الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ ما خطر المقاتلين الأجانب بصفوف أوكرانيا؟

Okarina أ أوكرانيا
أبريل 06, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

أعادت الحرب الروسية على أوكرانيا، ظاهرة المقاتلين الأجانب للواجهة من جديد في أوروبا، وبانطلاق المعارك في 24 فبراير 2022، سارع متطوعون من أوروبا والولايات المتحدة للانضمام للقتال في صفوف أوكرانيا. ورغم تحذيرات حكومات الغرب من هذا الأمر، إلا أن دعوة كييف بشأن تشكيل “فيلق دولي” لاقت ترحيباً من قبل أعداد كبيرة من المتطوعين خارج أوكرانيا، ما يطرح تساؤلاً حول أسباب انضمام المواطنين الأجانب للقتال مع كييف، والتداعيات على أمن أوروبا في الوقت الذي تشهد فيه القارة العجوز تسلح غير مسبوق منذ نحو 3 عقود.

انخراط المقاتلين الأجانب للقتال مع أوكرانيا

أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 27 فبراير 2022، نداءً للمواطنين الأجانب للانضمام إلى الأوكرانيين للقتال، وأطلق مكتب زيلينسكي موقعاً على الإنترنت في 5 مارس 2022 لتوجيه المقاتلين الأجانب خلال التقدم إلى “فيلق الدفاع الدولي”، وتوافد وقتها نحو (10) آلاف مقاتل من (52) دولة، أغلبهم من أوروبا وأمريكا الشمالية، وبعض المتطوعين اليابانيين و(500) من بيلاروسيا. ويقول باحث ما بعد الدكتوراه بمركز أبحاث التطرف بجامعة أوسلو كاسبر ريكاويك، إن الأجانب المتطوعين ليس لديهم خبرة عسكرية بمهام لوجستية، وأن عملية فحص كل المنضمين في خضم حرب شاملة يكون أمراً مستحيلاً.

رغبة في تطوير دورهم في الحرب ضد روسيا، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 22 يناير 2024، السماح بمنح الجنسية الأوكرانية للمقاتلين الأجانب والمنحدرين من أصل أوكراني، دون التخلي عن جنسيتهم. ومن بين المقاتلين المنضمين للفيلق الدولي بأوكرانيا، تيارات اليمين المتطرف التي تربطها علاقة قوية بكتيبة “آزوف”- تشكيل شبه عسكري قوامه عناصر أوكرانية وأجنبية-، لذا نشطت كتائب اليمين المتطرف الأوروبي والأمريكي في الحرب الأوكرانية، ومن بينها حزب “الطريق الثالث” اليميني المتطرف الألماني الذي حصل على دعوة مباشرة من كتيبة “آزوف” في أبريل 2022 للقتال معهم. وأشارت تقارير غربية إلى انضمام أفراد ومجموعات مسلحة غير جهادية أو قومية لصفوف أوكرانيا لدوافع مالية، وجذبت أوكرانيا بعض المرتزقة لتنفيذ عمليات مقابل (2000) دولار يومياً، لمواجهة المقاتلين المنضمين لجبهة روسيا.

لماذا يغض الغرب النظر عن انخراط المقاتلين الأجانب لأوكرانيا؟

تعود ظاهرة المقاتلين الأجانب في أوكرانيا، إلى حرب إقليم دونباس في 2014، وقدرت أعداد الأجانب المنضمين وقتها لصفوف أوكرانيا بنحو (17) ألف مقاتل. ورغم تحفظ دول أوروبا على المسألة، إلا أنها لم تستطيع منع تكرار الأمر في الحرب الراهنة، بل أظهرت دول تضامنها بتشجيع مواطنيها للالتحاق بالفليق الدولي، وقالت رئيسة وزراء الدنمارك ميتـي فريديريكسـن، إن بلادها ستسمح للمتطوعين بالسفر لأوكرانيا، وبالمثل أعلنت لاتفيا عن تشريع يتيح للمتطوعين القتال هناك، في حين تباينت الآراء داخل حكومة بريطانيا وقتها بين مؤيد ومعارض حول قتال مواطنيها لأوكرانيا.

