الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

“الجهاديون” في ألمانيا، ما حجم الخطر؟ (ملف)

الجهاديون. داعش
أغسطس 01, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

“الجهاديون” في ألمانيا، ما حجم الخطر؟ (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع تهديد “الجهاديون” والجماعات الإسلاموية المتطرفة في ألمانيا، ويستعرض السياسيات الحكومية لمواجهة هذا الخطر، وبالأخص برامج محاربة التطرف، وتجفيف مصادر التمويل للجماعات المتطرفة، كما يتناول الملف دور تبادل المعلومات في مركز برلين (GTAZ)  لمكافحة الإرهاب. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تهديد الجماعات الإسلاموية المتطرفة ما زال قائماً
  2.  محاربة التطرف في ألمانيا ـ برامج الوقاية من التطرف العنيف
  3. مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تبادل المعلومات في مركز برلين (GTAZ)
  4. مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية

1- مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تهديد الجماعات الإسلاموية المتطرفة ما زال قائماً

لا تزال الجماعات الإسلاموية المتطرفة  في ألمانيا المصدر الأساسي للتهديد الإرهابي رغم انخفاض مؤشر الهجمات الإرهابية. يتضح ذلك من إحباط الأجهزة الأمنية  للعديد من المخططات الإرهابية، وما زالت جميع الولايات الألمانية ومؤسساتها في النطاق المباشر لمختلف الجماعات الإسلاموية المتطرفة لا سيما الجماعات “السلفية الجهادية”. وتعمل الجماعات الإسلاموية المتطرفة على توسيع النفوذ في الولايات الألمانية عبر نشر المحتوى المتطرف والدعاية المتطرفة على الإنترنت بهدف التجنيد والاستقطاب.

أبرز العمليات الإرهابية 

تستهدف الهجمات في المقام الأول أهدافا “سهلة”. لم يكن خلال عام 2022 هناك هجمات مؤكدة ذات دوافع”اسلاموية متطرف في ألمانيا ، حيث تمكنت السلطات الأمنية الألمانية من تحديد التهديدات ومنعها مسبقًا، ومع ذلك ، فإن الهجمات المنسقة والمعقدة والمخططة طويلة الأمد يمكن تصورها في ألمانيا في أي وقت.

15 يونيو 2023: اتهمت السلطات الألمانية مواطناً روسياً يدعى “شمس الدين.م”، وآخر ألماني كوسوفي يدعى “إتريت.ب”، للتحضير لاعتداء إرهابي، وكانا يهدفان لإقامة فرع لـ”داعش” في ألمانيا.

6 يوليو 2023: فككت السلطات الألمانية خلية “جهادية” للاشتباه بتخطيطها لتنفيذ هجمات وقبض على (7) أشخاص مشتبه بعضويتهم في تنظيم “داعش” بمدينة “كارلسروه” ينحدرون من طاجيكستان وقيرغيزستان وتركمنستان، بدافع “القيام بهجمات ذات تأثير على الرأي العام بألمانيا”.

31 مايو 2023: شنت السلطات الألمانية (19) مداهمة في عدة ولايات، وقبض على (4) أشخاص في ولاية “شمال الراين-ويستفاليا” وشخص في كل من ولايات “بادن-فورتمبيرغ وراينلاند-بفالتس وبريمن”. ومعظمهم يحملون الجنسية الألمانية، وتتعلق المداهمة بتمويل لصالح أنصار “داعش” من النساء سهلت فرارهم من معسكرات الاعتقال.

25 أبريل 2023: أعتقلت السلطات الألمانية في مدينة هامبورغ شاباً سورياً يبلغ (28) عاماً لتخطيطه هجوم بدوافع ” جهادية” عبر استخدام قنبلة محلية الصنع ضد أهداف مدنية.

9 يناير 2023 : أحبطت السلطات الألمانية اعتداءاً إرهابياً بمواد كيميائية ، كان يعد له مواطن ألماني بالغ من العمر (32) عاماً اعتُقل في ولاية شمال الراين فستفاليا، كان متعاطفاً مع “داعش”.

5 ديسمبر 2022 : هاجم طالب لجوء إريتري  طفلتين في مدينة “أولم” بجنوب ألمانيا وطعنهما بالسكين ما أدى لمقتل مقتل طفلة وإصابة شقيقتها بجروح خطيرة.

18 أكتوبر 2022: طعن مواطن صومالي (25) عام بطعن جنوب غرب ألمانيا ما أدى إلى مقتل شخصين وأصابة أخر بجروح خطيرة.

9 سبتمبر 2022: أصيب شخصان في هجوم طعن بسكين في مدينة أنسباخ بجنوب ألمانيا، قبل أن يُقتل منفذ الهجوم البالغ (30)  عاماً برصاص الشرطة.

يقول “جيرهارد كونراد” المدير السابق لمركز تحليل الموقف والتحليل الاستخباري التابع للاتحاد الأوروبي (EU INTCEN) ، “إن تهديد التطرف الإسلاموي  داخل أوروبا ، وتحديداً داخل ألمانيا ، لا يزال مرتفعاً”. تواجه ألمانيا تهديدات من أفراد متطرفين، ومقاتلين أجانب عائدين، وشبكات داخل ألمانيا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجماعات المتطرفة.” مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ ما حجم تهديد “السلفية الجهادية” ؟

حجم تهديدات الجماعات الإسلاموية المتطرفة في ألمانيا

تراقب السلطات الأمنية الألمانية إلى جانب العناصر الخطيرة (500) من “الأشخاص المعنيين”. وقد يكونون أشخاصاً قياديين وداعمين أو فاعلين داخل مشهد الإرهاب الإسلاموي في ألمانيا، و يُعتقد أيضا أنهم قادرون على دعم اعتداءات إرهابية أو تنفيذها. وفي المجمل تقدر الاستخبارات الألمانية أن التطرف الإسلاموي في ألمانيا يمكن  يشمل (30.000) شخص. ويشار إلى أن هناك حملات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أعوام تحمل عناوين تهدف الحملات إلى توفير تمويل مالي للنساء في تنظيم “داعش”، اللاتي يعشن مع أطفالهن في سوريا خاصة في مخيم الهول.

سجلت الشرطة في عام 2020 (630) تهديداً وفي 7 يوليو 2023 سجلت حوالي(530) فقط، معظم الهجمات التي وقعت في ألمانيا في السنوات الأخيرة نُفِّذت من قبل أشخاص من فئة “الذئاب المنفردة”.

