الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ مخاطر تعزيز وجود الناتو في البحر الأسود

البحر الأسود
أغسطس 19, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

أمن دولي ـ مخاطر تعزيز وجود الناتو في البحر الأسود

دخل البحر الأسود جزءاً من الصراع الراهن بين روسيا وأوكرانيا، في أعقاب توقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية على إثر انسحاب روسيا من الاتفاقية في 17 يوليو 2022، وفي المقابل أعلنت أوكرانيا استمرار إرسال الحبوب عبر البحر الأسود، ما جعل الموانئ الروسية والأوكرانية هدفاً للضربات العسكرية المتبادلة بين كييف وموسكو، الأمر الذي يشير إلى احتمالية اشتعال الموقف أكثر بين الغرب وروسيا في هذه المنطقة، خاصة في ظل تعزيز حلف الناتو تواجده في البحر الأسود، وحرص موسكو على زيادة نفوذها تأميناً لأسطولها البحري هناك، لإدراك الجانبين الروسي والغربي بأن السيطرة على البحر الأسود تغير من المعادلة العسكرية في أوكرانيا والصراع العالمي بشكل عام.

كيف تحول اهتمام الناتو بمنطقة البحر الأسود؟

تسببت الحرب الأوكرانية في تغيير نظرة الناتو إلى منطقة البحر الأسود، حتى لم يولي اهتمامه بهذه المنطقة طوال الأعوام الماضية بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، واكتفى وقتها زعماء الناتو بالاعتراض على تصرفات روسيا في المنطقة التي تتعارض مع تدابير بناء الثقة في البحر الأسود، وأنشأ الحلف “تواجد أمامي معزز EFP” في بحر البلطيق.

أشار الناتو في قمة وارسو 2016، إلى دعمه لرومانيا (إحدى دول الناتو المطلة على البحر الأسود) لإنشاء إطار متعدد الجنسيات لتحسين تدريبات الفرق العسكرية هناك وتطوير الدفاع الجوي في جورجيا (المطلة على البحر الأسود وعضو بالحلف).

بدأ الناتو في قمة بروكسل 2018، في مناقشة سبل تعزيز أمن البحر الأسود وموقف الحلفاء البحري وزيادة التعاون معهم، وزيادة نشاط الحلف بالمنطقة، بينما أعلن الحلف رفضه الواضح لمحاصرة روسيا للموانئ الأوكرانية وبحر آزوف في قمة بروكسل 2021.

اختلف الأمر خلال عامي 2022 و2023، وتحولت مواجهة روسيا في البحر الأسود إلى أمر مصيري للناتو ليحافظ على نفوذه في الجناح الجنوبي الشرقي لأوروبا، الأمر الذي دفع مشروعين أمريكيين إلى تقديم تشريعات في مارس 2023 لدفع الإدارة الأمريكية إلى صياغة استراتيجية للبحر الأسود وزيادة البصمة العسكرية والمشاركة الاقتصادية في المنطقة.أمن دولي ـ توسع الناتو، تشكيل الخريطة الأمنية الجديدة لأوروبا.(ملف)

وجود الناتو في البحر الأسود

تصاعد وتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا على مدار أكثر من عام ونصف، دفع الناتو للتأكيد على أهمية وجوده في البحر الأسود، وفي 29 نوفمبر 2022 قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الناتو سيعزز وجوده من البحر الأسود إلى بحر البلطيق.

البحر الأسود

البحر الأسود

أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يعمل على وضع مئات الآلاف من القوات في حالة تأهب قصوى مدعومين بقوات بحرية وجوية في الجهة الشرقية من أوروبا، ونشر الحلف مجموعتين قتاليتين متعددتي الجنسيات في رومانيا وبلغاريا.

تصدر الوضع الأمني في البحر الأسود اجتماع مجلس الناتو وأوكرانيا في 26 يوليو 2023، وشدد الحلف على تعزيز أنشطتها الاستخباراتية في البحر الأسود، وتكثيف عمليات المراقبة والاستطلاع ونشر الطائرات المسيرة والأخرى الدورية البحرية.

مناورات وتدريبات الناتو

قبل بدء الحرب الأوكرانية، أقيمت تدريبات ” نسيم البحر 2021″ بين أوكرانيا والولايات المتحدة وبمشاركة (30) دولة في البحر الأسود وجنوب أوكرانيا، الأمر الذي أثار غضب روسيا واعتبرته تحدياً خطيراً لأسطولها البحري في هذه المنطقة.

