الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن اقتصادي ـ تداعيات حرب أوكرانيا على اقتصاد ألمانيا

نوفمبر 15, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (3)

شكلت حرب أوكرانيا والمساعدات العسكرية لها، عبء كبير على الاقتصاد الألماني. حيث لا يزال الاقتصاد الألماني يواجه حالة من الركود، وتصاعدت المخاوف من تراجع الاقتصاد في ظل ارتفاع معدل التضخم، وتباطؤ معدلات النمو، وارتفاع أسعار الطاقة، فضلا عن نقص الأيدي العاملة في عدة قطاعات، والإضرابات الأخيرة في قطاع النقل والطيران، كذلك نقص المواد الأولية والمواد الخام التي تدخل في الصناعات الألمانية.

عبء حرب أوكرانيا على الاقتصاد الألماني

أكدت وزارة الاقتصاد الألمانية في الثاني من أكتوبر 2023 أن صادرات ألمانيا العسكرية لأوكرانيا زادت بأكثر من (4) أمثال منذ بداية العام 2023،وبلغت قيمة الصادرات لأوكرانيا (3.3) مليار يورو من إجمالي قيمة الصادرات العسكرية الألمانية المصرح بها، والتي قدرها (8.76) مليار يورو. أعلنت وزارة الدفاع الألمانية في العاشر من أكتوبر 2023 اعتزام الحكومة الألمانية مساعدة أوكرانيا بحزمة عسكرية شاملة لأوكرانيا تقدر بمليار يورو.

تدرس الحكومة الألمانية في 12 نوفمبر 2023 مضاعفة المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا العام 2024، إلى (8) مليارات يورو بدلا من (4) مليارات يوروو، بالتالي إذا وافق البرلمان الألماني على مضاعفة المساعدات، فإن هذه الزيادة ترفع الإنفاق الدفاعي الألماني إلى ما يتجاوز هدف الـ (2%) من الناتج المحلي الإجمالي الألماني الذي تعهد به جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تكلف حرب أوكرانيا الاقتصاد الألماني نحو (160) مليار يورو، وتشكل الكلفة نحو (4%) من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنهاية العام 2023، وتشير التقديرات إلى أن حرب أوكرانيا بتأثيرها على ارتفاع أسعار الطاقة كلفت الاقتصاد الألماني نحو (100) مليار يورو، أو نحو (2.5%) من الناتج الاقتصادي للبلاد في 20 فبراير 2023. أمن اقتصادي ـ واقع الاقتصاد الألماني في ظل حرب غزة وأوكرانيا

تداعيات العقوبات الأوروبية على روسيا

مدد المجلس الأوروبي في 13 سبتمبر 2023 العقوبات المفروضة ضد روسيا، وذلك حتي 15 مارس 2024 والتي تنطبق على ما يقرب من (1800) فرد وكيان روسي. يستعد الاتحاد الأوروبي في الرابع من نوفمبر 2023 للإعلان عن الحزمة الـ (12) من العقوبات ضد روسيا، مع حظر جديد للواردات والصادرات وتشديد سقف أسعار النفط، ويقدر حجمها الإجمالي بنحو (5.3) مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم أيضا إدراج أكثر من (100) فرد و(40) كيانا قانونيا في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة. بالإضافة إلى بحث مسألة فرض الحظرعلى إعادة الأصول الروسية المحتجزة في الاتحاد الأوروبي، وتقييد أنشطة المواطنين الروس في القطاعات الأوروبية الحساسة.

أعربت “أنالينا بيربوك ” وزيرة الخارجية الألمانية عن إحباطها من تأثير العقوبات ضد روسيا وأكدت ” بيربوك “في الواقع كان من المفترض أن يكون للعقوبات الاقتصادية تأثيرات اقتصادية. لكن الأمر ليس كذلك. لأن منطق الديمقراطيات لا يعمل في أنظمة الحكم الفردية الاستبدادية” في 24 أغسطس 2023.  محمي: أمن قومي، ألمانيا ـ الشرطة الجنائية تعاني من نقص الميزانية، والسبب حرب أوكرانيا

تداعيات قطع الغاز الروسي على ألمانيا

أنهت ألمانيا بعد حرب أوكرانيا اعتمادها على الغاز الروسي، حيث أعلنت السلطات الألمانية في العام 2022 قطع علاقاتها مع روسيا في مجال الطاقة بسرعة، وتعهدت بشكل جدي بالتخلي عن الغاز الروسي تماما بحلول عام 2024. اتضح أن الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة أغلى بكثير من روسيا، وقد أدت أسعار الوقود المتزايدة إلى ارتفاع حاد في أسعار الكهرباء. من أكبر القطاعات التي واجهت تحديات بسبب قطع الغاز الروسي القطاع الصناعي، حيث يستهلك في أغلب أجزائه الطاقة بكثافة، وذلك يعني أن الشركات الألمانية تضررت بشكل كبير من ارتفاع أسعار الطاقة التي سجلت العام 2023 أعلى مستويات في أوروبا،. وبسبب أسعار الكهرباء الباهظة، بدأ المزيد من الشركات الألمانية الانتقال إلى الولايات المتحدة.

