الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ المملكة العربية السعودية ـ سياسات إقليمية ودولية جديدة

السعودية
مارس 13, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات والتقارير “27”

اجتذبت المملكة العربية السعودية الاهتمام الدولي من خلال مبادرات دبلوماسية عديدة خلال 2023. من بداية التطبيع مع إيران، إلى محادثات السلام مع الحوثيين اليمنيين. إلى إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية، إلى الجهود المبذولة للتوسط في تسوية سلمية تشمل وقف إطلاق النار في السودان. واستضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة الجامعة العربية في جدة في 15 مايو 2023. وأخيراً الوساطة السعودية لوقف إطلاق النار في غزة وإقرار حل الدولتين والمساهمة بإعادة الإعمار بعد الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر 2023.

تصفير المشكلات إقليمياً والتطبيع مع إيران

أصدرت المملكة العربية السعودية وإيران والصين في 10 مارس 2023، بياناً مشتركاً أعلنت فيه عن اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. وبعد سبع سنوات من العداء العسكري والدبلوماسي، اتفقت القوتان الخليجيتان على العمل على حل خلافاتهما استناداً إلى مجموعة من القواعد الدولية واتفاقيتين ثنائيتين تم توقيعهما في عامي 1998 و2001.  وفي قمة العلا يناير 2021، تمت المصالحة العربية وإعادة العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى. وكانت هذه الخطوة جزءًا من تركيز أكبر في السياسة الخارجية على دعم خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز سياسة “صفر مشكلات”.

وقد جاء الاتفاق  مع إيران في وقت يميل فيه ميزان القوى الدبلوماسي والاقتصادي الإقليمي نحو المملكة العربية السعودية. وتسمح أسعار النفط المرتفعة للمملكة بتعزيز خططها للتنمية الاقتصادية ومضاعفة دبلوماسيتها المالية “السعودية أولاً” لاستعادة نفوذها الإقليمي والدولي. وقد عملت القيادة السعودية على ترسيخ مكانتها الدولية منذ عام 2018 من خلال تجديد عملية صنع السياسة الخارجية، وإنهاء المواجهات الدبلوماسية، وتحسين الخطاب الدولي حول الدور السعودي في حرب اليمن، والعديد من القضايا الإقليمية الأخرى.ملف أمن دولي ـ قضية الشرق الأوسط، إصلاح النظام الدولي ومخاطر سباق التسلح النووي

الحضور الدولي والعلاقات مع الأمم المتحدة

انضمت المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة كعضو في 26 يونيو 1945. يوجد حاليًا 23 وكالة وصندوقًا وبرامج تابعة للأمم المتحدة تعمل مع المملكة العربية السعودية، بما في ذلك المكاتب الإقليمية. تخطط وكالات الأمم المتحدة وتعمل معًا، كجزء من نظام الأمم المتحدة الإنمائي بقيادة المنسق المقيم، لضمان تحقيق نتائج ملموسة لدعم رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المعتمدة في عام 2015.  وقد تم تحديد الشراكة بين الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال اتفاقية مدتها خمس سنوات، وهي إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF) ، والذي يضرب بجذوره في إصلاح نظام الأمم المتحدة الإنمائي.

جهود الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية

استضافت السعودية في أغسطس 2023، ممثلون عن 40 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والهند في محادثات بمدينة جدة. بهدف التوصل لاتفاق ينهي الحرب الروسية في أوكرانيا. وقد جاءت الاجتماعات في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الحلفاء الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول الجنوب العالمي. فيما تواصل المملكة رغبتها في لعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية. وكانت السعودية قد أيدت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الهجوم الروسي على أوكرانيا وكذلك ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا. أمن دولي ـ ما فرصة التفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟

أجرى الرئيس فولوديمير زيلينسكي محادثات في المملكة العربية السعودية في 27 فبراير مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشاد بجهود المملكة في البحث عن حل لإنهاء الأزمة. وشكرولي العهد على “نصيحته القيمة” في إيجاد سبل لتسريع تنفيذها. وتقيم السعودية علاقات مع كل من موسكو وكييف ولعبت دور الوسيط بين الطرفين المتحاربين بما في ذلك عبر اتفاق في سبتمبر 2022 أدى للإفراج عن 200 أسير أوكراني.

