بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات
يمكن تصفح الملف pdf ملف: محاربة التطرف والإرهاب ـ التنمية المستدامة، المناخ والحوكمة
يتناول الملف بالعرض والتحليل دور التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، ويتطرق الملف لتأثير التغير المناخي والكوارث الطبيعية على نمو الجماعات المتطرفة، كذلك علاقة الفساد والبطالة بالإرهاب والتطرف. ويستعرض الملف تجربتي مصر والإمارات العربية في التنمية المستدامة. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
- محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟
- محاربة التطرف ـ العلاقة ما بين تغير المناخ والتطرف؟
- محاربة التطرف ـ ما علاقة الحوكمة بالتطرف؟ أُنْموذَج دولة الإمارات ومصر
1- محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟
تسعى الجماعات المتطرفة لاستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية لزيادة عمليات التجنيد والاستقطاب. وتسعى العديد من الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومحاربة الفساد، وتحسين المستوى المعيشي كوسيلة لمحاربة التطرف. وقد أثبت تجارب بعض دول المنطقة بينها تجربة جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة أن الإجراءات والتدابير الأمنية ليست وحدها العامل الحاسم في التصدي للجماعات المتطرفة، بل أيضاً الخطط التنموية التي تُنفَّذ في كافة المجالات لها دوراً حاسماً في مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف.
أهمية وأهداف التنمية المستدامة
تعني التنمية المستدامة، إشباع حاجات الأجيال الحالية، وتحقيق رفاهيتهم دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على إشباع حاجاتهم، آخذة بعين الاعتبار تحديات الحفاظ على الأنظمة البيئية، ومحدودية الموارد الطبيعية القابلة للتجدد. يركز هذا التعريف ضمنياً على فكرتين محوريتين هما “فكرة الحاجات”، وخصوصاً الحاجات الأساسية للفئات الاجتماعية الأكثر فقراً التي تستحق أن تُولَى أهمية كبرى؛ وفكرة “محدودية قدرة البيئة” على الاستجابة للحاجيات الحالية والمستقبلية للبشرية، في ظل أنماط الإنتاج والاستهلاك السائدة والتقنيات المتوفرة، حيث تسعى التنمية المستدامة إلى التوفيق بين الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية.
تعرف أهداف التنمية المستدامة الـ(17) بأنها مجموعة من الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة والتي تعرف أيضاً باسم الأجندة العالمية 2030، وهي رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030. بدأت الدول في وضع خطط، واستراتيجيات على المستوى المحلي، بحيث تكون أكثر شمولاً واستدامة في جميع المجالات والأنشطة، لتحقيق أهدف التنمية المستدامة، حيث تساهم الخطط والاستراتيجيات في مجالات مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف. مكافحة الإرهاب والتطرف – دور التنمية المستدامة
الفقر والبطالة الدافع الأساسي وراء الانضمام للجماعات المتطرفة
أشارت الأمم المتحدة في 11 فبراير 2023، إلى أن العامل الأكثر شيوعاً للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في إفريقيا هو الحاجة إلى العمل. أكد استطلاع للرأي في (8) دول أفريقية أن (40%) ممن شاركوا في الاستطلاع، يرون إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء الانضمام إلى الجماعات المتطرفة.
دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تبني استراتيجية وقائية لإبعاد الأفراد عن إغراءات هذه الجماعات، وحث على الاستثمار في رعاية الأطفال وتعليمهم، والمساعدة في إعادة تأهيل الراغبين في الانفصال عن الجماعات المتطرفة، وأكد البرنامج على أن ردود الفعل الأمنية الموجهة لمحاربة التطرف، ومكافحة الإرهاب غالباً ما تكون مكلفة وأقل فعالية، وأن الاستثمارات في الأساليب الوقائية للتطرف العنيف غير كافية على الإطلاق.
يقول “أخيم شتاينر” مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن “اليأس الناجم عن نقص الدخل، وفرص العمل، وضيق سبل العيش يدفع الناس بشكل أساسي إلى اغتنام الفرص، مع من يقدمها”. أضاف” شتاينر” أن حوالي (25%) من جميع المجندين، الذين تم إجراء مقابلات معهم، أشاروا إلى نقص فرص العمل كسبب رئيسي لانضمامهم للجماعات المتطرفة. تشكل تلك الأرقام زيادة بنسبة (92%) عن آخر دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التطرف العنيف للعام 2017.
علاقات الفساد والجريمة المنظمة بالإرهاب والتطرف
جنحت العديد من جماعات الجريمة المنظمة في 13 مايو 2022 للانضمام لتنظيم “القاعدة أو “داعش”، مما يبرر ارتفاع حوادث العنف في العام 2021 في إفريقيا. ربما تتجاوز تلك الملاحظة الصلة القائمة بين جماعات الإرهاب وعصابات التهريب وجماعات الجريمة المنظمة في نطاقات عمل هذه الجماعات منذ أكثر من عقد ، كما يلاحظ “ستيج هانسن” المتخصص في شؤون الإرهاب في أفريقيا أن هناك علاقة وطيدة بين تصاعد العمليات الإرهابية ونشاط الجريمة المنظمة في العام 2021. يعدّ ذلك إشارة غير مباشرة، لوثاقة الصلة بين الإرهاب والفساد، والجريمة المنظّمة على نحو يبرّر جزئيًا “استدامة ظاهرة الإرهاب” في إقليم الساحل الإفريقي.
