الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف ـ هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

اليمين المتطرف في أوروبا
أغسطس 12, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

اليمين المتطرف ـ هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا لم يكن بالأمر المستجد خلال العامين الماضيين، بل تنامى نفوذ هذه الأحزاب على مدار العقد الماضي بشكل تدريجي، نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية التي واجهت أوروبا، واستغلال التيار اليميني لهذه الأزمات للتمدد داخل المؤسسات الحكومية والمجتمع الأوروبي، وبالنظر إلى خريطة أوروبا غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، نلاحظ تمثيل غير مسبوق للأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب القومية الشعبوية داخل البرلمان والحكومات، الأمر الذي يزيد المخاوف من تداعيات هذا التحول السياسي على مستقبل سياسات أوروبا الفترة المقبلة، خاصة وأن الأحزاب اليمينية تتعطش إلى السلطة منذ عقود.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

تمكن التيار اليميني المتطرف من تحقيق نتائج غير مسبوقة بالانتخابات على مدار الأعوام الماضية في عدد من دول أوروبا، وهي:

بولندا : حصل حزب ” القانون والعدالة PiS” بزعامة ياروسلاف كاتشينسكين على (235) مقعداً في البرلمان البولندي من أصل (460) مقعداً، بعد فوزه في الانتخابات بـ (51%) من الأصوات في أكتوبر 2019.

سلوفاكيا: حاز حزب ” الشعب السلوفاكي الفاشي الجديد ĽSNS” على (17) مقعداً ما يشكل (8%) في الانتخابات البرلمانية في مارس 2020، لذا تتجه التوقعات إلى تحقيق الحزب نتائج كبيرة في الانتخابات المبكرة المرتقبة في سبتمبر 2023.

ألمانيا: حاز حزب “البديل من أجل ألمانيا AFD ” على أول منصب قيادي على مستويات البلديات في ولاية تورنغن شرقي ألمانيا في يونيو 2023، وقد حصل في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2021 على (10%) من الأصوات.

فرنسا: حصلت زعيمة حزب “التجمع الوطني RN” بفرنسا مارين لوبان، على (%41.8) من الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أبريل 2022. كما حصد حزب ” التجمع الوطني الشعبوي ” (89) مقعداً في البرلمان الفرنسي في انتخابات يونيو 2022، وبهذه النتيجة شكل الحزب أكبر كتلة يمينية شعبوية في برلمانات فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

المجر: فاز حزب ” فيدس Fidesz ” اليميني في المجر على (59%) من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في أبريل 2022، وتعد النتيجة رابع فوز يحققه الحزب منذ عام 2010، وتمكن بتحالفه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة بالحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان المكون من (199) مقعداً، لذا أعيد انتخاب زعيمه فيكتور أوربان رئيساً للحكومة.

السويد: حصلت كتلة من اليمين المتطرف واليمين المحافظ الليبرالي على (176) مقعداً، مقابل (173) مقعداً لليمين الوسطي والخضر من أصل (349) مقعداً بالبرلمان السويدي، ما يمثل فوزها بنسبة (51%) من الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2022. فيما حصل حزب “ديمقراطيو السويد SD “على (73) مقعداً، وزادت عدد مقاعده في هذه الانتخابات عن انتخابات 2018 بـ (11) مقعدا، التي حصل فيها على (17.5%) من الأصوات، وكانت بداية دخوله البرلمان في 2010 بعد فوزه بـ (5.7%) من الأصوات.

إيطاليا: حقق تحالف الأحزاب اليمينية في إيطاليا نتيجة غير مسبوقة منذ 1945، بالفوز بـ (44.2%) من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2022، وحصد حزب “إخوة إيطاليا FdI ” بقيادة جورجيا ميلوني على (26.2%)، وحزب “الرابطة LSP ” بزعامة ماتيو سالفيني على (8.2%)، وحزب “فورزا إيطاليا Forza Italia” بقيادة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني على (8%)، لذا تولت جورجيا ميلوني الحكومة الإيطالية.

إسبانيا: حصل الحزب “الشعبي اليميني PP” بزعامة ألبرتو نونييس فيخو، على أكبر كتلة تصويتية في الانتخابات التشريعية المبكرة في يوليو 2023 محرزاً تقدماً على رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بحصد (136) مقعداً وهي نسبة تزيد عن الانتخابات الأخيرة منذ (4) سنوات بـ (47) مقعداً، في المقابل حصل الاشتراكيون على (122) مقعداً. وكان قد حصد حزب “فوكس VOX” اليميني المتطرف في نوفمبر 2019 على (15%) من الأصوات بحصوله على (52) مقعداً من أصل (350)، وشارك في مارس 2021 في تشكيل حكومة إقليم كاستيا وليون لأول مرة في تاريخ إسبانيا، بعد تكوينه ائتلافاً مع الحزب الشعبي اليميني وفوزه بـ ( 13) مقعدا في برلمان كاستيا وليون من ( 81) مقعداً.اليمين المتطرف في أوروبا ـ المخاطر والتهديدات

فنلندا: تمكن التحالف الشعبوي في أبريل 2023، من الوصول للحكومة بعد تشكيل تحالف من أربعة أحزاب ويضم الحزب المعروف سابقاً باسم “الفنلنديون أولاً PS”.

