الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في بريطانيا – أسباب تزايد المخاطر. بقلم داليا عريان

اليمين المتطرف
مارس 18, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد: داليا عريان ـ  باحثة في المركز الأوروبي

اليمين المتطرف في بريطانيا – أسباب تزايد المخاطر

توالت التحذيرات من مخاطر تصاعد تيار اليمين المتطرف في أوروبا بشكل عام وبريطانيا بشكل خاص، لا سيما مع استمرار زحف التيار اليميني إلى السلطة في عدد من الدول الأوروبية على مدار الأشهر الماضية، الأمر الذي شجع جماعات وأحزاب اليمين المتطرف على الظهور مجدداً بقوة في بريطانيا مستغلة الظروف التي يشهدها العالم، من هجمات إرهابية وجائحة كورونا والحرب الأوكرانية من جانب، والظروف الاقتصادية والإضرابات التي تعيشها بريطانيا من جانب آخر، ما ينذر بمخاطر عديدة لا حصر لها من تزايد أعداد جماعات اليمين المتطرف واستقطاب مؤيدين لها بخطاب معادِ لسياسات بريطانيا في ملفات الهجرة واللجوء عبر وسائل الإعلام التقليدي والإلكتروني.

خطر اليمين المتطرف

رغم حظر بريطانيا لهذه الجماعة في ديسمبر 2016 والحكم على المؤسس المشارك للجماعة إليكس ديفيز في مايو 2022 بالسجن لأكثر من ثماني سنوات،  إلا أن أدواتها في نشر الدعاية المتطرفة تتطور يوما بعد يوم بتطور التكنولوجيا. لذا حملت مؤشرات اليمين المتطرف في بريطانيا خلال عام 2022 عدة دلالات على زيادة المنتمين للجماعات اليمينية المتطرفة بزيادة المخططات الإرهابية التي تم إحباطها. وأعلنت الأجهزة الأمنية عن كشفها (12) مخططًا لمتطرفين يمينيين في 14 يناير 2022، كما هاجم يميني متطرف مركزاً للمهاجرين في “دوفر” في 30 أكتوبر 2022.

وباستخدام هذه الجماعات لشبكة الإنترنت في استقطاب عناصر، شهدت فترة جائحة كورونا ارتفاعا ملحوظا لدعاية الجماعات اليمينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتصل الزيادة إلى (40%)، وتمثل المحتوى المتطرف في تحريض مستخدمي الإنترنت على نقل عدوى فيروس كورونا إلى الجاليات الأقلية في بريطانيا ما ساهم في نشر الكراهية بين أجيال جديدة لا سيما وأن (50%) من المستهدفين مراهقين. وفي العام نفسه حذرت الشرطة البريطانية من طبيعة الدعاية المتطرفة التي تصاعدت منذ بريكست حيث تنتمي ثلث المخططات الإرهابية منذ 2017 إلى دوافع يمينية متطرفة.

أبرز جماعات اليمين المتطرف

  • حزب الاستقلال البريطاني: أُنشأ بهدف دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعود تأسيسه لعام 1993 بزعامة آن ماري ووترز.
  • رابطة الدفاع الإنجليزية: تعد من الجماعات اليمينية المتشددة في بريطانيا، واعتمدت في تشكيلها على يد تومي روبنسون في 27 يونيو 2009 على تاريخها القديم في أوروبا منذ ثلاثينيات القرن الماضي بدعوة البريطانيين إلى المظاهرات والترويج للعنصرية ضد الجالية المسلمة.
  • جماعة الملائكة التسعة الشيطانية: من أقدم الحركات اليمينية في بريطانيا ويعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، ونجحت في الانتشار إلكترونيًا بنشر دعاية متطرفة.
  • جماعة البديل الوطني الجديدة: ظهرت في 2019 بدعوة التحريض ضد قيود الإغلاق نتيجة كورونا، ما سمح لها بجذب مراهقين لخطاب معادي ضد المهاجرين والسكان غير البيض خاصة مع زيادة عدد المهاجرين لبريطانيا.
  • حركة بريطانيا أولا: تأسست على يد أعضاء سابقين لحزب التحالف الوطني في عام 2011، وتدريجيا تحولت لحزب سياسي في سبتمبر 2021.
  • حركة الهوية: تمتد في عدة دول أوروبية للتحريض ضد سياسات الهجرة والمسؤولين عنها.