اكتفى الناتو في 23 يوليو 2022، بإجراء مناورات ” نسيم البحر 2022″ في البحر الأسود على سواحل فارنا البلغارية على مسافة بعيدة عن الساحل الأوكراني. وتعد هذه المناورات هي الأكبر منذ بدء الحرب الأوكرانية، حيث ضمت (24) سفينة و(5) طائرات وطائرتي هليكوبتر و (1390) فرداً من (10) دول من الحلف.

أجرت دول الناتو مناورات ” ديفندر 23″ في 9 يونيو 2023 في منطقة البحر الأسود في رومانيا، وشملت تدريبات بالصواريخ وعبور المدرعات لنهر الدانوب عبر جسر مائي، وأكثر من (7) آلاف من قوات الخدمة الأمريكية و(17) ألف من قوات متعددة الجنسيات من (20) دولة.أمن دولي ـ أهمية البحر الأسود في حرب أوكرانيا

دوريات الناتو في البحر الأسود

تقع منطقة البحر الأسود تحت مظلة عمليات الأسطول السادس الأمريكي، وأمضت (12) سفينة تابعة للبحرية الأمريكية حوالي (182) يوماً في البحر الأسود في عام 2021، وهي مدة أقل نسبياً بالمقارنة بـ الـ (7) سنوات الماضية.

بالمثل قضت سفن باقي دول الناتو وقت قليل في البحر الأسود خلال 2021، أمضت السفن الإنجليزية (61) يوماً، وقضت السفن الإيطالية (52) يوماً في دوريات في البحر، وأجرت اليونان وفرنسا (3) زيارات للبحر، بينما لم ترسل وقتها ألمانيا أي سفن لهذه المنطقة.

تزايد التهديدات من السفن الروسية لموانئ أوكرانيا مؤخراً، أجبر الناتو للإعلان في 26 يوليو 2023، عن أنه سيزيد من رحلات الدوريات الجوية ونشر الطائرات بدون طيران في البحر الأسود لحماية هذه المنطقة كونها ممر حيوي لصادرات الحبوب.

الوجود التركي

تأتي أهمية تركيا في منطقة البحر الأسود، بعد أن منحت اتفاقية مونترو لعام 1936 السيطرة لتركيا على مضيقي الدردنيل والبوسفور، وفي الوقت نفسه تعد عضواً بالناتو وإحدى الدول المطلة على البحر الأسود، لذا أعلنت تركيا في 7 أبريل 2022 عن جهود الدول المطلة على البحر لوقف المعارك في أوكرانيا وأهمية التعاون في هذه المنطقة، لذا فجرت فرق الغوص العسكرية التركية (3) ألغام بحرية طافية في البحر الأسود.

رغم أن تركيا عضو بالناتو إلا أن طموحها الجيوسياسي في هذه المنطقة، دفع الحلف في 5 أبريل 2023 إلى التفكير في تقوية وجود بلغاريا ورومانيا في البحر الأسود، خاصة أنهما أفقر دول الناتو ويمتلكان (7) سفن مقاتلة سطحية بجانب فرقاطات وطرادات من فترة الحقبة السوفيتية، لذا تقترب بلغاريا من استلام سفينتين جديدتين وتتفاوض رومانيا لشراء (3) غواصات من فئة Scorpene.

الرد الروسي على وجود الناتو في البحر الأسود

اتهمت روسيا الناتو في 17 فبراير 2022 بعسكرة البحر الأسود واستغلال أزمة أوكرانيا لفرض وجوده العسكري في شرق أوروبا، وتدريجياً تصاعد الأمر بينهما بعد حديث وزير الخارجية الأوكرانية دميتري كوليبا، بأن الوقت قد حان لتحويل البحر الأسود لمنطقة خاضعة لنفوذ حلف شمال الأطلسي، وجاء رد الكرملين في 13 أبريل 2022 بالتأكيد على أنه لن يسمح بتحويل البحر الأسود إلى بحيرة أطلسية.

توالت التحذيرات الروسية من محاولات الغرب لتأجيج الوضع في هذه المنطقة، حتى أعلنت روسيا في الأول من أغسطس 2023 عن هجوم (3) مركبات مسيرة بحرية أوكرانية سفينتين تابعتين لسلاح البحرية الروسي جنوب غربي سيفاستوبول، ما أدى لتشديد موسكو من لهجتها التحذيرية لأوكرانيا وأي محاولة تصدير للحبوب عبر هذا الطريق.

