إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “3”
تبذل الدول الأوروبية وشركات التواصل الإجتماعى جهودا حثيثة لمنع التضليل المعلوماتى عن وباء “كورونا” المستجد على الفضاء الإلكترونى. فى الوقت الذى تنامت فيه دعوات الجماعات المتطرفة سواء الإسلاموية أو اليمينية لتنفيذ هجمات إرهابية. بالإضافة إلى الهجمات الإلكترونية التى أدت إلى اختراق الحواسيب والمنظمات والبنى التحتية .
استغلال الجماعات المتطرفة فيروس كورونا
حذرت مجلة “فورين بوليسي” فى 28 مارس 2020 من أن العزل الصحي الذاتي قد يكبح جماح فيروس كورونا، إلا أنه سيذكي شدة التطرف في العالم.وذكرت المجلة -في مقال لنيكيتا مالك مديرة مركز التطرف والإرهاب بجمعية هنري جاكسون في لندن- أن الإسلاميين المتطرفين وجماعات اليمين المتطرف يستغلون حالة الارتباك والخوف المستشرية على نطاق واسع لنشر الكراهية. وسارع “المتطرفون والإرهابيون” لاقتناص الفرصة ليتواصلوا مع جمهور آخر غير الذي درجوا على الوصول إليهم.
دعا تنظيم “داعش” وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 28 مارس 2020 عناصره لتنفيذ “ضربات خاطفة” في الدول بأي سلاح مُتاح، قد تكون خسائرها أقل؛ لكنها قد تُحدث دوياً في الدول، لتأكيد أن التنظيم ما زال لديه القدرة على تنفيذ عمليات رغم الخسائر. ورصدت دراسة أخيرة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف تداول التنظيم تعليمات لعناصره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بالادعاء بأن الفيروس يمثل عقابا من الله. ويرى التنظيم أن السبيل الوحيد للخلاص من الفيروس، والقضاء عليه، هو تنفيذ العمليات الإرهابية، ولو بأبسط الوسائل المتاحة.
استغلال أزمة ” كورونا” فى قرصنة البيانات وسرقة الملفات
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّها على علم “بالرسائل الإلكترونية المريبة التي تهدف إلى الاستفادة من حالة الطوارئ التي تحيط بانتشار فيروس كورونا المستجد الذي بدأ عام 2019″. وبرزت تقارير عن رسائل إلكترونية تزعم بشكل خاطئ أنّ مصدرها موظفو منظمة الصحة العالمية، ويطلبون فيها من المتلقين تزويدهم بمعلومات حساسة أو النقر على روابط خبيثة . وفقا لـ”اندبندنت عربية” فى 9 مارس 2020
اكتشف خبراء في الأمن السيبراني أن الهاكرز يقومون بتوزيع رسائل البريد الإلكتروني، مفخخة بسلالة من البرامج الخبيثة، وكأنها نشرات توعية حول فيروس كورونا. حيث تحفز نصوص الرسائل على فتح ملف مرفق لمعرفة المزيد عن الفيروس. وتتيح الملفات المرفقة للهاكرز الولوج إلى كمبيوتر الضحية، وبالتالي قرصنة البيانات الشخصية، وإصابة أجهزة الكمبيوتر بفيروسات تصيبها بالعطب.
ويشير محلل شركة Kaspersky”أنتون إيفانوف” إلى أنه ” تم رصد عشرة ملفات مفخخة، ولكن نظرًا لأن هذا النوع من النشاط منتشر مستغلا الموضوعات الساخنة التي تتداولها وسائل الإعلام ، فإن عدد ملفات الفيروسات مرشحة للزيادة بشكل مضطرد. وفقا لـ”العربية” فى 9 مارس 2020.
أكد “ألكسندر أوربيليس” خبير الأمن السيبراني أن مجموعة من القراصنة الذين كان يتابعهم قامت بتنشيط موقع ضار يحاكي نظام البريد الإلكتروني الداخلي لمنظمة الصحة العالمية. يشتبه في إنهم مجموعة من القراصنة التي تقوم بعمليات التجسس منذ 2007، والتي تعرف باسم “DarkHotel.” وكانت منظمة الصحة العالمية نشرت تنبيهاً فى فبراير 2020، تحذر من محاولة قراصنة اختراق المنظمة، لسرقة الأموال والمعلومات الخاصة بها.
دور وحدة مكافحة التضليل الإعلامي الأوروبية فى محاربة “كورونا”
تمكنت وحدة مكافحة التضليل الإعلامي التي أنشأها الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي، من تحديد مصدر بعض المعلومات المضللة.و يقول الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي إن “وسائل الإعلام الموالية للكرملين لا تبدو مصدر التضليل بحدّ ذاته. فهي لا تقوم إلا بتضخيم النظريات التي لديها مصدر آخر، مثلاً الصين أو إيران أو اليمين المتطرف الأمريكي. ويسمح هذا التكتيك لهم بتفادي اتهامهم بأنهم خلقوا المعلومات المضللة، بحجة أنهم لا يفعلون سوى نقل ما يقوله أخرون”. وفقا لـ”يورونيوز” فى 18 مارس 2020 .
وطالب الاتحاد الأوروبي منصات البث عبر الإنترنت، إلى التوقف عن عرض الفيديو بدقة عالية لمنع الإنترنت من الانهيار تحت ضغط الاستخدام غير المسبوق بسبب جائحة فيروس كورونا. حيث يشعر مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالقلق من الضغط الهائل على النطاق الترددي للإنترنت. ودعا الأشخاص والشركات إلى عدم التوجه إلى استخدام الفيديوهات بجودة (HD )، من أجل تأمين الوصول إلى الإنترنت للجميع.