يتعلق موقف أوروبا بالصراع التاريخي مع روسيا، ومحاولة إثبات تفوقها في المعارك الراهنة، ووظفت المقاتلين الأجانب من أجل إضعاف موسكو، لاسيما وأنها تتفوق على كييف من حيث العتاد والقوة العسكرية. ولجأ الغرب إلى تكتيك “الحرب الهجينة” والمعارك غير النظامية عبر هؤلاء المتطوعين، لاستنزاف القوات الروسية، ومنح القوات الأوكرانية فرصة لاستعادة مواقعها في جبهات القتال، وكمحاولة لإرضاء كييف وإظهار الدعم العسكري لها، خاصة وأن التدخل الغربي العسكري في الحرب، يعني دخول روسيا والناتو في مواجهة مباشرة.

سارع مقاتلون من دول كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي سابقاً لمساندة أوكرانيا، نظراً لاقتناعهم بأن العملية العسكرية الروسية غير شرعية وتهدد قيم الديمقراطية والحرية في أوروبا، إضافة إلى استغلال اليمين المتطرف حرب أوكرانيا لتغذية القومية بين الشعوب الأوروبية، الأمر الذي دفع حكومات أوروبا لغض الطرف عن انخراط المتطوعين الأجانب في الحرب، لتقوية موقفها في الانتخابات المقبلة أمام أحزاب اليمين المتطرف، التي باتت تكتسب قاعدة شعبية واسعة في المجتمعات الأوروبية.أمن قومي ـ تداعيات حرب أوكرانيا على أوروبا (ملف)

خطر تسلل المقاتلين الأجانب خارج أوكرانيا

محاولة أوكرانيا لتقنين وجود المقاتلين الأجانب في الحرب، وإضفاء الشرعية على الأدوار التي يقومون بها، تضع عراقيل قانونية أمام إعادة هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية بعد انتهاء الحرب، خاصة وأن عمل تيارات اليمين المتطرف ضمن هؤلاء المتطوعين أصبح في إطار قانوني، ما يحول المشهد إلى “الحرب بالوكالة” ويمثل تهديداً لأمن وسلامة أوروبا، في حال تسللهم إلى المناطق المجاورة لحدود أوكرانيا بما فيها روسيا، خاصة وأنهم حصلوا على تدريبات عسكرية واكتسبوا خبرات قتالية بالإضافة إلى حيازتهم أسلحة متطورة.

يعاني بعض المقاتلين من مشاكل نفسية، ومن بينهم أشخاص شديدو العنف أو متورطون في قضايا جنائية أو إرهابية، وتتفاوت قدراتهم العسكرية ومستواهم التعليمي والفكري، وأنضم البعض للقتال لأسباب مادية، بينما التحق آخرون لأسباب عقائدية، ما يرجح احتمالية انخراطهم في أعمال عنف أو الانضمام لجماعات متطرفة عقب انتهاء المهمة في حرب أوكرانيا.

كيف تنظر أوروبا إلى حرب أوكرانيا؟

أشارت وثائق ألمانية سرية في يناير 2024، إلى توقعات بشأن مهاجمة روسيا دول الناتو وتوسيع حربها في 2025، منوهة إلى أن أوروبا تستعد لاحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، وربما يستهدف الهجوم شرق أوروبا وتحديداً منطقة البلطيق ويتضمن هجوماً إلكترونياً في يوليو 2024. وتوقعت الوثائق أن ضعف الدعم الغربي لأوكرانيا، يشجع موسكو على مهاجمة الجيش الأوكراني في أبريل 2024، وتنفيذ مناورة عسكرية واسعة النطاق في غرب روسيا وبيلاروسيا في سبتمبر 2024. وتحدثت صحيفة “واشنطن بوست” في ديسمبر 2023، عن محاولات روسية لتأجيج خلاف سياسي داخل فرنسا وألمانيا، عبر مجموعات اليمين المتطرف ومواقع التواصل الاجتماعي، لتقويض الدعم الغربي لكييف، لذا تنظر أوروبا إلى الحرب بأنها “معركة وجودية”.الأزمة الأوكرانية – تجنيد المقاتلين السوريين، حقائق وأبعاد

