مكافحة الإرهاب ـ فرنسا وهولندا، استراتيجيات وتدابير

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير “24” 

مكافحة الإرهاب في فرنسا وهولندا، استراتيجيات وتدابير

بذلت فرنسا وهولندا جهوداً كبيرة في مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، وأصدرتا ترسانة من القوانين والإجراءات من خلال تبني استراتيجيات واضحة للتصدي للارهاب من جهة، والوقاية من التطرف من جهة أخرى، وتم منح الكثير من الصلاحيات إلى الشرطة وأجهزة الاستخبارات، ما أسهم في انخفاض عدد الهجمات الإرهابية خلال العام 2022 .

فرنسا

تشريعات مكافحة الإرهاب

عززت فرنسا خلال عامي 2021 و 2022 جهود مكافحة الإرهاب والتطرف على كافة المستويات الأمنية والفكرية والأمن المجتمعي أيضاً، وبذلت جهوداً في مجال التشريعات والتحركات الأمنية المكثفة التي جاءت استكمالاً لقانون “تعزيز قيم الجمهورية”، الذي أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في الأول من أكتوبر عام 2020، بعد حادث ذبح المدرس صمويل على يد “متطرف إسلاموي” وما تبعه من إجراءات استهدفت تطويق نشاط جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة داخل البلاد وخارجها.، معتمدة بالأساس على ثلاثة محاور:

• تنفيذ جهود قوية للقضاء على التطرف بين المواطنين؛
• طرد غير المواطنين الذين يمارسون أنشطة متطرفة؛
• كبح قدرة المتطرفين على تجنيد أفراد جدد.

تشريعات مكافحة الإرهاب

عرفت القوانين التي تصب في إطار مكافحة الإرهاب تطوراً ملحوظاً في الترسانة القضائية الفرنسية منذ الاعتداءات التي استهدفت باريس وضاحية سان دوني في 13 نوفمبر 2015. ولم يكف البرلمان الفرنسي عن المصادقة على قوانين جديدة منذ ذلك الحين، فيما تدخل كلها في إطار تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف،

صادق البرلمان الفرنسي في أغسطس 2020 على قانون قانون مكافحة النزعات الانفصالية قدمه وزير الداخلية جيرالد دارمانان وينص على عدد من المبادئ، أبرزها حيادية القطاع العام ومحاربة الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي وحماية موظفي الدولة والمعلمين، إضافة إلى تشديد الرقابة على الجمعيات وأماكن العبادة وعلى ممولي هذه الأماكن، فضلا عن إلغاء شهادة العذرية ومنع تعدد الزوجات والزواج القسري.

كشفت الحكومة الفرنسية في 5 أبريل 2021، عن مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب من خلال مراقبة الإنترنت كـ “واتساب” و “سيغنال” و “تيليغرام” باستخدام الخوارزميات، وتوسيع استخدام أجهزة الاستخبارات الفرنسية للخوارزميات لتعقب الإرهابيين المحتملين..

قدم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، يوم 28 ابريل 2021 أمام مجلس الوزراء مشروع قانون جديد مؤلف من (19) بنداً حول الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ويستند على ترسانة من التدابير القائمة بالأساس، أعيدت صياغتها من أجل إرسائها في قانون. إحدى الخطوات ستكون فحص (76) مسجداً وإخضاع نحو (51) جمعية دينية للمراقبة. محاربة التطرف في فرنسا ـ قوانين وإجراءات