أطلقت سفينة حربية روسية في 13 أغسطس 2023، نيراناً تحذيرية على سفينة شحن في جنوب غربي البحر الأسود، وتعد هذه الواقعة هي الأولى التي تطلق فيها روسيا النيران على سفينة تجارية خارج أوكرانيا بعد الخروج من اتفاقية تصدير الحبوب. أمن دولي ـ البحر الأسود جبهة جديدة في حرب أوكرانيا

تقييم وقراءة مستقبلية

– أصبح البحر الأسود محور توتر مشتعل بين روسيا وحلف الناتو، بعد التطورات الأخيرة من توقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، والتهديدات المتبادلة بين الجانبين الروسي والأوكراني باستهداف السفن في هذه المنطقة، الأمر الذي يحمل في طياته مؤشرات خطيرة لاحتمالية اتساع رقعة الحرب خارج الحدود الأوكرانية، خاصة وأن البحر الأسود نقطة مرور مهمة للسفن المدنية التجارية، وهذا التوتر ينعكس على حركة هذه السفن وربما يجعلها هدفاً في مرمى النيران الروسية أو الأوكرانية بالخطأ، ما يرجح فتح جبهات صراع جديدة بين أطراف أخرى.

– إغفال الناتو أهمية البحر الأسود ومن ثم عدم اهتمامه بتعزيز وجوده العسكري أو زيادة عدد دوريات السفن في هذه المنطقة، يكشف عن خطأ كبير في استراتيجية حلف الأطلسي رغم إدراكه الجيد لحجم نفوذ الأسطول الروسي وأهمية هذا البحر الاستراتيجية لموسكو، لذا ستشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التحركات من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بالناتو لتعزيز قوة رومانيا وبلغاريا وجعلهما بوابة الحلف لتأمين وجوده في البحر الأسود، بجانب وجود تركيا الذي يمثل نقطة توازن بين الطرفين الروسي والغربي رغم أنها جزء من الناتو.

– تحركات الناتو المتوقعة في البحر الأسود، ستزيد من المخاوف الروسية نظراً لأن سيطرة أي طرف على البحر الأسود يمثل نقطة فارقة في مسار المعارك الأوكرانية، لذا ستكثف روسيا من ضرباتها في العمق الأوكراني عبر البحر الأسود بهدف إلحاق الجانب الأوكراني مزيداً من الخسائر وتحجيم ضرباته في هذه المنطقة، وإجبار الناتو للتراجع عن استراتيجيته الجديدة في البحر الأسود.

– وجود الناتو في البحر الأسود سيدفع إلى احتدام سباق التسلح التقليدي عالمياً، في ظل بحث كل الدول المطلة على هذه المنطقة لتعزيز وجودها العسكري وحماية مصالحها الاقتصادية والتجارية هناك.

– من المتوقع أن تلعب تركيا دوراً محورياً في هذه المنطقة للتهدئة، كونها مطلة على البحر الأسود وعلى علاقات جيدة بروسيا في الوقت نفسه، كما أنها كانت طرفاً في اتفاقية تصدير الحبوب، ولكن يتوقف الأمر على درجة استجابة أوكرانيا وروسيا لهذا الدعوات.

-التوتر الراهن في البحر الأسود يتعلق بإمكانية عودة روسيا لاتفاقية الحبوب، ويتوقف هذا الأمر على درجة التجاوب مع طلبات روسيا في هذه الاتفاقية، لذا من المرجح أن يستمر هذا التوتر لمدة طويلة لتمسك موسكو بشروطها من ناحية وتعنت الأطراف الأخرى في الاستجابة لها.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=89910

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

U.S. Navy Cancels ‘Essential’ Black Sea Drills Over Russia-Ukraine War
https://bit.ly/45pKGC0

US Navy and NATO presence in the Black Sea has fallen since Russia took part of Ukraine, figures show
https://bit.ly/3DQwnL1

Nato steps up Black Sea patrols to counter Russian threats to ports and ships
https://bit.ly/3YyL0fe

NATO-Ukraine Council addresses serious security situation in the Black Sea
https://bit.ly/3OysrTR

Growing Nato’s Black Sea presence
https://bit.ly/3KDERZx

NATO — Back in the Black (Sea)?
https://bit.ly/3DQqy00

The U.S. and NATO Seek to Blunt Putin’s Black Sea Ambitions
https://bit.ly/45509aC

NATO Forces bolster solidarity at the heart of exercise Saber Guardian 23
https://bit.ly/4428hrb

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...