الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما تأثير مجموعة “البريكس” على النظام الدولي؟

مجموعة بريكس
يوليو 12, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

أمن دولي ـ ما تأثير مجموعة “البريكس” على النظام الدولي؟

تعد مجموعة “بريكس” منظمة سياسية بدأ في العام 2006 تأسيسها، وفي العام 2009 عقدت اول مؤتمر لها. تتميز دول “البريكس” بأنها من الدول ذات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة، وأصبحت مجموعة “البريكس” منصة دولية للتعاون الحكومي على غرار مجموعة السبع و ينتظرها مشروع توسّعي واعد لتأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب، بالتزامن مع مساعي لعدم تحول “بريكس” إلى منظمة موجهة ضد الدول الغربية.

“بريكس” منصة دولية للتعاون الحكومي على غرار مجموعة السبع

تقول “ناليدي باندور” وزيرة خارجية جنوب إفريقيا إن الاهتمام العالمي بمجموعة “بريكس” أصبح “هائلاً”، مشيرة إلى أن هناك (12) رسالة من دول أبدت رغبتها بالتعاون مع المجموعة. وتضيف بأن “السعودية ضمن هذه الدول بالإضافة إلى الإمارات ومصر والجزائر والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا”. كما أضافت أنه “بمجرد تشكيل المعايير الخاصة بالإقراض، سنتخذ القرار بعد ذلك”. وأشارت أن هذه القضية سوف تُدرج على جدول أعمال قمة مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا في أغسطس 2023. ولا تتشارك الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بتحقيق معدلات نمو اقتصادية عالية، وهي الفكرة التي كانت ركيزة تأسيس المجموعة، فمن بين دولها لم تحقق سوى الصين هذه المعدلات.

ترى الأصوات المنتقدة في بداية تأسيس “بريكس” إن الدول الأربع (البرازيل وروسيا والهند والصين) ذات تنوع كبير ما يحول دون اصطفافها تحت لواء واحد، وهو الأمر الذي دفع بعضهم إلى القول بأن “بريك” ليست سوى حيلة تسويقية من قبل بنك “غولدمان ساكس”. بيد أن ما بدا للبعض بمثابة “حيلة تسويقية” لجذب الاستثمارات، تحولإلى ما يشبه منصة دولية للتعاون الحكومي على غرار مجموعة السبع. وكان الاجتماع الأول لدول بريكس عام 2009 في قمة استضافتها مدينة “يكاترينبورغ” الروسية فيما انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010 وأصبح اسمها “بريكس”. أزمة أوكرانيا – دول البلطيق والتداعيات الاقتصادية. بقلم إكرام زياده

البريكس مشروع واعد

يبدو أن البريكس ينتظرها توسع واعد إذ عبرت عدة دول عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة. وارتفعت أسهم “مجموعة بريكس” بعد حرب أوكرانيا، وأضحت عدة دول تبحث عن الانضمام إلى تكتل يحقق نوعاً من القطبية الاقتصادية، خصوصاً مع بحث روسيا عن شركاء أقليميين ودوليين داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية.

تتعلق الدوافع الرئيسية لذلك بالاعتقاد العام بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت غير موثوقة في سياستها الخارجية وإدارتها للملفات والقضايا الدولية ومن الأمور التي تجعل الولايات المتحدة الأمريكية غير موثوقة هو تأجيل سقف الديون ومخاطر العقوبات، وكذلك إلغاء الرئيس الأميركي “جو بايدن “رحلته إلى آسيا بسبب سقف الديون”. يثير هذا الواقع تحديات جديدة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية لأنّه سيتعين عليها بشكل متزايد السماح برغبة هذه الدول في الاستمرار في التعامل مع مجموعة أوسع من القوى العالمية.