العلاقات السعودية مع الاتحاد الأوروبي

انعقد منتدى الاستثمار السعودي الأوروبي في الرياض في 23 أكتوبر 2023. شارك في استضافته الاتحاد الأوروبي والسعودية. أكد الجانبان التزامهما بتعميق الاستثمارات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية. ترتكز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي على اهتمامهما المشترك بالاستقرار الإقليمي والأمن والتعاون الاقتصادي والمساعدات الإنسانية. وكانت هناك العديد من الزيارات رفيعة المستوى ذات الأهمية السياسية من قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وكذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى المملكة. وقد تبادل المسؤولون السعوديون هذه الزيارات في بروكسل وعواصم أوروبية أخرى. ويعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الثاني للمملكة العربية السعودية، حيث يستحوذ على 14.8% من التجارة العالمية للمملكة العربية السعودية. فيما تحتل الصين المركز الأول بنسبة 18.7%).أمن دولي ـ إصلاح النظام الدولي.. مجلس الأمن، حاجة مُلحة

التقى جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، في 13 فبراير 2023 في بروكسل. كما زار رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل جدة في 13 سبتمبر 2022. وعقد اجتماع لكبار المسؤولين بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية في 13 يوليو 2023 في بروكسل. ووفر الاجتماع منصة لتعزيز التعاون الثنائي المعزز بين الجانبين على مستوى الخبراء، بما يتماشى مع الاتصالات المشتركة للاتحاد الأوروبي من أجل شراكة استراتيجية مع الخليج. اجتمع قادة الأعمال والحكومات من الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في 17 نوفمبر 2023، في منتدى الأعمال السابع بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، في البحرين.

الجهود السعودية لإنهاء الحرب في غزة

طالبت المملكة العربية السعودية بوقف الحرب على غزة منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، وبذلت جهود دبلوماسية وسياسية حثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من خلال المفاوضات والوساطة. عقدت الرياض القمة العربية الإسلامية بشكل طارئ في 11نوفمبر 2023 لبحث تدابير وقف إطلاق النار في غزة والدعوة لإنهاء الحرب، بالمشاركة بين دول جامعة الدول العربية ودول منظمة التعاون الاسلامي. دعت القمة  إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة. ودعت المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق. أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، 9 أكتوبر 2023، لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس “أبو مازن”، أن المملكة “تبذل كل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري في غزة ومنع اتساعه في المنطقة”. قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان يوم 7 فبراير 2024 إن السعودية أبلغت واشنطن بأنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل حتى “الاعتراف” بالدولة الفلسطينية المستقلة.

عقد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، 8 فبراير 2024، اجتماعا عربيا سداسيا في العاصمة السعودية الرياض، لبحث تطورات الحرب في غزة. وأكد المجتمعون على على “ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي. وطالبوا برفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وعبروا عن دعمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحثهم لكافة الداعمين لها الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين”.

المساعدات الإغاثية والإنسانية

تجاوز حجم المساعدات التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى قطاع غزة 5795 طنا من المواد الغذائية والإيوائية والأدوية والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف. وعلى هامش مشاركته بمؤتمر ميونخ للأمن، 18 فبراير 2024، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إنه من غير المقبول على الإطلاق أننا لم نتمكن بعد من حل القضية البسيطة المتمثلة في وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

قال سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبد العزيز الواصل في كلمته أمام اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2023، إن بلاده لا تدخر جهدا في محاولاتها لحماية المدنيين في غزة وتقديم المساعدات لهم. وأضاف أن التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية جوا وبحرا، وإطلاق حملات جمع التبرعات الكبرى التي جمعت أكثر من 500 مليون ريال سعودي (133 مليون دولار)، يؤكد حرص المملكة على تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

سياسات البيئة والطاقة النظيفة

تعد الاستدامة جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 حيث تسعى المملكة جاهدة نحو مستقبل صافي الصفر بحلول عام 2060. ومع الالتزام بالطاقة النظيفة والاستدامة، تقود المملكة جهود التصدي لتحديات الطاقة والمناخ من خلال حلول مبتكرة مثل التعميم الاقتصاد الكربوني (CCE) ومزيج الطاقة المتنوع بشكل متزايد، حيث ستأتي 50٪ من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.  وتتم حماية البيئة والتنوع البيولوجي من خلال جهود الزراعة المستدامة والحفاظ عليها، بما في ذلك إنشاء محميات الحياة البرية ومبادرات السياحة المستدامة التي تحمي الأنواع المهددة بالانقراض وتحافظ على المشهد الطبيعي للمملكة.