برامج الوقاية من التطرف

• أوقفوا الجهاد Stop Jihadism : تم اطلاق البرنامج في أواخر يناير 2015، يهدف لاتخاذ برامج وقائية لمكافحة الفكر المتطرف داخل أنظمة التعليم والسجون، و أعلنت فرنسا عن خطط لاستثمار (45) مليون دولار في إنشاء برامج لمكافحة التطرف في جميع أنحاء البلاد. كما افتتحت الحكومة الفرنسية (12) مركزًا لمكافحة التطرف في جميع أنحاء البلاد.
• برنامج لإعادة تنظيم السجون: من أجل عزل السجناء المتطرفين عن باقي السجناء. ولكن أعلنت فرنسا أنها ستنهي البرنامج بعد ظهور مخاوف من أن هذا يساعد في تعميق شبكات التطرف داخل السجون.
• برنامج إعداد الأئمة على الطريقة الفرنسية: يهدف إلى منع التطرّف وتفكيك الخطاب المتطرّف، وتدريب رجال الدين من خلال دورة مشتركة. كذلك إنشاء وحدات مسؤولة عن تفكيك الخطاب المتطرّف، والتحقّق من المستوى التعليمي لدى رجال الدين تأهيل تدريب الأئمّة” وتنظيم “شهادات” اعتماد لهم ووضع “ميثاق يؤدّي عدم احترامه إلى العزل”. ويهدف البرنامج لإنهاء التعاون مع (300) إمام من تركيا والمغرب والجزائر. فيما تم الكشف في 3 سبتمبر 2022 عن أن وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، يعمل على إعداد قائمة تضم أئمة أجانب لإبعادهم، بعد قرار أعلى محكمة في باريس في 31 أغسطس 2022 ترحيل الإمام المغربي، حسن إيكويسن، الذي تحول إلى “عدو للجمهورية”.
• برنامج إعادة تأهيل المتشددين: هو برنامج تدريبي خاص بإعادة تأهيل المتطرفين الخاضعين لتتبعات قضائية بسبب جرائم متعلقة باعتناق الفكر المتطرف. يتم البرنامج عبر (4) مراحل تدوم من (2 إلى 3) مرحلة تشخيص الحالة، ثم التشجيع على إعادة الاندماج، ثم مرحلة دحض الخطاب المتطرف، وأخيراُ إعادة التأهيل الاجتماعي والمهني للشخص.
• إغلاق مراكز التطرف: أعلنت السلطات الفرنسية في 25 أكتوبر 2022 انها أغلقت (23) مسجداً بمزاعم التطرف،  خلال العامين الماضيين .

قائمة العمليات الإرهابية

انخفض العدد الإجمالي للهجمات التي يرتكبها متطرفون إسلاميون في فرنسا خلال العام 2022، حيث لم تسجل أي عملية إرهابية على الأراضي الفرنسية.

23 أبريل 2021: تعرضت شرطية فرنسية في ضاحية رامبوييه للقتل على يد رجل تونسي في

19 فبراير 2021:  طُعن مسؤول عن مركز اللجوء في مدينة بو الفرنسية على يد طالب لجوء سوداني في

16 اكتوبر 2020:   قطع رجل رأس استاذ قرب العاصمة باريس عرض رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد في حصة دراسية27 سبتمبر 2020  هاجم رجل مسلح بساطور شخصين وأصايهما بجروح خطيرة في هجوم إرهابي مفترض أمام المقر السابق لأسبوعية تشارلي إيبدو الساخرة في باريس.

04 أبريل 2020: شن لاجئ سوداني هجوماً بسكين  في بلدة رومان سور إيزير بجنوب شرق فرنسا، في وضح النهار وقتل شخصين. وتم توقيف المعتدي من دون مقاومة.

03 يناير 2020: شن رجل يحمل سكيناً هجوماً في حديقة جنوب باريس وقتل رجلاً وجرح شخصين آخرين قبل أن تقتله الشرطة.

قائمة انفاذ القانون ومحاكمات الجماعات المتطرفة

12 نوفمبر 2022: أكمل قضاة مكافحة الإرهاب تحقيقهم في الهجوم على سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ الفرنسية. وأسفر الهجوم الذي نفذه شريف شكات عن مقتل خمسة أشخاص، في ديسمبر 2018. ولا يزال خمسة أشخاص متهمين في القضية، بحسب مصدر قضائي، للاشتباه بصلتهم بتوريد أسلحة كانت بحوزة القاتل.