يشير حجم التهديدات الأمنية التي تشكلها الجماعات الإسلاموية المتطرفة وعلى رأسها “داعش” والقاعدة إلى تنامي المخاطر الأمنية فهناك أكثر من (500) تهديد لألمانيا من قبل جماعات “جهادية” أو متعاطفين معها ومن أصل (451) تحقيقاً فتحها الادعاء العام الفيدرالي العام 2022، هناك (236) تهديدا إرهابيا “جهاديا” أي ما يعادل (52%) منها تتعلق بتهديدات أمنية من متطرفين متضامنين أو ينتمون لتنظيم “داعش”، مقابل (156) قضية أي ما يعادل نحو (35%) محسوبة ضمن نطاق الأيدولوجيات الأخرى.

يعتقد “غيدو شتاينبرغ” الخبير في الإسلام السياسي والإرهاب، أن الانخفاض الحاد في عدد الهجمات الإرهابية والهجمات المخطط لها في ألمانيا يعود بالأساس إلى تراجع نشاط تنظيم “داعش” في الشرق الأوسط وتحسين تقنيات الاستطلاع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. ويوضح في تحليله أن ذلك لم يكن بشكل كبير ” بسبب فعالية سياسة مكافحة الإرهاب التي تنهجها ألمانيا والتي ما زالت مجزأة وغير مكتملة” في 7 يوليو 2023. ملف: الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ مساعي حكومية للحد من أنشطة الجماعة

تحذيرات من تهديدات الجماعات الإسلاموية المتطرفة 

تصاعدت التحذيرات في 15 يوليو 2023 من ترك تنظيم”داعش”. ورغم دحره عسكرياً في سوريا والعراق، فإن ايديولوجيته المتطرفة لا تزال تشكل خطراً على ألمانيا. وقد حذر برلمان ولاية “دوسلدورف” من أن المتطرفين من أصحاب الدوافع  “الإسلاموية المتطرفة”  لا يزالون “يشكلون خطرا مجردا عاليا فيما يتعلق بوقوع هجمات إرهابية في ألمانيا”. وتحدثت التقارير الاستخباراتية في العام 2019 عن مخططات اعتداءات محبطة تؤكد خطورة الوضع القائم، ويعتبر جهاز المخابرات الداخلية بشكل خاص “العناصر المنفردة المتأثرة بالمنظمات الإرهابية خطيرة”، لأنه من الصعب التعرف عليهم مسبقا.

أكدت وزارة الداخلية الألمانية أن الجماعات “الجهادية” في 7 يوليو 2022 . بما في ذلك تنظيم “داعش” وفروعه، وأيضا الذئاب المنفردة، يشكلون مخاطر وتهديدات كبيرة ولا تزال تلك التهديدات معقدةً في جميع الولايات الألمانية. تأخذ السلطات الأمنية تأخذ كل مؤشر على وجود تهديدات “جهادية” على محمل الجد، وتتصرف وفقاً لذلك، ولهذا الغرض، يجري استخدام موارد شاملة للغاية للسلطات الأمنية.وتعكس الاعتقالات في قضايا “الجهاديين” أن أنظمة الإنذار المبكر تعمل الألمانية بشكل جيد، وأن هناك إجراءات متسقة

حذر “توماس هالدنفنغ” رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية من تزايد خطر اعتداءات إرهابية محتملة في ألمانيا قد ينفذها تنظيم “داعش” في أفغانستان. وأشار إلى “إن تزايد قوة هذا التنظيم في أفغانستان يزيد الخطر على ألمانيا”، و أضاف “أن السلطات الألمانية تتهيأ “لكل الاحتمالات الممكنة”، ومن بينها اعتداءات قد ينفذها أشخاص يتأثرون بفكر التنظيم، أو أشخاص يتم توجيههم من قبل التنظيم لتنفيذ اعتداءات داخل ألمانيا”. كافحة الإرهاب في ألمانيا … وحدة التحقيق و التَّحَرِّي‏

**

2-  محاربة التطرف في ألمانيا ـ برامج الوقاية من التطرف العنيف

اعتمدت الحكومة الألمانية استراتيجية تهدف إلى الوقاية من التطرف، شملت الاستراتيجية شركاء من المؤسسات الحكومية والجمعيات والمدارس والمساجد. وتتألف الاستراتيجية من عدة برامج ومشاريع كـ”حياة الديمقراطية” و”التماسك المجتمعي من خلال المشارك”. تعمل تلك البرامج والمشاريع على دعم الأفراد الراغبين في التخلي طواعية عن انتماءاتهم المتطرفة واحتواء المتطرفين أو الذين أدينوا في جرائم متعلقة بالإرهاب، وذلك عبرالاستعانة بأئمة ورجال دين، لتغيير الإيديولوجيات المتطرفة التي يتبناها المتطرفين.

استراتيجة الوقاية من التطرف

أكد برلمان ولاية “شمال الراين-ويستفاليا” في 15 يوليو 2023 على ظهور مجموعات جديدة تحاول على وجه التحديد جذب الشباب على وجه الخصوص إلى صفوفها. وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في ظروف متأزمة معرضون بشكل خاص لمحاولات التجنيد من قبل الأوساط المتطرفة، وتساعد المنصات الرقمية في ذلك، وحذر خبراء من أن المتطرفين من أصحاب الدوافع الإسلاموية لا يزالون “يشكلون خطراً مجرداً عالياً.

تشمل الاستراتيجية الألمانية للوقاية من التطرف عدة برامج، منها برنامج “حياة الديمقراطية” و”التماسك المجتمعي من خلال المشارك” بالتعاون مع (700) شريك من المؤسسات الحكومية والإدارات المحلية والأندية الرياضية والجمعيات الأهلية والمدارس والمساجد الألمانية، وتهدف إلى تكامل وتفعيل إجراءات الوقاية ومكافحة التطرف، وخصص البرنامج (10) ملايين يورو لحماية الشباب ووقايتهم من تأثيرات السلفية”الجهادية” و”المجموعات الإسلاموية المتطرفة”. ركزت الإستراتجية الألمانية للوقاية من التطرف على إقامة (16) مركزاً بالولايات الألمانية.

