف إطلاق النار المبرم في العام 2020. وورد في المادة (9) من اتفاق وقف إطلاق النار “يجب إلغاء حظر جميع الروابط الاقتصادية والنقل في المنطقة، على أن تضمن جمهورية أرمينيا أمن اتصالات النقل بين أذربيجان وجمهورية ناختشيفان الأذربيجانية”. يهدف هذا البند إلى إقامة طريق يمر من جمهورية “ناختشيفان الأذربيجانية” وترتيب حركة الأشخاص والمركبات والبضائع دون عوائق في كلا الاتجاهين. تعتقد أذربيجان اعتقاداً راسخاً أن المادة (9) تشمل فتح ما يعرف باسم ممر “زانجيزور” بين “ناختشيفان” وبقية أذربيجان، و”زانجيزور” التي هي حالياً جزء من جنوب أرمينيا، كانت منطقة متنازعاً عليها منذ الحرب العالمية الأولى. أمن دولي ـ أسباب قلق إيران من تحالف أذربيجان وإسرائيل؟

غياب الوساطة الدولية في بداية الصراع

يعد غياب الوساطة الدولية أحد أسباب الصراع بين الدولتين، على الرغم من اندلاع مواجهات دامية في يوليو 2020 ليس في “كاراباخ” بل على الحدود الرسمية بين أرمينيا وأذربيجان. بالإضافة إلى أن دعوات للحرب، لم يتم احتواؤها بوساطة دولية”. كانت المشكلة التي تركتها الدول دون حل وعدم اعتماد قرار محدد ومتفق عليه دولياً بشأن إقليم ” كاراباخ” المتنازع عليه. تعتبر الجهود الدولية التي بذلت في حل الصراع المباشر بمنطقة القوقاز بعيدة كل البعد عن الحياد، كما أن القوى الدولية والإقليمية حاولت تقديم نفسها كطرف محايد بين أرمينيا وأذربيجان، إلا أنهم يظلون أقرب إلى أرمينيا أو أذربيجان بحكم العلاقات التاريخية والاقتصادية والعسكرية.

الدور الروسي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تُعد موسكو حليف لأرمينيا من خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري سياسي شكله عدد من الجمهوريات السوڤيتية السابقة وتقوده روسيا، ويضم (6) دول، كما تستضيف أرمينيا قاعدة عسكرية روسية على أراضيها. نشرت موسكو نحو (2000) جندي حفظ سلام روسي للإشراف على وقف إطلاق النار بين البلدين. أصبح حسم الصراع غير متوقع إلى حد بعيد، وبدأت روسيا تبرز لأرمينيا شريكا غير موثوق به وتحد خطير”. يرى “زاور شيرييف” محلل “Crisis Group ” في “باكو” أنه يمكن القول إن “النفوذ الروسي بدأ يتضاءل في البلدين، إذ انقلب الرأي العام الأذربيجاني ضد روسيا وقوات حفظ السلام التابعة لها بعد الهجوم على أوكرانيا، بينما لم يعد الدعم العسكري الروسي مفيداً بالدرجة نفسها لأرمينيا، إذ لم تعد روسيا من مصدّري الأسلحة بغزارة، كما يرغب بوتين في الحفاظ على علاقاته الوثيقة مع تركيا التي تعد الحليف الرئيسي لأذربيجان”.

الدور التركي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تشهد العلاقة بين تركيا وأرمينيا خلافًا منذ عقود بشأن مطالبة “يريفان” بالاعتراف بمزاعم “الإبادة الجماعية” للأرمن وهو ما ترفضه أنقرة بشدة وتنفي وقوع مثل تلك بحق الأرمن، ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين أنقرة ويريفان فإن العلاقة بينهما توترت بشدة بسبب دعم تركيا لأذربيجان سياسياً وعسكرياً. ظهر التعاون العسكري بين أذربيجان وتركيا لأول مرة في عام 1992، وتتعاون الحكومتان بشكل وثيق في مجال الدفاع والأمن، وبشأن التعاون في مجال الطاقة بين باكو وأنقرة، تستثمر أذربيجان (19) مليار دولار في تركيا، منها (17) مليار دولار في مجال الطاقة، وتصاعدت الاحتمالات خلال عام 2022 بناء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان.