26 أكتوبر 2022: وجّه القضاء الفرنسي الاتّهام بالانتماء إلى منظمة إجرامية إرهابية إلى (10) من النساء اللواتي أعادتهن باريس، الأسبوع الماضي، من مخيمات احتجاز المتطرفين في سوريا، حسبما أفادت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب.

13 سبتمبر 2022: مثُل رجلان فرنسيان من أصول مغاربية، أمام محكمة باريس الجنائية، ، للاشتباه في قيامهما بتمويل أعمال “إرهابية”، في سوريا من فرنسا؛ عبر شبكات العملات الرقمية بين عامي، 2018 و 2020.

8 سبتمبر 2022: طلبت النيابة العامة الوطنية الفرنسية المختصة بمكافحة الإرهاب إحالة (12) شخصاً “يؤيدون اليمين المتطرف إلى محكمة جنح للاشتباه “بإعدادهم مخططاً لعمل عنيف” ضدّ الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون.

6 سبتمبر 2022: مثل ثمانية متهمين في قضية اعتداء 14 يوليو 2016 في نيس جنوب شرق فرنسا أمام محكمة الجنايات الخاصة بباريس في محاكمة جديدة يتوقع أن تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وتأتي بعد ست سنوات على وقوع ثاني أكثر اعتداء دموية على الأراضي الفرنسية.

14 فبراير 2022: مَثُل أربعة أشخاص أمام المحاكمة  بتهمة التآمر لارتكاب عمل إرهابي تجلى في قتل قس كاثوليكي داخل كنيسة في نورماندي الفرنسية عام 2016.

 التعامل مع المقاتلين الأجانب

تعد فرنسا أكبر من أي دولة أخرى في أوروبا في التحاق مواطنيها بتنظيم داعش. بنحو (1450) شخصاً بالغ. بينما عاد نحو (300) بالغ، لا يزال نحو (165) طفلاً و(65) امرأة من الجنسية الفرنسية عالقين في معسكرات الاعتقال.

طالبت الحكومة الفرنسية محاكمة رعاياها الأجانب في سوريا أو العراق. لكن تجربتهم محلياً ثبت أنها مستحيلة فقد استبعدت السلطات العراقية والسورية القيام بذلك. وانتهجت باريس، خلافاً لجيرانها الأوروبيين سياسة الإعادة بشكل شحيح. وفي نهج مغاير أعلنت السلطات الفرنسية استعادت العديد من رعاياها في يوليو 2022 وسط ضغوطات وانتقادات محلية ودولية.

أعادت فرنسا  في بداية يوليو 2022 (35) قاصرا و(16) أمّاً، في ما يشكّل أول مجموعة تعاد إلى البلاد بهذا الحجم.  فيما أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فرنسا في 14 سبتمبر 2022 بسبب عدم إعادتها عائلات جهادييّن فرنسيين من سوريا. وسيتعين على باريس دفع (18) ألف يورو لإحدى العائلتين من المدعين و (13200) يورو للأخرى لتغطية التكاليف والنفقات . ما  دفع الخارجية الفرنسية للقول بأن “الحكومة ستدرس مسألة إعادة المواطنين المنضمين لتنظيم داعش”. لتعلن لاحقاً في 20 أكتوبر 2022 إستعادة (40) طفل و (15) امرأة  من معسكرات الاعتقال في سوريا. ملف المقاتلون الأجانب ـ خيارات أوروبا للتعامل مع العائدين

هولندا

تشريعات وتدابير مكافحة الإرهاب في هولندا

تواصل هولندا الاستجابة بفعالية للتهديد الإرهابي العالمي في أمن الحدود والنقل، وتمويل مكافحة الإرهاب، ومكافحة التطرف العنيف، والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب. حالياً ، لا توجد مؤشرات ملموسة على أن الأفراد المتطرفين يستعدون للهجوم. ومع ذلك ، لا يزال احتمال وقوع هجوم إرهابي في هولندا محتملاً  هذه هي الخلاصة الرئيسية تقرير تقييم التهديد الإرهابي في هولندا الذي نشره المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في 07 نوفمبر 2022.

