الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة التطرف ـ العلاقة مابين تغير المناخ والتطرف؟

محاربة التطرف
سبتمبر 20, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

تتعدد المخاطر والتهديدات الأمنية المتعلقة بالتغيير المناخي، كنقص وندرة الموارد الطبيعية، وتنامي الصراعات عليها، والذي يؤدي بدوره إلى عدم الاستقرارالسياسي، والاجتماعي. تستغل الجماعات والتنظيمات المتطرفة الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل لتجنيد واستقطاب الأفراد، وتأجيج الاحتجاجات والمظاهرات، ما دفع المجتمع الدولي لاعتماد إجراءات وتدابير أكثر كفاءة وفعالية، لمعالجة الأضرار الناشئة عن تغير المناخ، أو التخفيف من حدتها.

تنافس الجماعات المتطرفة على الثروات

خلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إلى وقوع ما بين (350) و(500) كارثة ما بين متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنوياً على مدى العقدين الماضيين، وزادت الكوارث الطبيعية بـ(5) مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة. ومن المتوقع أن تقع أحداث كارثية في ظل تغير المناخ، ناجمة عن الجفاف، ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل. تشير التقديرات أنه بحلول عام 2030 سنواجه (560) كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل (1.5) كارثة يومياً.

تستغل الجماعات المتطرفة والإرهابية الأزمات المتعددة التي تواجه العالم مثل أزمتي الغذاء والطاقة، والتداعيات الناتجة عن تغير المناخ، وتتسابق تلك الجماعات المتطرفة لاقتناص الثروات الناجية من الكوارث الطبيعية، ومنها جماعات “بوكو حرام” وفروع “داعش” و”القاعدة” في إفريقيا ، والتي تتقدم وتنتشر بصورة متسارعة في شرق وغرب القارة الإفريقية ، خاصة الساحل الإفريقي وتتجه جنوباً نحو خليج غينيا. محاربة التطرف ـ ما هي علاقة التنمية المستدامة بالتطرف والإرهاب؟

الجماعات المتطرفة تستغل الجفاف لتسريع وتيرة التجنيد والاستقطاب

تنامت التحذيرات في 18 أغسطس 2023 من أن (25) دولة في العالم تضم (25%) من سكان الأرض، مهددة بشح في المياه بسبب الإجهاد العالي لمواردها المائية المتاحة. يؤدي هذا الوضع بالنتيجة إلى مخاطرعدم توفير فرص العمل، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة. تشير البيانات إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي هي الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، حيث يتعرض (83%) من السكان لإجهاد مائي مرتفع للغاية، وفي جنوب آسيا حيث تنخفض النسبة إلى (74%). هناك زيادة متوقعة للطلب العالمي على المياه بنسبة تتراوح بين (20 و25%) بحلول عام 2050، وسترتفع نسبة السكان المتعايشة مع الإجهاد المائي بدورها إلى (100%).

حاولت حركة الشباب الصومالية في 12 ديسمبر 2022 استغلال الجفاف، والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال، مقابل الحصول على الغذاء وقليل من المال، التي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات وأموال “الزكاة”. ونظراً لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة الشباب الصومالية ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور، والمرور إلى وجهتهم. إلى وقت قريب كانت سيطرة حركة الشباب على مناطق واسعة في وسط وجنوب البلاد إلى غاية الحدود الكينية جنوباً والحدود الإثيوبية غرباً. أمن دولي ـ التغير المناخي، تهديداُ خطيراُ للأمن العالمي. ملف

الانهيار المناخي يتسبب في تنامي التطرف

يقصد بـ”الانهيار المناخي” في السادس من سبتمبر 2023، التغييرات الخطيرة، والضارة للغاية في طقس العالم، الذي أصبح أكثر دفئاً بسبب النشاط البشري الذي يؤدي إلى زيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. من الأثار الناتجة عن الانهيار المناخي ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التدهور البيئي، كذلك ارتفاع مستويات سطح البحر، وذوبان القطب الشمالي وموت الشعاب المرجانية، ما يتسبب في انعدام الأمن الغذائي والمائي، والذي يؤدي بدوره إلى الاضطرابات الاقتصادية والصراعات والإرهاب، ونزوح ملايين البشر.