اليونان: شهدت الانتخابات البرلمانية في يونيو 2023، فوز حزب “سبارتيانر GPP” القومي المتطرف بـ (4.8%)، وحصول حزب ” إلينيكي ليسي” الشعبوي اليميني على (4.7%) وحزب “نايكي” الأرثوذكسي المتطرف على (3.8%) من الأصوات، ما مكن اليمين المتطرف من الحصول على (13%) من المقاعد وفوز رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس بولاية ثانية.

هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟

يعد سقوط أحزاب يسارية في دول مثل إسبانيا التي تعد آخر معاقل اليسار في أوروبا، وتراجع شعبية بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية في دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد، يدفع مؤشر البوصلة نحو التيار اليميني في الانتخابات المرتقبة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن الأحزاب اليمينية تمتلك مقاربات واحدة بشأن الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية على مستوى أوروبا، الذي ينعكس بالطبع على عمل الاتحاد الأوروبي.

تشير بعض الشواهد إلى اتجاه أوروبا لليمين:

– إصدار زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن و(15) من زعماء اليمين بأوروبا، من بينهم رئيس الوزراء المجري وزعيمة حزب “أخوة إيطاليا” ورئيس حزب “فوكس” الإسباني، في 2 يوليو 2021، إعلان مشترك بشأن تشكيل التيارات اليمينية تحالفاً واسعاً في البرلمان الأوروبي بهدف إصلاح أوروبا وفقاً لأفكارهم، ورفض هذا الإعلان سياسة التكتل الأوروبي في اتباع المسار الفيدرالي مقترحاً تأسيس عمل ثقافي سياسي مشترك.

– التقدم الملحوظ لأحزاب مثل “حزب البديل الشعبوي AfD” في ألمانيا على مستوى البلديات والبرلمان يؤكد على شعبية هذه الأحزاب المتوغلة داخل أوروبا، الأمر الذي يمنحها فرصة لحصد أصوات أكثر خلال الانتخابات المقررة في 2024. اليمين المتطرف في أوروبا ـ أسباب ودلالات الصعود

– استغلال التيارات اليمنية لقضايا مثل الهجرة وتغيرات المناخ ضد الحكومات الراهنة، يفسح لها المجال لتقديم مقترحات تزيد من شعبيتها ووجودها داخل المجتمعات الأوروبية.

– تشدد حكومات إيطاليا والسويد والمجر في سياساتها داخل التكتل، ورفعها لشعارات القومية في اللحظة الراهنة من احتدام الصراع الغربي الروسي، يدفع القارة الأوروبية بأكملها إلى مرحلة أكثر تشدداً يقودها اليمين المتطرف.

– فوز اليمين في دول من أكبر اقتصاديات أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا وصعوده الملحوظ في فرنسا وألمانيا، يؤثرعلى الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو 2024.

– صعود اليمين للسلطة بعد عقود طويلة من ابتعاده عن المشهد السياسي، منحه المساحة لتجميع قوته من جديد لذا سيتمسك بهذه الفرصة لتثبيت أقدامه في السلطة التي خرج منها منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

ما تأثير صعود اليمين على أوروبا؟

وحدة الاتحاد الأوروبي: تبنت الأحزاب اليمينية خطاباً مضاداً لقدرة الاتحاد على مواجهة التحديات الداخلية للدول الأعضاء، ورفضت تدخل التكتل في سياسات الدول، لذا تتعلق المخاوف بشأن تأثير هذه الأحزاب في سياسات البرلمان الأوروبي أو دفع بلادها للخروج من الاتحاد.

سياسات الهجرة: زيادة حدة الانقسام حول التعامل مع ملف الهجرة، واتجاه بعض الدول إلى سياسات مشددة ضد قبول طلبات اللجوء والهجرة غير الشرعية.

اتساع التيار اليميني: تدريجياً انتقلت عدوى فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة منذ 2018، ما يرجح احتمالية توسع دائرة الحكومات اليمينية وتشكيل تحالف يرسم ملامح جديدة لأوروبا.اليمين المتطرف في ألمانيا ـ تزايد التهديدات مجدداً . ملف

أزمة الديون والطاقة: بعد تولي إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو 2023، يترقب الأوروبيون مسألة تعديل قوانين الدين لمنطقة اليورو والتوافق حول إصلاح سوق الطاقة، ومسألة الاستقلالية عن الصين وعودة الصناعات الأساسية لأوروبا.