يمثل الإرهاب “الجهادي” هو التهديد الرئيسي لهولندا، يليه REMVE، والذي يشير إليه الهولنديون بـ “التطرف اليميني العنيف”.  أفاد المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب والأمن الهولندي في 4 يناير 2022 أن تهديد هجوم إرهابي يميني متطرف ينبع في الغالب من الشباب الهولنديين في شبكات التسريع Accelerationism الدولية على الإنترنت. Accelerationismهو أيديولوجية يمينية متطرفة تمجد العنف الإرهابي وتبريره من أجل بدء حرب عرقية ستحل في نهاية المطاف محل النظام السياسي الحالي مع عرقية اشتراكية وطنية بيضاء.

استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب

لدى هولندا استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب تنفذ سياسات لمكافحة جميع أشكال الإرهاب على المستوى المحلي من خلال التعاون متعدد التخصصات بين الوكالات. وتتضمن الاستراتيجية القومية لمكافحة الإرهاب لعام (2022-2026)  خمس عناصر، هي:

• جمع المعلومات الاستخبارية (الشراء) بمعني شراء المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديدات التي يتعرض لها الأمن القوني الهولندي
• الوقاية لمنع التطرف وإحباط الهجمات الإرهابية
• الحماية من مخاطر التطرف والتهديدات الإرهابية
• التأّهب وسرعة الاستجابة الأمنية والطبية في حال التعرض لتهديد إرهابي
• المحاكمة القضائي وإنفاذ القانون في مواجهة التطرف والإرهاب.
• بنك المعلومات لمكافحة الإرهاب، وهي تقنية قائمة على تكنولوجيا المعلومات بحيث يمكن لمجموعة من الوكالات الأمنية والاستخباراتية الشريكة الوصول إليها.

اتخذت الحكومة الهولندية سلسلة من الإجراءات لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، منها:

• ركزت هولندا على محاربة التطرف مجتمعيا من الداخل، أنشأت اجهزة الشرطة والاستخبارات آليات للتواصل مع المواطنين كلاً في منطقته، من أجل رصد حالات التطرف او العناصر الغريبة التي تدخل احياء هولندا خاصة السكنية، ناهيك من تواجد المراقبة الفنية والبشرية في المدن الكبيرة الهولندية المزدحمة منها الكاميرات الحرارية والبايومترية وغيرها من الإجراءات.
• حذف مواقع الويب التي تستخدم خطاب الكراهية أو تدعو إلى العنف أو التمييز.
• يحذر نظام الإنذار ضد الإرهاب الحكومة والقطاعات الرئيسية (مثل شركات مياه الشرب وقطاع الطاقة) من التهديدات الإرهابية.
• تتعاون الوحدات الخاصة من القوات المسلحة والشرطة في خدمة التدخل الخاصة (DSI). تقوم هذه الخدمة باعتقال واحتجاز المشتبه في ارتكابهم جرائم إرهابية. في الحالات القصوى يقضي عليها.
• تراقب الشرطة الأشخاص الذين قد يشكلون خطراً إرهابياً.
• اتخذت الحكومة تدابير لمكافحة تمويل الإرهاب.
• زادت أجهزة المخابرات والأمن من قدراتها. يساعد قانون خدمات المخابرات والأمن (WIV) الجديد في الحفاظ على سلامة أفراد الجيش الهولندي والهولندي في الخارج.
• تُستخدم قائمة الإرهاب الوطنية للاحتفاظ بسجل للأفراد والمنظمات المتورطة في الأنشطة الإرهابية. تم تجميد أصول هؤلاء الأفراد والمنظمات. الإرهاب والتطرف في هولندا و بلجيكا ـ الواقع والمعوقات

قائمة العمليات الإرهابية في هولندا

لم تحدد السلطات الهولندية أي حوادث ذات صلة مباشرة بالمنظمات الإرهابية منذ 2020.