برنامج “حياة الديمقراطية”

هذا البرنامج ترعاه وزارة الأسرة الألمانية بميزانية تقدر بـ(50) مليون يورو وهي من أولى المبادرات في ألمانيا للتعامل مع ظاهرة التطرف الإسلاموي. في عام 2020 ربط مركز استشارات “حياة” بمركز استشارات التطرف التابع للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ومن مهامه تحليل وضع المتطرفين وتقييم التهديدات المخاطرالمتعلقة بهم، كذلك الاستشارات الفردية والتدريب والاستنتاج والتقييم. تستهدف الاستشارات أسر الأشخاص المتطرفين أو الذين يرغبون في الانضمام إلى الجماعات المتطرفة في مناطق الصراعات أو انضموا إليها، بالإضافة إلى دعم المتطرفين وأسرهم عبر اتخاذ إجراءات داعمة لنزع التطرف. مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تهديد الجماعات الإسلاموية المتطرفة ما زال قائماً

“شبكة الوقاية من العنف”

يعمل فريق “شبكة الوقاية من العنف” على مشاريع مختلفة في مجال الوقاية من التطرف والمساعدة في نزع التطرف، و مساعدة الأشخاص الذين ووقعوا أو من المحتمل أن يقعوا في براثن التطرف الإسلاموي من أجل الخروج من براثنه. تنشط شبكة منع العنف في مجال التطرف ذي الدوافع الدينية في “بادن فورتمبيرغ وبافاريا وبرلين وبراندنبورغ وهيس وساكسونيا السفلى وساكسونيا”. أوقفت السلطات الألمانية إثنين من العاملين في “”شبكة الوقاية من العنف” عن العمل للاشتباه بعلاقتهما بجمعيات متطرفة، ما جعل السلطات الألمانية تخضع كل العاملين في المركزمن جديد للتدقيق الأمني. تضم “شبكة الوقاية من العنف ” عدة مراكز، منها:

  • مركز المشورة بافاريا Advice Centre Bavaria
  • مركز المشورة ساكسونيا Advice Centre Saxony
  • مركز المشورة تورينغن Advice Centre Thuringia
  • مركز المشورة برلين Advice Centre Berlin

يهدف فريق الاستشارات إلى نزع التطرف من المتطرفين والمعرضين لخطر التطرف من خلال مناهج التوعية وتقديم المشورة والدعم والتدريب الخاص للشباب المعرضين للتطرف. كذلك تأهيل المتطرفين بعد الخروج من السجن، وتقديم نصائح لأفراد الأسرة، وتقديم الدعم والتأهيل النفسي والتثقيف السياسي الوقائي في المدارس، وتدريب المهنيين للتعرف على التطرف والتعامل معه.

مشروع” PrEval” للوقاية من التطرف

يضم مشروع” PrEval” للوقاية من التطرف مناهج متعددة الأساليب لتقييم أثر التطرف وضمان الوقاية من التطرف، ويهدف إلى تطوير أليات نزع التطرف من خلال التحليل، والرصد ورسم الخرائط ، والدراسات والمؤتمرات . يغطي مشروع” PrEval” للوقاية من التطرف جميع الولايات الألمانية. يمول المشروع من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للداخلية والبناء والمجتمع (BMI) من أكتوبر 2022 إلى سبتمبر 2025، ويُطورالمشروع من قبل معهد البحوث متعددة التخصصات حول الصراع والعنف (IKG).

تدريس التربية الإسلامية ومشروع proRespekt” للوقاية من التطرف

اعتمدت الحكومة الألمانية خطة تهدف إلى التوسع في حصص تدريس الدين الإسلامي بمدارسها منذ عام 2019. شملت الخطة الألمانية مدارس التدريب المهني، إضافة إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة. وذلك من خلال التوسع في تدريس التربية الإسلامية بالمدارس باللغة الألمانية، من خلال إشراف رسمي، ومعلمي دين مسلمين تم تأهيلهم بالجامعات الألمانية. وتُقدم حصص تدريس الدين الإسلامي في مدارس (10) ولايات ألمانية، هي: “برلين وهامبورغ وشمال الراين وبريمن وهيسن وسكسونيا السفلى وبادن فورتمبرغ وبافاريا والسار وشليزفيغ هولشتاين”.

يهدف برنامج ولاية برلين “ProRespekt” لتنمية قدرات الأطفال والمراهقين وإنشاء بيئة تعليمية تقديرية وآمنة لتلاميذها. من خلال برنامج ولاية برلين “ProRespekt” تتلقى المدارس الدعم في تحديد وتنفيذ متطلباتها الفردية وخطط التنمية لمنع التطرف. كذلك يُعين مدرب واحد أو اثنين من المدربين المحترفين لكل مدرسة. يساعد المدربون التلاميذ على تطوير مهارات التعامل، كذلك من خلال البرنامج يساهم المنسقون في إشراك الآباء في تعزيز نقاط القوة لدى التلاميذ وتحسين مشاركتهم بفاعلية للوقاية من التطرف.

مشروع نزع التطرف داخل السجون “Deradicalisation in prison”

عززت ألمانيا من برامجها لمحاربة التطرف في السجون الألمانية، حيث يوجد في الولايات الألمانية الـ (16) برامج للوقاية من التطرف. يعرض موظفو “شبكة الوقاية من العنف” داخل السجون المساعدة حيث يلتقون بجماعات وأفراد متطرفة وفي الحالات الصعبة تكون لهم جلسات انفرادية خاصة مع الشخص المعني. أما الهدف من ذلك فهو تمكينه بالأساس من التعرف على النكسات في حياته وإدراكه لسبب تعرضّه في لحظة معينة لاعتناقه اليديولوجية المتطرفة.مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ ما حجم تهديد “السلفية الجهادية”؟

مشروع CROSSROADS” ومشروع Evoluo” للوقاية من التطرف

يقدم مشروع الاستشارة والتدخل المتمركز في برلين “Crossroads” تدابير لمنع التطرف لدى الشباب من خلال مخاطبة الشباب المعرضين لخطر التطرف. يمول المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) مشروع “Evoluo”. يدعم مشروع “Evoluo” التواصل بين المستشارين في مجال التطرف الإسلاموي والأطباء، وسعى مشروع “Evoluo” إلى تحقيق عدة أهداف منها رفع مستوى الوعي بالضغوط النفسية والاضطرابات المتعلقة بالتطرف.

برنامج الوقاية “المرشد” و “هاتف” و “التماسك المجتمعي من خلال المشارك”

أطلق برنامج الوقاية “المرشد” عام 20140 يحتوي برنامج الوقاية “المرشد”على تطبيقات رقمية تتيح للمتضررين وأسرهم والمدارس ومؤسسات أخرى الحصول على معلومات تخص هذا الأمر في أي وقت، كذلك الاتصال بمستشار عبر الدردشة. تقول “سوزانا شروتر” الخبيرة الألمانية في محاربة التطرف أن برامج الوقاية التي تهدف إلى حماية الشباب المسلم من التطرف لا تحقق النجاح المنشود في أغلب الأحيان. عند النظر إلى الإحصائيات يتعين القول إن التوجه نحو التيارات الإسلاموية التي تتبنى العنف لم ينقطع”. وأضافت شروتر أنه لا يوجد ضعف ملحوظ في التطرف الإسلاموي في أي دولة من الدول التي تعتزم طرح برامجها الوقائية “. ملف: الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ مساعي حكومية للحد من أنشطة الجماعة

أطلق برنامج “هاتف” برنامجاً لإعادة تأهيل أعضاء المتطرفين الإسلاميين، و يعتبر البرنامج هو الأول من نوعه في أوروبا. يتعهد البرنامج للراغبين في نبذ التطرف بمحاولة إيجاد عمل وسكن جديدين لهم في ألمانيا. ويشمل البرنامج أفراد أسر وأصدقاء أولئك الذي تأثروا بالخطاب المتطرف. ويمكن لهؤلاء الاتصال هاتفياً أو عبر الإنترنت. ويستخدم البرنامج ثلاث لغات هي العربية والتركية والألمانية. تشرف علي برنامج “التماسك المجتمعي من خلال المشارك” وزارة الداخلية، والتي خصصت له ميزانية مالية حوالي (12) مليون يورو.