هل تتحول “بريكس” إلى منظمة موجهة ضد الغرب؟

تسعى الهند في الوقت الذي يرتفع الخطاب الروسي والصيني حول نظام اقتصادي وسياسي دولي بديل إلى تأخير جهود الصين لتوسيع مجموعة “بريكس” من خلال دفع المنظمة لاتخاذ قرار بشأن معايير إضافة أعضاء جدد للتحالف ومقاومة تحول مجموعة “بريكس” إلى منظمة موجهة ضد الدول الغربية على اعتبار أن الهند حليفة لواشنطن وعضوا في تحالف رباعي بقيادة الولايات المتحدة ويضم أيضا أستراليا واليابان ويهدف للحد من النفوذ الروسي والنفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

يستبعد “ألكسندرغابوف” الزميل البارز بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن يتخذ التحالف أي خطوات فعالة ضد الغرب، قائلاً إن الهند “سيكون وضعها شديد التعقيد.. إذ أنها سترسل بذلك رسائل واضحة أنها مستعدة للعمل مع روسيا والصين عن قرب”. وأضاف “إن ضم المزيد من الدول يمنح (المنظمة) المزيد من الشرعية لكني غير متأكد إن كان ذلك سيتجاوز الرمزية في الوقت الراهن”.  أمن دولي ـ مجموعة “بريكس” مساعي إلى عالم متعدد الأقطاب

تغيير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية

تعمل بريكس على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية تحت هذا التحالف، إذ تبنى أول اجتماع للمنظمة عام 2009، تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. يمثل اقتصاد مجموعة “بريكس” (20%) من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتستحوذ الصين على أكثر ن (70%) من اقتصاد المجموعة، فيما تملك الهند حوالي (13%)، وروسيا والبرازيل بحوالي (7%) لكل منهما، وجنوب أفريقيا (3%). عززت مجموعة “بريكس” من التنسيق بشأن المسائل العالمية المهمة والتسريع في إصلاح الهيكل الاقتصادي العالمي، وشهد قادة التكتل في العام 2017 توقيع (4) وثائق حول التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والابتكار والجمارك، وكذا حول التعاون الاستراتيجي بين مجلس أعمال “بريكس” و”بنك التنمية الجديد”.

تشير الإحصائيات التي أعلنت عن مجموعة “بريكس” اقتصادياً إلى تغيير كبير في موازين القوة الاقتصادية والسياسية. باتت “بريكس” آخذة في الصعود، خصوصاً بعد حرب أوكرانيا وعدم مشاركة دول المجموعة في العقوبات المفروضة من الغرب على موسكو، وهو ما يعني مزيداً من الاستقلال والسيادة لهذه الدول التي “لا ترغب في العيش بعالم القطب الواحد” في 11أبريل 2023. يستمر الاتجاه الصعودي الذي حققته “بريكس” خاصة في الصين والهند، لا سيما بعد الإعلان عن تفوق مجموعة “بريكس” لأول مرة على دول مجموعة السبع.

لا يخفى أن القوى الغربية قلقة إزاء مواقف جنوب إفريقيا لاسيما أنها استضافت في فبراير 2022 تدريباتٍ بحرية مع روسيا والصين قبالة سواحلها. أكدت جنوب إفريقيا في التاسع من يوليو 2023 من تنظيم قمة مجموعة “بريكس” في أغسطس 2023 التي دعا اليها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وذلك رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.

تداعيات صعود دول “البريكس”

زار الرئيس الفرنسي ” إيمانويل ماكرون” الصين مع رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لايين” وأظهر استعدادا قوياً للتعاون مع الصين رغم التوتر المتزايد بين بكين وواشنطن. أدركت فرنسا جيداً بعد حرب أوكرانيا أن العديد من البلدان النامية لم تنحز إلى جانب الغرب كما كانت تأمل، وينبع تحرك ماكرون ينبع أيضاً من أنّ الغرب يشعر بأزمة ويخشى فقدان هيمنته العالمية.