العلاقات مع روسيا: علاقة رئيسة الحكومة الإيطالية مع روسيا، تثير القلق بشأن موقف بعض الدول الأوروبية من الحرب الأوكرانية والتوافق الأوروبي حول دعم أوكرانيا.

تقييم وقراءة مستقبلية

– كانت سياسات الحكومات التقشفية لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، فرصة للتيار اليميني لتوجيه انتقادات لقرارات الحكومات نظراً لأنها ألقت بظلالها على الوضع الاجتماعي للأوروبيين، ومن هنا تبنى اليمين المتطرف صف المعارضة وتدريجياً بدأ تجميع صفوفه والمشاركة في الانتخابات وجذب أصوات له، ومع موجة الهجرة واللجوء في 2015، تعالت أصوات الأحزاب اليمينية الرافضة للهجرة ما منحها ميزة نسبية في التصويت فيما بعد.

– استغلت أحزاب اليمين التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا وتغيرات المناخ والحرب الأوكرانية، ما مكنها من تحقيق نتائج غير معتادة على مدار الأعوام السابقة، وفي المقابل تهاوت الأحزاب الليبرالية والاشتراكية والمحافظة أمام الرأي العام لإخفاقها في بعض الملفات السياسية والاقتصادية، لذا قفزت أرصدة الأحزاب اليمينية المتطرفة في آخر عامين في الانتخابات.

– فوز حزب يميني في انتخابات دولة أوروبية ممكن ان يشجع باقي دول أوروبا نحو اليمين، لذا بدأ يتسع ما يطلق عليه “نادي اليمين الأوروبي” ما يؤكد على وجود تحالفات بين هذه الأحزاب، ويثير القلق بشأن احتمالية إثارة قضايا مثل الخروج من الاتحاد الأوروبي وإلغاء اتفاقيات مشتركة تتعلق بالهجرة والتجارة.

– الظروف الراهنة التي تواجه أوروبا مواتية للغاية لصعود اليمين المتطرف بشكل متسارع، في انتخابات هولندا المرتقبة في نوفمبر 2023 وانتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو 2024.

– حصول اليمين المتطرف على أغلبية داخل البرلمانات، يؤهل الرأي العام الأوروبي إلى تقبل سياساتها والتعامل مع هذه الأحزاب كأحزاب قومية محافظة، وربما تعد إيطاليا نموذجاً في هذا التطور المجتمعي الخطير بتغير النظرة إلى حزب ” إخوة إيطاليا”، خاصة وأن صعود اليمين المتطرف في إيطاليا يعد نقطة فارقة كونها ثالث أكبر اقتصاد أوروبي ومن مؤسسي الاتحاد الأوروبي.

– تعد المجر نموذجاً في قدرة التيار اليميني المتطرف على الاحتفاظ بشعبيته لفترة، وتمكن حزب فيدس بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان من الوصول للسلطة للمرة الرابعة منذ 2010.

– مثلما تطلب صعود اليمين المتطرف سنوات طويلة، تحتاج الأحزاب التقليدية سنوات من العمل أيضاً لاستعادة وجودها في المجتمع الأوروبي ومراجعة سياساتها، وربما تكون البداية من ألمانيا وفرنسا، خاصة وأن المنافسة أصبحت تحتدم بين الأحزاب اليمينة والأحزاب التقليدية، حيث رفض نحو (41%) من الألمان في استطلاع رأي حديث تعاون الأحزاب مع حزب ” البديل من أجل ألمانيا AFD “.

– ينبغي على أوروبا رصد ومتابعة المقاربات بين الأحزاب اليمينة وحجم التغلغل في المجتمع، وما يطرأ عليه من انتشار مفاهيم معاداة المهاجرين والاتجاه نحو الدولة القومية، إضافة إلى المصالح المتبادلة بين الأحزاب اليمينية المتطرفة والجماعات الإسلاموية المتطرفة، ما يهدد الأمن المجتمعي للدول ووحدة التكتل.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=89752

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

إسبانيا.. اليمين المتطرف قد يدخل حكومة رابع اقتصاد أوروبي!
https://bit.ly/44R3j1E

16 حزبا يمينيا تؤسس “تحالفا” في البرلمان الأوروبي لإصلاح الاتحاد
https://bit.ly/43SeOEN

The far right is having a moment in Europe. Actually, everywhere.
https://bit.ly/3QrRs5U

بعد المجر والنمسا والسويد.. ما تأثير فوز اليمين المتطرف في إيطاليا على وحدة أوروبا؟
https://bit.ly/3qaBaDT

صعود اليمين الشعبوي في ألمانيا.. هل تتحول أوروبا إلى اليمين؟
https://bit.ly/3QsdRAa

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...