الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ التهديد النووي والاستقرار الإستراتيجي

أمن دولي ـ التهديد النووي والاستقرار الإستراتيجي
أبريل 28, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا  ECCI

بون ـ إعداد وحدة الدراسات والتقارير “1”

أمن دولي ـ التهديد النووي والاستقرار الإستراتيجي

تعود جذور ترسانة الناتو النووية في أوروبا إلى حقبة الحرب الباردة ، عندما اعتمد الحلف بشدة على الردع النووي لمواجهة الاتحاد السوفيتي سابقاً.  نشرت الولايات المتحدة الآلاف من الأسلحة النووية في أوروبا، خلال ذلك الوقت، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية (TNWs) التي كانت مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة .

منذ نهاية الحرب الباردة ، انخفض عدد الأسلحة النووية في أوروبا بشكل كبير، وتطور دورها في إستراتيجية الناتو. وهذا ما جعل استمرار وجود الأسلحة النووية في أوروبا مسألة حساسة وموضوع نقاش مستمر داخل الحلف .

وفقاً للبروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، فإن الهجمات على محطات الطاقة النووية محظورة، لما تسببه من خسائر عن تدفق المواد المشعة والتي لها آثار كبيرة على المدنيين والبشرية. ويمكن أن تصبح محطات الطاقة خلال الحروب، هدفاً مشروعاً للهجوم إذا تم استخدامها لأغراض عسكرية، وليس لأغراض مدنية. أمن دولي ـ العقيدة النووية عند روسيا والناتو وأهمية تطبيق قواعد الأشتباك. بقلم آندي فليمستروم

مفهوم الاستقرار الإستراتيجي  

عرّفت الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي في العام  1990 مفهوم الاستقرار الإستراتيجي  بأنه ” غياب الحوافز لشن اي دولة أول ضربة نووية “. ومن ذلك الحين ساهم تغير المشهد الجيوسياسي في منع اندلاع اي حرب نووية في العالم.قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم 20 أبريل 2023 إن موسكو تعتقد أن ترسانتي فرنسا وبريطانيا النوويتين تقعان تحت سيطرة واشنطن، لذا يجب مناقشة الاستقرار الاستراتيجي ليس فقط مع الأمريكيين. وأضاف ممثل الكرملين: “من وجهة نظرنا، بالطبع، يمكن القول إن ترسانتي فرنسا وبريطانيا النوويتين تخضع فعليا لسيطرة الولايات المتحدة. لذلك، إذا تحدثنا مع أمريكا، فإن الحديث دون مراعاة هاتين الترسانتين لا معنى له على الإطلاق”.وأوضح بيسكوف، أن هذه الدول “هي في الواقع نظام واحد متكامل ضمن الناتو”.

أبرز المعاهدات حول السلاح النووي

  • معاهدة منع التجارب النووية 1963:منع التجارب النووية، أو كما سميت أيضاً بـ “معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية” وهي اتفاقية متعددة الأطراف أُبرمت في العام 1963 بمشاركة 71 دولة ـ بينهما كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي السابق، ولا تزال سارية حتى يومنا هذا.
  • معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية 1968: نصّت هذه المعاهدة التي وقعت عليها 191 دولة حول العالم، بينها أمريكا والاتحاد السوفييتي السابق، على منع انتشار الأسلحة النووية وتكنولوجيا الأسلحة، لتعزيز التعاون حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، أما الهدف البعيد للمعاهدة فهو نزع الأسلحة النووية من جميع الدول مستقبلاً.
  • معاهدة “سالت 1″ و”APM” عام 1972: تعتبر معاهدتا “سالت 1″ و”APM” أول معاهدتين نوويتين مباشرتين تُبرمان بين أمريكا والاتحاد السوفييتي فقط.
  • معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى 1987: وقعت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، وتنصّ هذه الاتفاقية على منع دائم وإلغاء فئة كاملة من الصواريخ الباليستية النووية الأمريكية والسوفييتية، التي يراوح مداها بين (500 – 5500) كلم، وبقيت الاتفاقية مستمرة حتى العام 2019، عندما أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الانسحاب النهائي منها.
  • معاهدة “ستارت 1” 1991:تم توقيع اتفاقية “ستارت 1” الثنائية بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا من أجل الحد من الأسلحة النووية الهجومية الاستراتيجية في كل من الدولتين، وقد تم توقيعها في العاصمة الروسية موسكو.
  • معاهدة “سورت” 2002: سميت بمعاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في العاصمة الروسية موسكو، وقد اتفقت روسيا وأمريكا خلالها على خفض عدد الرؤوس النووية للصواريخ الطويلة المدى قبل نهاية عام 2012، بمقدار الثلثين، أي بين (1700) إلى (2200 ) رأس نووي.
  • معاهدة الأسلحة النووية “INF” : وقعت أمريكا وروسيا معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (معاهدة الحد من الأسلحة النووية) في عام 1987 كاتفاقية الحد من الأسلحة بينهما. ودخلت حيز التنفيذ في عام 1988 لتنهي خدمة الصواريخ النووية والتقليدية، وقاذفاتها، نطاق يتراوح بين 500 و1000 كيلومتر (310 إلى 620 ميلا) و1000 إلى 5500 كيلومتر) لكن الاتفاقية لم تغطّ الصواريخ التي تطلقها من البحر.