تجربة مصر الرائدة للتنمية المستدامة في سيناء
إستطاعت جمهورية مصر العربية مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة شبه جزيرة سيناء، بفضل الخطط التنموية، وتحسين جودة التعليم، والاستثمار في البنى التحتية، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها الضامن الأساسي لاستدامة الاستقرار، ومكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف. يظهر ذلك في نجاح السلطات المصرية في تقويض أنشطة التنظيمات الإرهابية، حيث أكد مؤشر الإرهاب العالمي في مارس 2023 أن مصر قد خرجت من الـ(10) الدول الأكثر تأثرا من العمليات الإرهابية، وقد أصبحت في المركز الـ(16). أمن دولي ـ التغير المناخي، تهديداُ خطيراُ للأمن العالمي. ملف
من أبرز الخطط التنموية التي تبنتها مصر:
البنية التحتية: أنفقت مصر منذ 2013، ما يزيد عن (750) مليار جنيه على مشروعات التنمية، لتطوير وإنشاء العديد من محطات المياه والبنية الأساسية، وإنشاء محطات جديدة، ومحطات معالجة المياه مثل محطة “بحر البقر”، وغيرها من عمليات التنمية على جميع الأصعدة ومناحي الحياة في سيناء.
بلغت جملة الاستثمارات بخطة (2023/2022) لتنمية محافظة شمال سيناء، حوالى (5) مليارات جنيه، تمول الخزانة العامة منها نحو (80%)، حيث استحوذ قطاع الزراعة واستصلاح والأراضي على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظة شمال سيناء بـ(28%)، يليه قطاع التشييد والبناء بنسبة بـ(22.6%)، ثم قطاعات الصرف الصحي والمياه والتعليم بنسب (8.1%) و(7.9%) و(7.6%).
أطلقت الحكومة المصرية في سبتمبر 2023، خطة التنمية في سيناء، على أن يكون أهالي شمال سيناء هم المستفيدين من هذه المشروعات، ومسؤولين عن تنفيذ نسبة كبيرة منها. الخطة التنموية التي تُنفَّذ في شمال سيناء، تشمل القطاعات المختلفة للمشروعات، سواء المشروعات الصناعية، أو الزراعية، أو السياحية، أو غيرها.
التعليم : طورت الحكومة المصرية الكثير من المدارس في أغلب القرى إلى جانب إنشاء مدارس جديدة. تقدمت مصر في أبرز المؤشرات الدولية للتعليم، حيث تقدمت (13) مركزاً في مؤشرات التعليم، لتأتي في المركز الـ(24) عام 2022 مقارنة بالمركز (37) عام 1996. تقدمت مصر(14) مركزاً بمؤشر جودة التعليم لتأتي في المركز الـ(37) عام 2022 مقارنة بالمركز الـ(51) عام 2019. تقدمت مصر (41) مركزاً في مؤشر قدرة النظام التعليمي على تلبية الاحتياجات منذ صدوره، حيث جاءت في المركز (67) عام 2021 مقارنة بالمركز (108) عام 2019. أمن دولي ـ تأثيرات تغير المناخ والاحتباس الحراري والإشعاعات النووية
الإمارات تحقق نتائج قياسية بمؤشرات التنمية المستدامة
ساهمت الجهود الإماراتية المبذولة في مجال التنمية المستدامة في تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم في (16) مؤشراً فرعياً مرتبطاً بتحقيق بأهداف التنمية المستدامة الـ(17). بالإضافة إلى حفاظ دولة الإمارات في 19 يناير 2023 للسنة الرابعة على التوالي على مكانتها، ومركزها الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، حيث تعتبر من أكثر الدول أمانا من بين عدة دول فعالة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ومن أكثر الدول أمانا في العالم بمستوى “منخفض جداً” لمخاطر انتشار الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.
تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم أهدافها الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وساعد الحوار بين الأديان في مكافحة الإسلاموية والتطرف الديني. باتت دولة الإمارات العربية المتحدة أول حكومة غير ورقية على مستوى العالم بنسبة (100%) بعد تحقيق نتائج قياسية بمؤشرات الاستدامة والرقمنة، جعلتها على رأس قائمة الدول العربية والأفريقية، وتنافس الدول العظمى على المراكز الأولى في الاستدامة الرقمية بالممارسات التجارية والحكومية.
أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي في يوليو 2023، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسَّسة الإمارات للتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة، عن التزام جميع المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات في إمارة أبوظبي بانضمامها إلى مبادرة الهيئة للمدارس المستدامة المعترف بها دوليا، مشيرة إلى أنها تعمل على ضم (700) مدرسة من جميع أنحاء الدولة إلى مبادرة المدارس المستدامة بحلول نهاية العام الجاري.
