المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا
بون ـ إعداد وحدة الدراسات والتقارير
محاربة التطرف ـ سِمَات التطرف والإرهاب في أوروبا (ملف)
يتناول الملف بالعرض والتحليل سمات التطرف والإرهاب في أوروبا، من حيث دوافع وتكتيكات الجماعات الإرهابية والذئاب المنفردة لتنفيذ هجماتها، وآليات استغلال الإنترنيت من أجل تجنيد المتطرفين والإرهابين، كما يتطرق الملف إلى البرامج الوقائية لتي اتخذتها الحكومات الأوروبية لمنع التطرف والإرهاب، إضافة إلى التشريعات والتدابير الأساسية والجهود الإستخبارتية لمواجهة التطرف والإرهاب على أراضيها. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:
- التطرف ـ دوافع وتكتيكات الهجمات الإرهابية في أوروبا
- محاربة التطرف ـ كيف تعمل الجماعات المتطرفة في أوروبا على الإنترنيت؟
- محاربة التطرف في أوروبا ـ برامج منع ونزع التطرف
- مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ تدابير وتشريعات أساسية
1- التطرف ـ دوافع وتكتيكات الهجمات الإرهابية في أوروبا
يعد الإرهاب في أوروبا ظاهرة معقدة تحركها مجموعة من عدة عوامل يمكن تصنيف الدوافع وراء الهجمات الإرهابية في أوروبا على نطاق واسع إلى عوامل دينية وأيديولوجية وسياسية وقومية أو بهدف لفت الانتباه. تستهدف الهجمات في أوروبا البنى التحتية والساسة وأفراد الأمن والمدنيين وتظل ظاهرة هجمات “الذئاب المنفردة” معضلة كبيرة للأجهزة الأمنية لصعوبة التنبؤ بمثل هذه الهجمات بالتزامن مع تطوير الجماعات المتطرفة من التكتيكات لتنفيذ الهجمات في أوروبا.
الهجمات الإرهابية في أوروبا
أشارت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الاوروبي “يوروبول” في 13 يوليو 2022 إلى أن عدد الهجمات الإرهابية داخل الاتحاد ينخفض، لكن الإرهاب يبقى خطرا فعليا بالنسبة للتكتّل، والعدد الإجمالي للهجمات التي نُفّذت أو أُحبطت أو فشلت في العام 2021 حوالي (15) وذلك أقل بكثير من عدد الهجمات العام 2020 (57) بسبب الانخفاض الكبير في عدد الهجمات الإرهابية اليسارية.
تكون الجماعات اليسارية المتطرفة مدفوعة بأيديولوجيات معادية للرأسمالية أو معادية للفاشية، في حين أن الجماعات اليمينية المتطرفة قد تكون مدفوعة بالتفوق الأبيض أو المشاعر المعادية للهجرة. كانت هذه الجماعات مسؤولة عن العديد من الهجمات الإرهابية في أوروبا، بما في ذلك هجمات 2011 في النرويج وإطلاق النار على كنيس “هالي” عام 2019. و يقول “أوليفييه غيتا” المدير الإداري لشركة استشارات المخاطر “GlobalStrat” في 27 أبريل 2022 “لم تنفَّذ حقاً أي هجمات كبيرة في أوروبا منذ عام 2017، خمس سنوات هي فترة طويلة جداً بالنسبة لجماعة متشددة كانت في السابق في صدارة الخارطة الأمنية”.
الدوافع وراء الهجمات الإرهابية في أوروبا
تتنوع الدوافع وراء الهجمات الإرهابية في أوروبا، وتكون تلك الهجمات معقدة، وفيما يلي أهم الدوافع لتنفيذ الهجمات في أوروبا:
ـ دوافع دينية: ترتبط الدوافع الدينية غالباً بالإرهاب “الإسلاموي” كان هذا دافعاً مهماً وراء العديد من الهجمات الإرهابية البارزة في أوروبا، مثل هجمات باريس 2015، وتفجيرات بروكسل 2016، وتفجير مانشستر أرينا 2017.
ـ دوافع نفسية ولوجيستية: تشترك الهجمات الإرهابية المرتكبة في السنوات الأخيرة منذ اعتداءات سبتمبر2001 ، مروراً بتفجيرات مدريد وحتى العمليات الإرهابية التي شهدتها بروكسل وباريس ولندن في نقاط عدة، فالأمنيون والنفسيون يعتقدون أن دوافع نفسية و”لوجيستية” تفسر هذه الظاهرة.
ـ دوافع سياسية: ترتبط الدوافع السياسية بالحركات الانفصالية التي تسعى إلى الاستقلال عن دولة أكبر. كان هذا دافعًا مهمًا وراء الهجمات الإرهابية في بلدان مثل إسبانيا، حيث نفذت جماعة الباسك الانفصالية “إيتا” حملة عنف لعقود.
ارتكبت عمليات ذات دوافع سياسية في ألمانيا ضد مسؤولين أو ممثلين منتخبين معظمها من قبل متطرفين يمينيين. وأحصت الشرطة الألمانية نحو (22) ألف جريمة ذات دوافع يمينية متطرفة، بزيادة قدرها (7%) مقارنة بعام 2020. بينما نُسبت حوالي (10) آلاف إلى متطرفين يساريين بتراجع قدره (8,7%) مقارنة بعام 2020، ونحو(75%) من الجرائم المرتكبة تورط فيها مشتبه بهم لم تستطع الشرطة تصنيفهم في أيديولوجية معينة في العاشر من مايو 2022.
تعني الأجهزة الأمنية الألمانية بتصنيف “خطر” الأشخاص الذين يمكنهم ارتكاب جرائم عنف خطيرة ذات دافع سياسي تصل إلى حد شن هجمات إرهابية، أما تصنيف “أشخاص أصحاب صلة” فهؤلاء إما “شخصية قيادية” أو “كادر” أو “قائم بعمل لوجستي” أو “داعم”. وتشترط السلطات توافر “أدلة موضوعية” يمكن من خلالها توقع أن هؤلاء الأشخاص”سيرتكبون جرائم ذات أهمية بالغة ولها دوافع سياسية”، وتشمل كذلك مجموعة “الأشخاص أصحاب الصلة” من يتصل أو يرافق المصنف خطر أو المشتبه به.
ـ دافع كراهية الأجانب والعنصرية: ترتبط غالباً الدوافع القومية بالجماعات التي تسعى إلى تعزيز هويتها العرقية أو القومية. كان هذا دافعاً مهماً وراء الهجمات الإرهابية في دول مثل أيرلندا الشمالية، حيث نفذ الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت حملة من العنف تهدف إلى تحقيق أيرلندا الموحدة.
حذرت تقارير استخباراتية في 29 يناير 2023 من هجمات محتملة بدافع كراهية المسلمين والأجانب والعنصرية في أوروبا وهجمات انتقامية محتملة يشنها عناصر متطرفة على أماكن عبادة. أعلنت السلطات الفرنسية في الأول من ديسمبر 2022 أن المشتبه به في قتل (3) أكراد وإصابة (3) آخرين في باريس دافعه عنصري. تعكس الهجمات الإرهابية في أوروبا الأبعاد الخطيرة للعنصرية وكراهية الأجانب في أوروبا وبحسب دراسة بريطانية في سبتمبر 2022 فإن أكثر من واحد من كل أربعة عمال من الأقليات العرقية الأخرى تعرضوا لأعمال ذات طبيعة عنصرية في محل عملهم خلال السنوات الخمس الماضية.
ـ دوافع انتقامية: دعا “داعش” أنصاره إلى مواصلة الهجمات في أوروبا لاستغلال انشغال العالم بأزمة أوكرانيا وطالب المتحدث باسم التنظيم شن موجة من الهجمات، انتقاما لمقتل زعيم “داعش” في شمال شرقي سوريا. حذرت سفارتا الولايات المتحدة وفرنسا لدى أنقرة الأمريكيين والفرنسيين في تركيا من هجمات إرهابية انتقامية ردا على حوادث حرق القرآن في أوروبا في 27 يناير 2023. محاربة التطرف ـ أسباب نزوح الشباب في أوروبا نحو التطرف
الأهداف المحتملة للهجمات
الساسة والمدنيين: يقول “رولف توبهوفن” مدير “IFTUS” معهد الوقاية من الأزمات ” شكل رجال قطاع الصناعة والساسة أكثر من غيرهم هدفاً للعمليات الارهابية بداية السبيعينات كما حدث مع رئيس أرباب العمل “هانس مارتن شلاير” الذي اختطفته “جماعة الجيش الأحمر” الألماني ثم قتلته. الوضع تغير الآن “اليوم يُلقي الإرهابيون القنابل ويفتحون نيران البنادق فأعمال الإرهاب في يومنا هذا يسعى إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا” ويلاحظ حتى موضوع الدخول في مفاوضات مع الدولة لم يعد قائما، كما حدث في عملية اختطاف طائرة “اللوفتهانزا” الألمانية عام 1977.