تقول “ليام كار” المحللة في مشروع التهديدات الحرجة التابع لـ”معهد أميركان إنتربرايز” في 23 نوفمبر 2022 إن “تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الظروف المزعزعة للاستقرار التي يستغلها تنظيما داعش والقاعدة في مناطق القارة الإفريقية المختلفة”. أضافت “ليام كار” أن “التغير المناخي يسمح التنافس على الموارد بين المزارعين، والرعاة من المجموعات العرقية المختلفة للجماعات المتطرفة في أجزاء من غرب أفريقيا بزيادة التجنيد من خلال عمل المنظمات المتطرفة كحماة للمجتمعات المحلية، وقد نجحت المجموعات في استخدام هذه الاستراتيجية في منطقة “تيلابيري بالنيجر”، وشمال بوركينا فاسو، ووسط مالي لاكتساب النفوذ والتجنيد، كما تساهم المنافسة على الموارد أيضاً في انعدام الأمن، والتوسع في شمال غربي نيجيريا”.

التغير المناخي أحد عوامل تفاقم التهديدات في منطقة “بحيرة  تشاد”

خلصت دراسة في الثامن من سبتمبر 2023 في (180) دولة و(22) منطقة، إلى أن (98%) من سكان العالم تعرضوا لدرجات حرارة أعلى، وزادت احتمالية حدوثها بمرتين على الأقل نتيجة للتلوث بثاني أكسيد الكربون، وتسببت موجات الحر الطويلة في أمريكا الشمالية، وجنوب أوروبا في حرائق غابات كارثية وارتفاع في معدلات الوفيات.

تستغل المجموعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي وعلى رأسها تنظيم “بوكو حرام”، ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف وندرة الأمطار وبالتالي تراجع إنتاج الأراضي الزراعية، في تجنيد المواطنين في صفوفه مستغلًا الظروف الاقتصادية. أكدت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، أن تغير المناخ أحد عوامل تفاقم التهديدات في منطقة بحيرة “تشاد” وغيرها من المناطق، وأضافت أنها تدرس عن كثب العلاقة بين المناخ والصراع، لأن المنطقة التي تعمل فيها “أفريكوم” تشمل بعض مناطق الساحل الإفريقي الأكثر عرضة للتغير المناخي مثل مالي وبوركينا فاسو، حيث يتصاعد الإرهاب الذي تمثله الجماعات المتطرفة. أمن دولي ـ تأثيرات تغير المناخ والاحتباس الحراري والإشعاعات النووية

الجماعات المتطرفة تستغل الفيضانات لإحباط إيصال المساعدات الإنسانية

بات من الواضح بشكل متزايد، خاصة بعد إعصار “نيبال” الذي ضرب ليبيا في 12 سبتمبر 2023،  أن التغير المناخي أثر بشكل ملحوظ على العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار، ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة الفيضانات. وقد أكدت المفوضية الأوروبية أن أضرار الفيضانات الساحلية السنوية بشكل عام قد تزيد بمقدار (20 إلى 50) ضعفاًً بسبب تغير المناخ فقط، في حال لم يتم اتخاذ تدابير مناسبة للتكيف مع الفيضانات، وضبط متوسطات درجات الحرارة عالميا.

تعاني الدول الهشة من الفيضانات والعواصف وغيرها من التأثيرات المرتبطة بالمناخ أكثر من البلدان الأخرى. ووفقاً للتقديرات في الأول من سبتمبر 2023،  يتأثر الأشخاص بالكوارث الطبيعية في الدول الهشة بـ(3) أضعاف مقارنة بالبلدان الأخرى، يرجع ذلك أيضاً بسبب الصراعات الناتجة عن التغير المناخي، وسيطرة الجماعات المتطرفة التي أحبطت إيصال المساعدات الإنسانية.

التغير المناخي سبباً في النزوح والهجرة

يقصد بـ”لاجئي المناخ”، إلى الحركة الطوعية أو الغير طوعية للأشخاص من مكان إلى آخر بسبب التغير المناخي في 20 يوليو 2023، التي عادة ما تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري. يمكن أن تشمل الظروف الكوارث الطبيعية، والتصحر التدريجي، وارتفاع مستوى سطح البحر، أو هجرة الحشرات المدمرة للمحاصيل، على سبيل المثال لا الحصر.

ينحدر (72%) من اللاجئين في 22 مارس 2023 حول العالم من (5) دول، وخلال رحلة النزوح يتعرض اللاجئون للكثير من المخاطر، فقد يعانون من الجوع والمرض، والتعرض للعنف، واستقطاب الجماعات المتطرفة لهم. أجبر مئات آلاف الباكستانيين العام 2022 على النزوح بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية حادة، وكانت بحاجة للمساعدة الدولية لمساعدة ضحايا الفيضانات وإعادة البناء.