الخطوات نحو التنمية المستدامة “في خطر”
تنامت التحذيرات في 11 يوليو 2023 من أن الأهداف التي حدّدها العالم للحد من الفقر واتّخاذ خطوات نحو التنمية المستدامة للبشرية “في خطر”. تبيّن في أكثر من (30%) من الأهداف، أنه لم يحرز أي تقدّم، وأحيانا تم تسجيل تراجع اعتباراً من العام 2015، ورصد انحراف يتراوح بين المتوسّط والحاد عن المسار المرجو في نحو (50%) من الأهداف. فهناك قرابة (1.1) مليار شخص يعيشون في أحياء فقيرة أو في ظروف أشبه بالأحياء الفقيرة في المدن، مع توقّع أن يضاف إليهم في السنوات الثلاثين المقبلة (2) مليار شخص”.
**
2- محاربة التطرف ـ العلاقة ما بين تغير المناخ والتطرف؟
تتعدد المخاطر والتهديدات الأمنية المتعلقة بالتغيير المناخي، كنقص وندرة الموارد الطبيعية، وتنامي الصراعات عليها، والذي يؤدي بدوره إلى عدم الاستقرارالسياسي، والاجتماعي. تستغل الجماعات والتنظيمات المتطرفة الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل لتجنيد واستقطاب الأفراد، وتأجيج الاحتجاجات والمظاهرات، ما دفع المجتمع الدولي لاعتماد إجراءات وتدابير أكثر كفاءة وفعالية، لمعالجة الأضرار الناشئة عن تغير المناخ، أو التخفيف من حدتها.
تنافس الجماعات المتطرفة على الثروات
خلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إلى وقوع ما بين (350) و(500) كارثة ما بين متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنوياً على مدى العقدين الماضيين، وزادت الكوارث الطبيعية بـ(5) مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة. ومن المتوقع أن تقع أحداث كارثية في ظل تغير المناخ، ناجمة عن الجفاف، ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل. تشير التقديرات أنه بحلول عام 2030 سنواجه (560) كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل (1.5) كارثة يومياً.
تستغل الجماعات المتطرفة والإرهابية الأزمات المتعددة التي تواجه العالم مثل أزمتي الغذاء والطاقة، والتداعيات الناتجة عن تغير المناخ، وتتسابق تلك الجماعات المتطرفة لاقتناص الثروات الناجية من الكوارث الطبيعية، ومنها جماعات “بوكو حرام” وفروع “داعش” و”القاعدة” في إفريقيا ، والتي تتقدم وتنتشر بصورة متسارعة في شرق وغرب القارة الإفريقية ، خاصة الساحل الإفريقي وتتجه جنوباً نحو خليج غينيا. محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟
الجماعات المتطرفة تستغل الجفاف لتسريع وتيرة التجنيد والاستقطاب
تنامت التحذيرات في 18 أغسطس 2023 من أن (25) دولة في العالم تضم (25%) من سكان الأرض، مهددة بشح في المياه بسبب الإجهاد العالي لمواردها المائية المتاحة. يؤدي هذا الوضع بالنتيجة إلى مخاطرعدم توفير فرص العمل، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة. تشير البيانات إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي هي الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، حيث يتعرض (83%) من السكان لإجهاد مائي مرتفع للغاية، وفي جنوب آسيا حيث تنخفض النسبة إلى (74%). هناك زيادة متوقعة للطلب العالمي على المياه بنسبة تتراوح بين (20 و25%) بحلول عام 2050، وسترتفع نسبة السكان المتعايشة مع الإجهاد المائي بدورها إلى (100%).
حاولت حركة الشباب الصومالية في 12 ديسمبر 2022 استغلال الجفاف، والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال، مقابل الحصول على الغذاء وقليل من المال، التي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات وأموال “الزكاة”. ونظراً لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة الشباب الصومالية ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور، والمرور إلى وجهتهم. إلى وقت قريب كانت سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد إلى غاية الحدود الكينية جنوباً والحدود الإثيوبية غرباً. أمن دولي ـ التغير المناخي، تهديداُ خطيراُ للأمن العالمي. ملف
الانهيار المناخي يتسبب في تنامي التطرف
يقصد بـ”الانهيار المناخي” في السادس من سبتمبر 2023، التغييرات الخطيرة، والضارة للغاية في طقس العالم، الذي أصبح أكثر دفئاً بسبب النشاط البشري الذي يؤدي إلى زيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. من الأثار الناتجة عن الانهيار المناخي ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التدهور البيئي، كذلك ارتفاع مستويات سطح البحر، وذوبان القطب الشمالي وموت الشعاب المرجانية، ما يتسبب في انعدام الأمن الغذائي والمائي، والذي يؤدي بدوره إلى الاضطرابات الاقتصادية والصراعات والإرهاب، ونزوح ملايين البشر.