تغلغل الجماعات اليمينية داخل مؤسسات الدولة

تسير الجماعات اليمينية المتطرفة على نفس نهج الجماعات الإسلاموية في بريطانيا باختراق مؤسسات الدولة التعليمية والأمنية والعسكرية، بهدف بناء قاعدة شعبية كبيرة من فئات عمرية مختلفة من ناحية، والتقرب أيضا من دوائر صناع القرار والسياسيين من ناحية أخرى. ومع بداية تدفق المهاجرين لبريطانيا في ستينيات القرن الماضي، بدأت الجماعات اليمينية الصغيرة في التوغل داخل الأحزاب السياسية ما سمح لها بتشكيل أحزاب مثل الحزب الوطني البريطاني في الثمانينيات الذي اخترق العمل السياسي حتى تمكن من الفوز بـ (44) مقعدًا في برلمان 2006. كما نشر التيار اليميني البريطاني دعاية له داخل الجامعات ومنها انتقل للفضاء الإلكتروني بإجراء ندوات تثير مسألة الهجرة وتداعياتها على بريطانيا، لذا نجحت جماعة “بريطانيا أولاً” اليمينية أن تصبح حزبًا سياسيًا وترشح أفرادًا في الانتخابات المحلية في مايو 2022 رغم أنها معروفة بممارساتها المعادية للمسلمين.

ووصلت الجماعات اليمينية إلى المؤسسات الدفاعية والأمنية، وفي 1 أبريل 2021 اتُهم ضابط شرطي يدعى ” بنجامين هانام” بالانتماء لجماعة العمل الوطني اليمينية في مارس 2016 والاشتراك في مظاهرات ” المسيرة الحديدية” وحيازة منشورات متطرفة تحرض على أعمال عنف. كشفت تحقيقات في 26 فبراير 2023 عن وجود مجموعة سرية تحت اسم ” مجموعة القضايا الجديدة” في البرلمان البريطاني، وتم تدشينها بهدف قيادة حملة ضد المسلمين في بريطانيا تحت قيادة لوردات بريطانيين وبرئاسة اللورد مالكولم بيرسون خلال عام 2012، حتى تمكنت من الحصول على نحو (112) ألف جنيه إسترليني بين عامي 2012 و2014. وأثارت هذه التحقيقات مخاوف نظرا لقدرة الجماعات المتطرفة على التغلغل بين سياسيين داخل مجلس اللوردات الحُجرة العليا بالبرلمان والعمل في سرية لمدة طويلة، مع مجموعات اليمين المتطرف والداعمة لنشر مفهوم الإسلاموفوبيا وتشكيل مجموعة ضغط على الحكومة بشأن سن قوانين تروج للعنصرية.اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

 عوامل تمدد اليمين المتطرف

رغم أن نظام التصويت في الانتخابات البرلمانية البريطانية لا يسمح للأحزاب اليمينية الصغيرة بالتمثيل بداخله، إلا أن هناك سبعة أسباب دعمت تمدد اليمين المتطرف في المملكة المتحدة.

– استغلال الجماعات اليمينية حزب المحافظين كأداة لنشر أفكارها مثل دعوات الانسحاب من التكتل الأوروبي والتنديد بسياسات الهجرة ورفع شعارات معادية للمسلمين.

– شعور التيار اليميني بالانتصار في بريكست بتغذية الفكر المعادي للاتحاد الأوروبي بالمظاهرات.

– احتضان بريطانيا للجماعات الإسلاموية مثل جماعة الإخوان، منح التيار اليميني فرصة للضغط على السياسيين والترويج لأفكار مغلوطة بشأن انتشار التطرف ووجود جاليات مسلمة.

– خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حرمها من تشريعات ومعلومات متداولة داخل لجنة مكافحة الإرهاب بالبرلمان الأوروبي بشأن آليات محاربة التطرف، وحق نقل اللاجئين إلى الدولة التي وصلوا لها في الاتحاد، ما فاقم من أزمة اللاجئين وفتح الباب أمام التيار اليميني لاستخدامها ضد الحكومة.