سياسات الفيسبوك وجوجل ويوتيوب فى مواجهة المعلومات المضللة
ذكرت شركة إنستغرام، أنها إلى جانب إزالة المحتوى غير الموثوق المرتبط بوباء كورونا، فإنها ستخفض أيضا مرتبة المحتوى الذي يصنفه مدققو الحقائق من جهات خارجية على أنه كاذب، وذلك في الصفحة الرئيسية والقصص. وتأتي هذه الخطوة من إنستغرام في أعقاب إعلان تويتر منع المستخدمين من نشر معلومات مضللة عن فيروس كورونا المستجد، مثل إنكار إرشادات الخبراء، وتشجيع العلاجات المزيفة، مشددة بذلك قواعدها التي توصف عادة بأنها متهاونة مع المستخدمين وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 25 مارس 2020.
نشر كل من “فيسبوك” و”غوغل” و”مايكروسوفت” و”تويتر” و”يوتيوب” و”لينكد إن” و”ريدت” بيانا فى 17 مارس 2020 وفقا لـ”روسيا اليوم” ، لتعزيز الجهود بشأن مكافحة المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا. وتحد “فيسبوك” إنها تحد من المعلومات الخاطئة والمحتوى الضار حول COVID-19، جزئيا من خلال حظر الإعلانات “التي تهدف إلى إثارة الذعر” أو الاستفادة من الوباء لتعزيز المبيعات.
وتعاونت “غوغل”مع منظمة الصحة العالمية لإطلاق تنبيه ” SOS” مخصص لفيروس كورونا. وقامت “تويتر” أيضا بتمكين موجه بحث يظهر عندما يقوم المستخدمون بالبحث عن فيروس كورونا، وتوجيههم إلى موقع ويب صحي معتمد، مثل هيئة الصحة .
إستخدام الذكاء الاصطناعي في محاربة فيروس كورونا
يُستخدم نظام الذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة بايدو الصينية كاميرات تعتمد على الرؤية الحاسوبية، وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء للتنبؤ بدرجات حرارة الأشخاص في المناطق العامة. ويمكن للنظام فحص ما يصل إلى (200) شخص في الدقيقة الواحدة، واكتشاف درجة حرارتهم في نطاق (0.5 )درجة مئوية، حيث يشير النظام إلى أي شخص لديه درجة حرارة أعلى من (37.3 ) درجة، كما أنه مستخدم الآن في محطة سكة حديد ” Qinghe “ببكين وفقا لـ”العربية” فى 24 مارس 2020.
تتركز بؤر انتشار فيروس كورونا في أوروبا بالمدن الحاوية على موانئ بحرية، تم التوصل إلى هذا الاستنتاج باستخدام الذكاء الاصطناعي، فبعد تحليل التقارير والمعلومات الإعلامية من المصادر الرسمية، لاحظ نظام البحث مخاطر عالية في الموانئ البحرية الكبيرة والمراكز اللوجستية. وصرح “ألكسندر بوتينكو” رئيس مركز أبحاث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة التابع لوزارة الصحة الروسية، عن مدى خطورة انتشار الفيروس في السفن وفقا لـ”سبوتنيك” فى 13 مارس 2020. وأضاف “تنبأ الذكاء الاصطناعي وفقًا لتحليل بيانات انتشار الفيروس، بأن بؤر انتشار الفيروس تتمثل بالموانئ البحرية في أوروبا، وعلى هذا الأساس تعتبر فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والنرويج هي منطقة الخطر الأكبر”.
وفر فيروس كورونا، ظروف مناسبة الى انعاش، القرصنة وفبركة الاخبار والمعلومات على الانترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي. وبدون شك تستغل الجهات المستفيدة من قرصنة المعلومات هذه الازمة، اي ازمة فيروس كورونا، لتنشط من جديد، مستغلة انشغال الحكومات في الجوانب الصحية.تعاملت شركات مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة كورونا بشكل متأخر بعض الشيء، واتخذت منصات التواصل الاجتماعي، وعديد من المواقع الألكترونية مؤخرا إجراءات لمعالجة نشر المعلومات المضللة ولكنها لم تكن كافية حتى الأن. خاصة وأن حجم الحقائق المزيفة والمعلومات المضللة مجهولة المصدر، وضعف وعى مستخدمى الإنترنيت تفوق قدرة تلك الشركات. ماينبغي القيام به هو عدم الانسياق تجاه الشائعات والمعلومات المضللة للتنظيمات المتطرفة خاصة خلال فترة فيروس كورونا.
رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=68064
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
الاتحاد الأوروبي يتّهم روسيا بنشر معلومات مضللة حول مكافحة فيروس كورونا الجديد … يورونيوز
فيروس كورونا.. Netflix تخفض ضغط مستخدميها على الإنترنت في أوروبا … CNN
إنستغرام تحارب كورونا على طريقتها الخاصة … سكاى نيوز عربية
عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي تتعاون لكبح نشر المعلومات الخاطئة عن كورونا … روسيا اليوم
“كورونا”… المصارف تدعو إلى الاستعداد لمواجهة زيادة في الهجمات الإلكترونية… اندبندنت عربية
فيروس كورونا يصيب أجهزة الكمبيوتر أيضا!… العربية
للحصول على معلومات عن كورونا.. قراصنة يحاولون اختراق “الصحة العالمية” … الحرة
لماذا يعتبر الذكاء الاصطناعي الأكثر فاعلية ضد كورونا؟ … العربية