**

3- مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تبادل المعلومات في مركز برلين (GTAZ) 

تسعى دوائر الاستخبارات الداخلية الألمانية بالحفاظ على صلات وثيقة مع الشركاء الوطنيين والدوليين من أجل حماية الأمن الداخلي من الإرهاب. ولضمان التبادل السريع والمباشر للمعلومات بين وكالات الاستخبارات والشرطة، تم انشاء المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ) بهدف التمكن من الكشف المبكر عن الأخطار والوقاية منها.

المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ) في ألمانيا

تم إنشاء المركز المشترك لمكافحة الإرهاب في برلين في عام 2004 لضمان التبادل السريع والمباشر للمعلومات بين المؤسسات والجهات الفاعلة في مجال الاستخبارات والشرطة داخل ألمانيا. تم إنشاء المؤسسة على خلفية تزايد التهديد من قبل الإرهاب الإسلاموي بعد الهجمات الإرهابية التي نفذتها “القاعدة” في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

والهدف الرئيسي للمركز المشترك لمكافحة الإرهاب هو تعزيز التعاون الوطني فيما بين الوكالات وتكثيف التعاون مع ممثلي أجهزة إنفاذ القانون من أجل التمكين من الكشف المبكر عن الأخطار والوقاية منها.

وتقع مسؤولية الإدارة المشتركة للمركز على عاتق المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية والمكتب الاتحادي لحماية الدستور ودائرة الاستخبارات الاتحادية. ليس لديها حكم مستقل ولا قانون خاص. وبدلاً من ذلك، تتخذ كل سلطة من السلطات المعنية تدابيرها في حدود اختصاصها وفي إطار القوانين المنطبقة عليها. وعلى خلفية متطلبات الفصل، تم إنشاء منصتي عمل منفصلتين لهذا الغرض:

  1. مركز المعلومات والتحليل التابع لجهاز المخابرات (NIAS) الملحق بالمكتب الاتحادي لحماية الدستور
  2. معلومات الشرطة ومركز التحليل (PIAS) الملحق بالمكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية.

ومن خلالهما يجمع (GTAZ)خبراء مكافحة الإرهاب التابعين لما مجموعه (40) سلطة فيدرالية وسلطات الولايات معاً، وهي:

  • مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية
  • المكتب الاتحادي لحماية الدستور
  • خدمة المخابرات الفيدرالية
  • الشرطة الاتحادية
  • المكتب الفدرالي لخدمة مكافحة التجسس العسكري
  • المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين
  • مدعي عام
  • مكتب الجمارك والشرطة الجنائية
  • (16) هيئة حكومية لحماية الدستور
  • (16) مكاتب للشرطة الجنائية بالولاية

تبادل المعلومات في مركز برلين (GTAZ)

مفتاح النجاح في مكافحة الإرهاب والتطرف يكمن في التعاون المنظم بذكاء بين مختلف الجهات الفاعلة في الشرطة والاستخبارات. ولذلك، يجتمع خبراء مكافحة الإرهاب للهيئات الأمنية إما يومياً أو على فترات زمنية محددة أخرى، ويتبادلون المعلومات والتقييمات، ويتفقون على التخطيط المشترك والتقييمات والسلوكيات. ويتعين وضع “نهج شامل للرقابة” من أجل الاشتراك في إعداد أو اتخاذ قرار بشأن التدابير التشغيلية للسلطات المختصة المعنية. وتحقيقاً لهذه الغاية، تشارك السلطات الداخلية والقضائية والسلطات الأجنبية والسلطات الاجتماعية وسلطات التسجيل ودوائر الاستخبارات من أجل التمكن من العمل بأسرع ما يمكن ومركزياً.

تتبادل السلطات الأمنية ومن خلال لجان المركز المشترك لمكافحة الإرهاب بانتظام المعلومات حول التهديدات الحالية والأفراد الإسلاميين الجهاديين. بالإضافة إلى الإحاطة اليومية، هناك مجموعات عمل مختلفة. في إحداها، على سبيل المثال، تتم مناقشة وضع الإقامة للتهديدات الأجنبية الفردية وإمكانيات ترحيلهم. ويشارك أيضا المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (Bamf). وقد يكون أحد أسباب مثل هذا التجمع الإفراج الوشيك عن إسلامي مصنف على أنه خطير بشكل خاص من السجن. مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ أهمية تبادل المعلومات

ويتم التعاون في سبع مجموعات عمل:

  1. موجز الوضع اليومي
  2. تقييمات المخاطر
  3. التبادل التشغيلي للمعلومات (أحد المجالات الأساسية في GTAZ)
  4. تقييم الحالة
  5. التحليل الهيكلي
  6. التقييم من “إمكانات إرهابية إسلامية”
  7. قانون الأحوال الشخصية / قانون الإقامة التدابير المصاحبة

قدرة مركز برلين (GTAZ) على مكافحة الإرهاب

أثبتت العديد من مشاريع الهجمات التي تم منعها بشكل مشترك في السنوات الأخيرة بشكل متكرر وظائف وأداء GTAZ وأكدت على أهمية النظام الأساسي لهندسة الأمن الألمانية. فمنذ تأسيس GTAZ في عام 2004، حتى منتصف 2022 تم منع (21) هجوماً.

زارت وزيرة الداخلية الألمانية الاتحادية نانسي فايسر المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ) التابع للحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في برلين في 20 يوليو 2022. وأشادت نانسي فايسر بـ “العمل الشبكي العظيم” وتقول إنه “أهم لبنة” في الحرب ضد الإرهاب الإسلامي.

تلقى المركز المشترك لمكافحة الإرهاب، في المقابل، العديد من الانتقادات حول أدائه وصلت لحد مناقشات تقييم عمله في البرلمان الألماني  البوندستاغ ، بعد فشله في رصد بعض الهجمات الإرهابية، إذ لم يتم منع (11) هجوماً بدوافع إسلامية في ألمانيا منذ عام 2004.

