الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟

محاربة التطرف
سبتمبر 18, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

تسعى الجماعات المتطرفة لاستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية لزيادة عمليات التجنيد والاستقطاب. وتسعى العديد من الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومحاربة الفساد، وتحسين المستوى المعيشي كوسيلة لمحاربة التطرف. وقد أثبت تجارب بعض دول المنطقة بينها تجربة جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة أن الإجراءات والتدابير الأمنية ليست وحدها العامل الحاسم في التصدي للجماعات المتطرفة، بل أيضاً الخطط التنموية التي تُنفَّذ في كافة المجالات لها دوراً حاسماً في مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف.

أهمية وأهداف التنمية المستدامة

تعني التنمية المستدامة، إشباع حاجات الأجيال الحالية، وتحقيق رفاهيتهم دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على إشباع حاجاتهم، آخذة بعين الاعتبار تحديات الحفاظ على الأنظمة البيئية، ومحدودية الموارد الطبيعية القابلة للتجدد. يركز هذا التعريف ضمنياً على فكرتين محوريتين هما “فكرة الحاجات”، وخصوصاً الحاجات الأساسية للفئات الاجتماعية الأكثر فقراً التي تستحق أن تُولَى أهمية كبرى؛ وفكرة “محدودية قدرة البيئة” على الاستجابة للحاجيات الحالية والمستقبلية للبشرية، في ظل أنماط الإنتاج والاستهلاك السائدة والتقنيات المتوفرة، حيث تسعى التنمية المستدامة إلى التوفيق بين الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية.

تعرف أهداف التنمية المستدامة الـ(17) بأنها مجموعة من الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة والتي تعرف أيضاً باسم الأجندة العالمية 2030، وهي رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030. بدأت الدول في وضع خطط، واستراتيجيات على المستوى المحلي، بحيث تكون أكثر شمولاً واستدامة في جميع المجالات والأنشطة، لتحقيق أهدف التنمية المستدامة، حيث تساهم الخطط والاستراتيجيات في مجالات مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف. مكافحة الإرهاب والتطرف – دور التنمية المستدامة

الفقر والبطالة الدافع الأساسي وراء الانضمام للجماعات المتطرفة

أشارت الأمم المتحدة في 11 فبراير 2023، إلى أن العامل الأكثر شيوعاً للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في إفريقيا هو الحاجة إلى العمل. أكد استطلاع للرأي في (8) دول أفريقية أن (40%) ممن شاركوا في الاستطلاع، يرون إن الفقر هو الدافع الأساسي وراء الانضمام إلى الجماعات المتطرفة.

دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تبني استراتيجية وقائية لإبعاد الأفراد عن إغراءات هذه الجماعات، وحث على الاستثمار في رعاية الأطفال وتعليمهم، والمساعدة في إعادة تأهيل الراغبين في الانفصال عن الجماعات المتطرفة، وأكد البرنامج على أن ردود الفعل الأمنية الموجهة لمحاربة التطرف، ومكافحة الإرهاب غالباً ما تكون مكلفة وأقل فعالية، وأن الاستثمارات في الأساليب الوقائية للتطرف العنيف غير كافية على الإطلاق.

يقول “أخيم شتاينر” مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن “اليأس الناجم عن نقص الدخل، وفرص العمل، وضيق سبل العيش يدفع الناس بشكل أساسي إلى اغتنام الفرص، مع من يقدمها”. أضاف” شتاينر” أن حوالي (25%) من جميع المجندين، الذين تم إجراء مقابلات معهم، أشاروا إلى نقص فرص العمل كسبب رئيسي لانضمامهم للجماعات المتطرفة. تشكل تلك الأرقام زيادة بنسبة (92%) عن آخر دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التطرف العنيف للعام 2017.