تقول “ليام كار” المحللة في مشروع التهديدات الحرجة التابع لـ”معهد أميركان إنتربرايز” في 23 نوفمبر 2022 إن “تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الظروف المزعزعة للاستقرار التي يستغلها تنظيما داعش والقاعدة في مناطق القارة الإفريقية المختلفة”. أضافت “ليام كار” أن “التغير المناخي يسمح التنافس على الموارد بين المزارعين، والرعاة من المجموعات العرقية المختلفة للجماعات المتطرفة في أجزاء من غرب أفريقيا بزيادة التجنيد من خلال عمل المنظمات المتطرفة كحماة للمجتمعات المحلية، وقد نجحت المجموعات في استخدام هذه الاستراتيجية في منطقة “تيلابيري بالنيجر”، وشمال بوركينا فاسو، ووسط مالي لاكتساب النفوذ والتجنيد، كما تساهم المنافسة على الموارد أيضاً في انعدام الأمن، والتوسع في شمال غربي نيجيريا”.
التغير المناخي أحد عوامل تفاقم التهديدات في منطقة “بحيرة تشاد”
خلصت دراسة في الثامن من سبتمبر 2023 في (180) دولة و(22) منطقة، إلى أن (98%) من سكان العالم تعرضوا لدرجات حرارة أعلى، وزادت احتمالية حدوثها بمرتين على الأقل نتيجة للتلوث بثاني أكسيد الكربون، وتسببت موجات الحر الطويلة في أمريكا الشمالية، وجنوب أوروبا في حرائق غابات كارثية وارتفاع في معدلات الوفيات.
تستغل المجموعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي وعلى رأسها تنظيم “بوكو حرام”، ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف وندرة الأمطار وبالتالي تراجع إنتاج الأراضي الزراعية، في تجنيد المواطنين في صفوفه مستغلًا الظروف الاقتصادية. أكدت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، أن تغير المناخ أحد عوامل تفاقم التهديدات في منطقة بحيرة “تشاد” وغيرها من المناطق، وأضافت أنها تدرس عن كثب العلاقة بين المناخ والصراع، لأن المنطقة التي تعمل فيها “أفريكوم” تشمل بعض مناطق الساحل الإفريقي الأكثر عرضة للتغير المناخي مثل مالي وبوركينا فاسو، حيث يتصاعد الإرهاب الذي تمثله الجماعات المتطرفة. أمن دولي ـ تأثيرات تغير المناخ والاحتباس الحراري والإشعاعات النووية
الجماعات المتطرفة تستغل الفيضانات لإحباط إيصال المساعدات الإنسانية
بات من الواضح بشكل متزايد، خاصة بعد إعصار “نيبال” الذي ضرب ليبيا في 12 سبتمبر 2023، أن التغير المناخي أثر بشكل ملحوظ على العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار، ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة الفيضانات. وقد أكدت المفوضية الأوروبية أن أضرار الفيضانات الساحلية السنوية بشكل عام قد تزيد بمقدار (20 إلى 50) ضعفاًً بسبب تغير المناخ فقط، في حال لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة للتكيف مع الفيضانات، وضبط متوسطات درجات الحرارة عالميا.
تعاني الدول الهشة من الفيضانات والعواصف وغيرها من التأثيرات المرتبطة بالمناخ أكثر من البلدان الأخرى. ووفقاً للتقديرات في الأول من سبتمبر 2023، يتأثر الأشخاص بالكوارث الطبيعية في الدول الهشة بـ(3) أضعاف مقارنة بالبلدان الأخرى، يرجع ذلك أيضاً بسبب الصراعات الناتجة عن التغير المناخي، وسيطرة الجماعات المتطرفة التي أحبطت إيصال المساعدات الإنسانية.
التغير المناخي سبباً في النزوح والهجرة
يقصد بـ”لاجئي المناخ”، إلى الحركة الطوعية أو الغير طوعية للأشخاص من مكان إلى آخر بسبب التغير المناخي في 20 يوليو 2023، التي عادة ما تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري. يمكن أن تشمل الظروف الكوارث الطبيعية، والتصحر التدريجي، وارتفاع مستوى سطح البحر، أو هجرة الحشرات المدمرة للمحاصيل، على سبيل المثال لا الحصر.
ينحدر (72%) من اللاجئين في 22 مارس 2023 حول العالم من (5) دول، وخلال رحلة النزوح يتعرض اللاجئون للكثير من المخاطر، فقد يعانون من الجوع والمرض، والتعرض للعنف، واستقطاب الجماعات المتطرفة لهم. أجبر مئات آلاف الباكستانيين العام 2022 على النزوح بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية حادة، وكانت بحاجة للمساعدة الدولية لمساعدة ضحايا الفيضانات وإعادة البناء.