يرى “ريتشارد غيراغوسيان” رئيس مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا، أنه “على الرغم من تضارب المصالح، والطموح التركي لاستعادة دوره المفقود كراع عسكري وحليف لأذربيجان، ستحافظ روسيا وتركيا على مستوى من الحذر في الأزمة، لتجنب أي صدام أو مواجهة مباشرة بينهما، مع التركيز بشكل أكبر على الحرب من خلال الوكلاء”.

الدور الأمريكي في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

تعترف الولايات المتحدة بأن “ناغورني كاراباخ” أرض أذربيجانية، لكن الأراضي المتنازع عليها تسيطر عليها حكومة مدعومة من أرمينيا تسمى جمهورية “آرتساخ”. وأدانت “الولايات المتحدة بأشد العبارات العنف على طول الحدود الدولية بين أرمينيا وأذربيجان”، وحثت الجانبين على التوقف عن استخدام القوة فوراً، واستخدام روابط الاتصال المباشر القائمة بينهما؛ لتجنب مزيد من التصعيد، والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار”.

استضاف وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” وزيري الخارجية الأرميني “أرارات ميرزويان” والأذربيجاني “جيهون بيرموف” في الأول من مايو 2023 سعياً وراء مستقبل سلمي لمنطقة جنوب القوقاز”. وتسوية سلمية للخلافات العميقة بين الطرفين. أعلنت أرمينيا وأذربيجان في 26 مايو 2023 عن إحراز تقدم باتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين على أساس الاعتراف المتبادل بالسيادة على الأراضي فتح جميع خطوط النقل في التي تمر عبر الأراضي الأرمينية وذلك مع بدء المحادثات بينهما في موسكو. أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح. جاسم محمد

أرمينيا واذربيجان

أرمينيا وأذربيجان

احتمالية توسع الحرب بين أذربيجان وأرمينيا قائمٌ

أكدت الأمم المتحدة في 20 ديسمبر 2022 يجب على الأطراف التقيد بالتزامها بالتنفيذ الكامل للبيان الثلاثي بشأن وقف إطلاق النار الصادر في التاسع من نوفمبر 2020 والبيانات والالتزامات المتفق عليها اللاحقة ومضاعفة جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة عن طريق التفاوض، قبل فوات الأوان، حيث “إن أي صراع متجدد لن يؤثر على شعبي أرمينيا وأذربيجان وحسب، بل من المحتمل أيضا أن يؤثر على منطقة جنوب القوقاز الأوسع وخارجها”.

تمتلك أذربيجان ميزة على أرمينيا هي موارد النفط التي يمكن استخراجها وتصديرها إلى أوروبا وآسيا. وفي الحرب السابقة انتصرت أرمينيا بفضل القومية الأرمينية المدعومة بالجاليات والأحزاب الأرمينية المنتشرة على مستوى العالم. ولكن منذ تلك الحرب التي نشبت في التسعينيات، تزايدت الفجوة بين البلدين لصالح أذربيجان بفضل احتياطات النفط الضخمة للبلاد ما يرجح كفة أذربيجان في حسم الصراع.

يعد الصراع بين أذربيجان وأرمينيا نقطة التقاء قوى إيران وروسيا وتركيا، وفي صميم السعي في إقامة نظام دولي جديد، مع العلم أن أرمينيا ليس لديها نفط، ولكن موقعها الجيوسياسي هو موردها الرئيسي”. واحتمال توسع الحرب بين أذربيجان وأرمينيا في ظل الحرب في أوكرانيا قائمٌ، لأن هذه المنطقة الصغيرة من القوقاز تبلور تباعد المصالح وألعاب النفوذ لمجموعة من الجهات الفاعلة، من روسيا إلى تركيا، ومن الولايات المتحدة إلى إيران، ومن إسرائيل إلى الصين، عبر باكستان التي تبيع الأسلحة لأذربيجان والهند التي تزود بها أرمينيا، وإن المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان عندما تتوسع يمكن أن تستدعي عددا أكبر من الدول للمشاركة في 13 نوفمبر 2022.  أزمة أوكرانيا – دول البلطيق والتداعيات الاقتصادية. بقلم إكرام زياده