قائمة محاكمات الجماعات المتطرفة

تضمنت إجراءات إنفاذ القانون والإجراءات القضائية الهامة المتعلقة بمكافحة الإرهاب في هولندا ما يلي:

22 أكتوبر 2022: ألقت الشرطة الهولندية القبض على إدوين فاغنسفيلد زعيم الحركة -المناهضة للإسلام والمسلمين- الذي كان ينوي حرق مصحف، وتلفّظ بكلمات مسيئة إلى الإسلام والنبي محمد

2 يونيو 2022 : حكمت محكمة في روتردام على أول امرأة أعيدت من سوريا إلى هولندا، بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، بعد إدانتها بالانضمام إلى تنظيم “داعش”، حيث كانت تقيم في مخيم روج، وتم أعادتها من قبل السلطات الهولندية إلى هولندا في يونيو 2021.

4 فبراير 2022 : مثلت أمام محكمة في روتردام خمس جهاديات هولنديات أُعدن إلى بلدهن من مخيم للاجئين في سوريا لمحاكمتهن بتهم تتعلق بالإرهاب، وفق ما أعلنت النيابة العامة.

24 سبتمبر 2021: اعتقلت السلطات الهولندية تسع أشخاص، في مدينة ايندهوفن، جنوب البلاد، للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ عمل إرهابي ، ومن المشتبه كونهم من المتعاطفين مع تنظيم “داعش”.

17 ابريل 2022: حكمت محكمة هولندية على رجل من أمستردام بالسجن لمدة خمسة أشهر لتوجيه تهديدات ضد مثليي الجنس واليهود والشرطة على وسائل التواصل الاجتماعي .

16 نوفمبر 2020 : حكمت محكمة استئناف أمستردام على جواد سلطاني ، المدان بارتكاب جريمة طعن إرهابي استهدف مواطنين أمريكيين عام 2018 ، بالسجن (25)عاماً.

27 أكتوبر 2020 : اعتقلت السلطات مواطنين هولنديين بتهم تشمل التحريض وحمل سلاح والمشاركة في منظمة تنوي ارتكاب جرائم إرهابية. كان كلا الشخصين نشطين على قنوات التواصل الاجتماعي REMVE.

التعامل مع المقاتلين الأجانب

سافر حوالي (300) مواطن هولندي إلى سوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي، بحسب أرقام حكومية. ولا يزال حوالي (120) منهم في المنطقة، معظمهم في مخيمات ومراكز احتجاز في سوريا والعراق وتركيا. يُعتقد أن (40) هولندي ما زالوا في معسكرات الاعتقال في سوريا أو كردستان. إلى جانب المقاتلين الأجانب البالغين، هناك أكثر من (70) طفلاً يحملون الجنسية الهولندية من المحتمل أن يتم احتجازهم إلى جانب آبائهم في معسكرات الاعتقال.

ابتداءً من فبراير 2022، أعلنت الحكومة الهولندية أنه على الرغم من أنها لن تعتاد على إعادة المواطنين الهولنديين الذين انضموا سابقًا إلى داعش والمحتجزون في معسكرات الاعتقال السورية، إلا أن الحكومة لن تستبعد تمامًا إعادة النساء والأطفال إلى الوطن.

قضت محكمة روتردام الهولندية في 13 مايو 2022 بإلزام الحكومة إعادة (12) امرأة و(29) طفلاً ينتمون لتنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا. قرار المحكمة ينص على إعادتهم في غضون أربعة أشهر، كي لا يفقد مكتب المدعي العام الهولندي حقه في فتح تحقيق بحقهم. وبالفعل التزمت الحكومة الهولندية بقرار المحكمة وأعلنت في الأول من نوفمبر 2022 أنها ستعيد الاثني عشر مواطنة هولندية من سوريا المشتبه في ارتكابهن جرائم إرهابية وأطفالهن، في أكبر عملية إعادة لعائلات الجهاديين تنظمها هولندا على الإطلاق.

