الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ التنافس بين فرنسا وروسيا، ديناميكية دفاعية أمنية قوية

مايو 05, 2024

بون ـ جاسم محمد، باحث في الأمن الدولي والإرهاب و رئيس المركز الأوروبي​  ECCI

لقد وصل التنافس الفرنسي الروسي، المتجذر بعمق في التاريخ إلى ذروة جديدة، حيث انخرطت الدولتان في لعبة قوة جيوسياسية معقدة. ومن الصراعات التاريخية مثل غزو نابليون لروسيا إلى الأحداث المعاصرة مثل الأزمة الأوكرانية، شكل هذا التنافس المشهد السياسي في أوروبا وخارجها. وتؤكد التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا على مدى إلحاح الوضع.  ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تخاطر بتصعيد التوترات مع روسيا، مما قد يؤدي إلى حرب فرنسية روسية أخرى. وخارج أوروبا، يشكل النفوذ الروسي المتوسع في أفريقيا، والذي سهلته مجموعة فاغنر، تحديا للهيمنة الفرنسية الطويلة الأمد في المنطقة. وتسلط التطورات الأخيرة، بما في ذلك تحركات روسيا الاستراتيجية في منطقة الساحل، الضوء على ديناميكيات القوة المتغيرة بين هاتين الدولتين.[1]

على الرغم من الانتقادات، يؤكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يستبعد استخدام القوات البرية الغربية في أوكرانيا. وقال ماكرون في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست نشرت يوم الثاني من شهر مايو 2024  “إذا تمكن الروس من اختراق الخطوط الأمامية، وإذا كان هناك طلب أوكراني، فيجب علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا بشكل مشروع”، واضاف إن استبعاد ذلك يعني عدم استخلاص أي دروس من حرب العامين الماضيين. ومن الخطأ استبعاد مثل هذه العملية من حيث المبدأ، وخاصة بهدف ردع روسيا. أمن دولي ـ استراتيجية فرنسا ومواجهة الانهيار

ردود أفعال حادة ـ المستشار الألماني شولتز

يبدو أن ماكرون لا يستطيع الانتظار لأن يعيد أخطاء نابليون ولم يستبعد ماكرون نشر قوات برية في أوكرانيا. ورفض المستشار الاتحادي أولاف شولز (SPD) إرسال جنود غربيين إلى أوكرانيا.  أصبحت الاستراتيجيات المختلفة للزعيمين الأوروبيين واضحة. والآن أوضح ماكرون مرة أخرى لماذا يعتقد أن الغموض الاستراتيجي ضروري، وتساءل: “إذا فازت روسيا في أوكرانيا، فلن يكون لدينا الأمن في أوروبا”. ومن يستطيع أن يضمن أن روسيا ستتوقف عند هذا الحد؟ وتساءل: “ما هو الأمن الذي سيكون متاحا للدول المجاورة الأخرى، مثل مولدوفا ورومانيا وبولندا وليتوانيا وغيرها الكثير؟”، وخلص إلى القول: “لا ينبغي لنا أن نستبعد أي شيء لأن هدفنا هو ألا تفوز روسيا أبدا في أوكرانيا”.[2]

يشكل التنافس بين القوى العظمى بين فرنسا وروسيا ديناميكية أمنية قوية تشكل منطقة الصحراء والساحل والتي تشكلت في العقد الماضي بسبب العمليات الأمنية العابرة للحدود الوطنية، أي العلاقة بين الإرهاب والهجرة والجريمة العابرة للحدود الوطنية. إن المواجهة بين باريس وموسكو، والتي بدأت في نهاية العقد الماضي، هي إلى حد كبير نتيجة لضعف وعدم كفاءة السياسة الخارجية الفرنسية في المنطقة، والتي تسعى روسيا جاهدة لاستغلالها لتحقيق مصلحتها السياسية والاقتصادية.

أما الحديث عن الساحات الساخنة لهذه المواجهة هي ليبيا ومالي، حيث أدى التنافس الفرنسي الروسي إلى إضفاء الطابع الأمني العالمي على الصراع في كلا البلدين، وتحول ميزان القوى الإقليمي في ليبيا، وتفاقم المشاكل الأمنية القائمة في مالي. وبشكل عام، فإن التنافس الفرنسي الروسي في منطقة الصحراء والساحل هو ظاهرة العصر القادم من التعددية القطبية والاندفاع الجديد نحو أفريقيا.[3] أمن دولي ـ ما حقيقة مظلة نووية فرنسية لأوروبا ؟

إن الوصول إلى الموارد الطبيعية الكبيرة في أفريقيا واستخدام النمو الاقتصادي الأفريقي وتعزيز الاقتصادات أمر مهم. لقد كان الروس يبنون نفوذهم منذ عدة سنوات ويركزون على الوصول إلى المواد الخام، وتقديم الدعم للحكومات هناك والاتجار بالأسلحة. [4]

المنافسة على التفوق في الاتحاد الأوروبي

تحول تركيز باريس خلال العامين الأخيرين تدريجياً نحو كييف والنأي بنفسها عن موسكو. ورغم أن الفرنسيين، المتمرسين في فن الدبلوماسية، كانوا في البداية مترددين في إنهاء التعاون مع الروس، فإن هدفهم الرئيسي الآن يتلخص في تعزيز التعاون مع أوكرانيا والتركيز على تطوير الأمن الأوروبي. وكانت الحرب على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إلى جانب التحديات الناشئة في أفريقيا، سبباً في إعادة تعريف السياسة الخارجية الفرنسية.