علاقات الفساد والجريمة المنظمة بالإرهاب والتطرف

جنحت العديد من جماعات الجريمة المنظمة في 13 مايو 2022 للانضمام لتنظيم “القاعدة أو “داعش”، مما يبرر ارتفاع حوادث العنف في العام 2021 في إفريقيا. ربما تتجاوز تلك الملاحظة الصلة القائمة بين جماعات الإرهاب وعصابات التهريب وجماعات الجريمة المنظمة في نطاقات عمل هذه الجماعات منذ أكثر من عقد ، كما يلاحظ “ستيج هانسن” المتخصص في شؤون الإرهاب في أفريقيا أن هناك علاقة وطيدة بين تصاعد العمليات الإرهابية ونشاط الجريمة المنظمة في العام 2021. يعدّ ذلك إشارة غير مباشرة، لوثاقة الصلة بين الإرهاب والفساد، والجريمة المنظّمة على نحو يبرّر جزئيًا “استدامة ظاهرة الإرهاب” في إقليم الساحل الإفريقي.

تجربة مصر الرائدة للتنمية المستدامة في سيناء

أستطاعت جمهورية مصر العربية مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة شبه جزيرة سيناء، بفضل الخطط التنموية، وتحسين جودة التعليم، والاستثمار في البنى التحتية، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها الضامن الأساسي لاستدامة الاستقرار، ومكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف. يظهر ذلك في نجاح السلطات المصرية في تقويض أنشطة التنظيمات الإرهابية، حيث أكد مؤشر الإرهاب العالمي في مارس 2023 أن مصر قد خرجت من الـ(10) الدول الأكثر تأثرا من العمليات الإرهابية، وقد أصبحت في المركز الـ(16). أمن دولي ـ التغير المناخي، تهديداُ خطيراُ للأمن العالمي. ملف

من أبرز الخطط التنموية التي تبنتها مصر:

البنية التحتية: أنفقت مصر منذ 2013، ما يزيد عن (750) مليار جنيه على مشروعات التنمية، لتطوير وإنشاء العديد من محطات المياه والبنية الأساسية، وإنشاء محطات جديدة، ومحطات معالجة المياه مثل محطة “بحر البقر”، وغيرها من عمليات التنمية على جميع الأصعدة ومناحي الحياة في سيناء.

بلغت جملة الاستثمارات بخطة (2023/2022) لتنمية محافظة شمال سيناء، حوالى (5) مليارات جنيه، تمول الخزانة العامة منها نحو (80%)، حيث استحوذ قطاع الزراعة واستصلاح والأراضي على النسبة الأكبر من إجمالي الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظة شمال سيناء بـ(28%)، يليه قطاع التشييد والبناء بنسبة بـ(22.6%)، ثم قطاعات الصرف الصحي والمياه والتعليم بنسب (8.1%) و(7.9%) و(7.6%).

أطلقت الحكومة المصرية في سبتمبر 2023، خطة التنمية في سيناء، على أن يكون أهالي شمال سيناء هم المستفيدين من هذه المشروعات، ومسؤولين عن تنفيذ نسبة كبيرة منها. الخطة التنموية التي تُنفَّذ في شمال سيناء، تشمل القطاعات المختلفة للمشروعات، سواء المشروعات الصناعية، أو الزراعية، أو السياحية، أو غيرها.

التعليم : طورت الحكومة المصرية الكثير من المدارس في أغلب القرى إلى جانب إنشاء مدارس جديدة. تقدمت مصر في أبرز المؤشرات الدولية للتعليم، حيث تقدمت (13) مركزاً في مؤشرات التعليم، لتأتي في المركز الـ(24) عام 2022 مقارنة بالمركز (37) عام 1996. تقدمت مصر(14) مركزاً بمؤشر جودة التعليم لتأتي في المركز الـ(37) عام 2022 مقارنة بالمركز الـ(51) عام 2019. تقدمت مصر (41) مركزاً في مؤشر قدرة النظام التعليمي على تلبية الاحتياجات منذ صدوره، حيث جاءت في المركز (67) عام 2021 مقارنة بالمركز (108) عام 2019. أمن دولي ـ تأثيرات تغير المناخ والاحتباس الحراري والإشعاعات النووية