ما يؤكد هذه المخاوف ما قام به “داعش” بنشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يستعرض فيه لقاء مع منفذي العمليات الإرهابية في باريس. ويتضمن الفيديو تهديدات علنية مباشرة لسكان البلدان الأوروبية وخصوصا فرنسا وبريطانيا وتحديداً في فرنسا بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين ونشر الرعب.
البنى التحتية: أعلنت الشرطة اليونانية في 29 مارس 2023 أنّها فكّكت شبكة كانت تخطّط لشنّ “هجمات” في اليونان كانت تريد ضرب أهداف يهودية في أثينا وأكدت أجهزة الاستخبارات اليونانية تفكيك شبكة كانت تخطّط من الخارج لشنّ ضربات ضدّ أهداف مختارة بعناية لا سيما البنى التحتية على الأراضي اليونانية.
أفراد الشرطة ورجال الدين: شهدت مدينة “روان” شمالي فرنسا حادثاً مروعاً بمقتل القس الفرنسي الكاثوليكي “جاك هامل”. كما تم إطلاق النار في جادة الشانزليزيه في باريس مما أسفر عن مقتل شرطي. كما طعن “ميكاييل.س” حارسين في سجن “كوندي سور سارت” شمال غربي فرنسا. فيما دهس “خالد مسعود عدداً من المارة وطعن شرطياً حتى الموت على جسر ويستمنستر أمام مبنى البرلمان في لندن. محاربة التطرف ـ عوامل النزوح نحو التطرف
تكتيكات الهجمات الإرهابية
تطورت التكتيكات الإرهابية في أوروبا بمرور الوقت واعتمدت الجماعات المتطرفة على التفجيرات والاغتيالات، تتضمن الهجمات في الوقت الحالي استخدام المركبات والسكاكين والأسلحة النارية. تتنوع دوافع وتكتيكات الهجمات الإرهابية في أوروبا وتتطور باستمرار تلقت السلطات الألمانية تحذيرات من جهاز استخبارات أجنبي حيال وجود تهديد بشن هجوم بواسطة “قنبلة كيماوية” بواسطة مواد سامة كـ”السيانيد والريسين” في 8 يناير 2023. وفي عام 2018 أوقفت الشرطة الألمانية أثنين للاشتباه في تحضيرهما اعتداء “بيولوجيا” وعثر على (84,3) ميلغراما من الريسين وحوالى (3300 )من حبوب الريسين التي تسمح بصنع السم. محاربة التطرف في أوروبا ـ صناعة الكراهية، تقييم المعايير والتحديات. بقلم جاسم محمد
هجمات الذئاب المنفردة
هجمات الذئاب المنفردة : هجمات ينفذها أفراد يتصرفون بمفردهم أو في مجموعات صغيرة، وأصبحت تلك الهجمات شائعة بشكل متزايد في أوروبا. يصعب منع هذه الهجمات لأنها غالباً ما تشمل أفراداً ليسوا جزءاً من أي جماعة متطرفة معروفة وليس لديهم سجل إجرامي سابق. الذئب المنفرد، مفهوم أصبح اليوم آلية ناجحة تنتهجها المنظمات المتطرفة لارتكاب اعتداءات دون أن تتورط فيها بشكل مباشر وتفضى في غالب الأحيان إلى عمليات معقدة قد يكون لها مفعول تحفيزي ودعائي لاستقطاب المزيد من الأشخاص.
تتعدد أشكال العمليات التي يمكن أن تقوم بها “الذئاب المنفردة” كزرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة وتفجيرها عن بعد أو شن هجوم فردي بسلاح يمكن أن يصنع في البيوت أو يُشترى بشكل قانوني، أو تجنيد شخص داخل جهاز حكومي في دولة ما لتنفيذ عملية أمنية نوعية بتخطيط وتمويل ذاتي وبسرية تامة.
أصبحت “الذئاب المنفردة” بالدرجة الأولى عنصراً مميزاً للدعاية “الجهادية” وصار يشغل مساحة آخذة في الازدياد. يُذكر أن تعليمات بشن هجمات أصبحت تظهر بصورة على وسائل التواصل الاجتماعي وهذه التعليمات موجهة إلى متطرفين محتملين يعملون بشكل منفرد. ويرى الخبير الألماني في قضايا الإرهاب رولف توبهوفن “أن يخرج شخص من الخفاء إلى العلن ويقوم فجأة بعملية إرهابية دون سابق إنذار يشكل تحدياً حساساً لرجال الأمن، حتى أقوى أجهزة الأمن كفاءة وعدداً لا يمكنها استباق عمليات كهذه”.
المعالجات
ينبغي تكثيف التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية ونظيراتها، ودعم السلطات لأجهزة الاستخبارات بوسائل وأليات جديدة، بحيث تساعدها في تقييم بصورة أكثر دوافع وتكتيكات الجماعات المتطرفة، كذلك تقييم أكثر دقة للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن الذئاب المنفردة.
**
2- محاربة التطرف ـ كيف تعمل الجماعات المتطرفة في أوروبا على الإنترنيت؟
لا يزال التهديد الذي يشكله التطرف العنيف والإرهاب في ازدياد، حيث أظهرت الهجمات أن مرتكبيها جزءاً من مجتمعات الإنترنت. لجأت الجماعات المتطرفة العاملة في أوروبا بشكل متزايد إلى الإنترنت كوسيلة لنشر أيديولوجياتها وتجنيد أعضاء جدد والتخطيط للهجمات وتنفيذها، ووفر الإنترنت أداة قوية لهذه الجماعات لتضخيم رسالتها والوصول إلى جمهور أوسع غالباً مع القليل من التنظيم أو الإشراف.
وسائل التواصل الاجتماعي والتطرف
نسقت وحدة إحالة الإنترنت التابعة للاتحاد الأوروبي “EU IRU” في اليوروبول عمليات ضد المحتوى المتطرف اليميني العنيف على الإنترنت وكشفت العمليات عن أكثر من (800) مقال ذي صلة على (34) منصة متأثرة بانتشار المحتوى المتطرف العنيف، وتشمل هذه المواد البث المباشر والبيانات والادعاءات والاحتفالات بالهجمات.
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل “Facebook وTwitter وYouTube” أدوات أساسية للجماعات المتطرفة لنشر رسالتها وتجنيد أعضاء جدد، تسمح هذه المنصات للمجموعات بالوصول إلى جمهور كبير ومتنوع وتكييف رسائلهم مع التركيبة السكانية المختلفة، واستخدمت الجماعات أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي لتنسيق الهجمات ومشاركة الدعاية.
فيما يلي بعض الطرق التي تعمل بها الجماعات المتطرفة على الإنترنت في أوروبا :
– “Facebook”: نشطت مجموعة “بارجول” اليمينية المتطرفة منذ سبتمبر 2017 على الإنترنت ويتواصل أعضاؤها أساسا عبر”Facebook” وتورطت المجموعة في التخطيط لسلسلة من الهجمات من بينها محاولة قتل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ومهاجمة مهاجرين ومساجد في 17 يناير 2023.
