الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف في أوروبا ـ تدابير وسياسات في أعقاب حرب غزة

Counter Terror in Eu
مارس 30, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

يمثل هجوم السابع من أكتوبر نقطة تحول في سياسات أوروبا، بشأن مكافحة التطرف الناتج عن ظاهرتي الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، خاصة  بالتزامن مع حرب غزة ، تسببت في زيادة حالة الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة وتيارات اليمين المتطرف داخل المجتمع الأوروبي، في ظل تباين المواقف بين الحكومات والرأي العام من ناحية، والانقسامات الجوهرية في مواقف الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى. وتتزايد المخاوف الأوروبية من تصعيد السياسات الإسرائيلية وغياب فرص التهدئة في غزة، والانعكاسات المباشرة على أمن أوروبا باستغلال الجماعات المتطرفة هذه الأجواء، لإعادة التموضع من جديد في منطقة الشرق الأوسط، وجعل أوروبا نقطة استهدافها مرة أخرى.

إجراءات دول أوروبا عقب حرب غزة

بخطوات متسارعة أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة تدابير بعد حرب غزة، وفي 11 أكتوبر 2023 حذر الاتحاد شركات التكنولوجيا من عقوبات قانونية، إذا لم تحذف أي محتوى مؤيد لحماس على شبكات التواصل الاجتماعي، لأنه يصنف أي محتوى متعلق بحماس بغير القانوني أو المتطرف. وفي الأول من نوفمبر 2023 حظرت ألمانيا أنشطة حماس المدرجة على قوائم التنظيمات الإرهابية لديها، بجانب شبكة “صامدون” للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين. وشنت ألمانيا في 24 نوفمبر 2023 حملة تعقب للإسلاميين المتعاطفين مع حماس، باستهداف (15) موقعاً لأعضاء حركتي حماس وصامدون.

تشابهت الإجراءات في فرنسا، حيث رفعت حالة التأهب الأمني والاستخباراتي على أراضيها للدرجة القصوى، لاسيما وأنها تضم أكبر جالية يهودية بأوروبا تقدر بنحو (7) ملايين شخص. ويتيح لها قانون مكافحة الإرهاب المتطور، بشن حملات وقائية تخوفاً من استغلال الجماعات الإسلاموية المتطرفة حرب غزة، لذا تخطط باريس فرض عقوبات أوروبية على كبار مسؤولي حماس. وبالمثل قدمت سويسرا في 21 فبراير 2024 مشروع قانون حظر لمدة (5) سنوات على حماس والجماعات ذات الصلة بها. وأعلنت بلجيكا في 7 ديسمبر 2023، أنها ستمنع دخول المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين لأراضيها، مؤكدة على أن الحرب في غزة خلقت تهديدا طويل الأمد للأمن الأوروبي، وربما يستمر حتى بعد وقف إطلاق النار.الاتحاد الأوروبي ـ كيفية التعامل مع تداعيات حرب غزة؟

تواجه بريطانيا معضلة لتوظيف مستشار لمكافحة الإسلاموفوبيا، بعد توجيه اتهامات لحزب المحافظين بالمسؤولية عن اتساع ظاهرة الإسلاموفوبيا، في أعقاب اتهام النائب المحافظ لي أندرسون، لعمدة لندن صادق خان بخضوعه لسيطرة الإسلامويين، لذا أقرت بريطانيا في 11 مارس 2024 إنفاق (150) مليون دولار إضافية لحماية المساجد ومنشآت المسلمين هناك. وفي 14 مارس 2024 أطلقت بريطانيا تعريفاً جديداً للتطرف، كمحاولة لمنع هيئات معينة من التمويل الحكومي والاجتماع بالمسؤولين، رداً على تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين واليهود في أعقاب حرب غزة. ويقول التعريف إن التطرف هو الترويج لأيدلوجية قائمة على العنف والكراهية، بهدف إلغاء الحقوق والحريات الأساسية للآخرين، واستبدال نظام المملكة المتحدة للديمقراطية.