التعاون الأمني داخل أوروبا ودول المنطقة

فرنسا عضو مؤسس في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. أجرت الحكومة الفرنسية عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب مع العديد من شركاء الاتحاد الأوروبي . وأُحرزت عدّة إنجازات بارزة في غضون السنوات الماضية بفضل الجهود التي بذلتها فرنسا وشركاؤها:

• استحداث نظام سجل أسماء المسافرين الذي يتيح مراقبة التنقلات الجوية على نحو أفضل،
• تعزيز التعاون مع المنصات الرقمية من أجل مكافحة استخدام الإنترنت لأغراض إرهابية في إطار منتدى الاتحاد الأوروبي للإنترنت،
• تعبئة الأدوات الأوروبية المكرسة لتجميد الأصول وحجزها،
• تعزيز تدابير مكافحة الاتجار بالأسلحة
• وضع قواعد جديدة ترمي إلى منع تبييض الأموال وتمويل الإرهاب،
• تعزيز مكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول)، ولا سيّما مركز مكافحة الإرهاب.

وقع وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو ونظيره الأمريكي لويد أوستن في 30 نوفمبر 2022 خلال اجتماع في البنتاغون على إعلان نوايا يؤطر المبادئ المشتركة بين البلدين، و في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في مجالي الفضاء والانترنت للسنوات المقبلة.

بحثت سفيرة فرنسا في الخرطوم مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”،  في 23 أكتوبر 2022، أهمية تعاونهما مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومكافحة المخدرات.

تشارك هولندا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ، الاتحاد الأوروبي ، مجلس أوروبا ، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، ومنظمة حلف شمال الأطلسي. يقع مقر الوحدة الإدارية للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في لاهاي. ساهمت هولندا في أجندة الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب التي تم الإعلان عنها في 09 ديسمبر 2020. وتشارك هولندا أيضًا في المبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب النووي. كذلك هولندا مشارك نشط في مركز مكافحة الإرهاب الأوروبي التابع لليوروبول ومجموعة مكافحة الإرهاب (أجهزة الاستخبارات لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى النرويج وسويسرا) لتحسين التعاون وتبادل المعلومات بين خدمات مكافحة الإرهاب الأوروبية.

بحثت هولندا مع العراق في 5 نوفمبر 2022 مبادرة الحكومة الهولندية في توقيع مذكرة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

التقييم

نجحت القوانين والإجراءات الأمنية التي اتخذتها فرنسا في تحجيم العمليات الإرهابية ومواجهة تغلغل التنظيمات المتطرفة إلى حد كبير. وانتقلت فرنسا من سياسة التصدي الى التطرف إلى المعالجات الحقيقة لمنابع التطرف.  بدون شك هناك صعوبة بالغة تواجهها فرنسا في الوقت الحاضر وهي” الموازنة” في محاربة التطرف والحفاظ على حرية الرأي او التعبير عن الرأي، وهذا ما يمثل تحدياً كبيراً.

شهدت هولندا على مدار العقد الأخير هجمات إرهابية قليلة نسبياً مقارنة بدول أوروبا الغربية الأخرى مثل بلجيكا أو فرنسا.  الاستنتاج النهائي الذي يمكن استخلاصه من هذه النظرة العامة هو أنه في العشرين سنة الماضية كان تركيز سياسات مكافحة الإرهاب الهولندية على الوقاية. لا يزال من الممكن اعتبار عبارة “الوقاية خير من العلاج”) أفضل طريقة لوصف النهج الهولندي الواسع في مجال سياسة مكافحة الإرهاب. فهو يجمع مجموعة واسعة من الوكالات الحكومية والجهات الفاعلة (شبه الحكومية) معًا في محاولة لمنع هولندا من التعرض لمزيد من التطرف العنيف، وإن لم يكن ذلك بدون معضلات سياسية معينة لا تزال دون حل. 