تقييم وقراءة مستقبلية

تعمل السعودية بشكل كبير على مواجهة واحتواء حالة عدم الاستقرار والتصعيد المستمر بمنطقة الشرق الأوسط. وتبدو التهدئة أحد أهم الأهداف للسياسة الخارجية السعودية في الوقت الراهن، بالاعتماد على سياسة “صفر مشكلات”. ويمكن القول أن المملكة تبذل جهودا مكثفة في ضوء التصعيد الراهن والخطير في منطقة الشرق الأوسط إلى إبقاء التهديدات بعيدة بالقدر المستطاع، بهدف الحد من المخاطر التي تهدد التدفق الحر لصادرات النفط من الخليج وتسهيل التنمية الاقتصادية المحلية للمملكة.

تبدو الأولوية الأهم للرياض هي تحقيق أهداف رؤية 2030 ، والتي توصف بكونها برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي الطموح للغاية الذي من المفترض أن يحول المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد معرفي حديث ومتكامل عالمياً والذي يعتمد بشكل أقل على ثرواته الهيدروكربونية. لذلك تطوع المملكة كافة جهودها بما فيها سياساتها الخارجية لدعم هذه العملية وتمكينها، لأسباب ليس أقلها الحد من التهديدات التي تشكلها الرؤية بسبب عدم الاستقرار أو الصراع في الدول المجاورة.

تحاول المملكة العربية السعودية، بنجاح ملحوظ، إعادة التموضع بشكل أفضل وأكثر حضورا على الساحة الدولية. تهدف إلى توسيع علاقاتها الخارجية بطرق يمكن أن تجلب المزيد من الهدوء الإقليمي والتفاهمات التي من شأنها دفع وتيرة الاقتصاد والاستثمار بمجالات غير مسبوقة، وفق رؤية المملكة 2030. بذلت السعودية جهداً كبيراً في حل النزاعات مع جيرانها وترسيخ مكانتها كقوة دبلوماسية ذات ثقل إقليمي وعالمي وبينما تعمل الرياض على تحقيق هذه الأهداف، فإنها تضع نفسها بشكل متزايد في مركز جهود الدبلوماسية والوساطة الهامة للغاية وتبدأ مرحلة جديدة ذات ثقل دولي وإقليمي من طراز خاص.

رغم اعتماد سياساتها الجديدة على تعدد الأقطاب وتحقيق الاستفادة من تفاهمات مشتركة مع الجميع، تظل الرياض منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة  كما يتضح من جهود الوساطة السعودية الأمريكية المشتركة الحالية في السودان وفي فلسطين ولكن في المجالات التي تشعر فيها أن الولايات المتحدة قد تبنت موقفًا غير مفيد أو لم تشارك بشكل كافٍ، فهي مستعدة للمضي قدمًا. بمفرده أو لطلب المساعدة من الصين أو غيرها.

لا تنفصل حالة الحراك السياسي والدبلوماسي في المملكة عن الطموح الاقتصادي أبدا، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للسعودية إلى تريليون دولار في عام 2022 للمرة الأولى، وفي المستقبل تعمل المملكة على إقرار استراتيجيات ستكون مواكبة لتحول الطاقة العالمي كما تعتمد سياسة خارجية أقل اعتمادا على الولايات المتحدة.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=93066

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

Joint Statement by the European Union and Saudi Arabia

https://bitly.ws/3fpDM

Saudi Arabia and the EU

https://bitly.ws/3fpE7

Understanding Saudi Arabia’s Recalibrated Foreign Policy

https://bitly.ws/3fpEm

Saudi Arabia issues rallying cry at UN for end to war and humanitarian catastrophe in Gaza

https://bitly.ws/3fpEx

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...