تلقت حكومة المملكة المتحدة في 27 مارس 2023، مناشدات لتقديم تأشيرات لأفراد فارين من كوارث طبيعية ناجمة عن تغير المناخ. كذلك توفير طرق آمنة وقانونية، تمكنهم من الوصول إلى المملكة المتحدة، للحد من تأثير الهجرة على أمن الحدود. بالإضافة إلى وضع مخطط للأفراد في دول الضعيفة عبر تدريبهم على مهارات الاستدامة، لمساعدة بلادهم على التكيف مع حالات تغير المناخ، وزيادة استثمارهم في إجراءات التكيف مع التغير المناخي في البلدان النامية. تشير التوقعات إلى احتمال تشرد مئات الملايين من الناس بسبب آثار تغير المناخ على مدى السنوات الـ(3) المقبلة، ولجوء البعض إلى المملكة المتحدة بطرق عدة، بما فيها غير القانونية.

اليمين المتطرف وتأجيج المظاهرات والاحتجاجات

تظاهر آلاف المتظاهرين في عدة مدن أوروبية في 17 سبتمبر 2023، للاحتجاج على تغير المناخ، والدعم الحكومى للوقود الأحفورى، وطالب المتظاهرون في إيطاليا بفرض المزيد من الضرائب على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما قام نشطاء معنيون بالمناخ في 17 سبتمبر 2023 برش أعمدة بوابة “براندنبورغ” في برلين بطلاء برتقالي  للضغط من أجل تحقيق مطالب وقف استخدام الوقود الأحفوري بحلول العام 2030، ومكافحة الاحتباس الحراري بشكل أفضل. فيما خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع نيويورك في 18 سبتمبر 2023، للمطالبة بتعزيز إجراءات مكافحة التغير المناخي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

تميل جماعات اليمين المتطرف إلى اللعب على مخاوف السكان بدلاً من مواجهة المشاكل، واستغلال التوترات حول الموارد الطبيعية، وخاصة المياه لتعميق الصراعات، وتوفير مساحة لأنشطة جماعات اليمين المتطرف، ومع تزايد حركات النزوح والهجرة بسبب تغير المناخ، سوف يميل السكان المحليون، الذين يتعرضون للمزيد من موجات الهجرة في بلدانهم، نحو إظهار ردود فعل يمينية متطرفة، مما يزيد من حالات كراهية الأجانب.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يسبب تغير المناخ في العديد من المخاطر والتهديدات على جميع نواحي الأمن،  كالأمن الغذائي، وأمن الطاقة، ويعد حوض بحيرة “تشاد” مثالاً رئيسياً على ذلك.

– يعد تغير المناخ أحد الأسباب المباشرة للإرهاب والتطرف، قد تستغل الجماعات المتطرفة التغير المناخي وعدم الاستقرار في استقطاب وتجنيد الأفراد، ما يعزز من تنفيذ أجنداتها الأيديولوجية المتطرفة.

– يترتب على ظاهرة “التغير المناخي” موجة هجرة جديدة عابرة للحدود، وقد ترتبط بتنامي الجريمة المنظمة وعمليات التهريب كتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات.

– يلعب التغير المناخي دوراً هاماً في ندرة الموارد الطبيعية، والذي من شأنه يتسبب في العديد من الصراعات الداخلية، وخاصة في الدول ذات المؤسسات الضعيفة، هذه الضغوط يمكن أن تفاقم الانقسامات، والخلافات داخل المجتمعات أو عبر الحدود.

– بات متوقعاً أن يعتمد المجتمع الدولي إجراءات وتدابير أكثر كفاءة، وفاعلية لمنع الأضرار المرتبطة بتغير المناخ أو التخفيف من حدتها، كذلك زيادة التمويل والاستثمارات لدعم جهود البلدان النامية الرامية إلى التكيّف مع تغيّر المناخ.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=90863

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Global Warming Is Bringing More Change Than Just Heat
https://tinyurl.com/2tmkcn3n

‘Climate breakdown’ alert as air quality dips during heatwaves: UN chief
https://tinyurl.com/3fdxx7tz

The Climate Crisis – A Race We Can Win
https://tinyurl.com/2s48awh5

تغير المناخ يهدد المجتمعات الأكثر ضعفاً
https://tinyurl.com/2eh3e4kp

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...