مازالت المنافسة على التفوق في الاتحاد الأوروبي قائمة ولا تزال المساعدة الفرنسية محل نزاع مقارنة بالدعم الألماني.  وسبق أن تعهدت برلين بتقديم ثمانية مليارات يورو لأوكرانيا خلال عام 2024، أي أكثر من ضعف المبلغ الذي تعهدت به باريس. وتلتزم ألمانيا أيضًا بالمشاركة الكبيرة في إعادة إعمار أوكرانيا وتوفير المزيد من التدريب للجنود الأوكرانيين.  بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تكون صواريخ توروس جزءًا من الدعم العسكر، كما أن المساعدات التي تقدمها فرنسا طغت عليها المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة والولايات المتحدة.[5]  أمن قومي ـ تداعيات حرب أوكرانيا على فرنسا

أن حدة التهديدات الروسية المحتملة تدفع نخب السياسة الخارجية في أوروبا الوسطى إلى النظر من جديد إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره جهة فاعلة دفاعية، وإلى حد ما، حتى إلى الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي. والسؤال الآن هو ما إذا كان احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد يكون كذلك، وخاصة في ضوء تصريحاته الأخيرة بشأن حلف شمال الأطلسي ودعوته الضمنية لروسيا للقيام “بما تريد بحق الجحيم” مع الدول الأوروبية التي “لا تدفع”. إن استعداد أوروبا الوسطى لفكرة الاستقلال الاستراتيجي ليس واضحاً بقدر وضوح استعداد فرنسا المكتشف حديثاً لبنائه في مواجهة روسيا. لكن كلاهما يسير في نفس الاتجاه المتمثل في تعزيز القوة الجيوسياسية لأوروبا.[6]

النتائج

ـ يبدو إن ماكرون يسعى لأن يكون رجل دولة وزعيم أوروبي يستعيد فيها تأريخ فرنسا وشخصية نابليون. التوقيت وذلك بعد إعلان استعداده لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا عند الحدود الفرنسية. توقيت إعلان ماكرون ربما يدعم فكرة مساعي الرئيس الفرنسي ليكون زعيماُ أوروبياً . فبعد إن كان يمثل دور الوسيط والمحاور مع الرئيس الروسي بوتن، انقلب ليكون الخصم الند لبوتين والكرملين.

ـ التنافس الروسي الفرنسي ـ الأوروبي في إفريقيا وربما في مناطق أخرى ممكن أن يكون أحد العوامل لدعم هذه الفرضية. لقد تراجعت الدبلوماسية الفرنسية والحضور العسكري للقوات الفرنسية والأوروبية في دول الساحل خاصة في مالي والنيجر نتج عنها انسحاب قوة برخان، مما فتح الباب للتوسع الروسي هناك. وبدون شك التنافس سوف يتزايد بين موسكو وباريس بسبب مواد الخام والثروات وعوامل اقتصادية، إلى جانب حماية المصالح الوطنية والقومية من تهديدات الجماعات المتطرفة هناك.

ـ إن فكرة التنافس الفرنسي الجيوسياسي لايتحدد مع روسيا رغم أنه هو الأهم ولكن أيضا مع دول أوروبا، دول الاتحاد الأوروبي خاصة ألمانيا، فمازالت باريس تنظر إلى برلين هي قاطرة اقتصاد الاتحاد الأوروبي ولاتتردد من اظهار مخاوفها من تزايد سياسات القوة العسكرية الدفاعية إلى برلين، فمازالت بعض دول أوروبا تنظر إلى ألمانيا نظرة ماضوية، تلك الدولة”النازية” التي احتلت دول أوروبا.

ـ مهما سعت فرنسا لإن تكون قوة أوروبية فأنها لاتستطيع أبداُ ان تسد فراغ الناتو والحماية الأمريكية لدول أوروبا، فرنسا تعيش الكثير من المشاكل الداخلية : سياسية أمنية اقتصادية ولا ضمان قدرة ماكرون الاستمرار بسياسته هذه التي بدات تتراجع داخلياً أمام اليمين الشعبوي في فرنسا.

ـ بات متوقعاُ أن يستمر ماكرون برفع سعاراته هذه رغم الخلافات أو الرفض الأوروبي، والتي تعتبر إرسال القوات الفرنسية لأوكرانيا يعني “جر” الناتو وانخراطه بحرب مباشرة مع روسيا. ماكرون وغيره من زعماء أوروبا، يبحثون عن حل مشاكلهم باستخدام  أوكرانيا كورقة سياسية أكثر من الدفاع عن أوكرانيا.

 

المقال الأصلي نٌشر باللغة الأنكليزية على الرابط التالي … https://en.europarabct.com/?p=80567

 

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

رابط مختصر  https://www.europarabct.com/?p=93674

هوامش

[1]Unveiling the Power Play: Exploring the Franco-Russian Rivalry

https://bit.ly/4a8cjBx

[2]„Napoleons Fehler wiederholen“: Macron nennt Gründe für Bodentruppen – und Moskau schäumt vor Wut

https://bit.ly/3Qvhft2

[3]Franco Russian Rival

https://bit.ly/3y5mDgi

[4] French-Russian Rivalry in Africa

https://bit.ly/3JNKq70

[5 Total turnaround of France towards Ukraine

https://bit.ly/3Wrakor

[6] France and Central Europe Are Converging on Security

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...