اتفاقية الأجواء المفتوحة

أبرمت هذه الأتفاقية  عام 1992، من قبل 27 دولة، في “هلسنكي” العاصمة الفنلندية ، ودخلت حيز التنفيذ في  يناير 2002، وتضم روسيا والولايات المتحدة و34 دولة أخرى. وتنص الاتفاقية على أن الدول الأعضاء يمكنها استخدام طائرات استطلاع مزودة بأجهزة رؤية تمكنها من رصد جميع أنواع الأسلحة المتواجدة على الأرض في الدول الأخرى أثناء تنفيذ مهمتها. وتستطيع تلك الطائرات رصد الطائرات والمركبات المدرعات والمدافع، بشرط أن تكون الطائرات غير مجهزة بأي أسلحة أثناء التحليق في سماوات الدول الأخرى، ويجب أن تخضع الخطوط الملاحية التي ستسلكها الطائرات والمعدات المركبة عليها لدراسة استقصائية دولية. الإرهاب النووي، العقيدة النووية والسيناريوهات المحتملة في أوكرانيا – ملف

معاهدة ستارت ـ 3

معاهدة “ستارت 3” تلزم الجانبين الأمريكي والروسي، بعمليات الخفض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الاستراتيجية، وتنص على خفض، وخلال فترة 7 سنوات، الرؤوس النووية إلى 1550 رأساً، و800 منصة منتشرة وغير منتشرة لإطلاق الصواريخ وخفض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 وحدة.

القدرات النووية الإستراتيجية المستقلة للمملكة المتحدة وفرنسا

تأتي المملكة المتحدة في المرتبة الخامسة بامتلاك (225) رأساً حربياً نووياً. وتعمل بريطانيا على تحديث المخابئ العسكرية على أراضيها، بحيث يمكن استخدامها لتخزين أسلحة نووية. أصبحت بريطانيا “حريصة على القيام بدور أكثر حزماً، عندما يتعلق الأمر بالرادع النووي الخاص بها”، وأعلنت أنها ستزيد مخزونها من الرؤوس الحربية النووية بنسبة (40%) لتصبح (260) رأساً نووياً، وهي أول زيادة في نوعها منذ نهاية الحرب الباردة، وتضم ترسانتها (255) قنبلة ذرية في فبراير 2022.

تمتلك بريطانيا وسائل إطلاق أسلحتها النووية من البر والبحر والجو أو ما يعرف بـ “الثالوث النووي” وتمثل صواريخ “ترايدنت”، التي تحملها الغواصات النووية البريطانية بمثابة رأس الحربة لقوة الردع النووي البريطانية.

تأتي فرنسا في المرتبة الرابعة بامتلاك ما يقارب (290) رأساً حربياً نووياً يمكن إطلاقها بواسطة الطائرات المقاتلة والغواصات، وتعمل على أساس مستمر في البحر. لا تشارك فرنسا في آليات التخطيط النووي لحلف الناتو، ولا يتم تعيين قواتها رسمياً في الناتو. أكدت فرنسا أن الطموحات العسكرية النووية حجر الزاوية للاستقلال الاستراتيجي، وإنها تؤثر على كل جانب من جوانب الردع وتشغيل الغواصات النووية والغواصات ولإطلاق صواريخ باليستية وتشغيل حاملات الطائرات النووية.

العناصر الرئيسية لعقيدة روسيا النووية الردع:  تستند العقيدة النووية الروسية إلى مبدأ الردع ، وهو فكرة أن امتلاك ترسانة نووية ذات مصداقية يمكن أن يمنع الخصوم المحتملين من الهجوم. تعتبر روسيا أسلحتها النووية وسيلة لردع التهديدات المحتملة لأمنها وسلامتها الإقليمية.

ترسانة الناتو النووية في أوروبا

يحتفظ حلف شمال الأطلسي (الناتو) بترسانة نووية كبيرة في أوروبا كجزء من إستراتيجيتها الدفاعية الجماعية في حين أن حجم هذه الترسانة وتكوينها مصنف إلى حد كبير، إلا أن هناك فهمًا عامًا لقدراتها وانتشارها.يُقدر أن هناك حاليًا حوالي 150-200 قنبلة نووية من طراز B61 الأمريكية منتشرة في ستة قواعد في خمس دول في الناتو (بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا  وتركيا). يُعتقد أن هذه الأسلحة يتم إطلاقها من الجو ولها مدى من القدرة، من 0.3 كيلوطن إلى 340 كيلوطن (أي ما يعادل 20 ضعف القوة التفجيرية للقنبلة التي أسقطت على هيروشيما). ويمتلك الناتو أيضًا أسلحة نووية تُطلق من الجو والبحر، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات (SLBM) والقاذفات الإستراتيجية القادرة على إيصال أسلحة نووية.  لا يُعتقد أن هذه الأسلحة منتشرة في أوروبا ، لكن وجودها يسلط الضوء على مدى وتنوع القدرات النووية لحلف الناتو.

