جاري التحميل ...
بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـوحدة الدراسات “2”
تعمل دولة لإمارات العربية من جانب ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب آخر على إيجاد مقاربات مع ألمانيا ودول أوروبا في المجالات كافة : الأمن ، الدفاع ، الاقتصاد والطاقة وهذا ماعزز الكثير من التعاون في ملفات إقليمية ودولية لتعزيز الأمن الدولي والأستقرار.
تقارب ألماني إماراتي حول الصراعات الدولية
ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة، في 16 يونيو 2023، بتسوية الصراع في أوكرانيا وحل القضايا الإنسانية المرتبطة به عبر تقديم (100) مليون دولار في صورة مساعدات إغاثية إنسانية، و قدمت ألمانيا نحو (22) مليار يورو وكثفت العمل على (5) مشاريع استثمارية تبلغ قيمتها حوالى (247) مليون يورو. واعتمد مجلس الأمن الدولي قرارين تقدمت بهما الإمارات بالتعاون مع اليابان بشأن دعم أفغانستان، وأيدته ألمانيا يقضي القرار الأول بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان لمدة (12) شهرا، والقرار الثاني بإجراء تقييم مستقل حول النهج الدولي المتبع تجاه أفغانستان.
ترى الحكومة الألمانية والإماراتية أن حل الدولتين القائم على التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط، وهذا يشمل دولة فلسطين مستقلة وديمقراطية ومتصلة الأطراف وذات سيادة. حذرت كل من ألمانيا والإمارات من أن الشرق الأوسط يواجه خطر “تصعيد إقليمي كبير” بسبب تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشددا على أن جهات أخرى ستنضم إلى الصراع.
فضلا عن خطر استغلال الجماعات المتطرفة للوضع لتعزيز أيديولوجيات من شأنها أن تزيد من موجات التطرف والإرهاب في الثالث من نوفمبر 2023. رحبت كل من الإمارات وألمانيا باتفاق الهدنة الذي يضمن إطلاق سراح أول دفعة كبيرة من الرهائن المحتجزين على ضرورة الاستفادة من الهدنة الإنسانية لتوفير المساعدة الضرورية لسكان غزة.
أكدت ألمانيا والإمارات أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في ليبيا، وشددا على أن الإطار السياسي للمبعوث الأممي يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية وأن الحيلولة دون تصعيد الصراع أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
شددت أبوظبي وبرلين على التهديدات الناشئة عن الإرهاب على النظام الدولي، ورفضهما القاطع لجميع أشكال الإرهاب، التي تمثل تهديدا للسلم والاستقرار الدوليين، وأكدا على ضمان التعاون الأمني عبر تبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز التدريب الفردي وبناء القدرات، وتعزيزا للتقارب بين الدولتين في مكافحة الإرهاب، وأيدا البلدين قرار الأمم المتحدة رقم (2462)، الذي ينص على اتخاذ المزيد من الخطوات لمنع تمويلالإرهاب ومكافحته.أمن دولي ـ دور دولة الإمارات العربية بدعم الشعب الفلسطيني في حرب غزة
ألمانيا ودول الخليج العربي، علاقات وثيقة
تربتط ألمانيا ودول الخليج العربي بعلاقات وثيقة حيث تؤكد ألمانيا باستمرار على أن دول الخليج تلعب دورا هاما في القضايا الثنائية الإقليمية المتعلقة بالأزمات. على سبيل المثال ظهر التزام المملكة العربية السعودية الإقليمي في السودان حيث توسطت المملكة بين أطراف النزاع، بهدف تحقيق وقف سريع لإطلاق النار، ولعبت دودا هاما في إجلاء آلاف الأشخاص من السودان. وتلتزم ألمانيا تجاه اليمن بتسوية دائمة للنزاع لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
أعربت وزيرة الخارجية الألمانية في 17 مايو 2023 لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” عن قبولها تطبيع العلاقات مع سوريا الذي تستهدفه الدول العربية، والذي تعتقد ألمانيا أنه يجب أن يخضع لشروط واضحة. واعتزمت الحكومة الألمانية خلال العام 2023 تمديد مهمة الجيش لنشر الاستقرار في العراق لمدة عام وبذلك يتاح لبرلين إمكانية إرسال ما لا يزيد عن (500 ) فرد من الجيش إلى العراق للقيام بهذه المهمة.
الاتحاد الاوروبي والإمارات، المصالح السياسية الدولة والإقليمية المشتركة
طور الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة علاقة دبلوماسية تتمحور حول المصالح السياسية الدولة والإقليمية المشتركة. لدى الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة تعاون كبير في عدة مجالات مثل مكافحة الإرهاب وفي مجال منع انتشار الأسلحة النووية، حيث تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة أيضًا مركز “هداية” لمكافحة التطرف العنيف في أبو ظبي، حيث الاتحاد الأوروبي عضو في مجلس الإدارة.
تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة أمانة إقليمية لمراكز التميز في مجال التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية التابعة للاتحاد الأوروبي للتخفيف من المخاطر منذ يونيو 2014. يتم تمويل هذه المبادرة من الاتحاد الأوروبي والتي وتهدف إلى تطوير على الصعيدين الوطني والإقليمي، القدرات المؤسسية اللازمة لمكافحة مخاطر المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
شددت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك ” ، في 18 فبراير 2023 على أنه يتعين منع أي تصعيد نووي مع إيران تحت مسمى “المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات”. وشكل تحالف دولي للتصدّي لهجمات جماعة التمرد الحوثي في البحر الأحمريضمّ 10 بلدان بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبحرين.وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، من خلال دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
دورالاتحاد الأوروبي ودول الخليج في الصراعات الدولية
أيد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعوة مجلس التعاون الخليجي، إلى الدخول في مفاوضات سلام جادة وفقا للقانون الدولي، لقرار حل الدولتين، بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واقترحت بريطانيا تأسيس دولتين مستقلتين “إسرائيل آمنة”، كوطن للشعب اليهودي، إلى جانب دولة فلسطينية، كوطن للشعب الفلسطيني، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181).
قدمت الدول الخليجية على رأسها قطر مساعدات إنسانية بقيمة (100) مليون دولارفي إطار جهود قطر للتهدئة، ومعالجة التداعيات الإنسانية لحرب أوكرانيا لدعم الصحة والتعليم وإزالة الألغام في أوكرانيا. وتعمل المملكة العربية السعودية على إيجاد اتفاق ينهي حرب أوكرانيا. أيدت المملكة قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.
قدمت دول الخليج العربي كالمملكة العربية السعودية منحة بقيمة (30) مليون دولار لدعم الصندوق الائتماني الإنساني لأفغانستان. كما أجرت قطر أجرى محادثات مع حركة طالبان في أفغانستان حول سبل تهدئة التوترات مع المجتمع الدولي لاسيما دول الاتحاد الأوروبي في 31 مايو 2023
دعمت دول الخليج شأنها شأن دول الاتحاد الأروبي في العاشر من سبتمبر 2023 المسار السياسي الليبي و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وجميع الحلول السلمية التي تحافظ على سيادة ليبيا ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
أكد مجلس التعاون الخليجي ضرورة مشاركة دول الخليج في جميع المفاوضات والاجتماعات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني. وشدد بيان للمجلس، إلى “التزام إيران بعدم تجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم التي تتطلبها الاستخدامات السلمية، وضرورة الوفاء بالتزاماتها والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
يقول “جوست هيلترمان” مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” إنه “من خلال استضافتها للاجتماع حول أوكرانيا، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات” في الخامس من أغسطس 2023. محاربة التطرف ـ ما علاقة الحوكمة بالتطرف؟ أُنْموذَج دولة الإمارات ومصر
تقييم وقراءة مستقبلية
– تساهم دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبضمنها ألمانيا في تسوية حرب أوكرانيا وحل القضايا الإنسانية المرتبطة.
– تتفق دول الخليج العربي ودول الاتحاد الأوروبي وأغلب دول أوروباعلى حل الدولتين القائم على التفاوض هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم في الشرق الأوسط بالتزامن مع التحذيرات من استغلال الجماعات المتطرفة لحرب غزة مايهدد الأمن الإقليمي والدولي.
– يطور الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي العلاقات في عدة مجالات منها مجال مكافحة الإرهاب، وفي مجال منع انتشار الأسلحة النووية. التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية
– يمكن القول أن حرب أوكرانيا وحرب غزة والصراعات الدولية الأخرى لم تقتصر على أوروبا فحسب، بل شملت مناطق أخرى في العالم، ولم تكن منطقة الخليج العربي بمنأى عن هذه التبعات.محاربة التطرف ـ مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي
– بات متوقعا أن يكثف الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي من الشراكات الأمنية والاقتصادية لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأن يزيد أنشطة دول الخليج على الساحة الإقليمية والعالمية، ومن المرجح أن تكون قوة موثوق للاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات،
– بات من المحتمل أن أن تشمل المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني كافة القضايا الأمنية لدول الخليج العربية، بما يسهم في تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة لضمان تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=92336
الهوامش
مجلس التعاون الخليجي: الاتحاد الأوروبي يكشف عن شراكة استراتيجية مع الخليج
من كلمة جوزيب بوريل في سلطنة عمان بعد الاجتماع مع مجلس التعاون الخليجي
بوريل يزور سلطنة عمان للمشاركة في مجلس الاتحاد الأوروبي-التعاون الخليجي