– توظيف الجماعات اليمينية خلال فترة جائحة ” كورونا” للتكنولوجيا بكثرة لنشر دعاية متطرفة عبر التطبيقات الإلكترونية.

– الحرب الأوكرانية وتنامي الروح القتالية لدى المنتمين لليمين المتطرف وحملهم لأسلحة متطورة.

– سوء الأوضاع المعيشة وارتفاع أسعار السلع ونسبة التضخم منذ اتفاق بريكست.

التعاون بين التيارات اليمينية

يتمثل التنسيق بين الأحزاب اليمينية في الدعوة لمظاهرات والمشاركة فيها، حيث شنت هذه الأحزاب حملة ضد اللجوء والهجرة في 11 أكتوبر 2020 بالهجوم على فنادق تضم طالبي لجوء وحملة أخرى لانتظار مهاجرين على الشواطئ التي يصلون إليها عبر قناة المانش، وخلال فترة كورونا نشرت التيارات دعوات محرضة عبر الإنترنت بنقل عدوى الفيروس للأقليات في بريطانيا. وفي 2017 وحدت هذه التيارات اليمينية خطابها في المظاهرات لجذب أصوات مؤيدة لبريكست.اليمين المتطرف في بلجيكا ـ تنامي المخاطر .بقلم بسمه فايد

العلاقة بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية المتطرفة

تبدو للوهلة الأولى أن المصالح بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية متضاربة، ولكن في حقيقة الأمر هناك مشتركات في الأفكار والتطبيق وأيضا منافع متبادلة بينهما للترويج للمنهج حيث يشترك الجانبان في التطرف ووسائل نشره وطريقة استقطاب مؤيدين لهذه الأفكار نظرا للاقتناع بمنهج إقصاء الآخر والتغلغل داخل دوائر السياسة تمهيدًا للوصول إلى السلطة. ويجد اليمين المتطرف في الهجمات الإرهابية التي تتبنها الجماعات الإسلاموية مبرر للضغط على الحكومات ورفض سياسات اللجوء ونشر مفهوم الإسلاموفوبيا ورفض اندماج الجاليات المسلمة في المجتمع الغربي، وفي المقابل تجد الجماعات الإسلاموية في الوقائع العنصرية ضد المسلمين فرصة لتصدير أنفسهم كضحية أمام الرأي العام والنأي عن شبهة التطرف.

وسائل نشر اليمين المتطرف أفكاره

تنوعت أدوات التيار اليميني البريطاني في استقطاب مؤيدين ونشر التطرف عبر ثلاث أدوات: –

  • الحشد للمظاهرات ونشر الأفكار داخل مجتمعات صغيرة مثل الجامعات والمدارس ومقرات العمل.
  • المؤثرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقدرتهم على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي هذه المواقع، مثل زعيم رابطة الدفاع الإنجليزية تومي روبنسون.
  • التطبيقات الإلكترونية مثل “تليغرام”، و” يوتيوب” و” انستغرام” للانتشار السريع والواسع للمحتوى.

 مخاطر نشر الدعاية

دارت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يمينيين عقب إشعالهم للنيران في سيارة شرطة في 11 فبراير 2023 اعتراضا على استضافة طالبي لجوء في فندق في ليفربول، وتثير هذه الوقائع مخاوف من تمدد التيار اليميني وفقدان بريطانيا السيطرة عليه في ظل استمرار الحرب الأوكرانية وعلاقة بعض الجماعات اليمنية بكتيبة “آزوف” بأوكرانيا، واستخدام التكنولوجيا كوسيلة لنشر التطرف، ما يؤدي لزيادة المنتمين لهذا التيار ويعرض طالبي اللجوء والمهاجرين للخطر ويهدد تعايش واندماج الجالية المسلمة في المجتمع البريطاني.ملف: التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الإجتماعي

إجراءات حكومية لمواجهة اليمين المتطرف

أصدر القضاء البريطاني في 27 يناير 2023 حكماً على مراهق بالسجن لأكثر من (11) عاماً بتهمة نشر محتوى يروج لعقيدة يمينية متطرفة. شددت مراجعة لبرنامج مكافحة الإرهاب البريطاني ” بريفنت” في 10 فبراير 2023 على ضرورة مواجهة اليمين المتطرف نظرا لما يشكله من خطورة. وكان قد تم إحالة (6406) أشخاص إلى برنامج بريفنت في نهاية مارس 2022، من بينهم (20%)  منهم لمخاوف خاصة باليمين المتطرف و (16%) لمخاوف خاصة بالتطرف.