أزمة المواد الأولية في ألمانيا

تعد ألمانيا خامس أكبر مستهلك للمواد الأولية والخام في العالمفي الرابع من مايو 2023، حيث تستورد ما يصل إلى (99%) من المعادن والفلزات. تواجه العديد القطاعات الصناعية في ألمانيا تباطؤ في النمو بسبب نقص المواد الأولية والمواد الخام التي تدخل في الصناعات الألمانية، لا سيما صناعة التكنولوجيا وصناعة السيارات، وارتفاع تكاليف الطاقة ويضاف إلى ذلك ازدياد التشدد في اللوائح المنظمة للقطاع، وإعانات الدعم بعد حرب أوكرانيا. انخفض إجمالي الإنتاج الصناعي بنسبة (1.4%) على أساس شهري. يعد هذا هو الانخفاض الشهري الرابع على التوالي في السابع من نوفمبر 2023.

يواجه قطاع الزراعة والغذاء أيضا في ألمانيا في 19 يناير 2023 تحديات جديدة بسبب نقص المواد الأولية، ومعدلات التضخم وانعكاسات حرب أوكرانيا. ويشمل الركود في القطاع الزراعي بشكل خاص إنتاج الفواكه والخضروات. أفاد المكتب الفدرالي للإحصاء أن نسبة بيع الفواكه تراجعت بـ (7%) في العام 2023، فيما سجل بيع الخضروات نسبة تراجع وصلت (5%).

يشير استطلاع للرأي في 19 سبتمبر 2023 أن (50%) من الألمان الذين شملهم الاستطلاع يخشون نقص الأدوية، بينما كان هذا الرقم بين الأوروبيين (39%) فقط. تحاول بعض القطاعات المعتمدة بشدة على الطاقة مثل صناعة الكيماويات جاهدة العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت مسجّلة قبل حرب أوكرانيا. أمن قومي ـ التحديات التي تواجه ألمانيا بتنفيذ استراتيجيتها

تحديات كبيرة في قطاع الطاقة الألماني

واجه قطاع الطاقة تحديات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمدخلات الأساسية، عقب حرب أوكرانيا. كلف منذ اندلاع الحرب، دعم الطاقة في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا (7) مرات من الدعم المقدم لأوكرانيا. وصفت “أنكه ريلنجر” رئيسة حكومة ولاية “زارلاند” الألمانية في 27 أغسطس 2023 خطوة دعم قطاع الطاقة بأنها “مهمة رئيسية”، وأشارت إلى أن الأمر يتعلق بالقدرة التنافسية للاقتصاد الألماني. كما يعد الانتقال إلى الطاقة المتجددة في ألمانيا من أكبر التحديات التي تواجه السياسيين والمجتمع. وهناك خطة رسمية تهدف إلى توفير (80%) من الكهرباء في ألمانيا عبر طاقة الرياح والماء والشمس والكتلة الحيوية خلال بضعة سنوات.

أشار استطلاع للرأي في 11 نوفمبر 2023 إلى أن حوالي (14%) فقط من الألمان يعتقدون أن الشتاء المقبل قد يشهد مشاكل. في حين يعتقد (64%) من الذين شملهم الاستطلاع أنهم سيقضون فصل الشتاء في العام 2024 دون أي مشاكل كبيرة، حتى لو بقي وضع العرض غير كاف تماما للطلب. بينما يعتقد (18%) أن الوضع مريح للغاية وهم مقتنعون بأن ألمانيا ستجتاز فصل الشتاء دون أي مشاكل على الإطلاق. يبين هذا الاستطلاع أن “أربعة من كل خمسة مشاركين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن ألمانيا في غاية الاستعداد لفصل الشتاء المقبل”.

نقص اليد العاملة في ألمانيا

تعاني ألمانيا من نقص في اليد العاملة في عدة قطاعات، تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق الريفية في ألمانيا تحديات هائلة تتعلق بأزمة نقص العمالة الماهرة. تعمل الحكومة الألمانية على تلبية احتياجها للعديد من العاملين المهرة في وظائف مختلفة، وتشير التقديرات إلى وجود نقص في الأيدي العاملة الماهرة، في واحدة من كل ست مهن في ألمانيا.