الإمارات تحقق نتائج قياسية بمؤشرات التنمية المستدامة

ساهمت الجهود الإماراتية المبذولة في مجال التنمية المستدامة في تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم في (16) مؤشراً فرعياً مرتبطاً بتحقيق بأهداف التنمية المستدامة الـ(17). بالإضافة إلى حفاظ دولة الإمارات في 19 يناير 2023 للسنة الرابعة على التوالي على مكانتها، ومركزها الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، حيث تعتبر من أكثر الدول أمانا من بين عدة دول فعالة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ومن أكثر الدول أمانا في العالم بمستوى “منخفض جداً” لمخاطر انتشار الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم أهدافها الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وساعد الحوار بين الأديان في مكافحة الإسلاموية والتطرف الديني. باتت دولة الإمارات العربية المتحدة أول حكومة غير ورقية على مستوى العالم بنسبة (100%) بعد تحقيق نتائج قياسية بمؤشرات الاستدامة والرقمنة، جعلتها على رأس قائمة الدول العربية والأفريقية، وتنافس الدول العظمى على المراكز الأولى في الاستدامة الرقمية بالممارسات التجارية والحكومية.

أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي في يوليو 2023، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسَّسة الإمارات للتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة، عن التزام جميع المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات في إمارة أبوظبي بانضمامها إلى مبادرة الهيئة للمدارس المستدامة المعترف بها دوليا، مشيرة إلى أنها تعمل على ضم (700) مدرسة من جميع أنحاء الدولة إلى مبادرة المدارس المستدامة بحلول نهاية العام الجاري.

الخطوات نحو التنمية المستدامة “في خطر”

تنامت التحذيرات في 11 يوليو 2023 من أن الأهداف التي حدّدها العالم للحد من الفقر واتّخاذ خطوات نحو التنمية المستدامة للبشرية “في خطر”. تبيّن في أكثر من (30%) من الأهداف، أنه لم يحرز أي تقدّم، وأحيانا تم تسجيل تراجع اعتباراً من العام 2015، ورصد انحراف يتراوح بين المتوسّط والحاد عن المسار المرجو في نحو (50%) من الأهداف. فهناك قرابة (1.1) مليار شخص يعيشون في أحياء فقيرة أو في ظروف أشبه بالأحياء الفقيرة في المدن، مع توقّع أن يضاف إليهم في السنوات الثلاثين المقبلة (2) مليار شخص”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تعد التنمية المستدامة وسيلة فعالة، وناجعة لتعزيز الجهود الدولية لتقويض أنشطة الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وهي قادرة أيضاً على دعم تدابير وإجراءات مكافحة الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال معالجة الظروف المؤدية إلى انتشاره.

– لا تزال العديد من الدول النامية تواجه تحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ما يؤدي إلى المزيد من الضغوطات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، التي تستغلها الجماعات المتطرفة في استقطاب وتجنيد المزيد من الأفراد لتحقيق أجنداتهم.

– نجحت مصر في مواجهة التنظيمات والجماعات المتطرفة، وأدى هذا النجاح إلى انخفاض الهجمات الإرهابية، ويرجع هذا النجاح إلى اعتماد الحكومة المصرية إجراءات وتدابير فعالة بجانب تحقيق أهداف التمية المستدامة، وزيادة الاستثمارات في مجالات البنى التحتية، وتحسين جودة التعليم والصحة.

– تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة مراكز متقدمة على المستوى الإقليمي، والدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى حفاظ دولة الإمارات على مكانتها، ومركزها الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، وباتت من أكثر الدول أمانا في العالم بمستوى “منخفض جدا”.

– بات متوقعاً أن تكون هناك مساهمات أكثر فعالية من الدول النامية لا سيما الدول الإفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة نقاط الضعف، والفساد ونقص الموارد، وقصور النظم الصحية والاقتصادية والاجتماعية، للحد من أنشطة الجماعات المتطرفة وعصابات التهريب والجريمة المنظمة.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=90681

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

البحث عن فرص العمل هو المحرك الرئيسي للتطرف العنيف في أفريقيا جنوب الصحراء
https://tinyurl.com/5n8njm3c

الأمم المتحدة: الفقر وليس الدين هو “السبب الرئيسي وراء الإرهاب في إفريقيا”
https://tinyurl.com/kbha4yb8

مصر تستعد لإطلاق خطة تنموية في شمال سيناء
https://tinyurl.com/2by3dv4s

THE 17 GOALS | Sustainable Development
https://tinyurl.com/y2m3kzbn

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...