تمت مشاركة الدعاية المتطرفة وخطابات التطرف العنيف المتعلق بـ”داعش” على مدى شهور داخل مجموعات “Facebook” أيدت المنشورات التي تم تصنيف بعضها على أنها “ثاقبة” و “جذابة” عبر أدوات فيسبوك الجديدة لتعزيز التفاعلات المجتمعية وتنامت الدعوات خلال عام 2022 دعوات لمهاجمة الدول في الغرب خصوصاً أوروبا وفقًا لمراجعة نشاط وسائل التواصل الاجتماعي بين أبريل وديسمبر 2022، ضمت مجموعة واحدة على الأقل من المجموعات أكثر من (100000) عضو.محاربة التطرف في أوروبا ـ دوافع وتكتيكات الهجمات الإرهابية. بقلم حازم سعيد
حذرت مجموعة تكنولوجية مؤيدة لـ”داعش” على منصة “RocketChat” متابعيها لتوخي الحذر أثناء استخدام “Facebook” ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى. ذكر المنشور أن الرسائل يمكن أن تحتوي على روابط لبرامج ضارة أو أن وكالات إنفاذ القانون أو الاستخبارات يمكنها مراقبة الأفراد بمرور الوقت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في 13 فبراير 2022.
– “TikTok”: تستغل الجماعات المتطرفة الثغرات في طريقة عمل الخوارزميات على الإنترنت فتشير الدراسات إلى أن طريقة عمل خوارزمية “TikTok” قد تؤدي إلى ظهور آراء أكثر تطرفاً، فطريقة عمل الخوارزميات تشكل مشكلة لدى جميع وسائل التواصل الاجتماعي لكن الأمر يصبح أكثر سوءا مع “TikTok”، فتصميم خوارزمية التطبيق يجذب المستخدمين إلى المحتويات العنيفة بطرق لا يفعلها منافسوه في 28 أكتوبر 2022.
– “Twitter” و”YouTube”: استطاعت الجماعات المتطرفة على “Twitter” تشجيع نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، وصاغت باستمرار أفكاراً يمينية متطرفة، ودللت المتطرفين الذين روجوها، كما أنه غيرت أو قوضت الإشراف على المحتوى بطريقة سمحت برواج خطاب الكراهية وإساءة استخدام اليمين المتطرف . أظهر تقرير في عام 2021 أن أكثر من (70%) من المحتوى المتطرف الموجود على “YouTube” تمت التوصية به للمستخدمين بواسطة الخوارزميات، كما أن الخوارزمية تحفّز المستخدمين على مشاركة المحتوى الذي يجذب الانتباه والذي تروّجه المنصة في 7 نوفمبر 2022.
تطبيقات المراسلة وسيلة اتصال آمنة
أصبحت تطبيقات المراسلة المشفرة مثل ” Telegram و WhatsApp ” شائعة بين الجماعات المتطرفة للتخطيط للهجمات وتنسيقها. توفر هذه التطبيقات وسيلة اتصال آمنة وخاصة والتي قد يصعب على وكالات إنفاذ القانون مراقبتها أو اعتراضها.
تنشط مجموعة “FRDETER” عبر تطبيق “Telegram” ويستغله أعضاء من الأحزاب اليمينية المتطرفة لنشر التصريحات العنصرية والدعوة إلى العنف، وتوجد (20) مجموعة لليمين المتطرف منها مجموعة تدعى “فريدتر” وأخرى فرعية كلها تضم نشطاء وأفراد من ضباط الجيش والشرطة الفرنسية وتصب في مجرى التحريض ضد الأجانب ومؤيدي حزب اليسار ومحاولة استهدافهم، وتدعولإنشاء مجموعات ميدانية من أجل استهدافهم في الشوارع في 4 أبريل 2023.
تنامي المحتوى المؤيد لـ”داعش” على “Telegram” وشجع على الهجمات في أوروبا حيث تضمنت روابط على حسابات “Telegram” محتوى من مجموعات الدعاية الموالية لـ”داعش” وهما “البتار ومؤسسة التقوى الإعلامية” بما في ذلك صور دعائية وفيديوهات واستخدمت الحسابات علامات التصنيف التي يستخدمها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدون لـ”داعش” في 8 فبراير 2023.
المنتديات عبر الإنترنت والتطرف
استخدمت الجماعات المتطرفة المنتديات كوسيلة للتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل وتبادل الدعاية. يمكن الوصول إلى بعض هذه المنتديات بشكل مفتوح بينما يتطلب البعض الآخر دعوة أو إحالة للانضمام. يستمر اليمين المتطرف في بريطانيا في تنظيم احتجاجاته التقليدية في الشوارع بانتظام في بريطانيا لكن الخطاب الأكثر تطرفاً يتم التعبير عنه بشكل متزايد على الإنترنت في المنتديات ومجموعات الدردشة الآمنة. وتحتوي العديد من المنتديات الأساسية المستخدمة في الدعاية اليمينية المتطرفة على قاعدة شابة من المستخدمين وقد لا تبدو مثيرة للقلق في النظرة الأولى بالنسبة للآباء.
الويب المظلم والترويج للتطرف
يعد الـ “Dark Web” مجموعة من الشبكات الصغيرة لا يمكن الوصول إليها أو دخولها بسهولة، وتستخدم للترويج للتطرف وخطابات الكراهية والعنصرية. أصبح الويب المظلم جزء من الإنترنت لا تتم فهرسته بواسطة محركات البحث التقليدية ملاذًا للجماعات المتطرفة التي تسعى إلى العمل خارج نطاق مراقبة الأجهزة الأمنية. تسمح مواقع الـ “Dark Web” إجراء المعاملات بشكل مجهول وغالبًا ما تستخدم العملات المشفرة مثل “Bitcoin” لإخفاء أنشطتها.
استغلت الجماعات “السلفية الجهادية” وأنصارها الـ”Dark Web ” بين مارس 2020 ويونيو 2022 على “The Onion Router TOR” واستخدم المتطرفون نطاقات “onion” في الغالب كقنوات نشر دعائية والتي تتيح التحايل على سياسات إزالة المحتوى المقدمة من خلال مكافحة الدعايا المتطرفة. يجتذب نظام “TOR” الجماعات المتطرفة لأسباب أخرى حيث يسهل الاتصال المجهول أو التمويل الجماعي أو مشاركة الكتيبات المتطرفة أو تنظيم الهجمات في 5 أغسطس 2022. محاربة التطرف ـ أسباب نزوح الشباب في أوروبا نحو التطرف
منصات الألعاب الإلكترونية وتجنيد الشباب
تورطت التنظيمات المتطرفة فى استخدام الألعاب الالكترونية خاصة الألعاب الأونلاين، فعلى سبيل المثال استخدم أعضاء “داعش” الألعاب فى التواصل مع بعضهم البعض خشية الملاحقات الأمنية، وتمثل الألعاب الالكترونية أحد أفضل وسائل التواصل نظراً لإمكانية التعامل معها من أى مكان طالما من خلال شبكة الانترنت، ليس ذلك فحسب بل تستخدمها العناصر المتطرفة فى تجنيد كثير من الأطفال والشباب، وتستخدم فيها شفرات صوتية ونصية لإرسال التعليمات لأعضائها..محاربة التطرف في أوروبا ـ صناعة الكراهية، تقييم المعايير والتحديات. بقلم جاسم محمد
تنشر الجماعات المتطرفة الفكر المتطرف وتعزز من علاقاتها في الألعاب العسكرية التي تشتمل على إطلاق النار مثل “Call of Duty” أو “Pubg” أو غيرهما. تشير الإحصائيات إلى أن (53%) من ممارسي الألعاب الإلكترونية متعددة اللاعبين عبر الإنترنت الذين يتعرضون للتطرف استُهدفوا بسبب عرقهم أو دينهم أو إمكاناتهم أو أسباب أخري، ووجد أن واحداً من كل أربعة لاعبين تقريباً (23%)، قالوا إنهم “تعرضوا لمناقشات حول أيديولوجية تفوّق البيض على السود” في 27 أبريل 2022.
يقول “أليكس نيوهاوس” نائب مدير مركز الإرهاب والتطرف ومكافحة الإرهاب إن التطرف في الألعاب يمثل “تهديداً متزايداً”. وأضاف “نيوهاوس” “أصبحت الألعاب منصة توفر الهياكل والبنية التحتية للمتطرفين ضمن تنظيم معين ونشر أيديولوجياتهم البغيضة والمتطرفة”. وأشار “نيوهاوس” أنه من السهل نسبياً العثور على علامات النازيين الجدد والجماعات الفاشية اليمينية المتطرفة على “Roblox وDiscord” وسوق الألعاب “Steam” ومنصات أخرى.