تغير الموقف الأوروبي من حرب غزة

توافقت أغلب دول الاتحاد الأوروبي على إدانة حماس خلال 11 أكتوبر 2023، وخلال اجتماع التكتل في 23 أكتوبر 2023 أكدت بلجيكا وهولندا وإسبانيا وأيرلندا على ضرورة وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، بينما أيدت ألمانيا وإيطاليا والنمسا عمليات إسرائيل في غزة، وفي بداية الحرب انحازت فرنسا إلى إسرائيل، وسرعان ما تغير هذا الموقف إلى المطالبة بوقف القصف الإسرائيلي وتسهيل دخول المساعدات لغزة. وكشف التصويت داخل الأمم المتحدة في 12 ديسمبر 2023، تباين مواقف دول التكتل بين مؤيد ومعارض لوقف إطلاق النار وممتنع عن التصويت.

القمة الأوروبية التي انعقدت يومي 14 و15 ديسمبر 2023، أظهرت أيضاً غياب التوافق بين الدول الأعضاء، لعدم قدرتهم على التوصل إلى صيغة محددة جماعية، تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. وسرعان ما تحولت مواقف أغلب الدول الأوروبية عكس ما كانت عليه في بداية الحرب، وفي 6 يناير 2024 تصاعدت الإدانات ضد ممارسات إسرائيل في غزة، وتبنت فرنسا وألمانيا موقفاً متقارباً تجاه دعوة إسرائيل لتوطين سكان غزة خارج القطاع، حيث اعتبرت الدولتان أن هذه الخطة تدفع إلى اتساع الصراع بين إسرائيل وحماس.ملف مكافحة الإرهاب – ما علاقة حرب غزة بزيادة التطرف والإرهاب في أوروبا

قدم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 22 يناير 2024، خارطة طريق مكونة من (10) نقاط، تمهيداً لحل شامل وموثوق للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي 18 مارس 2024 ندد الاتحاد الأوروبي بتصعيد إسرائيل، وتعليقاً على قرار مجلس الأمن الأخير بشأن وقف إطلاق النار في غزة، رحب الاتحاد في 27 مارس 2024 بالقرار مشدداً على أهمية تنفيذه.

ضغوط داخلية على أوروبا

خرجت مظاهرات شعبية في العواصم الأوروبية منذ بدء الحرب على غزة، ما دفع بعض الدول لتغيير مواقفها بشأن دعم إسرائيل والمطالبة بهدنة إنسانية. واستمرت المظاهرات في مدن ألمانية وفرنسية وسويسرية خلال شهري يناير وفبراير 2024، للمطالبة بوقف إطلاق النار، وامتدت المسيرات الحاشدة تدريجياً إلى مدن السويد وفنلندا وإيطاليا والنرويج، لإنهاء الحصار على غزة. وانقسمت مواقف الأحزاب حول الوضع بغزة، وتباينت رؤى الأحزاب اليسارية بين مؤيد ومعارض لإسرائيل في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولم تكن وجهة نظر الأحزاب اليمينية المتطرفة موحدة أيضاً، واستغلت بعضها الأمر لانتقاد الحكومات بشأن الدعم المطلق لإسرائيل، بينما طالبت أحزاب يمينية أخرى مثل حزب الشعب السويسري بحظر أنشطة حماس.

ضغوطات الاتحاد الأوروبي لإنهاء حرب غزة

مارس التكتل الأوروبي مؤخراً ضغوطاً على إسرائيل لتهدئة الوضع، وفي 2 مارس 2024، توالت تحذيرات المسؤولين الأوروبيين من هجوم محتمل على رفح الفلسطينية، وفي 21 مارس 2024 أطلق زعماء التكتل أول دعوة مشتركة بينهم، لوقف القصف لأسباب إنسانية والإفراج عن جميع المحتجزين في غزة، كمؤشر لتغلب الاتحاد على خلافاته لاحتواء الصراع الراهن بمنطقة الشرق الأوسط.