شهد المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ) أحلك ساعاته في 19 ديسمبر 2016، عندما دهس أنيس عمري شاحنة مسروقة الحشد في سوق عيد الميلاد في ساحة بريتشايد بلاتز في برلين. ولقي (60) شخصاً مصرعهم. الإشكالية تمثلت بأن اسم القاتل كان معروفاً جيداً في (GTAZ)، وكان مصنف على أنه ” تهديد”، وهي الطريقة التي يشير بها مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية (BKA) إلى الأشخاص الذين يثق بهم لتنفيذ هجوم في أي وقت.

يفسر المحامي أولف بورماير رئيس جمعية الحريات المدنية (GFF)، سبب عدم تمكن (GTAZ) من منع بعض الهجمات الإرهابية ، قائلاً: “تداخل الاختصاصات والمسؤوليات ينطوي على مساوئ كبيرة للوقاية من الأخطار”. أدت المسؤوليات المتعددة للشرطة والأجهزة السرية إلى “نشر منهجي للمعلومات”. ويختصرها بمثل عامي: “العديد من الطهاة يفسدون المرق!”

وكشف خبير الإرهاب بيتر نيومان إلى أنه في كل خطة إرهابية تقريباً تم الكشف عنها في السنوات الأخيرة، جاء الدليل الحاسم من أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وأضاف في 8 يناير2023: “لا تزال ألمانيا تعتمد اعتماداً كبيراً على أجهزة الاستخبارات الأمريكية في مكافحة الإرهاب في الداخل.”

ودعا المتحدث باسم السياسة الداخلية للمجموعة البرلمانية (الحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) ، ألكسندر ثروم إلى مزيد من الصلاحيات لمكتب حماية الدستور. وقال في مايو 2022: “لا يمكن منع كل خطة هجوم إسلامية ثانية إلا على أساس معلومات مهمة من أجهزة المخابرات الأجنبية. يجب أن ينبه ذلك وزيرة الداخلية ويدفعها إلى التحرك على الفور”. مركز برلين المشترك لمكافحة الإرهاب GTAZ، نموذج في مكافحة الإرهاب

البحث عن أساس قانوني جديد

يسعى الائتلاف بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر والحزب الديمقراطي الحر تنظيم عمل المركز على أساس قانوني جديد وتحديد المسؤوليات بشكل أكثر وضوحاً ومن المخطط أن يقرر مجلس الوزراء اقتراحاً مماثلاً.  أشار السياسي المحلي للحزب الديمقراطي الحر كونستانتين كوهلي إلى أن الشروط الإطارية الملزمة قانوناً لـ (GTAZ) والمراكز الأخرى هي مسألة معقدة يجب تنسيقها مع الولايات، لذلك، “يجب أن يتم البدأ بتطوير النقاط الرئيسية للإصلاح المخطط له.. لكن الوزير المسؤول ربما لا يرى نفس الإلحاح مثل الحزب الديمقراطي الحر”.

وفقاً لمصادر أمنية، كانت هناك بعض التغييرات في (GTAZ)  منذ الهجوم على ساحة بريتشايد بلاتز في برلين، على سبيل المثال ، تعريف أفضل للمسؤوليات الواضحة للحالات الفردية وتنسيق أوثق للتدابير التشغيلية. في غضون ذلك، يتم الاحتفاظ أيضا بمحاضر مفصلة في الاجتماعات. الاستخبارات الألمانية، تقييم القدرات والصلاحيات. جاسم محمد

**

4- مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية

مرت سياسات الحكومة الألمانية بشأن مكافحة مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية المتطرفة بمراحل عدة، منذ ظهور جماعة الإخوان في ألمانيا في خمسينيات القرن الماضي، حيث لم تولي الحكومة الألمانية اهتماماً كبيراً بتجفيف مصادر تمويل هذه الجماعات المتطرفة وشددت الرقابة على طبيعة مصادر هذه الأموال، خاصة وأن جماعة الإخوان والجماعات الإسلاموية المتطرفة الأخرى تمكنت من تكوين شبكة علاقات قوية مع جمعيات خيرية داخل وخارج ألمانيا، سمحت لها ببناء اقتصاد قوي وتكوين شبكة مصادر تمويل مستترة خلف هذه الجمعيات، لذا كثفت ألمانيا في الثلاث سنوات الأخيرة من إجراءات تتبع تمويل الجماعات الإسلاموية المتطرفة بتقارير استخباراتية وطلبات إحاطة برلمانية، ما يعني تضييق الخناق نوعاً ما على أنشطة هذه الجماعات.

أهمية التمويل الخارجي للجماعات المتطرفة في ألمانيا

حرصت الجماعات الإسلاموية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، على تشكيل شبكة علاقات مع منظمة الجالية الإسلامية في ألمانيا والتجمع الإسلامي والاتحاد الإسلامي التركي، بهدف الحصول على أموال تحت غطاء العمل الخيري ودعم الجالية المسلمة في ألمانيا.

استغلت الجمعيات ذات الصلة بجماعة الإخوان علاقاتها بالأوساط السياسية، وتصدير صورة بأنها الوسيط بين المؤسسات الحكومية والجالية المسلمة، حتى تتمكن من الحصول على مزيد من التمويلات الحكومية، وعلى عكس ما تروج له هذه الجماعات تم توظيف هذه الأموال في نشر التطرف والدعوة ضد اندماج الجالية في المجتمع.

تستند الشبكات المتطرفة ذات الصلة بتنظيم ” داعش” على التبرعات الخارجية والتمويل بهدف توسيع أنشطتها المتطرفة وتجنيد عناصر لصفوفها في ألمانيا، وتدخل هذه الأموال تحت ستار تمويل أنشطة مجتمعية وثقافية بهدف دعم الأشخاص والكيانات المتطرفة وتنفيذ مخططات إرهابية.ملف: الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ مساعي حكومية للحد من أنشطة الجماعة

الجمعيات التي تحصل على تمويل

تتضمن ألمانيا نحو (960) مسجداً ومركزاً أغلبهم يعملون تحت مظلة الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية ( ديتيب DITIB)، ما يزيد المخاوف من دور التمويل الخارجي في  دعم بعض الجمعيات ذات الصلة بالجماعات الإسلاموية المتطرفة.

تمكنت الجمعيات والمراكز الإسلامية بعلاقاتها مع بعض السياسيين الألمان والمسؤولين بالاتحاد الأوروبي، في الحصول على حوالي (80) مليون يورو كأموال لدعم أعمالهم التنموية والخيرية، إذ أصبح حي ” ويدينج” في ألمانيا المليء بالمتاجر والمساجد والمراكز والجمعيات المرتبطة بالإخوان نقطة التقاء لهم ومصادر لتمويلهم تدريجياً منذ نهاية 2021.