تأثرت الكثير من الشركات بسبب النقص الحاد في اليد العاملة المتخصصة، وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية في 19 فبراير 2023 بأن “أكثر من (50%) من الشركات ترى في ذلك تهديدا كبيرا لتطوير أعمالها، وتشير التوقعات أنه سيكون هناك نقص في اليد العاملة يبلغ (7) ملايين بحلول عام 2035.

يرى “سيمون ييغر” الخبير الاقتصادي في سوق العمل ومدير معهد دراسة مستقبل العمل (IZA) في مدينة “بون” أن “ما يتناقض مع ادعاء وجود نقص في اليد العمالة الماهرة هو أننا في ألمانيا لدينا حاليا وظائف قياسية. وعدد الأشخاص الذين يعملون حاليا يقدر بحوالي (46) مليون شخص. وهو عدد غير مسبوق.”

تهديدات الإضرابات في ألمانيا

بدء إضراب في مطار دوسلدورف الألماني في 28 يناير 2023، وبلغت نسبة المشاركة في الإضراب نحو (90%)، تعطّلت حركة الطيران في 17 فبراير 2023 في (8) مطارات ألمانية أبرزها مطارا “فرانكفورت وميونيخ”، بسبب إضراب موظفين في سياق مفاوضات متوترة بشأن الأجور. شهدت ألمانيا في 27 مارس 2023 إضرابا، وقد أسهم في إغلاق جميع خطوط السكك الحديدية للمسافات الطويلة ومعظم القطارات الإقليمية، وتأثرت العديد من الولايات كـ”ولاية بادن-فورتمبيرغ وهيسن وساكسونيا السفلى وشمال الراين ويستفاليا”، ودعت نقابة السكك الحديدية في ألمانيا إلى إضراب تحذيري جديد وسط تواصل المفاوضات مع شركة السكك الحديدية من أجل رفع أجور العاملين في أبريل 2023.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تواجه ألمانيا تحديات كبيرة منذ حرب أوكرانيا من أبرزها نقص اليد العاملة والمواد الأولية، ونقص الاستثمار في البنى التحتية، وارتفاع معدلات التضخم، خصوصا تكاليف الطاقة بشكل حاد.

– توترت العلاقات بين روسيا وألمانيا، حيث كانت ألمانيا تعد أكبر مشتر للنفط والغاز الروسي، أرغمت حرب أوكرانيا ألمانيا على القيام بتغيير اقتصادي كبير خاصة تجاه روسيا، بعدما كانت تراهن مدى عقود على التقارب الاقتصادي مع روسيا لا سيما في مجالات الطاقة .

– دفعت حرب أوكرانيا العديد من الدول الأوروبية للرد بفرض عقوبات وإمداد أوكرانيا بالأسلحة، بالتزامن مع انتقادات بعض الساسة الأوروبيين الذين يرون أنه كان من المفترض أن يكون للعقوبات الاقتصادية تأثيرات اقتصادية كبيرة على موسكو ولكن حدث العكس.

– تعد ألمانيا أبرز مزودي أوكرانيا بالاسلحة، وفي الوقت نفسه أحد أكبر الداعمين الماليين لها. ما يمثل عبء على الاقتصاد الألماني حيث تكلف حرب أوكرانيا الاقتصاد الألماني مئات مليارات الدولارات، وشكلت نحو (4%) من الناتج المحلي الإجمالي.

– ضغطت مستويات التضخم في ألمانيا على العديد من القطاعات في ألمانيا، مسببة توترات أدت أحيانا إلى الإضرابات في العديد من المؤسسات الألمانية والتوقف عن العمل ما يمثل ضغطا على الاقتصاد الألماني.

– بات متوقعا مع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وطول أمد حرب أوكرانيا أن تكون الضغوط على الاقتصاد الألماني كبيرة على المدى المتوسط لا سيما على مجال الطاقة، نظرا لاعتماده بشكل أساسي على قطاعها الصناعي الذي يحتاج لكميات كبيرة من الطاقة.

– من المرجح أن يبدأ تعافي الاقتصاد الألماني خلال العام 2024، وأن يحقق نموا مدعوما بتباطؤ التضخم وارتفاع الأجور، ومن المستبعد مع نهاية حرب أوكرانيا أن تستعاد العلاقات التجارية بين أوروبا وروسيا.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=92040

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

German economy to recover only slightly in 2024 – experts group
https://tinyurl.com/2xhn28sa

Germany no longer fears cold winter without gas
https://tinyurl.com/97fazmf4

ألمانيا تعلن رفع مساعداتها العسكرية لأوكرانيا في ظل تركيز حلفاء كييف على غزة وإسرائيل
https://tinyurl.com/3tkfsm6h

ألمانيا.. مخاوف الشتاء البارد لم تعد موجودة رغم التهديد الروسي
https://tinyurl.com/ms5ur4pz

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...