المعالجات
ينبغي على الحكومات الاوروبية استحداث أليات جديدة ومتطورة لمراقبة أنشطة الجماعات المتطرفة الإلكترونية ومنع استخدام الإنترنت للتطرف والتجنيد والتحريض على الكراهية والعنف. كذلك سرعة الإزالة للمحتوى “المتطرف” كالتسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. يجب اعتماد استراتيجية مشتركة على المستوي الأوروبي ولجميع دول التكتل، والتزام شركات التكنولوجيا الكبرى باتخاذ خطوات جديدة لمكافحة التطرف عبر الإنترنت وتعزيز الثقافة الإعلامية مع المراهقين والشباب.
**
3- محاربة التطرف في أوروبا ـ برامج منع ونزع التطرف
يكشف تحليل الوضع الحالي لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة التطرف عن اتجاهات جديدة موجودة أيضاً في الأمن الدولي المعاصر، وهي اعتماد الاستراتيجيات الوقائية. يعتبر منع التطرف جزءاً مهماً من جهود مكافحة الإرهاب في أوروبا. وقد نفذت الحكومات الأوروبية والمنظمات المجتمعية مجموعة من البرامج التي تهدف إلى منع التطرف وتعزيز التماسك الاجتماعي.
استراتيجية الوقاية من التطرف في الاتحاد الأوروبي
تعد الوقاية هي إحدى الركائز الأربع لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، وعليه، فإن منع التطرف يعتبر جانباً هاماً من النهج العام للاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف والتطرف العنيف. تم تطوير العديد من الاستراتيجيات والبرامج، والتي تشمل:
استراتيجية الاتحاد الأوروبي الخاصة لمكافحة التطرف والتجنيد للإرهاب، واستراتيجية الاتصال الإعلامي، ومشروع التحقق من الويب، وبرنامج تمكين المجتمع المدني على مستوى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، يعتبر منع التطرف “مجالاً يقع تحت السلطة السيادية للدول الأعضاء”.
تُعرف الوقاية بأنها الجهود المبذولة للتأثير على العوامل الفردية ـ أو البيئية التي يقترح فيها تهيئة الظروف التي يمكن أن يزدهر فيها التطرف العنيف، باستخدام تدابير اجتماعية أو تعليمية، بدلاً من تدابير أمنية صريحة. عند الحديث عن منع التطرف العنيف، وهذا يشير إلى “الاستراتيجيات والسياسات والبرامج “الناعمة” أو “الوقائية” التي تحدد وتتحدى عوامل “الدفع” و “الجذب” للتطرف والتجنيد. تهدف مناهج القوة الناعمة هذه إلى التدخل قبل حدوث العنف؛ وهي تحاول معالجة الأسباب الجذرية ودوافع التطرف العنيف. منذ عام 2013 (خاصة مع ظهور قضايا مثل المقاتلين الأجانب من داعش والجماعات ذات الصلة) أصبحت مبادرات منع التطرف العنيف أكثر وضوحاً كعمليات رئيسية تم سنها في كل من المنتديات القانونية وغير القانونية كتدابير لمكافحة الإرهاب.
على مستوى الاتحاد الأوروبي، أنشأ الاتحاد أدوات واستراتيجيات وبرامج وشبكات ومنصات مختلفة لتشجيع الدول الأعضاء على تطوير السياسات والأدوات على المستويين المحلي والوطني. يمكن اعتبار شبكة التوعية بالتطرف (RAN) الجهة الفاعلة الرئيسية القائمة لمتابعة أهداف الاتحاد الأوروبي، وتعمل كشبكة لتبادل الخبرات وتقديم التدريب للمستجيبين .أما على مستوى الدول.
مبادرات وطنية للوقاية من التطرف
– أنظمة الإنذار المبكر لتحديد الأفراد المعرضين لخطر التطرف. غالبًا ما تتضمن هذه الأنظمة التعاون بين وكالات إنفاذ القانون والخدمات الاجتماعية ومنظمات المجتمع.
– برامج التثقيف والتوعية التي تهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والقدرة على الصمود في وجه السرديات المتطرفة. قد تستهدف هذه البرامج الشباب أو العائلات أو الفئات الضعيفة الأخرى.
– برامج التدخل وإعادة التأهيل تستهدف الأفراد الذين تحولوا إلى التطرف. قد تتضمن هذه البرامج تقديم المشورة أو التوجيه أو أي أشكال أخرى من الدعم تهدف إلى مساعدة الأفراد على فك الارتباط بالجماعات المتطرفة وإعادة الاندماج في المجتمع.
– مشاركة المجتمعات المحلية لمنع التطرف. قد يشمل ذلك دعم المنظمات المجتمعية ، وتعزيز الحوار بين الأديان ، والعمل مع القادة المحليين لتعزيز التماسك الاجتماعي .
– مكافحة الخطاب المتطرف. قد يشمل ذلك العمل مع شركات وسائل التواصل الاجتماعي لإزالة المحتوى المتطرف ، أو تطوير رسائل بديلة ، أو التعامل مع المتطرفين السابقين لمساعدتهم على مشاركة تجاربهم وتقديم خطاب مضاد.
– برامج نزع التطرف والاندماج الاجتماعي في أوروبا للعائدين من داعش لإعادة الاندماج في المجتمع ومنع التطرف في المستقبل. محاربة التطرف في أوروبا ـ استراتيجيات معالجة التطرف العنيف
دور شبكة (RAN) في منع التطرف العنيف
يمكن اعتبار شبكة التوعية بالتطرف (RAN) الجهة الفاعلة الرئيسية القادرة على توفير المتابعة لأهداف الاتحاد الأوروبي والعمل كشبكة لتبادل الخبرات ومركز للمعرفة، حيث تعزز الخبرات ونشر وتبادل الخبرات والتعاون في مجال مكافحة التطرف. وبفضل هذا الدور، تقدم شبكة RAN مساهمة أساسية من خلال مبادراتها لتحديد نهج وقائي للراديكالية والتطرف العنيف على مستوى الاتحاد الأوروبي. وتتمثل مهمتها في ربط الممارسين في الخطوط الأمامية من جميع أنحاء أوروبا مع بعضهم البعض، ومع الأكاديميين وصانعي السياسات، لتبادل المعرفة والخبرات المباشرة والنهج لمنع ومكافحة التطرف العنيف بجميع أشكاله.
أعدت شبكة التوعية بالتطرف RAN في يناير 2020 ورقة قضايا بهدف دعم الممارسين وصانعي السياسات في تعديل الاستراتيجيات الحالية لمنع التطرف العنيف مع التحديات المتعلقة باللاجئين وطالبي اللجوء وقضايا الهجرة، ولكن أيضاً مع المواقف والروايات المتطرفة اليمينية المتطرفة الأكثر وضوحاً.
مناهج التوعية بالتطرف RAN
- النهج الذي يركز على تعزيز التماسك الاجتماعي يهدف إلى تحسين وصول اللاجئين وطالبي اللجوء إلى الخدمات الأساسية في مجالات الإسكان والتوظيف والتعليم والصحة والحياة الاجتماعية.
- النهج الذي يركز على التعليم وعمل الشباب لتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم وحصولهم على الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية.
- النهج الذي يركز على تدريب ودعم الممارسين خاصة لتدخلات منع التطرف العنيف مع اللاجئين.
- تعزيز الكفاءات والمهارات لمعالجة قضايا الصحة العقلية للاجئين.