تلقت حكومة المملكة المتحدة في 27 مارس 2023، مناشدات لتقديم تأشيرات لأفراد فارين من كوارث طبيعية ناجمة عن تغير المناخ. كذلك توفير طرق آمنة وقانونية، تمكنهم من الوصول إلى المملكة المتحدة، للحد من تأثير الهجرة على أمن الحدود. بالإضافة إلى وضع مخطط للأفراد في دول الضعيفة عبر تدريبهم على مهارات الاستدامة، لمساعدة بلادهم على التكيف مع حالات تغير المناخ، وزيادة استثمارهم في إجراءات التكيف مع التغير المناخي في البلدان النامية. تشير التوقعات إلى احتمال تشرد مئات الملايين من الناس بسبب آثار تغير المناخ على مدى السنوات الـ(3) المقبلة، ولجوء البعض إلى المملكة المتحدة بطرق عدة، بما فيها غير القانونية.
اليمين المتطرف وتأجيج المظاهرات والاحتجاجات
تظاهر آلاف المتظاهرين في عدة مدن أوروبية في 17 سبتمبر 2023، للاحتجاج على تغير المناخ، والدعم الحكومى للوقود الأحفورى، وطالب المتظاهرون في إيطاليا بفرض المزيد من الضرائب على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما قام نشطاء معنيون بالمناخ في 17 سبتمبر 2023 برش أعمدة بوابة “براندنبورغ” في برلين بطلاء برتقالي للضغط من أجل تحقيق مطالب وقف استخدام الوقود الأحفوري بحلول العام 2030، ومكافحة الاحتباس الحراري بشكل أفضل. فيما خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع نيويورك في 18 سبتمبر 2023، للمطالبة بتعزيز إجراءات مكافحة التغير المناخي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تميل جماعات اليمين المتطرف إلى اللعب على مخاوف السكان بدلاً من مواجهة المشاكل، واستغلال التوترات حول الموارد الطبيعية، وخاصة المياه لتعميق الصراعات، وتوفير مساحة لأنشطة جماعات اليمين المتطرف، ومع تزايد حركات النزوح والهجرة بسبب تغير المناخ، سوف يميل السكان المحليون، الذين يتعرضون للمزيد من موجات الهجرة في بلدانهم، نحو إظهار ردود فعل يمينية متطرفة، مما يزيد من حالات كراهية الأجانب.
**
3- محاربة التطرف ـ ما علاقة الحوكمة بالتطرف؟ أُنْموذَج دولة الإمارات ومصر
التحولات السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم الآن، تستدعي ضرورة تطبيق مفهوم الحوكمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع تزايد التحديات الأمنية والمخاوف من استغلال التنظيمات الإرهابية الأزمات الراهنة للظهور مرة أخرى في مناطق متفرقة في العالم، إذ تعد العلاقة طردية بين غياب الحوكمة وانتشار الإرهاب وتمدد الجماعات المتطرفة، الأمر الذي يفسر تصاعد العمليات الإرهابية في المناطق التي ما زالت تعاني من صراعات سياسية، وتفتقر فيها الحكومات أي قدرة على إدارة الأزمات الأمنية والاقتصادية.
ماذا تعني الحوكمة؟
تعد الحوكمة تطبيق جيد لإدارة مؤسسات الدولة وفقاً لقوانين وآليات، تستهدف تحقيق الجودة والتميز في الأداء، ما يسهم في وضع أطر لتنظيم العلاقة بين الأطراف الرئيسية المتحكمة في أداء المؤسسات، عبر تحديد المسؤوليات وتنظيم العمل وفقاً لأهداف محددة على المدى البعيد.
تسعى الحوكمة إلى تطبيق الشفافية والمشاركة والمساءلة وسيادة القانون، إضافة إلى مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدمة من قبل المؤسسات الحكومية للمواطنين.
انتشر مفهوم الحوكمة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في أعقاب ظهور أنماط جديدة لإدارة المؤسسات الحكومية وبالأخص الاقتصادية. وتندرج أهمية الحوكمة في وضع آليات للمواطنين للمطالبة بحقوقهم وممارسة واجباتهم القانونية، ما يعني تأسيس بيئة للشراكة الشاملة بين المؤسسات والمواطنين، للاستفادة من القدرات المؤسسية والإنسانية بشكل يصب في صالح التنمية ويواجه التحديات الاجتماعية والاقتصادية في الدول.
أولى العالم اهتماماً واسعاً السنوات الأخيرة بآليات تطبيق الحوكمة، وفي مؤتمر “القمة العالمية” لعام 2005 اتفق الحضور من رؤساء دول وحكومات على اتفاقيات لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، مع التأكيد على التزام الدول بمكافحة الفساد وتطبيق الشفافية والمساءلة القانونية، وأكدت القمة في نسختها لعام 2010 على أهمية الترتيبات المؤسسية في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمكافحة الفقر والجوع.
أُنْموذَج دولة الإمارات ومصر في الحوكمة
عملت دول أخرى مثل الإمارات ومصر على تطبيق الحوكمة، ما ساهم في دورهما في مكافحة التطرف إقليمياً ودولياً.