معالجات

يجب مراقبة حدود عام 1991، وضروري على قوات الطرفين العودة إلى مسافة آمنة من هذا الخط” للتوصل لتسوية سلمية بين أرمينيا وأذربيجان.، كذلك ضرورة الامتناع عن الخطاب الاستفزازي. كما ينبغي يجب أن تكون المفاوضات بين الدولتين أكثر جدية لتجنب أن تصبح ساحة للحروب بالوكالة. فضلاً عن تعزيز الدور لمجموعة مينسك التي ترأسها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في عمليات التفاوض بين أرمينيا وأذربيجان.

تقييم وقراءة مستقبلية

– جاء تصعيد القتال حول “ناغورنو كاراباخ” قبل أزمة أوكرانيا، لكنه لم يحظ باهتمام كبير في الغرب ومن أهم أسباب تجدد الصراع؛ إقامة نقطة تفتيش جديدة على ممر “لاتشين” وهو الرابط البري الوحيد بين أرمينيا ومنطقة “ناغورني كاراباخ”.

– تنامت المخاوف من استمرار التوترات على الحدود حتى بعد انتهاء نزاع “كاراباخ”، فهناك أيضا قضية “ناخيشيفان الأذربيجاني” والتي وفقًا للاتفاقية الثلاثية لعام 2020 يجب ربطها ببقية أذربيجان، والخلافات حول وضعها تهدد بتصعيد جديد.

– يمكن تسمية أول سيناريوهات التصعيد هو سيناريو” أوسيتيا الجنوبية”. في حين أن هناك بعض الاختلافات المهمة، فإن نزاع “ناغورني كاراباخ” له أوجه تشابه مع صراع أوسيتيا الجنوبية الذي أدى إلى اندلاع حرب في عام 2008 بين روسيا وجورجيا. ويعد السيناريو الثاني هو بداية حرب طويلة بالوكالة على جنوب القوقاز بأكمله، والتصعيد على الحدود الأذربيجانية الأرمنية.

– يدفع أي تصعيد أكثر من ذلك في الصراع بين الدولتين، موسكو أو أنقرة إلى التدخل وأي تدخل مباشر أو غير مباشر لن يفيد موسكو وأنقرة بل يعرّض الروابط الاقتصادية بين روسيا وتركيا للخطر.

– يؤدي تفاقم الصراع بين أرمينيا وأذربيجان إلى عرقلة صادرات النفط والغاز م ايؤثر بعد على إمدادات الطاقة في المنطقة، خاصة أن المنطقة تشكل ممراً لخطوط رئيسية لنقل الطاقة إلى الأسواق العالمية والأوروبية.

– بات متوقعاً أن يُهدّد تصعيد بين الدولتين إلى بعرقلة عملية السلام التي تتوسط فيها القوى الدولية والإقليمية. ومن المحتمل أن تستمر تداعيات الصراع خارج البلدين نظرًا لأهميتها المحتملة للقوى الإقليمية الدولية على حد سواء فيه ما ينذر بوقوع حرب إقليمية أوسع.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=88954

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Armenia and Azerbaijan Are On the Brink of War—And Washington Is Worried
https://tinyurl.com/47twv3sk

Dans le Caucase, une « petite guerre mondiale » en gestation
https://tinyurl.com/bdf9yjan

Renewed Armenia-Azerbaijan Conflict Underlines Russia’s Waning Influence
https://tinyurl.com/359netk9

قره باغ.. عناصر أساسية لفهم الصراع التاريخي بين أرمينيا وأذربيجان
https://tinyurl.com/bdzhdmdz

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...