جدد الاتحاد الأوروبي عقد شبكة التوعية بالتطرف (RAN) ببدء المرحلة الثانية من المشروع خلال 2021- ديسمبر 2024. ويشجع هذا المشروع على تحسين تبادل الأفكار التي من شأنها تحسين الاتصال بين الآلاف من ممارسي الخط الأول والعديد من وكالات إنفاذ القانون ومختلف الإدارات الوطنية. ويعتبرمشروع RAN “شبكة مظلة”، أو شبكة من الشبكات ويوفر منصة للممارسين لجمع وتبادل أفضل الممارسات في مكافحة التطرف الذي يؤدي إلى التطرف العنيف. وتتطرق المرحلة (2) من العقد إلى مواضيع حساسة متعددة مثل انتشار الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة عبرالإنترنت وخارجها، والاستقطاب في المجتمعات المحلية، وإدارة المقاتلين “الجهاديين” الأجانب وعائلاتهم، والتطرف في السجون وإعادة تأهيل المجرمين السابقين. محاربة التطرف ـ أسباب نزوح الشباب في أوروبا نحو التطرف
أكاديمية (RYEA) للوقاية من التطرف العنيف
إن حاجة الاتحاد الأوروبي إلى تحسين العمل الوقائي من التطرف دفعته لمبادرة إنشاء (أكاديمية تمكين الشباب RYEA) في عام 2018، تم تصميم البرنامج خصيصاً للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (18-25) عاماً والذين يرغبون في تطوير معارفهم وتنمية مهاراتهم وكفاءاتهم في مجال منع التطرف. يمكن أن يكونوا طلاباً أو ناشطين شباباً أو أشخاصاً لهم علاقة شخصية بالتطرف أو ممارسين شباب من الخط الأول. ومن خلال المشاركة في الدورات الأربع للأكاديمية، سيكونون مستعدين لإنشاء مبادرتهم الخاصة لمنع التطرف العنيف ومكافحته. أيضاً، ستتاح لهم الفرصة للقاء الشباب من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والعمل معهم.
نماذج من وطنية لبرامج منع التطرف
– الدنمارك – نموذج آرهوس : وهو استراتيجية لمنع التطرف والتطرف العنيف في مدينة آرهوس ، الدنمارك تم إطلاقه في عام 2011. يركز البرنامج على الوقاية المبكرة من الراديكالية والتطرف. يقدم نموذج آرهوس مجموعة متنوعة من التدخلات والجهود تجاه الأفراد والجماعات والمجتمعات والجمهور بشكل عام، أي برنامج التوجيه وبرنامج الخروج وأنشطة خلق الوعي. يشتمل نموذج آرهوس على برامج لكل من عمليتي الوقاية المبكرة والخروج. يهدف برنامج الوقاية إلى منع المزيد من التطرف العنيف للشباب الذين لا يمثلون بعد أي خطر أو خطر أمني ولكنهم قد يصبحون خطرين إذا استمرت عملية تطرفهم في اتجاه عنيف (والذين قد يرتكبون بعد ذلك أعمال الإرهاب). برنامج آرهوس موجه إلى الأشخاص المتطرفين بالفعل الذين لديهم نوايا وقدرات لارتكاب جرائم عنف وإرهابية ذات دوافع سياسية ـ أو دينية. الغرض من تدابير مكافحة التطرف واجتثاثه المذكورة أعلاه هو وقف أو إعادة توجيه عمليات التطرف العنيف، وإعادة دمج المقاتلين الأجانب العائدين.
– ألمانيا – برنامج EXIT-Germany : يعد برنامج EXIT -Germany واحد من أكثر البرامج خبرة ونجاحًا لمكافحة التطرف والمساعدة في الخروج. أسسه بيرند واجنر عام 1989، وكان أول من بدأ العمل في هذا المجال. منذ ذلك الحين، تعمل منظمة EXIT -Germany بشكل مستمر لمساعدة الأفراد من جميع الخلفيات، ولكن بشكل أساسي أولئك الذين ينتمون إلى الأوساط المتطرفة للغاية مثل قادة الجماعات و”الجهادية” وقادة الأحزاب، لمغادرة الحركة وتطوير أساليب وبرامج فعالة في هذا المجال. اعتبارًا من عام 2022، نجحت EXIT -Germany في مساعدة أكثر من (800) فرد، بمعدل انتكاسة يبلغ حوالي (3٪). وقد تم الاعتراف بنجاح EXIT -Germany من قبل العديد من المؤسسات والسلطات، وآخرها الحكومة الألمانية والمفوضية الأوروبية ـ الصندوق الاجتماعي الأوروبي.
– فرنسا – مركز الوقاية والاندماج والمواطنة (CPIC): وهو هيئة رسمية تم اطلاقه في سبتمبر 2016 في بونتورني، ويعد أول مركز ينبثق عن برنامج “إعادة الإدماج والمواطنة”، من بين ثلاث عشرة وحدة لمكافحة التطرف (واحدة لكل منطقة كبيرة) وهو أحد الاستجابات التي تقدمها الدولة لرعاية الشباب المتطرفين لذين تتراوح أعمارهم بين (18 – 30) عاماً. وبسبب نقص المتطوعين تم إغلاق المركز بعد أقل من عام على إطلاقه، وذكر وزير الداخلية حينها جيرارد كولومب بأن التجربة لم تكن حاسمة: “لقد أظهرت تجربة هذا المركز، الذي يعمل على أساس طوعي، بان النتائج كانت محدودة، لذلك قررت الحكومة إنهاء التجربة”.
– المملكة المتحدة – برنامج المقاومة وفك الارتباط (DDP): تم اطلاقه في أكتوبر 2016 على إعادة تأهيل الأفراد الذين شاركوا في الإرهاب أو النشاط المرتبط بالإرهاب وتقليل المخاطر التي يشكلونها على المملكة المتحدة. يقدم البرنامج مجموعة من التدخلات المصممة خصيصا بالاعتماد على مجموعات المهارات لمقدمي التدخل المتعددين بما في ذلك الموجهين العمليين والمتخصصين اللاهوتيين والأيديولوجيين بالإضافة إلى تقديم الدعم من خلال التدخل النفسي حيث يتم تحديد هذه الحاجة. وهو يركز على أولئك الذين قضوا أحكاما بالسجن لارتكابهم جرائم إرهابية أو جرائم ذات صلة بالإرهاب ومن المقرر الإفراج عنهم برخصة مراقبة؛ أولئك الذين يخضعون لتدابير التحقيق في منع الإرهاب، وأولئك الذين عادوا من مناطق النزاع في سوريا أو العراق ويخضعون لأوامر الاستبعاد المؤقت. ويتم الإشراف على الأفراد في البرنامج من خلال نهج متعدد الوكالات يشمل شركاء عبر شرطة مكافحة الإرهاب وخدمة السجون والمراقبة التابعة لجلالة الملك. بلغ عدد الذين تلقوا جلسات في برنامج DDP خلال العام 2021-2022 ما يقارب (146) مشارك. محاربة التطرف ـ عوامل النزوح نحو التطرف
**
4- مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ تدابير وتشريعات أساسية
اعتمدت أوروبا خطط وسياسات جديدة لمواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة من الداخل، مع تصاعد حدة العمليات الإرهابية في أوروبا عقب ظهور تنظيم ” داعش” في 2014 وانتقال عدد من قيادات الجماعات المتطرفة لبعض المدن الأوروبية. بعد أن أدركت مخاطر هذه الجماعات المتطرفة داخل أوروبا وامتداداتها مع تلك التنظيمات في سوريا والعراق ومناطق أخرى. اعتمدت أوروبا الجهد الاستخباري والأمني في مواجهة هذه الجماات المتطرفة، وبذلت جهود واسعة لسد الثغرات الأمنية وتعزيزها بالتشريعات من أجل محاربة التطرف، من خلال منابر بعض الجمعيات والمراكز الإسلاموية أو من خلال مراقبة الأنترنيت ووسائل التواصل الأجتماعي.
تدابير حكومية لمكافحة الإرهاب في أوروبا
تتعاون أوروبا في تبادل المعلومات والرقابة على المنصات الإلكترونية وإصدار إجراءات اجتماعية لتعزز عملية دمج الجاليات المسلمة بالمجتمع، وفيما يلي بعض الإجراءات الرئيسية:
الإجراءات التشريعية
انتبه الاتحاد الأوروبي إلى أهمية نهج الاستباق في مكافحة الإرهاب عبر إصدار القوانين خاصة عقب وقوع أوروبا هدفاً في مرمى العمليات الإرهابية وتوغل الجماعات الإسلاموية المتطرفة داخل المؤسسات الدينية والتعليمية والأحزاب بأوروبا، وأطلق مجلس أوروبا في 2015 خطة عمل لمكافحة الإرهاب في المدارس والسجون وعبر الإنترنت لمواجهة الثغرات في قوانين مكافحة الإرهاب والتوافق على مفهوم موحد للإرهاب والتعاون بين الدول الأعضاء في تقديم مرتكبي العمليات الإرهابية للعدالة. وفي 22 أكتوبر 2015 أضاف بروتوكول لاتفاقية مجلس أوروبا لمنع الإرهاب لجعل المشاركة في تأسيس جماعة لغرض الإرهاب والعمل مع تنظيمات متطرفة جريمة جنائية، وجاءت هذه القرارات عقب رصد انضمام نحو (25) ألف مقاتل أجنبي لداعش ليعتمد الاتحاد في 15 مارس 2017 توجه حول مكافحة الإرهاب للتأكيد على أهمية الإطار القانوني في التعامل مع السلوكيات المتعلقة بالأنشطة الإرهابية.