و اتخذت بريطانيا وفي وقت سابق خطوات لمكافحة اليمين المتطرف، عبر توسيع سلطة الداخلية البريطانية في مكافحة التطرف، وتكوين قوة أمنية لمجابهة حرب الإرهابي الإلكتروني وتشديد العقوبات على مرتكبي العمليات الإرهابية، ورغم هذه الإجراءات قدمت بعض المنظمات في 21 فبراير 2023 انتقادا للحكومة البريطانية في التعامل مع خطر اليمين المتطرف وما نتجه عنه من انتشار العنصرية والإسلاموفوبيا نتيجة عدم سن قوانين صارمة لمواجهة التطرف.

تقييم

تكمن خطورة اليمين المتطرف البريطاني في ستة عوامل: –

  •  اتباع اليمين المتطرف أسلوب التخفي والتحايل على القانون في نشر الدعاية واستقطاب الشباب في الجامعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
  •  العلاقة الوطيدة بين بعض جماعات اليمين بكتيبة ” آزوف” بأوكرانيا والتواصل المباشر مع جماعات اليمين بأوروبا والولايات المتحدة ما يهدد بتصاعد النزعة القومية.
  • العامل الثالث:  توقيت تنامي التيار مع تصاعد الإضرابات في القطاعات الحيوية ببريطانيا، ما يسمح للتيار بتقديم نفسه كبديل للسلطة أو استغلال الاحتجاجات للحصول على مطالبه الخاصة.
  • العامل الرابع:  تأصل الفكر اليميني المتطرف في بريطانيا لعقود ممتدة، أدى لنشأة مصالح متبادلة قوية بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية ما يهدد أمن بريطانيا.
  • العامل الخامس: العلاقة التاريخية بين بريطانيا وجماعة الإخوان تخدم أهداف اليمين المتطرف في ترويج أفكاره.
  • العامل السادس: مواكبة التيار للتطور التكنولوجي واستخدامه في نشر الدعاية ما يزيد من أعداد اليمينيين المتطرفين.

أما عن سياسات بريطانيا في مواجهة هذه المخاطر، نجد أنها لا تسير بنفس الوتيرة على مدار السنوات الماضية، وربما انشغال الحكومات البريطانية المتعاقبة بأمور اقتصادية وتداعيات بريكست وأخيرًا الحرب الأوكرانية، يشير إلى احتمالية تراجع استراتيجية مكافحة تطرف التيار اليميني.

أما علاقة بعض الأحزاب بهذه التيارات ـ اليمين المتطرف يثير الشكوك حول قدرة السياسيين على اتخاذ إجراءات صارمة نحوه، واختراق اليمين المتطرف للبرلمان ومؤسسات عسكرية يتسبب في إضعاف موقف البرلمان من سن قوانين لمكافحة التطرف ويزيد من تراجع الثقة بين البريطانيين والمسؤولين، لذا يجب تشديد الرقابة على المحتوى المتطرف عبر شبكة الإنترنت وداخل الجامعات، وتتبع العلاقات بين اليمين المتطرف وباقي الجماعات المتطرفة داخل وخارج بريطانيا.

رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=87166

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

 الهوامش

The Radical Right in Britain
https://bit.ly/3YChqUK

Letters: in the UK, the far right works from within
https://bit.ly/3ZUrI3B

بريطانيا.. خبراء يحذرون من تصاعد هجمات اليمين المتطرف
https://bit.ly/3ZOoRt0

الحكم بالسجن 11 عاما على مراهق بريطاني روج لإرهاب اليمين المتطرف
https://bit.ly/3LgzUY0

Britain’s Growing Far-Right Party Is a Serious Threat
https://bit.ly/3l4P6N6

كيف غذت إشاعات اليمين المتطرف العداء للاجئين في بريطانيا؟
https://bit.ly/40287Pb

Government has failed to address UK’s far-right threat, says open letter
https://bit.ly/3l81WKv

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...