احتمالية وقوع عمليات إرهابية

تصاعدت المخاوف في أوروبا بعد حرب غزة، وتناول وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في 19 أكتوبر 2023 تداعيات الوضع على تمدد الإرهاب من جديد، وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في 6 نوفمبر 2023 من تحول غزة ملاذا للمتطرفين. وفي 14 نوفمبر 2023، أشار استطلاع رأي إلى مخاوف في ألمانيا من حدوث عمليات إرهابية، على وقع حرب غزة.  وأوضح مؤتمر ميونيخ للأمن 2024، حجم المخاوف من تأثير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أمن أوروبا مع تزايد حوادث العنف والكراهية في بعض الدول. ونوهت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد يلفا يوهانسون، إلى احتمال وقوع هجمات جراء الحرب الراهنة، كما حذر مجلس الأمن القومي الإسباني من أن استمرار الوضع الحالي في غزة سيؤدي إلى اتساع رقعة الإرهاب.أمن دولي ـ عوامل تصعيد العنف في الشرق الأوسط، حرب غزة

تقييم وقراءة مستقبلية

– إن الحرب على غزة دفعت أوروبا لإعادة التفكير في سياساتها تجاه إسرائيل، وبعد أن كانت القاعدة هو الدعم المعلن لها، فرضت معطيات المشهد من تصعيد غير مسبوق ضد المدنيين في غزة، وضغوط شعبية وسياسية تتعرض لها الحكومات الأوروبية لإنهاء هذه الحرب، إلى توافق نسبي بين دول الاتحاد الأوروبي، حول الضغط على إسرائيل للتهدئة وفك الحصار المفروض منذ نحو 6 أشهر، لذا بات الصوت الأوروبي أكثر توازناً الآن تجاه الوضع في غزة مقارنة بالأشهر الماضية، ما جعله أكثر مصداقية أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي.

-التحولات في المنظومة الأوروبية نحو الحرب في غزة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتداعياتها على أمن أوروبا الداخلي، خاصة وأن خطاب الكراهية وحوادث العنف اتجهت إلى التصاعد بالتزامن مع هذه الأحداث، ما يؤرق حكومات الاتحاد ويضعها تحت ضغط جديد، لاستغلال تيارات يمينية متطرفة وأخرى إسلاموية متطرفة المشهد لصالحها، مع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو المقبل.

-تسير إجراءات أوروبا للحد من ظاهرتي الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية بوتيرة سريعة، ولكن هذا لا يحد من الخطر المحتمل بشأن وقوع هجمات إرهابية، جراء زيادة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن تبعات الحرب على غزة لا تنتهي بإعلان حالة تأهب قصوى، أو وضع جماعات تحت الرقابة فقط، بل يتطلب الأمر تعاون استخباراتي أمني للعمل على الأسباب الجذرية المتعلقة بانتشار التطرف داخل المجتمعات الأوروبية، التي تتأثر بأي أحداث خارج حدود القارة الأوروبية بهذه الصورة غير المسبوقة.

-رغم إقرار مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن احتمالية تطبيقه غير مطروحة في الوقت الراهن، الذي تتحدث فيه إسرائيل عن توسيع العمليات واقتحام مدينة رفح الفلسطينية، ما يعني أن أبعاد الصراع ربما تمتد خارج حدود القطاع الفلسطيني، ما يزيد من فرص استغلال الجماعات المتطرفة هذه التوترات، للتكثيف من هجماتها وتحركاتها بنشر التطرف داخل أوروبا.

– مؤشرات وقوع أوروبا هدفاً للهجمات الإرهابية تتصاعد، نظراً لأنها تعاني من تبعات الحرب على غزة، بالتزامن مع تداعيات الحرب الأوكرانية وانخراط المقاتلين الأجانب في المعارك، خاصة بعد هجوم “كروكوس سيتي” بموسكو وتبني تنظيم داعش خراسان الهجوم، الأمر الذي يجعلنا نرى مزيداً من التدابير الأمنية من قبل حكومات أوروبا لمواجهة أي خطر محتمل.

– من المتوقع أن تمارس أوروبا دوراً فعالاً في احتواء التصعيد، وتدفع لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، بالتوازي مع استمرار فتح قنوات اتصال مع أطراف دولية وإقليمية للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، والانتقال إلى سبل تحقيق حل الدولتين.

.رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93278

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

What is the new extremism definition and which groups might be on the list?

https://rb.gy/ily1hw

من 10 نقاط.. تفاصيل الخطة الأوروبية لوقف الحرب على غزة والتمسك بحل الدولتين

https://rb.gy/pf6zv1

EU and US pile on pressure for Gaza ceasefire

https://rb.gy/lunedr

The EU is worried that Israel might extend the war in Gaza to a ‘pressure cooker’ town near Egypt

https://rb.gy/7pc41s

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...