يمكن وصف الاستجابة الحالية لتهديد عودة المقاتلين الأجانب في هولندا بـ “الاستعداد والمحاكمة”.  بدأت الدولة الهولندية في الاستعداد لعودة محتملة للمقاتلين الأجانب، بشكل أو بآخر منذ أن بدأ الأوائل مغادرة البلاد. وقامت النيابة العامة باستعدادات مكثفة للتحقيق الجنائي وملاحقة هؤلاء المقاتلين في حال عودتهم إلى ديارهم.

تعمل باريس في استعادة مواطنيها وفق خطة للمحاسبة وإعادة التأهيل، وقد شكلت فرنسا والسويد فريق تحقيق مشتركا للمساعدة في محاكمة مقاتلي تنظيم داعش الذين ارتكبوا جرائم في سوريا والعراق بهدف التنسيق طويل الأمد للتحقيقات والمشاركة السريعة للمعلومات والأدلة، في تحديد أنسب الاختصاص القضائي للمقاضاة وتقديم المشورة لمنع الإجراءات القانونية المتعددة ضد الجناة لنفس الجريمة، وبالتالي تجنب خرق ما يسمى مبدأ “عدم المحاكمة على الجرم نفسه”.

بقاء المواطنين الأوروبيين في المخيمات ينطوي على مخاطر أكبر من إعادتهم إلى الوطن لا سيما الأطفال والقصر منهم، لأنهم قد ينضمون إلى تنظيم داعش. وقد يصبحون “الجيل القادم من المقاتلين الأجانب. ويعد الحل الأمثل لمعضلة عودة المقاتلين الأجانب هو السماح باستعادتهم وأن يُتاح للعائدين فرصة للتأهيل والاندماج من جديد بعد تحديد الدوافع وراء التحاقهم بالتنظيم ومدى مشاركتهم في العمليات القتالية في مناطق الصراعات.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=85450

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

فرنسا: أبرز قوانين مكافحة الإرهاب منذ اعتداءات باريس الدامية في 2015
https://bit.ly/3XLwKiE

European Union Terrorism Situation and Trend report 2022 (TE-SAT)
https://bit.ly/3AYD90i

Terrorism in the EU: facts and figures
https://bit.ly/3FgFiqr

فرنسا: انتهاء التحقيق في هجوم عيد الميلاد بستراسبورغ سنة 2018
https://bit.ly/3AXjPAc

تنظيم الدولة الإسلامية: فرنسا تستعيد عشرات من أسر “داعش” المحتجزين في مخيمات شمال سوريا
https://bbc.in/3BmVDrx

فرنسا- القضاء يوجه تهمة الإرهاب لجهاديات عائدات من سوريا
https://bit.ly/3B25PFE

فرنسا: توقيف شاب من النازيين الجدد بتهمة التخطيط لقتل جماعي
https://bit.ly/3gQ3kPK

The National Counterterrorism Strategy for 2022-2026
https://bit.ly/3GWR22N

Counterterrorism and national security
https://bit.ly/3H94TTs

NCTV Threat Assessment: threats in and to the Netherlands more vague and multifaceted
https://bit.ly/3Ul9zca

NCTV Terrorist Threat Assessment: no specific indications point to an attack, but the threat remains conceivable
https://bit.ly/3ONjczb

The Netherlands: Extremism and Terrorism
https://bit.ly/3UrB9El

داعشيات هولنديات تمثلن لأول مرة أمام القضاء بتهم إرهابية
https://arbne.ws/3VoFf1m

هولندا ستعيد 12 إمرأة و28 طفلاً من عائلات تنظيم الدولة الاسلامية من سوريا
https://bit.ly/3VixoCy