اعتمد الاتحاد في 2020 خطة موحدة لحماية الأمن المجتمعي من الإرهاب بالتعاون التشريعي بين الأعضاء وتبادل المعلومات وتأسيس بنية تحتية رقمية قوية لمواكبة التطورات التكنولوجية، وأقرت المفوضية الأوروبية استراتيجية أمنية جديدة لدول الاتحاد في 24 يوليو 2020 للفترة من 2020 إلى 2025 لجعل البيئة الأوروبية أكثر مرونة في التعامل مع التجنيد الإلكتروني والإرهاب السيبراني، وفي 13 نوفمبر 2020 أعلن الاتحاد تعزيز التشريعات للتصدي للمحتوى المتطرف الإلكتروني ودعم أمن الحدود، وبالكشف عن مخاطر الإخوان داخل أوروبا أصدر البرلمان الأوروبي في نوفمبر 2021 خريطة مفصلة عن نفوذ الإخوان في (10) دول أوروبية للكشف عن مصادر التمويل وسياساتها في اختراق المؤسسات والمساجد.
ورغم الإجراءات الموحدة بالاتحاد إلا أن كل دولة طبقت خططها الخاصة، وفي 3 يونيو 2021 وافقت فرنسا أثناء نقاش مشروع قانون مكافحة الإرهاب على تدابير مستوحاة من حالة الطوارئ المطبقة منذ هجمات باريس 2015، لتضيف إجراءات في قانونين الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب (سيلت) لعام 2017 والاستخبارات لعام 2015. واستهدفت التعديلات تشديد مراقبة الأشخاص الذين سجنوا بعد إدانتهم في جرائم إرهابية وسيصل عدد الذين أمضوا مدة عقوبتهم (163) شخصاً بحلول نهاية 2024. محاربة التطرف في أوروبا ـ صناعة الكراهية، تقييم المعايير والتحديات. بقلم جاسم محمد
وأصدرت ألمانيا تشريعات لتقييد مصادر تمويل الإخوان، وفي 15 مارس 2022 قدم حزب البديل مشروع قانون بشأن مصادر تمويل تيار الإسلام السياسي، وفي 14 مارس 2022 طالب أعضاء بالبرلمان بتعديلات على قانون الانضباط الاتحادي لاستبعاد عناصر اليمين المتطرف من الخدمة العامة، وفي 9 يونيو 2022 نشر البوندستاغ وثيقة تكشف عن وجود داعمين للإخوان داخل مؤسسات سياسية وإعلامية، وفي 19 يوليو 2022 تقدم حزب اليسار بطلب إحاطة للبرلمان حول تمدد الإخوان في ألمانيا وعلاقتهم بإخوان النمسا.
وبالمثل تبنت السويد تشريعات للحد من خطر الإرهاب وفي 16 نوفمبر 2022 أقر البرلمان تعديلات دستورية لتمرير قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب، وشدد في 2 فبراير 2023 من قوانين الانضمام للتنظيمات المتطرفة.
تدابير إنفاذ القانون
اقترحت المفوضية تأسيس مركز أوروبي لمكافحة الإرهاب (ECTC) لدعم وحدات إنفاذ القانون بجمع المعلومات حول المقاتلين الأجانب ومصادر تمويلهم وتسليحهم، بعد هجوم شارلي إيبدو في عام 2015 وتطور عمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن تعزيز سيادة القانون وبناء شرطة حديثة لتأمين الحدود واستخدام الإنترنت في مكافحة التطرف العنيف المؤدي للإرهاب، وفي 13 نوفمبر 2020 شدد الاتحاد من عمليات التفتيش عبر الحدود بمتابعة اتفاقية ” شنغن”، وأقرت المفوضية في 22 مارس 2022 تدابير حول أمن المعلومات والأمن السيبراني للتنسيق بين وكالت إنفاذ القانون لجعل أوروبا أكثر استعداداً لمواجهة أي تهديدات إرهابية.
برز دور “مركز مكافحة الإرهاب” بألمانيا كوسيط بين الشرطة والأجهزة الأمنية برصده المعلومات،عقب هجوم برلين 2016 حيث يعمل مع (40) وكالة أمنية فيدرالية ومحلية، واستحدثت ألمانيا طرق للتعاون مع المنصات الإلكترونية لرقابة تمويل التنظيمات المتطرفة والأشخاص ذات الصلة بها أثناء حركة تنقلهم عبر الحدود الأوروبية.
وكانت تفجيرات بروكسل 2016 نقطة تحول في إجراءات بلجيكا ضد الإرهاب، بإضافة (28) إجراء في مجال الأمن لمكافحة الإرهاب من بينها إجراءات السفر والضوابط على الحدود وفي محطات القطارات والمطارات والاستعانة بالبيانات البيومترية وقانون PNR الخاص بالسفر، لتحسين طرق التحقيق حول التجنيد الإلكتروني واستخدام الجماعات المتطرفة للعملات المشفرة في التمويل والاستقطاب.محاربة التطرف في أوروبا ـ عوامل نمو وظهور الجماعات المتطرفة (ملف)
الجهد الاستخباراتي
تلعب أجهزة الاستخبارات الأوروبية دوراً محورياً في رصد الإرهاب وعرقلة انتشاره، كونها حلقة وصل بين جهات إنفاذ القانون ومراكز مكافحة الإرهاب، وتضم بداخلها وكالات الاستخبارات الوطنية ومركز ” INTDIV” للاستخبارات ومركز عمليات الاتحاد الأوروبي ” SitCen ” وهيئة عمليات الاتحاد ” EUMS” وهيئة الأركان العسكرية للاتحاد ” EUMS” إضافة لليوروبول والمعهد الأوروبي للشرطة والوكالة الأوروبية لحراسة الحدود” فرونتكس “. بدأت إجراءات مواجهة عودة المقاتلين الأجانب عبر أجهزة الاستخبارات في تحديد مخاطر عودتهم بعد هزيمة داعش في سوريا مارس 2019، كثف الاتحاد تعاونه مع دول خارج التكتل لتحديد أعداد المقاتلين الأجانب وشبكات التجنيد في يونيو 2020.
وتعد مكافحة الإرهاب من أولويات عمل وكالة الاستخبارات الفرنسية عبر مجلس المخابرات الوطني ومجلس الأمن القومي والدفاع والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كما ينسق المركز الوطني للبحوث العلمية والتقنية العمل بين الاستخبارات والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب وحوكمة مكافحة الإرهاب وفقاً لأسس التنسيق التشغيلي والترقب.
ورغم توسع مهام الاستخبارات البريطانية (إم آي 5) في فرض رقابة صارمة عبر الإنترنت ووسائل الاتصالات وقيود على التعاملات المالية المشبوهة وتجميع معلومات خارج حدود بريطانيا، إلا أن التحقيقات في 3 مارس 2023 كشفت عن فشل الاستخبارات في منع تفجير مانشستر 2017 رغم امتلاكها معلومات عن منفذ الهجوم.
وبرز دور الاستخبارات الألمانية في تعقب الإخوان ، الجماعات “الجهادية” واليمين المتطرف برصد أعدادهم وكشف روابط بين الإخوان بألمانيا والنمسا وتورطهما في هجمات ضد أوروبا في عامين 2020 و2021، وتنقسم إلى الاستخبارات الداخلية (BfV) المسؤولة عن حماية الدستور وتعقب أنشطة الجماعات المتطرفة، والاستخبارات الخارجية (BND) التي تجمع معلومات بشكل أوسع داخل ألمانيا وخارجها.