“يورب ترست Europe Trust”

تعد مؤسسة ” يورب ترست ” أداة مهمة ورئيسية في حلقة تمويل جماعة الإخوان في أوروبا بشكل عام وألمانيا على وجه الخصوص، خاصة وأنها تعمل بشكل مستتر تحت غطاء التعاملات المالية والاقتصادية، لاسيما وأنها تروج إلى أنها أهدافها مساعدة المؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية في أوروبا ودعم برامجهم الخيرية، ما سمح لها أن تمتلك نحو (8.5) مليون جنيه إسترليني في شكل أصول عقارية في أوروبا وألمانيا تحديداً.

منظمة الإغاثة الإسلامية

تعد منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا من أكثر الجمعيات المرتبطة بالإخوان، التي تجمع تمويلها من مصادر متعددة من داخل وخارج ألمانيا، وفي 28 يوليو 2022 حصلت الإغاثة الإسلامية العالمية على (400) ألف يورو من المفوضية الأوروبية، بينما حصل فرع الإغاثة الإسلامية في ألمانيا على (340) ألف يورو، ولم يكن هذا الدعم المالي الخارجي الأول لفرع المنظمة في ألمانيا، فقد تحصل على (6.13) مليون يورو في الفترة ما بين عامي 2011 و2015.

جمعية إنسان

تعد منظمة إنسان جماعة ضغط إخوانية، وتربطها علاقة قوية مع “مركز الثقافة والتعليم الإسلامي” في برلين و” الجماعة المسلمة في ألمانيا”، ولكنها تعمل تحت غطاء تحالف “كليم” في ألمانيا ما يسمح لها بتلقي مصادر تمويل متنوعة، حيث تمت الموافقة على منح تحالف “كليم” (287) ألف يورو من أموال الضرائب في ألمانيا خلال عامي 2022 و2023، بهدف دعم عمله في مكافحة العنصرية بعد موافقة وزيرة الدولة لشؤون الاندماج ومفوضة مناهضة العنصرية ريم العابالي رادوفان.

سبق هذا التمويل الحكومي لجمعية إنسان، تمويل آخر بلغ نصف مليون يورو في الفترة ما بين 2010 إلى 2020، وحصلت الجمعية أيضاً على (165) ألف يورو بين عامي 2020 و2021.محاربة التطرف ـ أهمية تجفيف مصادر التمويل

إبراهيم الزيات

يعد إبراهيم الزيات وزير مالية جماعة الإخوان في أوروبا وألمانيا، كونه من أبرز قيادات التنظيم الدولي وتربطه علاقات قوية بمنظمات إخوانية مثل “منظمة الإغاثة الإسلامية” و”الاتحاد الإسلامي التركي”، وتدريجياً أصبح مسؤولاً عن دخول الأموال من خارج أوروبا إلى الجمعيات الإسلاموية المتطرفة هناك.

استغل الزيات نفوذه داخل ” اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” و” المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا” و” المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية” للحصول على أموال تدعم أنشطة جماعة الإخوان في ألمانيا وأوروبا في الفترة ما بين 2017- 2022.

أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في 19 سبتمبر 2022، طرد إبراهيم الزيات وتجريده من جميع مناصبه بالمجلس.

مراحل مراقبة تمويل الجماعات الإسلاموية

انتبهت ألمانيا إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية، بعد رصد نشاط تنظيم ” داعش” في أعقاب ظهوره في سوريا والعراق، وتشكيله شبكات في ألمانيا وأوروبا، الأمر الذي دفع ألمانيا لتشديد الرقابة على مصادر التمويل الأجنبية للجمعيات الخيرية وعلاقاتها بالذئاب المنفردة الذين انتشروا في بعض بلدان أوروبا.

بهزيمة داعش في سوريا في مارس 2019، وعودة بعض المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، تعاونت ألمانيا مع بلدان أوروبا في رصد خريطة توغل الجماعات الإسلاموية المتطرفة في القارة الأوروبية، حيث أصدر البرلمان الأوروبي خريطة مفصلة عن نشاط الإخوان في (10) دول أوروبية وموارد تمويلها، لذا شددت الاستخبارات الألمانية من مراقبة نشاط الجماعات الإسلاموية داخل المجلس المركزي للمسلمين ” ZMD”، وتم تصنيف جميعة ” التجمع الإسلامي الألماني DMG ” جماعة تابعة للإخوان. تدريجياً تعالت أصوات السياسيين والبرلمانيين الألمان في عامي 2021 و2022، بضرورة تتبع مصادر تمويل الجمعيات الخيرية ومراقبة أنشطتها المرتبطة بالإخوان وداعش والقاعدة.  الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل

تدابير حكومية

10 يناير 2022: أصدرت الاستخبارات الألمانية تقريراً عن خطورة استراتيجية جماعة الإخوان المسلمين، واستغلالها للعلاقة مع المراكز الإسلامية للاستفادة من مصادر التمويل.

15 مارس 2022: قدم حزب “البديل من أجل ألمانيا” للبوندستاغ مشروع قرار يستهدف تشديد الرقابة على مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية وتجفيف مصادر تمويل جماعة الإخوان.

11 أبريل 2022: طالبت بعض الأحزاب الألمانية داخل البرلمان، بتجفيف مصادر التمويل لجمعية ” إنسان” المرتبكة بالإخوان والخاضعة لرقابة هيئة الاستخبارات.

22 أبريل 2022: نافش البرلمان الألماني مشروع القرار المقدم من حزب البديل، ويستهدف تخصيص نحو ثلث أموال الميزانية الاتحادية لمحاربة مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية، ومتابعة التبرعات المالية من داخل وخارج ألمانيا للجمعيات والمراكز الإسلاموية، وطبيعة الأموال التي تتحصل عليها هذه الجمعيات من الضرائب والهبات الأجنبية والأصول العقارية.

9 يونيو 2022: نشر البرلمان الألماني وثيقة عن علاقة بعض الجماعات الإسلاموية بداعمين وممولين من داخل بعض المؤسسات الحكومية.

14 يونيو 2022: شددت الحكومة الألمانية على خطتها، في مكافحة مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية مع منح المؤسسات الأمنية والاستخباراتية صلاحيات أوسع لتحسين أداء سجل الشفافية المالي الألماني ومراقبة التدفقات المالية المشبوهة.

25 سبتمبر 2022: كشفت الاستخبارات عن وجود تمويل خارجي لمركز ومسجد “دار السلام” بألمانيا وعلاقته بتنظيم الإخوان بالخارج.

24 أكتوبر 2022: كشفت الحكومة الألمانية عن تلقي تحالف كليم الذي يضم جمعية إنسان (960) ألف يورو من وزارة شؤون الأسرة ما بين عامي 2020 و2021، و (70) ألف يورو خلال 2021 من وزارة الداخلية، ونحو (55) ألف يورو في 2022 من مفوض الحكومة الاتحادية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج.