روايات مضللة عن الحرب

تزامنت مع الحرب الأوكرانية، حملات مضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحشد المتطوعين لصفوف القتال مع أوكرانيا. وفي 25 فبراير 2022 انتشرت قصة عن إسقاط مقاتل طيار أوكراني (6) طائرات روسية، وتداولت صفحات صورة لامرأة حامل تحمل على نقالة، وقيل إنها تعرضت لقصف في مستشفى ماريوبول. وفي مارس 2024 تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشأن استهداف برج تليفزيوني في كييف، ونُشر فيديو مصور لرجال ونساء قيل إنهم في روسيا يحتفلون قبل التوجه لأوكرانيا. وفي أبريل 2022 نشرت أوكرانيا معلومات غير دقيقة حول مقتل قائد سفينة القيادة التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي. ودارت روايات متضاربة في مايو 2023 حول مسؤولية انهيار سد كاخوفكا. وربطت حسابات بين حرب روسيا على أوكرانيا وحرب الاتحاد السوفيتي على ألمانيا في الماضي.

استراتيجية التوعية حول أبعاد الحرب مع روسيا

مخاوف أوروبا من اتساع رقعة الحرب الأوكرانية، جعلها تتخذ إجراءات غير معهودة منذ سنوات. وأعلن الاتحاد الأوروبي في 11 مارس 2022، عن استراتيجية دفاعية جديدة بزيادة الإنفاق العسكري، وتخصيص بعض الدول (2%) من الناتج المحلي لموازنة الدفاع. وسجل الإنفاق العسكري بالاتحاد مستوى قياسياً بنحو (260) مليار دولار في 2022، بينما أنفق (58) مليار يورو لشراء الأسلحة في 2023. واقترحت المفوضية الأوروبية في 5 مارس 2024 استراتيجية لتعزيز صناعة الدفاع بالتكتل، بتوفير (50%) من المعدات العسكرية بحلول 2030 وميزانية أولية (1.5) مليار يورو. أمن دولي ـ كيف أثرت حرب أوكرانيا على سوق الأسلحة والإرهاب ـ ملف

تقييم وقراءة مستقبلية

– إن الحرب الأوكرانية تعد التهديد الأخطر لأمن أوروبا الآن، ولا يرتبط الأمر بتحركات روسيا العسكرية وزيادة تسليحها التقليدي والنووي فقط، بل لخطورة وجود مقاتلين أجانب في صفوف القوات الأوكرانية، واحتمالية تحول أوكرانيا والدول المجاورة لها لبؤر متطرفين جدد، خاصة وأن ما بين هؤلاء المتطوعين في الحرب يمينيين متطرفين، ولديهم نوازع ودوافع دينية، وتدربوا على القتال وحمل أسلحة متطورة، ما يجعل المسألة شديدة الصعوبة للسيطرة عليهم أثناء الحرب أو بعد انتهائها.

– تيارات اليمين المتطرف في أوروبا من الممكن أن تستغل ورقة المقاتلين الأجانب في أوكرانيا، للترويج لأفكارها العنصرية بين المجتمع الأوروبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكسب مؤيدين لهم من ناحية، وتوجيه انتقادات للحكومات الحالية، بالإشارة إلى أن حرب روسيا على أوكرانيا، جاءت نتيجة سياسات خاطئة في إدارة الأمور مع روسيا وداخل التكتل الأوروبي من ناحية أخرى، مع اقتراب الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024.

– انشغال دول أوروبا بالأزمات الاقتصادية وملف الهجرة واللجوء، إضافة إلى تبعات الحرب على غزة والتوتر في البحر الأحمر، يجعل ملف المقاتلين الأجانب غير مطروحاً على طاولة النقاشات في أروقة الاتحاد الأوروبي، ما يزيد من تعقيد المشهد لانخراط هؤلاء المقاتلين بشكل أوسع في جبهات القتال، وتوسع أوكرانيا في الاعتماد عليهم، نظراً للخسارة البشرية المتتالية التي تكبدتها في العامين الماضيين.