ويعمل مكتب حماية الدستور ومكافحة الإرهاب” BVT” بالنمسا في حماية الأجهزة الدستورية وحفظ الأمن، أسست النمسا شبكة جديدة لمكافحة التطرف في أغسطس 2017 وأشرفت الداخلية على عمل الشبكة الوطنية للوقاية ومكافحة التطرف لتجري النمسا إصلاحات على عمل BVT ليتوسع في العمل الاستخباراتي والتحقيقات. وفي 15 مارس 2023 كثفت النمسا من الدوريات الأمنية بعد وصول معلومات للاستخبارات المحلية بشأن هجوم إرهابي في فيينا.
وعقب هجمات بروكسل ركزت الاستخبارات البلجيكية على مراقبة الإخوان لتصدر في نهاية مارس 2022 تقريراً يشير إلى أن جماعة الإخوان تمثل تهديداً لخلقها مناخاً من الاستقطاب والفصل داخل المجتمع البلجيكي واختراق مؤسسات الدولة.
التدخلات الاجتماعية
اتجهت أوروبا إلى إجراء حوار مشترك مع المؤسسات المسؤولة عن الجاليات المسلمة وتفعيل دور المؤسسات الحكومية المنوطة بدمجهم ودعم التماسك الاجتماعي مع إعداد برامج تأهيل للمقاتلين الأجانب وعائلاتهم بعد عودتهم.
واستحدثت ألمانيا في 2006 ” مؤتمر الإسلام” لتحقيق دمج المسلمين وتعزيز دور المساجد بالمجتمع، وأقر برلمان بافاريا مشروع تدريس مادة التربية الإسلامية وأصدرت مدن إجراءات أمنية لحماية المساجد، لتضع في 12 مارس 2021 خارطة للاندماج في نظام التعليم وسوق العمل للتصدي لمفهوم التمييز ضد المسلمين، وفي 21 نوفمبر 2021 أطلقت مشروع تدريب الأئمة منعاً لتسلل أي خطاب متطرف بالمساجد.
ونقحت فرنسا المصطلحات الخاصة بالإرهاب خلال عامي 2015 و2017 للتغلب على الإسلاموفوبيا، وفي 16 فبراير 2021 أقر البرلمان الفرنسي مشروع قانون مكافحة ” الانفصالية” لإرساء المبادئ الجمهورية ومحاربة الإرهاب، بينما تعد بلجيكا دورات تعلم اللغات الوطنية ودورات لدعم التكامل المهني والاجتماعي كوسيلة لدمج الأفراد بالمجتمع البلجيكي وحمايتهم من مخاطر التطرف. وعبر صندوق الاندماج النمساوي تقدم النمسا دورات تدريبية في اللغة وبعض المهن لضمان حصول المسلمين على فرصهم في التعلم والعمل.محاربة التطرف في أوروبا ـ استراتيجيات معالجة التطرف العنيف
التعاون الدولي
يتعاون الاتحاد مع الولايات المتحدة في تضييق الخناق على بعض الجماعات مثل حزب الله والعمل معاً على الجوانب التشريعية والمعلوماتية والقضائية لوقف مصادر التمويل والتسلح للجماعات المتطرفة، واهتم التكتل الأوروبي بالتعاون مع دول أفريقيا في مجالات تدريب القوات الأمنية والجهات القضائية لتبادل الخبرات في مواجهة العناصر المتطرفة والحد من توسع رقعة الإرهاب حول العالم عبر تعزيز الأمن الحدودي مع دول الجوار.
**
تقييم وقراءة مستقبلية
– أصبحت الهجمات صغيرة وغير منظمة وغير معقدة على نطاق أوروبا لاسيما في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا. ويعد فهم دوافع وتكتيكات الجماعات المتطرفة لتنفيذ هجمات ضروري لتطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة الإرهاب.
– يعكس التغيّر في طبيعة الهجمات في أوروبا تحسن الأمن الأوروبي، ويرجع ذلك إلى تعزيز التعاون على مستوى التكتل، وتشديد أعمال الرقابة عموما ومراقبة الحدود.
– تكمن مشكلة التهديدات الإرهابية المحتملة في أوروبا في “الذئاب المنفردة ” لصعوبة التنبؤ بها، كما أن منع هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.
– بات متوقعاً أن تساهم الاستراتيجيات الأوروبية لمكافحة الإرهاب” في الحد من أي هجمات محتملة، وأن يشهد منحنى الإرهاب في أوروبا خلال عام 2023 انخفاضاً في عدد العمليات. ومن المرجح في المدى المتوسط والطويل استمرار مخاطر وتهديدات الذئاب المنفردة المنتشرة في أوروبا.
– لا تزال هناك احتمالية كبيرة أن تستمر الجماعات المتطرفة باستخدام السيارات المفخخة، وأن تستنسخ الوسائل التي يستخدمونها في الشرق الأوسط لاستخدامها في أوروبا. ومن المرجح في المدى المتوسط والطويل استمرار مخاطر وتهديدات الذئاب المنفردة المنتشرة في أوروبا.
**
– تسمح منصات التواصل الاجتماعي بالوصول إلى فئة كبيرة ومتنوعة من الأفراد لتنسيق الهجمات ومشاركة الدعاية المتطرفة. ويمثل استمرار وجود المجتوى المتطرف على شبكة الإنترنت خطرا كبيرا على المجتمع ككل
– أصبحت أنشطة ودعوات الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت أحد أهم العوامل في الهجمات التي نفذت داخل أوروبا، وبات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل “Facebook و Twitter و YouTube” والدعاية عبر الإنترنت تكتيكا رئيسيا لاستقطاب وتجنيد الشباب والمراهقين في أوروبا.
– وفرت المنتديات وتطبيقات المراسلة المشفرة مثل ” Telegram و WhatsApp ” وسيلة آمنة للتوصال بين الجماعات المتطرفة، وقد يصعب على الأجهزة الأمنية مراقبتها، واستغلت الجماعات “السلفية الجهادية” الـ”Dark Web ” كقنوات لنشر التطرف والاستقطاب والتجنيد.
– تنظر الجماعات المتطرفة إلى العملات المشفرة والرقمية كأداة مهمة لنشر الإيديولوجيات المتطرفة وتوسيع قدراتها على التجنيد والاستقطاب. لذلك تنامى قلق الأجهزة الأمنية الأوروبية بشأن الاستخدام المحتمل للتقنيات الجديدة والناشئة بما في ذلك الأصول الافتراضية مثل العملات المشفرة لأغراض متطرفة.
– بات متوقعاً خلال عام 2023 أن تشكل منصات الألعاب على الإنترنت وسيلة للتواصل وتجنيد أعضاء جدد. ومن االمتوقع أن تكون الاستراتيجيات الجديدة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية أداة فعالة وناجعة لمواجهة تهديدات ومخاطر الجماعات المتطرفة على الإنترنت، ومن المرجح أن تتبني الجكومات الأوروبية مقترحات جديد بشأن إزالة المحتوى المتطرف على المستوى الوطني.
**
– أصبح منع التطرف العنيف مصدر قلق لصانعي السياسات على جميع المستويات، من الحكومات البلدية إلى المنظمات الدولية. وبالتالي فإن السمة المشتركة للسياسة على جميع المستويات هي الدعوة إلى التعاون بين مختلف القطاعات والمهنيين والمنظمات والمجتمعات.
– لا تأخذ السياسات الأمنية الحالية ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف في الاعتبار بشكل كاف العوامل طويلة الأجل والاجتماعية والاقتصادية على المستويين الوطني والأوروبي. هناك حاجة إلى نهج مجتمعي طويل الأجل في سياسات مكافحة التطرف.
– لا يكفي مجرد الرد على تهديد التطرف العنيف بمجرد ظهوره. من الضروري العمل على جذور العنف قبل ظهوره، أو على الأقل التدخل في أقرب وقت ممكن في عملية التطرف العنيف. وهذا يعني القدرة على تحديد الأفراد الذين يحتمل أن يكونوا معرضين لخطر التطرف العنيف ودعمهم من أجل إعادة توجيه حياتهم نحو اللاعنف. ولهذا تم اتخاذ إجراءات هامة على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل تحسين التدابير التي تعالج أسباب الإرهاب وتعزيز تعاون وكالات إنفاذ القانون وتبادل المعلومات.