تعمل الإمارات على توجيه المؤسسات الحكومية للالتزام بتطبيق الحوكمة، والرقابة عليها في تطبيق الشفافية والمسؤولية والنزاهة، من أجل تحقيق الجودة لجميع أصحاب المصالح، ما سمح لها أن تمتلك تجربة رائدة في مكافحة التطرف، عبر وضع سياسات وقائية وتأصيل مفاهيم التسامح والتعايش في المجتمع.
وضعت الإمارات آليات تسمح بالتبادل الفوري للمعلومات وتفعيل الحوكمة الأمنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل التنظيمات الإرهابية، ومن هنا دعت الأمم المتحدة في 2018 لإنشاء تحالفات استراتيجية لتعزيز مكافحة الخطاب المتطرف دولياً، واستضافت في 2017 المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني، لحشد اهتماماً دولياً لمواجهة التهديدات الإرهابية عبر الفضاء الإلكتروني.
تتعاون مصر مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لدعم مشروع الحوكمة الاقتصادية ومكافحة الفساد ودعم التحول الرقمي للقطاع العام، لتطبيق الشفافية والكفاءة والمساءلة لدى المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وخلق بيئة أكثر تنافسية بين القطاعين العام والخاص لتحسين جودة الخدمات.
تسهم الحوكمة الاقتصادية في مصر، في تعزيز الاستثمارات والتنمية في شمال سيناء، وبالتوازي مع إطلاق العملية الشاملة في سيناء في فبراير 2018، ربطت مصر بين المقاربة الأمنية وجهود التنمية لمكافحة الإرهاب على مدار الأعوام الأخيرة، حيث بلغت تكلفة المشاريع في سيناء (700) مليار جنيه مصري في ( 8) سنوات.التطرف ـ خريطة الجماعات المتطرفة في إفريقيا وملامح التطرف
تداعيات غياب مفهوم الحوكمة
تدريجياً دخلت الحوكمة الأمنية حيز التنفيذ مع اقتناع الحكومات بتصاعد التهديدات الأمنية، المتعلقة بزيادة الهجمات الإرهابية منذ 11 سبتمبر 2001، وتعتمد الحوكمة الأمنية على (3) عناصر رئيسية، هي: مؤسسات الدولة المتمثلة في الجهات الاستخباراتية وقوات إنفاذ القانون، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بهدف نشر ثقافة الحوكمة داخل الإدارات المختلفة وبين فئات المجتمع.
اعتمدت المقاربات الأمنية في أوروبا لمكافحة الإرهاب في العقد الماضي، على اعتقال المشتبه بهم والإجراءات الأمنية المشددة لمنع وقوع أي هجمات إرهابية محتملة، وفي الوقت نفسه أغفلت معالجة الأسباب الجذرية وراء نشاط التطرف وتمدد التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة.
بينما سمحت الحوكمة الأمنية العامين الماضيين، باتخاذ بعض دول أوروبا إجراءات تتبع أموال الإرهاب ومكافحة نشاط المتطرفين عبر شبكة الإنترنت، ومتابعة مدى تنفيذ خطط دمج المسلمين والمهاجرين في المجتمع الأوروبي، وسد الفجوة بين منح الأشخاص فرص متساوية في التعليم والعمل، وتعزيز الخطط الأمنية وقدرات الأجهزة المنوطة بتنفيذها.
تفتقد بعض الدول في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط تطبيق هذه الاستراتيجية في مكافحة الإرهاب، لغياب الثقة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، الأمر الذي يؤثر سلباً على تنفيذ مفهوم الحوكمة الأمنية ويزيد من فرص تمدد الإرهاب.محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟
الإرهاب وغياب الحوكمة
إفريقيا
أصبحت القارة الإفريقية بؤرة مهيئة لنشاط التنظيمات المتطرفة في مقدمتها داعش والقاعدة، مع استمرار الصراعات السياسية وهشاشة الوضعين الأمني والاقتصادي.
جاءت إفريقيا في صدارة القارات الأكثر تضرراً من العمليات الإرهابية لعام 2023، ونشطت حركة الشباب الصومالية في منطقة القرن الإفريقي، وتمدد وجودها من الصومال إلى كيينا وإثيوبيا، مستغلة حالة الفوضى السياسية والضعف الأمني لتصعد من عملياتها ضد العسكريين والمدنيين في إفريقيا، ومع تزايد المنافسة بين تنظيمي داعش والقاعدة في إفريقيا كثف داعش من وجوده في شمال شرق الصومال.
تعد منطقة غرب إفريقيا من المناطق التي تشهد نشاطاً ملحوظاً للتنظيمات المتطرفة، حيث ينتشر داعش والقاعدة في بنين ونيجيريا وكوت ديفوار وبوركينا فاسو ومالي وتوجو، خاصة مع احتمالية تفكك مجموعة الساحل، واستمرار الصراعات السياسية وانعكاسها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
احتلت السودان المرتبة الأولى في مؤشر الإرهاب خلال الربع الثاني من عام 2023، بواقع (45) عملية إرهابية، وهي الفترة نفسها التي اندلعت فيها اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم.