– محاولة أوكرانيا لمنح المتطوعين المنخرطين في الحرب معها الجنسية الأوكرانية، يجعل أوروبا أمام إشكالية قانونية في حال انضمام هؤلاء المقاتلين إلى أعمال عنف الفترة المقبلة، لاسيما وأن طبيعة المعارك الذي ينضمون إليها معارك غير نظامية، تغذي لديهم مفاهيم حرب العصابات والهجمات المتطرفة.

– تشجيع بعض حكومات أوروبا على ضم أوكرانيا لمقاتلين أجانب، منح الخطوة شرعية نوعاً ما، وربما أدركت أوروبا تبعات هذه الخطوة أمنياً وسياسياً عليها، ما يتطلب منها إيجاد بديل لإظهار دعم لأوكرانيا في حربها الراهنة ضد روسيا. وهنا تظهر الإشكالية لعدم امتلاك دول الاتحاد أسلحة كافية لتقديمها في الوقت الراهن، وخطورة إرسال قوات برية إلى الأراضي الأوكرانية. وربما هذه المعطيات تدفع بعض الدول الأوروبية لطرح فكرة التفاوض مع روسيا أو تجميد الصراع العسكري في أوكرانيا، لحين استرداد أوروبا قوتها الاقتصادية والسياسية على المدى القريب.

– أصبحت العلاقة بين روسيا وأوروبا في أشد درجة توترها، في ظل الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا، وإصرار روسيا على استكمال المعارك، واتهاماتها لأوروبا بتشجيع كييف على إطالة الحرب. وفي الفترة الأخيرة تصاعدت حدة التوتر بين الطرفين الروسي والأوروبي، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إمكانية إرسال قوات غربية لكييف، وتسريبات لضباط ألمان بشأن التخطيط لضرب جسر القرم.

– دخول حرب أوكرانيا في أجواء معارك الاستنزاف، يزيد من تعقيد المشهد بين روسيا والغرب وتحديداً الاتحاد الأوروبي، رغم حرص دول غرب أوروبا وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا على تبني موقفاً أكثر توازناً مع روسيا خلال العام الأول للحرب، ولكن تقدم روسيا الميداني في شرق أوكرانيا، ومطالبات كييف المتكررة بضرورة التدخل لمساندتها، جعل الاتحاد الأوروبي يتخذ سياسات صارمة مع روسيا، ويغير سياساته لزيادة قدراته العسكرية تحسباً لأي تطورات في الحرب، قد تلقي بظلالها بشكل مباشر على دول أوروبية أخرى.

– تنظر أوروبا إلى الحرب بأنها حرب وجودية، تعتبرها روسيا وسيلة للحفاظ على أمنها وأراضيها، لذا ترى انخراط مقاتلين أجانب مع أوكرانيا، دعم أوروبي واضح للأخيرة، ما يدفع السياسات الروسية إلى مزيد من التشدد مع أوروبا، وجذب مقاتلين أجانب أيضاً إلى صفوفها في ضوء توسع القتال على جبهات متعددة، وبحث روسيا عن تحقيق مكاسب عسكرية المرحلة المقبلة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=93360

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Zelenskyy allows foreigners to serve in Ukraine’s National Guard

https://rb.gy/em18nk

Democracy defenders and Rambo wannabes: Ukraine’s volunteer foreign fighters

https://rb.gy/bbchfr

‘War in Ukraine is like WWI but with drones,’ says foreign fighter

https://rb.gy/mjmizi

الاتحاد الأوروبي يقترح تعزيز صناعته الدفاعية بميزانية أولية قدرها 1,5 مليار يورو

https://rb.gy/qfg4o0

Russia’s war with Ukraine has generated its own fog, and mis- and disinformation are everywhere

https://rb.gy/bag8v7

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...