– يعتبر منع التطرف من بين مجالات التدخل “في حالة تقدم” في الإتحاد الأوروبي، ويتم الاعتراف بالدور الأساسي الذي تلعبه RAN بالإضافة إلى أهمية وجود استراتيجية شاملة لمعالجة التطرف حيث يعتبر العمل متعدد الوكالات وتبادل المعلومات والتواصل والحوار مرة أخرى أدوات قوية ولا غنى عنها جنباً إلى جنب مع الحاجة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال النظم التعليمية.
– رغم ما سبق، من المهم ملاحظة أنه من الصعب قياس فعالية برامج إزالة التطرف والاندماج الاجتماعي، وهناك نقاش مستمر حول أفضل الأساليب لمنع التطرف وإعادة دمج المقاتلين الأجانب العائدين. ومع ذلك، فإن هذه البرامج هي جزء مهم من الجهود المبذولة لمنع الإرهاب وتعزيز التماسك الاجتماعي في أوروبا.
– يعتبر المجتمع المدني لاعباً مهماً في منع التطرف العنيف، وخاصة الجهات الفاعلة مثل المنظمات غير الحكومية والمجتمعات الدينية والمتطرفين السابقين وحتى ضحايا الإرهاب، وجميعهم يمكنهم تقديم مساهمة قيمة في منع التطرف من خلال تعزيز التماسك الاجتماعي والشعور بالإدماج داخل المجتمعات والأفراد الذين يعملون معهم. والسياسات الداعمة للبرامج والمشاريع التعليمية المناسبة أساسية لتعزيز الإدماج الاجتماعي والتمسك النشط بالقيم الأوروبية المتمثلة في الحرية والتسامح والتفاهم المتبادل وعدم التمييز، لأنه بذلك يمكن تجنب إنشاء ما يسمى ببؤر الإرهاب. لذلك، فإن التعليم معترف به على نطاق واسع كمفتاح لمنع التطرف، ودور المعلمين حساس للغاية لأن مهمتهم الرئيسية هي ضمان عملية تعليمية تعزز تنمية المهارات والقدرات وخاصة القدرة على التفكير النقدي.
– على المدى الطويل، لا بد من تعزيز الاستراتيجيات والتدابير خارج الإطار الأمني، والاتجاه نحو إنشاء أدوات واستراتيجيات وبرامج وشبكات لإلهام وتشجيع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تطوير سياسات وأدوات تهدف إلى منع ومكافحة التطرف الذي يؤدي إلى التطرف العنيف.
**
– رغم اتخاذ أوروبا إجراءات بشأن مكافحة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر، إلا أن هذه الإجراءات كانت متحفظة نوعاً ما في مواجهة مخاطر الإرهاب والحد من نفوذ جماعة الإخوان والجماعات “الجهادية” والبحث عن الأسباب الحقيقة وراء انتشار الإرهاب، لذا دفعت موجة الهجمات الإرهابية التي استهدفت أوروبا بعد ظهور داعش، دول الاتحاد إلى تشديد الإجراءات الأمنية عبر الحدود والتعاون سوياً في تعقب العناصر المتطرفة وعلاقتها بالإخوان والجماعات “الجهادية” داخل أوروبا وخارجها.
– وأصبحت أجهزة الاستخبارات الأوروبية أكثر جرأة في الحديث عن جماعة الإخوان والكشف عن وثائق تشير إلى خطورتها على الأمن المجتمعي، ومن هنا تم ترحيل بعض الأشخاص وحل بعض الجمعيات والمؤسسات ذات الصلة بالإخوان خلال الثلاث أعوام الأخيرة، وكان السبب الرئيسي وراء هذا التحول في استراتيجية أوروبا هو توسع التجنيد الإلكتروني من قبل داعش والإخوان خلال جائحة كورونا، ما أدى لتعالي الأصوات بين السياسيين ومن ثم الضغط على الحكومات لاتخاذ خطوات صارمة لمكافحة الإرهاب.
– وبالنظر إلى استراتيجية الجماعات المتطرفة التي تعتمد على التخفي في اختراق المجتمعات الأوروبية ونشر الخطاب المتطرف واستقطاب العناصر إليها لتتمدد تدريجياً داخل المؤسسات الدينية والمجتمعية والسياسية، الأمر الذي يصعب مهمة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الكشف عن هذه الجماعات ومن ثم تعرقل عملية حل المؤسسات والجمعيات التي تعمل تحت مظلتها، وتصبح مهمة إقرار التشريعات اللازمة لمكافحة الإرهاب مهمة ثقيلة على عاتق الدول الأوروبية ما يزيد من احتمالية توسع الإرهاب بداخلها.
– وربما تواجه إجراءات أوروبا في محاربة الإرهاب تحديات أخرى تتعلق بمخاوف السياسيين من انتهاك الإجراءات للحريات الدينية وحقوق الإنسان، الأمر الذي قد تستغله بعض الجماعات المتطرفة كذريعة لتعطيل تمرير بعض القوانين المناهضة للإرهاب خاصة بعد اختراق هذه الجماعات للمؤسسات التشريعية والتنفيذية في أوروبا.
– ما ينبغي أن تقوم به أوروبا هو سد الثغرات التي من الممكن أن تعرقل خطوات محاربة الإرهاب بالتوازن بين إجراءات أمنية مشددة والحفاظ على الحريات والحقوق التي تكفلها القوانين الأوروبية والدولية.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=87814
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
ISIS Can’t Even Direct Lone-Wolf Attacks Anymore
https://bit.ly/438RzXP
الإرهاب الجديد في أوروبا.. عنف عبثي بدوافع أخرى
https://bit.ly/3K80VdN
تركيا تحذر مواطنيها من خطر تعرضهم لهجمات في أمريكا وأوروبا
https://bit.ly/3zrlRaT
السفارة الأميركية بتركيا تصدر تحذيرا جديدا من هجمات إرهابية …
https://arbne.ws/40ZFvGu
اليونان تعلن تفكيك “شبكة إرهابية” كانت تخطط لهجمات ضد أهداف يهودية
https://bit.ly/432bqrE
**
Extremist Content Online: Pro-ISIS Content On Facebook Encourages Terror Attacks In Europe
https://bit.ly/3GnLsoR
Growing concern in Europe over violent online extremism
https://bit.ly/3Uc2uMq
Dark web jihad: exploring the militant Islamist information ecosystem on The Onion Router
https://bit.ly/43aXlIr
الداخلية الفرنسية تطالب بإغلاق صفحة مجموعة FRDETER اليمينية المتطرفة عبر “تلغرام”
https://bit.ly/3mgUkWr
فرنسا: بدء محاكمة مجموعة “بارجول” اليمينية المتطرفة المتهمة بالتخطيط “لقتل ماكرون”
https://bit.ly/43lFq26
خبراء: التطرف يعشعش في عالم ألعاب الفيديو
https://bit.ly/40QqOGb
**
Factsheet: Desistance and Disengagement Programme
https://bit.ly/3mxH400
EU policies for preventing violent extremism: a new paradigm for action?
https://bit.ly/3o0nTfs
RADICALISATION AWARENESS NETWORK
https://bit.ly/3GGux14
Aarhus Model
https://bit.ly/414Wrfd
EXIT-Deutschland
https://bit.ly/43qATvg
EXIT-Germany | We Provide Ways Out Of Extremism
https://bit.ly/400J4vf
**
Counter-terrorism instruments
https://bit.ly/3KmUaVK
أين وصلت ألمانيا في مكافحة خطر “الإرهاب الإسلاموي”؟
https://bit.ly/3ZN1Ztn
السويد: البرلمان يُقرّ تعديلات دستورية لتعزيز قانون مكافحة الإرهاب تمهيدا للدخول في حلف الناتو
https://bit.ly/3KHmVh0
Germany’s Evolving Counter-Extremism Policy Towards the Muslim Brotherhood
https://bit.ly/3nVooYk
أدوات الدولة الفرنسية لمكافحة الإسلاموية: التدابير وأوجه القصور
https://bit.ly/3mmCYaH
NATIONAL INTELLIGENCE AND COUNTER-TERRORISM COORDINATION
https://bit.ly/3Kpu2tl
Measures to eliminate international terrorism – Belgian contribution
https://bit.ly/41aLdWm