31 مايو 2023: ألقت السلطات الألمانية القبض على (7) أشخاص أغلبهم يحملون الجنسية الألمانية، بتهمة جمع تبرعات وإرسالها لخلايا تنظيم داعش في سوريا، وجمعت حوالي (65) ألف يورو عبر منصة ” تليجرام” ونقلتها لداخل سوريا.

7 يوليو 2023: أكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، على استمرار الجهود في مكافحة مصادر تمويل الجماعات المتطرفة، مشددة على أهمية حرمان الجماعات الإسلاموية من مصادرها المالية، عبر تنسيق العمل بين الأجهزة الأمنية والدول الأوروبية أيضاً.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– شهدت الجماعات الإسلاموية المتطرفة في ألمانيا تصاعدا خصوصا بين الشباب الألمان من اللاجئين والمهاجرين، ما أثار قلق الأجهزة الاستخبارية والأمنية الألمانية.

– لم تشهد ألمانيا خلال عام 2022 و 2023 هجمات ارهابية معقدة.  كانت في الغالب على غرار “الذئاب المنفردة” ومحدودة.

– تنامى عدد المنتمين للجماعات الإسلاموية المتطرفة في ألمانيا معظمهم يُصنفون بالخطيرين أمنياً، هذا يعني أنهم منفذون محتملون لعمليات “إرهابية” داخل ألمانيا ولديهم قدرات على التخطيط لهجمات إرهابية معقدة.

– لا يزال مخاطر الجماعات الإسلاموية المتطرفة داخل السجون الألمانية كبيرة فهناك خلايا نائمة” نشأت داخل السجون، تضم أفراد مرتبطين بـ”داعش” والقاعدة” تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية.

– تعد الجماعات الإسلاموية المتطرفة محدودة وغير واسعة لكن لايمكن التكهن بها خاصة عمليات الذئاب المنفردة مثل الطعن بالسكين تبقى خارج التكهنات. فبات متوقعاً أن تنسق الحكومة الألمانية العمل بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية وتطوير التشريعات القانونية للحد من هذه التهديدات وإحباط العمليات الإرهابية وتعزيز دور السلطات الاتحادية في منع الهجمات.

**

– تعتمد الاستراتيجية الألمانية على جميع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى الولايات لصياغة برامج لمنع التطرف وتعزيز الديمقراطية. كما أن البرامج الوقائية لمحاربة التطرف تعد مهمة للغاية كونها تعزز التماسك المجتمعي.

– تأخذ تلك البرامج في الاعتبار التحديات والتهديدات التي يفرضها التطرف الإسلاموي على ألمانيا حيث لا تشمل تلك البرامج فقط نزع التطرف داخل المجتمع والأسرة والبيئة الاجتماعية، ولكن أيضاً المؤسسات التعليمية و المساجد والمؤسسات الحكومية، فضلاًً عن الوقاية من التطرف على الإنترنت.

– لا يزال النقاش مستمر في ألمانيا حول أفضل الأساليب للوقاية من التطرف وإعادة دمج المتطرفين والمقاتلين الأجانب العائدين، وقد بدأت المؤسسات البحثية المحلية في المشاركة في البحوث المتعلقة بمكافحة التطرف.

– لم تأت البرامج التي اعتمدتها الحكومة الألمانية بنتائج إيجايبة على أرض الواقع، كما أنه من الصعب قياس فعالية برامج نزع التطرف والاندماج المجتمعي في ألمانيا كون أن هذه البرامج لها متطلبات تقييم إلزامية.

– بات متوقعاً أن تعزز الحكومة الألمانية من الاستراتيجيات والتدابير المتعلقة بالوقاية من التطرف بأشكاله المختلف خارج الإطار الأمني. ومن المرجح أن تتجه الجكومة الألمانية إلى اتخاذ أليات وبرامج جديدة وتزيد من تطوير وتدريب العاملين في مختلف القطاعات والمؤسسات على الوقاية من التطرف.

**

– يعد التعاون بين المؤسسات والجهات الفاعلة في مجال الاستخبارات والشرطة أمراً ضروريًا لمكافحة الإرهاب بنجاح.  ويعد تبادل المعلومات أمراً ضرورياً لمقاضاة العناصر المتطرفة. ومن خلال تبادل الأدلة والمعلومات الاستخباراتية، يمكن لوكالات إنفاذ القانون بناء قضايا أقوى ضد الأفراد المشتبه بتورطهم في الإرهاب.

– الأهم في عمل الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ان لا يكون هناك تقاطع في المهام، ويكون هناك تعاون، يمكن المؤسسات كافة من توظيف المعلومات إلى صناع القرار، وهذا يعني إن وحدات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في داخل الاتحاد الفيدرالي، تحتاج إلى ان تعمل داخل مجمع استخبارات.

– زادت ألمانيا تدريجياً من قدراتها في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، وطورت ترسانة من الهيئات والأدوات لمواجهة التهديدات الأمنية، أبرزها المركز المشترك لمكافحة الإرهاب (GTAZ).

– أستطاع المركز المشترك لمكافحة الإرهاب خلق ” ثقافة ثقة أمنية واستخباراتية ” بين الجميع، من أجل التمّكن من تحديد التهديدات توقعها و احتوائها والتصدي لها في مرحلة مبكرة ومن خلال اعتماده على تكثيف التعاون والتنسيق بين الوكالات و ممثلي سلطات إنفاذ القانون، استطاع.

– بالرغم من الانتقادات التي طالت عمل مركز برلين لمكافحة الإرهاب، أظهرت حالات مختلفة، من قبيل التحقيقات الناجحة التي أدت إلى منع وقوع هجوم إرهابي في ألمانيا، أن هياكل المركز المشترك لمكافحة الإرهاب ووحدة تحليل المعلومات الاستخباراتية تعمل بشكل جيد وتتسم بالكفاءة.

– مستقبل تبادل المعلومات الاستخباراتية في ألمانيا من المرجح أن يكون أقوى وليس أضعف. غالباً ما تخلق الأزمات فرصا لسياسات أكثر تطلعاً وتكاملاً. وفي الوقت نفسه، من المرجح أيضاً أن يتطلب التحدي المتمثل في مكافحة الإرهاب الفعالة مزيداً من تبادل المعلومات المجتمع المدني. ومع ذلك، في مثل هذا المجال السري للغاية، لا يوجد مجال كبير لمشاركة كافة المعلومات العامة، وهذا يحد من قدرة السياسات التي تهدف إلى منع التطرف والتجنيد للإرهاب.