أدركت أيضا فرنسا الآثار السياسية والاقتصادية لصعود دول “البريكس” في عصر يشهد مواجهة بين الصين والولايات المتحدة، وهي المواجهة التي تعيد تشكيل طرق التجارة والاقتصاد العالمي. من هذا المنطلق ربما تحاول باريس، التي ترى نفسها قوة عظمى قادرة على اتخاذ قرارات منفصلة عن واشنطن، إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف وحجز مكان لها في مجموعة اقتصادية كبرى.

يقول “ماثيو نيبول” خبير الشؤون الدولية بمعهد “ماكدونالد – لورييه” في كندا في 5 أغسطس 2022 إن منظمة شنغهاي للتعاون ودول بريكس، “تعتبرا منظمتين لهما صفة إيديولوجية هامة: كلاهما يركز على تعددية الأقطاب”. وأضاف أنهما “تعملان لمضاعفة القوة تجاه تعدد الأقطاب، للمساعدة في إيجاد بدائل اقتصادية”، مشيراً إلى أنه من الناحية النظرية فهي تسعى “لتسهيل الروابط الاقتصادية” وسد الثغرات التي تكونها العقوبات الأميركية، مثل تلك المفروضة على روسيا. وأشار نيبول إلى أنه توجد “عقبات كبيرة يجب تجاوزها” ولكن قد يكون في إعادة تشكيل منظمة شنغهاي وتحالف بريكس دور كبير في إعادة تشكيل النظام العالمي. أزمة أوكرانيا – ما أهمية ترشيح أوكرانيا لعضوية الإتحاد الأوروبي؟

تقييم وقراءة مستقبلية

– باتت الدول الغربية قلقة إزاء مواقف مجموعة “البريكس” من حرب أوكرانيا وعدم مشاركة دول المجموعة في العقوبات المفروضة من الغرب على موسكو وهو ما يعني مزيداً من الاستقلال والسيادة لهذه الدول.

– تعد مجموعة “البريكس” قوة مضادة لما تعتبره نظاماً دولياً يهيمن عليه الغرب لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية. وتسعى مجموعة “بريكس” لإنشاء عالم متعدد الأقطاب وإظهار نفوذ عالمي جديد ليس اقتصاديا فقط، لكن سياسياً أيضاً.

– تلقت مجموعة “البريكس” طلبات انضمام إلى المجموعة من العديد من الدول في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتوسيع أو الحفاظ على نفوذها عالمياً مما يشير إلى تحول متزايد في النظام الاقتصادي والسياسي الدولي، كون أن ّواشنطن أصبحت شريكاً غير موثوق به في سياستها الخارجية.

– أدركت بعض الدول الأوروبية الآثار السياسية والاقتصادية لصعود مجموعة بالتزامن مع المواجهة بين بكين وواشنطن. وأبقت على قنوات تواصل مفتوحة مع جميع الأطراف وحجز مكان لها في مجموعة “البريكس”.

– بات من المرجح أن يتبنى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية نهجا جديدا لتحدي مجموعة “البريكس” للتكيف مع صعودها. ومن المحتمل أن لا تشمل عملية توسيع “البريكس” معظم المرشحين المحتملين. ومن المحتمل أيضاً أن يكون العائد الاقتصادي والسياسي عاملين يؤخذ بعين الاعتبار في توسيع مجموعة “بريكس” لتحقيق منافع متبادلة وطويلة الأمد.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=89210

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

BRICS In The New World Energy Order: Hedging In Oil Geopolitics
https://tinyurl.com/3zpndpmf

More countries knocking on BRICS’ door a sign the world needs fairer governance than West-dominated one
https://tinyurl.com/3kfz8zpv

A new world order? BRICS nations offer alternative to West
https://tinyurl.com/yevcpzfs

“بريكس”… قوة صاعدة تواجه مجموعة “السبع” وتحطم أرقامها الاقتصادية
https://tinyurl.com/2b5v46md

لماذا يريد إيمانويل ماكرون حضور قمة البريكس؟
https://tinyurl.com/255t3drs

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...