الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أزمة أوكرانيا ـ الطاقة تضع العلاقات الروسية الألمانية على المحك

العلاقات الألمانية الروسية
يوليو 14, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : وحدة الدراسات والتقارير “1”

أزمة أوكرانيا ـ الطاقة تضع العلاقات الروسية الألمانية على المحك

لا تزال ألمانيا تخشى أن التدفق قد لا يستأنف أبدًا حتى بعد انتهاء أعمال الصيانة السنوية للفترة بين 11 و 21 يوليو 2022 على خط أنابيب نورد ستريم 1. تستعد ألمانيا لتوقف دائم محتمل لتدفق الغاز الروسي بعد بدء أعمال الصيانة على خط أنابيب نورد ستريم 1 عبر بحر البلطيق.

وقعت ألمانيا وروسيا  اتفاقية بناء الخط الأول من نورد ستريم في سبتمبر 2005 بحضور المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد فترة وجيزة من الخسارة الانتخابية للائتلاف الذي كان يقوده. وبعد أسبوعين فقط من تركه لمنصبه أصبح شرودر، باقتراح من بوتين، رئيسًا لمجلس الإشراف على شركة تشغيل خطوط الأنابيب “إن.إي.بي.غي”.

نورد ستريم

نورد ستريم

تعتبر ألمانيا المستورد الرئيسي للغاز الروسي في أوروبا، وقد ساهمت في إنجاز خطي نورد ستريم 1 و 2 ، مشروع تجنب الطريق البري عبر بيلاروسيا أو أوكرانيا حيث سلك بحر البلطيق بربط روسيا مباشرة بألمانيا، الأمر الذي أغضب عددا من دول شرق أوروبا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، ما أثار عددا من الإشكالات الاقتصادية والجيوسياسية. ورغم تحفظات حلفاء ألمانيا حول المشروع منذ البداية، فإنهم لم ينجحوا تماما في منع إنجاز المشروع. غير أن الاستعدادات الروسية المفترضة لغزو أوكرانيا جعلت من ذلك موضوع استقطاب سياسي حاد.

يعتبر العمل على خط الأنابيب  البالغ طوله (1220 كم) حدثًا سنويًا ويتطلب إغلاق صنابير الغاز لمدة 10 إلى 14 يومًا ولكن لم يحدث من قبل في تاريخ خط الأنابيب الممتد لعقد من الزمن أن تتساءل ألمانيا بجدية عما إذا كان التدفق سيبدأ مرة أخرى. روبرت هابيك ، وزير الاقتصاد الألماني ، لم يتردد في معالجة مخاوف الحكومة. وتحدث عن “سيناريو الكابوس” الذي يمكن أن يحدث.

حالة عدم اليقين بشأن إمدادات الغاز

إن حالة عدم اليقين بشأن إمدادات الطاقة، الغاز من روسيا،  مرتبطة بتقلبات السوق وستظل مرتفعة على الأرجح لكن في حالة اورد ستريم 1، ربما تكون مرتبطة بالعلاقات الروسية الألمانية والتي شهدت الكثير من التراجع.

تعتبر قضايا سلسلة التوريد العالمية ، والحرب الروسية الأوكرانية ، وارتفاع أسعار الطاقة ، والتضخم المرتفع بمثابة رياح معاكسة لمنطقة اليورو، التوقعات الحالية، تقول هناك،نمو للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.7٪ هذا العام و 1.2٪ فقط في العام المقبل (1.5٪ و 0.9٪ بالنسبة إلى ألمانيا). تتأثر الشركات أيضًا بتوقعات النمو المنخفضة والتحديات الاقتصادية والتجارية في الولايات المتحدة والصين ، وكلاهما من المناطق الرئيسية للمصدرين الأوروبيين. مع استمرار رؤية فرص جذابة للمستثمرين على المدى الطويل ، لا ينبغي تجاهل المخاطر قصيرة الأجل.