الناتو ـ تحديث منظومات الأنذار المبكر

بدأ الناتو بالفعل، خلال شهر أكتوبر 2022 باتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة التهديدات النووية الروسية المحتملة، ومن ضمنها:

ـ تحديث شبكته الدفاعية بمنظومة قيادة وسيطرة ودعمها بمنظومة دعم معلومات، حيث إن هدف هذه المنظومات هو دعم عملية التنبؤ ومراقبة الأهداف والمخاطر عن طريق الاستفادة من منظومات الإنذار المبكر الجوية والأرضية، ومن ثم تخفيف العبء على منظومات الدفاع الجوي الموجودة في أوروبا وأهمها على الإطلاق (باتريوت باك-3 وأستر 30)، إلى جانب تواجد السفن القتالية التي تمتلك القدرة على الدفاع الجوي.

ـ عقدت مجموعة التخطيط النووي السرية التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو في 13 أكتوبر 2022 اجتماعاً خاصاً تناول فحص الخطط والسيناريوهات لتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تداعيات ضربة نووية، فيما لم تُعلن توصياته.

ـ بدأ الناتو تنفيذ مناورات عسكرية نووية في بلجيكا تحت مسمى عملية “Steadfast Noon  ستيدفاست نون” أو الظهيرة الثابتة، وهي سلسلة من التمارين الحربية السنوية والتي تهدف لاختبار مدى جاهزية الدول الأعضاء لأي ضربة نووية محتملة، والتي تستمر ما بين 18 و26 أكتوبر2022 بمشاركة جيوش أربعة عشر دولة من الدول الأعضاء في الحلف دون فرنسا.

ـ انضمت (14) دولة عضو في حلف شمال الأطلسي إلى ألمانيا ضمن مبادرة “درع الفضاء الأوروبي” الرامية إلى اقتناء معدات دفاع مضادة للطائرات والصواريخ بشكل مشترك، خصوصا منظومتي “آيريس-ت” و”باتريوت”.أمن دولي ـ مخاطر المفاعلات النووية خلال الحروب. جاسم محمد

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ شهد العالم بعد الحرب الباردة الكثير من المتغيرات السياسية والأمنية، وربما كانت العالم يدرك سابقاً مخاطر تهديدات الأسلحة النووية أكثر من السابق، في أعقاب الكوارث النووية التي شهدها العالم في زمن الحرب العالمية الثانية. ما يجري الآن من تطورات في مجال الأمن والدفاع بالتزامن مع حرب أوكرانيا، بإن العالم أصبح على حافة حرب نووية، وهذا ما عكسته تصريحات كبار المسؤولين من الجانب الروسي والأمريكي.  العالم اليوم يشهد تهديد أكبر للأمن الدولي وللبشرية، بسبب احتمالات استخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا، وهذا التهديد يبدو أكثر وضوحاُ من خلال تنفيذ مناورات نووية من قبل موسكو وواشنطن، ويبدو إن الأراضي الأوروبية ستكون هي الساحة الأكثر تضرراً في أي حرب نووية محتملة.

ـ وقعت كل من روسيا وواشنطن العديد من الإتفاقيات الثنائية في مجال السلاح النووي والحد من الترسانة النووية، ولكن في أعقاب حرب أوكرانيا التي اندلعت خلال شهر فبراير 2022، غيرت خاصة الولايات المتحدة “استراتيجيتها” النووية، وكذلك انسحبت من بعض هذه الإتفاقيات التي كانت تنظم العلاقة ما بين القوى النووية. روسيا هي الأخرى أيضا انسحبت من بعض الإتفاقيات الخاصة بالترسانة النووية. هذه الانسحابات بدون شك لها تداعيات وانعكاسات خطيرة على الأمن الدولي. العالم اليوم يدفع ثمن الصراعات الدولية، إلى حد ان يصبح العالم على حافة حرب نووية محتملة، تهدد البشرية.

إن احتمالية إلغاء من معاهدات ثنائية ما بين روسيا وأمريكا في ظل زيادة التوترات وإلغاء المعاهدات بين الطرفين، يضع دول أوروبا في وضع أمني حرج، في وقت تعتمد فيه أوروبا بشكل كلي على المظلة النووية الأمريكية بالكامل.

مامطلوب الأن ان يكون هناك نهوض للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، يبقى دور الاتحاد الأوروبي مطلوبا، وان تكون مصلحة الأمن القومي الأوروبي موضع اهتمام، بدل التبعية إلى واشنطن والادارة الأمريكية، وان تبحث مع الناتو ومع الولايات المتحدة، مخاطر الانسحابات الأمريكية من الإتفاقيات الدولية، وان تكون هناك فرص تخفيف توتر العلاقات مع روسيا والخروج بحل دبلوماسي، أكثر من “استراتيجية” مد السلاح إلى أوكرانيا.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=87906

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...