– من الأفضل للمركز المشترك لمكافحة الإرهاب أن يكون أكثر انفتاحاً بقليل فيما يتعلق بالمهام والأنشطة التي يقوم بها، تفادياً للانتقادات المتكررة من طرف منظمات وشخصيات حقوقية ألمانية.

– في حين أن التعاون الاستخباراتي أمر بالغ الأهمية في الحرب ضد الإرهاب، فمن المهم الموازنة بين الاحتياجات الأمنية والحقوق الفردية والمخاوف المتعلقة بالخصوصية. لذلك، يجب إجراء أي تعاون استخباراتي وفقًا للقوانين واللوائح ذات الصلة، ومع وجود ضمانات مناسبة لحماية الحقوق الفردية.

– من المهم العمل على توسيع خبرة المركز المشترك لمكافحة الإرهاب لتشمل باقي دول أوروبا والدول التي يعتبر مواطنوها تهديداً ارهابياً محتملاً.

– ضرورة زيادة التنسيق بين المركز المشترك لمكافحة الإرهاب وباقي المراكز والوحدات الاستخباراتية التابعة للاتحاد الأوروبي.

**

– يعد التمويل عنصراً أساسياً في استراتيجية الجماعات الإسلاموية المتطرفة، بهدف استقطاب عناصر جديدة لصفوفها ونشر أفكارها في المجتمع الألماني، لذا تعتمد هذه الجماعات على مصادر تمويل وراء ستار العمل التنموي والخيري هرباً من الإجراءات الأمنية المشددة.

– تمكنت الجماعات الإسلاموية في ألمانيا، من استغلال القانون والدستور الألماني الذي ينص على المساواة بين جميع الجاليات ومنح الجمعيات الإسلامية مسؤولية دعم اندماج المسلمين في المجتمع، في الحصول على التمويل من مؤسسات حكومية عبر تصدير صورة غير صحيحة عن أنشطتها وعملها.

– تكمن خطورة الأموال التي تتحصل عليها الجماعات الإسلاموية من داخل وخارج ألمانيا، في صعوبة تحديد المصادر وعلاقاتها المتشعبة ببعض السياسيين والجمعيات والمراكز الإسلامية، إضافة إلى بعض الكيانات الاقتصادية المشهورة التي يعود عملها لعشرات السنوات.

– مثلت هجمات 11 سبتمبر نقطة تحول رئيسية في سياسات الحكومة الألمانية، لتتبع مصادر تمويل الجماعات الإسلاموية مثل تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، ما ساهم في كشف بعض الكيانات الاقتصادية الكبرى ذات الصلة بهذه الجماعات الإسلاموية.

– سياسات ألمانيا تجاه مكافحة مصادر التمويل أخذت منحى جديد، مع ظهور داعش والكشف عن تكوين شبكات تمويل عبر أوروبا وآسيا، لذا شددت الاستخبارات من جهودها في تجفيف منابع هذه الجماعات.

– تعاطي ألمانيا الراهن مع تتبع أموال الإخوان وداعش والقاعدة، يعد ترجمة للتحول السياسي العام في التعامل مع أنشطة الجماعات الإسلاموية، خاصة بعد التحقق من اختراق هذه الجماعات لمؤسسات حكومية ومجتمعية ودينية، ما ساهم في تضييق الخناق على مصادر التمويل واتخاذ بعض الجمعيات والمراكز الإسلامية إجراءات مشددة ضد العناصر الإخوانية الموجودة بداخلها.

– المطالبات البرلمانية بحل بعض الجمعيات ذات الصلة بالإخوان، وتقديم مشاريع لتتبع أموال الجماعات الإسلاموية المتطرفة، تمثل خطوة جادة في إمكانية إقرار قوانين أكثر صرامة ضد أنشطة الإخوان وداعش بألمانيا.

– تواجه الإجراءات الحكومية ضد مصادر تمويل هذه الجماعات، عقبات تتعلق بضرورة توافر أدلة قانونية دقيقة لإثبات مصادر الأموال، وتقاطع مصالح هذه الجماعات مع بعض السياسيين والجمعيات والمراكز الإسلامية.

– بات من المتوقع أن تلجأ هذه الجماعات إلى مصادر تمويل جديدة، والاعتماد على شخصيات وجمعيات بعيدة تماماً عن الصورة والرقابة الأمنية، لذا ينبغي على ألمانيا الانتباه إلى محاولات هذه الجماعات في تغيير سياساتها في الحصول على تمويل خارجي.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=89329

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Is Islamist terror a threat to Germany?
https://tinyurl.com/mr2nsezw

Nine arrested in Germany and Netherlands over Islamist terrorist fears
https://tinyurl.com/4wazvjez

Germany: Federal prosecutor takes over probe into gym attack
https://tinyurl.com/3v8fnzkv

ألمانيا – اعتقال شقيقين سوريين يشتبه في تخطيطهما لتفجير بدافع “جهادي”
https://tinyurl.com/2s4rpmdb

“ضربة مهمة للإرهاب الإسلاموي”.. ألمانيا تفكيك خلية خططت لتفجيرات
https://tinyurl.com/yc9u56wk

ألمانيا- حملة مداهمات ضد شبكة يُشتبه في تمويلها لتنظيم داعش.
https://tinyurl.com/vrss87k4

**

Violence Prevention Network
https://violence-prevention-network.de/

Islamismus und Salafismus
https://tinyurl.com/mvyuv569

PrEval: Improving Violent Extremism Prevention Through Evaluation
https://tinyurl.com/27vmtyd9

Mapping and Monitoring of Evaluation Capacities PrEval Platform
https://tinyurl.com/5n8yrhey

تقرير: الإرهاب الإسلاموي لا يزال يشكل خطرا على ألمانيا
https://tinyurl.com/5yey8zjw

**

Gemeinsames Extremismus- und Terrorismusabwehr¬zentrum (GETZ)
https://n9.cl/1m400

Faeser besucht Gemeinsames Terrorabwehrzentrum
https://n9.cl/ruil7

Kampf gegen Terror: Wo steht Deutschland?
https://n9.cl/3uek0

Faeser will Arbeit des Terrorabwehrzentrums nicht antasten
https://n9.cl/7bxfw

Terrorexperte: Deutschland abhängig von US-Geheimdiensten
https://n9.cl/6wsh9

**

وزيرة داخلية ألمانيا تدعو لتجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية
https://bit.ly/3DnpH6L

Germany’s Evolving Counter-Extremism Policy Towards the Muslim Brotherhood
https://bit.ly/3QTENWa

وثيقة البرلمان الألماني 20/2171
https://bit.ly/3QODt78

German intelligence reveals the Muslim Brotherhood funding sources
https://bit.ly/3waVULp

The Muslim Brotherhood: Strategies and Approaches in Germany
https://bit.ly/3PAD7zY

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...