صيانة نورد ستريم 1

أعلنت كندا في 10 يوليو 2022 أنها ستعيد إلى ألمانيا التوربينات التي تم إصلاحها لخط أنابيب نورد ستريم 1 الروسي ، وهو مصدر أساسي لإمداد ألمانيا بالغاز. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه خط الأنابيب للخضوع للصيانة في الفترة من 11 إلى 21 يوليو2022. على الرغم من أن الصيانة روتينية رسميًا ، إلا أن التوتر مع روسيا ووضع العقوبات في الدول الحليفة مثل كندا دفع القادة الألمان إلى التفكير في إمكانية الإغلاق لفترة أطول. وتأتي الإصلاحات وسط عقوبات كندية ضد روسيا تمتد لتشمل “النقل البري وخطوط الأنابيب وتصنيع المعادن والنقل والكمبيوتر والمعدات الإلكترونية والكهربائية ، وكذلك الآلات”. وحثت أوكرانيا كندا على عدم إعادة الجزء الذي تم إصلاحه ، قائلة من شأنه أن يقوض العقوبات المفروضة على روسيا.

الحكومة الأوكرانية  تنتقد قرار كندا

انتقدت الحكومة الأوكرانية قرار كندا بإعادة التوربينات ، قائلة إنه سيشجع موسكو على “الاستمرار في استخدام الطاقة كأداة للحرب الهجينة ضد أوروبا.” لأن خط الأنابيب يمكن أن يعمل بدونه. ويقولون إن موسكو تختار تسليح تدفق الغاز رداً على العقوبات. “هذه السابقة الخطيرة تنتهك التضامن الدولي وتتعارض مع مبدأ سيادة القانون وستكون لها نتيجة واحدة فقط: إنها ستعزز إحساس موسكو بالإفلات من العقاب”.

هل انتهكت ألمانيا وكندا العقوبات الغربية على موسكو ؟

لا تزال أوكرانيا تجادل بأن تحرك الحكومة الكندية لإصلاح وإرسال التوربينات إلى ألمانيا يعد انتهاكًا ، لكن حقيقة الأمر ليست كذلك أبدًا ، لأن العقوبات التي فرضتها بروكسل والاتحاد الأوروبي والغرب على روسيا ، أعطت ألمانيا وبعض فترة الدول الأوروبية حتى نهاية هذا العام 2022 من أجل إيجاد بديل روسي للغاز والطاقة.يمكن تفسير ما تفعله ألمانيا وكندا في الوقت الحالي في إطار الصيانة السنوية الروتينية لخط أنابيب نورد ستريم 1 ، ولا يمكن اعتباره انتهاكًا للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.

المستشار الألماني شولتس استمرار اتخاذ تدابير ضد نقص الطاقة

توقع المستشار الألماني شولتس استمرار اتخاذ تدابير ضد نقص الطاقة حتى بعد الشتاء القادم. وقال المستشار : “نحن في هذه الأيام معنيون بأمن الطاقة  وسيكون الأمر على هذا النحو أيضاً خلال الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة”.وهذا ليس تحذير شولتس الأول في غضون أسبوع، حيث دعا المواطنين في وقت سابق بالفعل للاستعداد لمواجهة أزمة طويلة الأمد ناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة. وأكد شولتس في رسالته أن الحكومة الألمانية اتخذت بالفعل العديد من القرارات في غضون فترة زمنية قصيرة حتى تكون ألمانيا مستعدة جيداً لنقص الطاقة، أيضاً فيما يتعلق بالغاز، وقال: “نبني خطوط الأنابيب ومحطات الغاز المسال. نعمل على تخزين الغاز في الصهاريج المتاحة لدينا، ونعمل أيضاً على استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم الآن حتى نوفر الغاز”.

بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، طرح تساؤل مفاده: هل البنوك غير المسؤولة “أكبر من أن تفشل وتترك لتنهار؟” وعلى وقع الحرب الروسية في أوكرانيا وما تلا ذلك من أزمة الطاقة، يطرح التساؤل ذاته بشأن شركات الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري الروسي.كانت شركة “يونيبر” الألمانية للطاقة من أكثر الكيانات المطالبة باستيراد  الغاز الروسي منذ وقت طويل، فيما شهد يوم الجمعة الماضية (08 يوليو/ تموز 2022) تقديم الشركة طلبا للحكومة لإنقاذها جراء أزمة نقص إمدادات الغاز التي تعصف بالكثير من البلدان الأوروبية. حيث تسعى الحكومات في التكتل إلى تأمين إمدادات الطاقة قبل فصل الشتاء مع استمرار الحرب الروسية وما نتج عن ذلك من نقص في إمدادات الغاز والنفط إلى أوروبا.

تقييم

ألحقت جائحة كورونا خسائر بالاقتصاد الألماني تصل إلى ثلث تريليون يورو. ومع تخفيف قيود الجائحة تنتعش الآمال بعودة النمو وكبح جماح التضخم. غير أن خطراً آخر مرتبط بالتصعيد الخطير في أوكرانيا يهدد هذه الأمال. ألحقت جائحة فيروس كورونا خسائر فادحة وغير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية باقتصاد ألمانيا. وهناك عدة أسباب لهذه الخسائر، من أبرزها القيود التي تم فرضها على الأفراد والشركات لمكافحة الجائحة، وانقطاع سلاسل التوريد العالمية التي رافقها نقص المواد الأولية وارتفاع أسعارها. ويرى معهد “ايفو” الشهير للبحوث الاقتصادية في ميونيخ أن الجائحة أدت إلى تراجع أداء الاقتصاد الألماني بنحو 330 مليار يورو، أي ما يزيد على 9 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدار العامين الماضيين 2020 و 2021.

القلق الألماني من احتمال توقف إمدادات الغاز حتى بعد إصلاحه في 21 يوليو 2022 مخاوف مشروعة ، بسبب احتمال أن تتخذ روسيا قرارًا بوقف إمدادات الغاز لألمانيا ، وهذا الأمر غير مستبعد ، حيث لا أحد. يضمن ما يدور في أذهان الرئيس الروسي بوتين على الرغم من اعتقاد بعض المحللين أن ألمانيا يمكن أن تقدم تنازلات لروسيا من أجل ضمان تدفق الغاز وتجنب أزمة إمدادات الطاقة ، إلا أن هذا غير مرجح .

فلا تزال ألمانيا ملتزمة بسياسات فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ، بالإضافة إلى الضغوطات التي يخضع لها المستشار الألماني”شولتس” من داخل الحكومة والبرلمان وكذلك من الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية .

الحقائق تقول أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين برلين وموسكو قد تدهورت إلى أقصى حد ، ومن الصعب العودة إلى حالتها ما قبل حرب أوكرانيا، فبراير 2022، لقد دخلت العلاقات الروسية الألمانية مرحلة جديدة ، ولا خيار أمام ألمانيا سوى الرهان على علاقاتها داخل الاتحاد الأوروبي وعلاقته عبر الأطلسي.

يبدو إن ألمانيا الى جانب دول أوروبا تعيش أزمة طاقة حقيقية، فبعد اشهر قليلة ارتفعت أسعار الطاقة وارتفعت معدلات الطاقة وهذا يعني ان ألمانيا ستواجه “كارثة أقتصادية” حقيقية” ربما لم تعيشها منذ عقد السبعينيات، وهذا يعني هناك تراجع في العلاقات الأقتصادية وحتى السياسية مابين روسيا وألمانيا،وهذا يعني ان ألمانيا دخلت مرحلة أو عهد جديد في علاقاتها عبر الطلسي وكذلك مع موسكو.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=82873

 

هوامش
[Germany braces for ‘nightmare’ of Russia turning off gas for good | Germany | The Guardian

bit.ly/3aAxcg0

Nord Stream 1 maintenance raises concern over gas cutoff | UBS United States of America

bit.ly/3PdxND6

Nord Stream 1: Canada to return repaired Russian pipeline part to Germany

bit.ly/3Rr0mi7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...