جاءت الصومال في المرتبة الثانية من حيث العمليات الإرهابية في 2023، بواقع (33) هجوم إرهابي، وتصدرت منطقة الساحل الإفريقي في عام 2022 المناطق الأكثر تضرراً من الإرهاب، وكثف داعش ومن بعده حركة الشباب الصومالية الهجمات، ما أدي لزيادة معدلات الإرهاب بنسبة تجاوزت (200%) مقارنة بعام 2007.
سجلت الصومال المركز الثالث في مؤشر الإرهاب لعام 2022 عالمياً، لارتفاع هجمات حركة الشباب الصومالية في شرقي إفريقيا، ووصلت نسبة ضحايا حركة الشباب بإفريقيا (93%) من إجمالي هجماته بالقارة، التي بلغت (784) هجمة في 2022، ووصل عدد ضحايا الحركة في الصومال (23%) من هجماته.
احتلت بوركينا فاسو صدارة الدول، التي سجلت أكبر عدد من الضحايا في العمليات الإرهابية في 2022، بنسبة (17%) من إجمالي ضحايا الإرهاب عالمياً، ووصلت عدد العمليات الإرهابية بها إلى (310) عملية.
شهدت بوركينا فاسو ومالي في 2022 أكبر عدد من الهجمات، التي لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عنها، وسجلت الدولتان (73%) من نسبة ضحايا الإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي، و(52%) من ضحايا إفريقيا جنوب الصحراء. كما أن نشاط داعش الملحوظ في وسط إفريقيا، أدى إلى احتلال الكونغو المرتبة (14) في مؤشر الإرهاب لعام 2022.محاربة التطرف ـ العلاقة مابين تغير المناخ والتطرف؟
الشرق الأوسط
جاءت كلاً من سوريا والعراق واليمن في صدارة الدول التي تعرضت لعمليات إرهابية خلال 2023، وشهدت اليمن (53) عملية إرهابية لذا جاءت في المرتبة الثانية من حيث الهجمات الإرهابية، نظراً لما تشهده من عدم استقرار سياسي منذ نحو (12) عاماً، وأصبحت نقطة ارتكاز لتنظيم القاعدة وتحديداً في محافظتي أبين وشبوة في 2022.
تقاسمت سوريا مع اليمن الترتيب وبنفس عدد الهجمات الإرهابية، ونسبت نحو (6) عمليات لداعش. وفي الربع الثاني من 2023 تصاعدت الهجمات، حتى سجلت الفترة من يناير 2023 إلى أغسطس 2023 (106) هجوماً في مناطق دير الزور والبادية السورية والشمال السوري.
استمرار الأزمات السياسية في العراق انعكس على مؤشر الإرهاب في 2023، واحتل المرتبة الرابعة بواقع (26) عملية إرهابية، وتبنى داعش (4) عمليات منها. وتتصاعد المخاوف من عودة داعش لمعاقله السابقة في سوريا والعراق لوجود ما بين (5- 7) آلاف عنصر هناك.
تتوالى التحذيرات من تحول ليبيا لبؤرة إرهاب، بعد أن جاءت في المرتبة الخامسة في مؤشر الإرهاب بمعدل (7) عمليات، وفي ظل بقاء المجموعات المسلحة واستمرار حالة الانقسام بين الأطراف السياسية.
آسيا
تنامى وجود التنظيمات الإرهابية مع وصول طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021، وشهدت منطقة جنوب آسيا مثل باكستان وأفغانستان والهند، تصاعد للإرهاب من قبل داعش والقاعدة في 2023، وكثف داعش من وجوده في جنوب شرق آسيا (سنغافورة وماليزيا وفيتنام والفلبين)، بدعاية إعلامية لاستقطاب عناصر جديدة.
ظلت أفغانستان في الفترة من 2019 إلى 2022 تتصدر مؤشر الإرهاب العالمي، حيث انتشر الإرهاب في (26) مقاطعة من أصل (34)، وشهدت كابول أكبر عدد من التفجيرات، وأسفرت الهجمات في 2022 عن (434) قتيل.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– تعد التنمية المستدامة وسيلة فعالة، وناجعة لتعزيز الجهود الدولية لتقويض أنشطة الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وهي قادرة أيضاً على دعم تدابير وإجراءات مكافحة الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال معالجة الظروف المؤدية إلى انتشاره.
– لا تزال العديد من الدول النامية تواجه تحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما يؤدي إلى المزيد من الضغوطات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، التي تستغلها الجماعات المتطرفة في استقطاب وتجنيد المزيد من الأفراد لتحقيق أجنداتهم.
– نجحت مصر في مواجهة التنظيمات والجماعات المتطرفة، وأدى هذا النجاح إلى انخفاض الهجمات الإرهابية، ويرجع هذا النجاح إلى اعتماد الحكومة المصرية إجراءات وتدابير فعالة بجانب تحقيق أهداف التمية المستدامة، وزيادة الاستثمارات في مجالات البنى التحتية، وتحسين جودة التعليم والصحة.
– تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة مراكز متقدمة على المستوى الإقليمي، والدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى حفاظ دولة الإمارات على مكانتها، ومركزها الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، وباتت من أكثر الدول أمانا في العالم بمستوى “منخفض جدا”.
– بات متوقعاً أن تكون هناك مساهمات أكثر فعالية من الدول النامية لا سيما الدول الإفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة نقاط الضعف، والفساد ونقص الموارد، وقصور النظم الصحية والاقتصادية والاجتماعية، للحد من أنشطة الجماعات المتطرفة وعصابات التهريب والجريمة المنظمة.
**
– يسبب تغير المناخ في العديد من المخاطر والتهديدات على جميع نواحي الأمن، كالأمن الغذائي، وأمن الطاقة، ويعد حوض بحيرة “تشاد” مثالاً رئيسياً على ذلك.
– يعد تغير المناخ أحد الأسباب المباشرة للإرهاب والتطرف، قد تستغل الجماعات المتطرفة التغير المناخي وعدم الاستقرار في استقطاب وتجنيد الأفراد، ما يعزز من تنفيذ أجنداتها الأيديولوجية المتطرفة.
– يترتب على ظاهرة “التغير المناخي” موجة هجرة جديدة عابرة للحدود، وقد ترتبط بتنامي الجريمة المنظمة وعمليات التهريب كتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات.
– يلعب التغير المناخي دوراً هاماً في ندرة الموارد الطبيعية، والذي من شأنه يتسبب في العديد من الصراعات الداخلية، وخاصة في الدول ذات المؤسسات الضعيفة، هذه الضغوط يمكن أن تفاقم الانقسامات، والخلافات داخل المجتمعات أو عبر الحدود.
– بات متوقعاً أن يعتمد المجتمع الدولي إجراءات وتدابير أكثر كفاءة، وفاعلية لمنع الأضرار المرتبطة بتغير المناخ أو التخفيف من حدتها، كذلك زيادة التمويل والاستثمارات لدعم جهود البلدان النامية الرامية إلى التكيّف مع تغيّر المناخ.
**
– يسبب تغير المناخ في العديد من المخاطر والتهديدات على جميع نواحي الأمن، كالأمن الغذائي، وأمن الطاقة، ويعد حوض بحيرة “تشاد” مثالاً رئيسياً على ذلك.
– يعد تغير المناخ أحد الأسباب المباشرة للإرهاب والتطرف، قد تستغل الجماعات المتطرفة التغير المناخي وعدم الاستقرار في استقطاب وتجنيد الأفراد، ما يعزز من تنفيذ أجنداتها الأيديولوجية المتطرفة.
– يترتب على ظاهرة “التغير المناخي” موجة هجرة جديدة عابرة للحدود، وقد ترتبط بتنامي الجريمة المنظمة وعمليات التهريب كتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات.
– يلعب التغير المناخي دوراً هاماً في ندرة الموارد الطبيعية، والذي من شأنه يتسبب في العديد من الصراعات الداخلية، وخاصة في الدول ذات المؤسسات الضعيفة، هذه الضغوط يمكن أن تفاقم الانقسامات، والخلافات داخل المجتمعات أو عبر الحدود.
– بات متوقعاً أن يعتمد المجتمع الدولي إجراءات وتدابير أكثر كفاءة، وفاعلية لمنع الأضرار المرتبطة بتغير المناخ أو التخفيف من حدتها، كذلك زيادة التمويل والاستثمارات لدعم جهود البلدان النامية الرامية إلى التكيّف مع تغيّر المناخ.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=91097
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
البحث عن فرص العمل هو المحرك الرئيسي للتطرف العنيف في أفريقيا جنوب الصحراء
https://tinyurl.com/5n8njm3c
الأمم المتحدة: الفقر وليس الدين هو “السبب الرئيسي وراء الإرهاب في إفريقيا”
https://tinyurl.com/kbha4yb8
مصر تستعد لإطلاق خطة تنموية في شمال سيناء
https://tinyurl.com/2by3dv4s
THE 17 GOALS | Sustainable Development
https://tinyurl.com/y2m3kzbn
**
Global Warming Is Bringing More Change Than Just Heat
https://tinyurl.com/2tmkcn3n
‘Climate breakdown’ alert as air quality dips during heatwaves: UN chief
https://tinyurl.com/3fdxx7tz
The Climate Crisis – A Race We Can Win
https://tinyurl.com/2s48awh5
تغير المناخ يهدد المجتمعات الأكثر ضعفاً
https://tinyurl.com/2eh3e4kp
**
Governance and development Thematic Think Piece UNDESA, UNDP, UNESCO
https://bit.ly/3PhhLtn
بتكتيك “الذئاب المنفردة”.. ما دلالات عودة عمليات تنظيم الدولة في سوريا؟
https://bit.ly/3Rmi8p0
Democracy and Governance
https://bit.ly/44S4flO
What is the Global Terrorism Index?
https://bit.ly/3Psuvh0